بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد - الصفحة 4 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 84 )           »          نذر الخواص.. ونذر العوام!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          من هو عمران؟ البيت الرسالي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الطريق طويل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أجلُّ النِّعَم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          هل سيشفع لك الصيام والقرآن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          غزة رمز للعزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 493 )           »          حقوق العباد لا تسقط بالتقادم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4376 - عددالزوار : 826536 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 23-02-2020, 04:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,355
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(31)
صالح بن عبدالله الرشيد




فائدة:
عن عبدالصمد البغدادي سمعت الفضيل بن عياض، يقول: لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام، قيل له: وكيف ذلك يا أبا علي؟ قال: متى ما صيرتها في نفسي لم تجزني، ومتى صيرتها في الإمام فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد، قيل: وكيف ذلك يا أبا علي؟ فسر لنا هذا، قال: أما صلاح البلاد فإذا أمن الناس ظلم الإمام عمروا الخرابات ونزلوا الأرض، وأما العباد فينظر إلى قوم من أهل الجهل فيقول: قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره فيجمعهم في دارٍ خمسين خمسين أقل أو أكثر، يقول للرجل: لك ما يصلحك، وعلم هؤلاء أمر دينهم. قال: فكان صلاح العباد والبلاد، فقبل ابن المبارك جبهته وقال: يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك.


وعنه قال: سمعت الفضيل، يقول: إنما هما عالمان عالم دنيا وعالم آخرة، فعالم الدنيا علمه منشور، وعالم الآخرة علمه مستور، فاتبعوا عالم الآخرة واحذروا عالم الدنيا، لا يصدكم بسكره، ثم تلا هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [التوبة: 34]، تفسير الأحبار: العلماء، والرهبان: العباد، ثم قال الفضيل: إن كثيرًا من علمائكم زيه أشبه بزي كسرى وقيصر منه لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، إن محمدًا لم يضع لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، لكن رفع له علم فشمر إليه[1].

ويقول: إن حامل القرآن حامل راية الإسلام؛ لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو ولا يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى الخلق حاجة، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه. ص150.

وكان يقول: ما من ليلة اختلط ظلامها وأرخى الليل سربال سترها إلا نادى الجليل جل جلا لله: من أعظم مني جودًا، والخلائق لي عاصون، وأنا لهم مراقب، أكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصونِ، وأتولى حفظهم كأنهم لم يذنبوا، أجود بالفضل على العاصي، وأتفضل على المسيء، من ذا الذي دعاني فلم أسمع إليه؟ أو من ذا الذي سألني فلم أعطه؟ أم من ذا الذي أناخ ببابي ونحيته، أنا الفضل ومني الفضل، أنا الجواد ومني الجود، أنا الكريم ومني الكرم، ومن كرمي أن أغفر للعاصي بعد المعاصي، ومن كرمي أن أعطي التائب كأنه لم يعصني، فأين عني تهرب الخلائق، وأين عن بابي يتنحى العاصون؟[2].

فائدة:
قال في الإنصاف:
"وعنه يسقط الاستقبال أيضا إذا تنفل في الحضر كالراكب السائر في مصره، وقد فعله أنس". قال في الحاشية عليه: قال: ابن حزم: وقد روينا عن وكيع عن سفيان عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي قال كانوا يصلون على رحالهم ودوابهم حيثما توجهت. قال: وهذا حكاية عن الصحابة والتابعين عمومًا في الحضر والسفر. قال النووي في شرح مسلم: وهو محكي عن أنس رضي الله عنه.[3]

فائدة:
كتب الأوزاعي إلى أخ له: أما بعد فإنه قد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يسار بك في كل يوم وليلة، فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به والسلام.


وقال إبراهيم بن أدهم: كنت في بعض السواحل وكانوا يستخدمونني ويبعثونني في حوائجهم، وربما يتبعني الصبيان حتى يضربوا ساقي بالحصى، إذ جاء قوم من أصحابي فأحدقوا بي وأكرموني، فلما رأى أولئك إكرامهم لي أكرموني، فلو رأيتموني والصبيان يرموني بالحصى وذلك أحلى في قلبي منهم حين أحدقوا بي[4].

فائدة:
عن أبي الجلد، أن عيسى عليه السلام: أوصى الحواريين فقال: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم، وإن القاسي قلبه بعيد من الله ولكن لا يعلم، ولا تنظروا إلى ذنوب الناس كأنكم أرباب، ولكن انظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، والناس رجلان؛ مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية. [5] ص151.

فائدة:
عن أبي الجلد، أن داود عليه السلام: أمر مناديًا ينادي الصلاة جامعة، فخرج الناس وهم يرون أنه ستكون منه يومئذ موعظة وتأديب ودعاء، فلما وافى مكانه قال: اللهم اغفر لنا، وانصرف، فاستقبل أواخر الناس أوائلهم، فقالوا: مالكم؟ قالوا: إن النبي عليه السلام: إنما دعا بدعوة واحدة ثم انصرف، فقالوا: سبحان الله، كنا نرجو أن يكون هذا اليوم يوم عبادة ودعاء وموعظة وتأديب، فما دعا إلا بدعوة واحدة، فأوحى الله تعالى إليه أن أبلغ قومك: أني من أغفر له أصلح له أمر آخرته ودنياه[6].

فائدة:
اعتم شهر بن حوشب وهو يريد سلطانًا يأتيه، ثم نقض عمامته وجعل يقول: السلطان بعد الشيب. السلطان بعد الشيب.


فائدة:
عن حسان، قال: إن القوم ليكونون في الصلاة الواحدة وإن بينهم كما بين السماء والأرض، وتفسير ذلك: أن الرجل يكون خاشعًا مقبلاً على صلاته، والآخر ساهيًا غافلاً.


وعنه: كانوا يمسكون عن ذكر النساء وعن الخنا في المساجد. وعن حسان بن عطية: إذا حدث الرجل القوم فإن حديثه يقع من قلوبهم موقعه من قلبه.


وعن الأوزاعي، عن حسان، أنه كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من شر الشيطان ومن شر ما تجري به الأقلام، وأعوذ بك أن تجعلني عبرة لغيري، وأعوذ بك أن تجعل غيري أسعد بما آتيتني مني، وأعوذ بك أن استعين بشيء من معصيتك عند ضر ينزل بي، وأعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك، وأعوذ بك أن أقول قولاً لا أبتغي به غير وجهك. اللهم اغفر لي فإنك بي عالم، ولا تعذبني فإنك علي قادر[7].

وعن الأوزاعي، عن حسان، قال: حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت حسن رخيم قال فيقول أربعة منهم: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك، وتقول الأربعة الآخرون: سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك.


فائدة:
عن الأوزاعي، عن حسان، قال: بلغني أن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا بني آدم إنا قد أنصتنا لكم منذ خلقناكم، فأنصتوا لنا اليوم تقرأ عليكم أعمالكم، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد شرًا فلا يلومن إلا نفسه، إنما هي أعمالكم ترد عليكم.


فائدة:
كان القاسم بن مخيمرة إذا دعي إلى الولائم لا يأكل إلا من لونٍ واحد.
وعن الأوزاعي، حدثنا القاسم - وتليت عنده هذه الآية: ﴿ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195]، فتأولها بعض من كان عنده على الرجل يحمل على القوم، فقال القاسم: لو حمل رجل على عشرين ألفًا لم يكن به بأس، إنما ذلك في ترك النفقة في سبيل الله. وعنه: لو حمل على عشرة آلاف لم نر بذلك بأسًا[8].

فائدة:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يكون في آخر الزمان قومٌ إخوان العلانية أعداء السريرة. فقيل: يا رسول الله كيف يكون ذلك؟ قال: ذلك لرغبة بعضهم إلى بعض ورهبة بعضهم عن بعض"[9].


عن عتبة بن ضمرة عن أبيه قال: لقيت عمتي في النوم، فقلت لها: كيف أنت يا عمة؟ قالت: أنا والله يا ابن أخي بخير وفيت عملي كله حتى أعطيت ثواب أخلاط أطعمته. ص153.

أبو عمرو الأوزاعي. كان رحمه الله تعالى لا تأخذه في الله لومة لائم، كتب إلى أبي جعفر المنصور كتابًا في فك أسرى المسلمين.. فحصل مفاداتهم[10].

قال سليمان عليه السلام: من عمل سوءًا فبنفسه بدأ. وقال: كل عمى ولا عمى القلب.


قال الأوزاعي رحمه الله:
بلغني أنه ما وعظ رجلٌ قومًا لا يريد به وجه الله تعالى إلا زلت عنه القلوب كما زل الماء عن الصفا. وكان يقول: ليس ساعة من ساعات الدنيا إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة يومًا فيومًا وساعة فساعة، ولا تمر به ساعة لم يذكر الله تعالى فيها إلا تقطعت نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة ويوم مع يوم وليلة مع ليلة؟


ويقول: إن المؤمن يقول قليلاً ويعمل كثيرًا، وإن المنافق يقول كثيرًا ويعمل قليلاً.


ويقال: خمس كان عليها أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - والتابعون بإحسان، لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المسجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله.


وقال الأوزاعي: رأيت كأن ملكين عرجا بي وأوقفاني بين يدي رب العزة، فقال لي: أنت عبدي عبد الرحمن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ فقلت: بعزتك أي رب أنت أعلم، قال: فهبطا بي حتى رداني إلى مكاني.


وفي رواية أن الأوزاعي قال: رأيت رب العزة في المنام فقال لي عبد الرحمن: أنت الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قلت: بفضلك يا رب، فقلت: يا رب أمتني على الإسلام، فقال: وعلى السنة.


وعن موسى بن أعين، قال: قال لي الأوزاعي: يا أبا سعيد كنا نمزح ونضحك، فأما إذا صرنا يقتدى بنا، ما أرى يسعنا التبسم.


وقال: من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن علم أن منطقه من عمله قل كلامه، قال أبو حفص: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ما جاء الأوزاعي بشيء أعجب إلينا من هذا.


وقال: لو قبلنا من الناس كلما يعطونا لهنّا عليهم.


وكان رحمه الله لا يكلم أحدًا بعد صلاة الفجر حتى يذكر الله، فإن كلمه أحد أجابه[11].

فائدة: من شرح كتاب آداب المشي إلى الصلاة للعباد ص74 قال: قال رحمه الله "وسجود السهو يشرع للزيادة والنقص وشك في فرض ونفل إلا أن يكثر؛ فيصير كوسواس فيطرحه، وكذا مثله في الوضوء والغسل وإزالة النجاسة" قال الشارح: لا يلتفت إلى شيءٍ من ذلك.


فائدة:
حديث فتح النبي - صلى الله عليه وسلم - الباب لعائشة وهو في الصلاة رواه أبو داود والترمذي وقال حسن غريب، وحديث حمله - صلى الله عليه وسلم - أمامة بنت زينب وهو في الصلاة رواه البخاري ومسلم عن أبي قتادة[12].

فائدة:
عن الأوزاعي: اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم. ولا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم القول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بالنية موافقة للسنة. وكان من مضى من سلفنا لا يفرقون بين الإيمان والعمل؛ العمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم جامع كما يجمع هذه الأديان اسمها، ويصدقه العمل فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله فتلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدقه بعمله لم يقبل منه وكان في الآخرة من الخاسرين[13].

