أثر التواصل التربوي في العملية التعليمية التعلُّمية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         كلام جرايد د حسام عقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 2 )           »          تأمل في قوله تعالى: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره... } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          بيان معجزة القرآن بعظيم أثره وتنوع أدلته وهداياته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          { ويحذركم الله نفسه } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          رمضان والسباق نحو دار السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 770 )           »          منيو إفطار 19 رمضان.. طريقة عمل الممبار بطعم شهى ولذيذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          جددي منزلك قبل العيد.. 8 طرق بسيطة لتجديد غرفة المعيشة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-03-2021, 05:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,637
الدولة : Egypt
افتراضي أثر التواصل التربوي في العملية التعليمية التعلُّمية

أثر التواصل التربوي في العملية التعليمية التعلُّمية

كوثر العثماني

إذا تأمَّلْنا في الشأن التربويِّ داخل المدرسة المغربية، سنُلاحظ أن العملية التواصلية ما زالتْ تتمُّ بشكْل تقليديٍّ؛ حيث السُّلطوية حاضِرة، مما يَنعكِس سلبًا على الأداء التربويِّ، ويُسهم في إفشال مُخطَّطات وبرامج التنمية، على اعتبار أنَّ الفرد الذي سيُسهم في التنمية لا يمتلك المؤهِّلات والكفاءات اللازِمة لانخراطه في عملية التنمية.

كما نجد مجموعةً مِن المُشكلات والعوائق التي قد تَقِف دونَ إجراء عملية التواصُل التربويِّ في عملية التعليم والتعلُّم بشكل سليمٍ؛ مما يؤدي إلى عدم تحقيق الأهداف المُنتظَرة من التواصُل، وسأحاول عرْض أهم هذه العوائق:
عوائق منهجية وبيداغوجية:
الابتعاد عن التراتبية والتسلسل المنطقي في عرْضِ موضوع التواصل.
عدم الاختيار المناسب لقناة التواصُل.

عوائق مصدرها الرسالة:
وهي عوائقُ تتعلَّق ببِنيَة الرسالة وتقديمها المادي، ومنها:
استخدام نظام إبهامي مُبهَم، ومنه: استعمال مصطلحات غير مفهومة؛ بسبب عدم دقَّتها الدلالية.

استخدام عبارات ليسَت لها دلالات محدَّدة، ويُمكن أن تُفهمَ بمفاهيم مختلفة، تكون سببًا في اختلاف المرجعيَّة بين المعلِّم والمُتعلِّم.

التعقيد والغموض، وهما يأتيان إما نتيجة للاكتِفاء بالتلميح عن التصريح، مثلما هو الحال في مَجال النحو مثلاً؛ حيث يعجز الكثيرُ مِن المتعلِّمين عن إدراك دلالات المُصطلحات النحويَّة؛ كالمفعول به، والمفعول لأجله، والنواصِب، والأحرُف المشبَّهة بالفعل، فهم يَحفظونها، لكن لا يُدركون منها إلا وظائفها.

غالبًا ما تُقدَّم المعارفُ الجاهزة والثابتة، لكن تُغفَل تلك المعارف الخاصَّة بالمنهجية أو التطبيقية التي تتناول كيفية السلوك، والعلائقية التي تَربِط بين المعارف؛ مثل: استخدام الحساب في حلِّ بعضِ المُشكِلات.

عوائق مصدرُها الوسائل المنهجيَّة المُعتمَدة في تحقيق التواصُل البيداغوجي:
نجد مِن بين هذه العوائق:
عدم وضوح الأهداف، وضبابيَّة تصوُّر التأثيرات المراد إحداثها في المستقبل.
ضَعف النقل البيداغوجي، وإخفاق المُرْسِل في تحديد النوافذ الواجب فتحها في النَّص؛ للوصول من خلالها إلى الأهداف الحيوية لموضوع التواصُل.

عوائق مصدرها المُرسِل (المُعلِّم):
ويَحدُث ذلك عندما تنْعَدِم مميزات التواصُل الجيِّد التي منها:
الصوت؛ من حيث شدتُه وقوته.
النُّطق السليم؛ من حيث التلفظ ومراعاة مخارج الحُروف.
وضوح الخطاب وشموليته.
الإيجاز المخلُّ بالمعنى.
صحة المعلومات وتداولها عند المستقبِل (ين).
مصداقية الخطاب.

عوائق خاصة بالمستقبل (المتعلِّم):
اختلاف المرجعيَّة التي يستند إليها المستقبِلُ التي بنى عليها فهمَه عن المرجعية التي استند إليها المُرسِل؛ فقد يفهم بعضنا أن الإصلاح لا يأتي إلا بعد الفساد، ويَفهم الآخر الإصلاح على أنه التغيُّر نحو الأفضل ولو لم يَسبقْه فساد، ومن هنا يتعذَّر التواصُل الفكري والبيداغوجي بين مَن يَفهم الإصلاح على أنه مجرَّد ترميم للموجود، وبين مَن يَفهمه على أنه حركة ترقية وتغيُّر لا يُمكن أن تتوقَّف.

