تفسير الزركشي لآيات من سورة الزمر - ملتقى الشفاء الإسلامي
 
اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215330 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61193 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29178 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-03-2020, 03:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير الزركشي لآيات من سورة الزمر

تفسير الزركشي لآيات من سورة الزمر

د. جمال بن فرحان الريمي





﴿ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ [الزمر: 3].


قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ [الزمر: 3]، فإن ظاهره مشْكل؛ لأن الله سبحانه قد هدى كفارًا كثيرًا وماتوا مسلمين، وإنما المراد: لا يهدي من كان في علمه أنه قد حقت عليه كلمة العذاب، وبيانه بقوله تعالى في السورة: ﴿ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ﴾ [الزمر: 19] [1] وقوله في سورة أخرى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [يونس: 96، 97] [2]، وقوله سبحانه: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [الزمر: 3] أي يقولون: ما نعبدهم إلا للقُربة[3].


﴿ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الزمر: 4] قوله تعالى: ﴿ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ ﴾ [الزمر: 4]، أراد سبحانه ردّ قول الكفار: "اتخذ الله ولدا" بما يطابقه في اللفظ؛ ليكون أبلغ في الرد، لأنه لو حذفه فقال: "لو أراد الله لاصطفى" لم يظهر المعنى المراد؛ لأن الاصطفاء قد لا يكون بمعنى التبني، ولو قال: "لو أراد الله لاتخذ ولدا" لم يكن فيه ما في إظهاره من تعظيم جرم قائله[4].


﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [الزمر: 7].

قال الشيخ عز الدين[5] في قوله: ﴿ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الزمر: 7] وفي أخرى، ﴿ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 60] [6]، إن أول ما تحاسب أمة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الأمم بعدهم، فتحمل "الفاء" على أول المحاسبين، ويكون من باب نسبة الفعل إلى الجماعة إذا صدر عن بعضهم، كقوله تعالى:﴿ وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ [آل عمران: 181] [7]، ويحمل "ثم" على تمام الحساب.


فإن قيل: حساب الأولين متراخ عن البعث فكيف يحسن الفاء؟
قلنا: نص الفارسي في "الإيضاح"[8] على أن "ثم" أشد تراخيًا من "الفاء"، فدل على أن "الفاء" لها تراخ، وكذا ذكر غيره من المتقدمين ولم يدَّعِ أنها للتعقيب إلا المتأخرون[9].



﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ [الزمر: 8].


قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ [الزمر: 8]، بلفظ "إذا" مع "الضر"، قال السكاكي: نظر في ذلك إلى لفظ المسّ، وتنكير "الضر" المفيد للتعليل؛ ليستقيم التوبيخ، وإلى الناس المستحقين أن يلحقهم كل ضرر، وللتنبيه على أن مسَّ قَدْرٍ يسير من الضر لأمثال هؤلاء، حقه أن يكون في حكم المقطوع به أ. هـ[10].


﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9].


قوله تعالى: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ ﴾ [الزمر: 9]، فإنه أومأ إلى ما قبله: ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ﴾ [الزمر: 8] [11]، كأنه قال: أهذا الذي هو هكذا خيرٌ أم من هو قانت؟ فأضمر المبتدأ[12].


وقد قيل في قوله تعالى: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ ﴾ [الزمر: 9]، في قراءة تخفيف "من": إنّ الهمزة فيه للنداء، أي: يا صاحب هذه الصفات[13].


﴿ قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].


قوله تعالى: ﴿ فَبَشِّرْ عِبَادِ [الزمر: 17] [14]، و ﴿ قُلْ يَاعِبَادِ ﴾ [الزمر: 10]حذفت الياء، فلإنه خطاب لرسوله عليه السلام على الخصوص، فقد توجه الخطاب إليه في فهمنا، وغاب العباد كلهم عن علم ذلك، فهم غائبون عن شهود هذا الخطاب لا يعلمونه إلا بوساطة الرسول[15].


﴿ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي ﴾ [الزمر: 14].


قال رحمه الله: أعاد سبحانه قوله: ﴿ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي ﴾ [الزمر: 14] بعد قوله: ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر: 11] [16]، لا لتقرير الأول، بل لغرض آخر! لأن معنى الأول: الأمر بالإخبار أنه مأمور بالعبادة لله والإخلاص له فيها، ومعنى الثاني: أنه يخص الله وحده دون غيره بالعبادة والإخلاص، ولذلك قدم المفعول على فعل العبادة في الثاني، وأخّر في الأول؛ لأن الكلام أولاً في الفعل وثانيًا فيمن فعل لأجله الفعل[17].


﴿ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ﴾ [الزمر: 19].


قوله تعالى: ﴿ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ﴾ [الزمر: 19]، أي: لست تنقذ من في النار[18].


﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الزمر: 22].


قوله تعالى: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ﴾ [الزمر: 22]، فإنه لم يجئ له جواب في اللفظ، لكن أومأ إليه قوله: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 22]، وتقديره: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ﴾ [الزمر: 22] كمن قسا قلبه[19].


وقوله ﴿ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 22]، أي: عن ذكر الله، وقيل أنّ "مِنْ" للابتداء[20].


﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر: 23].


قال القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبدالملكرحمه الله: وسمَّاه - أي القرآن - أحسن الحديث، فقال: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ﴾ [الزمر: 23]، وسمّاه متشابهًا، فقال ﴿ كِتَابًا مُتَشَابِهًا ﴾ [الزمر: 23]:[21].


قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾ [الأنفال: 2] [22]، وقال في آية أخرى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 28] [23]، فإنه قد يستشكل اجتماعهما، لأن الوجل خلاف الطمأنينة، وهذا غفلة عن المراد؛ لأن الاطمئنان إنما يكون عن ثلج القلب وشرح الصدر بمعرفة التوحيد والعلم وما يتبع ذلك من الدرجة الرفيعة والثواب الجزيل، والوجل إنما يكون عند خوف الزيغ والذهاب عن الهدى، وما يستحق به الوعيد بتوجيل القلوب كذلك، وقد اجتمعا في قوله تعالى: ﴿ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 23]، لأن هؤلاء قد سكنت نفوسهم إلى معتقدهم، ووثقوا به، فانتفى عنهم الشك والارتياب الذي يعرض إن كان كلامهم فيمن أظهر الإسلام تعوذًا، فجعل لهم حكمة دون العلم الموجب لثلج الصدور وانتفاء الشك، ونظائره كثيرة[24].


﴿ أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ [الزمر: 24].


قوله تعالى: ﴿ أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [الزمر: 24] أي: كمن ينعم في الجنة؟[25]؟


﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 28].


قال القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبدالملكرحمه الله: وسماه - أي القرآن - عربيًا، فقال: ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ﴾ [الزمر: 28]، قال ابن عباس: غير مخلوق[26].


﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 33].


قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ﴾ [الزمر: 33]، يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَصَدَّقَ بِهِ ﴾ [الزمر: 33]، يعنى: أبا بكر رضي الله عنه، ودخل في الآية كل مُصدّق، ولذلك قال ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 33] [27].


قال القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبدالملكرحمه الله: وسماه - أي القرآن - صدقًا، فقال: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ﴾ [الزمر: 33]أي بالقرآن[28].


﴿ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ ﴾ [الزمر: 37].


قال صاحب "الأقصى القريب"[29]: قد يكون استفهام الإنكار عن مستقبل، كقوله تعالى: ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ﴾ [المائدة: 50] [30]، وقوله تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ ﴾ [الزمر: 37]، قال: أنكر أنّ حكم الجاهلية مما يُبغى لحقارته، وأنكر عليهم سلب العزة عن الله تعالى، وهو منكر في الماضي والحال والاستقبال.


وهذا الذي قاله مخالف لإجماع البيانيين، ولا دليل فيما ذكره، بل الاستفهام في الآيتين عن ماض ودخله الاستقبال، تغليبًا لعدم اختصاص المنكر بزمان، ولا يشهد له قوله تعالى: ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61] [31]؛ لأن الاستبدال - وهو طلب البدل - وقع ماضيًا، ولا: ﴿ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ﴾ [غافر: 28] [32]، وإن كانت "أن" تخلّص المضارع للاستقبال؛ لأنه كلام ملموح به جانب المعنى.


