الصبر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح النووي لحديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نظرية التأخر الحضاري في البلاد المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الاستعلائية في الشخصية اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          يوم القيامة {يوم يقوم الناس لرب العالمين} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نصائح نبوية للآباء والأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          فوائد متنوعة منتقاة من بعض الكتب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 191 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853570 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388678 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214085 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-11-2020, 09:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,908
الدولة : Egypt
افتراضي الصبر

الصبر
د. فهد القرشي






الخطبة الأولى









الحمد لله.. نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.







أما بعد أيها المسلمون:



فتقوى الله - تعالى - خير وصيةٍ وخير لباسٍ وأكرم سجية: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].



من اتقى الله وقاه، ومن خانه هتك ستره وابتلاه.







أيها المؤمنون:



كم بين الأمر الرباني "قم فأنذر" والبشارة الربانية "يدخلون في دين الله أفواجا"؟ 23 عاماً هذا هو الفارق الزمني.



كم من الأحداث بين الأمرالرباني"قم فأنذر" والبشارة الربانية "يدخلون في دين الله أفواجا"؟



1 من النبوة: تبا لك ألهذا جمعتنا



وبعدها بأشهر يضعون سلا الجزور على ظهره الشريف



وبعدها بأشهر يخنقه عقبة بن أبي معيط بثوب خنقاً شديداً وهو في الحجر



7 من النبوة: حاصروه في الشعب لمدة 3 سنوات حتى أكل صلى الله عليه وسلم وأصحابه أوراق الشجر



10 من النبوة: توفي عمه أبو طالب



10 من النبوة: توفيت زوجه خديجة رضي الله عنها



10 من النبوة: طرد من الطائف وأدميت قدماه



14 من النبوة: تطويق منزله لقتله



2هـ: وفاة ابنته رقية رضي الله عنها



3هـ: توفي عمه حمزة رضي الله عنه



3هـ: شج رأسه وكسرت رباعيته في أحد



6هـ: حادثة الأفك على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها



7هـ: سحر النبي بعد الحديبية



7هـ: تسميم النبي بعد خيبر



8 هـ: وفاة زينب رضي الله عنها



9هـ: وفاة ابنته أم كلثوم رضي الله عنها



10 هـ: وفاة ابنه ابراهيم







كل هذا وهو ثابت على مبدأه لا تغيره الحوادث ولا تزيده إلا اصرار على دعوته وصبرا عليها كما أوصاه ربه في سورة الإنسان ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا * فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 23، 24] وكما أوصاه في المزمل ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴾ [المزمل: 5] ثم قال بعدها بآيات ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا [المزمل: 10].







أيها المؤمنون:



إن علاقة الفلاح بالصبر علاقة حميمة لا تنفك لا في أعمال الدنيا ولا في أعمال الآخرة. إن الذي يريد النجاح دون أن يصبر على ذلك الطريق إنما يطلب المستحيل. إن بعض الناس يظن أن الصبر لا يكون إلا في حال البلاء والمصائب، وينسى أن الصبر يستصحبه الناجحون في طلبهم للعلم، وفي مخالطتهم للناس، وفي دعوتهم لله تعالى، وفي مبادراتهم ادينية والدنيويه، وفي تربيتهم لأبناءهم، وفي علاقتهم بأزواجهم وغيرها من مناحي الحياة. إليكم أيها المؤمنون بعض الصور التي يعيشها بعض الناس في مخالفة صريحة لهذه السنة الكونية في علاقة النجاح بالصبر:



يبدأ أحدهم برنامجاً علمياً ما، من دراسة أو حفظ أو غيره، ثم لا يلبث أن يستطيل الطريق ويستثقل الحمل فيقفل راجعاً... هل نسيت ال 23 سنة؟







يبدأ آخر مشروعاً ما لخدمة نفسه أو دينه أو أهله أو وطنه ثم يصطدم ببعض العقبات فينهار سريعا وينظر للدنيا بنظارة سوداء







يجد البعض صعوبة في تربية أحد أبنائه أو في تبعل زوجته له فيلجاء لخيارات قاسية تفسد العلاقة العائلية وتزيد الطين بله







يشارك آخر في لجنة لاصلاح ذات البين أو رعاية أيتام وأرامل أو تحفيظ قرآن أو غيره ثم لا يلبث أن يمل وتفتر عزيمته







يقوم البعض بالتعاون مع جماعة مسجده أو حيه في بعض الأعمال الخدمية أو التطوعية لمصلحة المسجد وأهل الحي ثم يحدث اختلاف في وجهات النظر ينفصم على أثره ذلك التعاون ... ويرجع المرء القهقرى







يدعو آخر لنفسه بدعاء لفترة بسيطه ثم يستعجل الاجابة فينقطع عن الدعاء وينسى أن الله يحب الملحين في الدعاء







يسمع آخر قوله تعالى ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح: 10 - 12] فيستغفر يوما أو يومين ثم يريد السماء أن تمطر عليه ذهبا وفضه







يستطب آخر بماء زمزم أو آيات من القرآن الكريم مرة أو مرتين ثم لا يرى أثراً لذلك فيهمل ذلك العلاج في صور لا تنتهي من الاستعجال في الحصول على النتائج.







أيها المؤمنون



تأملوا هذه الآية بقلوبكم ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200] اصبروا وصابروا ورابطوا ثلاث مرادفات لمعنى واحد. أي أن الصبر ثلاثة أرباع الفلاح. لقد علق القرآن الفلاح على الصبر وحده في أكثر من موضع، قال تعالى ﴿ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 12] وقال تعالى ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴾ [الفرقان: 75] وقال تعالى ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 24].







أيها المؤمنون



إن الصبر مطية لاتكبو كما قال علي رضي الله عنه، وهو سبيل التمكين في الأمور كلها، تأمل هذه الآية: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24] وهذه الآية ﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ [الأعراف: 137]








لا تستبطئ الطريق ولا تستعجل النتائج واستصحب الصبر في كل وقت وحين ولا سيما عند ضيق الضروف وتعقد الأحوال وحلول العوائق فإن كل ذلك اختبار ليقينك في حصول النتائج وتمحيص لتوكلك على الله وحسن ظنك بك. واعلم رعاك الله أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا.





خليليَّ لا واللهِ ما مِن مُلمةٍ

تدومُ على حيٍّ وإن هي جلَّتِ



فإن نزلتْ يومًا فلا تَخْضعَنْ لَها

ولا تُكثرِ الشَّكوى إذا النَّعلُ زلَّتِ



فكم مِن كريم قد بُلي بِنوائبٍ

فصابَرَها حتى مَضتْ واضمحلَّتِ



وكم غمرةٍ هاجتْ بِأمواج غمرَةٍ

تلقيتُها بالصَّبر حتى تجلَّتِ



وكانت على الأيَّام نفسي عزيزةً

فلمَّا رأت صبري على الذُّلِّ ذلَّتِ



فقُلتُ لها يا نفسُ موتي كريمةً

فقد كانتِ الدُّنيا لنا ثم ولَّتِ










الخطبة الثانية



أيها المؤمنون



إن هناك أسبابا تعين على الصبر وتسهل الطريق الموصلة إليها:



أولها وأهمها اليقين بالعاقبة الحسنة من الله تعالى:



فإن مما يرغب الإنسان في العمل، ويزيده ثباتاً فيه علمه بحسن جزائه في الآخرة ولا نجد في القرآن شيئاً ضخم جزاؤه وعظم أجره مثل الصبر، يقول الله تعالى ﴿ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [العنكبوت: 58، 59] ويقول مبيناً أن الصابرين يجزون بأحسن ماعملوا: ﴿ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 96]، ويصرح بأن أجرهم غير معدود ولا محدود فيقول: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].




يقول أبو طالب المكي: "وأصل قلة الصبر: ضعف اليقين بحسن جزاء من صبرت له، لأنه لو قوي يقينه، كان الآجل من الوعد عاجلاً إذا كان الواعد صادقاً، فيحسن صبره لقوة الثقة بالعطاء...".








الثاني من الأسباب الثقة بحصول الفرج:



إن الواثق بوعد الله تعالى في قوله ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6] يستيقن أن النصر مقرون بالصبر وأن الفرج آت بعد الكرب وقد تكرر في القرآن الأمر بالصبر مقروناً بالتذكير بأن وعد الله حق لا يتخلف أبداً قال تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ [الروم: 60]




إن اشتداد الأزمة في سنن الله تعني قرب انبلاج الفجر وظهور طلائع النصر ولهذا نجد يعقوب يكون أمله في العثور على يوسف أشد عندما أخذ ابنه الثاني فيقول: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ﴾ [يوسف: 83]، وقال لأبنائه ﴿ يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]





الثالث من الأسباب المعرفة بطبيعة الحياة الدنيا:



فقد جبلت على كدر ونحن نريدها صفوا من الأقذاء والأكدار، ألم يقل الله تعالى ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4]، أي في مشقة وعناء، وقال: ﴿ يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴾ [الانشقاق: 6]







الرابع الاستعانة بالله:



ومما يعين على الصبر أيها المؤمنون أن يستعين العبد بالله تعالى ويلجأ إلى حماه فيشعر بمعيته سبحانه وأنه في حمايته ورعايته، ومن كان في حمى ربه فلن يضام ولذا قال موسى لقومه بعد أن هددهم فرعون بما هددهم به ﴿ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128]




ولعل حاجة الصابرين إلى الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه هي بعض أسرار اقتران الصبر بالتوكل على الله في آيات كثيرة كقوله ﴿ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [العنكبوت: 58، 59]، وقوله عن رسله: ﴿ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [إبراهيم: 12]








الخامس الاقتداء بأهل الصبر:



إن التأمل في سير الصابرين يعطي الإنسان شحنة دافعة على الصبر، ومن هنا ندرك سر حرص القرآن المكي على ذكر صبر الأنبياء على ما لاقوه من أممهم وهذا ما صرح الله به في قوله: ﴿ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [هود: 120]، وقال الله: ﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الأنعام: 34]، وجاء الأمر صريحاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بالصابرين قبله: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ ﴾ [الأحقاف: 35]، وحين نزل البلاء بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءهم التذكير ببلاء من كان قبلهم: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2، 3]، وقال لهم: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 214]







أيها المؤمنون




إن ملخص النجاح في هذه الدنيا وفي الآخرة وحصول التوفيق لخيري الدنيا والآخرة يكمن في أمرين لا ثالث لهما: الصبر واليقين كما قال تعالى في السجده ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24]. فإذا تيقنت بما وعدك الله من الجزاء وصبرت في السير على الطريق الموصلة له فقد استوثقت بحبل متين يغبطك عليه البطالون من الذين فقدوا الاعتصام بأحد الأمرين أو كلاهما.



اللهم ....

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.16 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.37%)]