المقيت جل جلاله، وتقدست أسماؤه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4647 - عددالزوار : 1382696 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4197 - عددالزوار : 896068 )           »          اعدد ضرارا ان عددت فتى ندى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          التحذير من الطعن في الأعراض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          من فنون التربية: شعرة معاوية..! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          العليم العظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الحكمة.. معناها وفضلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 104 - عددالزوار : 45013 )           »          المنحى الحجاجي للخطاب القرآني وأثره في منهج الاستدلال الأصولي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          شرح حديث أَبي هريرة -رضي الله عنه- "حقُّ الْمُسْلمِِ عَلَى الْمُسْلِمِ خمسٌ.." (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-03-2024, 10:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,094
الدولة : Egypt
افتراضي المقيت جل جلاله، وتقدست أسماؤه

الْمُقِيتُ

جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ

الشيخ وحيد عبدالسلام بالي

الدِّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (المُقِيتِ):
المُقِيتُ اسْمُ فَاعِل للمَوْصُوفِ بالإِقَاتَةِ، فِعْلُهُ أَقَاتَ، وَأَصْلُهُ قَات يَقُوتُ قُوتًا.

والقُوتُ لُغَةً هُوَ مَا يُمْسِكُ الرَّمَقَ مِنَ الرِّزقِ، تَقُولُ: قَاتَ الرَّجُلَ وَأَقَاتَهُ؛ أَيْ: أَعْطَاهُ قُوتَهُ، وَالمَصْدَرُ القُوتُ، وَهُوَ المُدَّخَرُ المَحْفُوظُ الَّذِي يُقْتَاتُ مِنْهُ حِينَ الحَاجَةِ.

وَعِنْدَ أَبِي دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ، مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرُو رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَفَى بِالمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ»[1].

وَالمُقِيتُ سُبْحَانَهُ هُوَ المُقْتَدِرُ الَّذِي خَلَقَ الأَقْوَاتَ، وَتَكَفَّلَ بِإِيصَالِهَا إِلَى الخَلْقِ، وَهُوَ حَفِيظٌ عَلَيْهَا، فَيُعْطِي كُلَّ مَخْلُوقٍ قُوتَهُ وَرِزْقَهُ عَلَى مَا حَدَّدَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ زَمَانٍ أَوْ مَكَانٍ، أَوْ كَمٍّ أَوْ كَيْفٍ، وَبِمُقْتَضَى المَشِيئَةِ وَالحِكْمَةِ، فَرُبَّمَا يُعْطِي المَخْلُوقَ قُوتًا يَكْفِيهِ لِأَمَدٍ طَوْيلٍ أَوْ قَصِيرٍ كَيَومٍ أَوْ شَهْرٍ أَوْ سَنَةٍ، وَرُبَّمَا يَبْتَلِيهِ فَلَا يَحْصُلُ عَلَيْهِ إِلَّا بِمَشَقَّةٍ وَكُلْفَةٍ.

وَاللهُ عز وجل خَلَقَ الأَقْوَاتَ عَلَى مُخْتَلَفِ الأَنْوَاعِ وَالأَلْوَانِ، وَيَسَّرَ أَسْبَابَ نَفْعِهَا لِلإِنْسَانِ وَالحَيَوَانِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141].

وَكَمَا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ المُقِيتُ الَّذِي يُوَفِّي كَامِلَ الرِّزْقِ لِلإِنْسَانِ وَالحَيَوَانِ، فَإِنَّهُ أَيْضًا مُقِيتُ القُلُوبِ بِالمَعْرِفَةِ وَالإِيمَانِ، وَهُوَ الحَافِظُ لِأَعْمَالِ العِبَادِ بِلَا نُقْصَانٍ وَلَا نِسْيَانٍ[2].

قَالَ البَيْهَقِيُّ فِي تَفْسِيرِ الاسْمِ: «الُمقِيتُ هُوَ المُقْتَدِرُ؛ فَيَرْجِعُ مَعْنَاهُ إِلَى صِفَةِ القُدْرَةِ، وَقِيلَ: المُقِيتُ الحَفِيظُ، وَقِيلَ: هُوَ مُعْطِي القُوتِ فَيَكُونَ مِنْ صِفَاتِ الفِعْلِ»[3].

وُرُودُهُ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ:
وَرَدَ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ﴾ [النساء: 85].

المَعْنَى فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى:
قَالَ ابنُ جَرِيرٍ رحمه الله: «اخْتَلَفَ أَهْلُ التَأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا [النساء: 85].

فَقَالَ بَعْضُهُم تأَوْيِلُهُ: وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظًا وَشَهِيدًا.

وَقَالَ آخَرُوُنَ مَعْنَى ذَلِكَ: القَائِمُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ بِالتَّدْبِيرِ، وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ القَدِيرُ».

