كيف تستفيد من العشر الأواخر من رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7806 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859231 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393568 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215810 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2024, 12:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي كيف تستفيد من العشر الأواخر من رمضان

كيف تستفيد من العشر الأواخر من رمضان
الشيخ حسن حفني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
أيها الأحبة في الله، في بداية موضوعنا، أحببت أن أبدأ بهذا السؤال المهم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ندخل من خلاله إلى الموضوع، وإليكم السؤال:
سؤال هام: سئل شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (25/287): عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان. أيهما أفضل؟


فأجاب: أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة.

قال ابن القيم: وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب، وجده شافيًا كافيًا، فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة، وفيها: «يوم عرفة، ويوم النحر، ويوم التروية»، وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء، التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها، وفيها ليلة خير من ألف شهر، فمن أجاب بغير هذا التفصيل، لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة؛ اهـ.

وقال ابن القيم في زاد المعاد في المقدمة (ص57): فإن قلت: أي العشرين أفضل؟ عشر ذي الحجة، أو العشر الأخير من رمضان؟


قلت: فالصواب فيه أن يُقال: ليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة، وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان، وبهذا التفصيل يزول الاشتباه، ويدل عليه أن ليالي العشر من رمضان إنما فُضِّلتْ باعتبار ليلة القدر، وهي من الليالي، وعشر ذي الحجة إنما فُضِّلَ باعتبار أيامه، إذ فيه يومُ النحر، ويوم عرفة، ويوم التروية؛ اهـ.

وقال الشيخ عبدالله البسام في «توضيح الأحكام» (3/ 424): الليالي العشر من رمضان الأخيرة من شهر رمضان هي أفضل أيام العام كله؛ لما خُصت به من المزايا العظيمة، والفضائل الجسيمة، التي أهمها ليلة القدر؛ اهـ.

ولما كان لهذه العشر الأخيرة هذا الفضل، كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها كما قالت عائشة في رواية مسلم.

ولقد كان السلف يعظمون ثلاثة أعشار: العشر الأواخر من رمضان، والعشر الأولى من ذي الحجة، والعشر الأولى من شهر المحرم.

وعلى قول في تفسير بعض أهل العلم لقوله تعالى في سورة الفجر: ﴿ وَالْفَجْرِ * ‌وَلَيَالٍ ‌عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1-2] إن المقصود هنا، العشر الأواخر من رمضان، ورجح هذا القول ابن عثيمين في تفسير سورة الفجر، وقال: هذا القول أرجح من القول الأول، «وهو أن المقصود: العشر الأولى من ذي الحجة»، وإن كان القول الأول هو قول الجمهور، لكن اللفظ لا يُسعف قول الجمهور، وإنما يرجح القول الثاني إنها الليالي العشر الأواخر من رمضان، وأقسم الله بها لشرفها، ولأن فيها ليلة القدر، ولأن المسلمين يختمون بها شهر رمضان الذي هو وقت فريضة من فرائض الإسلام؛ فلذلك أقسم الله بهذه الليالي؛ اهـ.

«قلت»: وجمهور المفسرين على أن المراد بالليالي العشر: العشر الأولى من ذي الحجة، ومن أراد التوسع فليرجع إلى كتب التفسير.

ولفضل هذه الليالي العشر من رمضان كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها بالعمل أكثر من غيرها، والاجتهاد فيها لا يختص بعبادة خاصة، بل يشمل الاجتهاد في جميع أنواع العبادة، من صلاة وتلاوة، وذكر، وصدقة وغيرها.

فالعشر الأخيرة: هي خاتمة الشهر، والأعمال إنما تكون بالخواتيم، ولعلَّ هذا من أسرار الجد والاجتهاد فيها.

لذا ينبغي أن يكون الاجتهاد في أواخر الشهر أكثر من أوله لشيئين:
أحدهما: لشرف هذه العشر، وطلب ليلة القدر.

الثـــاني: لوداع شهر لا يُدْرَى هل يلقى مثله أم لا.

أيها الناس، إن شهر رمضان يبدأ وسريعًا تراه بعد أيام قد انتصف، فهل فيكم من قهر نفسه لله وانتصف؟ وهل فيكم من قام بما عرف؟ وهل تشوقت هممكم إلى نيل الشرف؟ أيها المحسن، فيما مضى منه دُمْ، وأيها المسيء وبخ نفسك على التفريط ولُمْ، إذا خسرت في هذا الشهر فمتى تربح؟! وإذا لم تسافر فيه نحو الفوائد فمتى تبرح وتربح؟!

كان قتادة يقول: كان يُقال: من لم يُغفر له في رمضان لن يُغفر له.

عباد الله، هذا شهر رمضان، فمن منكم حاسب نفسه لله وانتصف، من منكم عزم قبل غلق أبواب الجنة أن يُبنى له فيها غُرَف من فوقها غُرَف.

ألا إن شهركم قد أخذ في النقصان، فزيدوا أنتم في العمل، فكأنكم به وقد انصرف، فكل شهر عسى أن يكون له منه خلف، وأما رمضان فمن أين لكم فيه خلف؟


قال أحدهم وهو يعاتب نفسه ويوبخها على التفريط والكسل في الأيام الفاضلة:
تنصَّف الشهر ولهفاه وانهدما
واختُص بالفوز بالجنان من خدما
وأصبح الغافل المسكين منكسرًا
مثلي فيا ويحه يا عظيمَ ما حُرِمَا
من فاته الزرع وقت البذار فما
تراه يحصدُ إلا الهَمَّ والندما
طوبى لمن كانت التقوى بضاعَتَهُ
في شهره وبحبل الله معتصمًا


قال عمر رضي الله عنه: «لَيْسَ لِلْعَابِدِين مُسْتَرَاح إِلا تَحْتَ شَجَرَة طُوبَى».

اسمع يا أخي لقول عمر رضي الله عنه وانتبه وتدبر: «لَيْسَ لِلْعَابِدِين مُسْتَرَاح إِلا تَحْتَ شَجَرَة طُوبَى».

هل تعرفون شجرة طوبى؟


لقد جاء تفسيرها في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وابن حبان وغيرهما من حديث أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طُوبَى شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ مَسِيرَة مِائَةِ عَامٍ، ثِيَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا»[1].

وفي الصحيحين وغيرهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ، وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿ ‌وَظِلٍّ ‌مَمْدُودٍ ﴾ [الواقعة: 30][2])).

وفي رواية في الصحيحين عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَشَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ الجَوَادَ المُضَمَّرَ السَّرِيعَ مِائَةَ عَامٍ مَا يَقْطَعُهَا))[3].

الجواد: هو الفرس، المُضَمَّرَ: بفتح الضاد والميم المشددة: الذي ضمر ليشتد جرية؛ أي: المُعد للسباق بالعلف والتمرين، السريعَ؛ أي: في جريه.

إذًا طوبى شجرة في الجنة، ولكن متى يستريح العبد؟

قَالَ مُحَمَّد بْن حسنويه: حضرت أبا عبد اللَّه أَحْمَد بن حنبل، وجاءه رجل من أهل خراسان فقال: يا أبا عَبْداللَّهِ، قصدتك من خراسان أسألك عَنْ مسألة.

قَالَ له: سَلْ.

قَالَ: متى يجد العبد طعم الراحة؟
قَالَ: عند أول قدم يضعها فِي الجنة؛ [طبقات الحنابلة (1/ 293)].

إذًا أخي الحبيب، وأختي الفاضلة الكريمة، ما دام العبد في دار الدنيا فلن يستريح؛ بل سيظل في نَصَبٍ وتَعَبٍ وعناء ومجاهدة في طاعة ربه ورضاه، حتى يضع قدمه في الجنة، نسأل الله أن نكون من أهلها جميعًا، آمين.

