|
|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الغش في الإمتحانات
الغش في الإمتحانات منال محمد أبو العزائم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. هناك ظاهرة سيئة منتشرة بين الطلبة في أنحاء العالم، ألا وهي الغش في الإمتحانات. وهي ليست من الجرائم الكبيرة في الغرب، بل ربما لا تعتبر جريمة عندهم. ولكن المؤسف في الأمر أن تجدها في مدارس المسلمين أيضاً. رغم أن أي مسلم تقريباً على وجه الأرض يعلم بتحريم الغش. فهو نوع من الكذب والتدليس المنهي عنه في الإسلام. قال تعالى: {(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)} [1]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار)[2]. فهذا وعيد شديد لمن يغش المسلمين ويمكر ويخادع. فما بال ابناءنا يتجاهلون هذه الأحاديث والآيات ويلقونها وراء ظهورهم. ولأجل ماذا؟ ألا يعلمون أن النجاح والسقوط بيد الله تعالى. ورغم أن الإجتهاد من الأسباب المأمور بالأخذ بها، إلا أن الإعتماد على الأسباب دون خالقها ليس من صفات المؤمنين. فربما نأخذ بالأسباب ورغم ذلك لا يوفقنا الله لما نريد. فنحن المسلمين نؤمن أن الأمر كله لله، وأن الأخذ بالأسباب يساعدنا ونأخذ به ثم نعتمد على الله ونتوكل عليه في كل شيء. ونؤمن بأن الأسباب لا تنفعنا من دون قدرة الله ومشيئته. ولذا نأخذ الدواء وندعو الله بالشفاء، ونكد ونعمل ونطلب من الله الرزق، ونسعى ونجتهد ونطلب من الله التوفيق. فهو وحده من بيده الأرزاق والعطايا. وما من رزق أو فائدة أو توفيق للمخلوقين إلا بأمره ومما تفضل به عليهم. قال تعالى: {(وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ)} [3]. وقال أهل العلم: "الأخذ بالأسباب عبادة والاعتماد عليها شرك، ومن أخذ بالأسباب ولو كانت ضعيفة ثم اعتمد على الله تعالى فقد امتثل"[4]. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (قالَ النَّبيُّ للأعرابيِّ الَّذي تركَ النَّاقةَ سائبةً متوكل علَى اللهِ: فقالَ لهُ: «اعقِلها وتوَكَّلْ» )[5]. فالنجاح بيد الله وتوفيقه. وكم من طلبة ساهروا الليالي وقضوا الساعات في الدراسة ثم أدوا الإمتحان بأفضل ما يظنون ورغم ذلك رسبوا. وبعضهم ذاكر ساعات قليلة بما تيسر له وحل بأفضل ما يستطيعه، ثم توكل على الله وسأله التوفيق والنجاح. فحصل على أعلى الدرجات، بل حتى تفوق على أقرانه أولئك جميعاً رغم قلة الساعات التي درسها بالنسبة لهم. فمن يتقي الله ويتوكل عليه ويستعين به يوفقه لما يريد. قال تعالى: {(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)} [6]. ورغم كل هذه الأسس في التوكل التي تُدرَّس في المدارس وكَبِر عليها النشء نجد كثيراً من طلبة المدارس لا يزالون يغشون في الإمتحانات على أساس أن الغش سبيل وسبب للنجاح عندهم. وهذا نتيجة ضعف الإيمان، وقلة التوكل على الله، والإيمان بقدرته وأن الأمر كله إليه. فيصاحب ذلك إرتكاب هذه الجريمة النكراء التي ملأت المدارس والجامعات في بلاد المسلمين. وربما تسميتها بجريمة فيه شيء من المبالغة، إلا إننا إذا نظرنا إلى آثارها على المجتمع ومسيرة التعليم نرى الخراب الذي ينتج منها. فمن آثارها المدمرة على المجتمع والأفراد:
[1] النحل 105. [2] ذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/32). وأخرجه ابن حبان (5559)، والطبراني (10/169) (10234)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (4/189). [3] هود 123. [4] فتاوى الشبكة الإسلامية (9/ 4738)، بترقيم الشاملة آليا. [5] حسنه الألباني في تخريج مشكلة الفقر (22). وأخرجه الترمذي (2517)، وابن عدي في (الكامل في الضعفاء) (5/206)، وأبو نعيم في (حلية الأولياء) (8/390). [6] الطلاق 2-3. [7] البقرة 283. [8] البخاري 2749. [9] البخاري 1386.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|