ثُمَّ قَالَ: «والصَّوَابُ مِنْ هَذِهِ الأَقْوَالِ، قَولُ مَنْ قَالَ: مَعْنَى المُقِيتِ، القَدِيرُ، وَذَلِكَ فِيمَا يُذْكَرُ كَذَلِكَ بِلُغَةِ قُرَيشٍ، وَيُنْشَدُ لِلزُّبَيرِ بنِ عَبدِ المُطَّلَبِ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
وَذِي ضغنٍ كَففْتُ النَّفْسَ عَنْهُ
وَكُنْتُ عَلَى مَسَاءَتِهِ مُقِيتًا





وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ مِنْهُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «كَفَي باِلمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يُقِيتُ»[4]. وَفِي رِوَايَةِ مَنْ رَوَاهَا «يُقِيتُ» يَعْنِي: مَنْ هُوَ تَحْتَ يَدَيْهِ وَفِي سُلْطَانِهِ مِنْ أَهْلِهِ وَعِيَالِهِ، فَيَقْدُرُ لَهُ قُوتَهُ، يُقَالُ مِنْهُ أَقَاتَ فُلَانُ الشَّيْءَ يُقِيتُهُ إِقَاتَةً، وَقَاتَهُ يَقُوتُهُ قِيَاتَةً، وَالقُوتُ الاسْمُ.

وَاخْتَارَ أَنَّ مَعْنَى (المُقِيتِ): القَدِيرُ، الفَرَّاءُ[5]، وَالخَطَّابِيُّ[6]، وَابنُ قُتَيْبَةَ[7].

قَالَ ابنُ العَرَبِيِّ: «وَقَدْ قَالَ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ: إِنَّهُ بِمَعْنَى (القَادِرِ)، وَلَيْسَ فِيهِ عَلَى هَذَا أَكْثَرُ مِنَ السَّمَاعِ، فَلَوْ رَجَعْنَا إِلَى الاسْتِقْرَاءِ، وَتَتَبُّعِ مَسَالِكِ النَّظَرِ، لَجَعَلْنَاهُ فِي مَوَارِدِهِ كُلِّهَا بِمَعْنَى القُوتِ، َولَكِنَّ السَّمَاعَ يَقْضِي عَلَى النَّظَرِ.

وَعَلَى القَوْلِ بَأَنَّهُ (القَادِرُ) يَكُونُ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ.

وَإِنْ قُلْنَا إِنَّهُ اسْمٌ للَّذِي يُعْطِي القُوتَ فَهُوَ اسْمٌ لِلْوَهَّابِ وَالرَّزَّاق، وَيَكُونُ مِنْ صِفَاتِ الأَفْعَالِ» اهـ[8].

وَقَالَ القُرْطُبِيُّ: «بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ المَعْنَى اللُّغَوِيَّ: فَالمَعْنَى أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُعْطِي كُلَّ إِنْسَانٍ وَحَيَوَانٍ قُوتَهُ عَلَى مَرِّ الأَوْقَاتِ، شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، فَهُوَ يَمُدُّها فِي كُلِّ وَقْت بِمَا جَعَلَهُ قِوَامًا لَهَا، إِلَى أَنْ يُرِيدُ إِبْطَالَ شَيْءٍ مِنْهَا فَيَحْبِسُ عَنْهُ مَا جَعَلَهُ مَادَّةً لِبَقَائِهِ فَيَهْلَكُ». اهـ[9].

وَقَالَ فِي التَّفْسِيرِ: «وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: «المُقِيتُ: الحَافِظُ»، وَقَالَ الكِسَائِيُّ: «الُمِقيتُ: المقتدرُ».

وَقَالَ النَّحَّاسُ: «وَقَولُ أِبِي عُبَيْدَةَ أَوْلَى؛ لَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنَ القُوتِ، والقُوتُ مَعْنَاهُ مِقْدَارُ مَا يَحْفَظُ الإِنْسَانَ»[10].

وَفِي المَقْصِدِ: «المُقِيتُ مَعْناهُ خَالِقُ الأَقْوَاتِ، وَمَوَصِّلُهَا إِلَى الأَبْدَانِ وَهِي الأَطْعِمَةُ، وَإِلَى القُلُوبِ وَهِي المَعْرِفَةُ، فَيَكُونُ بِمَعْنَى (الرَّزَّاقِ) إِلَّا أَنَّهُ أَخَصُّ مِنْهُ؛ إِذِ الرِّزْقُ يَتَنَاوَلُ القُوتَ وَغَيرَ القُوتِ، والقُوتُ مَا يُكْتَفَى بِهِ فِي قَوَامِ البَدَنِ.

وَأَمَّا أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى المُسْتَوْلِي عَلَى الشَيْءِ، القَادِرِ عَلَيهِ، والاسْتِيلَاءُ يَتِمُّ بِالقُدْرَةِ وَالعِلْمِ، وَعَلَيْهِ يَدُلُّ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا [النساء: 85]؛ أَيْ: مُطَّلِعًا قَادِرًا، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ رَاجِعًا إِلَى القُدْرَةِ وَالعِلْمِ.

أَمَّا العِلْمُ فَقَدْ سَبَقَ، وَأَمَّا القُدْرَةُ فَسَتَأْتِي، وَيَكُونُ بِهَذَا المَعْنَى وَصْفُهُ بِـ: (المُقِيتِ) أَتَمَّ مِنْ وَصْفِهِ بِالقَادِرِ وَحْدَهُ وِبِالعَالِمِ وَحْدَهُ، لَأَنَّهُ دَالٌّ عَلَى اجْتِمَاعِ المُعْنَيَيْنِ، وَبِذَلِكَ يَخْرُجُ هَذَا الاسْمُ عَنِ التَّرَادُفِ» اهـ[11].

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّعْدِي رحمه الله: «المُقِيتُ الَّذِي أَوْصَلَ إِلَى كُلِّ مَوْجُودٍ مَا بِهِ يَقْتَاتُ، وَأَوْصَلَ إِلَيْهَا أَرْزَاقَهَا، وَصَرَّفَهَا كَيفَ يَشَاءُ بِحِكْمَتِهِ وَحَمْدِهِ»[12].

ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِهَذَا الاسْمِ:
1- إِنَّ اللهَ هُوَ (المُقِيتُ)؛ أَيِ: القَدِيرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَسَيَأْتِي بَسْطُ الكَلَامِ عَلَى ذَلِكَ فِي (القَدِيرِ) إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

2- إِنَّ اللهَ سبحانه وتعالى هُوَ المُعْطِي لأَقْوَاتِ الخَلْقِ، صِغِيرِهُمْ وَكَبِيرِهُمْ، قَوِيِّهُمْ وَضَعِيفِهِمْ، غَنِيِّهِمْ وَفقِيرِهِمْ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [هود: 6].

وَقَدْ قَدَّرَ اللهُ ذَلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ خَلْقِهِ للأَرْضِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ [فصلت: 10].

قَالَ ابِنُ كَثِيرٍ: «﴿ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا، وَهُوَ مَا يَحْتَاجُ أَهْلُهَا إِلَيْهِ مِنَ الأَرْزَاقِ وَالأَمَاكِنِ الَّتِي تُزْرَعُ وَتُغْرَسُ»[13].

وَقَالَ القُرْطُبِي: «مَعْنَى ﴿ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا؛ أَيْ: أَرْزَاقُ أَهْلِهَا، وَمَا يَصْلُحُ لِمَعَايِشِهِم مِنَ التِّجَارَاتِ والأَشْجَارِ والمَنَافِعِ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مَا لَمْ يَجْعَلْهُ فِي الأُخْرَى؛ لِيَعِيشَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ بِالتِّجَارَةِ وَالأَسْفَارِ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ»[14].

3- قَالَ القُرْطُبِي فِي الأَسْنَى: «وَقَدْ يَقُوتُ الأَرْوَاحَ إِدَامَةُ المُشَاهَدَةِ، وَلَذِيذُ الُمؤَانَسَةِ، قَالَ اللهُ عز وجل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ [يونس: 9][15].

هَذَا أَحدُ أَوْجُهِ قَوْلِهِ؛ «إِنِّي لَسْتُ كَهَيئَتِكُمْ؛ إِنِّي أَبِيتُ يُطعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي»[16].

وَأَنْشَدُوا:
فَقَوَتُ الرُّوحِ أَرْوَاحُ الَمعَانِي
وَلَيْسَ بِأَنْ طَعِمْتَ وَأَنْ شَرِبْتَ





فَلِكُلِّ مَخْلُوقٍ قُوتٌ؛ فَالأَبْدَانُ قُوتُهَا الَمأْكُولُ والَمشْرُوبُ، وَالأَرْوَاحُ قُوتُهَا العُلومُ، وَقُوتُ الَملَائِكَةِ التَّسْبِيحُ، وَبِالجُمْلَةِ فَاللهُ سُبْحَانَهُ هُوَ المُقِيتُ لِعِبَادِهِ، الحَافِظُ لَهُمْ، وَالشَّاهِدُ لِأَحْوَالِهمْ، وَالمُطَّلِعُ عَلَيْهِمْ، وَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَا الاسْمُ جَمِيعَ الصِّفَاتِ.

فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ لَا قَائِمَ بِمَصَالِحِ العِبَادِ إِلَّا اللهُ سُبْحَانَهُ، وَأَنَّهُ الَّذِي يَقُوتُهُم وَيَرْزُقُهُم.

وَأَفْضَلُ رزْقٍ يَرْزُقُهُ اللهُ العَقْلَ، فَمَنْ رَزَقَهُ العَقْلَ أَكْرَمَهُ، وَمَنْ حَرَمَهُ ذَلِكَ فَقَدْ أَهَانَهُ»؛ اهـ[17].

[1] أخرجه أبو داود في كتاب الزكاة، باب في صِلة الرَّحم (2/ 132) (1692)، وانظر تصحيح الألباني في: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (989).

[2] انظر تفسير الاسم في: شرح أسماء الله الحسنى للرازي (ص: 373)، وتفسير الأسماء الحسنى للزجاج (ص: 48)، واشتقاق أسماء الله (ص: 136)، وزاد المسير (2/ 151).

[3] الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد (59)، والنهاية في غريب الحديث (4/ 118).

[4] حديث حسَن: رواه أبو داود الطيالسي (2281)، وأحمد (2/ 160، 193، 194، 195)، وأبو داود (2/ 1692)، والنسائي في الكبرى، كما في التحفة (6/ 387)، والحاكم (1/ 415)، والبيهقي (7/ 467)، عن أبي إسحاق، سمعت وهب بن جابر يقول: إنَّ مولًى لعبد الله بن عمرو قال له: إني أريد أن أقيم هذا الشهر هنا في بيت المقدس، فقال له: تركتَ لأهلكَ ما يقوتهم هذا الشهر؟ قال: لا، قال: فارجع إلى أهلك فاترُك لهم ما يقوتهم، فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كفَى بالمرء إثمًا أن يضيع مَن يقوت» قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وهب بن جابر مِن كبار تابعي الكوفة، ووافقه الذهبي! مع أنه قال في الميزان (4/ 350): لا يكاد يُعرف.
وقال عنه ابن المديني: مجهول، ووثقه ابن معين والعجلي، وقال الحافظ: مقبول.
وله شاهد أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 13414)، عن إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به.
قال الهيثمي في المجمع (4/ 325): «رواه الطبراني، من رواية إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة - وقع في المجمع: عتبة وهو خطأ - ورواية إسماعيل عن الحجازيِّين ضعيفة». اهـ.
والحديث بهذين الطريقين حسَن إنْ شاء الله.
ويَشهد له ما أخرجه مسلم (2/ 692)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 122) (5/ 23)، عن طلحة بن مُصرف، عن خيثمة قال: كنَّا جلوسًا مع عبد الله بن عمرو إذ جاءه قهرمان له فدخل، فقال: أعطيتَ الرقيقَ قُوتَهم؟ قال: لا، قال فانطلِقْ فأعْطِهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفَى بالمرء إثمًا أن يحبس عمَّن يَمْلك قُوتَه».

[5] معاني القرآن (1/ 380).

[6] شأن الدُّعاء (ص: 68)، وقال: والمقيت أيضًا: مُعطي القوت.

[7] غريب القرآن (ص: 132)، وقال المقيت أيضًا: الشاهد للشيء الحافظ له.

[8] الكتاب الأسنى (ورقة 324).

[9] الكتاب الأسنى (ورقة 324) وهو ناقل عن الحليمي، انظر: المنهاج (1/ 203)، وذكر المعنيَين النسفيُّ في تفسيره (1/ 240).

[10] القرطبي (5/ 296)، وقول أبي عبيدة في مجاز القرآن (1/ 135).

[11] المقصد الأسنى (ص: 71) وفي الحجَّة للأصبهاني (ق 23 أ) قال: «يُنزل الأقواتَ للخلْق، ويقسم أرزاقهم، وقيل: (المقيت) القدير».

[12] تيسير الكريم الرحمن (5/ 302).

([13]) التفسير (4/ 93).

[14] التفسير (15/ 342، 343).

[15] قال في التفسير (8/ 312): «﴿ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ﴾؛ أي: يزيدهم هداية كقوله: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى [محمد: 17]».

[16] رواه البخاري (4/ 202)، ومسلم (2/ 776)، من حديث عائشة رضي الله عنها، وهو مرويٌّ في الصحيحين بنحو هذا اللفظ مِن حديث أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وابن عمر، وأنس رضي الله عنهم.

[17] الكتاب الأسنى (ورقة 324، 325).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-09-2024, 09:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,094
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المقيت جل جلاله، وتقدست أسماؤه

الْمُقِيتُ

جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ(2)

الشيخ وحيد عبدالسلام بالي



عَنَاصِرُ الموْضُوعِ:
أولًا: الدِّلاَلاَتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (المُقيتِ).
ثانيًا: وُرُودُهُ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ.
ثالثًا: المَعْنَى الاسْمِ فِي حَقِّ الله تَعَالَى.
رابعًا: ثَمَرَاتُ الإيِمَانِ بهذا الاسْمِ.

النِّيَّاتُ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَحْضِرَهَا الُمحَاضِرُ قَبْلَ إِلْقَاءِ هَذِهِ الُمحَاضَرَةِ:
أولًا: النِّيَّاتُ العَامَّةُ:
1- يَنْوي القيامَ بتبليغِ الناسِ شَيْئًا مِنْ دِينِ الله امْتِثَالًا لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «بلِّغُوا عَني ولَوْ آيةً» رواه البخاري.

2- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى ثَوَابِ مَجْلِسِ العِلْمِ[1].

3- رَجَاءَ أَنْ يَرْجِعَ مِنْ مَجْلِسِه ذلك مَغْفُورًا لَهُ[2].

4- يَنْوِي تَكْثِيرَ سَوَادِ المسْلِمِينَ والالتقاءَ بِعِبادِ الله المؤْمِنينَ.

5- يَنْوِي الاعْتِكَافَ فِي المسْجِدِ مُدةَ المحاضرة ـ عِنْدَ مَنْ يَرَى جَوَازَ ذَلِكَ مِنَ الفُقَهَاءِ ـ لَأَنَّ الاعْتِكَافَ هو الانْقِطَاعُ مُدَّةً لله في بيتِ الله.

6- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى أَجْرِ الخُطُوَاتِ إلى المسْجِدِ الذي سَيُلْقِي فيه المحَاضَرَةَ[3].

7- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى ثَوَابِ انْتِظَارِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، إذا كانَ سَيُلْقِي مُحَاضَرَتَه مثلًا مِنَ المغْرِبِ إلى العِشَاءِ، أَوْ مِنَ العَصْرِ إِلَى الَمغْرِبِ[4].

8- رَجَاءَ أَنْ يَهْدِي اللهُ بسببِ مُحَاضَرَتِه رَجُلًا، فَيَأْخُذَ مِثْلَ أَجْرِهِ[5].

9- يَنْوِي إرْشَادَ السَّائِليِنَ، وتَعْلِيمَ المحْتَاجِينَ، مِنْ خِلَالِ الرَّدِّ عَلَى أَسْئِلَةِ المسْتَفْتِينَ[6].