عجز المستقبِل عن فكِّ الترميز وفَهم الإشارات المكوِّنة للرسالة.

اختلاف ما يَنتظره المستقبل مِن المُرسِل على ما ينتظره المرسِل أن يَصِلَ للمُستقبِل، وهو النتيجة الطبيعية للتصوُّر الذهني الذي يحمله المتعلمون عن المعلِّم وعن مادة تدريسه، فكثيرًا ما يُخفق المتعلمون في التعبير عن الاستجابة، ويُجهِضون العملية التواصليَّة بسبب خطئهم في تصوُّر ما يَنتظره منهم أستاذهم.

عوائق فكرية:
وتتعلَّق أساسًا باللغة المُستعمَلة في إيصال المعرفة المدرسية، هذه اللغة التي يُمكِن لها أن تفوق مستوى المستقبِل؛ حيث إنَّ القاموس المرجعيَّ لكلٍّ مِن المدرِّس / المُرْسِل، والتلميذ / المستقبل لا يكونان في توافُق تامٍّ.

إنَّ نوع التواصُل السائد في مدارسنا هو مِن نوع التواصُل غير المُتكافئ؛ فالتلميذُ ليس ندًّا للمدرِّس، ومِن ثمَّ فشاطئاهما المرتبطان بالتواصُل ليسا متطابقين، وكلَّما ابتعد هذان الشاطئان عن بعضِهما كانت الصعوبات أخطر وأكبر، وإذا كان من المفروض على الطرفين أن يقلِّصا مِن تباعُد شاطئيهما هروبًا من السقوط في حوار الصُّمِّ، فإنَّ المُدرِّس بالأساس هو المُطالَب أكثر بالعمل على تحقيق ذلك، وهذا ليس من السهولة بمكان، بحكم أن المدرِّس يعيش عالَمَيْنِ؛ فهو ينتمي إلى عالَم الراشِدين، ومحكوم عليه بالعيش مع عالم الأطفال، وهذه المفارقة تَخلُق إشكالية وجوديةً بالنسبة إليه، فإنَّ هو توحَّد بأطفاله فقَدَ ذاته كراشِد، وعجز عن حَمْل متعلِّميه إلى المزيد من النُّضج، وإن هو توحَّد بعالَم الراشدين فقَدَ أطفاله ولم يستطع التواصل معهم، لذا تُطرح على عاتق المدرس مهامُّ جسامٌ، ويتطلَّب ذلك وعيًا كبيرًا.

عوائق سيكولوجية:
وتشمل المستوى العلائقي والانطِباعات التي تتكون تجاه الآخر؛ كالفِكرة التي يُكوِّنها التلميذُ عن المدرِّس، أو المدرِّسُ عن التلميذ، هذا الرأي القَبْليُّ يُمكن أن يكون سببًا للتنافُر أو للاستِقبال السلبيِّ، كما أنَّ التمثُّلات التي تترسَّخ لدى التلميذ حول الدِّراسة أو النظام التعليمي، أو حول علاقة المدرَسة بسوق الشغْل - قد تؤثِّر سلبًا أو إيجابًا على العملية التواصُلية التربوية.

عوائق مرَضية:
وتتجلَّى فيما يُمكن أن يلحق بالحواس، سواء لدى المُرسِل أو المُستقبِل مِن أعطاب، وهذا يُحْدِث ويُلحِق أضرارًا بالقناتين المستعملتين في إيصال الرسالة داخل الفصْل، سواء القناة السمعيَّة الصوتية، أو المرئية البصرية.

بعض الاقتِراحات لعلاج معوِّقات التواصُل في العملية التعليمية التعلُّمية:
إرشادات وتوجيهات حول التواصُل الفعَّال في بناء الخِطاب التواصُليِّ:
لكي يتواصَل المُرسِل (المُعلِّم) مع المستقبِل (المُتعلِّم) بكيفية جيِّدة، يَنبغي عليه أن يَمتلك أربع مهارات أساسية هي:
كيفية انتقاء الخِطاب التواصُليِّ.
كيفية بناء الخطاب التواصلي.
كيفيَّة تبليغ الخِطاب التواصُلي.
كيفية تقويم أثر الخطاب التواصُلي في سلوك المستقبِلين.

