|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الشباب وواجب الدعوة إلى الله
الشباب وواجب الدعوة إلى الله
إن دور الشباب المسلم، الذي يسير وفق تعاليم الإسلام، دور عظيم في إصلاح النفوس وتوجيه المجتمع، والمحافظة على سلامته وأمنه، ولا يُمكن للشباب أن يقوموا بدورهم هذا، وينهضوا بمسؤولياتهم، ويؤدوا رسالتهم، إلا بعد أن تكتمل شخصيتهم العلمية والدعوية والاجتماعية على حد سواء، ومما يلاحظ تراجع الهم الدعوي لدى فئات ليست بالقليلة من الشباب؛ فقد انشغل عدد منهم في دروب الحياة ومتاهاتها، حتى وصل بهم الأمر إلى إهمال الدعوة والتربية والتعليم. وبناء الهم الدعوي يكون من خلال فهم الواقع الذي نعيشه، والمعطيات التي نملكها، والوسط الذي نعيش فيه، مبتعدين عن المثاليات، التي في نهاية الأمر تؤدي إلى اليأس ثم الاعتزال، مبتعدين كذلك عن الحماس غير المنضبط الذي يفضي إلى النتيجة السابقة، وربما إلى النكوص عن طريق الحق. أولاً: دور العلماء والدعاة تجاه الشباب تقع على العلماء مسؤولية كبيرة في بناء الوعي لدى الشباب بأهمية العمل لهذا الدين، ومن ذلك ما يلي: (1) العناية بالشباب منذ نعومة أظفارهم وذلك بتوجيههم الوجهة الإسلامية، والاهتمام بمناهجهم التعليمية، وإبعاد المؤثرات الضارة بأخلاقهم، والعمل على ربطهم بدينهم وبكتاب ربهم، وسنة نبيهم، وأن يعنى العلماء ورجال الفكر الإسلامي باحتضانهم، وتقبل آرائهم واستفساراتهم، وإرشادهم إلى طريق الحق والصواب، بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، لاستعدادهم لتقبل التوجيه، من منطلق الرأي الصائب، الذي يحدده الإسلام ويحث عليه. (2) القدوة الحسنة الحرص على إيجاد القدوة الحسنة للشباب في المدرسة والبيت والنادي والشارع، وفي أسلوب التعامل، وعدم وجود المظاهر المنافية للإسلام، التي قد تحدث لديهم شيئًا من الشك والريبة، أو التردد في القبول، أو اعتزال المجتمع والشكوك فيه، بدعوى أنه مجتمع غير مطبق للإسلام، يقول أبناؤه بخلاف ما يعملون، وبهذا كله يحصل الانفصال، وتحدث التصرفات المتسرعة غير المنضبطة، التي تكون نتائجها غير سليمة على الفرد والمجتمع، وعلى العمل الإسلامي، ولا تعود بالفائدة المرجوة على الشباب أنفسهم. (3) اللقاء المستمر بالشباب لابد من عقد لقاءات مستمرة مع الشباب يلتقي فيها العلماء والمسؤولون، وتطرح فيها الآراء والأفكار، وتعالج فيها القضايا والمسائل، وتدرس المشكلات التي تحتاج إلى جواب فاصل دراسة متأنية، حتى لا تتسرب الظنون الخطأ، وتتباعد الأفكار، وينحرف العمل الإسلامي، الذي يتحمس له هؤلاء الشباب، لغير الدرب الحقيقي، والمنطلق الذي رسمته تعاليمه، وتتم هذه اللقاءات في جو من الانفتاح؛ لإبداء الرأي المتسم بالأخوة والمحبة والثقة المتبادلة، بعيدًا عن التعصب للرأي، أو التسفيه للآراء، أو تجهيل الآخرين، فإن مسؤولية العلماء مسؤولية عظيمة، في الأخذ بأيديهم ورعايتهم وتوجيههم نحو منهج الإسلام، وتوضيحه لهم؛ ليأخذوه منهجًا وسلوكًا، وليسيروا وفق تعاليم شريعته قدوة وتطبيقًا. خطورة ترك الشباب عرضة للأفكار الهدامة كما أن ترك الشباب عرضة للأفكار الهدامة، والتصورات الخطأ، وعدم الأخذ بأيديهم، وتفهم آرائهم وأفكارهم، والإجابة عن كل تساؤلاتهم، وإيضاح الرأي الصحيح أمامهم، قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه، فالواجب الأخذ بيدهم ليتجنبوا كل ما يضر، ويسلكوا ما ينفع، كما فعل سلفنا الصالح -رضوان الله عليهم-، وفي عصور التاريخ المختلفة، حيث لم يحدث ردود فعل ذات خطر على الفرد والجماعة. ثانيًا: معالم في طريق دعوة الشباب سلوك الشباب لطريق الدعوة يقوم على أسس ومعالم ومرتكزات حتى يثبتوا على الطريق، ومن هذه الأسس والمعالم ما يلي: 1- صدق الالتزام قال -تعالى-: {خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ} (البقرة:63)، أمرهم أن يأخذوا ما فيه بقوة، وأن يعزموا فيه عزيمة، فأمر العقيدة لا رخاوة فيه ولا تمييع، ولا يقبل أنصاف الحلول ولا الهزل، إنه عهد الله مع المؤمنين، وهو جد وحق، فلا سبيل فيه لغير الجد والحق، وله تكاليف شاقة، نعم، ولكن هذه هي طبيعته، إنه أمر عظيم! أعظم من كل ما في هذا الوجود، فلا بد أن تقبل عليه النفس إقبال الجاد القاصد العارف بتكاليفه، المتجمع الهم والعزيمة، المصمم على هذه التكاليف، ولا بد أن يدرك صاحب هذا الأمر أنه إنما يودع حياة الدعة والرخاء والرخاوة. 2- وضوح الدرب والأهداف قال -تعالى-: {قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللَّهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف:108)، فنحن على هدى من الله ونور، نعرف طريقنا جيدًا، ونسير فيها على بصر وإدراك ومعرفة، لا نخبط ولا نتحسس، ولا نحدس فهو اليقين البصير المستنير، ننزه الله -سبحانه- عما لا يليق بألوهيته، ونتميز عن الذين يشركون به. 3- تابعة عملية البناء والتربية المنهجية على المربي تهيئة الجو التربوي من خلال اختيار الرفقة الصالحة، وسؤالهم دائما عن الأماكن التي يذهبون إليها، وعن أصدقائهم الذين يختلطون بهم، ومحاولة التوجيه الدائم إلى الاختلاط بأهل الخير والإصلاح، وعلى الدعاة والمربين متابعة شؤون المدعو، وتوجيهه إلى الاهتمام بدراسته والتفوق فيها، وتحسين النية في ذلك، وجعلها لخدمة الإسلام، وكذلك تشجيع كل صاحب مهنة أو وظيفة أو تجارة أن يتميز فيها وينجح، ومساعدته في ذلك، وتوجيهه للاهتمام بعمله، وبالالتزام بالأحكام والأخلاق الإسلامية في عمله، والمتابعة والتوجيه في ذلك. 4- التوجيه الإيماني المستمر فالتربية الإيمانية تشمل جوانب التربية كافة، بدءًا بتصحيح الاعتقاد والصلة بالله -عز وجل-، وانتهاءً بغرس الآداب العامة والخاصة، وتشمل كل ما يعين على القيام بواجبات الإيمان من علم ودعوة، وإعداد للإنسان للقيام بهذه المهام. وتعد التربية الإيمانية أهم جوانب التربية؛ لأنها تعد الأساس في تربية الشباب، ولأن الجوانب الأخرى من التربية الإسلامية مثل: التربية الخلقية، والاجتماعية، والفكرية، وغيرها، ترتكز على التربية الإيمانية، فإذا صلح هذا الجانب صلحت الجوانب الأخرى، أو بمعنى آخر، إذا صلح الأساس في بناء شخصية المسلم، وهو التربية الإيمانية، صلح البناء كله، أي: صلحت جوانب التربية الإسلامية الأخرى. ثالثًا: أسباب الإخفاق الدعوي عند الشباب
العوامل المساعدة لثبات الشباب
اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |