خاطرة من فراش المرض - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216134 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7834 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 62 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859683 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 394016 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-07-2020, 02:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي خاطرة من فراش المرض

خاطرة من فراش المرض


سعيدة بشار




غريبةٌ هي الأفكار التي تزورنا ونحن على فراشِ المرض، والحياة من حولنا تستمرُّ في المسيرِ لا تبالي بآلامنا، وهي في خضم تلك الضَّوضاء تُخبرنا همسًا: أنَّ رحيلَنا من قائمتها لن يؤثر في مسيرتها، غريبةٌ هي المشاعر التي تزورنا وتحتوينا، غريبةٌ هي أنفاس الحياةِ من حولنا، وأصواتها وصورها، غريبٌ أمر المراتب كيف تتغيَّر في لحظات، ما كانت له الأولوية بالأمسِ ما عادت له أية أهميةٍ اليوم، وما كان لا يُشعر بقيمتِه أصبح هو جوهر الحياة، نتنفسُ، نتحرَّكُ، نمشي بسهولة، وبلا تركيز، نحمل ما شئنا من أشياء، نقومُ بما نريده من أعمالٍ دون أن نشعرَ بعبئها أو تعبها، وتمضي الحياةُ بنا على ذاك الحال، أحيانًا سنوات طويلة، فننسى لدوامِها أنَّها نِعمٌ مُهداة، فيغيب الشُّكر وننسى المُنعم، وإن ذكرنا شكرَه أحيانًا فغالبًا ما يكونُ باللِّسان؛ لأنَّنا لم نذقْ ألم الفَقد، كم هو مؤلمٌ أن تفقدَ النِّعم بعد امتلاكِها! في نهاية المطاف كلها دون استثناء ممتلكاتٌ مؤقتة.

حينما نشعرُ بالعجزِ والألَم، وتتكالبُ علينا الأفكارُ السَّوداء، مُهدِّدة إيَّانا بغدٍ قاتمٍ لا نورَ فيه، تتهالك فينا بقايا الدِّفاع، ولكن وفي قمةِ الضَّعفِ تأتينا من هناك، من فوق، جيوشٌ من الأنصارِ المساندين، المواسين لتُخبرَنا أنَّه وإن غابت الدُّنيا عنَّا، فإنَّه لا يزالُ إلى جانبنا، يرعانا، ويحنُّ علينا، ويحيطُنا بحبِّه، تُخبرنا بذلك روحُه التي تسري فينا، تُعظِّم فينا اليقينَ فيه، تزيدنا حبًّا له، واشتياقًا إليه.

تنزل الجيوشُ إلى ساحة يأسنا لتُبدِّدَ ظلمته، وتفجِّر الأنوارَ في كلِّ اتِّجاه، فيبدأ بعضُ الأشخاص في الحركةِ من أجلنا، من أجل راحتنا، لخدمتنا بحبٍّ صادق؛ (لأنَّ حبَّه صادق)، وتُشع وجوههم أُنسًا وهم يتوددون إلينا؛ (لأنَّه الودودُ الرَّحيم)، ويُشتتون شملهم ليجمعوا شملَنا؛ (لأنَّه يعلم ألمنا وتشتتنا وهو اللَّطيف الخبير)، كيف نسيناه؟ كيف تجرأنا على ذلك؟!

كم هو رائعٌ أن نمرضَ بشدَّة فجأة، ونسقط عاجزين عن كلِّ شيء في لحظة! لأنَّه فقط عند ذاك المقام نتذكرُه بصدق، ونشعرُ بحبه بصدق، ونرى نِعمَه كذلك بصدق، فنشعر أنَّنا كنَّا نحيا كالأنعام؛ غافلين، غير مركزين، غير واعين، ومن شدَّة حبه لنا يُهدي إلينا ما يرفعنا إلى مراتبِ البشر، يؤلم الصُّعود كثيرًا، ويُبكينا كثيرًا، ويُرهقنا كثيرًا، لكن كلَّ صعودٍ يتطلَّبُ جهودًا مضاعفة، ونشعر بوحي من الرُّوح التي تسري فينا أنَّنا ما دُمنا نطمح إلى عُلاه فإنَّ المسالك التي سنرتقي فوقها ستكون مؤلمةً جدًّا، ومرهقة جدًّا، وقد تكون داميةً أيضًا إذا كانت طموحاتنا تمتدُّ إلى المراتبِ العليا عنده، وإذا رُمنا الفردوسَ الأعلى، فإنَّ الضَّريبة ستكون يقينًا أغلى، ليس المرض نقمةً أو انتقامًا، ولا حتَّى عقابًا لمن فهم معناه، وفكَّ رموزَه، وتمكَّن من استثمارِه.

أحبَّتي فلنعِد قراءة رسائل ربِّنا من جديد، سنكتشف يقينًا الكثير ممَّا غاب عنَّا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.19 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]