حديث عن فضل الوضوء - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         القرآنُ الكريم كتابٌ واقعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          هدايا العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ما هي كلمات الله التي لا تتبدل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الثقة والشك بين الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          كيف التعامل مع زوج لا يتحمل مسؤوليته المالية ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 599 )           »          كيف نودع رمضان؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          من جامع في يومين أو كرره في يوم ولم يكفر فكفارة واحدة في الثانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          المداومة على العمل الصالح لماذا وكيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أركان الإسلام والإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-10-2020, 12:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,655
الدولة : Egypt
افتراضي حديث عن فضل الوضوء

حديث عن فضل الوضوء
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح





عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ. وَالْحَمْدُ لله تَمْلأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ الله وَالْحَمْدُ لله تَمْلآنِ (أَوْ تَمْلأُ) مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. وَالصَّلاَةُ نُورٌ. والصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ. وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ. وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ. كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو. فَبَايعٌ نَفْسَهُ. فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا" رواه مسلم.

ألفاظ الحديث:

(الطُّهُورُ): قال النووي: قال جمهور أهل اللغة: يقال الوُضوء والطُهور، بضم أولهما، إذا أريد به الفعل الذي هو المصدر، ويقال: الوَضوء والطَهور، بفتح أولهما، إذا أريد به الماء الذي يتطهر به.
(شَطْرُ الإِيمَانِ): أي نصف الإيمان، وسيأتي كيف يكون ذلك.
(الْمِيزَان): في هذا الحديث ميزان حقيقي له كفتان حسيتان مشاهدتان.

والمراد به الميزان الذي توزن به الأعمال كما قال تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].

(وَسُبْحَانَ الله وَالْحَمْدُ لله تَمْلآنِ (أَوْ تَمْلأُ): (أو) هنا شك من الراوي يعني هل قال تملآن ما بين السماوات والأرض، أو قال تملأ ما بين السماوات والأرض والمعنى لا يختلف ولكن هذا من حرص الرواة في النقل.

(بُرْهَان): البرهان هو الحجة والدليل.
(كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو): أي كل الناس يسعى بنفسه.
(فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا): أي معتقها من النار، أو موبقها: أي مهلكها.

من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: قوله صلى الله عليه وسلم: " الطهور شطر الإيمان " اختلف كيف يكون الطهور نصف الإيمان؟
فقيل في ذلك عدة أقوال أشهرها ما يلي:
قيل: إن الأجر في الطهور ينتهي تضعيفه إلى نصف الأجر في الإيمان، وهذا القول لا يدل عليه ظاهر النص.
وقيل: إن الإيمان: فعل وترك فهو فعل المأمورات وترك المحظورات، والمراد بالطهور هناك التطهر بترك الذنوب والمعاصي لأن التطهر يأتي بهذا المعنى كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾ [سورة النمل: 56] ،أي يتطهرون من الموبقات، فيكون ترك المحظورات تطهر، وهذا نصف الإيمان "، وهذا القول يردُّه أمران:
الأول: من حيث اللفظ فقد جاء في رواية " الوضوء شطر الإيمان ".
والثاني: من حيث المعنى قال ابن رجب: " فإن كثيراً من الأعمال تطهر النفس من الذنوب السابقة كالصلاة، فكيف تدخل اسم الطهور، ومتى دخلت الأعمال أو بعضها في اسم الطهور لم يتحقق كون ترك الذنوب شطر الإيمان ".
وقيل: معناه أن الطهور للصلاة شطر الإيمان ، لأن الإيمان يأتي بمعنى الصلاة قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ أي صلاتكم والصلاة لا تتم إلا بطهور، وهذا أظهر الأقوال والله أعلم.
قال النووي: " وهذا أقرب الأقوال عندي ".

الفائدة الثانية: قوله صلى الله عليه وسلم " الحمد لله تملأ الميزان " دليل من أدلة السنة النبوية في إثبات الميزان الذي من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان به وأدلة ثبوته في الكتاب والسنة كثيرة فمن الكتاب قوله تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ ومن السنة حديث الباب، واختلف من الذي يوزن:
فقيل: الذي يوزن العمل.
وقيل: العامل.
وقيل: الصحف.

والأظهر والله أعلم أن كل ذلك يوزن في الميزان وبهذا تجتمع الأدلة، ومن الأدلة على ذلك ما يلي:
فمن الأدلة التي تدل على أن العمل هو الذي يوزن: حديث الباب حيث قال " والحمد لله تملأ الميزان " وهذا عمل وأيضاً ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ".