فائدة:
قال حرملة سمعت الشافعي يقول: ما في أهل الأهواء قومٌ أشهد بالزور من الرافضة[14].

فائدة:
قال في الإنصاف قوله "وهل يمسح وجهه بيديه في دعاء القنوت؟" على روايتين. إحداهما يمسح وهو المذهب فعله الإمام أحمد، قال المجد في شرحه: هذا أقوى الروايتين. وقال في الكافي: هذا أولى. قال: ويفرد المنفرد الضمير على الصحيح من المذهب. وعند الشيخ تقي الدين: لا يفرده بل يجمعه؛ لأنه يدعو لنفسه وللمسلمين.


فائدة:
قال أحمد في رواية حرب: ما يعجبني الكي - يعني في باب التداوي - وللحاقن ونحوه نظر موضع الحقنة، وللقابلة ونحوها نظر موضع الولادة[15].

فائدة:
ذكر السامري أن أحمد رحمه الله: كره التفل في الرقية، وأنه لا بأس بالنفخ. وجزم بعض متأخري الأصحاب: أنه لا بأس بالنفخ والتفل؛ لأنه إذا قويت كيفية النفس - نفس القارئ - كانت الرقية أتم تأثيرًا وأقوى فعلاً، ولقصة اللديغ. [16] ص155.

فائدة:
عن الفضيل: لو قيل لك "يا مرائي" لغضبت وشق عليك وتشكو تقول: قال لي يا مرائي. وعسى قال حقا من حبك للدنيا، تزينت للدنيا وتصنعت للدنيا، ثم قال: اتق لا تكن مرائيًا وأنت لا تشعر، تصنعت وتهيأت حتى عرفك الناس فقالوا: هو رجل صالح فأكرموك وقضوا لك الحوائج ووسعوا لك في المجلس، وإنما عرفوك بالله. لولا ذلك لهنت عليهم كما هان عليهم الفاسق لم يكرموه ولم يقضوا له ولم يوسعوا له في المجلس[17].

فائدة:
قال عبد الواحد بن زيد: أصابتني علة في ساقي فكنت أتحامل عليها للصلاة قال فقمت عليها من الليل فأجهدت وجعًا، فجلست ثم لففت إزاري في محرابي ووضعت رأسي عليه فنمت، فبينا أنا كذلك إذا أنا بجارية تفوق الدنيا حسنًا تخطر بين جوارٍ مزينات حتى وقفت عليّ وهن من خلفها، فقالت لبعضهن: ارفعنه ولا تهجنه، قال: فأقبلن نحوي فاحتملنني، عن الأرض وأنا أنظر إليهنّ في منامي، ثم قالت لغيرتهن من الجواري اللاتي معها افرشنه ومهدنه ووطئن له ووسدنه، قال: ففرشن تحتي سبع حشايا لم أر لهن في الدنيا مثلاً ووضعن تحت رأسي مرافق خضرًا حسانًا ثم قالت للاتي حملنني: اجعلنه على الفرش رويدًا لا تهجنه، قال: فجعلت على تلك الفراش وأنا أنظر إليها وما تأمر به من شأني، ثم قالت: احففنه بالريحان، قال فأتي بياسمين فحفت به الفرش ثم قامت إلي فوضعت يدها على موضع علتي التي كنت أجدها في ساقي فمسحت ذلك المكان بيدها، ثم قالت: قم شفاك الله إلى صلاتك غير مضرور قال فاستيقظت والله وكأني قد نشطت من عقال فما اشتكيت تلك العلة بعد ليلتي تلك، ولا ذهب حلاوة منطقها من قلبي: قم شفاك الله إلى صلاتك غير مضرور. [18] ص156.

فائدة:
قال صالح المري: يا عجبًا لقوم أمروا بالزاد، وأذنوا بالرحيل، وحبس أولهم على آخرهم، وهم يلعبون.


وكان يتمثل بهذا البيت في قصصه:
وغائب الموت لا ترجون رجعته
إذا ذوو غيبة من سفرة رجعوا


قال: ثم يبكي ويقول: هو والله السفر البعيد، فتزودوا لمراحله ﴿ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197]، واعلموا أنكم في مثل أمنيتهم فبادروا الموت واعملوا له قبل حلوله، ثم يبكي.


وقال: أصاب أهلي ريح الفالج فقرأت عليها القرآن ففاقت، فحدثت به غالب القطان فقال: وما تعجب من ذلك؟ والله لو أنك حدثتني أن ميتًا قرئ عليه القرآن فحيي، ما كان ذلك عندي عجبًا.


فائدة:
عمران القصير. قالت ابنته رأيت أبي في منامي فقلت: يا أبت كيف حالك منذ فارقتنا؟ قال: خير حال يا بنية بوئنا المنازل ومهدت لنا المضاجع نغدى ونراح برزقنا من الجنة. قالت: فقلت فما الذي بلغكم هذا؟ قال: الضمير الصالح، وكثرة التلاوة لكتاب الله تعالى.[19] ص157.

فائدة:
قدم غيلان القدري في خلافة هشام بن عبد الملك فتكلم غيلان وكان رجلاً مفوهًا، فلما فرغ من كلامه قال لحسان: ما تقول فيما سمعت من كلامي؟ فقال له حسان: يا غيلان إن يكن لساني يكل عن جوابك، فإن قلبي ينكر ما تقول[20].

فائدة:
عن ضمرة بن أبي حبيب عن أبيه قال: موطنان لا ينبغي لأحد أن يضحك فيهما: معاينة القرد، واطلاعك إلى القبر.


المصدر: مجمع الفوائد.


[1] حلية الأولياء (ج8/ص95).

[2] حلية الأولياء (ج8/ص95).

[3] الإنصاف (ج2/ص3).

[4] حلية الأولياء.

[5] حلية الأولياء (ج6/ص58).

[6] حلية الأولياء (ج6/ص53).

[7] حلية الأولياء (ج6/ص75).

[8] حلية الأولياء (ج6/ص83).

[9] حلية الأولياء (ج6/ص109).

[10] حلية الأولياء (ج6/ص147).

[11] حلية الأولياء (ج6/ص153).

[12] شرح آداب المشي للعبّاد (ص75).

[13] حلية الأولياء (ج6/ص154).

[14] الآداب الشرعية (ج2/ص144).

[15] الآداب الشرعية (ج2/ص443).

[16] الآداب الشراعية (ج2/ص442).

[17] حلية الأولياء (ج8/ص97).

[18] حلية الأولياء (ج6/ص173).

[19] حلية الأولياء (ج6/ص192).

[20] حلية الأولياء (ج6/ص74).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 23-02-2020, 04:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,355
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(32)
صالح بن عبدالله الرشيد













فائدة:

أعطى محمد بن زياد الألهاني بقية دينارًا فقال: اشتر به زيتًا ولا تماكس؛ فإني أدركت القوم إذا اشترى أحدهم البضاعة لم يماكس في شيءٍ مما يشتريه.




فائدة:

عبدة بن أبي لبابة. قال: كانت فتنة ابن الزبير تسع سنين فما أخبر شريح عنها ولا استخبر.




فائدة:

قال عبدالله بن عمر: أنا لا أسأل أحدًا شيئًا وما رزق الله لا أرده. وكان رضي الله عنه يتصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفًا، وأعتق مئة رقبة لوجه الله.




فائدة:

عن صالح المري قال: لما مات عطاء السليمي حزنت عليه حزنًا شديدًا فرأيته في منامي، فقلت: يا أبا محمد ألست في زمرة الموتى، قال: بلى، قلت: فماذا صرت إليه بعد الموت. فقال: صرت والله إلى خير كثير ورب غفور شكور، قال: قلت: أما والله لقد كنت طويل الحزن في دار الدنيا، قال: فتبسم وقال: أما والله يا أبا بشر لقد أعقبني ذلك راحة طويلة وفرحًا دائمًا، قلت: ففي أي الدرجات أنت. قال: أنا ï´؟ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ï´¾ [النساء: 69][1].




فائدة:

ومما يذكر عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إن الله عز وجل يقول: أنا الله لا إله إلا أنا مالك الملك ومالك الملوك قلوب الملوك بيدي وإن العباد إذا أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة، وإن العباد إذا عصوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالسخط والنقمة فساموهم سوء العذاب؛ فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك ولكن اشغلوا أنفسكم بالذكر والتضرع إلي أكفكم ملوككم »[2].



فائدة:

قال غالب القطان فاتتني صلاة العشاء في جماعة فصليت خمسًا وعشرين مرة أبتغي به الفضل، ثم نمت فرأيت في منامي كأني على فرس جواد أركض، وهؤلاء في المحامل لا ألحقهم، فقيل إنهم صلوا في جماعة وصليت وحدك.




وقال: رأيت الحسن في المنام فقلت: أخبرني بأمر يسير عظيم الأجر، قال نعم! نصيحة بقلبك، وذكر بلسانك، انقلب بهما.




وقال: قلت للحسن: إن من جلسائك من يقول إذا كان يوم الجمعة فلا تقل اللهم اغفر لنا، فإن في المسجد الشرطي واللوطي وذكر أشياء من هذا النحو؟ فقال: أيها الرجل اجتهد في الدعاء، وعم في النصيحة، فإنما أنت شافع، فإن أعطاك الله ما تريد فذاك، وإلا رد عليك فضل نصيحتك[3].



فائدة:

قال حوشب بن مسلم سألت الحسن: قلت يا أبا سعيد، رجل آتاه الله مالاً فهو يحج منه، ويصل منه، ويتصدق منه، أله أن يتنعم فيه؟ فقال الحسن: لا، لو كانت الدنيا له ما كان له إلا الكفاف، ويقدم فضل ذلك ليوم فقره وفاقته، إنما كان المتمسك من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن أخذ عنهم من التابعين كانوا يكرهون أن يتخذوا العقد والأموال في الدنيا ليركنوا إليها، فكانوا ما آتاهم الله من رزق أخذوا منه الكفاف، وقدموا فضل ذلك ليوم فقرهم وفاقتهم، ثم حوائجهم بعد في أمر دينهم ودنياهم، وفيما بينهم وبين الله عز وجل.



فائدة:

قال عبدالواحد بن زيد لحوشب: يا أبا بشر إن قدمت على ربك قبلنا فقدرت على أن تخبرنا بالذي صرت إليه فافعل، قال: فمات حوشب في الطاعون قبل عبدالواحد بزمان، قال عبدالواحد: ثم رأيته في منامي فقلت: يا أبا بشر ألم تعدنا أن تأتينا. قال: بلى، إنما استرحت الآن، فقلت: كيف حالكم؛ فقال: نجونا بعفو الله، قال: قلت: فالحسن؟ قال: ذاك في عليين لا يرى ولا يرانا، قلت: فما الذي تأمرنا به. قال: عليكم بمجالس الذكر، وحسن الظن بمولاك. وكفاك بهما خيرًا [4].



فائدة:

عن نافع: أن بن عمر كان يدعو على الصفا: اللهم اعصمني بدينك وطواعيتك وطواعية رسولك، اللهم جنبني حدودك، اللهم اجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك ويحب رسلك ويحب عبادك الصالحين، اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك وإلى رسلك وإلى عبادك الصالحين، اللهم يسرني لليسرى، وجنبني العسرى، واغفر لي في الآخرة والأولى، واجعلني من أئمة المتقين. اللهم إنك قلت ادعوني استجب لكم، وإنك لا تخلف الميعاد. اللهم إذ هديتني للإسلام فلا تنزعني منه، ولا تنزعه مني حتى تقبضني وأنا عليه. كان يدعو بهذا الدعاء من دعاء له طويل على الصفا والمروة وبعرفات وبجمع وبين الجمرتين وفي الطواف [5].



