قبائح تؤذي المؤمنين في حياتهم الاجتماعية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-07-2020, 02:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي قبائح تؤذي المؤمنين في حياتهم الاجتماعية

قبائح تؤذي المؤمنين في حياتهم الاجتماعية (1)
أ. سلمان الجدوع



الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّد الأنبياء والمرسلين.

أمَّا بعدُ:
فالمجتمع الصالح يجب أن يكون أفراده كالجسد الواحد في تعاونهم؛ إسهامًا في السَّراء والضرَّاء، ومشاركةً في الحال والمآل، والمؤمن لا يَعتزل الناس، بل يُقيم بينهم صابرًا عليهم، مُصَحِّحًا نيَّته في ذلك، فإن هذه طريقة الأنبياء - عليهم السلام - والخلفاء والأئمَّة المتَّقين، ويُجاهد نفسه بالعلم وآدابه، وتسديده وتقويمه، وليس الطريق إلى السلامة من الآفات الهرب من الناس، فما تلك طريقة الأنبياء والمُصلحين.

فالمجتمع الذي اصطبَغ أفراده بصبغة بالإيمان، لا يرضى بأن يَستشري في جسده أمراض جاهليَّة خبيثة؛ إذ هو أقرب ما يكون إلى تقوى الله، وابتغاء مَرضاته.

وسوف أتناول ستة أمراض خطيرة على المجتمع، والتي تُخالف في حقيقتها قِيَمَ المجتمع الإسلامي، وهي مظهر من مظاهر سوء الخُلق في الحياة الاجتماعيَّة؛ حيث ورَد ذِكرها في الآيتين الكريمتين من سورة الحجرات، مبيِّنًا ضررَها وخطرَها على المسلمين في حياتهم؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 11- 12].

مظاهر سوء الخُلق التي تؤذي المؤمنين في حياتهم الاجتماعية:
السخرية:
الله - سبحانه وتعالى - عمَّ بنَهْيه المؤمنين؛ تنزيهًا لمجتمعهم أن يسخروا من مؤمن، ومما يزيد من هذا العموم عمقًا، أنَّ الله - سبحانه وتعالى - نهى الجنسين عن السخرية، ونهى كلَّ جنس أن يسخرَ بعضُه من بعض.

وقد علَّل الله - سبحانه وتعالى - النهي للجنسين عن السخرية؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴾ [الحجرات: 11].

هذا التفصيل يُقصد منه استئصال مرض السخرية من المجتمع المؤمن، فالمسخور منه لا شكَّ أنه قد يكون خيرًا من الساخر، وإن لَم يكن خيرًا منه، فهو مثله في الإنسانيَّة والإيمان، فلا وجه للسخرية للأمرين؛ يقول جار الله الزمخشري عند تفسير آية الحجرات: "والمعنى وجوب أن يعتقدَ كلُّ ساخرٍ أنَّ المسخور منه ربما كان عند الله خيرًا من الساخر؛ لأنَّ الناس لا يَطلعون إلا على ظواهر الأحوال، ولا عِلْمَ لهم بالخفيات، وإنما الذي يَزِن عند الله خلوص الضمائر وتقوى القلوب، وعِلْمهم بذلك بمعزلٍ، فينبغي ألاَّ يَجترئ أحد على الاستهزاء بِمَن تَقتحمه عينه، إذا رآه رَثَّ الحال، أو ذا عاهة في بدنه، أو غير لَبيِقٍ في مُحادثته، فلعله أخلَصُ ضميرًا وأتقى قلبًا ممن هو على ضد صفته، فيَظلم نفسه بتحقير مَن وقَّره الله والاستهزاء بمن عظَّمه الله"[1].

ولقد بلَغ زُهد السلف الصالح في الخوف من السخرية حدًّا بعيدًا؛ صيانة لأنفسهم، وتوقِّيًا لها من الوقوع في شرور السخرية، وما أشْنَعها وأقبحها حين تَنتشر هذه الصفة الخبيثة بين أفراد المجتمع، فيَكثر الساخرون الذين لا يراعون ما نهى الله ورسوله عنه، ويقل الذين يراعون أمرَ الله ونَهْيه، ويدفعون الساخرين ويَزجرونهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ومن القبائح التي تؤذي المؤمنين في حياتهم الاجتماعية:
اللمز:
وهو "العيب والطَّعن والضَّرب باللسان، وعيب الغير في غيبته"، ويُشبه الغمز في الوجه، وأصله "الإشارة بالعين والرأس والشفة مع كلام خفي"[2].

والنهي عن السخرية واللمز ليس فقط ما في الآفتين من الأضرار وبذور التفرقة والعدوان في المجتمع، وإنما لأنهما من معالم الكفر والنِّفاق، والمعاول التي يُهدم بها الدين، ويُنال من المؤمنين؛ لذلك كانت الآية تخاطب نفوس المؤمنين في عُمق، وتسترحم ضمائرهم لأنفسهم، وتُثير عاطفتهم؛ ﴿ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [الحجرات: 11]؛ أي: لا تعيبوا بعضكم بعضًا؛ فإنكم كفرد واحد، فلا يحلُّ لمؤمن أن يعيبَ أخاه المؤمن؛ لأن من عاب أخاه المؤمن، كأنما عاب نفسه.

والْتِزام المسلمين بذلك مع الأُمم التي دَعَوها إلى الإسلام، من أبرز الأسباب التي فتَحَت لهم قلوب الناس واختاروهم عمَّن سواهم.

والمجتمع المؤمن في الأصل لا يتَّصف بهذه الصفات؛ لأنه مجتمع متماسك كالبُنيان يشدُّ بعضه بعضًا، واللمز مؤدٍّ إلى العداوات والمُشاحنات، وقد يؤول الأمر إلى التقاتُل وسَفْك الدماء.

مِن مظاهر سوء الخُلق التي تؤذي المؤمنين في حياتهم الاجتماعية:
النبز واللقب:
وهو "دعاء المرء صاحبَه بما يَكرهه من اسم أو صفة، وعمَّ الله بنَهْيه ذلك، ولَم يُخَصِّص به بعض الألقاب دون بعضٍ، فغير جائز لأحد من المسلمين أن يَنبِز أخاه باسمٍ يَكرهه، أو صفة يكرهها"[3].

ولا فرْقَ في ذلك بين اللقب والكنية التي تُشعر بالذَّم، فالاتفاق حاصل بين أهل العلم على تحريم تلقيب الإنسان بما يَكره؛ سواء كان صفة له، أو لأبيه، أو لأُمه، أو لغيرهما، والدِّين يرفض هذا ولا يُجيزه؛ تمسُّكًا بهذا النهي من ربِّ العالمين؛ ﴿ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ [الحجرات: 11]؛ أي: لا يَحِلُّ لمؤمن أن يُلَقِّب أخاه المؤمن بلقب يَكرهه، فإن ذلك يُفضي إلى العداوة والبغضاء، ولَم يُسْتَثنَ من هذا إلاَّ ما كانت الحاجة إليه ماسَّة، ولا يُعْرف المُلَقَّب إلا بلقبه، لا لقَصْد نَبْزه بلقبٍ؛ كما هو العمل عند علماء الجرح والتعديل.


[1] الكشَّاف؛ الزمخشري، باب سورة الحجرات، ج 4 / 368، ط 3، 1407، دار الكتاب العربي: بيروت.

[2] انظر: لسان العرب، مادة: "لمز، وهمز".

[3] جامع البيان؛ ابن جرير الطبري، ج 26، ص 133، 1408، دار الفكر، بيروت، لبنان.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-07-2020, 02:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قبائح تؤذي المؤمنين في حياتهم الاجتماعية

قبائح تؤذي المؤمنين في حياتهم الاجتماعية (2)
أ. سلمان الجدوع





ومن القبائح: الظن، وهو: "اسم لِمَا يحصل عن أمارة، ومتى قَوِيت أدَّت إلى العلم، ومتى ضَعُفت جدًّا، لَم تتجاوز حدَّ التوهُّم"[1]، يقول الغزالي: "عَقْد القلب وحُكمه على غيره بالسوء، فأمَّا الخواطر وحديث النفس فهو معفوٌّ عنه، بل الشك أيضًا معفوٌّ عنه، ولكن المنهي عنه أن يظنَّ، والظن عبارة عمَّا تَرْكن إليه النفس، ويَميل إليه القلب، وسبب تحريمه أنَّ أسرار القلوب لا يعلمها إلاَّ علاَّم الغيوب، فليس لك أن تَعتقد في غيرك سوءًا، إلاَّ إذا انكشَف لك بعيانٍ لا يقبل التأويل،ومالَم تُشاهد بعينك ولَم تَسمعه بأُذنك، ثم وقَع في قلبك، فإنما الشيطان يُلقيه إليك، فينبغي أن تُكَذِّبه، فإنه أفْسَقُ الفُسَّاق"[2].

