|
|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
القرآن .......... وليالى رمضان متجدد
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: القرآن .......... وليالى رمضان متجدد
(2) فضائل القرآن: محمد حسين يعقوب (2) القرآن طمأنينة: الإيمان بكلام الله والعيش معه طمأنينة في القلب واستقامة على الطريق، وثبات على الدرب، وثقة بالسند، واطمئنان للحِمى، ويقين بالعاقبة، قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]، وقالتعالى: {الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23]. الحياة في ظلال القرآن نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها، نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه، أي تكريم للإنسان يفوق هذا التكريم العلوي الجليل أن يخاطبه الله جل جلاله ويفهم؟!، أي نعمهّ أعظم من نزول القرآن؟!، نعمة لا يسعها حمد البشر، فحمد الله نفسه على هذه النعمة فقال جل جلاله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} [الكهف: 1]. أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل؟، أي مقام كريم يتفضل به على الإنسانِ القليل الصغير خالقُه الكريم؟ هي منة الله على الإنسان في هذه الأرض .. المِنَّة التي وُلِد الإنسان معها ميلادًا جديدًا، ونشأ بها الإنسان نشأة جديدة .. وليس أشقى على وجه الأرض ممن يُحرْمون طمأنينة الإنس إلى الله، ليس أشقى ممن ينطلق في هذه الأرض مبتور الصلة بما حوله في الكون؛ لأنه انفصم من العروة التي تربطه بالله، ليس أشقى في الحياة ممن يشق طريقه وحيدًا شاردًا في فلاة، عليه أن يكافح وحده بلا ناصر ولا هاد ولا معين .. هذا القرآن العجيب، الذي لو كان من شأن قرآن أن تسير به الجبال أو تقطع به الأرض أو يكلم به الموتى، لكان في هذا القرآن من الخصائص والمؤثرات ما تتم معه هذه الخوارق والمعجزات، ولكنه جاء لخطاب المكلفين الأحياء. (3) القرآن صانع الرجال: لقد صنع هذا القرآن في النفوس التي تلقته وتكيفت به أكثر من تسيير الجبال وتقطيع الأرض وتكليم الموتى، ولقد صنع في هذه النفوس وبهذه النفوس خوارق أضخم وأبعد آثارًا، فكم غَيَّر الإِسلامُ والمسلمون من وجه الأرض، إلى جانب ما غيروا من وجه التاريخ. الذين تلقوه وتكيفوا به سيروا ما هو أضخم من الجبال وهو تاريخ الأمم والأجيال، وقطعوا ما هو أصلب من الأرض، وهو جمود الأفكار والتقاليد، وأحيوا ما هو أخمد من الموتى، وهو الشعوب التي قتل روحها الطغيان والأوهام. قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]، يهدي للتي هي أقوم في عالم الضمير والشعور، بين ظاهر الإنسان وباطنه، في عالم العبادة بالموازنة بين التكاليف والطاقة، في علاقات الناس بعضهم ببعض .. (4) القرآن شفاء: قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]، في القرآن شفاء، القرآن رحمة لمن خالطت قلوبهم بشاشة الإيمان فأشرقت، وتفتحت لتلقي ما في القرآن من روح وطمأنينة .. في القرآن شفاء من الوسوسة والقلق والحيرة، فهو يصل القلب بالله، فيرضى ويستروح الرضا عن الله والرضى عن الحياة. والقلق مرض، والحيرة نصب، والوسوسة داء، ومن ثمَّ هو رحمة للمؤمنين .. وفي القرآن شفاء من الهوى والدنس والطمع والحسد ونزغات الشيطان. وفي القرآن شفاء من الاتجاهات المختلة في الشعور والتفكير، فهو يعصم العقل من الشطط. وفي القرآن شفاء من العلل الاجتماعية التي تخلخل بناء المجتمعات. (5) القرآن حماية بعد الهداية: قال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: 36]، وأسوأ ما يفعله قرين بقرينة أن يصده عن السبيل الواحدة القاصدة، ثم لا يدعه يفيق أو يتبين الضلال فيتوب؛ إنما يوهمه أنه سائر في الطريق القاصد القويم، حتى تفاجئهم النهاية وهم سادرون، هنا يفيقون كما يفيق المخمور، ويفتحون أعينهم بعد العشى والكلال. فالقرآن يحميك في طريقك إلى الله، ويصرف عنك شياطين الجن، ويعطيك من الحجة ما تغلب به شياطين الإنس. (6) القرآن حياة القلوب: وقال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد: 16]، لا يأس من قلبٍ خَمَد وجمد وقسا وتبلَّد، فإنه يمكن أن تَدُبَّ فيه الحياة، وأن يشرق فيه النور، وأن يخشع لذكر الله، فالله يحيي الأرض بعد موتها، فتنبض بالحياة، وتزخر بالنبت والزهر، وتمنح الأُكُل والثمار، وكذلك القلوب حين يشاء الله، وفي هذا القرآن ما يحيي القلوب، كما تحيا الأرض وما يمدها بالغذاء والري والدفء. قال تعالى: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} [الإسراء: 107 - 108]، هم لا يسجدون ولكن: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا}، لا تكفي الألفاظ في تصوير ما يجيش في صدورهم منه، فإذا الدموع تنطلق معبرة عن ذلك التأثر الغامر الذي لا تصوره الألفاظ .. هذا أثر القرآن في القلوب المتفتحة لاستقبال فيضه، العارفة بطبيعته وقيمته، وإني لأعجب لقراء القرآن كيف يهنيهم النوم ومعهم القرآن، أما والله لو علموا ما حملوا لطار النوم عنهم فرحًا.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: القرآن .......... وليالى رمضان متجدد
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
رد: القرآن .......... وليالى رمضان متجدد