فائدة:

عن أبي الأسود، قال: سمعت عروة بن الزبير يقول: خطبت إلى عبدالله بن عمر ابنته ونحن في الطواف، فسكت ولم يجبني بكلمة، فقلت: لو رضي لأجابني، والله لا أراجعه فيها بكلمة أبدًا. فقدر له أن صدر إلى المدينة قبلي، ثم قدمت فدخلت مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه وأديت إليه من حقه ما هو أهله، فأتيته ورحب بي، وقال: متى قدمت. فقلت: هذا حين قدومي، فقال: أكنت ذكرت لي سودة بنت عبدالله ونحن في الطواف نتخايل الله عز وجل بين أعيننا، وكنت قادرًا أن تلقاني في غير ذلك الموطن، فقلت: كان أمر قدر، قال: فما رأيك اليوم. قلت: أحرص ما كنت عليه قط، فدعا ابنيه سالمًا وعبد الله فزوجني[6].



فائدة: فتنة ابن الزبير:

عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه قال: إنما كان مثلنا في الفتنة كمثل قوم كانوا يسيرون على جادة يعرفونها، فبينما هم كذلك إذ غشيتهم سحابة وظلمة فأخذ بعضهم يمينًا وشمالاً فأخطأ الطريق، وأقمنا حيث أدركنا ذلك حتى جلا الله ذلك عنا فأبصرنا طريقنا الأول فعرفناه وأخذنا فيه، وإنما هؤلاء فتيان قريش يقتتلون على السلطان وعلى هذه الدنيا، ما أبالي أن يكون لي ما يقل بعضهم بعضًا بنعلي هاتين الجرداوين. [7] ص162.



فائدة:

عن عمران بن حصين، قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطرف عمامتي من ورائي فجذبها فقال: «يا عمران أنفق ولا تصر صرًا فيعسر عليك الطلب أما علمت أن الله تعالى يحب السماحة ولو على تمرات، ويحب الشجاعة ولو على قتل حية، ويحب العقل الكامل عند هجم الشبهات»[8].



فائدة:

قال الجريري أوحى الله تعالى إلى عيسى -عليه السلام-: تزعم أنك لا تسألني شيئًا فإذا قلت ما شاء الله فقد سألتني كل شيء.




قال وهب بن منبه: كان ملك من ملوك الأرض أراد أن يركب إلى أرضٍ، فدعا بثياب يلبسها فجئ بثياب فلم تعجبه، فقال: ائتوني بثياب كذا وكذا حتى عد أصنافًا من الثياب، كل ذلك لا يعجبه حتى جيء بثياب وافقته، فلبسها، ثم قال: جيئوني بدابة كذا، فجيء بها فلم تعجبه، ثم قال: جيئوني بدابة كذا؛ فجئ بها فلم تعجبه، حتى جيء بدابة وافقته فركبها. فلما ركبها جاء إبليس فنفخ في منخره نفخة فعلاه كبرًا، قال وسار وسارت الخيول معه، قال فهو رافع رأسه لا ينظر إلى الناس كبرًا وعظمًا، فجاءه رجل ضعيف رث الهيئة فسلم عليه فلم يرد عليه السلام ولم ينظر إليه فقال له إنه لي إليك حاجة، فلم يسمع كلامه قال فجاء حتى أخذ بلجام دابته، فقال أرسل لجام دابتي فقد تعاطيت مني أمرًا لم يتعاطه مني أحد، قال: إن لي إليك حاجة، قال: أنزل فتلقاني، قال: لا الآن، قال: فقهره على لجام دابته، فلما رأى أنه قد قهره قال: حاجتك؟ قال: إنها سر أريد أن أسرها إليك، قال فأدنى رأسه إليه فساره، قال: أنا ملك الموت، قال: فانقطع وتغير لونه واضطرب لسانه، ثم قال: دعني حتى آتي أرضي هذه التي خرجت إليها وأرجع من موكبي ثم تمضي في أمرك، قال والله لا ترى أرضك أبدًا، ولا والله لا ترجع من موكبك هذا أبدًا، قال دعني حتى أرجع إلى أهلي فأقضي حاجة إن كانت، قال: لا والله لا ترى أهلك أبدًا، قال فقبض روحه مكانه فخر كأنه خشبة. قال الجريري: وبلغني أيضًا أنه لقي عبدًا مؤمنًا في تلك الحال فسلم عليه فرد عليه السلام، فقال: إن لي إليك حاجة. قال: هلم فاذكر حاجتك، قال: إنها سر فيما بيني وبينك، قال فأدنى إليه رأسه ليساره بحاجته، فساره فقال أنا ملك الموت، قال: مرحبًا وأهلاً، مرحبًا بمن طالت غيبته علي، فوالله ما كان في الأرض غائب أحب إلي أن ألقاه منك، قال: فقال له ملك الموت: اقض حاجتك التي خرجت لها، قال: مالي حاجة أكبر عندي ولا أحب إلي من لقاء الله، قال: فاختر على أي شيء أقبض روحك، قال وتقدر على ذلك؟ قال: نعم، أمرت بذلك، قال: نعم إذًا، فقام وتوضأ ثم ركع وسجد فلما رآه ساجدًا قبض روحه. [9] ص164.



فائدة:

قال بعض العارفين لو طالعت قلوب المتقين بفكرها إلى ما قدر من خير الآخرة لم يصف لهم عيش في الدنيا ولم تقر لهم عين فيها.




وقال الحسن: طول الوحدة أتم للفكرة، وطول الفكرة دليل على طريق الجنة. وقال وهب: ما طالت فكرة أحد قط إلا علم وما علم إلا عمل. وقال عمر بن عبدالعزيز: الفكرة في نعم الله من أفضل العبادة. وقال أبو سليمان: الفكر في الدنيا حجاب عن الآخرة، وعقوبة لأهل الولاية، والفكرة في الآخرة تورث الحكمة وتحيي القلوب؛ فما قطع العبد من كماله وفلاحه وسعادته العاجلة والآجلة قاطع أعظم من الوهم الغالب على النفس والخيال الذي هو مركبها بل بحرها الذي لا تنفك سابحة فيه، وإنما يقطع هذا العارض بفكرة صحيحة وعزمٍ صادق يميز به بين الوهم والحقيقة، وكذلك إذا فكر في عواقب الأمور وتجاوز بفكره مباديها من اللذة والشهوة وفرح النفس به إلى سوء عاقبته وما يترتب عليه من الألم والحزن الذي لا يقاوم تلك اللذة والفرحة؛ فإنه لا يقدم عليه مع علمه بذلك، وكذلك إذا ورد على قلبه وارد الدعة والراحة والكسل والتقاعد عن مشقة الطاعات وتعبها حتى عبر بفكره إلى ما يترتب عليها من اللذات والخيرات والأفراح التي تغمر تلك الآلام التي في مباديها بالنسبة إلى كمال عواقبها، وكلما غاص فكره في ذلك اشتد طلبه لها وسهل عليه معاناتها واستقبلها بنشاطٍ وقوة وعزيمة، وكذا لو فكر فيما يستعبده من مال أو جاهٍ أو صورة استحيى من عقله ونفسه أن يكون عبدًا لذلك؛ إذا كانت نفسه حرة أبية. [10].



فائدة:

في البخاري: المصافحة معناها: جعل كف الرجل بين كفيه كما في الحديث «علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التشهد كفي بين كفيه..» الحديث [11].



فائدة:

كتب الفضل إلى أخٍ له: أما بعد؛ فإن الدار التي أصبحنا فيها دار بالبلاء محفوفة، وبالفناء موصوفة، كل ما فيها إلى زوال ونفاد، بينا أهلها منها في رخاء وسرور، إذ صيرتهم في وعثاء ووعور؛ أحوالها مختلفة، يضربون ببلائها، ويمتحنون برخائها العيش فيها مذموم، والسرور فيها لا يدوم، وكيف يدوم عيش تغيره الآفات، وتنوبه الفجيعات، وتفجع فيها الرزايا، وتسوق أهلها المنايا. إنما هم فيها أعراض مستهدفة، والحتوف لهم مستشرفة، ترميهم بسهامها، وتغشاهم بحمامها، ولا بد من الورود بمشارعه، والمعاينة لفظائعه، أمر سبق من الله قضاؤه، وعزم عليه في إمضائه. فليس منه مذهب، ولا عنه مهرب، ألا فأخبث بدار يقلص ظلها ويفنى أهلها، إنما هم بها سفر نازلون، وأهل ظعن شاخصون، كأن قد انقلب الحال، وتنادوا بالارتحال، فأصبحت منهم قفارًا قد انهارت دعائمها، وتنكرت معالمها، واستبدلوا بها القبور الموحشة، التي استبطنت بالخراب، وأسست بالتراب، فمحلها مقترب، وساكنها مغترب، بين أهل موحشين، وذوي محلة متشاسعين. لا يستأنسون بالعمران، ولا يتواصلون تواصل الإخوان، ولا يتزاورون تزاور الجيران، قد اقتربوا في المنازل، وتشاغلوا، عن التواصل، فلم أر مثلهم جيران أهل محلة لا يتزاورون على ما بينهم من الجوار، وتقارب الديار، وأنى ذلك منهم وقد طحنهم بكلكله البلى، وأكلتهم الجنادل والثرى، وصاروا بعد الحياة رفاتًا. قد فجع بهم الأحباب، وارتهنوا فليس لهم إياب، وكأن قد صرنا إلى ما صاروا، فنرتهن في ذلك المضجع، ويضمنا ذلك المستودع، يؤخذ بالقهر والاعتسار، وليس ينفع من شفق الحذار، والسلام. قال: قلت له: فأي شيء كتبت إليه؟ قال لم أقدر له على الجواب. [12] ص165.



فائدة:

كهمس الدعا: كان عمرو بن عبيد يأتي كهمسًا يسلم عليه ويجلس عنده هو وأصحابه، فقالت له أمه: إني أرى هذا وأصحابه وأكرههم وما يعجبوني فلا تجالسهم، قال: فجاء إليه عمرو وأصحاب فأشرف عليهم، فقال: إن أمي قد كرهتك وأصحابك فلا تأتوني.




فائدة:

عطاء السلمي: كان كل عشيةٍ بعد العصر يقول: غدًا عطاء في القبر، غدًا عطاء في القبر. وكان لا يتكلم فإذا تكلم قال: غدًا عطاء هذه الساعة في القبر. وكان كالشن البالي، وإذا رأيته قلت: كأنه رجل ليس من أهل الدنيا. كان إذا قالوا له: ادع لنا. قال: اللهم لا تمقتنا، فإن كنت مقتنًا فاغفر لنا [13].



