|
|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
معنى كلمة العشير
معنى كلمة العشير د. سيد مصطفى أبو طالب قال الحربي في حديث النَّبِي صلى الله عليه وسلم: (تَصَدَّقْنَ فَإِنَّكُنَّ أَكْثّرُ أَهْلِ النَّارِ: لأّنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ )[1]. قَوْلُه: "وَتَكْفُرْنَ العَشِيَر" الزَّوْجَ عشير المَرْأَةِ لِمُعَاشَرَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا وَعَاشَرْتُ فُلانًا مُعَاشَرَةً جَمِيلَةً، وَعَشِيرُكَ الَّذِى أَمْرُكَ وَأَمُرُهُ وَاحِدٌ. قال زُهَيْرٌ [2]: (الوافر) لَعَمْرُكَ وَالخطُوُبُ مُغَيِّراتٌ *** وَفِى طُولِ المُعَاشَرَةِ التَّقَالِي[3] ذكر الشارح تفسيرًا لبعض دلالات مادة (عشر)، ولم ينص على الدلالة الأصلية لها. ويفهم مما ذكره أنه يعد (المخالطة) دلالة أصلية لها. قال ابن فارس: العين والشين والراء أصلان صحيحان: أحدهما يدل على عدد معلوم، والآخر يدل على مداخله ومخالطة[4]. ذكر ابن فارس أصلين لمادة (عشر)، أحدهما: للعدد، والآخر: للمخالطة، ويمكن الجمع بينهما من خلال ما ذكره الراغب بقوله: والتعشير نهاق الحمير لكونه عشرة أصوات.[5] فهذا العدد فيه مخالطة بين الأصوات العشرة، كأنها صوت واحد متصل. وعلى ذلك: يفسر العشير الذي هو الزوج بأنه الذي يخالط المرأة،، ويدعوها لقضاء حاجاته، وللاطمئنان عليها. فالعشير: عشير مخالطة ونكاح، وعشير مؤانسة ومواددة. وقد أورد بعض فروعها مفسراً دلالاتها في ضوء هذه الدلالة الأصلية، وهذه الفروع هي: أ) العشير: الزوج. يقول الأزهري: قال أبو عبيد: أراد بالعشير: الزوج، سمى عشيراً؛ لأنه يعاشرها وتعاشره.[6] وفي القرآن الكريم قال تعالى: ﴿ يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ﴾ [الحج: 13] أي: الخليط المعاشر[7]. ب) عاشرت، أي: خالطت. يقول ابن منظور: العشرة: المخالطة، عاشرته معاشرة[8]. ويمكن إضافة فرعين آخرين، وهما: ج) العشيرة: هم أهل الرجل الذين يتكثر بهم.[9] وإنما سميت عشيرة الرجل؛ لمعاشرة بعضهم بعضًا[10]. د) المعشر: كل جماعة أمرهم واحد. المسلمون معشر، والمشركون معشر، والإنس معشر، والجن معشر، وجمعه معاشر.[11] ومنه قوله تعالى: ﴿ يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴾ [الرحمن: 33] وبعد: فقد أمكن رد دلالات فروع هذه المادة إلى الدلالة الأصلية المذكورة، وهي (المداخلة والمخالطة). [1] سبق تخريجه في تعليل التسمية. [2] الديوان (ص86)، والعين (عشر) (1 /248) يقول: خطوب الدهر قد تغيير المودة وطول المعاشرة قد يكون معه التقاطع والبغضاء.. [3] غريب الحربي (1 /54) وما بعدها. [4] المقاييس (عشر) (4 /324). [5] المفردات (ص335). [6] التهذيب (عشر) (1 /410). [7] مجاز القرآن (2 /46)، وغريب السجستاني (ص142). [8] اللسان (عشر) (6 /264). [9] المفردات (335). [10] المقاييس (عشر) (4 /324). [11] العين (عشر) (1 /248).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |