الصوت الأحمق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216101 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7830 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859634 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393975 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-07-2020, 01:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي الصوت الأحمق

الصوت الأحمق
نورة بنت عبدالله الفليج






كتب عمر بن عبد العزيز إلى مُؤَدِّبِ وَلَدِه: "ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بُغْضُ الملاهي، التي بدؤها من الشيطان، وعاقبتها سخط الرحمن، فإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم: أن صوت المعازف، واستماع الأغاني، واللَّهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت العشب على الماء".


يُدوِّن عمر كتابه إلى المـُؤدِّب، فيُصدِّره بأول أدبٍ يُهذِّب به بَنِيْه: بُغض الملاهي! ثم أردف ذلك بتعليلٍ يبدد عجب القارئ من عَقْدِ خنصر الآداب ببغض الملاهي، فقال: إن بِدْأها من الشيطان - فهي قرآنُه -، وعاقبتها سخط الرحمن، وإنها تنبت النفاق في القلب؛ فالغناء يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه؛ والقرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبدا، فلا تكاد ترى مولعاً بالغناء إلا وهو منصرفٌ عن كتاب الله، قليل العناية به والتلاوة له.


بين سطور هذه الرسالة العمريَّة تتراءى لي جموع الصبيان والشباب، بل والشيب في بعض الأحيان وهم يتمايلون طرباً للمزامير أو الإيقاعات الصوتية، التي غدت مع المزامير رضيعَي لبان، وفي إطرابهما للناس فرسَي رهان، فكانت صنوَ المزامير والمعازف ونائبتها وخليفتها، وقد زاد انتشارها مع انتشار ما يُعرف بالشيلات،حتى صدق فيها قول القائل:
فتنةٌ لا تزال تضرم ناراً ♦♦♦ كل بيتٍ من حرِّها اليوم صالِ


ولا يخفى في المعازف ما أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري رضي الله عنه مرفوعاً: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف"،وما أخرجه الحاكم والبيهقي عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه مرفوعاً: "إني لم أنه عن البكاء، ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير الشيطان، وصوت عند مصيبة".


قال ابن القيم رحمه الله معلقاً: "فانظر إلى هذا النهى المؤكد، بتسميته صوت الغناء صوتاً أحمق ولم يقتصر على ذلك، حتى وصفه بالفجور، ولم يقتصر على ذلك حتى سماه من مزامير الشيطان، وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق على تسمية الغناء مزمور الشيطان في الحديث الصحيح، فإن لم يستفد التحريم من هذا لم نستفده من نهي أبدا".
نزّه سماعك إن أردت سماع ذي
اك الغنا عن هذه الألحانِ

لا تُؤثر الأدنى على الأعلى فتُح
رم ذا وذا يا ذلة الحرمانِ

إن اختيارك للسماع النازل ال
أدنى على الأعلى من النقصانِ



ولنعطف على (الشيلات) بياناً أختم به:

متى خلت القصائد المؤدَّاة من المعازف والإيقاعات صنو المعازف؛ فلا تخلو من حالين: إما أن تكون بمعاني مباحة كالترغيب في الخلال الكريمة، والدعوة إلى حماية الإسلام من كيد الأعداء والاستعداد لهم، وغير ذلك، وبلا ألحان تشبه ألحان الفساق؛ فلا حرج فيها - على الصحيح - كما أفتى بذلك جمع من العلماء منهم الشيخ ابن باز رحمه الله، والشيخ الألباني رحمه الله، وقد أشارإلى شرط مهم، وهو:عدم اتخاذها دَيدَناً.



وإما أن تكون بمعاني محرمة كالتفاخر بالأنساب، ووصف النساء الوصف الممنوع، وغير ذلك؛ فتحرم.



والتفاخر بالأنساب جاهليةٌ نَفَضَت عنها الشيلات غبارها، فَلْيُكْبَحْ جماح الافتتان بها بسياط: "كلكم بنو آدم، وآدم خلق من تراب، لينتهين قوم يفتخرون بآبائهم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان".



الحال الثانية: إذا كانت الشيلات بمعازف أو بإيقاعات مشابهة للمعازف، لا يدري سامعها أهي صوت بشري أم آلة معازف؛ فحكمها التحريم - على الصحيح - وبتحريمها أفتى الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -، وغيره من أهل العلم؛لأن الشارع لا يُفرِّق بين المتماثلات ولا يجمع بين المختلفات، والتماثل بين الصوتين والإطراب بهما ظاهرٌ بيِّن، قال ابن القيم: "وإذا تأملت أسرار هذه الشريعة الكاملة وجدتها في غاية الحكمة ورعاية المصالح لا تفرق بين متماثلين ألبتة، ولا تسوي بين مختلفين ولا تحرم شيئاً لمفسدة وتبيح ما مفسدته مساوية لما حرمته أو رجحته عليه، ....... ولا يوجد فيما جاء به الرسول شيء من ذلك ألبتة".


فحري بالمسلم أن يشتغل بما فيه نفعه وكماله، فلا تكون الأبيات أحظى بعنايته، وأطرق لمسامعه من الآيات، فـ"لا يخفى على من له أدنى عقل، وحياة قلب، الفرق بين ذوق الآيات، وذوق الأبيات، وبين ذوق القيام بين يدي رب العالمين، والقيام بين يدي المغنين، و بين ذوق اللذة والنعيم بمعاني ذكر الله تعالى والتلذذ بكلامه، وذوق معاني الغناء، والتطريب الذي هو رقية الزنا، وقرآن الشيطان، والتلذذ بمضمونها فما اجتمع و الله الأمران في قلب إلا و طرد أحدهما الآخر".


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.92 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]