نفض الغبار عن تاريخ الأخيار - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 790 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 133 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 96 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-07-2020, 11:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي نفض الغبار عن تاريخ الأخيار

نفض الغبار عن تاريخ الأخيار (1)
زين العابدين كامل



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلا شك أن التاريخ هو مرآة الأمم، يعكس ما فيها، ويترجم حاضرها؛ لذا كان مِن الأهمية بمكان أن نحافِظ عليه وأن نهتم به، وأن ننقله إلى الأجيال نقلًا صحيحًا.
والتاريخ الإسلامي كغيره من تواريخ الأمم والشعوب، مرَّ ببعض المنعطفات والحوادث التي لا ننكرها، ولكننا نرفض التضخيم والتهويل الذي قام به البعض؛ إما بسبب الحقد أو الجهل، أو بسبب التعصب واتباع الأهواء.
ثم إننا نؤكِّد على أن التاريخ الإنساني لا يعرف أمة على مرِّ العصور دوَّنت تاريخها بكل حسناته وسيئاته كأمة الإسلام، فلم يحاول المؤرخون الثقات أن يتستروا على سيئات تاريخهم، بل نقلوا الأحداث بكل أمانة وتجرد وموضوعية، فليس في تاريخنا ما نخجل منه، حتى ما وقع من أحداث مؤلمة، فلا تخلو دراسته مِن فائدة، ولا يجادل عاقل منصف في أن أمتنا الإسلامية، أمة حية بدينها وتاريخها وقيمها، ورصيدها الحضاري؛ لذا قدَّمت الأمة للإنسانية خدمات لا ينكرها منصف قط، والواجب علينا أن نقوم بدور التحليل والتنقيح، وأن نعكف على تاريخنا بعزيمة صادقة، وبصيرة نافذة، فكم خسرت البشرية بتأخر المسلمين!
ولعل أحداث الفتن السياسية التي وقعت في عصر الصحابة رضي الله عنهم، هي مِن أشد الأحداث وأخطرها في تاريخ أمتنا، ولكننا نؤكد على أن تلك الأحداث التي وقعت لا تكدر صفو الأمة أو تعكر شيئًا مِن نقائها.
لكننا -وللأسف الشديد- نرى في ظل ضراوة الصراع الدائر الآن بين أهل الحق وأهل الباطل، وفي ظل ما تحياه الأمة وتعانيه من فوضة فكرية وثقافية، مَن يقوم بدورٍ مشبوهٍ مِن أجل تزييف حقائق التاريخ، وإثارة الشبهات حول بعض الصحابة والطعن فيهم؛ لذا يتحتم علينا أن ننفض الغبار عن تاريخ الأخيار رضي الله عنهم، وأن نتصدى لتلك المحاولات التي يعتريها خور ونقص، وأن نعيد صياغة التاريخ المشحون بالكذب، فكان لابد من هذه المرافعة العلمية للدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم.
ومن الأمور التي يجب علينا أن نستصحبها أثناء الحديث عن الخلاف الذي وقع بين الصحابة رضي الله عنهم: هو فضل الصحابة وعلو منزلتهم، وأن الله تعالى قد شهد لهم بطهارة قلوبهم وصدق إيمانهم، وأنه تعالى قد أحل عليهم الرضوان وبشرهم بالجنان، قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 100.]، وقال تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا . وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) [الفتح: 18-19].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) [رواه البخاري (3651)، ومسلم (2533)]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ) [رواه مسلم (2540)]، والأدلة حول هذه المعاني متضافرة ومتواترة، ثم إن الصحابة رضي الله عنهم هم الذين اختصهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم فصدقوه ونصروه، واتبعوا النور الذي أُنزل معه، وبذلوا في سبيل دينهم أرواحهم ودماءهم وأموالهم، حتى أصبحوا خير جيل عرفته البشرية، علمًا بأنهم غير معصومين، وما صدر مِن بعضهم مِن الأخطاء والمعاصي مع شرف الصحبة وعلو المنزلة، فهو مُغتفر بفضل الله تعالى؛ لذا نرى أن الله تعالى أنزل في بعض الصحابة الذين تولوا في غزوة أُحد قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [آل عمران:155]، والأمثلة حول هذا المعنى كثيرة.
ولذا نقول: إن الطعن فيهم والتشكيك في عدالتهم وصدقهم يفضي في النهاية إلى هدم الدين وأصول الشريعة المتمثلة في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما دفع علماء المسلمين إلى أن يقفوا موقفًا صارمًا ممَن يطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يشكك في عدالتهم.
قال الإمام أبو زرعة الرازي رحمه الله: “إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدَّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسُّنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة”([1]).
وقال يحيى بن معين رحمه الله في تليد بن سليمان المحاربي الكوفي: “كذاب كان يشتم عثمان، وكل مَن شتم عثمان أو طلحة أو أحدًا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دجال لا يُكتَب عنه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين”([2]).
ومن هذا المنطلق نبدأ بمشيئة الله تعالى هذه السلسلة التي نسلِّط الضوء فيها على تفنيد الشبهات التي يثيرها البعض حول مواقف الصحابة رضي الله عنهم في الفتنة، وسنبذل قصارى جهدنا في تنقيح التاريخ مما علق به من أكاذيب وأباطيل، والله المستعان وعليه التكلان.
ونستكمل في المقال القادم بمشيئة الله تعالى.

([1]) الكفاية في علم الرواية (ص 97).
([2]) تهذيب التهذيب (1/ 447).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-07-2020, 11:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نفض الغبار عن تاريخ الأخيار


نفض الغبار عن تاريخ الأخيار (2)
زين العابدين كامل

(عرض وتحليل مختصر لمنهج بعض المؤرخين)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلعل مِن المناسب في هذا المقام، وقبل أن نشرع في الحديث عن أحوال الصحابة -رضي الله عنهم- ومواقفهم خلال الفتنة، أن نقوم بقراءة مختصرة لأحوال بعض المؤرخين على اختلاف مشاربهم، وتنوع روافدهم الفكرية، وأن نسلِّط الضوء على مناهجهم في كتابة التاريخ.
ولا شك أن هذه القراءة سيكون لها أثر طيب -بمشيئة الله-، حيث إنها ستساعد القارئ على فهم الأحداث بعمقٍ ودقةٍ وشموليةٍ؛ نظرًا لأن التاريخ بحر لا منتهى له، والمناهج في كتابته متعددة، والأسانيد المتصلة لناقليه قليلة، كما قال الإمام أحمد -رحمه الله-: “ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي والملاحم والتفسير”([1])، ويقول ابن خلدون: “وكثيرًا ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثًّا أو سمينًا، ولم يعرضوها على أصولها، ولا قاسوها بأشباهها”([2])، وِمن ثَمَّ كان لا بد من ذكر بعض الملامح العامة لبعض كتب التاريخ.
ومن هذه الكتب:
تاريخ خليفة بن خياط:
لصاحبه خليفة بن خياط بن خليفة الشيباني الليثي العُصفُري البصري، وهو الإمام الحافظ، العلَّامة الأديب المؤرخ النسَّابة، المتوفى سنة (240هـ)؛ أثنى العلماء عليه، فقال ابن عدي: “مستقيم الحديث، صدوق، من متيقظي رواته، له تاريخٌ حسن”، وقال ابن حبان: “كان متقنًا عالمـًا بأيام الناس”.
وقال عنه ابن خلكان في ترجمته: “كان حافظًا، عارفًا بالتواريخ، وأيام الناس، غزير الفضل”، وأثنى عليه ابن العماد في الشذرات، وكذلك أبو بكر بن العربي حين اعتمده ونقل عنه في كتابه: “العواصم من القواصم”.
وقد جمع خليفة في كتابه أخبارًا وأحداثًا تاريخية حتى سنة 232هـ، وقد تأثَّر خليفة المحدِّث والفقيه بأصول مدرسة الحديث أثناء كتابته للتاريخ؛ لذا يُعد كتابه من أوثق كتب التاريخ التي يحتاج إليها الباحث؛ لا سيما وهو أقدم كتاب في التاريخ الإسلامي.
الأخبار الطوال:
لأبي حنيفة أحمد بن داود الدينوري المتوفى سنة (282ه)، وُلد في بداية القرن الثالث الهجري، بمدينة دينور بإقليم همدان في إيران، ونشأ في أسرةٍ من أصل فارسي.
ويعد هذا الكتاب من أهم المصادر التاريخية الأولى وفاية في سرد حوادث الحياة المعاشية والسياسية والحربية عند الفرس، وهذا الكتاب من المصادر التاريخية الأصيلة، فهو من أوائل الكتب المتكاملة التي جمعت التاريخ منذ زمن آدم -عليه السلام- وحتى وفاة الخليفة العباسي المعتصم بالله، ولقد أثنى بعض العلماء على الدينوري، قال عنه ابن النديم: “ثقة فيما يرويه ويحكيه”. وقال أبو حيان: “أبو حنيفة الدينوري من نوادر الرجال جمع بين حكمة الفلاسفة وبيان العرب، له في كل فن ساق وقدم”.
وقال الذهبي: “صدوق، كبير الدائرة، طويل الباع”.
ولكن المتتبع والقارئ لتاريخه يلحظ عليه تأثره بأصله الفارسي، فهو يمر سريعًا بفترة الرسالة والخلافة الراشدة؛ لكنه يطيل النفس عندما يتحدث عن الأحداث التي وقعت في أرض فارس، وكان يسرد التاريخ بطريقة تشبه طريقة سرد القصص، ولم يهتم في كتابه بمسألة الأسانيد.
تاريخ الرسل والملوك:
لأبى جعفر: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري -رحمه الله تعالى-، يُكنى بـأبي جعفر، وعُرف بذلك، واتفق المؤرخون على أنه لم يكن له ولد يسمى بـجعفر، بل إنه لم يتزوج أصلاً، ولد سنة ( 224 هـ ) وتوفي (سنة 310 هـ ).
قال الخطيب البغدادي: “استوطن الطبري بغداد، وأقام بها إلى حين وفاته([3]).
وقد حرص والده على إعانته على طلب العلم منذ صباه، ودفعه إلى تحصيله، فما كاد الصبي الصغير يبلغ السن التي تؤهله للتعليم، حتى قدَّمه والده إلى علماء آمل، حتى قال الطبري عن نفسه: “حفظت القرآن ولي سبع سنين، وصليت بالناس وأنا ابن ثماني سنين، وكتبت الحديث وأنا في التاسعة”.
قال عنه ابن كثير -رحمه الله-: “وكان من العبادة والزهاد والورع والقيام في الحق، لا تأخذه في ذلك لومة لائم، وكان من كبار الصالحين ([4]).
وكان الطبري -رحمه الله- زاهدًا في الدنيا، غير مكترث بمتاعها ومفاتنها، وكان يكتفي بقليل القليل أثناء طلبه للعلم، وكان يمتنع عن قبول عطايا الملوك والحكام والأمراء([5]).
ومنهج الطبري في كتابه هو جمع الرواية التاريخية والاهتمام بسندها، فكان يجمع الروايات ويدونها مع إسنادها إلى أصحابها، ومن منهجه أيضًا الحيادية، فهو يعرض مختلف وجهات النظر دون تعصب، أما فيما يتعلق بعدالة الرواة، فإن الإمام الطبري لم يتقيد بضوابط أهل الحديث، فأدخل في تاريخه أقوال الكلبي وابنه هشام، والواقدي، وسيف بن عمر، وأبي مخنف، وغيرهم من الضعفاء والمتهمين بالكذب والوضع في الحديث.
فعلى الناقل من تاريخ الطبري أن ينتبه لهذا جيدًا، فإن الكتاب رغم منزلته وغزارة علم صاحبه إلا أن فيه أخبارًا ضعيفة لا تصح، وقد ذكرها الإمام الطبري بأسانيدها، ولكنه قد أشار في كتابه على أنه قد جمع الأحداث والمرويات، ولكن لا بد من النظر في أمر الصحة والضعف، وأنه ليس مسئولًا عن كل الأخبار التي نقلها، بل هو قد نقلها كما بلغته فقط.
فيقول رَحِمَهُ اللهُ في مُقدِّمةِ كِتَابِه: (تَارِيْخِ الأُمُمِ والمُلُوْكِ): “فَمَا يَكُنْ في كَتابِي هَذَا مِنْ خَبَرٍ ذَكَرْنَاهُ عَنْ بَعْضِ المَاضِيْنَ مِمَّا يَسْتَنْكِرُهُ قَارِئُه، أو يَسْتَشْنِعُهُ سَامِعُهُ، مِنْ أجْلِ أنَّه لَمْ يَعْرِفْ لَهُ وَجْهًا في الصِّحَّةِ، ولا مَعْنىً في الحَقِيْقَةِ، فلْيَعْلَمْ أنَّه لَمْ يُؤتَ في ذَلِكَ مِنْ قِبَلِنَا، وإنَّمَا أُتِيَ مِنْ قِبَلِ بَعْضِ نَاقِلِيْهِ إلَيْنا، وأنَّا إنِّما أدَّيْنا ذَلِكَ على نَحْوِ ما أُدِّيَ إلَيْنا”([6]).
ونستكمل في المقال القادم -بمشيئة الله تعالى-.
([1]) رواه الخطيب في “الجامع” (2/162)
([2]) مقدمة ابن خلدون ص 10 .
([3]) تاريخ بغداد (2/ 549 (.
([4]) البداية والنهاية (11/166).
([5]) الإمام الطبري لمحمد الزحيلي، ص68.
([6]) المصدر السابق (1/ 8).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.01 كيلو بايت... تم توفير 2.39 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]