حرف العطف: ثم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         لماذا يرفضون تطبيق الشريعة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3109 )           »          الأيادي البيضاء .. حملة مشبوهة وحلقة جديدة من حلقات علمنة المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التوبـة سبيــل الفــلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 94 )           »          أحكام شهر الله المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أحاديث صوم المحرم في الكتب الستة رواية ودراية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          عاشوراء.. مدرسة الولاء والبراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 83 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-02-2023, 02:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,557
الدولة : Egypt
افتراضي حرف العطف: ثم

حرف العطف: ثم




أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن


(ثم) - بضم الثاء - هي الحرف الثالث مِن حروف العطف، وهي كذلك الحرف الثالث من الحروف التي تدل على مشاركة المعطوف للمعطوف عليه في الإعراب والمعنى، وهي تفيد مع دلالتها على هذه المشاركة:
1- الترتيب؛ فتشترك (ثم) مع الفاء في الدلالة على الترتيب، فيكون المعطوف بها يحصل بعد المعطوف عليه زمنًا.

2- والتراخي؛ ومعناه: انقضاء مدة زمنية طويلة بين وقوع المعنى على المعطوف عليه، ووقوعه على المعطوف[1]، ومرجع تقدير المدة للعُرْف[2].

فإذا قلت على سبيل المثال: قام زيد ثم عمرو، فإن حرف العطف (ثم) يدل على:
1- التشريك في المعنى؛ إذ إنه يدل على أن كلًّا من (زيد وعمرو) قد قام.

2- والتشريك في الإعراب؛ وذلك لأنه نقل الحكم الإعرابي الذي هو الرفع من كلمة (زيد) إلى كلمة (عمرو)، فأصبحت مرفوعةً مثلها.

3- والترتيب، فهو يدل على أن عمرًا قد قام بعد زيد.

4- والتراخي، فهو يدل على أن بين قيامهما مهلةً؛ يعني: تراخيًا في الزمن.

ومن أمثلة دلالة (ثم) على هذه المعاني الأربعة: أن تقول: رأيت إنسًا طفلًا، ثم شابًّا جامعيًّا، فقد عطفت (ثم) هنا في هذا المثال كلمة (شابًّا) على كلمة (طفلًا)، فأفادت الترتيب؛ لأن الطفولة سابقة لمرحلة الشباب، ولكن هناك فترة زمنية طويلة، ومراحل مر بها قبل أن يصبح الطفل شابًّا جامعيًّا، وهذا معنى التراخي.

ومن شواهد دلالة (ثم) على هذه المعاني الأربعة من كتاب الله قول الله جل شأنه: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا ﴾ [الزمر: 21]؛ فكما ترى فإنَّ المعطوفات بـ(ثم) ترتيبها من حيث الوقوع بعد المعطوفات عليها، وفي كل واحدة منها مدة زمنية أطول، ومن ذلك أيضًا: قول الله تعالى: ﴿ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ [عبس: 18 - 22]، فقد عطف سبحانه الإقبار على الإماتة بالفاء، والإنشار على الإقبار بـ(ثم)؛ لأن الإقبار يعقب الإماتة، والإنشار يتراخى عن ذلك.

وذاكم هي بعض الفوائد التي تتعلق بحرف العطف (ثم):
الفائدة الأولى: تعطف (ثم) الجملة والمفرد: ومثال عطفها الجملة: سافر محمد ثم عاد؛ فقد عطفت (ثم) هنا جملة (عاد) على جملة (سافر)، ومثال عطفها المفرد: زارنا خالدٌ ثم محمدٌ؛ فقد عطفت (ثم) هنا في هذا المثال اسمًا مفردًا، وهو (محمد) على اسم مفرد، وهو (خالد).

الفائدة الثانية: ذكر بعض النحويين[3] أن (الفاء، وثم) يحل أحدهما محل الآخر أحيانًا:
فتدل (ثم) على التعقيب، ومما حلت فيه (ثم) محل الفاء، قول أبي دؤاد حارثة بن الحجاج:
كهَزِّ الرُّديني تحت العَجاج *** جرَى في الأنابيبِ ثم اضطرَبْ

الرديني: رمح منسوب إلى ردينة، والعَجاج: الغبار، والمراد: ما تثيره أقدام المتحاربين أو خيولهم، والأنابيب: جمع أنبوبة، وهي ما بين كل عقدتين من القصبة، والمعنى: أن اهتزاز هذا الفرس وسرعة عدوه ذهابًا وجيئة أثناء القتال يشبه اهتزاز الرمح واضطرابه في سرعة وخفة في كل ناحية تحت غبار المعركة، ولا شك أن الوقت بين اهتزاز الرمح واضطرابه ليس طويلًا، ومع ذلك استُعمل فيه (ثم)، فدل على أن (ثم) استُعملت مكان الفاء.

