عون البصير على فتح القدير - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 32 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859198 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393520 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215791 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 11-01-2021, 12:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عون البصير على فتح القدير

عون البصير على فتح القدير (6)




أ. محمد خير رمضان يوسف



الجزء السادس

(سورة النساء 148 - الأخير، سورة المائدة 1 - 81)


149- ﴿ إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴾.
إنْ تقولوا جميلاً من القولِ لمن أحسنَ إلـيكم، فتُظهروا ذلك شكراً منكم له على ما كان منه من حسنٍ إلـيكم، ﴿ أَوْ تُخْفُوهُ ﴾، يقول: أو تتركوا إظهارَ ذلك فلا تُبدوه،﴿ أوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ ﴾ يقول: أو تصفحوا لمن أساءَ إلـيكم عن إساءته، فلا تجهروا له بـالسوءِ من القولِ الذي قد أذنتُ لكم أن تجهروا له به. (الطبري).

151- ﴿ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾.
يُهينُهم ويُذلُّهم جزاءَ كفرِهم الذي ظنُّوا به العزَّة. (روح المعاني).

152- ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾.
﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ﴾:يعني بذلك جلَّ ثناؤه: والذين صدَّقوا بوحدانيةِ الله، وأقرُّوا بنبوَّةِ رسلهِ أجمعين، وصدَّقوهم فيما جاؤوهم به من عندِ الله من شرائعِ دينه. (الطبري).
﴿ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ ﴾ اللهُ تعالى ﴿ أُجُورَهُمْ ﴾ الموعودةَ لهم، ﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا ﴾ لمن هذه صفتُهم ما سلفَ لهم مِن المعاصي والآثام، ﴿ رَحِيمًا ﴾ بهم، فيضاعفُ حسناتِهم، ويزيدُهم على ما وُعِدوا به. (روح المعاني، باختصار).

154- ﴿ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا .
ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيرهُ في سورةِ البقرة (الآية 58). وقد قالَ هناك: السجودُ قد تقدَّمَ تفسيره: وقيل: هو هنا الانحناء، وقيل: التواضعُ والخضوع، واستدلُّوا على ذلك بأنه لو كان المرادُ السجودَ الحقيقي، الذي هو وضعُ الجبهةِ على الأرض، لامتنعَ الدخولُ المأمورُ به؛ لأنه لا يمكنُ الدخولُ حالَ السجودِ الحقيقي.

158- ﴿ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾.
﴿ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ﴾ قال: تقدَّمَ ذكرُ رفعهِ عليه السلامُ في آلِ عمران. ا.هـ. قولهُ تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ اللّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ﴾ (الآية 55)، وكان مما قال: الصحيحُ أن الله رفعَهُ إلى السماءِ من غيرِ وفاة، كما رجَّحَهُ كثيرٌ من المفسرين. ا.هـ.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً ﴾ لا يُغلَبُ على ما يريده، ﴿ حَكِيماً ﴾ فيما دبَّرَهُ لعيسى عليه الصلاةُ والسلام. (البيضاوي).

161- ﴿ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾.
وجعلنا للكافرينَ بـاللهِ وبرسولهِ محمَّدٍ مِن هؤلاءِ اليهودِ العذابَ الأليم، وهو الموجِعُ مِن عذابِ جهنَّم، عدةً يصلَونَها في الآخرةِ إذا وردوا على ربِّهم، فيعاقبهم بها. (الطبري).

162- ﴿ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾.
يعني الجنة. (ابن كثير).

167- 168- ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا. إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ﴾.
ولم يكنِ الله تعالى ذكرهُ ليهديَ هؤلاءِ الذين كفروا وظلموا، الذين وصفنا صفتهم، فيوفقَهم لطريقٍ من الطرقِ التي ينالون بها ثوابَ الله، ويصلون بلزومهم إيّاهُ إلى الجنة، ولكنهُ يخذلهم عن ذلك، حتـى يسلكوا طريقَ جهنم. (الطبري).

170- ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
أيُّها النَّاس، إنَّ الرسولَ محمَّداً صلى الله عليه وسلم قد جاءَكم بالهُدَى ودينِ الحقِّ وشهادةِ التوحيدِ بإذنٍ من اللهِ ووحي منه.
﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا : والله عليمٌ بأحوالِكم وبمن يستحقُّ الهدايةَ منكم فيَهديه، حكيمٌ فيما يشرِّعهُ ويدبِّرهُ ويقدِّره. (الواضح).

171- ﴿ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ﴾.
أي: تعالَى وتقدَّسَ عن ذلك علوًّا كبيرًا. (ابن كثير).

172- ﴿ لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ﴾.
الذين قرَّبهم الله ورفعَ منازلَهم علـى غيرهم من خَلقه. (الطبري).

173- ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾.
﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾: فأما المؤمنونَ المقرُّون بوحدانيةِ الله، الخاضعون له بالطاعة، المتذلِّلونَ له بالعبودية، والعاملونَ الصالحاتِ من الأعمال...
﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾: وأما الذين تعظَّموا عن الإقرارِ للهِ بالعبودةِ والإذعانِ له بالطاعة، واستكبروا عن التذلُّلِ لألوهتهِ وعبادتهِ وتسليمِ الربوبيةِ والوحدانيةِ له، فيعذِّبهم عذابـًا موجعًا، ولا يجدُ المستنكفونَ من عبـادتهِ والمستكبرونَ عنها إذا عذَّبهم اللهُ الأليمَ من عذابهِ سوَى اللهِ لأنفسِهم وليًّا ينُـجيهم من عذابهِ وينقذُهم منه، ولا ناصرًا ينصرهم، فيستنقذُهم من ربِّهم ويدفعُ عنهم بقوَّتهِ ما أحلَّ بهم من نقمته، كالذي كانوا يفعلونَ بهم إذا أرادَهم غيرُهم من أهلِ الدنيا في الدنيا بسوءٍ من نصرتِهم والمدافعةِ عنهم. (الطبري، باختصار).

176- ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ .
قال: تقدَّمَ الكلامُ في الكلالةِ في أولِ هذه السورة. ويعني في الآيةِ (12) منها، وقد نقلَ هناكَ قولَ الجمهورِ أنها تعني "الميتَ الذي لا ولدَ له، ولا والد"، وأنه حكى الإجماعَ فيه غيرُ واحد.

سورة المائدة
1-﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ .
﴿ يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا : يا أيها الذين أقرُّوا بوحدانيةِ الله وأذعنوا له بالعبودية، وسلَّموا له الألوهية، وصدَّقوا رسولَهُ محمداً صلى الله عليه وسلم في نبوَّته، وفيما جاءهم به من عند ربِّهم من شرائعِ دينه. (الطبري).
﴿ أَوْفُواْ الوفاء: هو القيامُ بمقتضَى العهد، وكذلك الإِيفاء. (البيضاوي).

2- ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
إنَّ اللهَ شديدٌ عقابهُ لمن عاقبَهُ مِن خلقه، لأنها نارٌ لا يُطفأُ حرُّها، ولا يَخمُدُ جمرُها، ولا يَسكنُ لهبُها. نعوذُ باللهِ منها ومِن عملٍ يقرِّبنا منها. (الطبري).

4- ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
يعني جلَّ ثناؤه: واتَّقوا اللهَ أيها الناسُ فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه، فاحذروهُ في ذلك أنْ تُقدِموا على خلافه، وأنْ تأكلوا مِن صيدِ الجوارحِ غيرِ المعلَّمة، أو ممّا لـم تُـمسِكْ علـيكم مِن صيدها وأمسكتهُ علـى أنفسِها، أو تَطعَموا ما لم يُسَمَّ اللهُ علـيه مِن الصيدِ والذبـائح، ممَّا صادَهُ أهلُ الأوثانِ وعبدةُ الأصنام، ومَن لم يوحِّدِ اللهَ مِن خـلقه، أو ذبحوه، فإنَّ الله قد حرَّمَ ذلكَ علـيكم فاجتنبوه. (الطبري).

5- ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾.
﴿ الطَّيِّبَاتُ ﴾ ذكرَ أنه تقدَّمَ بيانُ الطيبات. وقد قالَ فيها، في الآيةِ (4) من السورة: هي ما يستلذُّهُ آكلهُ ويستطيبهُ مما أحلَّهُ الله لعباده. وقيل: هي الحلال...
وقالَ الطبري: الـيومَ أُحِلَّ لكم - أيها المؤمنون - الحلالُ من الذبائحِ والمطاعم، دون الخبائثِ منها.
﴿ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾: وهو في الآخرة من الهالكين، الذين غبنوا أنفسَهم حظوظَها من ثوابِ الله، بكفرهم بمـحمَّد، وعملِهم بغيرِ طاعةِ الله (الطبري).

6- ﴿ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ﴾.
ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيرهُ مستوفى في النساء، وأنه تقدَّمَ الكلامُ على ملامسةِ النساء، وعلى التيمم، وعلى الصعيد.
ويعني في الآيةِ (43) منها، وقد توسَّعَ فيه، ومختصره:
﴿ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى ﴾: المرضُ عبارةٌ عن خروجِ البدنِ عن حدِّ الاعتدالِ والاعتيادِ إلى الاعوجاجِ والشذوذ، وهو على ضربين: كثيرٍ ويسير. والمرادُ هنا: أن يخافَ على نفسهِ التلفَ أو الضررَ باستعمالِ الماء، أو كان ضعيفاً في بدنهِ وهو لا يقدرُ على الوصولِ إلى موضعِ الماء.

﴿ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ ﴾: فيه جوازُ التيمُّمِ لمن صدقَ عليه اسمُ المسافر. وقد ذهبَ الجمهورُ إلى أنه لا يشترطُ أن يكونَ سفرَ قصر. وقالَ قوم: لا بدَّ من ذلك. وقد أجمعَ العلماءُ على جوازِ التيمُّمِ للمسافر.
﴿ أَوْ جَاء أَحَدٌ مّنْكُمْ مّن ٱلْغَائِطِ ﴾: هو المكانُ المنخفض، والمجيءُ منه كنايةٌ عن الحدَث. وكانت العربُ تقصدُ هذا الصنفَ من المواضعِ لقضاءِ الحاجةِ تستراً عن أعينِ الناس، ثم سمِّيَ الحدثُ الخارجُ من الإنسانِ غائطاً توسعاً. ويدخلُ في الغائطِ جميعُ الأحداثِ الناقضةِ للوضوء.

﴿ أَوْ لَـٰمَسْتُمُ ٱلنّسَاء ﴾ قيل: المرادُ بها الجماع. وقيل: مطلقُ المباشرة، وقيل: إنه يجمعُ الأمرين جميعاً. واختلفَ العلماءُ في معنى ذلك على أقوال...
﴿ فَتَيَمَّمُواْ أي: اقصدوا، ثم كثرَ استعمالُ هذه الكلمة، حتى صارَ التيممُ مسحَ الوجهِ واليدين بالتراب.
﴿ صَعِيداً الصعيد: وجهُ الأرض، سواءٌ كان عليه ترابٌ أو لم يكن، قالَهُ الخليل، وابنُ الأعرابي، والزجّاج. وقد اختلفَ أهلُ العلمِ فيما يجزىءُ التيممُ به...


﴿ طَيِّبًا : وقد تنوزعَ في معنى الطيب، فقيل: الطاهر، وقيل: المنبت، وقيل: الحلال...
﴿ فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ : هذا المسحُ مطلق، يتناولُ المسحَ بضربةٍ أو ضربتين، ويتناولُ المسحَ إلى المرفقين أو إلى الرسغين، وقد بيَّنتهُ السنةُ بياناً شافياً. وقد جمعنا بين ما وردَ في المسحِ بضربةٍ وبضربتين، وما وردَ في المسحِ إلى الرسغِ وإلى المرفقين، في شرحنا للمنتقَى وغيرهِ من مؤلَّفاتنا، بما لا يحتاجُ الناظرُ فيه إلى غيره.

7- ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾.
تأكيدٌ وتحريضٌ على مواظبةِ التقوَى في كلِّ حال. ثم أعلمَهم أنه يعلمُ ما يختلجُ في الضمائرِ من الأسرارِ والخواطر. (ابن كثير).

8- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾: يا أيها الذين آمنوا بـالله وبرسولهِ محمد.
﴿ وَاتَّقُوا اللّهَ إنَّ اللّهَ خَبِـيرٌ بِـمَا تَعْمَلُونَ ﴾: واحذروا أيها المؤمنون أن تجوروا في عباده، فتجاوزوا فـيهم حُكمَهُ وقضاءَهُ الذي بـيَّنَ لكم، فيَحلَّ بكم عقوبته، وتستوجبوا منه أليمَ نكاله. ﴿ إنَّ اللّهَ خَبِـيرٌ بِـمَا تَعْمَلُونَ ﴾ يقول: إن الله ذو خبرةٍ وعلمٍ بما تعملون أيها المؤمنون فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه من عملٍ به أو خلافٍ له، مُـحصٍ ذلكم علـيكم كلَّه، حتـى يجازيَكم به جزاءكم، المحسنَ منكم بإحسانه، والمسيءَ بـإساءته، فـاتقوا أن تسيؤوا. (الطبري).

9- ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾.
وعدَ اللهُ الذين صدَّقوا اللهَ ورسوله، وأقرُّوا بما جاءَهم به مِن عندِ ربِّهم، وعملوا بما واثقَهم اللهُ به، وأوفَوا بالعقودِ التي عاقدهم عليها، وأطاعوه، فعملوا بما أمرهم اللهُ به، وانتهَوا عمّا نهاهم عنه، لهم مغفرة، وأجرٌ عظيـم. والعظيمُ مِن خيرٍ غيرُ محدودٍ مبلغُه، ولا يَعرفُ منتهاهُ غيرهُ تعالَى ذكره. (الطبري، باختصار).

10- ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾.
والذين جحدوا وحدانيةَ الله، ونقضوا ميثاقَهُ وعقودَهُ التي عاقدوها إيّاه. (الطبري).

11- ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
وإلى الله فليُلقِ أزمَّةَ أمورهم، ويستسلـمْ لقضائه، ويثقْ بنصرتهِ وعونه، المقرُّون بوحدانـيةِ الله ورسالةِ رسوله، العاملون بأمرهِ ونهيه، فإنَّ ذلكَ مِن كمالِ دينهم وتمامِ إيمانهم، وأنهم إذا فعلوا ذلكَ كلأهم ورعاهم وحفظهم ممَّن أرادَهم بسوء... (الطبري).

12- ﴿ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾.
﴿ لَئِنْ أقَمْتُـمُ ﴾ معشرَ بني إسرائيـلَ ﴿ الصَّلاةَ وآتَـيْتُـمُ الزَّكاةَ ﴾ أي: أعطيتُموها مَن أمرتُكم بإعطائها، ﴿ وآمَنْتُـمْ بِرُسُلِـي ﴾ يقول: وصدَّقتُم بما آتاكم به رسلـي من شرائعِ ديني. (الطبري).
﴿ لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَـٰتِكُمْ ﴾ أي: ذنوبَكم، أمحوها وأسترها، ولا أؤاخذكم بها، ﴿ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ ﴾ أي: أدفعُ عنكم المحذور، وأحصلُ لكم المقصود. (ابن كثير).

14- ﴿ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾.
﴿ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ ﴾: إما غايةٌ للإغراء، أو للعداوةِ والبغضاء، أي: يتعادَون ويتباغضون إلى يومِ القيامة، حسبما تقتضيهِ أهواؤهم المختلفة، وآراؤهم الزائغة، المؤديةُ إلى التفرقِ إلى الفرقِ الكثيرة، ومنها النسطوريةُ واليعقوبيةُ والملكانية. (روح المعاني).

18- ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
أي: الجميعُ مُلكهُ وتحتَ قهرهِ وسلطانه. (ابن كثير).
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 11-01-2021, 12:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عون البصير على فتح القدير


19- ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
حتَّى لا تحتجُّوا وتقولوا ما جاءَنا رسولٌ يبشِّرُنا بحُسنِ الثوابِ إنْ أصَبنا وأطَعنا، ويُنذِرُنا بالعقوبةِ إنْ أخطأنا وعصَينا، فقد جاءَكمُ البشيرُ النذيرُ محمَّدٌ صلى الله عليه وسلَّم خاتماً لجميعِ أنبيائه، فلا عذرَ لكم إذا لم تَتَّبعوه. (الواضح).

20- ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ .
﴿ نِعْمَةَ اللّهِ ﴾ هنا اسمُ الجنس، ثم عدَّدَ عيونَ تلك النعم. (ابن عطية).
يقولُ تعالى مخبراً عن عبدهِ ورسولهِ وكليمهِ موسى بنِ عمران عليه السلام، فيما ذكَّرَ به قومَه، من نعمِ الله عليهم، وآلائهِ لديهم، في جمعهِ لهم خيرَ الدنيا والآخرة، لو استقاموا على طريقتهم المستقيمة. (ابن كثير).

23- ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.
توكَّلوا أيها القومُ علـى اللهِ في دخولِكم علـيهم. ويقولانِ لهم: ثقوا بـاللهِ فإنهُ معكم إنْ أطعتُـموهُ فيما أمرَكم مِن جهادِ عدوِّكم. وعنَـيا بقولهما ﴿ إنْ كُنْتُـمْ مُؤْمِنِـينَ ﴾: إنْ كنتُـم مصدِّقي نبـيِّكم صلَّى الله عليه وسلَّم، فيما أنبأكم عن ربِّكم مِن النصرةِ والظفرِ علـيهم، وفي غيرِ ذلكَ مِن إخبـارهِ عن ربِّه، ومؤمنـينَ بأنَّ ربَّكم قادرٌ علـى الوفـاءِ لكم بما وعدَكم مِن تمكينِكم في بلادِ عدوِّهِ وعدوِّكم. (الطبري).

26- ﴿ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ .
تسليةٌ لموسى عليه السلام عنهم، أي: لا تأسفْ ولا تحزنْ عليهم فيما حكمتُ عليهم به، فإنهم مستحقون ذلك. (ابن كثير).

28- ﴿ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ
﴿ بَسَطْتَ أي: مددتَ. (البغوي).
﴿ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ أي: مِن أنْ أصنعَ كما تريدُ أنْ تَصنع، بل أصبرُ وأحتسب. (ابن كثير).

30- ﴿ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ
أي: في الدنيا والآخرة. وأيُّ خسارةٍ أعظمُ مِن هذه؟ (ابن كثير).

32- ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ .
ذكرَ في أكثرَ من موضعٍ أن كتبَ بمعنى فرض.

33- ﴿ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ .
يعني عذابَ جهنَّم. (الطبري).

35- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ : يقولُ تعالى آمرًا عبادَهُ المؤمنينَ بتقواه، وهي إذا قُرِنَتْ بالطاعةِ كان المرادُ بها الانكفافَ عن المحارم، وتركَ المنهيّات.
﴿ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ... ورغَّبهم في ذلك بالذي أعدَّهُ للمجاهدين في سبيلهِ يومَ القيامة، من الفلاح، والسعادةِ العظيمةِ الخالدةِ المستمرة، التي لا تبيدُ ولا تحولُ ولا تزول، في الغرفِ العاليةِ الرفيعةِ الآمنة، الحسنةِ مناظرها، الطيبةِ مساكنها، التي من سكنها ينعمُ لا يبأس، ويحيا لا يموت، لا تبلَى ثيابه، ولا يفنَى شبابه. (ابن كثير).

36- ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
بل هو معذِّبُهم في حميـمِ يومِ القـيامةِ عذاباً موجعاً لهم. (الطبري).

37- ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ
كما قالَ تعالى: ﴿ كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا ﴾ الآية [سورة الحج: 22]، فلا يزالون يريدون الخروجَ مما هم فيه من شدَّتهِ وأليمِ مسِّه، ولا سبيلَ لهم إلى ذلك، وكلما رفعهم اللهبُ فصاروا في أعلَى جهنم، ضربتهم الزبانيةُ بالمقامعِ الحديد، فيردُّوهم إلى أسفلها، ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴾ أي: دائمٌ مستمرّ، لا خروجَ لهم منها، ولا محيدَ لهم عنها. (ابن كثير).

38- ﴿ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾.
﴿ نَكَالًا ﴾ أي: عقوبة. (البغوي). النكال: العذاب، والنكل: القيد. (ابن عطية).
﴿ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾: عزيزٌ في شرعِ الردع، حكيمٌ في إيجابِ القطع. أو: عزيزٌ في انتقامهِ مِن السارقِ وغيرهِ مِن أهلِ المعاصي، حكيمٌ في فرائضهِ وحدوده. (روح المعاني).

40- ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ : ألمْ يعلمْ هؤلاءِ القائلون: ﴿ لَنْ تَـمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أيَّامًا مَعْدُوْدَةً ، الزّاعمونَ أنهم أبناءُ اللهِ وأحبَّاؤه، أنَّ اللهَ مدبِّرُ ما في السماواتِ وما في الأرض، ومصرِّفهُ وخالقه، لا يمتنعُ شيءٌ ممّا في واحدةٍ منهما ممّا أراده، لأنَّ كلَّ ذلكَ مُلكه، وإليه أمرُه...
﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ: واللهُ على تعذيبِ مَن أرادَ تعذيبَهُ مِن خلقهِ على معصيته، وغفرانِ ما أرادَ غفرانَهُ منهم باستنقاذهِ مِن الهلكةِ بالتوبةِ عليه، وغيرِ ذلك من الأمورِ كلِّها، قادر؛ لأن الخَـلقَ خـَلقه، والمـُلكَ مُلكُه، والعبـادَ عبـادُه. (تفسير الطبري).

41- ﴿ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ .
وفي الآخرةِ عذابُ جهنَّم، خالدين فيها أبدًا (الطبري).

42- ﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين .
﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ قالَ رحمَهُ الله: كررَهُ تأكيدًا لقبحه، وليكونَ كالمقدِّمة لما بعده.
وقد فسَّرَهُ في الآيةِ السابقةِ بقوله: قابلون لكذبِ رؤسائهم المحرّفين للتوراة. ا.هـ.
﴿ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين : إنَّ اللهَ يحبُّ العاملينَ في حكمهِ بين الناس، القاضينَ بينهم بحكمِ الله الذي أنزلَهُ في كتابهِ وأمرَ أنبـياءَهُ صلواتُ الله علـيهم. (الطبري).

43- ﴿ وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ .
يقول: يتركونَ الحكمَ به بعدَ علمٍ بحكمي فيه، جراءةً عليَّ وعصيانًا لي. وهذا وإنْ كان مِن اللهِ تعالى ذكرهُ خطابًا لنبيِّهِ صلى الله عليه وسلم، فإنه تقريعٌ منه لليهودِ الذين نزلتْ فيهم هذه الآية... ﴿ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ يقول: ليسَ مَن فعلَ هذا الفعل، أي: مَن تولَّى عن حكمِ الله الذي حكمَ به في كتابهِ الذي أنزلَهُ على نبيَّهِ في خَلقه، بالذي صدَّقَ الله ورسوله، فأقرَّ بتوحيدهِ ونبوَّةِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم؛ لأن ذلك ليس من فعلِ أهلِ الإيمان. (الطبري، باختصار).

44- ﴿ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ .
﴿ وَاخْشَوْنِ : ولكنِ اخشوني دونَ كلِّ أحدٍ مِن خَلقي، فإنَّ النفعَ والضرَّ بـيدي، وخافوا عقابي في كتـمانِكم ما استـُحفظتِـم مِن كتابي. (الطبري).
﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ لم يبينْ معنى الحكمِ بما أنزلَ الله. ويفهمُ معناهُ من كلامِ الإمامِ الطبري حولَ الآية، فقال رحمَهُ الله: ومَن كتمَ حكمَ الله الذي أنزلَهُ في كتابه، وجعلَهُ حكماً بين عبادهِ فأخفاه، وحكمَ بغيره، كحكمِ اليهودِ في الزانيَين المحصنَين بالتجبيةِ والتحميم، وكتمانهم الرجم، وكقضائهم في بعضِ قتلاهم بديةٍ كاملة، وفي بعضٍ بنصفِ الدية، وفي الأشرافِ بالقصاصِ وفي الأدنياءِ بالدية. وقد سوَّى الله بين جميعهم في الحكم عليهم في التوراة: ﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ يقول: هؤلاء الذين لم يحكموا بما أنزلَ الله في كتابه، ولكن بدَّلوا وغيَّروا حكمَه، وكتموا الـحقَّ الذي أنزلَهُ في كتابه، ﴿ هُمُ الكَافِرُونَ .

45- ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾.
تنظرُ الفقرةُ السابقة.

46- ﴿ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ ﴾.
ذكرَ في الآيةِ (44) (وصفًا للتوراة) ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ﴾ أن الهدى والنور، هو بيانُ الشرائع، والتبشيرُ بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم وإيجابُ اتباعه.

47- ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾.
ومن لم يحكمْ من أهلِ الإنجيلِ أيضاً بذلك (الطبري)، ﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ أي: الخارجون عن طاعةِ ربِّهم، المائلون إلى الباطل، التاركون للحقّ. (ابن كثير).

53- ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ﴾.
يقول: فأصبحَ هؤلاءِ المنافقونَ عند مجيءِ أمرِ اللهِ بإدالةِ المؤمنين علـى أهلِ الكفرِ قد وكسوا في شرائهم الدنيا بالآخرة، وخابتْ صفقتُهم وهلكوا. (الطبري).

54- ﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
والله يؤتي فضلَهُ من يشاءُ من خَلقه، منَّةً عليه وتطوّلاً، ﴿ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ يقول: واللهُ جوادٌ بفضلهِ على مَن جادَ به عليه، لا يخافُ نفادَ خزائنهِ فيكفَّ من عطائه. عليمٌ بموضعِ جودهِ وعطائه، فلا يبذلهُ إلاّ لمنِ استـحقَّه، ولا يبذلُ لمنِ استحقَّهُ إلاّ على قدرِ المصلحة، لعلمهِ بموضعِ صلاحهِ له مِن موضعِ ضرِّه. (الطبري).

56- ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ .
يعني: يتولَّى القيامَ بطاعةِ الله ونصرةِ رسولهِ والمؤمنين. قالَ ابنُ عباس رضيَ الله عنهما: يريدُ المهاجرين والأنصار. (البغوي).

60- ﴿ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ ﴾.
أي: أبعدَهُ من رحمته. (ابن كثير).

64- ﴿ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
﴿ طُغْيَانًا :هو المبالغةُ والمجاوزةُ للحدِّ في الأشياء.
﴿ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ :يعني أنه لا تجتمعُ قلوبهم، بل العداوةُ واقعةٌ بين فرقهم بعضهم في بعضٍ دائماً؛ لأنهم لا يجتمعون على حقّ، وقد خالفوكَ وكذبوك. (ابن كثير).

65- ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾.
ولأدخـلناهم بساتينَ ينعمون فيها في الآخرة. (الطبري).

68- ﴿ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا .
تجاوزاً وغلوّاً في التكذيبِ لكَ علـى ما كانوا عليه لكَ من ذلك قبل نزولِ الفرقان. (الطبري).

69- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى ﴾.
قال: تقدَّمَ الكلامُ على الصابئين والنصارى في البقرة. ويعني في الآيةِ (62) منها، وفيه ملخصًا: النصارى: سمُّوا بذلك لأنهم نصروا المسيح. والصابؤون: جمعُ صابيء. وكانت العربُ تقولُ لمن أسلم: قد صبأ، وسمَّوا هذه الفرقةَ صابئةً لأنها خرجت من دينِ اليهودِ والنصارى وعبدوا الملائكة.

70- ﴿ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ .
﴿ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ قال: تقدَّمَ في البقرةِ بيانُ معنى الميثاق. وقد قالَ في الآيةِ (27) من السورة: الميثاق: العهدُ المؤكدُ باليمين. ا.هـ.
﴿ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ ﴾:بما يخالفُ هواهم من الشرائعِ ومشاقِّ التكاليف. (البيضاوي).

71- ﴿ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ .
أي: مطَّلعٌ عليهم، وعليمٌ بمن يستحقُّ الهدايةَ ممَّن يستحقُّ الغواية. (ابن كثير).

73- ﴿ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
أي: في الآخرة، مِن الأغلالِ والنكال. (ابن كثير).

74- ﴿ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
أفلا يرجعُ هذان الفريقان الكافران، القائلُ أحدُهما: إن الله هو المسيحُ ابنُ مريم، والآخرُ القائل: إن الله ثالثُ ثلاثة، عمّا قالا من ذلك، ويتوبان مما قالا وقطعا به من كفرهما، ويسألان ربَّهما المغفرةَ مما قالا؟ واللهُ غفورٌ لذنوبِ التائبينَ مِن خَلقه، المنيبينَ إلى طاعتهِ بعد معصيتِهم، رحيمٌ بهم في قبولهِ توبتَهم ومراجعتَهم إلى ما يحبُّ ممّا يكره، فيصفحُ بذلكَ مِن فعلِهم عمّا سلفَ مِن إجرامِهم قبلَ ذلك. (الطبري).


78- ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﴾.
يخبرُ تعالى أنه لعنَ الكافرين من بني إسرائيلَ من دهرٍ طويل... (ابن كثير).

80- ﴿ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾.
قدَّمتْ لهم أنفسُهم سخطَ الله عليهم بما فعلوا، وفي عذابِ اللهِ يومَ القـيامةِ هم خالدون، دائمٌ مُقامُهم ومُكثهم فـيه. (الطبري، باختصار).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 11-01-2021, 01:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عون البصير على فتح القدير

عون البصير على فتح القدير (7)




أ. محمد خير رمضان يوسف



الجزء السابع

(سورة المائدة 82 - الأخير، سورة الأنعام 1 - 110)


82- ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ ﴾.
يقولُ تعالَى ذكرهُ لنبيِّهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم: ﴿ لَتَـجِدَنَّ يا محمدُ ﴿ أشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً للذين صدَّقوكَ واتَّبعوكَ وصدَّقوا بما جئتَهم به من أهلِ الإسلام، الـيهودَ... (الطبري).

83- ﴿ وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ .
وإذا سمعَ هؤلاء الذين قالوا إنّا نصارى، الذين وصفتُ لكَ يا محمدُ صفتَهم، أنكَ تجدُهم أقربَ الناسِ مودَّةً للذين آمنوا، ما أُنزلَ إلـيكَ من الكتابِ يُتلَـى... (الطبري).

84- ﴿ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِين .
"القومُ الصالحون" محمدٌ وأصحابه، قالَهُ ابنُ زيدٍ وغيرهُ من المفسرين. (ابن عطية).

85- ﴿ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴾.
جنّاتٍ عاليات، تجري مِن تحتِها الأنهار، مع خلودٍ دائمٍ وسعادةٍ تامَّة، فهذا جزاءُ مَن اتَّبعَ الحقَّ وأذعنَ له، دونَ معاندةٍ ولا استكبار. (الواضح).

89- ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ .
وهكذا يبيِّنُ اللهُ لكم أحكامَ شريعتهِ ويوضِّحُها. (الواضح).

90- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون ﴾.
ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيرُ الميسرِ في سورةِ البقرة، والأزلامِ في أولِ هذه السورة. ثم فسَّرهما في الآيةِ (93) من السورة، وأوردَ هناكَ قولَ ابنِ عباس: كلُّ القمارِ من الميسر، والأزلام: قِداحٌ كانوا يستقسمون بها الأمور.
﴿ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون ﴾: لكي تنـجحوا فتدركوا الفلاحَ عند ربِّكم بتركِكم ذلك (الطبري).

91- ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ﴾.
إنما يريدُ لكم الشيطانُ شربَ الخمرِ والمياسرةَ بالقِداح، ويُحسِّنُ ذلك لكم إرادةً منه أن يوقِعَ بينكم العداوةَ والبغضاءَ في شربكم الخمرَ ومياسرتكم بالقِداح، ليعاديَ بعضُكم بعضًا، ويبغِّضَ بعضَكم إلى بعض، فـيشتِّتَ أمرَكم بعد تأليفِ اللهِ بينكم بالإيمان، وجمعهِ بينكم بأخوَّةِ الإسلام، ويصرفكم بغلبةِ هذه الخمرِ بسكرها إياكم عليكم، وباشتغالكم بهذا الميسرِ عن ذكرِ الله الذي به صلاحُ دنياكم وآخرتكم، وعن الصلاةِ التي فرضها علـيكم ربُّكم. (الطبري).

92- ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا .
وأطيعوا الله وأطيعوا الرسولَ في اجتنابكم ذلك واتِّباعكم أمرَهُ فيما أمركم به، من الانزجارِ عما زجركم عنه من هذهِ المعاني، وخالِفوا الشيطانَ في أمرهِ إياكم بمعصيةِ الله في ذلك وفي غيره، فإنه إنما يبغي لكم العداوةَ والبغضاءَ بـينكم بـالخمرِ والميسر. (الطبري، باختصار).

93-﴿ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا... .
نزلَ تحريمُ الخمرِ وقد ماتَ مِن الصَّحابةِ مَن كانَ يشربُها، فسُئلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم عن ذلك، فنزلتِ الآية.
ليسَ على مَن آمنَ وعملَ صالحاً إثمٌ وحرجٌ فيما شرِبوا منَ الخمرِ وأكلوا مِن مالِ الميسرِ إذا اتَّقَوا الشِّركَ... (الواضح).

94- ﴿ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيم .
رُوي عن ابنِ عباس رضيَ الله عنهما أنه قال: [يوجَعُ] ظهرهُ وبطنهُ جلداً، ويُسلَبُ ثيابه. (البغوي).
وقالَ ابنُ عطية: العذابُ الأليمُ هو عذابُ الآخرة.

95- ﴿ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَام .
﴿ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ ﴾: صورةُ ذلك أن يعدلَ إلى القيمة، فيقوَّمُ الصيدُ المقتولُ عند مالكٍ وأبي حنيفة وأصحابهِ وحماد وإبراهيم. وقالَ الشافعي: يقوَّمُ مثلهُ من النعمِ لو كان موجوداً، ثم يُشترَى به طعام، فيتصدَّقُ به، فيصرفُ لكلِّ مسكينٍ مدٌّ منه، عند الشافعي ومالك وفقهاءِ الحجاز، واختارهُ ابن جرير. وقالَ أبو حنيفة وأصحابه: يطعمُ كلَّ مسكينٍ مدَّين، وهو قولُ مجاهد. وقالَ أحمد: مدٌّ من حنطة، أو مدّان من غيره. (ابن كثير).
﴿ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَام ﴾: واللهُ مَنيعٌ في سلطانه، لا يَقهرهُ قاهر، ولا يَمنعهُ مِن الانتقامِ ممَّن انتقمَ منه، ولا مِن عقوبةِ مَن أرادَ عقوبتَهُ مانع، لأنَّ الخَلقَ خَلقُه، والأمرَ أمرُه، له العزَّة والمنَعة. وأما قوله: ﴿ ذُو انْتِقَامٍ ﴾ فإنه يعني به: معاقبتهُ لمن عصاهُ على معصيتهِ إيّاه. (الطبري).

97- ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .
﴿ وَأَنَّ ٱللَّهَ بِكُلّ شَيْءٍ ﴾ واجباً كان أو ممتنعاً أو ممكناً ﴿ عَلِيمٌ ﴾: كاملُ العلم. (روح المعاني).

98- ﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.
تفسيرُ الآية: اعلـموا أيها الناس، أنَّ ربَّكم الذي يعلمُ ما في السماواتِ وما في الأرض، ولا يخفَى علـيه شيءٌ مِن سرائرِ أعمالِكم وعلانـيتِها، وهو يُحصيها علـيكم ليجازيَكم بها، شديدٌ عقابهُ مَن عصاهُ وتمرَّدَ عليه، على معصيتهِ إيّاه، وهو غفورٌ لذنوبِ مَن أطاعَهُ وأنابَ إليه، فساترٌ علـيه وتاركٌ فضيحتَهُ بها، رحيمٌ به أنْ يعاقـبَهُ على ما سلفَ مِن ذنوبهِ بعد إنابتهِ وتوبتهِ منها. (الطبري).

99- ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ .
ولا يَخفَى على اللهِ المطيعُ منكم مِن العاصي، ولا يَغِيبُ عنهُ شيءٌ ممّا خفيَ في الصُّدور، أو ظهرَ مِن أعمالِ النفُوس، وبيدهِ الثوابُ والعقاب، فيُعامِلُ كلاًّ بما يستحقّ. (الواضح).

100- ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .
واتقوا اللهَ بطاعتهِ فيما أمرَكم ونهاكم، واحذروا أنْ يستحوذَ عليكم الشيطانُ بإعجابِكم كثرةَ الخبيثِ فتصيروا منهم، يا أهلَ العقولِ والحِجا، الذين عقلوا عن اللهِ آياتِه، وعرفوا مواقعَ حُجَجِه. اتَّقوا اللهَ لتُفلحوا، أي: كي تنـجحوا في طلبتِكم ما عنده. (الطبري).

104- ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا ﴾.
وإذا قيلَ للمشركين: تعالَوا والتزِموا بما أنزلَ اللهُ مِن أحكامٍ في الحلالِ والحرام، وإلى الرسولِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلمَ الذي أُنزِلَتْ عليه هذهِ الأحكام، لتَقِفوا على حقيقةِ الحال، وتميِّزوا الحرامَ منَ الحلال، أجابوا في عنادٍ وضلال: يكفِينا ما وجدنا عليه آباءَنا وأجدادَنا، ولا نلتفتُ إلى غيرهم، فمعَهم الحقُّ وكفَى! (الواضح).

106- ﴿ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآَثِمِينَ
ولا نكتمُ الشَّهادة، فإذا كتمنَاها أو حرَّفناها فإنَّنا عاصونَ آثمون مستحقُّون للعقاب. (الواضح).

108- ﴿ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ .
﴿ وَٱسْمَعُواْ ﴾ سمعَ إجابةٍ وقبولِ جميعِ ما تؤمرون به. (روح المعاني).

109- ﴿ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾.
﴿ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ ﴾:وهو يومُ القيامة.
﴿ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ ﴾: أي: أنتَ الذي تعلمُ ما غاب، ونحن لا نعلمُ إلا ما نشاهد. (البغوي).
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 11-01-2021, 01:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عون البصير على فتح القدير


110- ﴿ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ﴾.
قال: تقدَّمَ تفسيرُ هذا مطولًا في البقرة، فلا نعيده. ا. هـ.
وهو في الآيةِ (49) من سورةِ آل عمران: ﴿ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ ﴾.
وقد أوردَ هناك أقوالًا في (الأكمه) منها أنه الذي يولَدُ أعمى.
قال: والبرصُ معروف، وهو بياضٌ يظهرُ في الجلد. وقد كان عيسى عليه السلامُ يبريءُ من أمراضٍ عدَّة، كما اشتملَ عليه الإنجيل، وإنما خصَّ الله سبحانهُ هذين المرضين بالذكر؛ لأنهما لا يبرآنِ في الغالبِ بالمداواة، وكذلك إحياءُ الموتَى...

111- ﴿ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي ﴾.
ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيره. ثم فسَّرَهُ في الآيةِ التي بعد هذه، وأنهم خلصاءُ عيسى وأنصاره.

117- ﴿ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾.
وأنتَ تشهدُ على كلِّ شيء؛ لأنه لا يخفَى عليكَ شيء، وأما أنا فإنما شهدتُ بعضَ الأشياء، وذلك ما عاينتُ وأنا مقيمٌ بين أظهرِ القوم، فإنما أنا أشهدُ على ذلك الذي عاينتُ ورأيتُ وشهدت. (الطبري).

119- ﴿ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾.
ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيره.
وكان مما قالَ رحمَهُ الله في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة: الجنات: البساتين. والضميرُ في قوله: ﴿ مِن تَحْتِهَا ﴾ عائدٌ إلى الجنات؛ لاشتمالها على الأشجار، أي: من تحتِ أشجارها. ا.هـ.
وتفسيرها: لهم جزاءَ إيمانِهم وصدقِهم جنّاتٌ عالياتٌ تجري مِن تحتِها الأنهار، مُقيمينَ فيها أبداً، لا يزولونَ عنها ولا يَحُولون. (الواضح).

سورة الأنعام
7- ﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ .
... لقالَ الذينَ يعدلونَ بي غيري فيشركونَ في توحيدِي سواي: ما هذا الذي جئتَنا به إلا سحرٌ سحرتَ به أعينَنا، ليستْ له حقيقةٌ ولا صحَّة، مُبِينٌ لمن تدبَّرهُ وتأمَّلهُ أنه سحرٌ لا حقيقةَ له! (الطبري).

10- ﴿ وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ ﴾.
﴿ وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ كما استُهزىء بك يا محمد. يعزّي نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم. (البغوي).
وهذه تسليةٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم بالأسوةِ في الرسل، وتقويةٌ لنفسهِ على محاجَّةِ المشركين. (ابن عطية).

12- ﴿ قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
﴿ قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أي: لمن الكائناتُ جميعًا: خَلقًا ومُلكًا وتصرُّفًا؟
﴿ لَا رَيْبَ فِيهِ أي: لا ينبغي لأحدٍ أنْ يرتابَ فيه، لوضوحِ أدلَّته، وسطوعِ براهينه..
﴿ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بتضييعِ رأسِ مالهم، وهو الفطرةُ الأصلية، والعقلُ السليم، والاستعدادُ القريبُ الحاصلُ مِن مشاهدةِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، واستماعِ الوحي، وغيرِ ذلكَ مِن آثارِ الرحمة...
﴿ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ الفاءُ للدلالةِ على أنَّ عدمَ إيمانِهم وإصرارِهم على الكفرِ مسبِّبٌ عن خسرانِهم، فإنَّ إبطالَ العقلِ باتِّباعِ الحواس، والوهمَ والانهماكَ في التقليدِ أدَّى بهم إلى الإصرارِ على الكفرِ والامتناعِ عن الإيمان. (روح المعاني).

13- ﴿ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم .
أي: السميعُ لأقوالِ عباده، العليمُ بحركاتهم وضمائرهم وسرائرهم. (ابن كثير).

15- ﴿ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ .
يعني عذابَ يومِ القيامة. (البغوي، ابن كثير).

19- ﴿ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴾.
﴿ قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ﴾: أخبرهم بأن أكبرَ الأشياءِ شهادةً اللهُ، الذي لا يجوزُ أن يقعَ في شهادتهِ ما يجوزُ أن يقعَ في شهادةِ غيرهِ مِن خَلقهِ من السهوِ والخطأ والغلطِ والكذب. ثم قلْ لهم: إن الذي هو أكبرُ الأشياءِ شهادةً شهيدٌ بيني وبينكم، بالمحقِّ منا من المبطل، والرشيدِ منا في فعلهِ وقولهِ من السفيه، وقد رضينا به حكماً بيننا.

﴿ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾: يقولُ تعالى ذكرهُ لنبيِّهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم: قلْ لهؤلاءِ المشركينَ الجاحدينَ نبوَّتك، العادلينَ باللهِ ربًّا غيره: أئنكم أيها المشركونَ تشهدونَ أن مع اللهِ معبوداتٍ غيرهُ من الأوثانِ والأصنام؟
ثم قالَ لنبيِّهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم: قلْ يا محمد: لا أشهدُ بما تشهدون أن مع الله آلهةً أخرى، بل أجحدُ ذلكَ وأُنكره. إنما هو معبودٌ واحد، لا شريكَ له فيما يستوجبُ على خلقهِ من العبادة، وإنني بريءٌ من كلِّ شريكٍ تدعونَهُ للهِ وتضيفونهُ إلى شركتهِ وتعبدونهُ معه، لا أعبدُ سوَى اللهِ شيئًا، ولا أدعو غيرَهُ إلهًا. (الطبري، باختصار الفقرة الأخيرة منه).

21- ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾.
﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ ﴾:ومن أشدُّ اعتداء، وأخطأُ فعلاً، وأخطلُ قولاً.
﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾: إنه لا يفلحُ القائلون على الله الباطل، ولا يدركون البقاءَ في الجنان، والمفترون عليه الكذب، والجاحدون بنبوَّةِ أنبيائه. (الطبري).

29- ﴿ وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ
لقالوا: ما هي إلا هذه الحياةُ الدنيا. (ابن كثير).

31- ﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ ﴾.
قالَ رحمَهُ الله: هم الذين تقدَّمَ ذكرهم.
قالَ الإمامُ الطبري: قد هلكَ ووكسَ في بيعهم الإيمانَ بالكفرِ ﴿ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ ﴾ يعني: الذين أنكروا البعثَ بعد الممات، والثوابَ والعقاب، والجنةَ والنار، من مشركي قريش، ومن سلكَ سبيلَهم في ذلك.

51- ﴿ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُون ﴾.
يدخلون في زمرةِ أهلِ التقوى. (النسفي).
﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ فيعملون في هذه الدارِ عملاً ينجِّيهم اللهُ به يومَ القيامةِ من عذابه، ويضاعفُ لهم به الجزيلَ من ثوابه. (ابن كثير).

54- ﴿ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.
... فأنهُ غفورٌ لذنبهِ إذا تابَ وأنابَ وراجعَ بطاعةِ الله، وتركَ العودَ إلى مثله، مع الندمِ على ما فرطَ منه. رحيمٌ بالتائبِ أن يعاقبَهُ على ذنبهِ بعد توبتهِ منه (الطبري).

55- ﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ .
أي: ولتظهرَ طريقُ المجرمين... (ابن كثير).

60- ﴿ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾.
قالَ رحمَهُ الله: فيجازي المحسنَ بإحسانه، والمسيءَ بإساءته.
وعند الإمامِ الطبري:... ثم يخبركم بما كنتم تعملون في حياتكم الدنيا، ثم يجازيكم بذلك، إنْ خيرًا فخير، وإنْ شرًّا فشرّ. (الطبري).

62- ﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ .
أي: العدل، أو مظهرِ الحق، أو الصادقِ الوعد. (روح المعاني).

70- ﴿ وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
﴿ وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا يقولُ تعالى ذكرهُ لنبيِّهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم: ذرْ هؤلاء الذين اتَّخذوا دينَ الله وطاعتَهم إيَّاهُ لعبًا ولهوًا، فجعلوا حظوظَهم مِن طاعتِهم إيَّاهُ اللعبَ بآياته، واللهوَ والاستهزاءَ بها إذا سمعوها وتُليتْ عليهم.
﴿ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ : وعذابٌ أليمٌ وهوانٌ مقيم؛ بما كان من كفرهم في الدنيا باللهِ وإنكارهم توحيده، وعبادتهم معه آلهةً دونه (الطبري، باختصار).

71- ﴿ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ .
أي: نُخلِصَ له العبادةَ وحدَهُ لا شريكَ له. (ابن كثير).

72- ﴿ وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾.
وأُمرنا بإقامةِ الصلاة، وذلك أداؤها بحدودها التي فُرضت علينا.
﴿ وَاتَّقُوهُ ﴾ يقول: واتقوا ربَّ العالمين الذي أمرَنا أن نُسلِمَ له، فخافوهُ واحذروا سخطَهُ، بأداءِ الصلاةِ المفروضةِ عليكم، والإذعانِ له بالطاعة، وإخلاصِ العبادة له.
﴿ وَهُوَ الَّذِي إلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ يقول: وربُّكم ربُّ العالمين هو الذي إليه تُحشَرون، فتُجمَعون يومَ القيامة، فيُجازي كلَّ عاملٍ منكم بعمله، وتوفَّى كلُّ نفسٍ ما كسبت. (الطبري).

73- ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ .
يعلمُ ما غابَ عن العبادِ وما يشاهدونه، لا يغيبُ عن علمهِ شيء (البغوي).

75- ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِين .
أي: من زمرةِ الراسخين في الإيقان، البالغين درجةَ عينِ اليقينِ من معرفةِ الله تعالى، وهذا لا يقتضي سبقَ الشكِّ كما لا يخفَى... (روح المعاني).

77- ﴿ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّين .
فسَّرها في الآيةِ السابقةِ أنها بمعنى: غربت.

78- ﴿ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُون .
﴿ بَازِغَةً فسَّرها في الآيةِ السابقةِ أنها بمعنى: طالعة.
﴿ فَلَمَّا أَفَلَتْ فسَّرها قبلَ آيتين أنها بمعنى: غربت.

79- ﴿ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾.
أي: إنما أعبدُ خالقَ هذه الأشياء، ومخترعَها ومسخِّرَها ومقدِّرَها ومدبِّرَها، الذي بيدهِ ملكوتُ كلِّ شيء، وخالقُ كلِّ شيء، وربُّهُ ومليكهُ وإلهه. (ابن كثير).

80- ﴿ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ
أي: فيما بيَّنتهُ لكم، فتعتبرون أنَّ هذه الآلهةَ باطلة، فتُزجَروا عن عبادتها؟ (ابن كثير).

84- ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ .
﴿ وَوَهَبْنَا : الهبةُ في اللغة: التبرع، والعطيةُ الخاليةُ عن تقدمِ الاستحقاق، والضميرُ لإبراهيم عليه السلام. (روح البيان).
﴿ هَدَيْنَا ﴾ يقول: هدينا جميعَهم لسبيلِ الرشاد، فوفَّقناهم للحقِّ والصوابِ من الأديان. (الطبري).
﴿ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ أي: نجزيهم مثلَ ما جزينا إبراهيمَ عليه السلام.. (روح المعاني). وفي آخرِ ما قالهُ الطبري:... كذلك نجزي بالإحسانِ كلَّ محسن.

85- ﴿ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾.
أي: من الكاملينَ في الصلاح، الذي هو عبارةٌ عن الإتيانِ بما ينبغي، والتحرُّز عمّا لا ينبغي (روح المعاني).


87- ﴿ وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
... إلى طريقٍ غيرِ معوَجّ، وذلك دينُ الله الذي لا عوجَ فيه، وهو الإسلامُ الذي ارتضاهُ اللهُ ربُّنا لأنبيائه، وأمرَ به عباده. (تفسير الطبري).

91- ﴿ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ .
﴿ نُورًا وَهُدًى ﴾: ذكرَ في الآيةِ (44) من سورةِ المائدة: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ﴾ أن الهدَى والنور، هو بيانُ الشرائع، والتبشيرُ بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم وإيجابُ اتباعه.
وقالَ الإمامُ الطبري: ﴿ نُورًا ﴾ يعني: جلاءً وضياءً مِن ظُلمةِ الضلالة، ﴿ وَهُدًى لِلنَّاسِ ﴾ يقول: بيانًا للناس، يبيِّنُ لهم الحقَّ مِن الباطلِ فيما أشكلَ عليهم مِن أمرِ دينِهم.ا.هـ.
﴿ ذَرْهُمْ ﴾: أي: دَعهم. (ابن كثير).

92- ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا .
ولتنذرَ به عذابَ الله وبأسَه. (الطبري).

99- ﴿ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ .
يعني: بساتينَ من أعناب. (الطبري).

100- ﴿ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ .
قال: تقدَّمَ الكلامُ في معنى ﴿ سُبْحَانَهُ .
وقد وردتْ في الآيةِ (116) من سورةِ البقرة، وذكرَ معناها: تبرؤ الله تعالى عما نسبوهُ إليه من اتخاذِ الولد.

102- ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ
ذلكمُ اللهُ ربُّكم، مالِكُ أمرِكم، الواحدُ الذي لا شريكَ له، خالقُ كلِّ شَيء، ممّا كانَ وسيكون.. (الواضح).

106- ﴿ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ .

لا معبودَ يستحقُّ عليكَ إخلاصَ العبادةِ له إلا الله، الذي هو فالقُ الحَبِّ والنوَى، وفالقُ الإصباح، وجاعلُ الليلِ سكنًا، والشمسِ والقمرِ حُسباناً. (الطبري).

108- ﴿ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
أي معادُهم ومصيرهم. (ابن كثير).

110- ﴿ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُون .
قالَ ابنُ عباس والسدّي: في كفرهم. وقال أبو العالية والربيع بنُ أنس وقتادة: في ضلالهم. (ابن كثير).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 11-01-2021, 01:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عون البصير على فتح القدير

عون البصير على فتح القدير (8)




أ. محمد خير رمضان يوسف



الجزء الثامن

(سورة الأنعام من الآية 111 حتى آخرها، سورة الأعراف 1 - 87)


112-﴿ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ
وما يكذبون. أي: دعْ أذاهم، وتوكَّلْ على اللهِ في عداوتِهم، فإنَّ اللهَ كافيكَ وناصرُكَ عليهم. (ابن كثير).

114-﴿ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ .
من الشاكّين أنهم يعلمون ذلك. (البغوي).

119- ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ﴾.
المرادُ منه أنه هو العالمُ بما في قلوبهم وضمائرهم، من التعدِّي، وطلبِ نصرةِ الباطل، والسعي في إخفاءِ الحقّ. وإذا كان عالماً بأحوالهم، وكان قادراً على مجازاتهم، فهو تعالى يجازيهم عليها. والمقصودُ من هذه الكلمةِ التهديدُ والتخويف. والله أعلم. (التفسير الكبير للرازي).

121- ﴿ وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ﴾.
قال: تقدَّمَ تحقيقُ الفسق.
ولعلهُ يعني كلمة (الفَاسِقِينَ)، الواردة في الآيةِ (26) من سورةِ البقرة، حيثُ أوردَ أقوالًا لأهلِ العلمِ فيها.
قالَ الإمامُ الطبري: اختلفَ أهلُ التأويلِ في معنى "الفسق" في هذا الموضع، فقالَ بعضهم: معناه: المعصية. فتأويلُ الكلامِ على هذا: وإنَّ أكلَ ما لم يُذكرِ اسمُ الله عليه لمعصيةٌ لله وإثم...
وقالَ آخرون: معنى ذلك: الكفر.


122- ﴿ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
كذلكَ سوَّلنا لنفوسِ الكافرين تحسينَ وتزيينَ ما هم فيه من ظلامٍ وعملٍ ضالٍّ وسلوكٍ منحرف؛ ليَذوقوا جزاءَ كفرِهم وعنادِهم ورفضِهم اتِّباعَ الحقّ. (الواضح).

124- ﴿ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴾.
عذابٌ شديدٌ بما كانوا يَكيدون للإسلامِ وأهلهِ بالجدالِ بالباطلِ والزخرفِ مِن القولِ غرورًا لأهلِ دينِ اللهِ وطاعته. (الطبري).

128- ﴿ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ .
﴿ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ في تدبيرهِ في خلقه، وفي تصريفهِ إيّاهم في مشيئتهِ من حالٍ إلى حال، وغيرِ ذلك من أفعاله. ﴿ عَلِيمٌ بعواقبِ تدبيرهِ إيّاهم، وما إليه صائرٌ أمرُهم من خيرٍ وشرّ (الطبري).

130- ﴿ يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا .
﴿ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ ﴾ أي: يقرؤون عليكم، ﴿ آيَـٰتِي ﴾: كتبي، ﴿ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ﴾ وهو يومُ القيامة. (البغوي).
﴿ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾ أي: وقد فرَّطوا في حياتهم الدنيا، وهلكوا بتكذيبهم الرسل، ومخالفتهم للمعجزات؛ لما اغترُّوا به من زخرفِ الحياةِ الدنيا وزينتها وشهواتها. (ابن كثير).

135- ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾.
لا ينجحُ ولا يفوزُ بحاجتهِ عند الله. (الطبري).

136- ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا .

الحَرْث: الزروعُ والثمار. (ابن كثير).
فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا : أخبرَ الله جلَّ ثناؤهُ أنهم جعلوا لله من حرثهم وأنعامهم قسماً مقدَّراً، فقالوا: هذا لله، وجعلوا مثلَهُ لشركائهم - وهم أوثانهم بإجماعٍ من أهلِ التأويلِ عليه - فقالوا: هذا لشركائنا... (الطبري).

137- ﴿ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُون .
يختلقون من الكذب. (البغوي).

138- ﴿ وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ .
﴿ وَحَرْثٌ : سبقَ في الآيةِ (136) أن معناها الزروعُ والثمار.
﴿ ٱفْتِرَآءً عَلَيْهِ أي: على الله، وكذباً منهم في إسنادهم ذلك إلى دينِ الله وشرعه، فإنه لم يأذنْ لهم في ذلك، ولا رضيَهُ منهم، ﴿ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ أي: عليه، ويُسندون إليه. (ابن كثير).
﴿ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ : ... وسوفَ يعاقبهمُ اللهُ على كذبِهم هذا سُوءَ العقاب. (الواضح).

139- ﴿ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ .
إن اللهَ في مجازاتهم على وصفِهم الكذبَ وقيلِهم الباطلَ عليه، حكيمٌ في سائرِ تدبيرهِ في خلقه، عليمٌ بما يُصلحهم، وبغيرِ ذلكَ مِن أمورهم. (الطبري).

140- ﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ .
تكذيباً على الله وتخرُّصاً عليه الباطل. (الطبري).

141- ﴿ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
﴿ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ قالَ رحمَهُ الله: تقدَّمَ الكلامُ على تفسيرِ هذا.
وقد وردَ في الآيةِ (99) من السورة: ﴿ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ قال: كلُّ واحدٍ منهما يشبهُ بعضهُ بعضاً في بعضِ أوصافه، ولا يشبهُ بعضهُ بعضاً في البعضِ الآخر، وقيل: إن أحدهما يشبهُ الآخرَ في الورقِ باعتبارِ اشتمالهِ على جميعِ الغصن، وباعتبارِ حجمه، ولا يشبهُ أحدُهما الآخرَ في الطعم. ا.هـ.
﴿ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ : بل يبغضُهم، من حيثُ إسرافُهم، ويعذِّبُهم عليه إنْ شاءَ اللهُ جلَّ شأنه. (روح المعاني).
فاللهُ لا يحبُّ مَن تجاوزَ الحدَّ إلى ما هو مضرّ، بنفسهِ أو بالآخَرين. (الواضح).

144- ﴿ وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَـذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين .
﴿ وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ قالَ رحمَهُ الله: الكلامُ فيه كما ذُكرَ في الآيةِ السابقة.


وهي الآية: ﴿ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ ، وكان مما قال: المرادُ من هذه الآية: أن الله سبحانهُ بيَّنَ حالَ الأنعامِ وتفاصيلَها إلى الأقسامِ المذكورةِ توضيحاً للامتنانِ بها على عباده، ودفعاً لما كانت الجاهليةُ تزعمه، من تحليلِ بعضها وتحريمِ بعضها تقوّلاً على الله سبحانهُ وافتراءً عليه. والهمزةُ في ﴿ قُلْ ءآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلانثَيَيْنِ للإنكار. والمرادُ بالذكرَين الكبشُ والتيس، وبالأُنثيَين النعجةُ والعنز.... والمعنى: الإنكارُ على المشركين في أمرِ البَحيرة وما ذُكرَ معها. ا.هـ.
﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين : لا يوفِّقُ اللهُ للرشدِ مَن افترَى على الله، وقالَ عليه الزورَ والكذب، وأضافَ إليه تحريمَ ما لم يحرِّم؛ كفرًا باللهِ وجحودًا لنبوَّةِ نبيِّهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم. (الطبري).

145- ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
قالَ رحمَهُ الله: تقدَّمَ تفسيرهُ في سورةِ البقرة، فلا نعيده..
ويعني عندَ تفسيرِ الآيةِ (173) مِن السورةِ المذكورة، فكان مما قالَ هناك: أي: فمن اضطرَّ إلى شيءٍ من هذه المحرمات... قيل: المرادُ بالباغي مَن يأكلُ فوق حاجته، والعادي: من يأكلُ هذه المحرماتِ وهو يجدُ عنها مندوحة... اهـ.
قالَ في (الواضح في التفسير): فمن دَعَتْهُ الضَّرورةُ إلى تناولِ شيءٍ مِن تلكَ المحظورات، غيرَ مُعْتَدٍ في ذلك، بأنْ لا يأخذَهُ مِن مضطرٍّ آخرَ مثلِه، ولا متجاوِزٍ قَدْرَ الضرورةِ، بأنْ لا يأكلَ زيادةً على حاجتهِ إليها، فإنَّ اللهَ يغفرُ لهُ ما أكل، ويرحمُه.

146- ﴿ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُون .
قال: بسببِ بغيهم.
وقالَ الإمامُ البغوي: أي: بظلمهم، من قتلهم الأنبياء، وصدِّهم عن سبيلِ الله، وأخذهم الربا، واستحلال أموالَ الناسِ بالباطل.

150- ﴿ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ .
﴿ أَهْوَاءَ :للإيماءِ إلى أن مكذِّبَ الآياتِ متبِعٌ الهوى لا غير، وأن متبعَ الحجةِ لا يكون إلا مصدِّقاً بها.
﴿ يَعْدِلُونَ أي: يجعلون له عديلاً، أي: شريكاً. (روح المعاني).

151- ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ .
﴿ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ : منعٌ لموجبيةِ ما كانوا يفعلون لأجلهِ واحتجاجٌ عليه. (البيضاوي).
وقالَ ابنُ كثير رحمَهُ الله: قالَ في سورةِ الإسراء: ﴿ وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَـٰقٍ [الآية 31] أي: لا تقتلوهم خوفاً من الفقرِ في الآجل، ولهذا قالَ هناك: ﴿ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم ، فبدأ برزقهم للاهتمام بهم، أي: لا تخافوا من فقركم بسببِ رزقهم، فهو على الله. وأما في هذه الآية، فلما كان الفقرُ حاصلاً قال: ﴿ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ لأنه الأهمُّ هاهنا. والله أعلم.
﴿ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ لعلكم تعقلونَ عنه أمرَهُ ونهيَهُ. (ابن كثير).

152- ﴿ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ .
لا تبخسوا الناسَ الكيلَ إذا كلتوهم، والوزنَ إذا وزنتموهم، ولكن أوفوهم حقوقَهم. (الطبري)
وأتمُّوا المكيلَ والميزانَ بالعدل، في البيعِ والشِّراء. (الواضح).

154- ﴿ ثُمَّ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾.
وتبيينًا لكلِّ ما لقومهِ وأتباعهِ إليه الحاجةُ من أمرِ دينهم. (الطبري).

161- ﴿ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.
وما كان مِن المشركينَ بالله، يعني إبراهيمَ صلواتُ الله عليه، لأنه لم يكنْ ممَّن يعبدُ الأصنام. (الطبري).

سورة الأعراف
3- ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ .
يريدُ كلَّ ما عُبِدَ واتُّبِعَ من دونِ الله، كالأصنامِ والأحبارِ والكهّانِ والنارِ والكواكبِ وغيرِ ذلك. (ابن عطية).
8- ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
الذين ظفروا بالنجاح، وأدركوا الفوزَ بالطلبات، والخلودَ والبقاءَ في الجنّات. (الطبري).

9- ﴿ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ
ومَن خفَّتْ موازينُ أعمالهِ الصالحة، فلم تثقلْ بإقرارهِ بتوحيدِ اللهِ والإيمانِ به وبرسوله، واتِّباعِ أمرهِ ونهيه، فأولئكَ الذين غبنوا أنفسَهم حظوظَها مِن جزيلِ ثوابِ اللهِ وكرامته، بما كانوا بحججِ الله وأدلتهِ يجحدون، فلا يقرُّون بصحتِها، ولا يوقنون بحقيقتها (الطبري).

10- ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾.
وأكثرهم مع هذا قليلُ الشكرِ على ذلك. (ابن كثير).

11- ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ.
﴿ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ في أرحامِ النساء، خلقاً مخلوقاً ومثالاً ممثَّلاً في صورةِ آدم. (الطبري).

18- ﴿ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ
وهذا قسَمٌ من اللهِ جلَّ ثناؤه: أُقسِمُ أنَّ من اتَّبعَ من بني آدمَ عدوَّ الله إبليسَ وأطاعه، وصدَّقَ ظنَّهُ عليه، أن يملأَ مِن جميعهم، يعني مِن كفرةِ بني آدمَ تبَّاعِ إبليس، ومن إبليسَ وذرِّيته، جهنَّم. فرحمَ اللهُ امرءًا كذَّبَ ظنَّ عدوِّ اللهِ في نفسه، وخيَّبَ فيها أملَهُ وأمنيَّته، ولم يكنْ ممَّن أطمعَ فيها عدوَّه... (الطبري).

19- ﴿ وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾.
ذكرَ رحمَهُ الله أنه تقدَّمَ معنَى الإسكان ﴿ اسْكُنْ ﴾، و ﴿ وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ﴾ في سورةِ البقرة.
وقصدهُ في الآيةِ (35) منها: ﴿ وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾، ومختصرُ تفسيرهِ لها: اتخذِ الجنةَ مسكنًا أنتَ وزوجُكَ حوّاء، وكُلا منها في عيشٍ هنيء ﴿ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾، ولا تدنوا من ﴿ هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ لأنفسِهم بالمعصية.

23- ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ .
وإن أنت لم تسترْ علينا ذنبنا فتغطِّيه علينا، وتتركْ فضيحتَنا به بعقوبتِكَ إيّانا عليه، وترحمْنا بتعطُّفِكَ علينا، وتركِكَ أخذَنا به، ﴿ لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسِرِينَ ﴾ يعني: لنكوننَّ من الهالكين. (الطبري).

24- ﴿ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ .
فسَّرهُ في الآيةِ (36) مِن سورةِ البقرة، فكان مما قال: العدوان: الظلمُ الصراح. وإنما أخبرَ عن قوله: ﴿ بَعْضُكُمْ بقوله: ﴿ عَدُوٌّ مع كونهِ مفرداً؛ لأن لفظَ "بعض" وإن كان معناهُ محتملاً للتعددِ فهو مفرد، فروعيَ جانبُ اللفظ، وأخبرَ عنه بالمفرد، وقد يراعَى المعنى فيخبرُ عنه بالمتعدد.

26- ﴿ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
... جعلتُ ذلك لهم دليلاً على ما وصفتُ ليذكَّروا، فيعتبروا ويُنيبوا إلى الحقِّ وتركِ الباطل، رحمةً مني بعبادي. (الطبري).

27- ﴿ يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾.
﴿ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا ﴾ ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيره. ويعني في الآيتين (20) و(22) من السورة: ﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا ﴾، ﴿ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا ﴾.
وقد قالَ الإمامُ الطبري بما يناسبُ ألفاظَ الآية: نزعَ عنهما ما كان ألبسَهما مِن اللباس؛ ليُريَهما سوآتهما بكشفِ عورتهما وإظهارها لأعينِهما بعد أن كانت مستترة.
﴿ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾: إنّا جعلنا الشياطينَ نصراءَ الكفار، الذين لا يوحَّدونَ اللهَ ولا يصدِّقونَ رسلَه. (الطبري).
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 11-01-2021, 01:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عون البصير على فتح القدير


31- ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾.
إن الله لا يحبُّ المتعدِّين حدَّهُ في حلالٍ أو حرام، الغالين فيما أحلَّ أو حرَّم، بإحلالِ الحرام، أو بتحريمِ الحلال، ولكنهُ يحبُّ أن يحلِّلَ ما أحلّ، ويحرِّمَ ما حرَّم، وذلك العدلُ الذي أمرَ به. (ابن كثير).

32- ﴿ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ .
لقومٍ يعلمونَ ما يبيَّنُ لهم، ويفقهونَ ما يميَّزُ لهم. (الطبري).

33- ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ .
قال: جمعُ فاحشة، وقد تقدَّمَ تفسيرها.
وقد قالَ في الآيةِ (151) من سورةِ الأنعام: ﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَوٰحِشَ أي: المعاصي، ومنه: ﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً [سورة الإسراء: 32].

35- ﴿ فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .
بيَّنها الشوكاني رحمهُ الله في الآية (38) من سورة البقرة: ﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾، قال: ﴿ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ يعني في الآخرة، ﴿ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ يعني لا يحزنون للموت.

37- ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ﴾.
قال: أي: لا أحدَ أظلمُ منه، وقد تقدَّمَ تحقيقه. ا.هـ.
ويقصدُ الآيةَ (21) من سورةِ الأنعام: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ . قال:
﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أي: اختلقَ على الله الكذبَ فقال: إن في التوراةِ والإنجيلِ ما لم يكنْ فيهما، ﴿ أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِه التي يلزمهُ الإيمانُ بها من المعجزةِ الواضحةِ البيِّنة، فجمعَ بين كونهِ كاذباً على الله، ومكذِّباً بما أمرَهُ الله بالإيمانِ به، ومن كان هكذا فلا أحدَ من عبادِ الله أظلمُ منه.

40- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ .
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا : إن الذين كذَّبوا بحُجَجِنا وأدلَّتِنا، فلم يصدِّقوا بها، ولم يتَّبعوا رسلَنا، وتكبَّروا عن التصديقِ بها، وأنِفوا مِن اتِّباعِها والانقيادِ لها تكبُّرًا...
﴿ الْمُجْرِمِينَ : الذين أجرموا في الدنيا. (الطبري). الكفرةَ وأهلَ الجرائمِ على الله تعالى. (ابن عطية).وأصلُ الجُرم: قطعُ الثمرةِ عن الشجرة. ويقال: أجرم: صارَ ذا جُرم، كأتمرَ وأثمر، ويستعملُ في كلامهم لاكتسابِ المكروه، ولا يكادُ يقالُ للكسبِ المحمود. (روح المعاني).

41- ﴿ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴾.
قال: من اتصفَ بالظلم.
وقالَ الإمامُ الطبري: من ظلمَ نفسَهُ فأكسبها مِن غضبِ الله ما لا قِبَلَ لها به، بكفرهِ بربه، وتكذيبهِ أنبياءه.

42- ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾: والذين صدَّقوا اللهَ ورسولَه، وأقرُّوا بما جاءَهم به مِن وحي اللهِ وتنزيلهِ وشرائعِ دينه، وعملوا ما أمرَهم اللهُ به، فأطاعوهُ وتجنَّبوا ما نهاهُم عنه...
﴿ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾: هؤلاءِ الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ هم أهلُ الجنةِ الذين هم أهلُها، دونَ غيرِهم ممَّن كفرَ باللهِ وعملَ بسيِّئاتهم فيها، هم في الجنةِ ماكثون، دائمٌ فيها مكثُهم، لا يخرجونَ منها ولا يُسْلَبون نعيمَهم. (الطبري).

43- ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ﴾.
قالَ في مثلها، في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ﴾: الأنهارُ جمعُ نهر، وهو: المجرَى الواسع، فوق الجدولِ ودون البحر، والمراد: الماءُ الذي يجري فيها...

44- ﴿ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾.
غضبُ الله وسخطهُ وعقوبتهُ على من كفرَ به. (الطبري).
يعني: يقولُ المؤذِّن: إن لعنةَ الله على الظالمين، ثم فسَّرَ الظالمين مَن هم. (الخازن).

45- ﴿ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴾.
وهم بـالبعثِ بعدَ الممات، مع صدِّهم عن سبـيـلِ اللهِ وبغيهم إيّاها عِوجًا، ﴿ كَافِرُونَ ﴾، يقول: هم جاحدونَ ذلكَ منكِرون. (الطبري).

47- ﴿ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾.
يعني: الكافرين في النار. (البغوي).

50- ﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ﴾.
وهذا خبرٌ من الله تعالى ذكرهُ عن استغاثةِ أهلِ النارِ بأهلِ الجنةِ عند نزولِ عظيمِ البلاءِ بهم من شدَّةِ العطشِ والجوع، عقوبةً من الله لهم على ما سلفَ منهم في الدنيا، من تركِ طاعةِ الله، وأداءِ ما كان فرضَ عليهم فيها في أموالهم من حقوقِ المساكينِ من الزكاةِ والصدقة. (الطبري).
لفظةُ النداءِ تتضمَّنُ أن أهلَ النارِ وقعَ لهم علمٌ بأن أهلَ الجنةِ يسمعون نداءهم، وجائزٌ أن يكونَ ذلك وهم يرونهم بإدراكٍ يجعلهُ الله لهم على بُعدِ السُّفلِ من العُلو، وجائزٌ أن يكونَ ذلك وبينهم السورُ والحجابُ المتقدِّمُ الذكر، ورُويَ أن ذلك النداءَ هو عند إطلاعِ أهلِ الجنةِ عليهم. (ابن عطية).

51- ﴿ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا .
قال: تقدَّمَ تفسيرُ اللهوِ واللعبِ والغرور.
وهو في الآيةِ (70) من سورةِ الأنعام: ﴿ وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ، قالَ رحمَهُ الله: أي: اتركْ هؤلاء الذين اتخذوا الدينَ الذي كان يجبُ عليهم العملُ به والدخولُ فيه لعباً ولهواً، ولا تعلِّقْ قلبكَ بهم، فإنهم أهلُ تعنُّت، وإن كنتَ مأموراً بإبلاغهم الحجَّة. وقيل: هذه الآيةُ منسوخةٌ بآيةِ القتال. وقيل: المعنى: أنهم اتخذوا دينَهم الذي هم عليه لعباً ولهواً، كما في فعلِهم بالأنعام من تلك الجهالاتِ والضلالاتِ المتقدمِ ذكرُها.وقيل: المرادُ بالدينِ هنا: العيد، أي: اتخذوا عيدَهم لعباً ولهواً، وجملة: ﴿ وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا معطوفةٌ على ﴿ ٱتَّخَذُواْ أي: غرَّتهم حتى آثروها على الآخرةِ وأنكروا البعثَ وقالوا: ﴿ إِنْ هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ [سورة المؤمنون: 37]. ا.هـ.
وقالَ الإمامُ الطبري: ﴿ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا : وخدعَهم عاجلُ ما هم فيه مِن العيشِ والخفضِ والدَّعَة عن الأخذِ بنصيبِهم مِن الآخرةِ حتى أتتهُم المنيَّة.

52- ﴿ وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾.
بيَّناهُ ليُهتدَى ويُرحَمَ به قومٌ يصدِّقونَ به، وبما فيه مِن أمرِ اللهِ ونهيه، وأخباره، ووعدهِ ووعيده، فيُنقِذُهم به مِن الضلالةِ إلى الهُدى. (الطبري).

53- ﴿ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا ﴾.
... فهل لنا مِن أولياءَ ونصراءَ يتوسَّلونَ لنا لنتخلَّصَ مِن هذا العذاب.. (الواضح).

54- ﴿ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ﴾.
أي: خلقَ هذه الأشياءَ ﴿ مُسَخَّرَاتٍ ﴾ أي: مُذلّلاتٍ ﴿ بِأَمْرِهِ ﴾. (البغوي).
أي: الجميعُ تحت قهرهِ وتسخيرهِ ومشيئته. (ابن كثير، باختصار).

58- ﴿ كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ .
نبيِّنُ آيةً بعدَ آية، ونُدلي بحجَّةٍ بعدَ حجَّة، ونضربُ مثَلاً بعدَ مثَل. (الطبري).

61- ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ .
فسَّرَ (الضلال) في الآيةِ التي تسبقها بقوله: الضلال: العدولُ عن طريقِ الحقِّ والذهابُ عنه.

64-﴿ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ .
الفُلك: السفينة.

65- ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾.
قال: تقدَّمَ تفسيرُ هذا قريبًا. ويعني في الآيةِ (59) من السورة: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم ﴾، قال: ﴿ اعْبُدُوا ﴾ أي: اعبدوه؛ لأنه لم يكنْ لكم إلهٌ غيرهُ حتى يستحقَّ منكم أن يكونَ معبوداً. ا.هـ.
وقالَ الإمامُ الطبري هنا: ... فأفرِدوا له العبادة، ولا تجعلوا معه إلهًا غيرَه، فإنهُ ليسَ لكم إلهٌ غيره، ﴿ أفلا تَتَّقُونَ ﴾ ربَّكم فتحذَرونَهُ وتخافون عقابَهُ بعبادتِكم غيرَه، وهو خالقُكم ورازقُكم دونَ كلِّ ما سواه؟.

66- ﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ﴾.
قال: تقدَّمَ أيضًا تفسيرُ الملأ.
ويعني في الآيةِ (60) من السورة، فقال: الملأ: أشرافُ القومِ ورؤساؤهم. وقيل: هم الرجال.
ومثلهُ قولُ ابنِ كثيرٍ رحمَهُ الله: الملأُ هم الجمهورُ والسادةُ والقادةُ منهم.

67- ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
قال: تقدَّمَ بيانُ معنى هذا قريبًا.
في الآيةِ (61) من السورة: ﴿ قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِين ، فقال: ... أرسلني إليكم لسوقِ الخيرِ إليكم، ودفعِ الشرِّ عنكم. نفَى عن نفسهِ الضلالة، وأثبتَ لها ما هو أعلَى منصباً وأشرفُ رفعة، وهو أنه رسولُ الله إليهم.

68- ﴿ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴾.
ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيره. وهو في الآيةِ (62) من السورة: ﴿ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ .
فكان مما قال: الرسالات: ما أرسلَهُ الله به إليهم مما أوحاهُ إليه، ﴿ وَأَنصَحُ لَكُمْ : ... يقال: نصحتهُ ونصحتُ له، وفي زيادةِ اللامِ دلالةٌ على المبالغةِ في إمحاضِ النصح. قالَ الأصمعي: الناصح: الخالصُ من الغلّ، وكلُّ شيءٍ خلصَ فقد نصح، فمعنَى (أنصح) هنا: أُخلِصُ النيةَ لكم عن شوائبِ الفساد.

69- ﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ فسَّرَهُ في الآيةِ (63) من السورة، فكان مما قال:
﴿ أَوَعَجِبْتُمْ : كأنه قيل: استبعدتُم وعجبتم، أو أكذبتُم وعجبتُم، أو أنكرتُم وعجبتُم ﴿ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ أي: وحيٌ وموعظة.
﴿ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أي: لكي يُفضيَ بكم ذكرُ النعمِ إلى شكرها، الذي مِن جملتهِ العملُ بالأركانِ والطاعةُ، المؤدِّي إلى النجاةِ مِن الكروب، والفوزِ بالمطلوب (روح المعاني).

70- ﴿ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾.
إنْ كنتَ من أهلِ الصدقِ على ما تقولُ وتَعِد. (الطبري).

71- ﴿ قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ ﴾.
أي: سخط. (البغوي).

73- ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾.
قال: تقدَّمَ تفسيرهُ في قصةِ نوح. وهو في الآيةِ (59) من السورة: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم ﴾، قال:
﴿ اعْبُدُوا ﴾ أي: اعبدوه؛ لأنه لم يكنْ لكم إلهٌ غيرهُ حتى يستحقَّ منكم أن يكونَ معبوداً. ا.هـ.
وقالَ الإمامُ الطبري هنا: ... فأفرِدوا له العبادة، ولا تجعلوا معه إلهًا غيرَه، فإنهُ ليسَ لكم إلهٌ غيره.

74- ﴿ فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ .
ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيره.
﴿ فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ في الآيةِ (69) من السورة، قال: الآلاء: جمعُ إِلَى. ومن جملتها نعمةُ الاستخلافِ في الأرض، والبسطةِ في الخلق، وغيرِ ذلك مما أنعمَ به عليهم. وكرَّرَ التذكيرَ لزيادةِ التقرير. والآلاء: النعم.
﴿ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ في الآيةِ (60) من سورةِ البقرة، فكان مما قالَ هناك: عثَى يعثي عثيًا، وعثا يعثو عثواً، وعاثَ يعيثُ عيثاً، لغات، بمعنى أفسد. وقوله: ﴿ مُفْسِدِينَ حالٌ مؤكدة... في الكشاف: العثي: أشدُّ الفساد، فقيل لهم: لا تمادوا في الفسادِ في حالِ فسادكم؛ لأنهم كانوا متمادين فيه.

76- ﴿ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ
قالَ الذين استكبروا عن أمرِ اللهِ وأمرِ رسولهِ صالح: إنّا أيها القومُ بالذي صدَّقتم به مِن نبوَّةِ صالحٍ وأن الذي جاءَ به حقٌّ مِن عندِ الله، جاحدونَ منكرون، لا نصدِّقُ به ولا نُقِرّ. (الطبري).

77- ﴿ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾.
يقول: إنْ كنتَ للهِ رسولاً إلينا، فإنَّ اللهَ ينصرُ رسلَهُ على أعدائه. فعجَّلَ ذلكَ لهم كما استعجلوه. (الطبري).

84- ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴾.
فـانظرْ يا محمَّدُ إلى عاقبةِ هؤلاءِ الذين كذَّبوا اللهَ ورسولَهُ مِن قومِ لوط، فـاجترموا معاصيَ الله، وركبوا الفواحش، واستـحلُّوا ما حرَّمَ اللهُ مِن أدبـارِ الرجال، كيف كانت، وإلى أيِّ شيءٍ صارت، هل كانت إلا البوارَ والهلاك؟ فإنَّ ذلكَ أو نظيرَهُ مِن العقوبة، عاقبةُ مَن كذَّبكَ واستكبرَ عن الإيمانِ بـاللهِ وتصديقِكَ إنْ لم يتوبوا، مِن قومِك. (الطبري).

85- ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ .
﴿ أَخَاهُمْ ﴾ قالَ في الآيةِ (65) من السورة: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً ﴾: أي واحداً من قبيلتهم، أو صاحبهم، أو سمّاهُ (أخاً) لكونهِ ابنَ آدمَ مثلهم.
﴿ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ قال: قد سبقَ شرحهُ في قصةِ نوح.

وهو في الآيةِ (59) من السورة: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم ﴾، قال:
﴿ اعْبُدُوا ﴾ أي: اعبدوه؛ لأنه لم يكنْ لكم إلهٌ غيرهُ حتى يستحقَّ منكم أن يكونَ معبوداً.
﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ﴾ قال: تقدَّمَ تفسيرهُ قريبًا. وهو في الآيةِ (56) من السورة، قالَ هناكَ رحمَهُ الله:
نهاهم الله سبحانهُ عن الفسادِ في الأرضِ بوجهٍ من الوجوه، قليلاً كان أو كثيراً، ومنه قتلُ الناس، وتخريبُ منازلهم، وقطعُ أشجارهم، وتغويرُ أنهارهم. ومن الفسادِ في الأرض: الكفرُ بالله، والوقوعُ في معاصيه. ومعنى ﴿ بَعْدَ إِصْلَـٰحِهَا ﴾: بعد أن أصلحَها الله بإرسالِ الرسل، وإنزالِ الكتب، وتقريرِ الشرائع. ا.هـ.
﴿ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾:مصدِّقين بما أقول. (البغوي).

86- ﴿ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِين ﴾.
أي: آخرُ أَمرِ قومِ لوط. (البغوي).
والإفسادُ في هذا الموضعِ معناه: معصيةُ الله. (الطبري).


87- ﴿ فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾.
واللهُ خيرُ مَن يَفصل، وأعدلُ مَن يقضي، لأنه لا يقعُ في حكمهِ ميـلٌ إلـى أحد، ولا محاباةٌ لأحد. والله أعلـم. (الطبري).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 11-01-2021, 01:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عون البصير على فتح القدير

عون البصير على فتح القدير (9)




أ. محمد خير رمضان يوسف



الجزء التاسع

(سورة الأعراف 88 - آخر السورة، سورة الأنفال 1 - 40)


90- ﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ﴾.
قالَ في الآيةِ (60) من السورة: الملأ: أشرافُ القومِ ورؤساؤهم. وقيل: هم الرجال.

91- ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾.
قال: تقدَّمَ تفسيرهُ في قصةِ صالح. ويعني في الآية (78) من السورة، وقد قالَ هناك:﴿ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ ﴾ أي: بلدهم، ﴿ جَـٰثِمِينَ ﴾: لاصقين بالأرضِ على ركبِهم ووجوههم، كما يجثمُ الطائر. وأصلُ الجثومِ للأرنبِ وشبهها، وقيلَ للناسِ والطير، والمرادُ أنهم أصبحوا في دورهم ميتين لا حراكَ بهم.

92- ﴿ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ ﴾.
... كانوا هم الخاسرينَ الهالكين. (الطبري).
أي: الذين كذَّبوهُ عليه السلامُ عوقبوا بقولهم: ﴿ لَئِنْ ٱتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَـٰسِرُونَ ﴾ [سورة الأعراف: 90]، فصاروا هم الخاسرين للدنيا والدين؛ لتكذيبهم. (روح المعاني).

98- ﴿ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾.
قال: كالاستفهامِ الذي قبله.
يعني في الآيةِ الكريمةِ السابقةِ لها: ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُون ﴾؟
وقد قالَ هناك: ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى ﴾: للتقريعِ والتوبيخ. وأهلُ القرى هم أهلُ القرى المذكورةِ قبله. والفاءُ للعطف، وهو مثل: ﴿ أَفَحُكْمَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ﴾ [سورة المائدة: 50]. وقيل: المراد بالقرى مكةُ وما حولها، لتكذيبهم للنبيِّ صلى الله عليه وسلم. والحملُ على العمومِ أولى. ا.هـ.
وقالَ ابنُ كثير في الآيةِ السابقة: ﴿ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ﴾ أي: عذابُنا ونكالنا.

101- ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ﴾.
فسَّرَ الكلمةَ في الآيةِ (154) من سورةِ النساءِ بأنها الختم.

103- ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ﴾.
أي بحججنا ودلائلنا البيِّنة. (ابن كثير).

106- ﴿ قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾.
حجَّة. (ابن كثير).

111- ﴿ قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِين ﴾.
معناه: جامعين، قالَ المفسرون: وهم الشُّرَط. (ابن عطية).

121- ﴿ قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
يقولون: صدَّقنا بما جاءَنا به موسى، وأن الذي علـينا عبـادتهُ هو الذي يـملكُ الـجنَّ والإنسَ وجميعَ الأشياء، وغيرَ ذلك، ويدبِّرُ ذلكَ كلَّه. (الطبري).

124- ﴿ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾.
قال: أي: أجعلكم عليها مصلوبين.
قالَ الراغبُ في مفرداته: الصُّلب: الذي هو تعليقُ الإنسانِ للقتل، قيل: هو شدُّ صُلبهِ على خشب، وقيل: إنما هو مِن صَلْبِ الودَك.
وقد قالَ قبلَهُ: الصَّلبُ والاصطِلاب: استخراجُ الودَكِ (أي الشحمِ) من العظم.

126- ﴿ وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ﴾.
يقول: ما تنكرُ منّا يا فرعونُ وما تجدُ علـينا إلا من أجلِ أنْ ﴿ آمَنَّا ﴾: أي: صدَّقنا ﴿ بِآيَاتِ رَبِّنَا ﴾، يقول: بحججِ ربِّنا وأعلامهِ وأدلتهِ التي لا يقدرُ علـى مثلِها أنت ولا أحدٌ سوى الله، الذي له ملكُ السماواتِ والأرض. (الطبري).

127- ﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ ﴾.
وقالتْ جماعةُ رجالٍ مِن قومِ فرعون. (الطبري).

134- ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ
لئن رفعتَ عنا العذابَ الذي نحن فيه، ﴿ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ يقول: لنصدِّقنَّ بما جئتَ به ودعوتَ إليه، ولنقرَّنَّ به لك. (الطبري).

141- ﴿ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ﴾.
قال: سبقَ بيانُ ذلك.
يقصدُ في الآيةِ (127) من السورة: ﴿ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ ﴾ قال الشوكاني: أي: سنقتلُ الأبناء، ونستَحْيـي النساء، أي: نتركهنَّ في الحياة. ولم يقل: سنقتلُ موسى؛ لأنه يعلمُ أنه لا يقدرُ عليه.

146- ﴿ وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ﴾.
أي: طريقَ الضلال. (البغوي).

147- ﴿ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون ﴾.
هل ينالون إلا ثوابَ ما كانوا يعملون... (الطبري).

149- ﴿ قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾.
قالوا تائبينَ إلى الله، منيبينَ إلـيه من كفرهم به: ... لئنْ لم يتعطَّفْ علـينا ربُّنا بـالتوبةِ برحمته، ويتغمَّدْ بها ذنوبَنا، لنكوننَّ من الهالكين الذين حبطتْ أعمالهم. (منتخب من الطبري).

152- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ ﴾.
أي: اتخذوهُ إلهاً. (البغوي).

154- ﴿ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾.
يعني للخائفين من ربهم. (الخازن).

158- ﴿ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾.
﴿ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ﴾ قال: تقدَّمَ تفسيرُ النبيِّ الأميّ. مشيرًا إلى الآيةِ التي تسبقها، فقال: وهو محمدٌ عليه الصلاةُ والسلام... والأمي: إما نسبةٌ إلى الأمةِ الأميةِ التي لا تكتبُ ولا تحسب، وهم العرب، أو نسبةٌ إلى الأم، والمعنى أنه باقٍ على حالتهِ التي ولدَ عليها: لا يكتبُ ولا يقرأُ المكتوب. وقيل: نسبةٌ إلى أمِّ القرى، وهي مكة. ا.هـ.
﴿ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾: جعلَ رجاءَ الاهتداءِ إثرَ الأمرَين تنبيهاً على أنَّ من صدَّقَهُ ولم يتابعْهُ بالتزامِ شرعهِ فهو يعدُّ في خططِ الضلالة. (البيضاوي).

160- ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ﴾.
وردَ في الآيةِ (60) من سورةِ البقرةِ قولهُ تعالى: ﴿ وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ، فقالَ هناك: الحجرُ يحتملُ أن يكونَ حجراً معيَّناً، فتكونُ اللامُ للعهد، ويحتملُ أن لا يكونَ معيَّناً، فتكونُ للجنس، وهو أظهرُ في المعجزة، وأقوى للحجَّة.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 11-01-2021, 01:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عون البصير على فتح القدير


161- ﴿ وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ
﴿ حِطَّةٌ ﴾ فسَّرها في الآيةِ (58) من سورةِ البقرة، فكان مما قال: قوله: ﴿ حِطَّةٌ ﴾ بالرفعِ في قراءةِ الجمهورِ على إضمارِ مبتدأ، قالَ الأخفش: وقُرئت: «حِطَّةً» نصباً، على معنى احطُطْ عنا ذنوبَنا حطَّة، وقيل: معناها الاستغفار، ومنه قولُ الشاعر:
فَازَ بِالحطَّةِ التي أمرَ الله ♦♦♦ بها ذَنْبَ عبدهِ مَغْفُوراً

وقالَ ابنُ فارس في المجمل: ﴿ حِطَّةٌ ﴾ كلمةٌ أُمروا بها، ولو قالوها لحُطَّتْ أوزارُهم... ا.هـ.
﴿ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ ﴾: يتغمَّدْ لكم ربُّكم ذنوبَكم التي سلفتْ منكم، فـيعفو لكم عنها، فلا يؤاخذكم بها. (الطبري).

162- ﴿ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ .
﴿ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ﴾ قال: تقدَّمَ بيانُ ذلك في البقرة.
وقد فسَّرَهُ في الآيةِ (59) من السورة، وفيه قوله: إنهم قالوا: حنطة. وقيلَ غيرُ ذلك، والصوابُ أنهم قالوا: حبَّةٌ في شعرة، كما سيأتي مرفوعاً إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

ثم أوردَ الحديث: أخرجَ البخاريُّ ومسلمٌ وغيرُهما من حديثِ أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلمَ قال: "قيلَ لبني إسرائيل: ادخلوا البابَ سجَّداً، وقولوا: حطة، فبدَّلوا، فدخلوا يزحفون على أُستأهم، وقالوا: حبَّةٌ في شَعرة".
﴿ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴾ قالَ الشوكاني: أي: بسببِ ظلمهم.
وقالَ الإمامُ الطبري: ... بما كانوا يغيِّرون ما يُؤمَرون به، فـيفعلون خلافَ ما أمرهم الله بفعله، ويقولون غيرَ الذي أمرهم الله بقـيـله.

163- ﴿ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾.
قال: بسببِ فسقهم. ا.هـ.
بفسقِهم عن طاعةِ اللهِ وخروجِهم عنها. (الطبري وابن كثير).

164- ﴿ قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُون ﴾.
أي: نعظُهم معذرةً إليه تعالى... والمعذرةُ في الأصلِ بمعنى العذر، وهو التنصُّلُ من الذنب، وقالَ الأزهري: إنه بمعنى الاعتذار، وعدّاهُ بإلى لتضمُّنه معنى الإنهاءِ والإبلاغ. (روح المعاني، باختصار).

165- ﴿ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ .
قال: بسببِ فسقهم.
وقالَ الإمامُ الطبري: يخالفونَ أمرَ الله، فـيخرجون مِن طاعتهِ إلـى معصيته، وذلكَ هو الفِسق.

174- ﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ .
وكما فصَّلنا يا محمدُ لقومِكَ آياتِ هذه السورة، وبيَّنا فيها ما فعلنا بالأممِ السالفةِ قبلَ قومك، وأحلَلنا بهم من الـمَثُلاتِ بكفرهم وإشراكهم في عبادتي غيري، كذلك نفصِّل الآياتِ غيرَها ونبيِّنها لقومك، لـينزجروا ويرتدعوا... (الطبري).

177- ﴿ سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا ﴾.
القومُ الذين كذَّبوا بحججِ الله وأدلتهِ فجحدوها. (الطبري).

182- ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ .
معناهُ أنه يفتحُ لهم أبوابَ الرزقِ ووجوهَ المعاشِ في الدنيا حتى يغترُّوا بما هم فيه، ويعتقدوا أنهم على شيء... (ابن كثير).
معناه: من حيثُ لا يعلمون أنه استدراجٌ لهم، وهذه عقوبةٌ من الله على التكذيبِ بالآيات... (ابن عطية).

186- ﴿ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ .
ولكنَّ اللهَ يدَعُهم في تماديهم في كفرهم وتمرُّدِهم في شركهم يتردَّدون... (الطبري).

196- ﴿ إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِين ﴾.
يعني القرآن. (البغوي).

197- ﴿ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ .
ذكرَ أن الله سبحانهُ كرَّرَهُ لمزيدِ التأكيدِ والتقرير...
والآيةُ التي يشيرُ إليها المؤلفُ هي: ﴿ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُون [الآيةُ 192 من السورةِ نفسها]. وقد قالَ هناك:﴿ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ أي: لمن جعلهم شركاءَ ﴿ نَصْراً إن طلبَهُ منهم، ﴿ وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ إن حصلَ عليهم شيءٌ من جهةِ غيرهم، ومَن عجزَ عن نصرِ نفسهِ فهو عن نصرِ غيرهِ أعجز. ا.هـ.
وقالَ الإمامُ الطبري في تفسيرِ هذه الآية: أمرٌ مِن اللهِ جلَّ ثناؤهُ لنبيِّهِ أن يقولَهُ للمشركينَ بقولهِ تعالى: قلْ لهم: إنَّ اللهَ نصيري وظهيري، والذين تدْعُونَ أنتم أيها المشركونَ مِن دونِ اللهِ مِن الآلهةِ لا يستطيعونَ نصرَكم، ولا هم - مع عجزهم عن نصرتِكم - يقدرونَ على نصرةِ أنفسهم، فأيُّ هذين أولى بالعبادةِ وأحقُّ بالألوهة، أمَنْ ينصرُ وليَّهُ ويمنعُ نفسَهُ ممَّن أراده، أم مَن لا يستطيعُ نصرَ وليِّهِ ويعجزُ عن منعِ نفسهِ مـمَّن أرادَهُ وبغاهُ بمكروه؟ (الطبري).

198- ﴿ وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا .
وإنْ تدعوا أيها المشركون آلهتَكم إلى الهُدَى، وهو الاستقامةُ إلـى السداد، لا يسمعوا دعاءَكم. (الطبري).

203- ﴿ هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾.
... لـِمن صدَّقَ بـالقرآنِ أنه تنزيـلُ اللهِ ووحيُه، وعملَ بما فـيه، دونَ مَن كذبَ به وجحدَهُ وكفرَ به، بل هو على الذين لا يؤمنونَ به غمٌّ وخزي. (الطبري).

206- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ ﴾.
لا يتكبَّرون. (البغوي)، بل يؤدُّونها حسبما أُمروا به. (روح المعاني).

سورة الأنفال
12- ﴿ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ .
قال: تقدَّمَ بيانُ معنى الرعبِ في آلِ عمران.
وهو في الآيةُ (151) من السورة: ﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ ، وكان مما قالَ هناك: المعنى: سنملأ قلوبَ الكافرين رعباً، أي: خوفاً وفزعاً.

23- ﴿ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُون .
ولأعرَضوا عما تبيَّن لهم من الهدَى. (ابن عطية).


28- ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ .
أي: "ثوابهُ وعطاؤهُ وجناتهُ خيرٌ لكم من الأموالِ والأولاد، فإنه قد يوجدُ منهم عدوّ، وأكثرهم لا يُغني عنكَ شيئاً، والله سبحانهُ هو المتصرِّفُ المالكُ للدنيا والآخرة، ولديهِ الثوابُ الجزيلُ يومَ القيامة. (ابن كثير).

35- ﴿ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُون .
الباءُ للسببية... والمتبادرُ من الكفرِ ما يرجعُ إلى الاعتقاد، وقد يرادُ به ما يشملُ الاعتقادَ والعمل، كما يُرادُ من الإيمانِ في العرفِ ذلك أيضاً. (روح المعاني).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 11-01-2021, 01:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عون البصير على فتح القدير

عون البصير على فتح القدير (10)




أ. محمد خير رمضان يوسف



الجزء العاشر

(سورة الأنفال من الآية 41 حتى نهاية السورة، سورة التوبة 1 - 92)


41- ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ
﴿ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ : ذكرَ تفسيرها في الآيةِ (177) من سورةِ البقرة: ﴿ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ، فقال:... وهكذا اليتامَى الفقراءُ أولَى بالصدقةِ من الفقراءِ الذين ليسوا بيتامَى، لعدمِ قدرتهم على الكسب. والمسكين: الساكنُ إلى ما في أيدي الناس، لكونهِ لا يجدُ شيئاً. وابنُ السبيل: المسافرُ المنقطع، وجُعِلَ ابناً للسبيلِ لملازمتهِ له. ا. هـ.
﴿ وَمَا أَنْزَلْنَا : وبما أنزلَ الله على عبدهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم يومَ فرَّقَ بين الحقِّ والباطلِ ببدر، فأبانَ فلجَ المؤمنين وظهورَهم على عدوِّهم. (الطبري).

43-﴿ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور .
قالَ ابنُ عباس: علمَ ما في صدوركم من الحبِّ لله عزَّ وجلّ. (البغوي).
أي: بما تكنُّهُ الضمائر، وتنطوي عليه الأحشاء. (ابن كثير).

48- ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ .
﴿ تَرَاءَتِ :أي: التقَى الجمعان. (البغوي).
من الرؤية، أي: رأى هؤلاء هؤلاء. (ابن عطية).
﴿ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ : واللهُ شديدٌ في عقابهِ ونَكاله. (الواضح).

49- ﴿ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـؤُلاء دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم .
يقول: غرَّ هؤلاء الذين يقاتلون المشركين من أصحابِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم من أنفسهم دينُهم، وذلك الإسلام. (الطبري).
أي: اغترُّوا فأَدخلوا نفوسَهم فيما لا طاقةَ لهم به. (ابن عطية).

50- ﴿ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
عذابَ النارِ التي تُحرقكم يومَ ورودِكم جهنَّم. (الطبري).

52- ﴿ كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ.
﴿ آَلِ فِرْعَوْنَ : قومِ فرعون.
﴿ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ : كذَّبَ بحججِ الله ورسله.
﴿ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ : ﴿ إنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ لا يغلبهُ غالب، ولا يردُّ قضاءَهُ رادّ، ينفذُ أمرَهُ، ويُمضي قضاءَهُ في خلقه، شديدٌ عقابهُ لمن كفرَ بآياتهِ وجحدَ حججه. (الطبري).

54- ﴿ كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾.
قالَ في الآيةِ (52) من السورة: الدأب: العادة.
وآلُ فرعون كما في الفقرةِ السابقة: قومُ فرعون.

56- ﴿ الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ ﴾.
النقضُ انتثارُ العقدِ من البناءِ والحبلِ والعِقد، وهو ضدُّ الإبرام... ومِن نقضِ الحبلِ والعقدِ استُعيرَ نقضُ العهد. (مفردات الراغب).

58- ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ .
أي: حتى ولو في حقِّ الكافرين، لا يحبُّها أيضًا. (ابن كثير).

60- ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ .
أي: مهما أمكنكم. (ابن كثير).

61- ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾.
فوِّضْ إلى الله يا محمدُ أمرَكَ واستكفهِ واثقاً به أنه يكفيك. (الطبري).

66- ﴿ الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ ﴾.
الآنَ خفَّفَ اللهُ عنكم الحُكمَ السَّابق، وعَلِمَ أنَّ فيكم ضَعفاً في الواحدِ عن قتالِ العشرة، وفي المئةِ عن قتالِ الألف، فإنْ يكنْ منكم مئةُ مقاتلٍ ثابتٍ محتسِب، يَغلبوا مئتينِ من المقاتِلَةِ الكفّار، وإنْ يكنْ منكم ألفٌ يَغلِبوا ألفَين، فالواحدُ يقابِلُ اثنين، فإذا كانَ جيشُ المسلمينَ نصفَ جيشِ الكافرينَ غلَبوهم، بإذنِ اللهِ وتأييدِه. (الواضح).

68- ﴿ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيم .
لا يقادَرُ قدره. (روح المعاني).

69- ﴿ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا .
الطيبُ المستلذ. ويوصَفُ الحلالُ بذلك على التشبيه، فإن المستلذَّ ما لا يكونُ فيه كراهيةٌ في الطبع، وكذا الحلالُ ما لا يكونُ فيه كراهيةٌ في الدين. (روح البيان).

72- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.
﴿ وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ :يقول: بالَغوا في إتعابِ نفوسهم وإنصابها في حربِ أعداءِ الله من الكفارِ ﴿ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يقول: في دينِ الله، الذي جعلَهُ طريقاً إلى رحمته، والنجاةِ من عذابه.


﴿ أَوْلِيَاءُ :بعضُهم أنصارُ بعض، وأعوانٌ على مَن سواهم من المشركين، وأيديهم واحدةٌ على من كفرَ بالله، وبعضُهم إخوانٌ لبعضٍ دون أقربائهم الكفار.
﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ : واللهُ بما تعملونَ فيما أمركم ونهاكم من ولايةِ بعضِكم بعضًا أيها المهاجرون والأنصار، وتركِ ولايةِ مَن آمنَ ولم يهاجر، ونصرتِكم إيّاهم عندَ استنصاركم في الدين، وغيرِ ذلكَ من فرائضِ اللهِ التي فرضَها عليكم، يراهُ ويُبصره، فلا يخفَى عليه من ذلكَ ولا مِن غيرهِ شيء. (تفسير الطبري).

73- ﴿ وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِير .
أي: إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين، وإلا وقعتْ فتنةٌ في الناس، وهو التباسُ الأمر، واختلاطُ المؤمنين بالكافرين، فيقعُ بين الناسِ فسادٌ منتشرٌ عريضٌ طويل. (ابن كثير).
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 11-01-2021, 01:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عون البصير على فتح القدير



سورة التوبة
3- ﴿ وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ .
فسَّرَ (براءةَ اللهِ) في الآيةِ الأولى من السورة، بأنها وقوعُ الإذنِ منه سبحانهُ بالنبذِ من المسلمين لعهدِ المشركين بعدَ وقوعِ النقضِ منهم.

4-﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ .
إنَّ اللهَ يحبُّ مَن اتَّقاهُ بطاعته، بأداءِ فرائضه، واجتنابِ معاصيه. (الطبري).

10- ﴿ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً .
ذكرَ في الآيةِ الثامنةِ من السورةِ أن الإلِّ والذمَّةِ تعنيان العهد. وقالَ أبو عبيد: الذمَّة: الأمان. ا.هـ.
وقالَ الطبريُّ رحمَهُ الله في تفسيرِ الآية: لا يتَّقي هؤلاء المشركونَ الذين أمرتُكم - أيها المؤمنون - بقتلهم حيثُ وجدتموهم، في قتلِ مؤمنٍ لو قدروا عليه إلًّا ولا ذِمَّةً، يقول: فلا تُبقوا عليهم أيها المؤمنون، كما لا يُبقون عليكم لو ظهروا عليكم.

13- ﴿ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
إنْ كنتُم مقرِّين أنَّ خشيةَ اللهِ لكم أولَى مِن خشيةِ هؤلاءِ المشركينَ على أنفسِكم. (الطبري).

15- ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .
﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ أي: بما يصلحُ عباده، ﴿ حَكِيمٌ في أفعالهِ وأقوالهِ الكونيةِ والشرعية، فيفعلُ ما يشاء، ويحكمُ ما يريد، وهو العادلُ الحاكمُ الذي لا يجورُ أبدًا، ولا يضيعُ مثقالَ ذرَّةٍ مِن خيرٍ وشرّ، بل يُجازي عليه في الدنيا والآخرة. (ابن كثير).

17- ﴿ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ .
ماكثونَ فيها أبدًا، لا أحياءً ولا أمواتًا. (الطبري).

24- ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾.
... إذا كانَ هذا كلُّهُ أحبَّ إليكم ممّا أمرَكمُ اللهُ بهِ ورسولُه... (الواضح).

31- ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾.
لا تنبغي الألوهةُ إلا لواحد، الذي أمرَ الخلقَ بعبادته، ولزمتْ جميعَ العبادِ طاعتُه. (الطبري).

33- ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
قال: الكلامُ فيه كالكلامِ في ﴿ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . يقصدُ الآيةَ السابقةَ لهذه.
وفي الجملةِ خطأ، حيثُ ورد: "أبَى الله إلا أن يتمَّ نورَهُ ولو لم يكرهِ الكافرون ذلك، ولو كرهوا".
وتصويبها: "أبَى الله إلا أن يتمَّ نورَهُ ولو كرهَ الكافرون ذلك".

34- ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيم .
وُضِعَ الوعيدُ لهم بالعذابِ موضعَ البشارةِ بالتنعمِ لغيرهم. (روح البيان).

36- ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ .
...اتَّقاهُ، فخافَهُ وأطاعَهُ فيما كلَّفَهُ من أمرهِ ونهيه. (الطبري).

40- ﴿ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا .
﴿ السُّفْلَى :لأنها قُهرتْ وأُذلَّت، وأبطلها الله تعالى ومحقَ أهلها، وكلُّ مقهورٍ ومغلوبٍ فهو أسفلُ من الغالب، والغالبُ هو الأعلى.
﴿ الْعُلْيَا وهي كلمتهُ العليا على الشركِ وأهله، الغالبة. (الطبري).

42- ﴿ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ .
أي: لكانوا جاؤوا معكَ لذلك. (ابن كثير).

58- ﴿ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُون .
أي: يغضبون لأنفسهم. (ابن كثير).

65- ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ﴾.
﴿ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ ﴾ في الكلامِ ونتحدثُ كما يفعلُ الركبُ لقطعِ الطريقِ بالحديث، ﴿ وَنَلْعَبُ ﴾ كما يلعبُ الصبيان. (روح البيان).

69- ﴿ كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا ﴾.
وكانوا أكثرَ منكم قوَّةً وبطشاً، وأكثرَ أموالاً ومتاعاً وذرِّية. (الواضح).

71- ﴿ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ .
أي: سيرحمُ اللهُ مَن اتَّصفَ بهذه الصفات. (ابن كثير).
وبيَّن المؤلفُ ما يدخلُ تحت الرحمةِ في تفسيرِ الآيةِ التي بعدها.

73- ﴿ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾.
ومساكنُهم جهنم، وهي مثواهم ومأواهم، ﴿ وَبِئْسَ المَصِيرُ ﴾ يقول: وبئسَ المكانُ الذي يُصارُ إليه جهنَّمُ. (الطبري).

75- ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ
ومنَ المنافقينَ مَن أعطَى اللهَ عهدَهُ وميثاقَهُ لئنْ أغناهُ مِن فضله... (ابن كثير).

84- ﴿ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا ﴾.
يقولُ جلَّ ثناؤهُ لنبيِّهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم: ولا تصلِّ يا محمدُ على أحدٍ ماتَ من هؤلاء المنافقين الذين تخلَّفوا عن الخروجِ معك أبداً. (الطبري).

85- ﴿ وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾.
ذكرَ أنه تكريرٌ لما سبقَ في هذه السورةِ وتقرير. ويقصدُ الآيةَ (55) منها، فكان ملخصُ ما قالَ هناك:لا تستحسنْ ما معهم من الأموالِ والأولاد، ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ﴾ بما يحصلُ معهم من الغمِّ والحزنِ عند أن يغنمها المسلمون ويأخذوها قسراً من أيديهم، مع كونها زينةَ حياتهم وقرَّةَ أعينهم، وكذا في الآخرة، يعذِّبُهم بعذابِ النار، بسببِ عدمِ الشكرِ لربهم الذي أعطاهم ذلك، وتركِ ما يجبُ عليهم من الزكاةِ فيها، والتصدقِ بما يحقُّ التصدقُ به، ﴿ وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَـٰفِرُونَ ﴾ الزهوق: الخروجُ بصعوبة، والمعنى: أن الله يريدُ أن تزهقَ أنفسُهم وتخرجَ أرواحُهم حالَ كفرهم، لعدمِ قبولهم لما جاءتْ به الأنبياءُ وأُرسِلَتْ به الرسل، وتصميمِهم على الكفر وتماديهم في الضلالة.

89- ﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ .
قال: تقدَّمَ بيانُ جري الأنهار، وبيانُ الخلودِ والفوز. وقد قالَ في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة: الجنات: البساتين. والضميرُ في قوله: ﴿ مِن تَحْتِهَا عائدٌ إلى الجنات؛ لاشتمالها على الأشجار، أي: من تحتِ أشجارها. (باختصار).
وقالَ في الخلودِ في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة: البقاءُ الدائمُ الذي لا ينقطع، وقد يستعملُ مجازاً فيما يطول، والمرادُ هنا الأوّل.
قالَ الإمامُ الطبري: أعدَّ اللهُ لرسولهِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وللذين آمنوا معهُ جنّات، وهي البساتينُ تجري مِن تحتِ أشجارها الأنهار، لابثينَ فيها، لا يموتونَ فيها، ولا يظعنونَ عنها.

91- ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ .
واللهُ ساترٌ على ذنوبِ المحسنين، يتغمَّدها بعفوهِ لهم عنها، رحيمٌ بهم أنْ يعاقبَهم عليها. (الطبري).
فيه إشارةٌ إلى أن كلَّ أحدٍ عاجزٍ محتاجٌ للمغفرةِ والرحمة، إذ الإنسانُ لا يخلو من تفريط. (روح المعاني).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.
 
[حجم الصفحة الأصلي: 302.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 295.38 كيلو بايت... تم توفير 7.11 كيلو بايت...بمعدل (2.35%)]