10- يَنْوِي القِيَامَ بِوَاجِبِ الأمرِ بالمعروفِ، وَالنهيِ عَنِ الُمنْكَرِ ـ بالحِكْمَةِ والموعظةِ الحسنةِ ـ إِنْ وُجِدَ مَا يَقْتَضِي ذلك(4).

11- يَنْوِي طَلَبَ النَّضْرَةِ الَمذْكُورَةِ فِي قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «نضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْها»، رواه أحمدُ والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (6766).

ثُمَّ قَدْ يَفْتَحِ اللهُ عَلَى الُمحَاضِرِ بِنِيَّات صَالِحَةٍ أُخْرَى فَيَتَضَاعَفُ أَجْرُه لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إنما لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»، مُتَّفَقٌ عَلَيه.

ثانيًا: النِّيَّاتُ الخَاصَّةُ:
1- تَنْوِي تَعْرِيفَ المُسْلِمِينَ بِمَعْنَى اسْمِ الله (المُقِيتِ).

2- تَنْوِي تَذْكِيرَ المُسْلِمِينَ بِنِعَمِ الله عَلَيْهِمْ وَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَسُوقُ لَهُمْ قُوتَهُمْ.

3- تَنْوِي تَذْكِيرَ المُسْلِمِينَ بِقُدْرَةِ الله عَلَيْهِم.

4- تَنْوِي حَثَّ المُسْلِمِينَ عَلَى مُرَاقَبَةِ الله.

5- تَنْوِي حَثَّ المُسْلِمِينَ عَلَى حَمْدِ الله وَشُكْرِهِ.

أولًا: الدِّلاَلاَتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (المُقِيتِ):
المُقِيتُ اسْمُ فَاعِل للمَوْصُوفِ بالإِقَاتَةِ، فِعْلُهُ أَقَاتَ وَأَصْلُهُ قَات يَقُوتُ قُوتًا.

والقُوتُ لُغَةً هُوَ مَا يُمْسِكُ الرَّمَقَ مِنَ الرِّزقِ، تَقُولُ: قَاتَ الرَّجُلَ وَأَقَاتَهُ أَيْ أَعْطَاهُ قُوتَهُ وَالمَصْدَرُ القُوتُ، وَهُوَ المُدَّخَرُ المَحْفُوظُ الَّذِي يُقْتَاتُ مِنْهُ حِينَ الحَاجَةِ.

وَعِنْدَ أَبِي دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بنِ عَمْرُو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَفَى بِالمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ»[7].

وَالمُقِيتُ سُبْحَانَهُ هُوَ المُقْتَدِرُ الَّذِي خَلَقَ الأَقْوَاتَ وَتَكَفَّلَ بِإِيصَالِهَا إِلَى الخَلْقِ، وَهُوَ حَفِيظٌ عَلَيْهَا، فَيُعْطِي كُلَّ مَخْلُوقٍ قُوتَهُ وَرِزْقَهُ عَلَى مَا حَدَّدَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ زَمَانٍ أَوْ مَكَانٍ، أَوْ كَمٍّ أَوْ كَيْفٍ وَبِمُقْتَضَى المَشِيئَةِ وَالحِكْمَةِ، فَرُبَّمَا يُعْطِي المَخْلُوقَ قُوتًا يَكْفِيهِ لِأَمَدٍ طَوْيلٍ أَوْ قَصِيرٍ كَيَومٍ أَوْ شَهْرٍ أَوْ سَنَةٍ، وَرُبَّمَا يَبْتَلِيهِ فَلَا يَحْصُلُ عَلَيْهِ إِلَّا بِمَشَقَّةٍ وَكُلْفَةٍ.

وَاللهُ ﻷ خَلَقَ الأَقْوَاتَ عَلَى مُخْتَلَفِ الأَنْوَاعِ وَالأَلْوَانِ وَيَسَّرَ أَسْبَابَ نَفْعِهَا لِلإِنْسَانِ وَالحَيَوَانِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141].

وَكَمَا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ المُقِيتُ الَّذِي يُوَفِّي كَامِلَ الرِّزْقِ لِلإِنْسَانِ وَالحَيَوَانِ، فَإِنَّهُ أَيْضًا مُقِيتُ القُلُوبِ بِالمَعْرِفَةِ وَالإِيمَانِ، وَهُوَ الحَافِظُ لِأَعْمَالِ العِبَادِ بِلَا نُقْصَانٍ وَلَا نِسْيَانٍ[8].

قَالَ البَيْهَقِيُّ فِي تَفْسِيرِ الاسْمِ: «الُمقِيتُ هُوَ المُقْتَدِرُ فَيَرْجِعُ مَعْنَاهُ إِلَى صِفَةِ القُدْرَةِ، وَقِيلَ: المُقِيتُ الحَفِيظُ، وَقِيلَ: هُوَ مُعْطِي القُوتِ فَيَكُونَ مِنْ صِفَاتِ الفِعْلِ»[9].

ثانيًا: وُرُودُهُ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ:
وَرَدَ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ﴾ [النساء: 85].

ثالثًا: المَعْنَى فِي حَقِّ الله تَعَالَى:
قَالَ ابنُ جَرِيرٍ رحمه الله: «اخْتَلَفَ أَهْلُ التَأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ﴾ [النساء: 85].

فَقَالَ بَعْضُهُم تأَوْيِلُهُ: وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظًا وَشَهِيدًا.

وَقَالَ آَخَرُوُنَ مَعْنَى ذَلِكَ: القَائِمُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ بِالتَّدْبِيرِ وَقَالَ آَخَرُونَ: هُوَ القَدِيرُ».

ثُمَّ قَالَ: «والصَّوَابُ مِنْ هَذِهِ الأَقْوَالِ، قَولُ مَنْ قَالَ: مَعْنَى المُقِيتِ، القَدِيرُ، وَذَلِكَ فِيمَا يُذْكَرُ كَذَلِكَ بِلُغَةِ قُرَيشٍ وَيُنْشَدُ لِلزُّبَيرِ بنِ عَبدِ المُطَّلَبِ عَمِّ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم:
وَذِي ضغنٍ كَففْتُ النَّفْسَ عَنْهُ
وَكُنْتُ عَلَى مَسَاءَتِهِ مُقِيتًا




وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ مِنْهُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «كَفَي باِلمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يُقِيتُ» [10].

وَفِي رِوَايَةِ مَنْ رَوَاهَا «يُقِيتُ» يَعْنِي: مَنْ هُوَ تَحْتَ يَدَيْهِ وَفِي سُلْطَانِهِ مِنْ أَهْلِهِ وَعِيَالِهِ، فَيَقْدُرُ لَهُ قُوتَهُ، يُقَالُ مِنْهُ أَقَاتَ فُلَانُ الشَّيْءَ يُقِيتُهُ إِقَاتَةً،، وَقَاتَهُ يَقُوتُهُ قِيَاتَةً، وَالقُوتُ الاسْمُ.

وَاخْتَارَ أَنَّ مَعْنَى (المُقِيتِ ): القَدِيرُ، الفَرَّاءُ [11]، وَالخَطَّابِيُّ [12]، وَابنُ قُتَيْبَةَ [13].

قَالَ ابنُ العَرَبِيِّ: «وَقَدْ قَالَ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ أَنَّهُ بِمَعْنَى (القَادِرِ) وَلَيْسَ فِيهِ عَلَى هَذَا أَكْثَرُ مِنَ السَّمَاعِ، فَلَوْ رَجَعْنَا إِلَى الاسْتِقْرَاءِ وَتَتَبُّعِ مَسَالِكِ النَّظَرِ لَجَعَلْنَاهُ فِي مَوَارِدِهِ كُلِّهَا بِمَعْنَى القُوتِ، َولَكِنَّ السَّمَاعَ يَقْضِي عَلَى النَّظَرِ.

وَعَلَى القَوْلِ بَأَنَّهُ (القَادِرُ) يَكُونُ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ.

وَإِنْ قُلْنَا إِنَّهُ اسْمٌ للَّذِي يُعْطِي القُوتَ فَهُوَ اسْمٌ لِلْوَهَّابِ وَالرَّزَّاق، وَيَكُونُ مِنْ صِفَاتِ الأَفْعَالِ»؛ اهـ[14].

وَقَالَ القُرْطُبِيُّ: «بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ المَعْنَى اللُّغَوِيَّ: فَالمَعْنَى أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُعْطِي كُلَّ إِنْسَانٍ وَحَيَوَانٍ قُوتَهُ عَلَى مَرِّ الأَوْقَاتِ، شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، فَهُوَ يَمُدُّها فِي كُلِّ وَقْت بِمَا جَعَلَهُ قِوَامًا لَهَا، إِلَى أَنْ يُرِيدُ إِبْطَالَ شَيْءٍ مِنْهَا فَيَحْبِسُ عَنْهُ مَا جَعَلَهُ مَادَّةً لِبَقَائِهِ فَيَهْلَكُ»؛ اهـ[15].

وَقَالَ فِي التَّفْسِيرِ: «وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: «المُقِيتُ: الحَافِظُ»، وَقَالَ الكِسَائِيُّ: «الُمِقيتُ: المقتدرُ».

وَقَالَ النَّحَّاسُ: «وَقَولُ أِبِي عُبَيْدَةَ أَوْلَى؛ لَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنَ القُوتِ، والقُوتُ مَعْنَاهُ مِقْدَارُ مَا يَحْفَظُ الإِنْسَانَ»[16].

وَفِي المَقْصِدِ: «المُقِيتُ مَعْناهُ خَالِقُ الأَقْوَاتِ، وَمَوَصِّلُهَا إِلَى الأَبْدَانِ وَهِي الأَطْعِمَةُ، وَإِلَى القُلُوبِ وَهِي المَعْرِفَةُ، فَيَكُونُ بِمَعْنَى (الرَّزَّاقِ) إِلَّا أَنَّهُ أَخَصُّ مِنْهُ إِذِ الرِّزْقُ يَتَنَاوَلُ القُوتَ وَغَيرَ القُوتِ، والقُوتُ مَا يُكْتَفَى بِهِ فِي قَوَامِ البَدَنِ.

وَأَمَّا أَنْ يَكُونُ بِمَعْنَى المُسْتَوْلِي عَلَى الشَيْءِ، القَادِرِ عَلَيهِ، والاسْتِيلَاءُ يَتِمُّ بِالقُدْرَةِ وَالعِلْمِ، وَعَلَيْهِ يَدُلُّ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ﴾ [النساء: 85]، أَيْ: مُطَّلِعًا قَادِرًا، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ رَاجِعًا إِلَى القُدْرَةِ وَالعِلْمِ.