كيفية انتقاء محتوى الخطاب التواصلي:
يتمُّ انتِقاء مَضامين الخِطاب التواصُلي في ضوء الأسئلة التالية:
ما هي معارف ومواقف المستقبلين وأنماط سلوكهم في الموضوع؟
مَن هم المُخاطَبون (المستقبِلون)؟ وما هي مواصفاتهم وخصوصياتهم؟
ما هي خبراتهم السابِقة؟
ما هي العناصر التي تشكِّل الأولوية عندهم؟

ما هو مستوى التجانُس العقلي والفكري والاجتماعي والثقافي بينهم؟
ما هي الحمولة السوسيوثقافية التي ينبغي اعتبارها داخل فضاء المُحتويات التواصليَّة؟
ما هي المفردات والصيَغ والأفكار التي تلائم المُستقبِلين وتُوافِق تمثلاهمللواقع المَعيش؟

شروط بناء خطاب تواصلي إيجابي في المستقبل (ين):
لكي يكون الخِطاب التواصُلي ذا وقع إيجابي في المستقبل (ين) يجب:
إثارة اهتمام المستقبِل (ين) بأن يولِّد عندهم حاجات تشدُّهم إلى موضوع لتدمجَهم فيه بالتدرُّج.
الإحاطة بكل جوانب الموضوع وأبعاده، في شكل نسَقيٍّ تفاعُليٍّ.
إبراز الأساليب الناجِعة المُعتمَدة في مجال التواصُل.
تحديد الحيِّز الزمَني الذي يُمكنه أن يشد اهتمام المستقبِل (ين) إلى الموضوع بدرجة عالية.
اعتماد لغة تواصلية تُناسِب المستقبِل (ين).

كيفية تبليغ الخطاب التواصُلي:
يُمكن للمُرسِل أن يطرح التساؤلات التالية:
ما هو الهدف الذي أسعى لتحقيقه مع المستقبِل (ين)؟
ما هي الأفكار العامة والجزئيَّة التي أُعالِجها في هذا اللقاء؟
كيف أنظِّم هذه الأفكار؟
ما هي المسلَّمات والإشكاليات التي أَنطلِقُ منها لمناقشة الفرد المستقبِل؟
ما هي المقاربات المنهجيَّة التي أسلُكها في التعامُل؟
ما هي الدعامات البيداغوجية المساعِدة في العمل؟

تبقى العوامِل التي أشرنا إليها مِن باب المثال لا الحصر، والتي تؤثِّر في المردودية التعليميَّة، وهي عوامل مُتداخِلة يصعب الفصل بينها؛ نظرًا لأنَّ العملية التعليمية التعلُّمية عملية ديناميَّة وجدليَّة كلية في نفس الوقت، وطبيعتها هذه هي التي تجعل الفصْل بين مكوِّناتها ومحدداتها فصْلاً منهجيًّا، كما تُعتبر دراسة التواصل التربوي من الدراسات الصعبة والمعقَّدة، ويرجع هذا التعقيد إلى كون علم التربية مُرتبطًا بجميع الحقول المعرفيَّة، وهذا التشعُّب في النظام التربوي يجعل الباحث يعتمد مقاربات مُختلفة؛ نفسية واجتماعية، فلسفية وأنثروبولوجية، وتاريخية ولسانية.

إنَّ ما يُعرقِل التواصُل بين مُختلَف الفاعلين داخل المؤسَّسة التربوية هو تلك السلوكات العدائية، والممارَسات العنفية المادية والرمزية، هذا الطابع العلائقي التواصُلي يؤثِّر على الجودة المنشودة والكفايات المستهدفة.

ولتفادي هذه الوضعيَّة السلبية قدَّم الميثاق الوطني للتربية والتكوين مجموعة مِن التصوُّرات الإيجابيَّة، لكنه لا يقدم طريقة واضِحة لتفعيل هذه الإصلاحات التربوية.

وفي هذا السياق نَقترح أن يتمَّ البدء بإصلاح التعليم في أسلاكه الأولية، ثمَّ الأسلاك الموالية، مع التركيز على الطفل خلال مراحل التكوين الأولى، وأن يَعْتَدْ على الحوارِ البنَّاء، والاحترام المُتبادَل، وإشراك جميع الفاعِلين - خاصَّةً التلاميذ - في المُناقَشات التي تهمُّ التعليم، كما يَستوجِب توفير المُعدات اللازمة، والبِنيَة التحتيَّة الضرورية لتحسين ظروف العمل، والرفع مِن المردودية، ومُحارَبة الانحِرافات في السلوكات الشخصية.

إنَّ التواصُل التربويَّ الناجِع يتطلَّب تحقيق مُصالَحة مع الذات ومع الآخَر، وهذه المُصالَحة تَقتضي التكوين المستمرَّ، والتحلي بروح المسؤولية، وهذا يجب أن يتمَّ في إطار تعاقُد ضمنيٍّ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.89 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]