(4) فضائل القرآن: محمد حسين يعقوب تحصيل لذة التلاوة وقراءة القرآن (1): اعلم أن هذه اللذة لن تحصل إلا بتوافر آداب ظاهرة وآداب باطنة عند تلاوة القرآن العظيم .. أما الآداب الظاهرة: (1) آداب في القارئ: أن يكون القارئ على وضوء، وأن يكون واقفًا على هيئة الأدب والسكون إما قائمًا وإما جالسًا، مستقبل القبلة، مُطْرقًا برأسه، غير متربع ولا متكئ، ولا جالسًا على هيئة التكبر، فإن قرأ على غير وضوء أو كان مضطجعًا في فراشه؛ كان له أيضًا فضل؛ ولكنه دون ذلك، قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 191]، فأثنى على الكل؛ ولكن قدم القيام في الذكر، ثم القعود، ثم الذكر مضجعًا. (2) آداب في مقدار القراءة: وللقراءة عادات مختلفة، في الاستكثار والاختصار، والمأثور عن عثمان وزيد بن ثابت وابن مسعود وأُبيِّ أنهم كانوا يختمون القرآن في كل جمعة، يقسمونه سبعة أحزاب. (3) الترتيل: الترتيل هو المستحب في تلاوة القرآن؛ لأنا سنبيِّن أن المقصود من القراءة التفكير، والترتيلُ مُعِينٌ عليه؛ ولذلك نعتت أمُّ سلمة - رضي الله عنها - عنها قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفًا حرفًا، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: لأن أقرأ البقرة وآل عمران أرتلهما وأتدبرهما أحب إليَّ من أن أقرأ القرآن كله هَذْرَمَةً، وجَلِيُّ أن الترتيل والتؤدة أقرب إلى التوقير والاحترام وأشد تأثيرًا في القلب من الهذرمة والاستعجال. (4) البكاء: وهو مستحب مع القراءة، ومنشؤه الحزن؛ وذلك أن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد، والمواثيق والعهود، ثم يتأمل تقصيره في أوامره وزواجره؛ فيحزن لا محالة ويبكي. (5) أن يراعى حق الآيات: فإذا مر بآية سجدة سجد، وكذلك إذا سمع من غيره سجدة سجد إذا سجد التالي، ولا يسجد إلا إذا كان على طهارة، وقد قيل في كمالها: إنه يكبر رافعًا يديه لتحريمه من وقوف ثم يهوي ساجدًا، ثم يرفع ويستكمل القراءة. (6) آداب الترتيل: أن يقول في مبتدإ قراءته: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وفي أثناء القراءة إذا مر بآية تسبيح سبح وكبر، وإذا مر بآية دعاء واستغفار دعا واستغفر، وإن مر بمرجوٍّ سأل، وإن مر بمخوِّفٍ استعاذ، يفعل ذلك بلسانه أو بقلبه. (7) الإسرار بالقراءة: فهو أبعد عن الرياء والتصنع؛ وهو أفضل في حق من يخاف ذلك على نفسه، فإن لم يخف ولم يكن في الجهر ما يشوش على مُصَلٍّ؛ فالجهر أفضل؛ لأن العمل فيه أكثر، ولأنه يوقظ قلب القارئ، ويجمع همه إلى الفكر فيه، ولأنه. يطرد النوم في رفع الصوت، ويزيد في نشاطه للقراءة، ويقلل من كسله، فمتى حضره شيءٌ من هذه النيات؛ فالجهر أفضل. (8) تحسين القراءة: وترتيبها من غير تمطيط مفرط يغيِّر النظم؛ فذلك سُنَّة، وفي الحديث: "زيِّنوا القرآن بأصواتكم" (2)، وفي آخر: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" (3)، فقيل: أراد به الاستغناء، وقيل: أراد به الترنم وترديد الألحان به، وهو أقرب عند أهل اللغة، واستمع - صلى الله عليه وسلم - إلى قراءة أبي موسى فقال: "لقد أوتي هذا من مزامير آل داود" (4)، وُيروى أن أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - كانوا إذا اجتمعوا أمروا أحدهم أن يقرأ سورةً من القرآن. وأما الآداب الباطنة: (1) فهم عظمة الكلام: فهم عظمة الكلام وعلوه والاعتراف بفضله سبحانه وتعالى ولطفه بخلقه في نزوله عن عرش جلاله إلى درجة إفهام خلقه، فلينظر كيف لطفّ بخلقه في إيصال معاني كلامه إلى أفهام خلقه؟، وكيف تجلت لهم تلك الصفة في طيِّ حروفٍ وأصوات هي صفات البشر، إذ يعجز البشر عن الوصول إلى فهم صفات الله -عز وجل- إلا بوسيلة صفات نفسه، ولولا استتار كُنْهِ جلالة كلامه بكسوة الحروف لما ثبت لسماع الكلام عرشٌ ولا ثرى، ولتلاشى ما بينهما من عظمة سلطانه وسَبُحَات نوره، ولولا تثبيت الله -عز وجل- لموسى - عليه السلام -، لما أطاق سماع كلامه كما لم يطق الجبل مبادي تجليه حيث صار دَكًّا. لا بد لك أيها التالي للقرآن أن تعرف أن القرآن كلام الله وأن صفة التكليم من صفات الجلال للرب جل وعلا، وربك جل جلاله إذا تجلى لشيء لم يقم لعظمة جلاله سبحانه شيء، {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ} [الأعراف: 143]. فافهم واعرف أيها الحبيب المحب أن صفة الكلام من صفات الملك جل جلاله ولها عظمة من عظمته سبحانه، وكما أنه سبحانه كما ثبت في الحديث أن "حجابه النور لو كشفه لأحرفت سبحات وجهه ما امتد إليه بصره من خلقه" (5)؛ فلابد من حجاب لهذه الصفة. فجعل الله وهو الرحيم بعباده الكريم الحروفَ والأصوات كأنها حجاب لصفة الكلام؛ لتستطيع القلوب والعقول مطالعة هذه الصفة وإلا لصار الخلق دكًّا كما جرى للجبل، قال سبحانه: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ} [الحشر: 21]. فأحمد الله أيها التالي للقرآن على هذه المنة العظيمة أن تتمكن من تلاوة القرآن الذي هو كلام الله، والكلام صفة من صفات الله -عز وجل-، قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17]. (1) انظر: إحياء علوم الدين للغزالي (1/ 277 - 288) باختصار. (2) متفق عليه، البخاري (4653)، مسلم (792). (3) البخاري (7089). (4) متفق عليه، البخاري (4761)، مسلم (793). (5) أخرجه ابن ماجه، وصححه الألباني (1860) في "صحيح الجامع".