وقد ذكر ابن جني في "التنبيه"[33] أن الإعراب قد يرد على خلاف ما عليه المعنى[34].


﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [الزمر: 45].


قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ﴾ [الزمر: 45] [35]، إلى قوله: ﴿ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 49] [36] وقوله: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الزمر: 46] [37]، إلى قوله: ﴿ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الزمر: 48] [38]، اعتراض في أثناء الكلام، وهو قوله: ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ ﴾ [الزمر: 45] [39]، وذلك لأن قوله: ﴿ فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ [الزمر: 49] [40]، سبب عن قوله: ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ ﴾ [الزمر: 45] [41] على معنى أنه يشمئزون من توحيد الله تعالى، ويستبشرون بالشرك الذي هو ذكر الآلهة، فإذا مسّ أحدهم ضرٌ أو أصابته شدة ٌتناقض في دعواه، فدعا من اشمأز من ذكره وانقبض من توحيده، ولجأ إليه دون الآلهة، فهو اعتراض بين السبب والمسبب، فقيّد القول بما فيه من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بأمره بذلك، وبقوله: ﴿ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ ﴾ [الزمر: 46] [42]، ثم عقبه من الوعيد العظيم أشدّ التأكيد وأعظمه وأبلغه، ولذلك كان اتصال قوله: ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ ﴾ [الزمر: 8] [43]، للسبب الواقع فيها، وخلوّ الأول منه من الأمر اشتراك جملة مع جملة، ومناسبة أوجبت العطف بالواو الموضوعة لمطلق بالجمع، كقولهم: قام زيد وعمرو، وتسبيب السبب مع ما في ظاهر الآية من اشمئزازهم ليس يقتضى التجاءهم إلى الله تعالى، وإنما يقتضى إعراضَهم عنه من جهة أن سياق الآية يقتضى إثبات التناقض؛ وذلك أنك تقول: زيد يؤمن بالله تعالى، فإذا مسه الضر لجأ إليه فهذا سبب ظاهر مبنى على اطراد الأمر، وتقول: زيد كافر بالله، فإذا مسه ضر لجأ إليه، فتجيء بالفاء -هنا- كالأول لغرض التزام التناقض، أو العكس، حيث أنزل الكافر كفرَه منزلة الإيمان في فصل سبب الالتجاء؛ فأنت تلزمه العكس؛ بأنك إنما تقصد بهذا الكلام الإنكار والتعجب من فعله[44].


﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].


قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا [الزمر: 53]، مقام للترغيب، نجده تأليفًا لقلوب العباد وترغيبًا لهم في الإسلام، قيل: وكان سبب نزولها أنه أسلم عيّاش بن أبي ربيعة[45]، والوليد بن الوليد[46]، ونفرٌ معهما، ثم فُتِنوا وعذبوا فافتتنوا، قال - أي: ابن عمر-[47]: وكنا نقول: قوم لا يقبل الله منهم صرفًا ولا عدلاً أبدًا، "قوم أسلموا ثم تركوا دينهم بعذاب عذبوا به" فنزلت، فكتب بها عمر بن الخطاب[48] إليهم رضي الله عنه حين فهم قصد الترغيب فآمنوا وأسلموا وهاجروا[49].
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-03-2020, 03:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير الزركشي لآيات من سورة الزمر



ولا يلزم دلالتُها على مغفرة الكفر، لكونه من الذنوب، فلا يمكن حملُها على فضل الترغيب في الإسلام وتأليف القلوب له لوجوه:
منها أن قوله: ï´؟ لَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ï´¾ [الزمر: 53]عامٌ دخله التخصيص بقوله: ï´؟ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ï´¾ [النساء: 48] [50]، فيبقى معتبرًا فيما عداه.


ومنها أن لفظ "العباد" مضافًا إليه في القرآن مخصوص بالمؤمنين، قال تعالى: ï´؟ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ ï´¾ [الإنسان: 6] [51].


فإن قلت: فلم يكونوا مؤمنين حال الترغيب! قلت كانوا مؤمنين قبله؛ بدليل سبب نزولها، وعوملوا هذه المعاملة من الإضافة مبالغةً في الترغيب[52].


