السلوك - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          دولة الموحدين - ملوك دولة الموحدين عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده يعقوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2019, 02:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي السلوك

السلوك



د- ناصر العمر



ليس في الأرض أمة تفتخر أن سلوكها لا يخضع لأي قيم أو مبادئ تؤمن بها، كما أنه ليس في الأرض أمة تخطط لتدمير قواعد السلوك لديها عن عمد، لكن الذي يحدث دائماً هو أن الناس خلال حركتهم اليومية يخضعون لأهوائهم وشهواتهم، وتضغط عليهم مصالحهم، فيجورون على مبادئهم، وتصبح حركتهم اليومية غير منضبطة على الوجه المطلوب بما يؤمنون من مثل وقيم ونظم.
الذين يدَّعون أنهم أخلاقيون ومثاليون كُثُر، بل إن كل المتنافسين وفي مختلف المجالات، يتخذون من ادعاء التسامي الخلقي الذي لديهم وسيلة لترجيح كفتهم على كفة منافسيهم، لكن السلوك الفعلي هو المحك الذي يكشف كل الدعاوى الرائفة، ولهذا فلا يكاد يذكر الإيمان في القرآن إلا ويقرن بالعمل ليرتكز في حسّ كل مسلم أن العمل الصالح هو البرهان الحقيقي على صدق الإيمان وحيويته، وقد شدد القرآن الكريم النكير على أولئك الذين تختلف أعمالهم عن أقوالهم حين قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ" (الصف:2)، وفي حديث مسلم: "إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجل استُشهد، فأتي به، فعرَّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال جريء؛ فقد قيل، ثم أُمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار». وهكذا يقال للذي تعلَّم العلم ليُقال هو عالم، والذي أتاه الله المال فتصدق ليُقال هو جواد، ويُفعل بهما ما فُعل بالأول.
السلوك هو مجموعة من العادات؛ والذي يحدد نوعية سلوك الواحد منا هو نوعية الأعمال والأنشطة الصغيرة التي يقوم بها في كل يوم، وإن عَشر عادات سيئة كافية لنقل أي إنسان من مستوى الإنسان العادي إلى مستوى الإنسان السيئ. كما أن عَشر عادات جيدة كافية لنقل أي إنسان إلى مستوى الإنسان الجيد. هذا يعني أن علينا أن نتعلم كيف نتخلص في كل سنة من بعض العادات السيئة ليحل محلها بعض العادات الحسنة؛ لنرى أن أوضاعنا قد اختلفت كلياً خلال خمس سنوات.

من الطرق الجيدة للتخلص من العادات السيئة أن نربط بين الآلام والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تحدث لنا، وبين ما لدينا من عادات سيئة؛ فالمسلم يربط بين عذاب القبر – مثلاً – وبين المشي بالنميمة، أو بينه وبين ترك الصلاة، أو الامتناع عن أداء الزكاة، كما يمكن أن يربط المفرط في تناول الطعام بين هذه العادة وبين الأمراض والمشكلات الصحية التي تسببها السمنة، وهكذا... والتفكير والتدبر والنظر إلى المستقبل هو الذي يُغذِّي الحماسة للتغيير واتّقاء سوء العاقبة، من خلال التخلص من الأسباب والمقدمات المؤدية إليها. في زماننا هذا يتراجع الوازع الديني لدى كثير من الناس، وتنفتح شهية الكثيرين نحو تحقيق المزيد من المكاسب، وقد كثر الذين يتغنون بالإنجازات والنجاحات التي لم يحققوها وفق أي قاعدة أخلاقية، ولا في إطار أي تشريع أو قانون، وعلى هؤلاء أن يعلموا أن اللصوص أصحاب إنجازات أيضاً، وأن كل الإنجازات التي تتم خارج إطار المشروعية والنظام هي شكل من أشكال اللصوصية! نحن بحاجة إلى ردم الهوّة بين مبادئنا وسلوكاتنا عن طريق رفع سويّة ما نطلبه من أنفسنا، وعن طريق رفع مستوى الجودة والنوعية لأعمالنا وإنجازاتنا؛ فالمحافظ على صلاة الجماعة يطلب من نفسه الحرص على أن يكون في الصف الأول وفي بداية الصلاة، والذي يدرس كل يوم ساعتين يُلزم نفسه بأن يقرأ كل يوم ثلاث ساعات، والذي تعود إخراج الزكاة فحسب، يحمل نفسه على بذل شيء من الصدقة، وهكذا... ولا ريب أن مثل هذا الارتقاء ليس سهلاً على النفس، ولكن مَنْ قال: إن القيام بالتكاليف والواجبات هو شيء محبب إلى النفوس؟!
التغيير دائماً ينطوي على قدر من المشقة، ولكن حلاوة النصر على النفس، ونشوة اجتياز العقبات تُنسي المرء طعم المعاناة، وهو ينتظر إلى جانب ذلك من الله حُسْنَ العاقبة.

بقي أن أقول: إن أمة الإسلام بأمسّ الحاجة اليوم إلى منارات تضيء الطريق، ويتخذ الناس منها أسوة وقدوة في مختلف مجالات الحياة. ومن الواضح أن من العسير أن يجعل المرء من نفسه قدوة في جميع شأنه، فليحاول الواحد منا أن يكون قدوة في جانب من جوانب شخصيته ومسيرة حياته، كأن يقدم نموذجاً راقياً في بِرِّ والديه، أو خدمة إخوانه، أو المحافظة على الوقت، أو إتقان التخصص، أو التفوق الدراسي.. وإذا فعل ذلك 5% من المسلمين فإن تغييرات جذرية ستطرأ على حياة أمة الإسلام، وسنلمس آنذاك نهضة اجتماعية هي أعظم مما نتصور، فهل من مُجَرِّب؟
______________
(*) من كتاب (اكتشاف الذات).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.39 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]