فأهل الفضل يقدِّمون حُسْنَ الظن على سوئه، مُتَّبعين منهج الإسلام، ويُحسنون الظن بالله تعالى الذي يستمدون منه حُسْنَ الظن بالمؤمنين.

فالظن المحرَّم هو سوء الظن بالله تعالى، وكذلك بالمسلمين الذين ظاهِرُهم العدالة، وأمَّا الظنُّ المندوب إليه، فهو حُسن الظن بالمسلمين، وهذا هو الذي عليه الثواب.

وفي قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، توجيه دقيق لا يَدَع المؤمنين يذهبون مع الظن في كلِّ وادٍ يَهيمون، أو يُحسنون الظن في كلِّواحد، بل الواجب عليهم تجنُّبُ كثير من الظنِّ، وبهذا المنهج تُحفظ كرامة الأشخاص وحُرُماتهم وحريَّاتهم، وفي الآية أيضًا توجيه كريم للمجتمع المسلم ألاَّ يدعَ أفراده وجماعته نَهْبًا للظنون السيِّئة والهواجس، وشُبهات الشكوك.

وبهذا يُقيم الإسلام مبدأً في التعامل، وسياجًا حول حقوق الناس الذين يعيشون في المجتمع النظيف، فتَظَل حقوقهم وحرياتهم مصونَةً؛حتى يتبيَّن بوضوح أنهم ارْتَكبوا ما يؤاخذون عليه.

ومن قبائح الخُلق التي تؤذي المؤمنين في حياتهم الاجتماعية:
التجسُّس:
الجسُّ: اللمس، وجَسَّ الشخص بعينه: أحدَّ النظر إليه؛ ليتبيَّنه، وجسُّ الخير: البحثُ عنه، "وذلك أن مَن يتجسَّس لا يترك عباد الله تحت ستر الله، بل يتوصَّل إلى الاطِّلاع وهَتْك الستر؛ حتى يَنكشف له ما لو كان مستورًا عنه، كان أسترَ لقلبه ودينه"[3].

فالله يخاطب المؤمنين يقول: "ولا يتتبَّع بعضكم عورةَ بعضٍ، ولا يَبحث عن سرائره، يبتغي بذلك الظهور على عيبه، ولكن اقْنَعوا بما ظهَر لكم من أمره، وبه فاحْمدوا أو ذُمُّوا على ما لا تعلمونه من سرائره"[4].

وقد وردَت أخبار في تحذير المؤمنين من هذا الداء الخطير؛ حفاظًا على وَحْدتهم، وصيانةً لهم من الفساد؛ كقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -(إنَّك إن تتبَّعْتَ عورات الناس، أفسدتَهم، أو كِدْتَ أن تُفسدهم))[5].

والإسلام يضع قاعدة سليمة تتفرَّع منها العلاقة مع الآخرين، أن يكون المسلم سترًا لإخوانه المسلمين، ولا يظن فيهم ظنَّ السوء، ولا يحقِّق الظنَّ بالتجسُّس.

ولقد كان النهي عن التجسُّس ذا أثرٍ في حياة الصحابة - رضي الله عنهم - ومَن تَبِعهم؛ لعِلمهم بعَظَمة النهي في الآية والأحاديث النبوية، ولإصغائهم لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد رفَع صوته حتى أسْمَع العواتق في بيوتهنَّ خطيبًا، فقال: ((يا معشر مَن آمَن بلسانه، ولَم يدخل الإيمان قلبَه، لا تَغتابوا المسلمين، ولا تتبَّعوا عوراتهم؛ فإنه مَن اتَّبع عورتهم، يتَّبع الله عورته، ومَن يتَّبع الله عورته، يَفضحه في بيته))[6].

