الامتنان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 171 - عددالزوار : 59782 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 162 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 112 - عددالزوار : 28264 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 797 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          السلفيون ومراعاة المصالح والمفاسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 687 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 100 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 16036 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 66 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-04-2019, 03:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي الامتنان

الامتنان


حميد بن خيبش




الامتنان حالة من الشكر القلبي المتواصل. وبينما يقف الشاكر عند حدود رد الفعل المتولد عن مشهد عطاء أو دفع بلاء، فإن الممتن يعبر عن إدراكه لأسمى معاني الوجود الإنساني على هذه المعمورة !
حين نستعرض برفق منظومة النعم من حولنا، بدءا من ذواتنا ووصولا إلى الكون وظواهره، ندرك كم نحن غافلون عن معظمها، وكيف أن الاعتياد والاستغراق في يوميات العيش يؤديان إلى نوع من التطبيع معها باعتبارها أمورا عادية.
يغمض الإنسان عينيه ويخلد إلى النوم، بينما عشرات وربما مئات الآليات المبهرة وشديدة التعقيد مستمرة في عملها ليستمتع بنومه، ثم يصحو ليستقبل يوما عاديا بنظره؛ فلا جديد غير شروق الشمس وغروبها، واللهاث خلف الأماني البعيدة، أو الفرار من هموم ألصقها بذاته غفلة أو عنوة، ثم لا يدري أين المفر ! ولو توقف لحظة ليتساءل عن الحكمة من كل هذه المخلوقات الخادمة لوجوده لاكتشف في باعث الامتنان سر سعادته، وصفاء نفسه، وسكينة روحه.
في الامتنان يتجدد اعتراف العبد بعجزه عن مواصلة العيش لولا فيض الكرم الرباني. إنه وضع لا تنفصل فيه الأسباب عن المسبب، ولا يدعي فيه المنجز البشري استقلاله عن الغائية، و الحكمة من وجوده: { {إني جاعل في الأرض خليفة} }البقرة:30.إن هذه الآية هي فاتحة العطاء الذي يستدعي الامتنان العميق. وما نعاينه اليوم من آلام ومآس، ومشاهد ظلم وفساد يؤكد تلك المهمة ولا ينفيها؛ فكلما انزاح الإنسان عن وظيفته فإنه يلقي بنفسه في دوامة التيه والحيرة والأسى. أما إذا ربى قلبه على مشاعر الامتنان، والجمع بين مشاهدة النعم واللوم على التقصير، فإن الألطاف الإلهية تشمله بمعاني الطمأنينة واليقين، وإدراك عواقب الأمور.
" أفلا أكون عبدا شكورا ؟"، هكذا رد النبي صلى الله عليه وسلم حين رثت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لحال قدميه المتورمتين من طول القيام. إن عظمة الامتنان تكمن في الفعل لا في القول فحسب. وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أنظار أمته إلى ما ينطوي عليه باعث الامتنان من إيجابية كفيلة بتبديد الهموم، وتخفيف الأحمال، والقطع مع مشاغل الدنيا التي تذهب بالأعمار !
جمع النبي صلى الله عليه وسلم حذافير الدنيا في ثلاث نعم: أن تصبح آمنا في سربك، ومعافى في بدنك، وعندك قوت يومك. ثلاث عطايا تستوجب الامتنان لأنها تمثل حقيقة السعادة التي يجهل أكثر الناس السبيل إليها. ولو تأملنا الآفات التي تضج بها المجتمعات البشرية لكان مردها إلى الغفلة عن تلك الأصول الثلاثة للحياة الطيبة:
فالفوضى والاضطرابات والحروب تبدد صفاء العيش.
والآلام والأوجاع تنغص على الإنسان وجوده.
أما الأزمات الاقتصادية فتصيب الناس بالجنون، وتبرر دواعي الاقتتال وسفك الدماء.
غير أن أهل الشكوى يرون في ذلك مقوما عاديا من مقومات الوجود البشري، ولا يستدعي الوقوف عنده، وإنما المضي قدما لمزيد من السيطرة والتملك، والتبديد.
إن إعادة النظر في فهمنا السائد للنعم خطوة أولى لبلوغ حال الامتنان الدائم، والشكر القلبي الذي لا ينتظر مناسبة أو حدثا. ولابن القيم كلام رصين في (الفوائد) إذ يقول: "النعم ثلاثة: نعمة حاصلة يعلم بها العبد، ونعمة منتظرة يرجو، ونعمة هو فيها ولا يشعر بها". وتمام النعمة الأولى يكون بالشكر عليها، أما الثانية فيكون بالدعاء والاجتهاد بالطاعة، في حين أن الثالثة هي خلاصة الامتنان ،وثمرة باطنة بين العبد وربه. لذا كان من دعاء ابن الجوزي رحمه الله قوله : اللهم أرنا الأشياء كما هي!
يُحكى أن أعرابيا دخل على هارون الرشيد فقال: يا أمير المؤمنين، ثبت الله عليك النعم التي أنت فيها بإدامة شكرها، وحقق لك النعم التي ترجوها بحسن الظن به ودوام طاعته، وعرّفك النعم التي أنت فيها ولا تعرفها لتشكرها، فأعجب الرشيد بذلك وقال: ما أحسن تقسيمه !
وأعظم الناس امتنانا هم الأنبياء، ثم الصالحون الذين أثمرت محبتهم لله وخشيته نفاذا لعمق الأشياء و الظواهر. وأبلغ تجلياته هو تفاعلهم مع البلايا بغير منطق الشكوى والاحتمال، بل يكونون في حال من الرضا والإقبال على الله، واليقين التام بأنه أرحم الراحمين، وأن المحن تثمر المنح والعطايا.
حين تستشعر الامتنان فإن أداءك للفرائض لا يعكس امتثالا للشريعة فحسب، بل يصبح سعيا نحو المزيد من القرب، وتغذية الروح بما ترمي إليه الجوارح من معاني المحبة والتذلل و الخضوع.

وحين يغمرك الامتنان يتملك نفسك توق شديد للتضحية بكل شيء في سبيل مرضاته تعالى، وتحلق روحك مع الملائكة، فلا يكون حالك في الدنيا إلا كحال الراكب: استظل بظلها ثم ارتحل !

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.46 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]