ï´؟ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ï´¾ [الزمر: 56].


قوله تعالى: ï´؟ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ï´¾ [الزمر: 56]، وهذا أشد ما يكون من التحذير من التفريط[53].


وقوله: ï´؟ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ ï´¾ [الزمر: 56] أي: لئلا[54]، وقال اللغويون: معناه "ما فرطت في طاعة الله وأمره"؛ لأن التفريط لا يقع إلا في ذلك، والجنب المعهود من ذوي الجوارح لا يقع فيه تفريط البتة، فكيف يجوز وصف القديم سبحانه بما لا يجوز![55].


ï´؟ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ï´¾ [الزمر: 57].


قوله تعالى: ï´؟ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي ï´¾ [الزمر: 59] [56]، لم يتقدمها نفيٌ لفظًا، لكنه مقدر، فإن معنى: ï´؟ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي ï´¾ [الزمر: 57].


أي: ما هداني، فلذلك أجيب بـ "بلى" التي هي جواب النفي المعنوي، ولذلك حققه بقوله: ï´؟ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي ï´¾ [الزمر: 59]، وهي من أعظم الهدايات[57].


ï´؟ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ï´¾ [الزمر: 67].


قال الزمخشري[58] في قوله تعالى: ï´؟ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ï´¾ [الزمر: 67]، إنه كناية عن عظمته وجلالته من غير ذهاب بالقبض ولا باليمين إلى جهتين: حقيقة ومجاز.


وقد اعترض الإمام فخر الدين[59] على ذلك بأنها تفتح باب تأويلات الباطنية، فلهم أن يقولوا: المراد من قوله: ï´؟ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ï´¾ [طه: 12] [60]، الاستغراق في الخدمة من غير الذهاب إلى نعل وخلعه، وكذا نظائره انتهى.


قال رحمه الله: وهذا مردود؛ لأن الكناية إنما يصار إليها عند عدم إجراء اللفظ على ظاهره، بخلاف خلع النعلين ونحوه[61].


وقدمت الأرض على السماوات في قوله: ï´؟ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ï´¾ [الزمر: 67]؛ لأن الآية في سياق الوعد والوعيد وإنما هو لأهل الأرض، وكذا قوله: ï´؟ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ï´¾ [إبراهيم: 48] [62].


ï´؟ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ï´¾ [الزمر: 73].


قوله تعالى: ï´؟ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ï´¾ [الزمر: 73]، تأويله: حتى إذا جاؤوها جاؤوها وفتحت أبوابها[63].


وقوله: ï´؟ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ï´¾ [الزمر: 73] أي: ادخلوها مقدرين الخلودَ فيها، فإن من دخل مدخلاً كريمًا مقدرًا ألّا يخرج منه أبدًا كان ذلك أتم لسروره ونعيمه، ولو توهَّم انقطاعه لتنغص عليه النعيم الناجز مما يتوهمه من الانقطاع اللاحق[64].


قوله تعالى: ï´؟ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ï´¾ [الزمر: 73]، أي "حتى إذا جاءوها وقد فتحت أبوابها"، والواو واو حال، وفي هذا ما حُكيَ أنه اجتمع أبو علي الفارسي مع أبي عبد الله الحسين بن خالويه في مجلس سيف الدولة[65]، فسئل ابن خالويه عن قوله تعالى: ï´؟ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ï´¾ [الزمر: 73]، في النار بغير واو، وفي الجنة بالواو! فقال ابن خالويه: هذه الواو تسمى واو الثمانية؛ لأن العرب لا تعطف الثمانية إلا بالواو، قال: فنظر سيف الدولة إلى أبي علي وقال: أحق هذا؟ فقال أبو علي: لا أقول كما قال، إنما تُرِكت الواو في النار لأنها مغلقة، وكان مجيئهم شرطًا في فتحها، فقوله: ï´؟ فُتِحَتْ ï´¾ [الزمر: 73] فيه معنى الشرط، وأما قوله: ï´؟ وَفُتِحَتْ ï´¾ [الزمر: 73] في الجنة، فهذه واو الحال، كأنه قال: جاءوها وهي مفتحة الأبواب؛ أو هذه حالها.


