لتتبعن سنن من كان قبلكم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          دولة الموحدين - ملوك دولة الموحدين عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده يعقوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          16طريقة تجلب بها البركة لبيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ألا تشعرين بالحر ؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          المرأة عند الإغريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          القاضي الفارس الفرج بن كنانة وأسد بن الفرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مجموع الأثبات الحديثية لآل الكزبري الدمشقيين وسيرهم وإجازاتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من مواعظ الإمام سفيان الثوري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أولادنا... هل نستوعبهم؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-01-2020, 03:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,967
الدولة : Egypt
افتراضي لتتبعن سنن من كان قبلكم

لتتبعن سنن من كان قبلكم











الشيخ عبدالرحمن الوكيل













من دلائل النبوة القدسية الخالدة - وكلها حق سماوي الإشعاع، وهدي إلهي الإشراق - هذا الوحي المقدس الذي شعت به روح النبي الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، فجعله يقول: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه". قالوا: يا رسول الله اليهود النصارى؟ قال: "فمن"؟[1].









ولكي يغمر اليقين المطمئن بصدق النبوة قلبك ارجع البصر والنظر ينقلب إليك البصر محزون الدموع. والقلب واهي الضلوع؛ والفكر داميًا منكوء الجراح. وأقتبس لك من سنا القرآن قبسًا يضيء لك في التيه الحزين. وعلى أشعته الإلهية انظر حواليك.









فيا مؤمن القلب، هل ترى إسلامًا ومسلمين؟؟ أو أنك - أيان حل بك الركب ترى مجوسية ومجوسيين، ويهودية ويهوديين، ونصرانية ونصرانيين؟ ترى كل هذه الوثنيات التي عربد فيها الكفر وتنزى منها الشرك صورة مسخًا شائهًا ووثنًا معبودًا، سمي تصوفًا وصوفيين؟؟









ترى في الأمم التي تزعم أنها إسلامية زندقة المجوسية، وكفر اليهودية، وشرك النصرانية زاعمة عن جحود للحق أن ذلك هو الإسلام في حقائقه العلوية الهادية وما يقوم ببث هذه المجوسية الداعرة، وتلك اليهودية الكافرة والنصرانية الفاجرة سوى أولئك الذين لبسوا قناعًا، اسمه التصوف، فكادوا للدين وأتوا بنيانه من القواعد. كل هذا والعلماء يقولون: فليتصوف من شاء أن يتذوق الحقيقة في قداستها وخلودها. ولماذا أيها العلماء؟ يجيبون: إن الدين حقيقة وشريعة. ومن أنتم أيها السادة؟ نحن أهل الشريعة. أما الصوفية فهم أرباب الحقيقة نحن أهل الرسوم والظاهر. والصوفية أرباب المعاني والباطن المقدس.









وبأيهما جاء محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم بالشريعة أم الحقيقة؟ ولكن كتاب الله يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3].









ويقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزلَ إِلَيْكَ ﴾ [المائدة: 67].









وليس في ديننا الكامل - وقد بلغه الرسول صلى الله عليه وسلم - آية نعرف منها ما تزعمون أنه شريعة وحقيقة وإنما نعرف شريعة فحسب، هي الحق والصدق. وهي كل شيء يسير الكون بهداه: وهي المثل الأعلى لكل ما يسمو بالنفوس إلى أوج المجد والرقي والحضارة العظمى، والمثل العليا للأخلاق. إنها استوعبت الخير في سماحته، والحق في قدسيته، والهدى في وضاءته، والسعادة الروحية التي تجعل من المؤمن إنسانًا تجري تحت قدمه الدنيا وجلة مذعورة، لأنه إنسان في حقيقته الكاملة، يفوح منها أرج الإيمان، وتسمو بذاتيتها، لله عزة عبوديتها الخالصة.









ذلك بعض ما يوحيه إلينا ديننا الخالد من معانيه فما بين لنا الكتاب الكريم ولا السنة المطهرة. أن ديننا جزآن. جزء اسمه الشريعة وآخر اسمه الحقيقة وللشريعة العلماء البدائيون، وللحقيقة المتصوفة المتحققون بالحق وللحق فأين هي الحقيقة أيها العلماء العبيد الأذلاء للصوفية؟ أأبداها محمد صلى الله عليه وسلم أم أخفاها!؟ أنتم تقرون معنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبين لنا شيئًا اسمه الحقيقة حسب اصطلاحكم. ولا الفرقان الخالد فيه ما تزعمون فلم يبق إلا أمر واحد هو أن محمدًا صلى الله عليه وسلم كتم تلك الحقيقة. فيكون الرسول على زعمكم قد خان الرسالة.!! فكل قائل بالحقيقة من السادة العلماء وآلهتهم الصوفية إنما يطوي النفس على فهم خبيث وهو أن محمدًا صلى الله عليه وسلم خان ربه فلم يبلغ رسالته.!! وإلى مثل هذا الفهم ذهب ابن عربي في كتابه (فصوص الحكم) بالفص النوحي وبالفص المحمدي. فاقرأهما إن شئت يا من تؤمن بابن عربي وأبالسته وتكفر بالله وملائكته. يا من تصدق ابن عربي وتكذب محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم. محمدًا الذي يبغضه بعض زعماء الصوفية لأنه بيَّن الفرق. أي فرَّق بين الخلق والخالق والعابد والمعبود! بينما الله أمره أن يبين القرآن، أي أن لا فرق بين خالق ومخلوق ومعبود وعبيد؟![2]. تعاليت يا رب سبحانك: خلقتهم ليعبدوك فذهبوا يطلبون منك أن تكون يا رب أنت العبد والعابد!! فالله عند ابن عربي:








ويكنى في حالة بإله
ويكنى في حالة بالعبيد








وما تعودت - وأنت يا رب شهيد - اختلافًا على فئة. ولا افتراءً على قوم. وإنما عن روية ما أكتب، تاركًا ورائي حتى الذي قد لا يتوهم الوهم أن فيه ظنًا من الحق. وما أكتب غير الصريح القاطع الدلالة. وما أبالي بعد أأرضيت بالحق الساطع فئة أغواها شيطان الصوفية، فصفدها بأغلاله وراء ركبه المغذ السرى إلى هاويتي الدنيا والآخرة: الشرك وغائر الأعماق من سقر. ما أبالي أأرضيت بالصدق فئة تلمست توحيد الله في شرك الصوفية. والإيمان في كفرهم. أم أثرت غضبهم عارمًا، وحنقهم متلظي الأحقاد. فما نكتب لنرضي فريقًا. وإنما لنتبين الحق أبلج والحقيقة ساطعة، ابتغاء وجه ربك ذي الجلال والإكرام مستلهمين الهدى مستمتطرين الرضى. ضارعين إليه أن يغفر لنا، إن دفعنا الحماس الديني وحمية الشباب إلى إغلاظ القول وإن كان ربنا يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾ [التوبة: 73]، وما نغلظ القول طواعية: ولكنه الشعور الثائر الفائر. والحمية الملتهبة المستعرة يدفعان القلب إلى أن ينفس عن ثورته فيصدع بالحق لا يحد من قوته حياء. ولا يغض من سلطانه الباطش خجل، ولا يحول بينه وبين التدمير رعاية للشعور من أحد، فإن الذي تنفس به القلم لدين الله مبتغيًا به وجه الله.









فما يثيرك بل يكاد يسلبك رشدك أن يتنمر الجاني عليك بقوله لك: أيها المجرم، وأن يقال لك وأنت الموحد: أيها الملحد المشرك، ما أقساها على النفس، ويالله ما أشدها فجيعة ووجيعة: أن تكون الضحية هي الجانية، وأن يوجبوا على القتيل لثم خنجر القاتل!! أفيلام البريء إذا اشتكى ظالمه؟ وهل تلام الضحية إذا دلت على المجرم؟ هل يلام المؤمن الذي يستنصر ربه لدينه أو إذا أذن بين المؤمنين "ألا أيها النوام ويحكم هبوا" فقد استيقظ الشرك وعربد؟ أيلام الحارس إذا أمسك باللص؟! بودي أن أهمس في أذن الساخطين الغاضبين للصوفية: أئذا أوذي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم رضيتم؟ وإذا أبرزت حقيقة الصوفية سخطتم؟ تالله لقد عبد الصوفية الله بزعمهم بدم البغايا[3] وبالسحت لطخته دماء مسفوحة الأعراض. يجمعون المال باسم السيد وينكصون على أعقابهم إذا طولبوا بزكاة الله؟ ويظلون طيلة الليل معربدين في حلقاتهم الماجنة، وينامون عن صلاة الله؟ ويجترحون أدنأ الآثام إرضاءً كما يزعمون - لقدر الله!! ويسفح الدرويش عرض الدرويشة، إذا جاءهما بذلك الإذن من الله!![4].









ذلك أهون ما يرتكب الصوفية من منكر في الأخلاق فما بالك بكبائرهم فيها وبما يجنونه على العقيدة. استباحوا الشرك باسم الله، وسفحوا الأعراض باسم الله. تلك هي عقيدة الصوفية وذلك هو بعض ما يعملون.