فائدة:

نازعت عُتبة الغلام نفسه لحمًا فقال لها: اندفعي عني إلى قابل، فما زال يدافعها سبع سنين حتى إذا كان في السابعة أخذ دانقًا ونصف فأتى بها صديقًا له من أصحاب عبدالواحد بن زيد خبازًا، فقال: يا أخي إن نفسي تنازعني لحمًا منذ سبع سنين وقد استحييت منها كم أعدها وأخلفها، فخذ لي رغيفين وقطعة من لحم بهذا الدانق والنصف، فلما أتاه به إذا هو بصبي، قال: يا فلان ألست أنت ابن فلان وقد مات أبوك؟ قال: بلى، قال: فجعل يبكي ويمسح رأسه، وقال: قرة عيني من الدنيا أن تصير شهوتي في بطن هذا اليتيم، فناوله ما كان معه ثم قرأ: ï´؟ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ï´¾ [الإنسان: 8].




فائدة:

قال مسلم العباداني: قدم علينا مرة صالح المري وعبد الواحد بن زيد وعتبة الغلام وسلمة الإسواري فنزلوا على الساحل قال فهيأت لهم ذات ليلة طعامًا فدعوتهم إليه فجاؤوا فلما وضعت الطعام بين أيديهم إذا قائل يقول من بعض أولئك المطوعة وهو على ساحل البحر مارًا رافعًا صوته يقول:



وتلهيك عن دار الخلود مطاعم

ولذة نفس غِبُّها غير نافع






قال: فصاح عتبة صيحة فسقط مغشيًّا عليه وبكى القوم ورفعنا الطعام وما ذاقوا منه والله لقمة واحدة.




فائدة:

نظر بعض الولاة إلا حال عتبة الغلام فقال: كيف أنت يا عتبة؟ قال: بحال بين حالين، قال: ما هما؟ قال: قدوم على الله بخير أو بشر؟ ثم نكس رأسه وجعل ينكت الأرض، فقال له الوالي: أرى عتبة قد أحرز نفسه ولا يبالي ما أصبحنا فيه وأمسينا، ثم قال: يا عتبة قد أمرت لك بألفي درهم، قال: أقبلها منك أيها الأمير على أن تقضي لي معها حاجة، قال: نعم، وسر بذلك، فقال: وما حاجتك، فقال: تعفيني منها، قال: قد فعلت، قال: ثم ولى عنه منصرفًا وهو يبكي ويقول: قصر إلينا عتبة ما نحن فيه.[14].



المصدر: مجمع الفوائد





[1] حلية الأولياء (ج6/ص184).




[2] حلية الأولياء (ج6/ص148).




[3] حلية الأولياء (ج6/ص200).




[4] حلية الأولياء (ج6/ص215).




[5] حلية الأولياء (ج1/ص381).




[6] حلية الأولياء (ج1/ص382).




[7] حلية الأولياء (ج1/ص383).




[8] حلية الأولياء (ج6/ص215) مسند الشهاب للقضاعي.




[9] حلية الأولياء (ج6/ص219).




[10] مفتاح دار السعادة (ج1/541).




[11] البخاري (ج5/2312).




[12] حلية الأولياء (ج6/ص224).




[13] حلية الأولياء (ج6/ص242).




[14] حلية الأولياء (ج6/ص251).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 23-02-2020, 04:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,355
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(33)
صالح بن عبدالله الرشيد




فائدة:
قال رياح القيسي: قال عتبة: لولا ما قد نهينا عنه من تمني الموت لتمنيته، قلت: ولم تتمنى الموت؟ قال: لي فيه خلتان حسنتان، قلت: ما هما؟ قال: الراحة من معاشرة الفجار، ورجاء لمجاورة الأبرار، قال: ثم بكى وقال: أستغفر الله وما يؤمنني أن يقرن بيني وبين الشيطان في سلسلة من حديد ثم يقذف بي في النار.


فائدة:
بشر بن منصور السليمي.. قيل لعبد الرحمن بن مهدي: أيبعث الرجل بالسلام إلى أهل الرجل؟ قال: نعم، وقد كان بشر بن منصور - ولم أر مثله قط - إذا أتاني بعث إلى أهلنا بالسلام، وإن حفظ الإخاء من الدين، والكرم من الدين، قال، وسألت عبد الرحمن بن مهدي، عن الرجل يسلم على القوم وهم يأكلون وهو صاحب هوى أو فاسق، أيدعونه إلى طعامهم. قال: نعم، قال لي بشر بن منصور: إني لأدعو إلى طعامي من لو نبذت إلى كلبٍ كان أحب إلي من أن يأكله، قال عبد الرحمن: وليتق الرجل دناءة الأخلاق كما يتقي الحرام. [1] ص166.

فائدة:
قال عبد الرحمن بن مهدي: ربما قبض بشر بن منصور على لحيته ويقول: أطلب الرياسة بعد سبعين سنة!!. وعن بشر بن المفضل قال: رأيت بشر بن منصور في المنام فقلت: يا أبا محمد.. ما صنع الله بك؟ قال: وجدت الأمر أهون مما كنت أحمل على نفسي. [2].

المغيرة بن حبيب:
قال عبد الله الحداني لما برز إلى العدو: على ما آسى من الدنيا؟ فو الله ما فيها لِلَبيب جَذَلٌ ووالله لولا محبتي لمباشرة السهر بصفحة وجهي، وافترش الجبهة لك يا سيدي، والمراوحة بين الأعضاء والكراديس في ظلم الليل رجاء ثوابك، وحلول رضوانك، لقد كنت متمنيًا لفراق الدنيا وأهلها - قال: ثم كسر جفن سيفه ثم تقدم فقاتل حتى قتل، فحمل من المعركة وإن له لرمقًا فمات دون العسكر، قال: فلما دفن أصابوا من قبره رائحة المسك، قال: فرآه رجل من إخوانه في منامه، فقال: يا أبا فراس ما صنعت؟ قال: خير الصنيع، قال: إلى ما صرت؟ قال: إلى الجنة، قال: بم؟ قال: بحسن اليقين، وطول التهجد، وظمأ الهواجر، قال: فما هذه الرائحة الطيبة التي توجد من قبرك؟ قال: تلك رائحة التلاوة والظمأ، قال: قلت: أوصني، قال: اكسب لنفسك خيرًا لا تخرج عنك الليالي والأيام عطلاً، فإني رأيت الأبرار قالوا: البر بالبر.[3]

فائدة:
قال جعفر: سمعت مالك بن دينار يقول للمغيرة بن حبيب ما لا أحصي - وكان ختنه -: يا مغيرة كل أخٍ وجليس وصاحب لا تستفيد منه في دينك خيرًا فانبذ عنك صحبته. ص167.

حماد بن سلمة:
عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري، فقال سفيان: يا أبا سلمة أترى يغفر الله لمثلي؟ فقال حماد: والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي، وذلك أن الله تعالى أرحم بي من أبوي.


عن أبي أبجر قال: لما حضرت سفيان الوفاة قال: يا ابن أبجر قد نزل بي ما قد ترى فانظر من يحضرني. فأتيته بقوم فيهم حماد بن سلمة، وكان حماد من أقربهم إلى رأسه. قال: فتنفس سفيان فقال له حماد أبشر فقد نجوت مما كنت تخاف. وتقدم على رب كريم قال: فقال: يا أبا سلمة أترى الله يغفر لمثلي؟ قال: إي والله الذي لا إله إلا هو، قال: فكأنما سري عنه.


وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: بات سفيان عندي فلما اشتد به الأمر جعل يبكي، فقال له رجل: يا أبا عبد الله أراك كثير الذنوب؟ فرفع شيئًا من الأرض فقال: والله لذنوبي أهون عندي من ذا، إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت[4].

فائدة:
عن أبان بن عبد الرحمن قال: رئي حماد بن زيد في المنام فقيل له: ما فعل الله بك قال: غفر لي. قيل: فما فعل بحماد بن سلمة؟ هيهات هيهات ذاك في أعلى عليين.


زياد بن عبد الله النمري:
عن صالح المري قال: قال لي زياد النمري: أتاني آت في منامي فقال يا زياد قم إلى عبادتك من التهجد وحظك من قيام الليل فهو والله خير لك من نومة توهن بدنك، وينكسر لها قلبك؛ قال: فاستيقظت فزعًا ثم غلبني واللهِ النومُ، فأتاني ذلك أو غيره، فقال: قم يا زياد فلا خير في الدنيا إلا للعابدين، قال: فوثبت فزعًا.


وكان يقول: لو كان لي من الموت أجلٌ أعرفه؛ لكنت حريًا بطول الحزن حتى يأتي وقته؛ فكيف وأنا لا أعلم؟!


فائدة:
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: ï´؟ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ï´¾ [البقرة: 163].

هشام الدستوائي:
ويلكم علماء السوء، الأجر تأخذون، والعمل تضيعون، يوشك رب العمل أن يطلب عمله وتوشكون أن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه، الله ينهاكم عن الخطايا كما يأمركم بالصلاة والصيام، كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه، واحتقر منزلته، وقد علم أن ذلك من علم الله وقدرته؟ كيف يكون من أهل العلم من اتهم الله فيما قضى له، فليس يرضى بشيء أصابه.


كيف يكون من أهل العلم من دنياه عنده آثر من آخرته، وهو في دنياه أفضل رغبة؟ كيف يكون من أهل العلم من مسيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه، وما يضره أشهى إليه - أو قال: أحب إليه - مما ينفعه؟[5].

فائدة:
قال في المغني ص 470/ج6:
مسألة؛ قال: (والزوجة إذا لم يدخل بها تبينها تطليقة وتحرمها الثلاث من الحر والاثنتان من العبد) أجمع أهل العلم على أن غير المدخول بها تبين بطلقة واحدة ولا يستحق مطلقها رجعتها؛ وذلك لأن الرجعة إنما تكون في العدة ولا عدة قبل الدخول؛ لقول الله سبحانه: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً ï´¾ [الأحزاب: 49]، فبين الله سبحانه أنه لا عدة عليها فتبين بمجرد طلاقها وتصبر كالمدخول بها بعد انقضاء عدتها لا رجعة عليها ولا نفقة لها وإن رغب مطلقها فيها فهو خاطب من الخطاب يتزوجها برضاها بنكاح جديد.


فائدة:
قال في حاشية الزاد لابن قاسم على قوله (وإن شك فيها- أي النية أو التحريمة يعني تكبيرة الإحرام - استأنفها؛ لأن الأصل عدم النية أو التحريمة. ثم قال: وقال شيخنا: إذا اهتم الإنسان للصلاة وقام في الصف وفي ظنه أنه كبر تكبيرة الإحرام لكن اعتراه شك هل كبر أو لا؟ فهذا يستأنف تكبيرة الإحرام إلا أن يكثر فيصير كوسواس فيطرحه ويبني على غالب ظنه[6].

فائدة:
عن شقيق بن إبراهيم قال: قيل لابن المبارك: إذا صليت لم تجلس معنا؟ قال: أذهب أجلس مع الصحابة والتابعين. قلنا له: ومن أين الصحابة والتابعون؟ قال: أذهب أنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم، ما أصنع معكم؟ أنتم تغتابون الناس[7].

فائدة:
سويد بن سعيد.. قال رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منها ثم استقبل الكعبة فقال: اللهم إن ابن أبي الموالي حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ماء زمزم لما شرب له" وهذا أشربه لعطش القيامة. ثم شربه.


فائدة:
قيل لعبد الله بن المبارك: إلى متى تكتب هذا الحديث؟ فقال: لعل الكلمة التي أنتفع بها ما كتبتها بعد. وقال: ما أعياني شيءٌ كما أعياني أني لا أجد أخًا في الله عز وجل[8].