وهذا الذي قاله أبو علي هو الصواب ويشهد له أمران:
أحدهما: أن العادة مطردة شاهدة في إهانة المعذبين بالسجون، من إغلاقها حتى يردوا عليها، وإكرام المنعمين بإعداد فتح الأبواب لهم مبادرة واهتمامًا.


والثاني: النظير في قوله: ï´؟ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ ï´¾ [ص: 50] [66].


وللنحويين في الآية ثلاثة أقوال:
أحدها: أن الواو زائدة، والجواب قوله: "فتحت" وهؤلاء قسمان: منهم من جعل هذه الواو مع أنها زائدة واو الثمانية، ومنهم من لم يثبتها.


والثاني: أن الجواب محذوف عطف عليه قوله: ï´؟ وَفُتِحَتْ ï´¾ [الزمر: 73] كأنه قال: "حتى إذا جاءوها "جاءوها" "وفُتِحَت" قال الزجاج[67] وغيره: وفي هذا حذف المعطوف وإبقاء المعطوف عليه.


والثالث: أن الجواب محذوف آخر الكلام؛ كأنه قال بعد الفراغ: استقروا، أو خلّدوا، أواستووا، مما يقتضه المقام، وليس فيه حذف معطوف، ويحتمل أن يكون التقدير: إذا جاءوها أُذِنَ لهم في دخولها وفتحت أبوابها؛ المجىء ليس سببًا مباشرًا للفتح؛ بل الإذن في الدخول هو السبب في ذلك[68].


قوله تعالى في صفة الجنة: ï´؟ وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ï´¾ [الزمر: 73]، بالواو لأنها ثمانية، وقال تعالى في صفة النار: ï´؟ َفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ï´¾ [الزمر: 73]، بغير الواو لأنها سبعة، وفعل ذلك فرقًا بينهما[69].


وقيل: في قوله: ï´؟ وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ï´¾ [الزمر: 73]: إنها زائدة للتأكيد، والصحيح أنها عاطفة، وجواب "إذا" محذوف، أي: سعدوا وأدخلوا[70].


ï´؟ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ï´¾ [الزمر: 74]


قوله تعالى: ï´؟ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ï´¾ [الزمر: 74] ولم يقل: "منها" استلذاذًا بذكر الجنّة، ولهذا عدل عن ذكر "الأرض" إلى "الجنة" وإن كان المراد بالأرض الجنة[71].