ولقد فهم سلفنا الصالح هذه المسألة جيدًا، فقد قيل لبعض السلف:
أرفق بنفسك فقد أتعبتها، فماذا قال هذا العبد الصالح رحمه الله؟


قال: راحتَها أريد، والرفقَ أطلب.

وعند البيهقي في شعب الإيمان (2932) بإسناده: قَالَتْ امْرَأَةُ حَسَّانَ بْنِ أَبِي سِنَانٍ: «كَانَ يَجِيء فَيَدْخُلُ مَعِي فِي فِرَاشِي ثُمَّ يُخادِعُنِي كَمَا تُخادِعُ الْمَرْأَةُ صَبِيَّهَا، فَإِذَا عَلِمَ أَنِّي قَدْ نِمْتُ سَلَّ نَفْسَهُ فَخَرَجَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي»، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِاللهِ، كَمْ تُعَذِّبُ نَفْسَكَ! ارْفُقْ بِنَفْسِكَ، قَالَ: «اسْكُتِ وَيْحَكِ، فيُوشِكُ أَنْ أَرْقُدَ رَقْدَةً لَا أَقُومُ مِنْهَا زَمَانًا».

وفيه أيضًا (2984) بإسناده: قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيّ: كُنْتُ وَاقِفًا عَلَى رَأْسِ الْجُنَيْدِ فِي وَقْتِ وَفَاتِهِ، وَكَانَ يَوْم جُمُعَةٍ وَهُوَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، ارْفُقْ بِنَفْسِكَ، فَقَالَ: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، ما رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْوَجَ إِلَيْهِ مِنِّي فِي هَذَا الْوَقْتِ، وَهُوَ ذَا تُطْوَى صَحِيفَتِي».

وفي كتاب التوابين لابن قدامة (1/ 153): أن دينار العيار لما تاب إلى الله؛ فكان إذا جَنَّه الليل أخذ في البكاء والعويل، ويقول لنفسه: ويحك يا دينار! ألك قوة على النار؟ كيف تعرضت لغضب الجبار؟ وكذلك إلى الصباح.

فقالت له أمه في بعض الليالي: ارفق بنفسك، فقال: دعيني أتعب قليلًا لعلي أستريح طويلًا، يا أمي إن لي موقفًا طويلًا بين يدي ربٍّ جليلٍ، ولا أدري أيؤمر بي إلى الظل الظليل، أو إلى شرِّ مقيل، إني أخاف عناءً لا راحة بعده، وتوبيخًا لا عفو معه.

قالت: فاسترح قليلًا، فقال: الراحة أطلب؟ أتضمنين لي الخلاص؟


قالت: فمن يضمنه لي؟


قال: فدعيني وما أنا عليه، كأنك يا أماه غدًا بالخلائق يساقون إلى الجنة، وأنا أساق إلى النار.

فمرت به في بعض الليالي في قراءته هذه الآية ﴿ فَوَرَبِّكَ ‌لَنَسْأَلَنَّهُمْ ‌أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الحجر: 92-93]، ففكر فيها وبكى، وجعل يضطرب كالحية حتى خر مغشيًّا عليه، فجاءت أمه إليه ونادته فلم يجبها، فقالت: قرة عيني، أين الملتقى؟ فقال بصوت ضعيف: إن لم تجديني في عرصة القيامة فاسألي مالكًا عني، ثم شهق شهقة مات فيها.

فجهزته وغسلته وخرجت تنادي: أيها الناس، هلمُّوا إلى الصلاة على قتيل النار، فجاء الناس فلم يُر أكثر جمعًا ولا أغزر دمعًا من ذلك اليوم؛ ا هـ.

قيل: للإمام أحمد رحمه الله: متى يذوق العبد طعم الراحة؟


قال: عند أول قدم يضعها في الجنة.

