المجد لرب الإنسان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          دولة الموحدين - ملوك دولة الموحدين عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده يعقوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-06-2020, 01:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي المجد لرب الإنسان

المجد لرب الإنسان


علي حسن فراج




مع تقدُّم الإنسان التقني، واتِّساع دائرة معرفته بالكون من حوله، يزداد عُجْبًا وفخرًا وزهوًا بنفسه، وبما وصل إليه من علوم، وبما حقَّقه من اختراعات واكتشافات، غافلاً في ذلك كلِّه عن حقيقة نقصه وعجزه، وضعْفه الكامن في كلِّ جزء من أجزاء تكوينه، وفي كلِّ جانب من جوانب حياته.

إنَّ ضعْفه وعجزَه ونقصَه يُحيط به من كلِّ جانب، ولا يَقْدِر على التخلُّص منه قِيدَ أُنملة.

أليس هو ينشأ صغيرًا ضعيفًا، جاهلاً عاجزًا عن إدراك أيِّ شيء، أو نفع نفسِه بأيِّ شيء، ثم هو يحتاج لمَن حوله في كل شيء، حتى تنموَ قواه شيئًا فشيئًا، ثم في إبَّان قوته تتنازعه أيدي الأمراض اليسيرة والمستعصية، فتلجئه نوبةُ الزكام التي هي من أتْفه الأمراض إلى ملازمة الفِراش، لا يجد طَعْمًا لأكْل ولا لشُرْب؟!

وبعدَ مرور مرحلة القوَّة تدخل مرحلة العمر الأرذل، حيث يعود إلى ضَعْفه الأول تدريجيًّا، حتى يبلغ به ذلك أن يكون وجودُه كعدمه في التأثير في الكون الذي هو فيه، فلا يتحرَّك حتى يحرِّكه غيرُه، ولا يأكل حتى يُطعمَه غيرُه.

وبقَطْع النظر عن مرحلة ضعْفه الأول والآخر، بل وفي مرحلة قوَّته وعنفوانه، وعطائه وإبداعه، وتأثيره في الناس والكون مِن حوله، أليس يجهده التَّعَبُ ومزاولة العمل، حتى تَضربَ عليه عروقه، وتتورمَ عضلاته، فيهرع إلى الراحة؟!

أليس يغلبه النوم، فينام في مكتبه أو سيارته، إذا لم يكن قد أَخَذ كفايته من النوم والراحة؟!

أليس يجوع فتضطرب عليه أمعاؤُه، حتى يأكلَ كما تأكل سائرُ الحيوانات، التي هي أنزل منه بكثير؟! أليس يظمأُ حتى يكون الرِّيُّ أحبَّ إليه من كلِّ شيء؟!

أليس بعد أكْله وشُرْبه يحتاج إلى عملية الإخراج، ويقوم بها كما تقوم سائرُ الحيوانات والطيور والحشرات؟!

تلك الرائحة المنتنة التي تنبعث منه عندَ قضاء حاجته، ألها مصدرٌ آخرُ سوى ما يخرج مِن بطنه هو؟! أليس مع تأنُّقه في هيئته، وتبهرجه في ملبسه ومظهره يحمل العذرة والبَوْل أينما ذهب، وحيثما حلّ؟!

أليس تغلبه الشهوة، فيسعى إلى إطفاء نار غريزته، كما يفعل العُصفور الصغير، والثور الذي لا عقلَ معه، وكما تصنع الخنافس، وسائرُ الحشرات؟!

إنَّ النقص مستولٍ تمامًا على الإنسان في جميع حركاته وسكناته، فلماذا يخرج عن طورِه، ويتكبَّر على ربِّه وإلهه الذي خلقه فسوَّاه وعدَّله؟!

لماذا يستنكِفُ الإنسان عن عبادة ربِّه والخضوع له، والانقيادِ لأوامره ونواهيه، ويُسمِّي ذلك رقًّا وقيدًا يتنافى ومقامَه المزعوم، وعلمه المدَّعَى؟!

أيهما أقبح عنده: خضوعه لخالقه الحكيم العليم الخبير، الذي له الكمالُ كلُّه، والجمال كلُّه، والمجد كلُّه، أم خضوعه لدَاعية المطْعَم والمشرب والمنكح، التي لا ينفكُّ عنها بحال؟

أي جناية يجنيها الإنسان على نفسِه حين يظنُّ أنَّه بما وَصَل إليه من علوم - هداه خالقه إليها بمحض فضلِه ليختبرَ فيه شكرَه من كفرِه- قادرٌ على الاستغناء عن ربِّه، والاستقلال بنفسه وبما عنده، بل – بزعمه - قادرٌ على محاربة خالقِه، والتمرُّد عليه؟!

إنَّ الإنسان إنْ هو إلا صنعة الله كما أنَّ الكون كذلك، فإذا أراد الإنسان أن يتحدَّى ربه - كما يزعم، وكما يتوهم ويوهم - فليبدأْ بإعدام نفسه، ولْيُنشئها من العدم المحض، ولينشئْ كونًا جديدًا غير كون الله، ثم ليشرع ساعتَها في المحاربة، لا أن يأخذ في هذه المحاربة على هذا الوجه القائم الذي فيه المحارِب وأسلحته وكل عتادِه ملك خالص للمحارَب!

أجَلْ، فهل مَلَك الإنسان في هذا الكون أيَّ شيء، في أيِّ يوم؟! وهل كان له فيه أيُّ فضل؟!

فمثلاً: أتراه وضَع قانون الجاذبية أم غاية حِذقه أنَّه اكتشف ذلك؟ أهو الذي أنشأ الكهرباء، أم فقط عَرَفها واستفاد بعدُ من مزاياها المركوزة فيها؟

أهو الذي وَضَع في الهواء موجاتٍ تحمل الصوت من مكان، وتنقله إلى آخر؟ أم شأو ذلك أنَّه فَهِم هذا الأمر، ثم عَرَف أنَّ بعض المواد لها خاصِّية استقبال هذا الصوت، أو هذه الصورة من تلك الموجات؟!

هل اخترع الإنسان الطائرةَ والصاروخ والقنبلة النوويَّة حقًّا؟!

أليستْ موادُّ هذه الأشياء أوجدَها له خالقُه، وركَّب فيها خواصَّها، وتعرَّف الإنسان على تلك الخواص، فأضاف شيئًا إلى شيء، وركَّب شيئًا على شيء، ونزع شيئًا من شيء، فصارتْ هذه المخترعات وغيرُها تعمل، وتقوم بدَوْرها بتسخير الله - تعالى - لها وبتفهيمه للإنسان لِمَا فيها، وبإلهامه للتأليف بينها؟!

أليس هذا هو الواقع في كلِّ ما اخترعه، وابتكره الإنسان؟! أم يا تُرى قد خَرَج الإنسان إلى كون غيرِ هذا الكون، فخَلَقه من العدم، وجاء بهذه المخترعات وغيرها؟!

ثم أليستِ الآلة التي كانت وراءَ كلِّ هذه المخترعات والمكتشفات، وهي عقلُ الإنسان، هي مِلْك خالص محض لله - تعالى؟! أمْ خَلَق الإنسان عقلَه الذي هداه لهذه الأشياء؟!

إنَّ على الإنسان أن يعرِفَ قَدْرَه، وألاَّ يتجاوز حدودَه، وألاَّ يكون نغمة نشازًا في هذه (السميفونية) البديعة التي يؤدِّيها هذا الكون، الذي يخضع لخالقِه في كل صغير وجليل.

عليه أن يعرف نفسَه بالنقص والعجز، ويعرف خالقَه بالكمال والقوَّة، فيسير على منهج خالقِه الذي أنزله إليه؛ ليسعدَ في حياته القصيرة، ويظفرَ بالنعيم والخُلد في حياته الأبديَّة السرمدية.

عليه ألاَّ يلهثَ خلف نزواته الأرضية، ولوثاته العقلية التي يُمليها عليه الشيطان؛ ليفسدَ في الأرض، وهو يزعم الإصلاحَ، ويرتكس في حمأة الشهوة والجهالة والحماقة، وهو يزعم أنَّه يتحرَّر، ويتمدَّن ويترقَّى، فيُحرِّره الحق، ويرقِّيه الصِّدْق أن ينحوَ نحوَ الكمال والقِيم السامية، ويتخلَّص من قيود الشهوات الوضيعة، والنزوات السافلة، ولا سبيلَ إلى ذلك إلاَّ بأن يُيمِّم وجهه شَطْرَ مَن له المَثَل الأعلى في السماوات والأرض، فيمتثل أمرَه، ويجتنب نهيَه؛ ليتحقَّق له الكمال الممكن له.

{قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15 - 16].






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.56 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]