أَمَّا العِلْمُ فَقَدْ سَبَقَ، وَأَمَّا القُدْرَةُ فَسَتَأْتِي، وَيَكُونُ بِهَذَا المَعْنَى وَصْفُهُ بِـ (المُقِيتِ) أَتَمَّ مِنْ وَصْفِهِ بِالقَادِرِ وَحْدَهُ وِبِالعَالِمِ وَحْدَهُ، لَأَنَّهُ دَالٌّ عَلَى اجْتِمَاعِ المُعْنَيَيْنِ، وَبِذَلِكَ يَخْرُجُ هَذَا الاسْمُ عَنِ التَّرَادُفِ» اهـ[17].

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّعْدِي رحمه الله: «المُقِيتُ الَّذِي أَوْصَلَ إِلَى كُلِّ مَوْجُودٍ مَا بِهِ يَقْتَاتُ، وَأَوْصَلَ إِلَيْهَا أَرْزَاقَهَا، وَصَرَّفَهَا كَيفَ يَشَاءُ بِحِكْمَتِهِ وَحَمْدِهِ»[18].

رابعًا: ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِهَذَا الاسْمِ:
1- إِنَّ اللهَ هُوَ (المُقِيتُ) أَيِ القَدِيرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَسَيَأْتِي بَسْطُ الكَلَامِ عَلَى ذَلِكَ فِي (القَدِيرِ) إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

2- إِنَّ اللهَ هُوَ المُعْطِي لأَقْوَاتِ الخَلْقِ صِغِيرِهُمْ وَكَبِيرِهُمْ، قَوِيِّهُمْ وَضَعِيفِهِمْ، غَنِيِّهِمْ وَفقِيرِهِمْ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].

وَقَدْ قَدَّرَ اللهُ ذَلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ خَلْقِهِ للأَرْضِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴾ [فصلت: 10].

قَالَ ابِنُ كَثِيرٍ: «﴿ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴾، وَهُوَ مَا يَحْتَاجُ أَهْلُهَا إِلَيْهِ مِنَ الأَرْزَاقِ وَالأَمَاكِنِ الَّتِي تُزْرَعُ وَتُغْرَسُ»[19].

وَقَالَ القُرْطُبِي: «مَعْنَى ﴿ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ﴾؛ أَيْ أَرْزَاقُ أَهْلِهَا وَمَا يَصْلُحُ لِمَعَايِشِهِم مِنَ التِّجَارَاتِ والأَشْجَارِ والمَنَافِعِ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مَا لَمْ يَجْعَلْهُ فِي الأُخْرَى لِيَعِيشَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ بِالتِّجَارَةِ وَالأَسْفَارِ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ»[20].

3- قَالَ القُرْطُبِي فِي الأَسْنَى: «وَقَدْ يَقُوتُ الأَرْوَاحَ إِدَامَةُ المُشَاهَدَةِ وَلَذِيذُ الُمؤَانَسَةِ، قَالَ اللهُ تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [يونس: 9][21].

هَذَا أَحدُ أَوْجُهِ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَسْتُ كَهَيئَتِكُمْ إِنِّي أَبِيتُ يُطعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي»[22].

وَأَنْشَدُوا:
فَقَوَتُ الرُّوحِ أَرْوَاحُ الَمعَانِي
وَلَيْسَ بِأَنْ طَعِمْتَ وَأَنْ شَرِبْتَ




فَلِكُلِّ مَخْلُوقٍ قُوتٌ، فَالأَبْدَانُ قُوتُهَا الَمأْكُولُ والَمشْرُوبُ، وَالأَرْوَاحُ قُوتُهَا العُلومُ، وَقُوتُ الَملَائِكَةِ التَّسْبِيحُ، وَبِالجُمْلَةِ فَاللهُ سُبْحَانَهُ هُوَ المُقِيتُ لِعِبَادِهِ، الحَافِظُ لَهُمْ، وَالشَّاهِدُ لِأَحْوَالِهمْ، وَالمُطَّلِعُ عَلَيْهِمْ، وَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَا الاسْمُ جَمِيعَ الصِّفَاتِ.

فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ لَا قَائِمَ بِمَصَالِحِ العِبَادِ إِلَّا اللهُ سُبْحَانَهُ، وَأَنَّهُ الَّذِي يَقُوتُهُم وَيَرْزُقُهُم.

وَأَفْضَلُ رزْقٍ يَرْزُقُهُ اللهُ العَقْلَ، فَمَنْ رَزَقَهُ العَقْلَ أَكْرَمَهُ، وَمَنْ حَرَمَهُ ذَلِكَ فَقَدْ أَهَانَهُ»؛ اهـ[23].

[1] رَوَى مسلمٌ عن أبي هريرةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بيتٍ مِنْ بِيوتِ الله، يَتْلُونَ كِتابَ الله ويَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلا نزلتْ عَليهم السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُم الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُم الملائكةُ، وَذَكَرَهُم اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».

[2] َروَى الإمامُ أَحمدُ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (5507) عن أنسِ بنِ مالكٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ قَومٌ عَلَى ذِكْرٍ، فَتَفَرَّقُوا عنه إلا قِيلَ لَهُمْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُم»، ومَجَالِسُ الذِّكْرِ هِيَ المجالسُ التي تُذَكِّرُ بِالله وبآياتهِ وأحكامِ شرعهِ ونحو ذلك.