فائدة:
عن فضيل بن عياش سئل ابن المبارك: من الناس؟ قال: العلماء قيل: فمن الملوك؟ قال: الزهاد. قيل: فمن السفلة؟ قال: الذين يأكلون بدينهم.


وعن ابن المبارك: طلبنا العلم للدنيا فدلنا على ترك الدنيا[9] ص170.

فائدة:
قيل لعبد الله بن المبارك: إن إسماعيل بن علية قد ولي الصدقات. فكتب إليه ابن المبارك:
يا جاعل العلم له بازيًا
يصطاد أموال المساكين

احتلت للدنيا ولذاتها
بحيلة تذهب بالدين

فصرت مجنونًا بها بعد ما
كنت دواءً للمجانين

أين رواياتك في سردها
عن ابن عون وابن سيرين؟

أين رواياتك والقول في
لزوم أبواب السلاطين؟

إن قلت أكرهتُ فماذا كذا
زل حمار العلم في الطين


فلما قرأ الكتاب بكى واستعفى[10].


فائدة: عن عبدة بن سليمان قال: كنا في سرية مع عبد الله بن المبارك في بلاد الروم فصاففنا العدو فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز، فخرج إليه رجل ملثم فطارده ساعة فطعنه فقتله، ثم آخر ققتله؛ ثم دعا إلى البراز فخرج إليه رجل فطارده ساعة فطعنه فقتله؛ فازدحم عليه الناس وكنت فيمن ازدحم عليه فإذا هو ملثم وجهه بكمه فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو عبد الله بن المبارك فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا[11].

فائدة:
من سرته حسنته، وساءته سيئته، فهو مؤمن[12].

فائدة:
قال الإمام أحمد حدثنا مروان الفزاري، لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استووا حتى أثني على ربي عز وجل، فصاروا خلفه صفوفًا، فقال: " اللهم لك الحمد كله. اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت. ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت. ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت. اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك. اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول. اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة، والأمن يوم الخوف. اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا، ومن شر ما منعتنا. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين. اللهم، توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين. اللهم، قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك. اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب، إله الحق""[13].

فائدة:
قال أبو جعفر الحذاء: كتبت إلى يوسف بن أسباط أشاوره في التحويل إلى الحجاز فكتب إلي: أما ما ذكرت من تحويلك إلى الحجاز فليكن همك خيرك، وما أرى موضعك إلا أضبط للخير من غيره، وما أحسب أحدًا يفر من شيء إلا وقع في أشد منه، وإنما يطيب الموضع بأهله، وقد ذهب من يؤنس به ويستراح إليه، وإن علم الله منك الصدق رجوت أن يصنع الله لك، وإن كان الصدق يخشى أنه قد رفع من الأرض.


عن عبد الله بن حبيق قال: كنت عند يوسف بن أسباط إذ جاء الأمير وعليه قلنسوة شاشية فسأله عن مسألة، فقال: إن أستاذنا سفيان كان لا يفتي من على رأسه مثل هذا، قال: فوضعه على الأرض فأفتاه.


عن ابن المبارك قال: كتب وهيب ابن الورد إلى أخٍ له: قد بلغت بظاهر علمك عند الناس منزلة وشرفًا فاطلب بباطن علمك عند الله منزلة وزلفى واعلم أن إحدى المنزلتين تمنع الأخرى.


قال ابن المبارك:
الله يدفع بالسلطان معضلة
عن ديننا رحمة منه وإحسانا




فائدة:

قيل لابن المبارك: من تجالس بخراسان، قال: أجالس شعبة وسفيان، قال أبو داود: يعني أنظر في كتبهما.


فائدة:
قال عمر بن عبد العزيز في أبياتٍ له يتمثل بها.
يرى مستكينًا وهو للهو ماقت
به عن حديث القوم ما هو شاغله

وأزعجه علم عن الجهل كله
وما عالم شيئًا كمن هو جاهله


فائدة:
قال ابن المبارك: أقعد إلى سفيان الثوري فيحدث فأقول ما بقي من علمه شيءٌ إلا سمعته؛ ثم أقعد عنده مجلسًا آخر فيحدث؛ فأقول ما سمعت من علمه شيئًا.


فائدة:
عن شيخ من أهل هراة يقال له عبد الله الهروي - رجل صدق - قال: دخلت زمزم في السحر فإذا بشيخ ينزع الدول الذي يلي الركن، فلما شرب أدخل الدلو فأخذته فشربت فضله، فإذا هو سويق لوز لم أذق سويق لوز أطيب منه، فلما كان في القابلة رصدته، فلما كان في ذلك الوقت دخل فسدل ثوبه على وجهه فنزع بالدلو مما يلي الركن ثم شرب وأدخل الدلو، فأخذت فضله فشربت فإذا ماء مضروب بعسل لم أشرب عسلاً قط أطيب منه، قال: فأردت أن آخذ بطرف ثوبه أنظر من هو ففاتني، فلما كانت الليلة الثالثة قعدت قبالة باب زمزم، فلما كان في ذلك الوقت دخل قد سدل ثوبه على وجهه، فدخلت فأخذت بطرف ثوبه، فلما شرب من الدلو أرسله قلت: يا هذا أسألك برب هذ البنية من أنت؟ قال: تكتم علي حتى أموت؟ قلت: نعم، قال: أنا سفيان بن سعيد الثوري، فأرسلته وشربت من الدلو فإذا لبن مضروب بسكر لم أر لبنًا قط أطيب منه قال: وكانت الشربة تكفيني إذا شربتها إلى مثلها، لا أجد جوعًا ولا عطشًا.


فائدة:
عن أبي حاتم الرازي سمعت قبيصة يقول: رأيت سفيان الثوري في النوم. فقلت: ما فعل بك ربك؟ فقال:
نظرت إلى ربي كفاحًا فقال لي
هنيئًا رضائي عنك يا بن سعيد


عن عبدالرحمن بن مهدي قال: لما مات سفيان أردنا أن ندفنه ليلاً - من أجل السلطان - فأخرجناه فلم ننكر الليل من النهار.[15] ص175.

فائدة:
على قوله تعالى: ï´؟ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ï´¾ [النور: 32]، الآية.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: رغبهم الله في التزويج وأمر به الأحرار والعبيد ووعدهم عليه الغني. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة حق على الله عونهم الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل الله"[16].


فائدة:
عن يعلي بن عبيد قال سمعت سفيان الثوري يقول: لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشيء؟ قلنا: لا. قال: فإن معكم من يرفع الحديث.


وعن يحيى بن يمان سمعت الثوري يقول: من بلغ سن النبي - صلى الله عليه وسلم - فليرتد لنفسه كفنًا.


عن معاوية بن عمرو كنا عند داود الطائي يومًا فدخلت الشمس من الكوة، فقال له بعض من حضر: لو أذنت لي سددت هذه الكوة، فقال: كانوا يكرهون فضول النظر. وكنا عنده يوم آخر فإذا فرو قد تخرق وخرج خملة، فقال له بعض من حضر: لو أذنت لي خيطته، فقال: كانوا يكرهون فضول الكلام.


وقال رجل لداود: يا أبا سليمان ألا ترى إلى نعليك عن يمينك؟ لو جعلتها بين يديك أو عن يسارك، قال: بارك الله لك في فقهك.[17]

المصدر: مجمع الفوائد


[1] حلية الأولياء (ج6/ص258).

[2] حلية الأولياء (ج6/ص260).

[3] حلية الأولياء (ج6/ص267).

[4] صفة الصفوة (ج3/ص151).

[5] حلية الأولياء (ج6/ص304).

[6] ص568/ج1.

[7] صفة الصفوة (ج4/137).

[8] صفة الصفوة (ج4/139).

[9] صفة الصفوة (ج4/145).

[10] صفة الصفوة (ج4/140).

[11] صفة الصفوة (ج4/).

[12] تفسير ابن كثير.

[13] تفسير ابن كثير (ج4/ص373).

[14] حلية الأولياء (ج8/ص).

[15] حلية الأولياء (ج7/ص77).

[16] مختصر ابن كثير (ج3/280).

[17] حلية الأولياء (ج7/ص417).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 23-02-2020, 04:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,355
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(34)
صالح بن عبدالله الرشيد




فائدة:
عن أيوب السختياني قال: إنما يحمد الناس على عافية الله إياهم وستره، وما يبلغ عملنا كله جزاء شربة من ماء باردٍ شربها أحدنا وهو عطشان؛ فكيف بالنعم بعد؟!


قال رجل لأيوب: أوصني: قال: أقل الكلام. ص176.

فائدة:
عن حماد بن زيد قال: سئل أيوب عن شيءٍ فقال: لم يبلغني فيه شيء. فقيل: قل فيه برأيك. فقال: لم يبلغه رأيي. قيل لمسعر: تحب أن تهدى إليك عيوبك؟ قال: أما من ناصح فنعم، وأما موبخ فلا.


عن حماد بن زيد قال: كان أيوب إذا هنأ رجلاً بمولود، قال: جعله الله تعالى مباركًا عليك وعلى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.


وقال: ما رأيت رجلاً قط أشد تبسمًا في وجوه الرجال من أيوب. وكان يقول: اللهم إني أسألك الإيمان وحقائقه ووثائقه، وكريم ما مننت به علي من الأعمال التي ينال بها منك حسن الثواب، واجعلنا ممن يتقيك ويخافك ويرجوك ويستحييك، اللهم استرنا بالعافية[1].

فائدة:
يونس بن عبيد: عن جعفر بن برقان قال بلغني عن يونس بن عبيد فضلٌ وصلاح، فكتبت إليه: يا أخي اكتب إلي بما أنت عليه، فكتب إليه: أتاني كتابك تسألني أن أكتب إليك بما أنا عليه، وأخبرك أني عرضت على نفسي أن تحب للناس ما تحب لها وتكره لهم ما تكره لها؛ فإذا هي من ذاك بعيد، ثم عرضت عليها مرة أخرى ترك ذكرهم. هذا أمري يا أخي والسلام.


قال يونس: ما لي تضيع لي الدجاجة فأجد لها، وتفوتني الصلاة فلا أجد لها. ويقول: خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح ما سواهما من أمره؛ صلاته ولسانه.


جاء رجل إلى يونس فقال: أتنهانا عن مجالسة عمرو بن عبيد[2] وقد دخل عليه ابنك، فقال له يونس: اتق الله. فتغيظ فلم يبرح أن جاء ابنه، فقال: يا بني قد عرفت رأيي في عمرو فتدخل عليه؟ فقال: يا أبت كان معي فلان. فجعل يعتذر إليه، فقال: أنهاك عن الزنا والسرقة وشرب الخمر ولأن تلقى الله عز وجل بهن؛ أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو وأصحابه.[3] ص177.

سليمان التيمي:
عن معمر مؤذن التيمي قال: صلى إلى جنبي سليمان التيمي بعد العشاء الآخرة وسمعته يقرأ: ï´؟ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ï´¾ [الملك: 1]،. قال: فلما أتى على هذه الآية: ï´؟ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ï´¾ [الملك: 27]. جعل يرددها حتى خف أهل المسجد فانصرفوا، قال: فخرجت وتركته، قال: وغدوت لأذان الفجر فنظرت فإذا هو مقامه، قال: فسمعت فإذا هو فيها لم يجزها، وهو يقول: ï´؟ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ï´¾ [الملك: 27].