[1] سورة الزمر: 19.
[2] سورة يونس: 96-97. البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - تقسيم القرآن إلى ما هو بين بنفسه وإلى ما ليس ببين في نفسه فيحتاج إلى بيان 2/ 121.
[3] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف القول 3/ 127.
[4] المصدر السابق: حذف المفعول 3/ 111.
[5] انظر قوله في: فوائد في مشكل القرآن، ص/ 222.
[6] سورة الأنعام: 60.
[7] سورة آل عمران: 181، وسورة النساء: 155.
[8] كتاب الإيضاح لأبي علي الفارسي، عالم الكتب- بيروت/ لبنان، ط/ 2 ت/ 1416هـ - 1996م، ص/ 223، باب "حروف العطف".
[9] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - الفاء 4/ 184.
[10] مفتاح العلوم للسكاكي ص/ 349-350 بتصرف في بعض العبارات. البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - إذا 4/ 128.
[11] سورة الزمر: 8.
[12] البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - تقسيم القرآن إلى ما هو بين بنفسه... 2/ 119.
[13] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - يا 4/ 270.
[14] سورة الزمر: 17.
[15] البرهان: علم مرسوم الخط - حذف الياء 1/ 280.
[16] سورة الزمر: 11.
[17] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - التكرار على وجه التأكيد 3/ 10.
[18] المصدر السابق: أقسام معنى الكلام - استفهام الإنكار 2/ 205.
[19] المصدر السابق: معرفة تفسيره وتأويله - تقسيم القرآن إلى ما هو بين بنفسه وإلى ما ليس ببين في نفسه فيحتاج إلى بيان 2/ 119، حذف الخبر 3/ 91، حذف الجملة 3/ 126.
[20] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - من 4/ 255.
[21] المصدر السابق: معرفة أسمائه واشتقاقاتها 1/ 193.
[22] سورة الأنفال: 2.
[23] سورة الرعد: 28.
[24] البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - تقسيم القرآن إلى ما هو بين بنفسه وإلى ما ليس ببين في نفسه فيحتاج إلى بيان 2/ 122.
[25] المصدر السابق: أقسام معنى الكلام - أنواع الاستفهام بمعنى الإنشاء 2/ 214.
[26] تفسير القرطبي 13/ 205. البرهان: أسماء القرآن - معرفة أسمائه واشتقاقاتها 1/ 193.
[27] البرهان: علم المبهمات 1/ 117.
[28] المصدر السابق: معرفة أسمائه واشتقاقاتها 1/ 193.
[29] كتاب "الأقصى القريب في علم البيان" لزين الدين محمد بن محمد التنوخي، طبع في مصر عام 1327هـ، ومؤلفه هو محمد بن محمد بن منجا زين الدين التنوخي، أديب دمشقي استقر ببغداد، وتوفي سنة 848هـ. انظر: البرهان بتحقيق د. يوسف المرعشلي 2/ 448.
[30] البرهان: سورة المائدة:50.
[31] سورة البقرة: 61.
[32] سورة غافر: 28.
[33] كتاب "التنبيه على شرح مشكلات الحماسة، لابن جني، حققه أ.د حسن محمود هنداوي، كلية التربية الأساسية - الكويت، ط1، 1430هـ - 2009م، وزارة الأوقاف الكويتية.
[34] البرهان: أقسام معنى الكلام - أنواع الاستفهام بمعنى الإنشاء 2/ 214.
[35] سورة الزمر: 45.
[36] سورة الزمر: 49.
[37] سورة الزمر: 46.
[38] سورة الزمر: 48.
[39] سورة الزمر: 45.
[40] سورة الزمر: 49.
[41] سورة الزمر: 45.
[42] سورة الزمر: 46.
[43] سورة الزمر: 39.
[44] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الاعتراض 3/ 41.
[45] عياش بن أبي ربيعة واسم أبي ربيعة: عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل: أبو عبد الله، كان إسلامه قديمًا أول الإسلام قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر إلى أرض الحبشة وولد له بها ابنه عبد الله، ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة هو وعمرو بن الخطاب، وقتل عياش يوم اليرموك وقيل: مات بمكة، قاله الطبري. أسد الغابة 4/ 308، رقم الترجمة 4145.
[46] الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، أخو خالد بن الوليد، شهد بدرًا مشركًا فأسره عبد الله بن جحش، فافتدى نفسه بمائة دينار، فلما افتدى أسلم فقيل له: هلا أسلمت قبل أن تفتدي قال: كرهت أن تظنوا بي أني جزعت من الإسار، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له فيمن دعا لهم من المستضعفين المؤمنين بمكة، ثم أفلت من إسارهم ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم عمرة القَضِيَّة، وقيل: إن الوليد لما أفلت من مكة وسار على رجليه ماشيًا فطلبوه فلم يدركوه فنكبت إصبعه فمات عند بئر أبي عنبة - على ميل من المدينة، قال مصعب: والصحيح أنه شهد عمرة القَضِيَّة. أسد الغابة 5/ 423، رقم الترجمة 5479.
