صناعة الإصلاح بين الناس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-02-2024, 03:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي صناعة الإصلاح بين الناس

صناعة الإصلاح بين الناس


الخلاف واقع بين البشر، فتجده بين الزوج وزوجه، وبين الوالد وابنه، وبين الجيران، وبين الموظفين، وفي داخل الأسرة الواحدة، وهناك شيطان يقوم بالتحرش بهما، والتحريض على الشر، وهناك إنس يقومون بالنميمة وزيادة الخلاف، وهناك حظوظ النفس تزيد من واقعها، فما أحوجنا في هذا الوقت إلى مصلح يبذل جهده بالكلمة الطيبة والنصيحة الغالية وبالوقت والجاه والمكانة والمال من أجل إرجاع المياه إلى مجاريها.
الإصلاح بين الناس له أجر عظيم عند الله تبارك وتعالى {وأصلحوا ذات بينكم}، وجاء في الحديث: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة - المقصود: النافلة» فقال أبو الدرداء: قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «إصلاح ذات البين».
فكم عصم الله عز وجل بالمصلح من دماء وأموال وفتن شيطانية كادت تشتعل لولا فضل الله عز وجل، ثم هذا الدور العظيم، وكم من قضايا رفعت من المحكمة بسبب المصلحين.
أذكر أنه كان عندنا محافظ اسمه (الشيخ مبارك الحمود الصباح) طلب تشكيل لجنة إصلاح مكونة من الخطباء والوجهاء بالتنسيق مع المخافر في المنطقة، وقد قامت هذه اللجنة بحل النزاع في مئة وخمسين مشكلة وصلت إلى المخافر خلال عام واحد فقط.
إن ديننا عظيم يدعو إلى الصلح ويسعى له وينادي به، ويحبب لعباده درجته وفضائله، قال تعالى: {فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما والصلح خير}، قال أنس - رضي الله عنه: «من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمة عتق رقبة» .
قال الأوزاعي: «ما خطوة أحب إلى الله - عز وجل - من خطوة من إصلاح ذات البين، ومن أصلح بيت اثنين كتب الله له براءة من النار».
وقد أجيز الكذب أحيانا في سبيل الإصلاح، وجاء في الحديث: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا»، قال ابن شهاب: ولم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوحها» صحيح مسلم.
لقد قام رسولنا الكريم الرحيم[ بالإصلاح بين أشخاص وطوائف وقبائل وبين الجيران وبين الزوج وزوجه، وسار على هذا النهج أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعائشة - رضي الله عنهم جميعا - وسطّر التاريخ في سيرهم نماذج ومواقف ذات عبر وتحرر الناس من إفساد ذات البين بالصلح والمصافحة والمصالحة والتنازل والمحبة، فقال[: «وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا».
وتأمل معي هذا الحديث في الإصلاح: «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء.. فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا» قالها ثلاثا..
وهناك آداب في الإصلاح منها: أن تدعو الله عز وجل أن يعينك وييسر لك ذلك الأمر، ثم عليك بالإخلاص، فلا تبتغي من ورائه المال أو الجاه أو الرياء أو السمعة، إنما تزيد ما عند الله الذي هو خير وأبقى {ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نوتيه أجراً عظيماً}.
وعلى الإنسان أن يتحرى العدل: {فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين}.
وعندما تقدم على الصلح عليك أن تشاور العلماء، وأن يكون لديك علم شرعي، ولاسيما في المسألة التي يُختلَف عليها ، وعليك بدراستها من كل جوانبها حتى تنفتح لك مداخل الصلح لتسلك طرقه. وإياك والتعجل في الحكم، بل تريث حتى لا تفسد أكثر مما تصلح.
واختر الوقت المناسب حتى تبرد القضية وتخف الحدة والنزاع وتنطفئ نار الغضب، وعليك باختيار العبارة الطيبة وذكر المحاسن، مع التذكير الدائم بالله ، وضع أمامه أحاديث من مثل «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فيعرض هذا، ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».
وعلى المسلم أن يستقبل المصلح ويفتح له قلبه وبابه، وعليه أن يدعو له ويكون سهلا بين يديه، وأن يتذكر أن من عفا وصفح يثيبه الله بأكثر من ذلك يوم القيامة في وقت الكل يحتاج إلى حسنة. {فمن عفا وأصلح فأجره على الله}.
اللهم أصلح ذات بين المسلمين المتخاصمين وألّف على الخير والمحبة قلوبهم؛ إنك يا الله نعم المولى ونعم النصير.

اعداد: د.بسام خضر الشطي

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.72 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]