ولنعد إلى ما نحن بصدده غير آبهين بقول القائلين أو عزل العازلين.









أقول: قطع هذا الحديث النبوي الشريف بأن من هذه الأمة من سيتبع سنن اليهود والنصارى في أكبر الكبائر وأصغر الصغائر التي اقترفوها باسم الدين ولطخوا بقارها وجه الدين.









ولقد أردنا في مقالتنا هذه أن نشير إشارة عارضة - لا شاملة، ولا مستوعبة- إلى ما جناه الناس على الإسلام مقتدين في ذلك باليهود والنصارى مصداقًا للحديث الشريف.









في العقيدة:




قال النصارى إن روح الله حلت في عيسى[5] وقالت اليهود عزير[6] ابن الله.









رغم أنه ورد في كتبهم الموجودة بأيدينا اليوم ما يقرر وحدانية الله ففي الإصحاح العشرين من سفر الخروج يقول الله لموسى:"أنا الرب إلهك الذي أخرجك من بيت العبودية. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن[7] لأني أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي" وجاء في الإصحاح الثاني عشر من إنجيل مرقس:"فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون فلما - رأى أنه أجابهم حسنًا سأله أية وصية هي أول الكل. فأجابه يسوع أن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا واحد" ثم بعد ذلك يقول:"فقال له الكاتب جيدًا يا معلم. بالحق قلت لأن الله واحد وليس آخر سواه" وفي سفر أشعيا من العهد القديم إصحاح 45:"أنا الرب وليس آخر لا إله سواي نطقتك وأنت لم تعرفني لكن يعلو من مشرق الشمس ومن مغربها أن ليس غيري أنا الرب وليس آخر" وفي إصحاحه 46 يقول:"اذكروا الأوليات منذ القديم لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثله مخبر منذ البدء بالأخير ومنذ القديم بما لم يفعل" وفي إنجيل متى من إصحاحه التاسع عشر نجد هذه المحادثة بين المسيح وأحد الفريسيين:"قال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية فقال له لماذا تدعوني صالحًا ليس أحد صالحًا إلا واحدًا وهو الله" وفي إنجيل يوحنا يعترف برسالة عيسى في الإصحاح 8:"إني خرجت من قبل الله لأني لم آت من نفسي بل ذاك أرسلني" والمتحدث عيسى وفي إصحاحه 17 اعتراف أصرح يخاطب عيسى ربه بقوله:"وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" من هذه النصوص نعرف أن الاعتراف بوحدانية الله وأنه لا يصح أن يعبد سواه موجود حتى في الكتب التي بين أيدينا الآن والتي ثبت التحريف فيها. وهذا ما يقوله إنجيل برنابا في الفصل الثالث والتسعين يقول يسوع: "إني أشهد أمام السماء وأشهد كل ساكن على الأرض أني بريء من كل ما قال الناس عني من أني أعظم من بشر لأني بشر مولود من امرأة وعرضة لحكم الله أعيش كسائر البشر عرضة للشقاء العام" وهذا الإنجيل منسوب إلى قديس من النصارى وكشف بين المسيحيين وفي مكاتب أناس لا يتهمون أبدًا بالكيد للمسيحية رغم كل هذا فالنصارى يؤمنون بألوهية المسيح بأن روح الله حلت فيه ويؤمن اليهود غضب الله عليهم ولعنهم بأن عزيرًا ابن الله.









فهل آمن بمثل هذا بعض المسلمين - أستغفر الله - بعض من يزعمون أنهم مسلمون بل سادة المسلمين وزعماؤهم؟ أن الله عند النصارى تجسد في عيسى أما عند الشيخ الأكبر زعيم الصوفية ابن عربي فيقول في كتابه الفصوص: "إن العارف من يرى الحق في كل شيء بل يراه عين كل شيء"[8] ويرى أن الله ظهر في صورة العجل الذي عبده بنو إسرائيل وإليك: "وكان موسى عليه السلام أعلم بالأمر من هرون لأنه علم ما عبده أصحاب العجل لعلمه بأن الله قد قضى ألا يعبد إلا إياه وما حكم بشيء إلا وقع"[9] ويشرحها بالي أفندي تلميذ ابن عربي فكانت العبادة في علم موسى للحق الظاهر في صورة العجل لا العجل، ويقول ابن عربي في الفصوص: "ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات وأخبر بذلك عن نفسه وبصفات النقص وبصفات الذم"[10] ويقول: "إن الإله المطلق لا يسعه شيء لأنه عين الأشياء وعين نفسه"[11] لست في حاجة إلى أن أقول إن كفر النصارى خير من هذا الكفر فالنصارى يجعلون الله حالًا في عيسى وهو على كل حال بشر ممتاز نظيف. أما ابن عربي شيخ الصوفية الأكبر. فيرى الله عين كل شيء ومن الأشياء الخنازير والخنافس بل يطلق اسم الشيء على ما ينزل منك من قذر....










اللهم تعاليت تعاليت سبحانك بعض طيبي القلوب يقولون إن ابن عربي مضى وانقضى. ولكن ما مضى ابن عربي. فالمؤمنون بقداسته باقون وكتبه وأشعاره يتعبد بها المتعبدون اليوم. وما ذكر اسمه بينهم إلا قيل عنه: "شيخنا الأكبر رضي الله عنه" ثم الله عند هؤلاء كان وجودًا مطلقًا فأحب أن يرى نفسه فتعين فظهر في الصورة المحمدية فعيسى ابن الله عند النصارى وعزير ابن الله عند اليهود.









أما محمد عند الصوفية فلا بد أن يكون أعظم، لا بد أن يكون هو الله.. وهذه النظرية يشرحها محمد بهاء الدين البيطار خادم الطريقة الأحمدية الإدريسية بقوله: "ثم إن هذا المحب الذي أحب أن يعرف تنفس صبح ذاته بسبب الحب الذاتي من ليل غيبه العمائي وقد كان عسعس بالمرتبة العمائية فظهر لنفسه في أحسن تقويم نورًا إنسانيًا جامعًا وحقيقة محمدية فانبلجت حقائق الذات لنفسها بهذا المظهر الذاتي الجامع فظهرت من الحقيقة العمائية - بفيض أسماء النور المبين - حقائق الوجود وكانت حقيقة الحق عين الشاهد والمشهود. وقد أشار سيدي مصطفى البكري لهذا المعنى بقوله: بعماء كنت به أزلًا بمحمد من جاء بالبلج... وذلك معنى فتح ظهور العالم من نور حقيقته"[12] يقول الرجل: إن الله كان وجودًا مطلقًا ولما كان يحب نفسه أراد بسبب هذا الحب أن يرى نفسه في وجود متعين أي في وجود محس فظهر لنفسه في صورة هي الحقيقة المحمدية. وهو معنى بيت البكري في قصيدته المنبهجة التي يرتلها الصوفية قبيل صلاة الفجر زاعمين أنهم بها يستمطرون الله فرجه ورحمته!!









ويقول النابلسي في شرح صلاة ابن مشيش ما يأتي نصه: "ما صلى على محمد إلا محمد لأن صلاة العبيد عليه صدرت منهم بأمره من صورة اسمه فميم اسم محمد رأس صورة آدم المكرم وهذا الحكم جار فيها من آدم فميم اسمه نطقت بالصلاة عليه وكذلك كل عبادة صدرت من آدم وبنيه فإنها بأمره صلى الله عليه وسلم إذ هو - تعالى - اسمه"[13] وما زال حتى اليوم يقال على المآذن يا أول خلق الله ويفهم المسيحيون أن الله خلق العالم بالكلمة التي هي عيسى متجسدة. ويفهم الصوفية - لا المسلمون لأن المسلمين يفهمون في محمد صلى الله عليه وسلم أنه بشر رسول - في محمد أنه لولاه ما خلق الكون. وأن الموجودات خلقت من نوره. وفي مولد المناوي الذي ما يزال يتغنى به إلى اليوم يقول: "لولاه ما كان ملك الله منتظمًا" ويقول أبو الطيب الحسن بن يوسف في شرحه لصلاة ابن مشيش ما يأتي[14]: "وإذا نظرت بعين الحقيقة فما صلى على محمد غير محمد فإن الله خلق آدم وولده أجمعين على صورة حروف اسمه كي لا يرى بالبصر إلا اسمه فجعل الميم الأولى هي الرأس والحاء هي البدن والميم هي البطن والدال هي الفخذان والساقان وإنما خرجت النباتات والبهائم والآلات والمعادن والجواهر والإناث وسائر الأشخاص عن هذه الصورة المحمدية". وفي كتاب الله هذه الآية القاطعة: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ﴾ [فصلت: 6]، لو اكتفى بلفظ بشر فلربما ظن أنه بشر من نوع ممتاز غيرنا. ولكنه عقب عليها بـ ﴿ مِثْلُكُمْ ﴾ فكانت فصل الخطاب في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق مما خلقنا منه فليس من نور: أو ليس روحًا من الله أو ليس هو الله.... فماذا يقول المسلم؟ أيصدق الله وكتابه أم ابن عربي وأذنابه؟









[1] رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري.


[2] معنى كلمة (قران) عند ابن عربي الاقتران، ضد الفرق. وهو يستعملها دائماً بمعنى الجمع، أي اتحاد المخلوق بالخالق.

[3] قص لي صوفي تائب أن شيخه كانت أكبر دراويشه بغي، وكانوا كلما جاعوا أكلوا من كسبها الحلال.


[4] قال لي شاب تاب عن الصوفية: إنه راود درويشة عن نفسها فغضبت، ثم رضيت لأن الله أذن لها بزعمها!!

[5] اختلف المسيحيون قديماً في طبيعة المسيح، فكان جماعة وعلى رأسهم رجل مصري نابغة اسمه أريوس يؤمنون ببشريته وأنه رسول. وبهذا الرأي الحق كان يؤمن أسقف نيقودنية وأسقف مقدونية وأسقف فلسطين وكنيسة أسيوط. وكانت كنيسة الإسكندرية هي التي تحاربه فلهذا ولبعض أسباب أخرى اجتمع مجمع نيقية سنة 226 وتدخل فيه امبراطور الرومان فقرر المجمع ألوهية المسيح وأنه من جوهر الله وأنه قديم بقدمه وبعده عقد المجمع القسطنطيني الأول سنة 381 ويقول ابن البطريق في قراراته: "زادوا في الأمانة التي وضعها الثلاثمائة والثمانية عشر أسقفاً الذين اجتمعوا في نيقية الإيمان بروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب الذي هو مع الآب والابن مسجود له وممجد وثبتوا أن الآب والابن وروح القدس ثلاثة أقانيم وثلاثة وجوه وثلاث خواص وحدية في تثليث وتثليث في وحدية كيان واحد في ثلاثة أقانيم إله واحد جوهر واحد طبيعة واحدة" فتقرر التثليث إذن في هذا المجمع بعد هذا جهر نسطور بأن هناك أقنوماً وطبيعة فأقنوم الألوهية من الأب وتنسب إليه طبيعة الإنسان وقد ولدت من مريم فمريم أم الإنسان وليست أم الإله وينقل ابن البطريق رأيه فيقول عنه: "إن هذا الإنسان الذي يقول إن المسيح بالمحبة متحد مع الابن ويقال إنه الله وابن الله ليس بالحقيقة ولكن بالموهبة" فانعقد لهذا مجمع أفسس الأول سنة 431 وقرر ما يذكره لنا ابن البطريق: "أن مريم العذراء والدة الله وأن المسيح إله حق وإنسان معروف بطبيعتين متوحد في الأقنوم" ثم اجتمع مجمع خليكودنيه سنة 451 وقرر للقضاء المبرم على نحلة نسطور ما يذكره أيضاً ابن البطريق "أن مريم العذراء ولدت إلهاً ربنا يسوع المسيح الذي هو مع أبيه في الطبيعة الإلهية ومع الناس في الطبيعة الإنسانية"، هذه أهم المجامع التي أرست أساس العقيدة المسيحية في التثليث ومنها نرى أن ألوهية المسيح لم تكن مقررة قبل هذه المجامع ولا مجمعاً عليها مما يدل دلالة قاطعة على أن كتبهم حتى الزائفة منها ليس فيها تصريح قاطع بألوهية المسيح.

[6] عزيرٌ هو الذي يسميه أهل الكتاب عزرا وهو من كهان اليهود ومن أبرع كتابهم كان يسكن بابل سنة 457 ق م وهو الذي جمع أسفار اليهود وكان بعض يهود المدينة يطلقون عليه لقب ابن الله روى ابن إسحاق وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سلام بن مشكم والنعمان بن أوفى وأبو أنس وشاس بن قيس ومالك بن الصيف فقالوا: كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا وأنت لا تزعم أن عزيراً ابن الله" ومن المعلوم أن التوراة التي كتبها موسى ووضعت في تابوت العهد لم يجد منها سليمان حين فتح التابوت غير لوحين كما جاء في سفر الملوك وأن عزرا هو الذي سطر التوراة بعد النبي بالكلدانية ممتزجة باللغة العبرانية.

[7] حتى في الإنجيل - الذي تم تحريفه - تحريم التماثيل لأي مخلوق وتحريم اتخاذ الأوثان والأنداد.

[8] ص175 بشرح بالي أفندي تركيا.

[9] ص374 - 441.

[10] ص103.

[11] ص440 - 441.

[12] ص90 - 91 من كتاب النفحات الأقدمية في شرح الصلوات الأحمدية الإدريسية.

[13] ص571 من مجموع الأحزاب طبع تركيا.

[14] ص592 من مجموع الأحزاب طبع تركيا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.77 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.73%)]