أبي يكرهني لأجل التزامي - ملتقى الشفاء الإسلامي

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858997 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393378 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215687 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-09-2023, 05:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي أبي يكرهني لأجل التزامي

أبي يكرهني لأجل التزامي
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:
الملخص:
شاب يشكو والده فهو لا يصلي، وهو مريض بمرض في الأعصاب، ويكرهه لأجل تديُّنه والتزامه، ويرفض النصح، ويهدِّده بإخراجه من المنزل إن استمر على تدينه والتزامه؛ ما جعله يعيش جحيمًا في البيت، وتراوده فكرةُ الانتحار، ويسأل: ما الحل؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم.


لدي مشكلة لا أدري كيف السبيل إلى حلها، ولا أدري ما بي.


أعيش مع زوجة أبي وأخت غير شقيقة، أبي عصبي جدًّا ومريض بمرض في الأعصاب، وهو لا يصلي، في الوقت الحالي أبي طريح الفراش وأخاف منه؛ لأنه قال لي أشياء غريبةً، أنا وأبي بيننا خلاف كبير وهوة متسعة فيما يخص الدين، فأنا دائمًا أنصحه، وهو يكرهني لأجل التزامي، ويهددني لأجله بالطرد من المنزل وأنا في الوقت الحالي لا عمل لي، يقول لي: إن الدين هو الذي أدى بك إلى هاته الحالة، إن لم تصلح حالتك، فاخرج من المنزل؛ فأصبحت في ضغط عصبي، وأُصبت بمرض نفسي، وأصبحت أشك حتى في صلاتي وعباداتي وأذكاري، وينتابني القلق عندما أقوم بها، وفي الحقيقة فقد كرهت أبي، فهو يرفض النصح، أصبحنا لا يطيق أحدنا الآخر، وأخشى أن يأتي يوم ويطردني، وليس لي مكان أذهب إليه، أصبحت لا أطيق سماع صوته ولا رؤيته، كلما أسمعه أو أراه، ينتابني الخوف والقلق وتشتت الذهن، وأظل هكذا طوال اليوم، وهو لا يطيق رؤيتي، أصبحت أعيش الجحيم في المنزل، وتراودني أفكار انتحارية والعياذ بالله، فكيف يمكنني التصرف؟ وما الواجب عليَّ فعله؟ وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فملخص شكواك هو:
1- والدك لا يصلي.

2- والدك غضوب جدًّا، ومصاب بمرض في الأعصاب.

3- والدك يكرهك لأنك متدين.

4- والدك لا يتقبل النصح.

5- والدك يهددك بالطرد من البيت.

6- يقول لك: إن استقامتك هي سبب المشاكل.

7- تقول: إنك تعتقد أنه يكرهك بسبب تدينك.

8- أُصبت بحالة نفسية ورعب منه وكره له، ولا تُطيق مقابلته، ولا يُطيق مقابلتك!

9- تراودك أفكار انتحارية.

10- بسبب الضغوط النفسية وتهديدات والدك أصبحت تشك في صلاتك وفي أذكارك؛ يعني: كأنك تتساءل: أين أثرها في الحفظ، وأمورك تزداد سوءًا وتعقيدًا وتهديدًا؟

11- وأخيرًا تسأل: كيف تتصرف في مثل حالتك؟

فأقول مستعينًا بالله سبحانه ومتوكلًا عليه:
أولًا: ترك والدك للصلاة كبيرةٌ عظيمة وخطيرة؛ لأن بعض العلماء يَرَون كفر تارك الصلاة كفرًا أكبرَ مخرجًا من الإسلام؛ ولذا لا بد أولًا من النظر له بشفقة، ومن ثَمَّ كثرة الدعاء بهدايته، مع عدم اليأس من استجابة الدعاء له، ولا بد من مناصحته بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن نظرًا لأنه لا يقبل النصيحة منك، فتكون مناصحته من قِبل غيرك من إخوته وغيرهم.