فالتجسُّس لا يتناسب مع منهج الإسلام في أمره لأفراد المجتمع بالستر على المسلمين، ونَهْيه عن تحقيق الظنِّ بالتجسُّس عليهم.

وإنما الذي يتَّفق مع منهج الإسلام لزومُ الستر على المسلمين، وعدم فَضْحهم، وعدم التعدِّي على حُرُماتهم، ومَنْحهم حقوقَهم، والابتعاد عن المحرَّمات، والاستغناء عنها بما أباحَ الله من المعاملات الجائزة.


[1] المفردات في غريب القرآن؛ الراغب الأصفهاني، باب الظن، 539، ط1، 1412، دار القلم الشامية: دمشق.

[2] إحياء علوم الدين، ج3/159.

[3] إحياء علوم الدين؛ الغزالي، ج3/161.

[4] جامع البيان؛ ابن جرير الطبري، ج26/ 135.

[5] سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب في النهي عن التجسُّس رقم 4888؛ صحَّحه الألباني.

[6] سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب في الغيبة، رقم 4880؛ حسَّنه الألباني.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-07-2020, 02:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قبائح تؤذي المؤمنين في حياتهم الاجتماعية

قبائح تؤذي المؤمنين في حياتهم الاجتماعية (3)
أ. سلمان الجدوع




ومن القبائح: الغيبة:

وقد جاء في السُّنة تعريف جامع مانع للغيبة، وتفصيل لحالة المُغتاب حينما يكون في اغتيابه صادقًا أو كاذبًا، فقال - عليه الصلاة والسلام -(أتدرون ما الغيبة؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((ذِكْرك أخاك بما يكره))، قيل: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول، قال(إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبتَه، وإن لَم يكن فيه ما تقول، فقد بَهَتَّه))[1].



قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12].



فمع وضوح المقصود من الآية، فإنَّ لقوَّة أسلوبها البياني في تركيب كلماتها، ونَسْج جُملها وسياقها بهذا الأداء -إعجازًا في تحديد المعنى المراد في الغيبة،وهذا له دورٌ عظيم وأهميَّة كبرى لنَشْل الباطل من النفوس، وغَرْس الحقِّ فيها، وتربية المؤمنين تربية واعية على تَرْكها؛ يقول ابن جرير الطبري: "أيحبُّ أحدكم أيُّها القوم أن يأكلَ لحمَ أخيه بعد مَماته مَيتًا، فإن لَم تحبوا ذلك وكَرِهتموه - لأنَّ الله حرَّم ذلك عليكم - فكذلك لا تحبُّوا أن تَغتابوه في حياته، فكَرِهوا غيبته حيًّا، كما كَرِهتم لحمه مَيْتًا، فإنَّ الله حرَّم غَيبته حيًّا كما حرَّم أكْلَ لحمه مَيْتًا"[2].



فالغيبة من عوامل الدمار والخراب والإفساد بين المؤمنين: أفرادًا وجماعات.



هذه مظاهر وأعلام جاهليَّة نهى الله - عزَّ وجلَّ - عنها المؤمنين: "السخرية واللمز والنَّبْز، والظن والتجسُّس والغيبة"، ووجَّههم بألاَّ تكون من مظاهر أدبهم ومعالِم مجتمعهم المؤمن، ومداخل نفوسهم المطمئنَّة، وهي معاول الهَدْم وأسباب الفُرقة.



فهذه الأمور في مجموعها غريبة عن مجتمع الإيمان، ولا تَتناسب مع وصْف المؤمنين به، ودعوتهم إلى الوحدة وترابطهم كالجسد الواحد، فالغيبة من عوامل الدمار والخراب والإفساد بين المؤمنين: أفرادًا وجماعات.



ولكي يكون المجتمع مجتمعًا مترابطًا سالِمًا من الفساد والجرائم، يجب أن يطبِّق أفراده - رجالاً ونساءً - أوامر الله ورسوله، وأن يَبتعدوا عما حرَّم الله ورسوله من الأخلاق والمعاملات، وقد حرَّم الفواحش: ماظهَر منها وما بطَن؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33].





[1]صحيح مسلم، كتاب البر والصِّلة والآداب، باب تحريم الغيبة، رقم 2589.




[2]جامع البيان؛ ابن جرير الطبري، ج26/ 137.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.74 كيلو بايت... تم توفير 2.81 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]