تَفَقُّد الآخرين... سُنَّة مهجورة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213490 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-08-2020, 04:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي تَفَقُّد الآخرين... سُنَّة مهجورة



تَفَقُّد الآخرين... سُنَّة مهجورة


وائل رمضان


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

كنتُ كتبت مقالًا بعنوان: (القرار الصعب)، عبَّرت فيه عن حال كثيرٍ مِن المغتربين وحيرتهم في اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم بعد سنواتٍ طويلةٍ من الغربة، وإذا برسالة صوتية تصلني من الشيخ الفاضل: "شريف الهواري" يتفقد أحوالي، وكأنه استشف مِن مقالتي أنني أعاني مشكلة ما، ولقد تركَتْ هذه الرسالة في نفسي أثرًا بالغًا؛ إذ أحسست فيها بمشاعر الأبوة الحانية، التي من أهم خصائصها: الاهتمام بالآخرين.


قلةٌ من الدعاة والمربين الذين يجيدون هذا الفن (فن التَفَقُّد)؛ فيهتمون بشئون الناس، ويسألون عن أحوالهم، ويتحسسون أخبارهم، ويتلمسون همومهم وآلامهم.

إن مِن أبرز صفات الداعية وأهمِّ سجاياه: أنَّه قريب ممَّن حوله، يسدِّد وينصح، يؤيد ويشجع ويدعم، وهكذا، فإذا بدأ الداعية في الانكفاء على الذات وقلة السؤال، فهذا دليلٌ على الغفلة عمَّن حوله، فالغفلة فَقْدُ الشعور بمَن حقُّه أن تشعر به.

إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتفقد أصحابه وأهله، ويتعرف على أحوالهم وشؤونهم؛ ليطمئن عليهم، ويُدخل السعادة والسرور على قلوبهم، ويتقاسمَ معهم همومهم وآلامهم؛ فلم يكن -عليه الصلاة والسلام- يعيش بعيدًا عن أصحابه، بل كان لهم كالأب الحاني الشفيق، فما أن يغيب أحدهم عن ناظريه إلا ويسأل عنه؛ فإن كان مريضًا سارع إلى عيادته، وإن كان مسافرًا خَلَفَه في أولاده، وإن كان في حاجةٍ سارع إلى قضائها له، وهذا ما كان يفعله -صلى الله عليه وسلم- مع الصغير والكبير، والغني والفقير، الرجال والنساء، بلا استثناء.

لقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- إسعاد الآخرين هدفًا مِن أهم أهدافه؛ فعن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تُطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ -يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ- شَهْرًا، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلَأَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ، أَثْبَتَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ) (رواه الطبراني، وقال الألباني: حسن لغيره).

ومِن مواقفه الخالدة -صلى الله عليه وسلم-: موقفه مع صحابي فقير، ليس من أعلام الصحابة وكبارهم، إنه جليبيب -رضي الله عنه-، فقد خرج -صلى الله عليه وسلم- في غزوة له، فلما أفاء الله عليه، قال لأصحابه: (هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟) قَالُوا: نَعَمْ، فُلَانًا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا، ثُمَّ قَالَ: (هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟) قَالُوا: لَا، قَالَ: (لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، فَاطْلُبُوهُ... ) (رواه مسلم).

قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: "إن الأدلة من الكتاب والسُّنة تدعونا إلى العناية والاهتمام بإخواننا المسلمين أفرادًا وجماعات في كل بقاع الأرض، وتفقد أحوالهم، ومعرفة واقعهم، وتحسس آلامهم، ورصد احتياجاتهم، ومعرفة مطالبهم، ثم العمل على مساعدتهم؛ كلٌّ بحسب استطاعته".
لا شك أنها سعادة بالغة تلك التي يستشعرها المرء عندما يسعى لإسعاد الآخرين، أو يشارك في تخفيف آلامهم؛ فالحياة كدٌّ وتعب، ومشقة وصعاب، ومشكلات واختبارات وآلام، وما يصفو منها ما يلبث أن يتكدر، والناس بحاجة إلى يدٍ حانيةٍ، تُرَبِّتُ على أكتافهم في أوقات المصائب، وتَجْبُر انكسارهم في أوقات الآلام، ومَن طالت به خبرته في الحياة علم أن أعلى الناس فيها قدرًا هم الباذلون جهدهم لإسعاد غيرهم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.68 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]