[3] في الصحيحين عن أبي هريرة أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ غَدَا إلى المسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللهُ له في الجنةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أو رَاحَ».
وفي صحيح مُسْلِمٍ عَنْه أيضًا أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تَطَهَّرَ في بيتهِ ثُمَّ مَضَى إلى بيتٍ مِنْ بيوتِ الله لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ الله كانتْ خُطُواتُه: إِحدَاها تَحطُّ خَطِيئَةً، والأُخْرَى تَرْفَعُ دَرجةً».

[4] رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ في صَلَاةٍ مَا دَامَتِ الصلاةُ تَحْبِسُه، لا يَمْنَعُه أَنْ يَنْقَلِبَ إِلى أهلهِ إلا الصلاةُ».
ورَوَى البُخَاريُّ عَنه أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الملائكةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكم مَا دامَ فِي مُصَلَّاهُ الذي صَلَّى فيه، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهُمَّ ارْحَمْه».

[5]، (4) رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لعلي بنِ أبي طالبٍ: «فوالله لأنْ يَهْدِي اللهُ بك رَجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النِّعَمِ».
رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ دَعَا إلى هُدَى كَانَ لَه مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَه، لا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهم شيئًا».

[6] رَوَى التِّرْمِذِيُّ وصحَّحَه الألبانيُّ عن أبي أمامةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ اللهَ وملائكتَه، حتى النملةَ فِي جُحْرِها، وحتى الحوتَ في البحرِ لَيُصَلُّون عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخيرَ»، وَصلاةُ الملائكةِ الاسْتِغْفَارُ.

[7] أخرجه أبو داود في كتاب الزكاة، باب في صلة الرحم (2/ 132) (1692)، وانظر تصحيح الألباني في: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (989).

[8] انظر تفسير الاسم في: شرح أسماء الله الحسنى للرازي (ص: 373)، وتفسير الأسماء الحسنى للزجاج (ص: 48)، واشتقاق أسماء الله (ص: 136)، وزاد المسير (2/ 151).

[9] الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد (59)، والنهاية في غريب الحديث (4/ 118).

[10] حديث حسن: رواه أبو داود الطيالسي (2281)، وأحمد (2/ 160، 193، 194، 195)، وأبو داود (2/ 1692)، والنسائي في الكبري، كما في التحفة (6/ 387)، والحاكم (1/ 415)، والبيهقي (7/ 467) عن أبي إسحاق سمعت وهب بن جابر يقول: إن مولى لعبد الله بن عمرو قال له: إني أريد أن أقيم هذا الشهر هنا في بيت المقدس، فقال له: تركت لأهلك ما يقوتهم هذا الشهر؟ قال: لا، قال: فارجع إلى أهلك فاترك لهم ما يقوتهم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كفي بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت» قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وهب بن جابر من كبار تابعي الكوفة، ووافقه الذهبي ! مع أنه قال في الميزان (4/ 350): لا يكاد يعرف.
وقال عنه ابن المديني مجهول، ووثقه ابن معين والعجلي، وقال الحافظ: مقبول.
وله شاهد أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 13414) عن إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا به.
قال الهيثمي في المجمع (4/ 325): «رواه الطبراني من رواية إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة ـ وقع في المجمع: عتبة وهو خطأ ـ ورواية إسماعيل عن الحجازيين ضعيفة» اهـ.
والحديث بهذين الطريقين حسن إن شاء الله.
ويشهد له ما أخرجه مسلم (2/ 692) وأبو نعيم في الحلية (4/ 122) (5/ 23)، عن طلحة بن مُصرف عن خيثمة قال: كنا جلوسًا مع عبد الله بن عمرو إذ جاءه قهرمان له فدخل، فقال: أعطيت الرقيق قوتهم؟ قال: لا، قال فانطلق فأعطهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمن يملك قوته».

[11] معاني القرآن (1/ 380).

[12] شأن الدعاء (ص: 68)، وقال: والمقيت أيضًا: معطي القوت.

[13] غريب القرآن (ص: 132)، وقال المقيت أيضًا: الشاهد للشيء الحافظ له.

[14] الكتاب الأسنى (ورقة 324).

[15] الكتاب الأسنى (ورقة 324) وهو ناقل عن الحليمي، انظر: المنهاج (1/ 203)، وذكر المعنيين النسفي في تفسيره (1/ 240).

[16] القرطبي (5/ 296)، وقول أبي عبيدة في مجاز القرآن (1/ 135).

[17] المقصد الأسنى (ص: 71) وفي الحجة للأصبهاني (ق 23 أ) قال: «ينزل الأقوات للخلق، ويقسم أرزاقهم، وقيل: (المقيت) القدير».

[18] تيسير الكريم الرحمن (5/ 302).

[19] التفسير (4/ 93).

[20] التفسير (15/ 342-343).

[21] قال في التفسير (8/ 312): ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [يونس: 9]؛ أي صدقوا، ﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ﴾[يونس: 9] أي: يزيدهم هداية كقوله: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى ﴾ [محمد: 17].

[22] رواه البخاري (4/ 202)، ومسلم (2/ 776) من حديث عائشة رضي الله عنها وهو مروي في الصحيحين بنحو هذا اللفظ من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة وابن عمر وأنس.

[23] الكتاب الأسنى (ورقة 324-325).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 92.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.14 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (2.31%)]