ثانيًا: من الطبيعي أن الذي لا يصلي ويكره استقامة أولاده أنه لا يذكر الله، ولا يقرأ القرآن، ومَن هذا شأنه، يكون قلقًا متوترًا غير مطمئن؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾ [طه: 124 - 126].

ثالثًا: نظرًا لأنك ذكرت أن والدك عصبي ولا يقبل النصح، ويكرهك لاستقامتك، فإني أنصحك بترك المشادة والمجادلة معه، وكذلك النصح، فقد بَرِئتْ ذمَّتُك بمناصحاتك السابقة، ولكن استمر في الدعاء له، والبحث عمن ينصحه برفق من الأقارب أو الجيران، دون أن يعلم بدورٍ لك في ذلك.

رابعًا: لا تزكِّ نفسك؛ تفقد أسلوبك معه؛ لعلك أغلظت له القول فنَفَرَ منك، وتذكر أن الله سبحانه لما أرسل موسى وهارون عليهما السلام إلى أعتى رجل (فرعون)؛ قال سبحانه: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 44]، فاللين والحكمة تُستمال بهما القلوب، وبضدهما الغلظة والجفا يُنفران القلوب.

خامسًا: هذا والدك وله حقوق عظيمة عليك، حتى ولو كان كافرًا، حتى ولو آذاك، فلا تُفرط في هذه الحقوق الشرعية بسبب أخطائه؛ قال عز وجل: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15]، لاحظ أن الله سبحانه أمر ببر الوالدين وهما مُشركان كافران، ويأمران ولدهما بالكفر، ومع ذلك أمره الله سبحانه ببرهما والإحسان لهما مع عدم طاعتمها في الكفر.

سادسًا: ما يحصل لك من تهديد ووعيد هو من الابتلاء الذي لك في الصبر عليه أجرٌ عظيم؛ قال سبحانه: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

سابعًا: لا داعي للشك في صلاتك وأذكارك؛ هذه وساوس شيطانية لثَنْيِكَ عن الاستقامة؛ فاحذرها أشد الحذر؛ فقد ابتُليَ مَن هو خير منك وأكثر محافظة على العبادة والذكر؛ وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ اتُّهموا بالسحر وبالجنون، وضُيِّق عليهم أشد التضييق، ولم يُثنهم ذلك عن طريق الحق، بل صبروا وظفروا؛ قال سبحانه: ﴿ كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴾ [الذاريات: 52].

ثامنًا: الأفكار الأنتحارية التي تراودك هي تعبير عن السخط وضعف الصبر، وهي من وسوسة الشيطان، وليس فيها حل لمشكلتك، بل هي ترديك في عذاب أشدَّ؛ وهو نار جهنم؛ فاستعذ بالله منها.

تاسعًا: مما يُسليك ويقوي صبرك تذكُّرُ أن ما أصابك قدر كتبه الله عليك لرفع درجاتك في الجنة، ولتكفير خطاياك، خاصة إذا صبرت واحتسبت الأجر؛ قال عز وجل: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ﴾ [القمر: 49، 50]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].

عاشرًا: ومما يُسليك تذكر الحديث الآتي:
قالت أم سلمة رضي الله عنها: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ((مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ: ﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156]، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَجَرَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ، وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا، قَالَت: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: كَمَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي خَيْرًا مِنْه، رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))؛ [رواه مسلم].

حادي عشر: وأخيرًا أوصيك أن تصبر وتحتسب الأجر، وأن تبَرَّ والدك وتُحسن إليه، وأن تترك نهائيًّا مجادلته ورفع الصوت عليه، وأن تعلم يقينًا أنه لن يصيبك إلا ما قدره الله عليك، وأن تحافظ على ما أنعم الله عليك به من التزام بالواجبات الشرعية، وأن تحافظ على صلاتك وأذكارك؛ ففيها الخير العظيم في الدنيا والآخرة.

حفظك الله، وهدى الله والدك، وفرج كربتك، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.11 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]