[47] عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي المكي، ثم المدني، الإمام القدوة شيخ الإسلام، أبو عبد الرحمن، أسلم وهو صغير، ثم هاجر مع أبيه ولم يحتلم، واستصغر يوم أحد، فأول غزواته الخندق، وهو ممن بايع تحت الشجرة، روى علمًا كثيرًا نافعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه، وأبي بكر، وعثمان، وعلي، وبلال، وصهيب، وغيرهم، روى عنه: آدم بن علي، وأسلم مولى أبيه، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب، وأمية بن عبد الله الأموي، وأنس بن سيرين، وغيرهم كثير، وله في "مسند بقي" ألفان وستمائة وثلاثون حديثًا بالمكرر، واتفقا له على مائة وثمانية وستين حديثًا، وانفرد له البخاري بأحد وثمانين حديثًا، ومسلم بأحدٍ وثلاثين، مات سنة ثلاث وسبعين، قال مالك: بلغ ابن عمر سبعًا وثمانين سنة. تهذيب سير أعلام النبلاء 1/ 96، رقم الترجمة 279.
[48] عمر بن الخطاب بن نُفَيل القرشي العدوي أبو حفص، ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، كان من أشرف قريش، وإليه كانت السفارة في الجاهلية، لما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم كان عمر شديدًا عليه وعلى المسلمين، أسلم في السنة السادسة من البعثة، قال ابن مسعود: كان إسلامه فتحًا، وكانت هجرته نصرًا، وكانت إمارته رحمة، ولقد رأيتُنا وما نستطيع أن نصلي في البيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا، شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بدرًا وأُحدًا والخندق وبيعة الرضوان، وخيبر، والفتح، وغيرها من المشاهد، وكان أشد الناس على الكفار، وأما سيرته في خلافته فإنه فتح الفتوح ومصَّر الأمصار، ففتح العراق والشام ومصر والجزيرة وبلاد فارس وغيرها، وأدرَّ العطاء على الناس، ودَوّن الدواوين، بشّره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة عندما قال: «اثبت أُحد فإنما عليك نبيٌ وصديقٌ وشهيدان»، روى أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه أنه قال: طعن عمر يوم الأربعاء لأربع ليالٍ بقين من ذي الحجة، سنة ثلاث وعشرين، ودُفِن يوم الأحد صباح هلال محرم سنة أربع وعشرين، كانت خلافته عشر سنين، وستة أشهر، وخمس ليال، توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة. أسد الغابة 4/ 137-166، رقم الترجمة 3830.
[49] البرهان: أسباب النزول، للواحدي، ص/ 384، نقله عن ابن عمرب.
[50] سورة النساء: 48.
[51] سورة الإنسان: 6.
[52] البرهان: معرفة إعجازه - اختلاف المقامات ووضع كل شيء في موضع يلائمه 2/ 78.
[53] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الإيجاز 3/ 147.
[54] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - أَنْ 4/ 144.
[55] المصدر السابق: حكم الآيات المتشابهات الواردة في الصفات 2/ 55.
[56] سورة الزمر: 59.
[57] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - بلى 4/ 164، لو 4/ 222.
[58] الكشاف 5/ 320.
[59] تفسير الرازي 27/ 16.
[60] سورة طه: 12.
[61] البرهان: الكنايات والتعريض في القرآن - أسباب الكناية 2/ 192.
[62] سورة إبراهيم: 48. البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الشرف 3/ 167.
[63] البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - تقسيم القرآن إلى ما هو بين بنفسه وإلى ما ليس ببين في نفسه فيحتاج إلى بيان 2/ 118.
[64] المصدر السابق: بيان حقيقته ومجازه - تسمية الشيء بما يؤول إليه 2/ 174.
[65] سيف الدولة أبو الحسن عليُّ بنُ عبد الله بن حمدان، صاحب حلب، مقصد الوفود، وكعبة الجود، وفارس الإسلام، وحامل لواء الجهاد، كان أديبًا مليح النظم، فيه تشيع، ويقال: ما اجتمع بباب ملك من الشعراء ما اجتمع ببابه، أخذ حلب من الكلابي نائب الإخشيذ في سنة ثلاث وثلاثين، وقبلها أخذ واسط، وتنقلت به الأحوال، وتملَّك دمشق مدة، ثم عادت إلى الإخشيذيّة، وهزم العدو مرات كثيرة، مولده في سنة إحدى وثلاث مئة، مات سنة ست وخمسين وثلاث مائة، كانت دولته نيِّفًا وعشرين سنة. تهذيب سير أعلام النبلاء 2/ 167 رقم الترجمة 3355.
[66] سورة ص:50.
[67] معاني القرآن وإعرابه للزجاج 4/ 364.
[68] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الأجوبة 3/ 122 - 123.
[69] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - معاني الواو الغير عاملة 4/ 266.
[70] المصدر السابق: 4/ 268.

[71] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - أسباب الخروج على خلاف الأصل 2/ 299.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 117.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 115.56 كيلو بايت... تم توفير 2.21 كيلو بايت...بمعدل (1.88%)]