إذًا أخي الحبيب، وأختي الفاضلة الكريمة، ما دام العبد في دار الدنيا فلن يستريح؛ بل سيظل في نَصَبٍ حتى يضع قدمه في الجنة، نسأل الله أن نكون من أهلها جميعًا، آمين.

ولقد فهم سلفنا الصالح هذه المسألة جيدًا، فقد قيل لبعض السلف:
أرفق بنفسك فقد أتعبتها، فماذا قال هذا العبد الصالح رحمه الله؟


قال: راحتها أريد.

هذا إنسان فهم قضية الدنيا والآخرة ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ ‌فِي ‌كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4]، فهم أنه لن يذوق طعم الراحة إلا إذا وضع قدمه في الجنة.

واقرأ الأمثلة جيدًا لتعرف أنَّ السلف عرفوا ذلك جيدًا، فوطنوا أنفسهم على ذلك، بل هذا النبي صلى الله عليه وسلم -بأبي هو وأمي- قد بلغ أكثر من خمسين سنة، ويقوم أكثر من ثلثي الليل حتى تتورم قدماه، قال المغيرة بن شعبة كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حتى تَرِمَ -أو تَنْتَفِخَ- قَدَمَاهُ أو سَاقَاهُ، فَيُقَالُ لَهُ، فَيَقُولُ: ((أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا))[4] ، وفي لفظ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: ((أَفَلا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا))، فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ، فَقَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ.

بل تتشقق قدماه، وتسيل دمًا، وهذا ثابت بإسناد صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي حَتَّى تَزْلَعَ -يَعْنِي: تَشَقَّقُ- قَدَمَاهُ))[5].

يصلى في ركعة واحدة بسورة البقرة والنساء وآل عمران كما رواه مسلم في «صحيحه».

عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: ((سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ))، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: ((سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ))، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ: ((سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى))، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ. قَالَ: وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ مِنَ الزِّيَادَةِ، فَقَالَ: ((سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ))[6].

قَالَ عَبْدُاللهِ بن مسعود رضي الله عنه: «صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ»، قُلْنَا: وَمَا هَمَمْتَ؟ قَالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ وَأَذَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم»[7].


(بِأَمْرِ سَوْءٍ)؛ أي: غير لائق أن يُفعل مخالفة للأدب.

(أَقْعُدَ وَأَذَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم): أتركه قائمًا وأصلي معه قاعدًا.

قال الحافظ ابن حجر: وفي الحديث أن مخالفة الإمام في أفعاله معدودة في العمل السيئ، وفيه تنبيه على فائدة معرفة ما بينهم من الأحوال وغيرها؛ لأن أصحاب ابن مسعود ما عرفوا مراده من قوله: (هممت بأمر سوء) حتى استفهموه عنه، ولم ينكر عليهم استفهامهم عن ذلك.

بأبي هو وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

هذا والله أعلى وأعلم، اللهم اجعله خالصًا لوجهك، وانفع كاتبه وقارئه وناشره في الدنيا والآخرة، وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا مباركًا إلى يوم الدين رغم أنف الشيعة الروافض الحاقدين والمجرمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

[1] حسنه الشيخ الألباني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، انظر: الصحيحة (1985)، و«صحيح الجامع» (3918).

[2] البخاري (3252- 4881)، ومسلم (2826- 2827)، عن أبي هريرة، وسهل بن سعد.

[3] البخاري (6553)، ومسلم (2828)، عن أبي سعيد الخُدْري ، وانظر: «صحيح الجامع» (2125) .

[4] البخاري (1130، 4836، 6471)، ومسلم (2819) وغيرهما .

[5] النسائي (1644)، وابن ماجه (1420)، وغيرهما، وصححه الألباني.

[6] مسلم (774)، وغيره.

[7] البخاري (1135)، مسلم (773)، وغيرهما.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 57.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.35 كيلو بايت... تم توفير 2.38 كيلو بايت...بمعدل (4.12%)]