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
رد: القرآن .......... وليالى رمضان متجدد
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
رد: القرآن .......... وليالى رمضان متجدد
تحصيل لذة التلاوة وقراءة القرآن محمد حسين يعقوب (6) وأما الآداب الباطنة: (6) التخلي عن موانع الفهم: لا بد من التخلية قبل التحلية؛ فإن أكثر الناس منعوا عن فهم معاني القرآن لأسباب وحَجُب أسدلها الشيطان على قلوبهم، فعُمِّيَت عليهم عجائب أسرار القرآن. وحُجُبُ الفهم ثلاثة: أولها: أن يكون الهم منصرفًا إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها، وهذا يتولى حفظه شيطان وُكِّلَ بالقراء ليصرفهم عن فهم معاني كلام الله -عز وجل -، فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف، يخيل إليهم أنه لم يخرج من مخرجه، فهذا يكون تأمله مقصورًا على مخارج الحروف فأنى تكشف له المعاني؟، وأعظم ضحكة للشيطان ممن كان مطيعًا لمثل هذا التلبيس. ثانيها: أن يكون مقلدًا لمذهب سمعه بالتقليد، وجمد عليه، وثبت في نفسه التعصب له بمجرد الاتباع للمسموع من غير وصول إليه ببصيرة ومشاهدة، فهذا شخص قيده معتقده عن أن يتجاوزه فلا يمكنه أن يخطر بباله غير معتقده، فصار نظره موقوفًا على مسموعه. فإن لمع له برق على بعد، وبدَا له معنى من المعاني التي تُبَاين مسموعه؛ حَمَلَ عليه شيطان التقليد حملةً وقال: كيف يخطر هذا ببالك وهو خلاف معتقد آبائك، فيرى أن ذلك غرورٌ من الشيطان فيتباعد منه ويتحرز عن مثله، ومثله من يقرأ قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، وما يحتويه معنى الآية من علو الله -عز وجل- على كل مخلوقاته وهيمنته وتصرفه في كل الموجودات، فيجيئه تقليد المعتقدات الموروثة في التأويل ووجوب تنزيه الله عن الجهة، فيُحرَم من تجليات تأمل صفة العلو والاستواء، وهي من الصفات التي تكررت في القرآن بغرض التنبيه على جلال الله وعظمته وحقيقة علوه على خلقه. ثالثها: أنا يكون مُصِرًّا على ذنب أو متصفًا بكبرٍ أو مبتلى في الجملة بهوَى في الدنيا مطاع؛ فإن ذلك سببُ ظلمة القلب وصدئه،، وهو كالخبث على المرآة، وهو أعظم حجابٍ للقلب، وبه حُجِبَ الأكثرون. وكلما كانت الشهوات أكثر تراكمًا كانت معاني الكلام أشدَّ احتجابًا، وكلما خف عن القلب أثقال الدنيا، قَرُبَ علي المعنى فيه، فالقلب مثل المرآة، والشهوات مثل الصدأ، ومعاني القرآن مثل الصور التي تتراءى في المرآة، والرياضة للقلب بإماطة الشهوات مثل تصقيل الجلاء للمرآة، وقد شرط الله -عز وجل- الإنابة في الفهم والتذكير فقال تعالى: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} [ق: 8]، وقال تعالى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الرعد: 19]، فالذي آثر غرور الدنيا على نعيم الآخرة؛ فليس ذوي الألباب؛ ولذلك لا تنكشف له أسرار الكتاب. (7) التخصيص: وهو أن يقدِّر أنه المقصود بكل خطاب في القرآن، فإن سمع أمرًا أو نهيًا قَدَّر أنه هو المنهي والمأمور، وإن سمع وعدًا أو وعيدا فكمثلِ ذلك أن هذا الوعيد يَخُصُّه، وإن سمع قصص الأولين والأنبياء عَلِمَ أن السمر غيرُ مقصود، وإنما المقصود ليعتير به وليأخذ من تضاعيفه ما يحتاج إليه، فما من قصة في القرآن إلا وسياقها لفائدة في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته، ولذلك قال تعالى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَآءَكَ في هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود: 120]، فليُقَدِّر العبدُ أن الله ثبَّت فؤاده بما قصه عليه من أحوال الأنبياء وصبرهم على الإيذاء وثباتهم في الدين لانتظار نصر الله تعالى. وكيف لا يُقدِّر هذا والقرآن ما أُنْزِل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرسول الله خاصة؛ بل هو شفاء وهدى ورحمة ونور للعالمين؛ ولذلك أمر الله تعالى الكافة بشكر نعمة الكتاب فقال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ} [البقرة: 231]، وقال -عز وجل-: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 10]، وقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]، وقال سبحانه: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [الزمر: 55]، وقال عز وجل: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 138]. وإذا قُصِد بالخطابِ جميعُ الناس فقد قُصِدَ الآحادُ، فهذا القارئ الواحد مقصودٌ، فماله ولسائر الناس، فليقدر أنه المقصود، قال الله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: 19]، قال محمَّد بن كعب القرظي: من بلغه القرآن فكأنما كلمه الله، وإذا قدر ذلك لم يتخذ دراسةَ القرآن عملَه، بل يقرؤه كما يقرأُ العبدُ كتابَ مولاه الذي كتبه له ليتأمله ويعمل بمقتضاه، ولذلك قال بعض العلماء: هذا القرآن رسائل أتتنا من قَبِلِ ربنا -عز وجل- بعهود نتدبرها في الصلوات ونقف عليها في الخلوات وننفذها في الطاعات والسنن المتبعات، وكان مالك بن دينار يقول: ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن؟، إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض، وقال قتادة: لم يجالس أحدٌ القرآن إلا قام بزيادة أو نقصان، قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82].(8) التأثر: وهو أن يتأثر قلبه بآثار مختلفة بحسب اختلاف الآيات فيكون له بحسب كل آية يقرؤها فهمٌ وحال يتصف به قلبه من الحزن والخوف والرجاء وغيرها، ومهما تمت معرفته كانت الخشية أغلب الأحوال على قلبه، فإن التقييد غالب على آيات القرآن، فلا يرى ذكر المغفرة إلا مقرونًا بشروط يقصر العارف عن نيلها كقوله -عز وجل-: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ} ثم أتبع ذلك بأربعة شروط: {لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]، وقوله تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1 - 3]، ذكر أربعة شروط، وحيث اقتصر شَرَطَ شرطًا جامعًا، فقال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56]، فالإحسان يجمع الكل، وهكذا من يتصفح القرآن من أوله إلى آخره، ومن فهم ذلك فجدير بأن يكون حالُه الخشيةَ والحزن. ولذلك قال الحسن: واللهِ ما أَصبح اليوم عبدٌ يتلو القرآن يؤمن به إلا كثر حزنه، وقل فرحه، وكثر بكاؤه، وقل ضحكه، وكثر نَصَبه وشغله، وقَلَّت راحته وبطالته. وقال وُهيب بن الورد: نظرنا في هذه الأحاديث والمواعظ فلم نجد شيئًا أرق للقلوب ولا أشد استجلابًا للحزن من قراءة القرآن، وتفهمه، وتدبره، فتأثر العبد بالتلاوة أن يصير بصفة الآية المتلوة. فعند الوعيد وتقييد المغفرة بالشروط يتضاءل من خيفته كأنه يكاد يموت؛ وعند التوسع ووعد المغفرة يستبشر كأنه يطير من الفرح. وعند ذكر الله صفاته وأسمائه يتطأطأ خضوعًا لجلاله واستشعارًا لعظمته.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
رد: القرآن .......... وليالى رمضان متجدد
رمضان والقرآن محمد حسين يعقوب (7) تحصيل لذة التلاوة وقراءة القرآن وأما الآداب الباطنة: وعند ذكر الكفار ما يستحيل على الله -عز وجل- كذكرهم لله -عز وجل- ولدًا وصاحبة -تعالى الله عن ذلك- يغض الصوت وينكسر في باطنه حياءً من قبح مقالتهم، وعند وصف الجنة ينبعث بباطنه شوقًا إليها. وعند وصف النار ترتعد فرائصه خوفًا منها، ولما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن مسعود: "اقرأ علي" قال: فافتتحت سورة النساء، فلما بلغت: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]، رأيت عينيه تذرفان بالدمع؛ فقال لي: "حسبك الآن" (1)؛ وهذا لأن مشاهدة تلك الحالة استغرقت قلبه بالكلية - صلى الله عليه وسلم -. ولقد كان من الخائفين من خَرَّ مغشيًا عليه عند آيات الوعيد، ومنهم من مات في سماع الآيات. فمثل هذه الأحوال يخرجه عن أن يكون حاكيًا في كلامه، فإذا قال: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الأنعام: 15]، ولم يكن خائفًا كان حاكيًا. وإذا قال: {رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [الممتحنة: 4]، ولم يكن حاله التوكل والإنابة كان حاكيا. وإذا قال: {وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا} [إبراهيم: 12]، فليكن حاله الصبر أو العزيمة عليه حتى يجد حلاوة التلاوة. فإن لم يكن بهذه الصفات ولم يتردد قلبه بين هذه الحالات؛ كان حظه من التلاوة حركة اللسان مع صريح اللعن علي نفسه في قوله تعالى: {أَلَا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18]، وقال تعالى: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3]، وقال -عز وجل-: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ في غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 1]، إلى غير ذلك من الآيات .. وكان داخلًا في معنى قوله -عز وجل-: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [البقرة: 78]، يعني التلاوة المجردة، وقوله -عز وجل-: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ في السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} [يوسف: 105]؛ لأن القرآن هو المبين لتلك الآيات في السموات والأرض، ومهما تجاوزها ولم يتأثر بها كان معرضًا عنها؛ ولذلك قيل: إن من لم يكن متصفًا بأخلاق القرآن فإذا قرأ القرآن ناداه الله تعالى: مالكَ ولكلامي وأنت معرضٌ عني، دع عنك كلامي إن لم تتب إليَّ. ومثال ذلك: العاصي إذا قرأ القرآن وكرره، مثال من يكرر كتاب الملك كل يوم مرات، وقد كتب إليه في عمارة مملكته وهو مشغول بتخريبها ومقتصرٌ على دراسة كتابه؛ فلعله لو ترك الدراسة عند المخالفة لكان أبعد عن الاستهزاء واستحقاق المقت. ولذلك قال يوسف بن أسباط: إني لأَهُمُّ بالقرآن فإذا ذكرتُ ما فيه خشيت المقت فأعدل إلى التسبيح والاستغفار. والمعرض عن العمل به أريد بقوله -عز وجل-: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187] ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فلستم تقرءونه" (1)، وفي بعض الروايات "فإذا اختلفتم فقوموا عنه"، قال تعالى: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن أحسن الناس صوتًا بالقرآن إذا سمعته رأيت أنه يخشى الله تعالى" (1). وقال بعض القراء: قرأت القرآن على شيخ لي ثم رجعت لأقرأ ثانيًا فانتهرني وقال: جعلتَ القرآن عليَّ عملًا، اذهب فاقرأ على الله -عز وجل-، فانظر بماذا يأمرك وبماذا ينهاك. لهذا كان شغل الصحابة - رضي الله عنهم - في الأحوال والأعمال، فمات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عشرين ألفًا من الصحابة، لم يحفظ القرآن منهم إلا ستة اختلف في اثنين منهم، وكان أكثرهم يحفظ السورة والسورتين، وكان الذي يحفظ البقرة والأنعام من علمائهم، ولما جاء واحدٌ ليتعلم القرآن فانتهى إلى قوله -عز وجل-: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8]، قال: يكفي هذا وانصرف، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "انصرف الرجل وهو فقيه" (2)، وأنما العزيز مثلُ تلك الحالة التي مَنَّ الله -عز وجل- بها على قلب المؤمن عقيب فهم الآية. فأما مجرد حركة اللسان فقليل الجدوى، بل التالي باللسان المعرض عن العمل جدير بأن يكون هو المراد بقول الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]، وبقوله -عز وجل-: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه: 126]، أىِ تركتها ولم تنظر إليها ولم تعبأ بها، فإن المقصر في الأمر يقال: إنه نسى الأمر، وتلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل، وحظ العقل تفسير المعاني، وحظ القلب الاتعاظ والتأثير بالانزجار والائتمار، فاللسان يرتل، والعمل يترجم، والقلب يتعظ. (9) الترقي: وأعني به أن يترقى إلى أن يسمع الكلام من الله -عز وجل- لا من نفسه، فدرجات القرآن ثلاث. أدناها: أن يقدر العبد كأنه يقرؤه على الله -عز وجل- واقفًا بين يديه وهو ناظر إليه ومستمع منه، فيكون حاله عند هذا التقدير: السؤال والتملق والتضرع والابتهال. الثانية: أن يشهد بقلبه كأن الله -عز وجل- يراه ويخاطبه بألطافه ويناجيه بإنعامه وإحسانه، فمقامه الحياء والتعظيم والإصغاء والفهم. الثالثة: أن يرى في الكلام المتكلم، وفي الكلمات الصفات فلا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته، ولا إلى تعلق الإنعام به من حيث إنه مُنْعمْ عليه، بل يكون مقصورَ الهم على المتكلم، موقوف الفكر عليه، كأنه مستغرقٌ بمشاهدة المتكلم عن غيره، وهذه درجة المقربين، وما قبله درجة أصحاب اليمين، وما خرج عن هذا؛ فهو من الغافلين. (10) التبري: وأعني به أن يتبرأ العبد من حوله وقوته والالتفات إلى نفسه بعين الرضا والتزكية، فإذا تلا بآيات الوعيد والمدح للصالحين فلا يشهد نفسه عند ذلك؛ بل يشهد الموقنين والصديقين فيها، ويتشوق إلى أن يلحقه الله -عز وجل- بهم، وإذا تلا آيات المقتوذم العصاة والمقصرين؛ شهد على نفسه هناك، وقدَّرَ أنه المخاطب خوفًا وإشفاقًا. ولذلك كان ابن عمر - رضي الله عنهما - يقول: أستغفرك لظلمي وكفري، فقيل له: هذا الظلم، فما بال الكفر؟، فتلا قوله -عز وجل-: {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم: 34]. وقيل ليوسف بن أسباط: إذا قرأت القرآن بماذا تدعو؟