وتدل الفاء على التراخي، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى[الأعلى: 4، 5] ؛ أي: جافًّا هشيمًا أسودَ، وعلى هذا فالفاء هنا للتراخي بمعنى (ثم)؛ لأنَّ جَعْل المرعى غثاءً أحوى يحتاج إلى وقتٍ طويل، ومِن ذلك أيضًا قول الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا[المؤمنون: 12 - 14]؛ فالفاء مِن (فخلقنا) الأولى والثانية، ومن (فكسونا) واقعة موقع (ثم)؛ لما في معناه مِن المهلة، ولذلك جاءتْ (ثم) بدلها في أول الحج في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ[الحج: 5].

الفائدة الثالثة: قد توصل (ثم) العاطفة بتاء مفتوحة؛ لتأنيث لفظها فقط، فيقال: ثمتَ، ويُوقف عليها بالتاء، وإذا أُلحقت بها هذه التاء اختُصت بعطف الجمل دون الأسماء المفردة، ومن ذلك البيت المشهور لشمر بن عمرو الحنفي:
ولقد أمرُّ على اللئيم يسبُّني *** فمضيت ثمتَ قلت لا يعنيني

الفائدة الرابعة: يدخل على (ثم) العاطفة همزة الاستفهام، ولكن ينبغي أن يُعلم أنه إذا اجتمعت همزة الاستفهام، وحرف العطف (ثم) - مثله في الحكم حرفا العطف السابق ذكرهما: الواو والفاء - فالاستعمال العربي جارٍ على البدء بحرف الاستفهام، وإتباعه بحرف العطف، ويبدو ذلك جليًّا في الآيات القرآنية الآتية: ﴿ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44]، ﴿ أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ [يونس: 51] ﴿ أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا [مريم: 67]، وبهذا يبدو خطأ من يعكس الترتيب، فيقول: وأليس من الممكن؟ ثم أليس من المعقول؟ وألا يكفي العالم الإسلامي اليوم ما به من تدهور أخلاقي؟!

الفائدة الخامسة: قد تُفتح الثاء من (ثُم)، فتقول: ثَم، وتصبح حينئذٍ اسمًا - وليست حرف عطف - يشار به إلى المكان البعيد، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ [الشعراء: 64]، وقوله عز وجل: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴾ [الإنسان: 20]، فـ(ثم) في هاتين الآيتين، ظرف مكان للبعيد بمعنى: (هناك)، مبني على الفتح، في موضع نصب على الظرفية، وقد تَلحق (ثم) تاء التأنيث، فيقال: ثمة، ولا يتغير معناها، فهي أيضًا اسم يشار به إلى المكان البعيد، وإنما تكون التاء لتأنيث اللفظ فقط، ويُوقف عليها بالهاء، فيقال: ثمه[4]، وقد تُجر (ثم) بـ(من)، فيقال: من ثم، ويكون معناها حينئذ: من أجل ذلك، ولا يتغير إعرابها، فنقول في إعرابها: ظرف مكان مبني على الفتح، في محل جر بـ(من).




[1] فهي ليست كالفاء التي تدل على وقوع المعطوف عقب المعطوف عليه مباشرةً.



[2] وقد قيل: إن (ثم) قد خُصَّت بمعنى التراخي؛ لأنها أكثر من حرف، فتراخى معناها كما تراخى لفظها.




[3] كابن مالك رحمه الله في (شرح التسهيل) 3 /354، 355.



[4] فاللغة العربية تستعمل (ثمة) ظرفًا بمعنى (هناك)، وعلى هذا يبدو الخطأ في استعماليها الآتيين:
أ- إضافتها إلى ما بعدها: كقولهم: كذلك ثمةَ شعورٍ متزايد بأن... والصواب: ثمةَ شعورٌ.
ب- الجمع بينها وبين (هناك) التي في معناها في جملة واحدة، كقولهم: ليس ثمة هناك ما يدعو إلى القلق، والصواب: حذف أحد الظرفين.



__________________
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 11-02-2023 الساعة 11:22 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.11 كيلو بايت... تم توفير 1.95 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]