وقال: الحسنة نور في القلب وقوة في العمل، والسيئة ظلمة في القلب وضعف في العمل.


وقيل لسليمان التيمي: أنت أنت ومن مثلك؟ قال: لا تقولوا هكذا لا أدري ما يبدو لي من ربي عز وجل. سمعت الله عز وجل يقول: ï´؟ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ï´¾ [الزمر: 47].


وقال معتمر بن سليمان التيمي: سقط بيت لنا كان أبي يكون فيه فضرب أبي فسطاطًا فكان فيه حتى مات، فقيل له: لو بنيته، فقال: الأمر أعجل من ذلك، غدًا الموت.


وقال مهدي بن سليمان: أتيت سليمان فوجدت عنده حماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وبشر بن المفضل وأصحابنا البصريين، فكان لا يحدث أحدًا حتى يمتحنه، فيقول له: الزنا بقدر؟ فإن قال: نعم، استحلفه أن هذا دينك الذي تدين الله به فإن حلف أن هذا دينة حدثه خمسة أحاديث وإن لم يحلف لم يحدثه[4].


وكان يقول: أما والله لو كشف الغطاء لعلمت القدرية أن الله ليس بظلام للعبيد.


وقال: سليمان التيمي: لو أخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله. وقال معتمر بن سليمان: كان على أبي دين فكان يستغفر الله تعالى، فقيل له: سل الله يقضي عنك الدين، قال: إذا غفر لي قضي عني الدين[5]. ص178.

عبد الله بن عون:
قال يحيى القطان: ما ساد ابن عون الناس أن كان أتركهم للدنيا، ولكن إنما ساد ابن عون الناس بحفظ لسانه.


وقال شعبة: ما رأيت مثل أيوب، ولا يونس، ولا ابن عون قط.


جاء غلام لابن عون، قال: فقأت عين الناقة، قال: بارك الله فيك، قال: قلت: فقأت عينها فتقول بارك الله فيك؟ قال: أقول أنت حر لوجه الله. وكان لا يغضب، فإذا أغضبه الرجل، قال: بارك الله فيك. ونادته أمه فأجابها فعلا صوته صوتها فأعتق رقبتين.


عن حماد بن زيد، عن محمد بن فضالة، قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقال: زوروا ابن عون فإن الله يحبه - أو إنه يحب الله ورسوله.


عن محمد بن عباد المهلبي، عن أبيه، قال: أتيت ابن عون فسلمت عليه، قال: فرجعت إلى البيت فإذا أنا بإنسان قد ضرب الباب فإذا هو ابن عون، فقلت: ادخل، فما جاء به إلا أمر وإنما فارقته الساعة، فقلت: يا ابن عون مه؟ قال: أردت أن آتيك فأسلم عليك فكرهت أن أعود نفسي هذه العادة أن أنوي شيئًا ثم لا أفي به.


عن معاذ بن مكرم، قال: رآني ابن عون مع عمرو بن عبيد في السوق فأعرض عني فاعتذرت إليه، فقال: أما إني قد رأيتك، فما زادني.


فرقد السبخي:
قال فرقد لإبراهيم: - يعني النخعي - يا أبا عمران أصبحت اليوم وأنا مهتم لضريبتي وهي ستة دراهم، وقد أهل الهلال وليس عندي فدعوت؛ فبينما أنا أمشي على شط الفرات فإذا أنا بستة دراهم، فأخذتها فوزنتها فإذا هي ستة دراهم لا تزيد ولا تنقص، قال: تصدق بها فإنها ليست لك[6].


يزيد الرقاشي:
قال يزيد على قوله تعالى ï´؟ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ï´¾ [الزمر: 18]، ألا تحمد من تعطية فانيًا فيعطيك باقيًا، درهم يفنى بعشرة تبقي إلى سبعمائة ضعف، أما لله عندك مكافأة مطعمك ومسقيك وكافيك، حفظك في ليلك وأجابك في ضرائك، كأنك نسيت وجع الأذن، أو ليلة وجع العين، أو خوفًا في بَر، أو خوفًا في بحر، دعوته فاستجاب لك[7]. ص179.

أبو الشعثاء:
عن الضحاك الضبي قال: لقي ابن عمر جابر بن زيد في الطواف فقال: يا جابر بن زيد إنك من فقهاء أهل البصرة وإنك ستستفتي، فلا تفتين إلا بقرآن ناطق، أو سنة ماضية، فإنك إن فعلت غير ذلك فقد هلكت وأهلكت.


فضيل بن يزيد الرقاشي:
عن فضيل بن يزيد الرقاشي - وكان غزا مع عمر سبع غزوات - قال: لا يلهينك الناس عن ذات نفسك فإن الأمر يخلص إليك دونهم، ولا تقطع النهار بكيت وكيت فإنه محفوظ عليك ما قلت، ولم نر شيئًا أحسن طلبًا ولا أسرع إدراكًا من حسنةٍ حديثة لذنب قديم. وكان يقول: روحوا القلوب تعي الذكر.


فائدة:
مرّ حسان بن أبي سنان بغرفةٍ فقال: منذ كم بنيت هذه الغرفة؟ قال: ثم رجع إلى نفسه فقال: وما عليك منذ كم بنيت! تسألين عما لا يعنيك! فعاقبها بصوم سنة.


اشترى أصحاب لحسان أرزًا فربحوا فيه فأتوه بقسطه من الربح. فقال: أرأيتم لو بعتموه بوضيعة أكانت تلزمني الوضيعة معكم؟ قالوا: لا. قال: لا حاجة لي بها.


شميط بن عجلان:
كان يقول: يا ابن آدم إنما الدنيا غداء وعشاء؛ فإن أخرت غداءك إلى عشائك أمسى ديوانك في ديوان الصائمين.


وعنه: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام؛ ألا ترى إلى المنافق كيف يخادعني وأنا أخدعه، يسبحني بطرف لسانه، وقلبه بعيد مني، يا داود قل للملأ من بني إسرائيل لا يدعوني والخطايا بين أضبانهم ليلقوها ثم يدعوني أستجب لهم.


فائدة:
عن عبد الرحمن بن مطرف قال: كان الحسن بن حي إذا أراد أن يعظ أخًا له كتبه في لوح وناوله إياه. ومما كان ينشد:
نهارك يا مغرور سهو وغفلة
وليلك نوم والردى لك لازم

وتنصب فيما سوف تكره غبه
كذلك في الدنيا تعيش البهائم


قال شريك:
أكرهت على القضاء. قال بعض إخوانه فأكرهت على أخذ الرزق - يعني الدراهم.


قال محمد بن واسع: لو كان للذنوب ريح ما جلس إلي أحد.


قال حماد بن زيد: قال رجل لمحمد بن واسع، أوصني.قال: أوصيك أن تكون ملكًا في الدنيا والآخرة. قال: كيف؟ قال: ازهد في الدنيا.


قال الأصمعي: لما صاف قتيبة بن مسلم للترك، وهاله أمرهم، سأل عن محمد بن واسع. فقيل: هو ذاك في الميمنة جامح على قوسه، يبصبص بأصبعه نحو السماء. قال: تلك الأصبع أحب إلي من مئة ألف سيف شهير وشاب طرير[8].


فائدة:
عن محمد بن سيرين قال: إذا أراد الله عز وجل بعبده خيرًا جعل له واعظًا من قلبه يأمره وينهاه.


عن هشام، قال: أوصى أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن يغسله محمد ابن سيرين فقيل له في ذلك وكان محبوسًا، فقال: أنا محبوس قالوا: قد استأذنا لك الأمير فأذن لك، قال: إن الأمير لم يحبسني إنما حبسني الذي له الحق، فأذن له صاحب الحق فخرج فغسله.


فائدة:
عن ابن عون سمعت بن سيرين يقول في شيءٍ راجعته فيه: إني لم أقل لك ليس به باس إنما قلت لك: لا أعلم به باسًا. ص181.

فائدة:
قال الفضيل: يعرف عقل الرجل عند المحاورة؛ إن كان له عقل عرفته لا يقدر يتصنع.


عن عون بن عبدالله قال: كان أهل الخير يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات الثلاث ويلقى بها بعضهم بعضًا: من عمل لآخرته كفاه الله عز وجل دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته[9].


فائدة:
عن إبراهيم النخعي يقول: كنا إذا حضرنا جنازة أو سمعنا بميت عرف فينا أيامًا لأنا قد عرفنا أنه قد نزل به أمر صيره إلى الجنة أو النار قال: وإنكم في جنائزكم تحدثون بأحاديث دنياكم[10].


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 23-02-2020, 04:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,355
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

فائدة:
قال شميط بن عجلان: يا ابن آدم؛ إنك ما دمت ساكنًا فإنك سالم، فإذا تكلمت فخذ حذرك. ويقول: من جعل الموت نصب عينيه لم يبالي بضيق الدنيا ولا بسعتها. ويقول: من رضي بالفسق فهو من أهله، ومن رضي أن يعصى الله عز وجل لم يرفع له عمل. ويقول لجلسائه: ساعة للدنيا وساعة للآخرة، وقولوا في خلال الحديث اللهم اغفر لنا.


زين العابدين:
عن جعفر، عن أبيه: أن علي بن الحسين، قال: يا بني لو اتخذت لي ثوابًا للغائط، رأيت الذباب يقع على الشيء ثم يقع عليَّ، ثم انتبه، فقال: فما كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا لأصحابه إلا ثوب. فرفضه.


وكان رحمه الله يقول: من ضحك ضحكة، مج مجة من العلم، ويقول: من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس.


وعن علي بن الحسين أنه أتاه نفر من أهل العراق فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان y. فلما فرغوا قال ألا تخبروني: أنتم المهاجرون الأولون ï´؟ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ï´¾ [الحشر: 8]؟ قالوا: لا. قال فأنتم ï´؟ وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ï´¾ [الحشر: 9]؟ قالوا: لا. قال: أما أنتم فقد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين. ثم قال: أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل ï´؟ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا ï´¾ [الحشر: 10]، اخرجوا فعل الله بكم.


وكان علي بن الحسين يتخطى حلق قومه حتى يأتي زيد بن أسلم فيجلس عنده، فقال: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه.


حج هشام بن عبد الملك قبل أن يلي الخلافة، فاجتهد أن يستلم الحجر فلم يمكنه، وجاء علي بن الحسين فوقف له الناس وتنحوا حتى استلمه، قال: ونصب لهشام منبر فقعد عليه فقال له أهل الشام: من هذا يا أمير المؤمنين. فقال: لا أعرفه، فقال الفرزدق: لكني أعرفه، هذا علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما:
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحل والحرم

يكاد يمسكه عرفان راحته
عند الحطيم إذا ما جاء يستلم

إذا رأته قريش قال قائلها
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم
أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله
بجده أنبياء الله قد ختموا

وليس قولك من هذا بضائره
العرب تعرف ما أنكرت والعجم

يغضي حياء ويغضى من مهابته
ولا يكلم إلا حين يبتسم


وعن علي بن الحسين، قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم أهل الفضل، فيقوم ناس من الناس، فيقال: انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى أين. فيقولون: إلى الجنة، قالوا: قبل الحساب، قالوا: نعم، قالوا: من أنتم. قالوا: أهل الفضل، قالوا: وما كان فضلكم. قالوا: كنا إذا جهل علينا حلمنا وإذا ظلمنا صبرنا وإذا أسيء علينا غفرنا، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادي مناد: ليقم أهل الصبر، فيقوم ناس من الناس، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة، فيقال لهم مثل ذلك، فيقولون: نحن أهل الصبر، قالوا: ما كان صبركم. قالوا: صبرنا أنفسنا على طاعة الله، وصبرناها عن معصية الله عز وجل، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادي مناد: ليقم جيران الله في داره، فيقوم ناس من الناس وهم قليل، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة، فيقال لهم مثل ذلك، قالوا: وبما جاورتم الله في داره، قالوا: كنا نتزاور في الله عز وجل ونتجالس في الله ونتباذل في الله، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.


ويقول: التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كنابذ كتاب الله وراء ظهره، إلا أن يتقي تقاة. قيل: وما تقاته. قال: يخاف جبارًا عنيدًا أن يفرط عليه أو أن يطغى.


ويقول: لا يقولن أحدكم اللهم تصدق عليَّ بالجنة، فإنما يتصدق أصحاب الذنوب، ولكن ليقل اللهم ارزقني الجنة، اللهم منّ علي بالجنة[11].


فائدة:
عن أبي قلابة قال: أي رجل أعظم أجرًا من رجل ينفق على عيال له صغار يعفهم الله به ويغنيهم.[12] وقال: الزم سوقك فإن الغنى من العافية.


فائدة:
قال سفيان ابن عيينة: أصابتني ذات يوم رقة فبكيت فقلت في نفسي لو كان بعض أصحابنا لرق معي ثم غفوت فأتاني آتٍ في منامي فرفسني وقال: يا سفيان خذا أجرك ممن أحببت أن يراك.


ويقول إذا وافقت السريرة العلانية فذلك العدل، وإذا كانت السريرة أفضل من العلانية فذلك الفضل وإذا كانت العلانية أفضل من السريرة فذلك الجور.


وبعدما أسنّ وكبر جعل يتمثل بهذا البيت:
يعمرَّ واحد فيغر قومًا
وينسى من يموت من الصغار


ويقول: لولا أن الله عز وجل طمأن ابن آدم بثلاث ما أطاقه شيء وإنهن لفيه وإنه على ذلك لوثاب الفقر والمرض والموت. وكان يقول: ليس يضر المدح من عرف نفسه. وكان يقول: إن من توقير الصلاة أن تأتي قبل الإقامة[13].


محمد بن إدريس الشافعي:
قال رحمه الله: استعينوا على الكلام بالصمت وعلى الاستنباط بالفكر. وكان يقول: قبول السعاية شرٌ من السعاية.


ويقول: الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة، والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء. فكن بين المنقبض والمنبسط. ويقول: ليس من المروءة أن يخبر الرجل بسنه لأنه إن كان صغيرًا استحقروه وإن كان كبيرًا استهرموه.


وسأله رجل عن مسألة فقال: روي فيها كذا وكذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال له السائل: يا أبا عبد الله تقول به فأرعد الشافعي وانتفض وقال يا هذا أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا رويت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا صحيحًا فلم أقل به نعم على السمع والبصر. [14] ص184.

فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله في الاستشفاء بماء زمزم: وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورًا عجيبة؛ واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله، وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبًا من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعًا، ويطوف مع الناس كأحدهم، وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يومًا، وكان له قوة يجامع بها أهله ويصوم ويطوف مرارًا[15].


فائدة:
قيل لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: توفي زيد بن حارثة. قال: رحمه الله. قيل له: إنه ترك مئة ألف. قال: لكن هي لم تتركه. وسمع رجلاً يقول: أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة. فأراه قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر. وقال: عن هؤلاء تسأل؟


عن نافع أن رجلاً قال لابن عمر: يا خير الناس، أو يا ابن خير الناس. فقال ابن عمر: ما أنا خير الناس ولا ابن خير الناس؛ ولكني عبد من عباد الله أرجو الله تعالى وأخافه، لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه[16].


فائدة:
كان رجل من ولد عبدالله بن مسعود يجلس في مجلس ابن السماك فكان يطيل السكوت، فقيل له في ذلك. فقال: إنما قعدت لأسمع وأنصت لأفهم، وما كان من الحديث لغير الله فعاقبته الندم. فقال - يعني ابن السماك -: خرجت والله من معدن[17].


فائدة:
عن ابن المبارك: الحديث مع الاثنين أو الثلاثة أو الأربعة فإذا عظمت الحلقة فأنصت أو انشز.


فائدة:
رأى رجل أخًا له في المنام فقال: ما فعل الله بك؟ قال: نجوت بكلمة علمنيها ابن المبارك. قلت: ما الكلمة؟ قال: قول الرجل يا رب عفوك. يا رب عفوك.


فائدة:
قال بعض أئمة هذه الدعوة في معرض القراءة خلف الإمام: ما ورد في حديث عبادة وحديث أبي بكرة أن حديث عبادة وما في معناه مع وجود التمكن من قراءة الفاتحة، وحديث أبي بكرة وما في معناه مع عدم التمكن وهذا أحوط لئلا يترك العمل بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغير سبب يوجب ترك العمل به إما نسخ أو غيره من الأسباب. والله أعلم[18].


فائدة:
ذكر أبو الوفاء بن عقيل: أن القاضي أبا الطيب الطبري قفز إلى الشط. فقال من حضر: لا تفعل هذا؛ فإن أعضاءك تضعف وربما أورث فتقًا. فقال: هذه أعضاء حفظناها عن معاصي الله فحفظها الله علينا. وكان صحيح العقل ثابت الفهم يقضي ويفتي إلى حين وفاته، وبلغ من السنّ مئة وستين سنة - رحمه الله -.


المصدر: مجمع الفوائد


[1] حلية الأولياء (ج2/ص9).

[2] وكان قدريًّا.

[3] حلية الأولياء (ج3/ص23).

[4] حلية الأولياء (ج3/ص37).

[5] حلية الأولياء (ج3/ص36).

[6] حلية الأولياء (ج3/ص60).

[7] حلية الأولياء (ج3/ص60).

[8] مختصر سير أعلام النبلاء (ج2/ص638).

[9] صفة الصفوة (3/104).

[10] صفة الصفوة (3/87).

[11] حلية الأولياء (ج3/ص60).

[12] صفة الصفوة (ج3/238).

[13] صفة الصفوة (ج3/235).


[14] صفة الصفوة (ج2/256).

[15] الطب النبوي لابن القيم (ص361).

[16] حلية الأولياء (ج1/ص181).

[17] حلية الأولياء (ج8/ص228).

[18] الدرر السنية (ج4/385).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 23-02-2020, 04:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,355
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(35)
صالح بن عبدالله الرشيد





فائدة:

عن عبدالرزاق، قال: كنت جالسًا مع أبي حنيفة في دبر الكعبة، فجاء رجل، فقال: يا أبا حنيفة ألا أعجبك من الثوري - رأيته يلبي على الصفا، قال: اذهب ويحك فالزمه فإنه لا يلبي على الصفا إلا لعلم. قال عبدالرزاق: فتعجب منه، فقلت: ألم تسمع حديث مسروق، عن عبدالله أنه لبي على الصفا[1].




فائدة:

قال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة فاستكثروا منها في أوان كسادها، فإنه لو قد جاء يوم نفاقها لم تصل منها لا إلى قليل ولا إلى كثير. وكان يقول: عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر، وإذا عزم العبد على ترك الآثام أتته الفتوح. وكان يقول: ما في الدنيا شيء يسرك إلا وقد لزق به شيء يسوؤك. وقال رحمه الله: عجبًا لقومٍ يعملون لدارٍ يرحلون عنها كل يومٍ مرحلة، ويدعون أن يعملوا لدارٍ يرحلون إليها كل يوم مرحلة.




وقال: إني لأعظ وما أرى موضعًا، وما أريد إلا نفسي. ويقول: ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم، وما كرهت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم[2].




فائدة:

سري السقطي

رآه بعض إخوانه في النوم فقال: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي ولمن حضر جنازتي وصلى عليّ. فقلت: فإني ممن حضر جنازتك وصلى عليك. فأخرج درجًا فنظر فيه فلم يرَ لي فيه اسمًا. فقلت: بلى قد حضرت. قال فنظر فإذا اسمي في الحاشية[3].




فائدة:

قال ابن القيم رحمه الله: فإن الطاعة لله هي موافقة الأمر، (لا موافقة القدر والمشيئة) ولو كانت موافقة القدر طاعة لله لكان إبليس من أعظم المطيعين لله، وكان قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم فرعون كلهم مطيعين له، فيكون قد عذبهم أشد العذاب على طاعته وانتقم منهم لأجلها. وهذا غاية الجهل بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله سبحانه وتعالى[4].




فائدة:

عن رجل من بني عبس قال: صبحت سلمان رضي الله عنه فذكر ما فتح الله على المسلمين من كنوز كسرى، وقال: إن الذي أعطاكموه وفتحه لكم وخولكم؛ لممسكٌ خزائنه ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حيُ ولقد كانوا يصبحون وما عندهم دينارٌ ولا درهم، ولا مدٌ من طعام ثم ذاك يا أخا بني عبس.




ثم مررنا ببيادر تذرى فقال: إن الذي أعطاكموه وخولكم وفتحه لكم لممسك خزائنه ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حيٌ ولقد كانوا يصبحون وما عندهم دينارٌ ولا درهم، ولا مدٌ من طعام ثم ذاك يا أخا بني عبس.




فائدة:

قال شيخ الإسلام رحمه الله: ومن كرر النظر إلى الأمرد أو أدامه وقال إني لا أنظر بشهوة فقد كذب.

وقال المصنف في المغني: إذا كان الأمرد جميلاً يخاف الفتنة بالنظر إليه لم يجز تعمد النظر إليه.

قال في الفروع: يحرم النظر - يعني إلى الأمرد خوف الشهوة -.

قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومن استحله كفر إجماعًا[5].




فائدة:

قال في صحيح مسلم بشرح النووي: إنه - صلى الله عليه وسلم - إذا استيقظ توضأ وصلى ركعتين خفيفتين ثم يقرأ ï´؟ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ï´¾ [البقرة: 164]، إلى آخر السورة[6].




فائدة:

سئل أحمد عن رجل اشتدت علته فلم يتداوى ويخاف عليه. قال: لا هذا يذهب مذهب التوكل. وكذا سأله أبو إسحاق في الرجل يمرض (يترك الأدوية أو يشربها) فقال: إذا توكل فتركها أحب إلي. والدليل عليه ما روي عن ابن عباس: أن امرأة جاءت للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ادع الله لي أن يشفيني. فقال: إن شئت دعوت الله فشفاك، وإن شئت صبرت ولك الجنة. قالت: يا رسول الله: لا بل أصبر. الحديث رواه البخاري ومسلم. اهـ[7].




فائدة:

كان - صلى الله عليه وسلم - يستعين بالخاصة على العامة ويقول: "أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغي فإنه من أبلغ حاجة من لا يستطيع إبلاغها أمنه الله يوم الفزع الأكبر". وفي رواية ثبت الله قدميه يوم القيامة. اهـ[8]



فائدة:

قال في المنتهى وشرحه في باب الفدية: ويفدي من رفض إحرامه، ثم فعل محظورًا يفدي للمحظور (الذي فعله) لأن التحلل من الإحرام ما يكون إلا بإكمال النسك، أو عند الحصر أو بالعذر إذا شرط. ثم قال صاحب المغني: لا يحصل التحلل إلا بثلاثة أشياء إكمال أفعال النسك، أو عند الحصر أو بالعذر إذا شرط، وما عدا هذا فليس له أن يتحلل، ولا يفسد الإحرام برفضه[9].




فائدة:

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: شغلوا قلوبهم بالدنيا ولو شغلوها بالله والدار الآخرة لجالت في معاني كلامه تعالى وآياته المشهودة ورجعت إلى أصحابها بغرائب الحكم وطرائف الفوائد.




وقال رحمه الله: خراب القلب من الغفلة وعمارته من الخشية والذكر. ثم قال: إذا زهدت القلوب في موائد الدنيا قعدت على موائد الآخرة، وإذا رضيت بموائد الدنيا فاتتها موائد الآخرة. الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يروح عنه وهج الدنيا. من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق. لا تدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا وإيثارها؛ إذا أحب الله عبدًا اصطنعه لنفسه، القلب يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه في التوبة وجلاؤه بالذكر، المتوكل لا يسأل غير الله، من شغل بنفسه شغل عن غيره ومن شغل بربه شغل عن نفسه، الإخلاص: هو ما لا يعلمه ملك فيكتبه ولا عدو فيفسده ولا يعجب به صاحبه فيبطله[10].




فائدة:

وقال رحمه الله إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله، و إذا تعرفوا على ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم وتملقوهم لينالوا بهم العزة والرفعة، فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة.




وقال رحمه الله: علامة صحة الإرادة أن يكون هم المريد رضا ربه واستعداده للقائه وحزنه على وقت مر في غير مرضاته، وأسفه على قربه والأنس به وجماع ذلك أن يصبح ويمسي وليس له هم غيره[11].




فائدة:

على حديث عبدالله ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أصاب أحدًا قط همٌ ولا حزن فقال اللهم إني عبدوابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدًا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجًا قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها ما) مسند أحمد.




فتضمن هذا الحديث العظيم أمورًا من المعرفة والتوحيد والعبودية؛ فقوله (إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك) يتناول من فوقه من آبائه وأمهاته إلى أبويه آدم وحواء. وفي ذلك تملق له واستخذاء له بين يديه واعتراف بأنه مملوك وآباءه مماليك له وأن العبد ليس له غير باب سيده وفضله وإحسانه وأن سيده إن أهمله وتخلى عنه هلك ولم يؤوه أحد ولم يعطف عليه بل يضيع أعظم ضيعة فتحت هذا الاعتراف أني لا غني بي عنك طرفة عين... الخ[12].




فائدة:

قال في الروض المربع وحاشيته: أربع قبل العصر وأربع بعد المغرب وأربع بعد العشاء. قال جمع من أهل العلم: يحافظ عليها لحديث ابن عمر مرفوعا: "رحم الله امرًا صلى قبل العصر أربعًا" رواه الترمذي وغيره وله شواهد تدل على استحبابها وما رتب عليه من الأجر مما يتنافس فيه المتنافسون وليست راتبة ولا تلحق بالرواتب وللشيخ قاعدة معروفة وهي: أن ما ليس من السنن الراتبة لا يداوم عليها. اهـ [13]



فائدة:

المشهور عند كثير من العلماء أن الذي زوج موسى عليه السلام هو شعيب النبي عليه السلام. روى الطبراني عن سلمة بن سعد الغزي: أنه وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: "مرحبًا بقوم شعيب وأختان موسى". اهـ[14]



فائدة:

قال في الروض: وإذا أراد السجود يعني للتلاوة فإنه يكبر وإذا رفع سواء ذلك في الصلاة أو خارجها ويجلس ويسلم. قال ابن القيم في الحاشية: لم يذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يكبر للرفع من هذا السجود. قال الشيخ: بلا تحليل ولا تحريم للسجود هذا هو السنة المعروفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه عامة السلف. قال أحمد: أما التسليم فلا أدري ما هو. وقال ابن القيم أيضا: وهذا هو الصواب الذي لا ينبغي غيره ولا نقل فيه تشهدٌ ولا سلام ولا جلوس البتة[15].




فائدة:

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان إذا فرغ من سورة البقرة: ï´؟ فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ï´¾ [البقرة: 286]، قال آمين.




فائدة:

على قوله "الكفاءة دين ومنصب" يعني ليست شرطًا في صحة النكاح لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة بنت قيس القرشية الفهرية أن تنكح أسامة بن زيد فنكحها بأمره. متفق عليه.



وكانت من المهاجرات الأول ذات جمال وفضل وكمال، وهو مولى.




وللبخاري عن عائشة رضي الله عنها أن أبا حذيفة تبنى سالمًا وأنكحه ابنة أخيه الوليد بن عتبة. رواه البخاري. وسالم رضي الله عنه مولى لامرأة من الأنصار، وزوّج "يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - " زيد بن حارثة ابنة عمته زينب بنت جحش الأسدية، وغير ذلك مما يدل على صحت ذلك. اهـ[16]



فائدة:

في التربع وصفته "ثم قال: وكيف قعد جاز لخبر "صل قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا" ولم يخص جلسة دون جلسة. وذكر ابن أبي شيبة عن جماعة من التابعين أنهم كانوا إذا صلوا جلوسًا جثوا. اهـ[17]



فائدة:

على قوله: "يصلي المريض قائمًا فإن لم يستطع صلى قاعدًا.. " إلى قوله "مستلقيًا رجلاه مما يلي القبلة" روي عن علي رضي الله عنه، فإن عجز عن الإيماء أومأ بعينه. قال النووي: ضعيف، لكن له شواهد عند البزار والبيهقي والطبراني. قال في الحاشية: إن عجز عن الإيماء برأسه لركوعه وسجوده أومأ بعينيه؛ لما ذكره من الخبر قال ابن قندس: موضع الإيماء هو الرأس والوجه، والطرف من ذلك الموضع بخلاف اليدين. اهـ[18]



فائدة:

لما حضرت معاوية الوفاة قيل له: يا أمير المؤمنين: ألا توصي؟ فقال رضي الله عنه:



هو الموت لا منجى من الموت والذي

نحاذر بعد الموت أدهى وأفظع






ثم قال: اللهم أقل العثرة واعف عن الزلة وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرجُ غيرك، فما وراءك مذهب. ثم مات رحمه الله وعفا عنه[19].




المصدر: مجمع الفوائد





[1] حلية الأولياء (ج6/ص396).




[2] صفة الصفوة (ج2/166).




[3] صفة الصفوة (ج2/286).




[4] مختصر المدارج (206).




[5] الإنصاف (ج8/ص24، 25).




[6] (ج5، 6/ص50).




[7] الطب النبوي للبغدادي.




[8] الشفاء للقاضي عياض (ص272).




[9] (ص188/ج2).




[10] الفوائد لابن القيم (ص238).




[11] الفوائد ص270.




[12] الفوائد ص73.




[13] حاشية الروض (ج2/218).




[14] مختصر تفسير ابن كثير الرفاعي (ج3/388).





[15] حاشية الروض (ج2/240).




[16] حاشية الروض (ج6/280).




[17] الحاشية (ج2/362).




[18] حاشية الروض 369.




[19] أخبار موت السعداء، جمع الجميزي.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 23-02-2020, 04:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,355
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(36)
صالح بن عبدالله الرشيد





فائدة:
عن فضالة بن دينار: لما حضرت محمد بن واسع الوفاة وقد سجي للموت فجعل يقول: مرحبًا بملائكة ربي ولا حول ولا قوة إلا بالله. قال: وشممت منه رائحة طيبة لم أشمّ قبلها، ثم شخص ببصره فمات رحمه الله.


فائدة:
أتى صفوان بن سليم إلى محمد بن المنكدر وهو في الموت فقال: يا أبا عبد الله كأني أراك قد شق عليك الموت؟ قال فما زال يهون عليه الأمر وينجلي عن محمد حتى لكأن في وجهه المصابيح، ثم قال له محمد: لو ترى ما أنا فيه لقرت عينك. ثم قضى رحمه الله.


فائدة:
عن أبي محمد الحريري قال: حضرت عند الجنيد قبل وفاته بساعتين فلم يزل تاليًا وساجدًا. فقلت له: يا أبا القاسم قد بلغ بك ما أرى من الجهد فقال: يا أبا محمد أحوج ما كنت إليه هذه الساعة، فلم يزل تاليًا وساجدًا، حتى فارق الدنيا. اهـ [1].

فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: أصل الخير والشر من قبل التفكر، وأنفع الفكر: الفكر في مصالح المعاد وفي طرق اجتلابها، وفي دفع المفاسد، فالفكر في آلاء الله ونعمه وأمره ونهيه وما ورد في كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وما والاهما، وهذا الفكر يثمر لصاحبه المحبة والمعرفة فإذا فكر في الآخرة وشرفها ودوامها وفي الدنيا وخستها وفنائها؛ أثمر له الرغبة في الآخرة والزهد في الدنيا، وكلما فكر في قصر الأمل وضيق الوقت أورثه ذلك الجد والاجتهاد وبذل الوسع في اغتنام الوقت، وبإزاء هذه الأفكار: الأفكار الرديئة التي لا تعود بخير. اهـ[2].

فائدة:
الزمان وعاء ما ألقي فيه من خير أو شر. كان على حاله، ثم قال:
يقولون الزمان به فساد
وهم فسدوا وما فسد الزمان


فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: حقيقة الإنابة عكوف القلب على الله عز وجل كاعتكاف البدن في المسجد لا يفارقه، وحقيقته: عكوف القلب على محبة الله وذكره بالإجلال والتعظيم، وعكوف الجوارح على طاعته بالإخلاص له ومتابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

وقال: للعبد بين يدي ربه عز وجل موقفان: موقفٌ بين يديه في الصلاة، وموقفٌ بين يديه يوم القيامة؛ فمن قام بحق الموقف الأول هون عليه الموقف الآخر، ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف. ثم قال رحمه الله: النعم كلها من الله وحده؛ نعم الطاعات ونعم اللذات، فترغب إليه تعالى أن يلهمك ذكرها ويوزعك شكرها، والذنوب من خذلانه وتخليه عن عبده وتخليته بينه وبين نفسه، فإن لم يكشف ذلك عن عبده فلا سبيل إلا كشفه عن نفسه فهو مضطر إلى التضرع والابتهال إلى ربه أن يدفع عنه أسبابها فلا ينفك العبد عن ضرورته إلى هذه الأصول الثلاثة: الشكر، وطلب العافية، والتوبة النصوح. اهـ[3].

فائدة:
قال الشيخ رحمه الله في حاشية الروض على الزاد: لكل مطلقة متعة إلا التي لم يدخل بها وقد فرض لها. نص عليه وهو قول عمر وغيره[4].

والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

المصدر: مجمع الفوائد


[1] أخبار موت السعداء 49.

[2] الفوائد لابن القيم (ص431).

[3] الفوائد لابن القيم (ص426).

[4] حاشية الروض (ج6/396).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 274.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 270.07 كيلو بايت... تم توفير 4.68 كيلو بايت...بمعدل (1.70%)]