، قال: أستغفر الله -عز وجل- من تقصيري سبعين مرة. فإذا رأى نفسه بصورة التقصير في القراءة كانت رؤيتُه تقصيره سببَ قربه، فإن من شهد البعد في القرب لُطِف به في الخوف، حتى يسوقه الخوف إلى درجة أخرى في القرب وراءها، ومن شهد القرب في البعد مُكِرَ به في الأمن، الذي يفضيه إلى درجة أخرى في البعد أسفل مما هو فيه. ومهما كان مشاهدًا نفسه بعين الرضا صار محجوبًا بنفسه عن الله" انتهى كلام الغزالي - رحمه الله -. هذه هي المراتب العشرة لتحصيل لذة تلاوة القرآن أيها الحبيب، ولن تستطيع فهمها بمجرد مرور نظرك عليها لأول مرة؛ بل تحتاج إلى تأمل ومذاكرة مع غيرك من إخوانك أو مشايخك لتلقيح الأفكار وتفتيح الأفهام، ثم العمل. ولن يفتح لك من أول مرة إدراك ما ذكرت لك، لكن الأمر يحتاج إلى مجاهدة وصبر نأنٍ لكي يحصل لك. __________ (1) البخاري (4763). (1) متفق عليه، البخاري (4773)، مسلم (2667). (1) أخرجه ابن ماجه (1339)، وصححه الألباني (110) في "صحيح ابن ماجه". (2) قال الهيثمي في "المجمع" (7/ 141): رجاله رجال الصحيح.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
رد: القرآن .......... وليالى رمضان متجدد
رمضان والقرآن محمد حسين يعقوب (8) تحصيل لذة التلاوة وقراءة القرآن هيا ابدأ فرصة رمضان مع فتوحاته ونوره .. هيا أبدأ لتنطلق في هذه الأيام المباركة .. هذا هو العلم؛ فأين العمل أيها الطالب لرضا ربك؟ إخوتاه .. الذكر دواء الحياة ومشاكلها، وجلاء القلوب وقوتها، من لزمه سعد في دنياه وأُخراه، وكيف لا والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخيرٌ لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ "، قالوا: بلى، قال: "ذكر الله تعالى" (1). وأفضل الذكر القرآن .. وقد جاءكم موسم القرآن .. شهر رمضان شهر القرآن .. فالبدارَ البدارَ يأ أمة القرآن، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه" (1)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام: أي رب منعته "الطعام والشراب في النهار فشفعني فيه، ويقول القرآن أي رب منصته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان" (2). إخوتاه .. القرآن كلام الله، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه .. فداوموا على تلاوته، وأكثروا من قراءته في شهر رمضان، والتزموا بما ذكرناه آنفًا من الآداب، الظاهرة والباطنة .. وفقنا الله وإياكم لما قاله ربُّنا سبحانه وتعالى في أول كتابه: {فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2]. استدرك مهم أيها الأخوة .. بعد أن ذكرنا أهمية القرآن وحال السلف مع القرآن في رمضان لا يفوتني أيها الإخوة استدراك هام. هذا الاستدراك توبة للأمة ككل؛ لإصلاح حال الأمة مع القرآن كي يصلح الله حال الأمة في الواقع المرير، فافهم معي علمني الله وإياك الحكمة وفصل الخطاب: إن توصيف واقع الأمة الإِسلامية اليوم هو كلمة واحدهّ: "التِّيه". . نعم: الأمة الآن في مرحلة التِّيه -نسأل الله أن يعفو عنا-. .ولن نخرج من هذه المرحلة إلا بتغيير أنفسنا ليتغير واقعنا؛ فإن لله سننًا ربانية؛ لا تتغير ولا تتبدل، وهو سبحانه القائل: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165]، وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، وقال سبحانه: {إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]. وبعد أن جرَّبتِ الأمة مرارًا وتكرارًا كل الوسائل في إعادة كرامتها ومقدساتها؛ لم يعد أمامها إلا الحل الأول والأولى والأصل الذي غفلت عنه .. القرآن الكريم. ولذا فإن الأمة بحاجة إلى مشروع قومي تتفق عليه في التربية على القرآن، وتتوحد حوله ليخرجها مما في فيه، ليعيدها إلى مجدها السليب ونهضتها المفقودة. أيها الإخوة .. "لقد أنزل الله القرآن كتاب هداية وشفاء وتغيير وتقويم لهذه الأمة، وهذا هو سر معجزته، وإن تعلُّم قراءته، وترتيله، وحفظه، وسائل مساعدة يتيسر من خلالها الانتفاع بتلك المعجزة، ومما يدعو للأسف أن الأمة قد ابتعدت طوال القرون الماضية عن جوهره، والسبب الذي أنزل عن أجله، فتعاملت مع تلك الوسائل على أنها غايات، وتسابق المسلمون على قراءته وحفظه في أقل وقت ممكن، دون أن يصاحب ذلك اهتمام بالمعاني الإيمانية التي تحملها آياته. القرآن حاضرٌ معنا بقُرَّائه وحُفَّاظِه، وغائبٌ عنا بالأفراد القرآنيين الذين يُعرفون بسيمهاهم، قرآنا يمشي على الأرض. القرآن حاضرٌ معنا في المساجد وحلقات التعليم ومدارس التحفيظ والإذاعات ووسائل الإعلام؛ لكنه غائبٌ عنا بأثره ومفعوله. القرآن حاضرٌ معنا بطبعاته الفاخرة، وتغليفاته المبهرة، وآياته التي تزين الجدران، وتُرسم على المشغولات الذهبية؛ لكنه غائبٌ عن دوره الحقيقي في قيادة الحياة وتوجيهها إلى الله -عز وجل-. نفتتح به الحفلات، ونصنع منه المسابقات، وننشئ له الكليات، ومع ذلك لا نجني من وراء هذا الاهتمام ثمارًا حقيقية تظهر في واقعنا، وتصطبغ بها حياتنا. فماذا حدث نتيجة هذا التعامل الشاذ القرآن؟ توقفت المعجزة القرآنية، أو كادت تتوقف عن العمل، وابتعد المسلمون عن سر عزهم ومجدهم وعلوهم عند الله، قال تعالى {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 10] فازدادت الفجوة بين الواجب والواقع، والقول والعمل، ولم يعد يظهر في الأمة أجيال قرآنية يتمثل فيها القرآن كما حدث في الجيل الأول، ذلك الجيل العظيم. ألسنا من أهل القرآن؟! قد يقول قائل: ولكني أقرأ القرآن وأختمه مرة كل شهر -على الأقل- وأحفظه، بل وأعمل على تعليمه للناس، وأعتبر نفسي من أهل القرآن، بل ويتعامل مَنْ حولي معي على هذا الأساس، رغم أنني أشعر داخلي بغير ذلك، فلا يوجد فارق في السلوك بيني وبين غيري ممن لا يهتمون بالقرآن كاهتمامي به؛ بل إنني أشعر مثلهم بتلك القيود التي تكبلني وتمنعني من فعل ما يرضي الله والتضحية من أجله. نعم، هذا وصفٌ دقيق لحال البعض مع القرآن، وهذا مما يَزيد الأمر صعوبة، أن يعتبر الواحد منا أن اهتمامه بلفظ القرآن وشكله قد جعله من أهل القرآن، مع أن أهل القرآن هم العاملون به، المنتفعون بمعجزته. __________ (1) أخرجه أحمد (5/ 195)، وصححه الألباني (2629) في "صحيح الجامع". (1) أخرجه أحمد (5/ 254)، وصحيح الألباني (3992) في "الصحيحة". (2) أخرجه أحمد (2/ 174)، وصححه الألباني (3882)، في "صحيح الجامع".
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
رد: القرآن .......... وليالى رمضان متجدد
رمضان والقرآن محمد حسين يعقوب (9) تحصيل لذة التلاوة وقراءة القرآن قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "حامل القرآن حامل راية الإِسلام لا يلهو مع من يلهو ولايسهو مع من يسهو". إن تلاوة ألفاظ القرآن، وحفظ آياته يقدر عليها الصغير والكبير، المؤمن والمنافق، البر والفاجر، بل والكفار، وبالتالي لايمكن لهؤلاء أن يصبحوا من أهله بمجرد حفظهم وكثرة قراءتهم لألفاظه، ولله دَرُّ عمر بن الخطاب حين قال: لا يغرركم من قرأ القرآن؛ ولكن انظروا من يجمل به. ويؤكد هذا المعنى ابن القيم فيقول: قال بعض السلف: نزل القرآن ليعمل به، فاتخذوا تلاوته عملًا .. ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به، والعاملون بما فيه، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب، وأما من حفظ القرآن ولم يفهمه ولم يعمل به، فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامةَ السهم. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذكر علامات الساعة: "يخرج في آخر الزمان قومٌ أحداثُ الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يَمْرُوقون من الدين كما يمرق السهمُ من الرَّمِيَّة" (1). إن المطلوب من قراء القرآن بالإضافة إلى القراءة والحفظ، شيءٌ آخر في غاية الأهمية، المطلوب هو الانتفاع بمعجزته في تغييرنا ووضعنا في القالب الذي يُرضي الله -عز وجل-، المطلوب أن نستخدم القرآن كوسيلة تقودنا للصلح مع الله، ومن ثم نتأهل للدخول في دائرة حمايته وكفايته ونصرته، وهذا لن يتم من خلال قراءته باللسان فقط ولو آلاف المرات. هذا لن يتم بحفظ حروفه وترك لآلئه وكنوزه .. هذا لن يتم إذا جعلنا المذياع يذيع آياته طيلة الليل والنهار، ونحن غافلون عنه، منشغلون بغيره ..لن يصبح أولادنا قرآنيين بمجرد حفظهم لألفاظ القرآن, وإن حفظوه كله .. سيصبح أولادنا قرآنيين عندما يتعلمون ما في الآيات من معان وإيمان, ويطبقون ما فيها من عمل , بعد أن يحفظوها, وإن أدى إلى حفظهم لأجزاء قليلة من القرآن, فهذا خيرٌ لهم ولأمتهم من أن يكونوا مجرد حفظة وفقط, وإن جمعوا الأمرين -أقصد حفظه كاملًا مع فهمه والعمل به- فهو الأولى بل وهو المطلوب في هذه الأيام؛ فهذا علو همةٌ, وزيادة طاعة, ونصرة الأمة. جاء رجل إلى أبي الدراداء فقال: إن ابني جمع القرآن, فقال: اللَّهم غُفْرًا؛ إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع". كيف ربى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحابة على القرآن؟ ما ذكرناه هو أيضًا للشباب والكبار .. وانظر كيف تربى الصحابة, يقول الإِمام القرطبي رحمه الله في مقدمة تفسيرة تحت عنوان "باب كيف التعلم والفقه لكتاب الله تعالى وسنه نبيه - صلى الله عليه وسلم - , وما جاء على أنه سُهِّلَ على منتقدم العمل به دون حفظه": ذكر أبو عمرو الداني عن عثمان وابن مسعود وأُبَيّ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرئهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشرٍ أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل؛ فيعلمنا القرآن والعمل جميعًا, وعن أبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ قال: كنا إذا تعلمنا عشرَ آياتٍ من القرآن؛ لم نتعلم العشر التي بعدها حتى نعرف حلالها وحرامها وأمرها ونهيها. وعن نافع عن ابن عمر قال: تعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة, فلما ختمها نحر جَزورًا. وقال عبد الله بن مسعود: إنا صَعُبَ علينا حفظ ألفاظ القرآن، وسَهُلَ علينا العملُ به، وإن مَنْ بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن، ويصعب عليهم العمل به. وعن مجاهد عن ابن عمر قال: كان الفاضل من أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرآن إلا السورة أو نحوها، ورزقوا العمل بالقرآن، وإن آخر هذه الأمة يقرءون القرآن، منهم الصبي والأعمى ولا يرزقون العمل به. وقال خلف بن هشام البزار: ما أظن القرآن إلا عارية في أيدينا؛ وذلك أنا روينا أن عمر بن الخطاب حفظ البقرة في بضع عشرة سنة، فلما حفظها نحر جزورًا شُكرًا لله، وإن الغلام في دهرنا هذا يجلس بين يديَّ فيقرأ ثلث القرآن لا يُسقط منه حرفًا، فما أحسب القرآن إلا عاريةً في أيدينا. وقد قال أهل العلم بالحديث: لا ينبغي لطالب الحديث أن يقتصر على سماع الحديث وكَتْبِه، دون معرفته وفَهْمه؛ فيكون قد أتعب نفسه من غير أن يظفر بطائل، وليكن تحفظه للحديث على التدريج قليلًا قليلًا مع الليالي والأيام. وممن ورد عنه ذلك من حفاظ الحديث: شعبة وابن عطية ومَعْمر، قال معمر: سمعت الزهري يقول: من طلب العلم جملة فاته جملة؛ وإنما يُدرك العلم حديثًا وحديثين، والله أعلم. وقال معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: اعلموا ما شئتم فلن يأجرَكم الله بعلمكم حتى تعملوا. وقال ابن عبد البر: رُوي أن العلماء همتهم الدِّراية، وأنَّ السفهاء همتهم الرواية" اهـ. ولابد من تعليق أيها الأحبة في الله بعد كل ما سبق، وإنما ذكرت لكم كل ما سبق جملة واحدة وإن كان يبدو على خلاف منهجنا في الأمر بتلاوة القرآن وحفظه بتدبر وبغير تدبر وحفظ القرآن بعلم أو بغير علم، سُقتُ ما سبق لننتقل خطوة إلى الإِمام؛ لذلك ألخص أهدافنا في موضوع القرآن جملة واحدة فأقول: أولًا: الاهتمام بالقرآن وجعله نصب أعيننا لا يفارقها ليل نهار. ثانيًا: التلاوة للقرآن أهم من الحفظ وهي نوعان لا يُستغنى بأحدهما عن الآخر. 1 - تلاوة تدبر وتفكر: وهي ختمة لا يتسرع بالوصول إلى آخر القرآن فيها؛ بل يهتم فيها بالعلم فتعطي كل آية حظها من التدبر، والبحث عن العلم بها، والتنقيب عن أسرارها بالقراءة في التفاسير وكتب العلم وسؤال أهل العلم. 2 - تلاوة الأجر: وهي الختمات التي نطالب بها يوميًّا وفي رمضان وغيره؛ إنما هي ابتغاء الأجر، بكل حرف عشر حسنات، فهذه يُتغاضى فيها عن التدبر، وتُصرَف الهمة إلى تحصيل الأجر من الله فحسب؛ فإن الوعد بأنَّ على كل حرف عشر حسنات لم يُشترط فيه التدبر. ثالثًا: حفظ القرآن وظيفة الأمة ومطلب شرعي، ولا يزهدك في ذلك ما سقناه من نقولات عن بعض السلف؛ وإنما كان التركيز السابق من أجل العمل؛ فلابد أن تحفظ القرآن؛ لأن درجتك في الجنة بقدر حفظك؛ بدليل حديث: "يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارْق، ورتِّل كما كنت ترتل في دار الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" (2). إخوتى في الله: إنني أريد أن أحذِّر بعض قومنا الذين يأخذون بعض الكلام ويتركون بعضه لأهواء في أنفسهم فينتقون من الكلام ما يؤيدون به أهواءهم ورغباتهم. أؤكد مرة أخرى أن كل ما هو مطلوب منك: - حفظ القرآن. - تلاوة القرآن. - فهم القرآن. - تدبر القرآن. - العمل بالقرآن. - إسلام زمامك للقرآن. أن يربيك القرآن، وأن يصنعك الله بالقرآن، وأن يقودك القرآن، وأن يحكم القرآن حياتك .. لتكون من أهل القرآن .. الذين هم أهل الله وخاصته .. اللَّهم اجعلنا وأهلينا وذرِّياتنا من أهلِ القرآن أهلِكَ وخاصَّتِه __________ (1) أخرجه أحمد (1/ 131)، وصححه الألباني (3654) في "صحيح الجامع". (2) أخرجه أحمد، وصححه الألباني (8122) في "صحيح الجامع".
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
رد: القرآن .......... وليالى رمضان متجدد
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |