ثمرات التوحيد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-11-2020, 09:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي ثمرات التوحيد

ثمرات التوحيد


عبدالعزيز كحيل




عندما سادت ثقافة عصور التخلُّف، أصبح التوحيدُ - وهو الرُّكن الرَّكين وقطْب الرَّحى في العقيدة الإسلامية - أقربَ إلى مباحثَ لاهوتيَّةٍ، ومسائلَ كلاميَّةٍ، لا تبعث على الحركة والإيجابيَّة؛ لهذا يجب الرجوع إلى المعنى الأصيل للتَّوحيد، وهو معنًى حيٌّ لِخدمة المسلم في تعبُّده لله، وخِدمة الإسلام، وإصْلاح الآفاق والأنفُس، بأحكامِه وآدابِه، وإذا تَجاوزْنا التعقيداتِ الكلاميَّةَ، واستقَيْنا المفاهيمَ من القُرآن والسنَّة - فإنَّ التَّوحيد يبدو لنا حركةً إيجابيَّة، تربطُ المسلم بربِّه وبِغيره من النَّاس، وكذلك بالكون.
قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25].

علاقة الإنسان بالله:
إذا صلحت هذه العلاقة وتمتَّنتْ، أثْمرت الحرِّيَّة في أبْهى صُورِها، ذلك أنَّ مَن رضي بالله ربًّا، وفهم معنى "لا إله إلا الله" تحرَّر مِن جَميع قِيَم الأرض وقيودِها، وغدا خاضعًا لله وحدَه، محبًّا له، غيرَ مبال بأسباب الرَّغبة والرهبة؛ إلا ما كان في الله ومنْه - سبحانه وتعالى.

إنَّ الموحِّد ليس فيه شركاءُ مُتشاكِسون، إنَّما هو سلَمٌ لِواحدٍ هو الله؛ وبذلك يَعيشُ في طُمأنينة تامَّة لا تتجاذبُه تيَّارات مختلفة، ولا تؤرِّقه شخصيَّة ممزقة، وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إذ قال: "فإنَّ العبوديَّة لله هي عيْن الحريَّة"، أجَل، الموحِّد حرٌّ، لا يخاف على أجلِه ولا على رِزْقه، فكيْف يذِلُّ من أجْلِهما لغيْر ربِّه؟!

إنَّ هذا التَّحرُّر الوجداني الذي تُنْشِئه عقيدة التوحيد يبعث في حياة المسلم طاقةً إيجابيَّة هائلة، تجعله يعبد ويبني ويصنع الحياة، ولا يرهب لقاء الله؛ بل يكون شعاره: "اللهُ غايتنا، وخيرُ الأيام يومُ لقائه".

كما أنَّ التوحيد يتيح للمؤمن مقاييسَ ربانيَّةً، وموازين سماويَّة يحاكم إليها جميع حركاته واختِياراته، من حبٍّ وبغْض، وجمال وقبح، وولاء وبراء، ويعمر قلبه بالخَوْف والرَّجاء، والمراقبة والتوكل والإخلاص، ونحوها من القِيم الرَّفيعة التي تَجلب رضا الله سبحانه.

علاقة الإنسان بالإنسان:
إذا استشعر المؤمِن وحدانيَّة ربِّه وهيمنتَه - تعالى - على الخلق، والغرض الذي أنشأَهُم من أجله، كان الأصل في علاقتِه بغيره من الناس هو الحبَّ والتَّجاوُب والتَّعاون، باعتِبار أنَّ النَّاس لآدم وآدم من تراب؛ بناءً على ذلك الوجدان الحيِّ الحرِّ المطمئنِّ، الذي أثْمره فيه توحيده لله، وهذا سواء بالنسبة لمجال آصرة العقيدة، أو مجال آصرة الإنسانيَّة؛ لأنَّ الأولى وإن كانت أهمَّ وأوثق؛ إلا أنَّها لا تلغي الثَّانية ولا تُهمِّشها؛ ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8].

التوحيد هنا يعني خضوع كل الناس طوعًا أو كرهًا، اختيارًا أو قدرًا، إلى جانب تكليفِهم جميعًا بوظيفة الخلافة والعمارة والعبادة، فيغلب على المؤمنين منهم عاطفة المحبَّة والعطف والشفقة، وتنتفي من القلوب الموحِّدة مشاعرُ القسوة والغلظة والبغض، ويُثْمِر التوحيد حركة دعويَّة تتَّجه نحو الجميع بوصفات علاجيَّة مختلفة، تنشر الهداية والإرْشاد، وتَعبيد النَّاس لله، والتعاون - ولو المصلحيَّ - لتعْمير الأرض وصناعة الحياة، ولا يسَع المسلمَ الواعيَ بأبعاد عقيدة التَّوحيد، وهو يتعامل مع الأتْقِياء والمنحرفين والكفَّار المسالمين - سوى أن يكونَ شعاره ومنطلق عملِه قولَ الله تعالى: ﴿ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ ﴾ [الحج: 77]، ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]، ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 2].

وحينئذ لا تؤثر فيه التشنُّجات التي تعتري علاقتَه بغيْرِه، وإنَّما يواجهها بنفس مطمئنَّة ونظرٍ بصير، فلا تكون عاقبتها بالنسبة له إلا خيرًا، أمَّا مَن كان صدره ضيِّقًا، فهل يُمكنه أن يقطع صِلَتَه بغيره، وهو يعيش معهم في كوْن فسيح ولكنَّه واحد؟!

ويبقى المسلم مستعليًا بإيمانه، شامخًا بدينه أمام الكفَّار المعتدين، والمتربصين بالإسلام وشريعته وثوابته وأرضه، فلا يوالي إلا في الله، ويبرأ من كل علاقة مع الكافرين، فيها انتقاصٌ لدِينه وأخلاقه ونبيِّه، لا يبدأ بعدوان، ولكن لا يسكُت عن عدوان، سواءٌ اتَّخذ شكلًا عسكريًّا، أو فكريًّا، أو فنيًّا، أو غير ذلك.

قال تعالى: ﴿ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ﴾ [البقرة: 194]، وقال: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8]، وقال: ﴿ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الممتحنة: 9].

علاقة الإنسان بالكون:
ومن ثَمرات التَّوحيد: ربْطُ صِلة الإنسان بالكائنات جميعًا، من حيوان وطيرٍ وجماد؛ بل ومخلوقات غيبيَّة، في سيمفونيَّة رائعة، ربَّانيَّة المصدر والتَّوجيه، تقضي على خرافة العداء المستحكم بين الإنسان والطبيعة، وقهْر أحدِهما للآخَر، التي يروِّج لها الفكر الغربي؛ ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ﴾ [الإسراء: 44].

فهو إذًا كونٌ حيٌّ، مأنوس ودود، يتَّجه إلى الخالق الذي تتَّجه إليه روح المؤمن، ويتجلَّى أنس الكوْن في جبل أُحُد، وهزَّةِ الطَّرب التي اهتزَّها لرسول الله وصحبِه الثلاثة، وفي قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((أُحُدٌ جبلٌ يُحبُّنا ونُحبه))، كما يتجلَّى - إن أردنا أمثِلة - في احتضان الكهف للفتية الفارِّين بدينهم، واحتِضان البحر لموسى وهو رضيع مطارد، وفي تَجاوُب الجبال مع داود، وتعاون الحَجَر مع المسلمين، وإرْشادهم إلى وجود اليهود خلفه.

إنَّ انسِجام الكون مع الإنسان يُثْمر الرَّاحة والثقة، وهدوء النفس، واطمئنان السريرة، وهي خصال تَجمع بين الجلال والجَمال، فتكوِّن الكمالَ الذي لا يحقِّقه سوى التَّوحيد، وهكذا ينطلق المؤمِن يبتغي الدَّارين وَفْق سُننٍ كونيَّة صديقة له، وفي محيط مساعد يدعو إلى السعي والبذل والاكتشاف.

وهذا - الذي نقول في علاقة المسلم بالكون - لا علاقةَ له بالعقائد الباطلة، كوَحْدة الوجود، والحلول والاتحاد؛ فالله - عزَّ وجلَّ - مستوٍ على عرشه؛ ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، وجميع المخلوقات عبيدٌ له، يتفاعل معها المسلم باعتبارها مخلوقاتٍ مثلَه، لا يحتقرها ولا يعبدها بشكْلٍ من الأشكال.

وبعدُ، فلعلَّ الذي سبق يكشِف لنا طرفًا من معنى الآية: ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ﴾ [الزخرف: 84]، فيفقَهُ المؤمن أبعادَ العقيدة الإسلاميَّة، ويبحث عن ثَمراتها من حولِه، وهي تعمل في أكثرَ من مجال، فهي عقيدةٌ للضَّمير، وتفسيرٌ للوُجود، ومنهج للحياة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-10-2021, 04:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ثمرات التوحيد

لا اله الا الله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.29 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (3.86%)]