ومما يدل على أن العامل هو الذي يوزن: ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة "واقرؤوا إن شئتم: "فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً ".
وأيضا ما رواه أحمد من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه كان دقيق الساقين فجعلت الريح تلقيه فضحك القوم منه فقال صلى الله عليه وسلم: " مم تضحكون؟ " قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه، قال: "والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد ".

ومما يدل على أن الصحف هي التي توزن: حديث البطاقة الذي رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان من حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يستخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له تسعة وتسعون سجلاً، كل سجل مد البصر ثم يقول أتنكر من هذه شيئاً؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب فيقول: ألك عذر أو حسنة؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: فإنك لا تظلم، وتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء ".
قال ابن كثير رحمه الله: " وقد يمكن الجمع بين هذه الآثار بأن يكون ذلك كله صحيحاً فتارة توزن الأعمال، وتارة توزن محالها، وتارة يوزن فاعلها والله أعلم " [انظر: " تفسيره " (3 /202)]..

الفائدة الثالثة: قوله صلى الله عليه وسلم: " سبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السماوات والأرض ".
قال النووي رحمه الله: " وأما معناه فيحتمل أن يقال: لو قدر ثوابهما جسماً لملأ ما بين السموات والأرض " [انظر:" شرح مسلم للنووي" (3 /96)].

وهاتان الجملتان عظيمتان لأن فيهما نفي وإثبات، فالنفي في قول (سبحان الله) أي تنزيهًا لله عز وجل عن كل ما يليق به، والذي يُنَّزه الله عنه ثلاثة أمور:
الأول: صفات النقص، فلا يمكن أن يتصف سبحانه بصفة نقص.
والثاني: النقص في كماله، فله سبحانه الكمال المطلق في صفاته التي لا يلحقها نقص.
والثالث: مماثلة المخلوق، فلا مماثل له سبحانه من مخلوقاته جل في علاه.

والإثبات في قول (الحمد لله) لأن الحمد يكون على صفات الكمال له جل وعز ففيها إثبات الكمال، لأن الحمد هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم، فتحصَّل عندنا من الجملتين نفي النقص بأنواعه الثلاثة وإثبات الكمال، وينبغي للمؤمن أن يكثر من التسبيح والتحميد فمن فضائلهما:
1- أنهما لعظمهما لو كانت جسماً لملأت ما بين السماء والأرض وهذه مسافة عظيمة لحديث الباب.

2- سبب في مغفرة الذنوب لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر ".

3- بهما ينال من أفضل المراتب في الذكر لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - السابق ففي رواية لمسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يمسي وحين يصبح سبحان الله وبحمده لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه ".

4- أنهما من الذكر الذي يحبه الله عز وجل ولهما ثقلهما في ميزان العبد يوم القيامة لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ".

5- أنهما من أفضل الكلام لحديث أبي ذر - رضي الله عنه - عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " سئل أي الكلام أفضل قال: ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده ".

6- أنهما في منزلة من ذَكَرَ الله من صلاة الفجر إلى الضحى بل هما أكثر وذلك إذا جاء المسلم بصيغة الذكر الواردة في حديث جويرية - - رضي الله عنها -- عند مسلم حينما جلست تذكر الله من بعد الفجر إلى الضحى فقدم عليها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أما زلتِ على الحال التي تركتِ عليها؟ لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه ومداد كلماته ".

7- أن كل واحدة منهما صدقة لحديث أبي ذر - رضي الله عنه - عند مسلم " كل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة "

8- في كل واحدة منهما ثواب عظيم في عمل يسير، (فالحمد لله) جاء من ثوابها أنها تملأ الميزان كما في حديث الباب، ( وسبحان الله) جاء في صحيح مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ " فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: " يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يُحطُّ عنه ألف خطيئة " رواه مسلم.

9- أنهما يورثان قوة للعبد وذلك إذا جاء العبد بهذا الذكر عند النوم وهو ما جاء في حديث علي - رضي الله عنه - حينما جاءت فاطمة إلى بيت أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً وفي القصة قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا أدلكما على خير لكما من خادم، تسبحان الله ثلاثاً وثلاثين، وتحمدان الله ثلاثاً وثلاثين وتكبران أربعاً وثلاثين فذلكما خير لكما من خادم".

الفائدة الرابعة: في الحديث دلالة على أن في الصلاة نور للعبد، فالصلاة تورث نوراً في القلب ونوراً في الوجه وفي القبر وفي الحشر في عرصات يوم القيامة كل ذلك يدخل ضمن قول النبي صلى الله عليه وسلم (والصلاة نور) لأن الحديث مطلق فيبقى على عمومه.

الفائدة الخامسة: في الحديث دلالة على أن المسلم إذا بذل المال للمحتاج تقرباً لله عز وجل فقد أتى ببرهان ودليل على صدق إيمانه لأن إخراج المال يحتاج إلى مجاهدة لتعلق النفوس به، قال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ﴾ [سورة آل عمران: 14]، وقال تعالى: ﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً ﴾ [سورة الفجر: 20] ففي بذل المسلم ما يحب دليل على صدق إيمانه واستقامته.

الفائدة السادسة: في الحديث دلالة على فضل وعِظَم الصبر حيث جعله النبي صلى الله عليه وسلم ضياءً، والصبر لغة: هو الحبس، بأن يحبس الإنسان نفسه في مواطن الصبر بأنواعه الثلاثة كما سيأتي.
قال ابن رجب: والضياء هو النور الذي يحصل فيه نوع حرارة وإحراق كضياء الشمس، بخلاف القمر فإنه نور محض فيه إشراق بغير إحراق قال الله عزّ وجل: " هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً "(سورة يونس: 5)، وقال أيضا: " ولما كان الصبر شاقاً على النفوس، يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها، وكفها عما تهواه كان ضياءً " (انظر:" جامع العلوم والحكم" (2 /24-25)
والمراد (بالصبر ضياء) ما قاله النووي: "المراد أن الصبر محمود ولا يزال صاحبه مستضيئاً مهتدياً مستمراً على الصواب"(انظر:" شرح مسلم" (3 /97)).

وللصبر ثلاثة أنواع كما ذكر أهل العلم:
الأول: الصبر عن معصية الله عزّ وجل.
مثاله: كمن يحبس نفسه عن الزنى أو الغيبة أو الكذب أو غيرها من المعاصي، التي يزينها الشيطان ويحسنها للناس قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [سورة فاطر: 6].

الثاني: الصبر على طاعة الله عزّ وجل.
مثاله: كمن يحبس نفسه على الصلاة أو قيام الليل حين تدعوه نفسه إلى الكسل والفراش أو محادثة الإخوان فيما لا فائدة فيه، أو كمن يحبس نفسه على الصدقة حين تدعوه نفسه إلى أحب المال والطمع في جمعه ونحو ذلك من الطاعات، قال تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [سورة طه: 132]، وقال تعالى: ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ﴾ [سورة مريم: 65].

الثالث: الصبر على أقدار الله عزّ وجل.
لأن الله قد يبتلي العبد ببدنه أو بماله أو بولده فعليه أن يصبر على هذا البلاء الذي شاءهُ الله لحكمة قال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].

وصبر العبد على أقدار الله بأن لا يسخط لا بقلبه ولا بقوله بأن يدعو على نفسه بالويل والثبور مثلاً ولا بفعله بأن يشق الجيوب ويلطم الخدود مثلاً فيحبس نفسه عن التسخط القلبي والقولي والفعلي، وهناك مرتبة فوق الصبر وأعظم منه أجراً وهي الرضا بأن يكون مع الصبر رضا بما قضاه الله له وقدَّره.

وورد في فضل الصبر نصوص كثيرة من أعظمها قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾، فأجرهم لا يزان ولا يكال بل هو بغير حساب فما ظنك بالكريم سبحانه؟

الفائدة السابعة: في الحديث دلالة على أن القرآن الذي هو كلام الله تكلم به حقيقة بلفظه ومعناه، وسمعه جبريل - عليه السلام - ونزل به على قلب نبينا صلى الله عليه وسلم إما أن يكون حجة للإنسان وذلك إذا امتثل ما جاء فيه من أوامر وانتهى عن المنهيات وإما أن يكون حجة على الإنسان -نسأل الله السلامة- وذلك لمن ترك العمل به ولم يأتمر به، فحامل القرآن ومن يتلوه إما غانم فيكون القرآن حجة له وإما غارم فيكون حجة عليه وليس هناك مرتبة أخرى كما هو ظاهر الحديث وعلى ذلك ينبغي للمسلم أن يحاسب نفسه هل عمل بما فيه أم لا؟


الفائدة الثامنة: في الحديث دلالة على أن كل الناس يعملون كل الناس يغدو ولكن شتان في العمل كما قال تعالى: ﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾، فمنهم من يكلف نفسه - وهذا معنى فبائع نفسه - العمل الصالح ليعتقها من عذاب الله بطاعة الله، ومنهم من يكلف نفسه عمل السوء وما فيه هلاك له في أخراه فيوبقها نسأل الله العافية والسلامة بعذاب الله بسبب معصية الله.

مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الإيمان)



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 98.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 96.40 كيلو بايت... تم توفير 1.98 كيلو بايت...بمعدل (2.01%)]