أهل الحديث - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28425 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60031 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 819 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-10-2019, 01:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي أهل الحديث

أهل الحديث


دين محمد بن صالح



بينما كان صديق كريم لي يذهب إلى الجامعة، مقبلًا على متابعة دراسته في علمي التفسير والحديث، إذ قال لي: "لا تنسني من دعائك"، فخجلت من ذلك خجلًا، فأين أنا وأين هو، وهو طالب العلم، وهو يلتمس مني الدعاء؟ فرددت عليه قائلًا: "لا يخفى عليك شأن طالب العلم كما ورد في الأحاديث النبوية؛ فلا تنسني أنت من دعائك الصالح"، فتبسم ثم قال: "إن شاء الله"، فبرزت هذه الكلمات الجميلة بحسباني، وأخذت مكانها في قلبي.
أهل الحديث هم أهل مودتي، وإليهم يتوق خاطري ويتشوق قلبي، أحب من يحبهم، وكانوا في فصولهم يترنمون بقول: حدثنا، ويتغنون بسماع: أخبرنا وأنبأنا، وليست لديهم إلا وجوه ناضرة، إلى أقوال النبي صلى الله عليه وسلم ناظرة، شيَمهم مشرقة، وخصالهم منيرة؛ فإنهم ورثة الأنبياء والمرسلين، حاملو رسالة آخر النبيين.
وكانوا يقضون جُلَّ أوقاتهم يقرؤون الأحاديث النبوية، يخوضون في إخراج مدلولاتها وفهم معانيها، ويبحثون - إذا عرض لهم شيء من الاضطراب أو التردد - عن شواهدها ومتابعاتها، وكانوا يستفرغون وسعهم في كشف غطاء الغوامض فيها فتتكشف، وفي رفع لثام عويصاتها فترتفع، ولا يتكاسلون ولا يتجاهلون، بل يتنافسون في تحليل ألفاظها الغريبة، وتفسير احتمالاتها الدقيقة.
وأحيانًا يصرفون عنايتهم إلى قراءة سير رواة الحديث وتراجمهم، يسردون الثقات من الضعفاء، والصحيح من الضعيف، وما هو راجح عند فلان وما هو دونه، وأحيانًا يتصفحون كتب العلل صباحَ مساءَ؛ لإيضاح الفروق التي عللها أئمة الجرح والتعديل حتى انجلت لنا الحقائق والدقائق، ومنهم من كانوا يعكفون على قراءة ما يتعلق بها من رسالة أو جزء، ومن لهم شوق شديد إلى تحصيل الإجازة، يجهدون أنفسهم في قراءة الكتب الستة بأسرها، فإن قيل: ما فائدة الإجازة؟ قلت: بها تتم الرواية والدراية، وعلى هذا النحو، كل نفَسٍ يتنفسه أهل الحديث، وكل لحظة يقضونها يتقربون فيها تقربًا إلى سيد الورى ومنبع العلا صلى الله عليه وسلم، وكيف لا؟ فإنه كلما مرَّ عليهم اسم "محمد" صلى الله عليه وسلم، يشتغل لسانهم بالصلاة على نبي الهدى صلى الله عليه وسلم، فيا لها من سعادة ورحمة!
أما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فتأثيرها كبير وأجرها عظيم، وفضائلها لا تحصى، ويصعب شرحها هنا؛ فأنا أكتفي بما بشرنا به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ((مَن صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا))؛ رواه مسلم.
كلما تقع الأبصار على رجل يتلمس علم الحديث - بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة - ويجتهد في تحصيله اجتهادًا كبيرًا، ولا يسوقه شيء إليه إلا ابتغاء وجه الله - يطول الرُّنوُّ إليه شوقًا، بل يزداد الشعور بتميزه، فإن الله قد أراد له الخير عند تحصيل هذا العلم؛ إذ إن مَن رُزق علم الحديث يسعى لأن يتحلى قلبه بصفات أفضل البشر صلى الله عليه وسلم، وتتجلى له معرفة علوه وقدره؛ فيقتفي أثره، وتنشأ فيه رغبة عظيمة في نشر جمال أخلاقه وكمال إنجازاته، ويتقدم به على الناس يبشرهم وينذرهم، ومن أجل ذلك كان هذا الرجل خلال رحلته الحديثية، لا يعبأ بما يعرض له من سوء أو شائبة أو ملل؛ لأنه كان على يقين أن هذا العلم لا يحصَّل براحة الجسد، وإنما بالجد البالغ والتركيز الدائم، بل يصبر على ما ناله، أو ما سيناله من سوء أو غيره، وأحيانًا كانت ذاكرته تعيد عليه - بعد دراساته المستمرة - تلك الحوادث التي تحمَّل فيها نبيه صلى الله عليه وسلم الأذى من المشركين، فيلتزم بهذا المنهج النقي التزامًا؛ فيحس بالأُنس.
نعم يا قارئ، على أنهم يسقون أرواحهم من خير مَعين، معين علم النبي صلى الله عليه وسلم، ويتمكنون من فهم الرسالة العظمى والعمل بها - فقد كانوا يتحملون كل نوع من العناء والمشقة في حياتهم، ويجاهدون في تبليغ ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة؛ لتمهيد الطرق المعوجة في الدنيا، وإراءة الطريق إلى النجاة.
ومن الجدير بالذكر أن أتحدث إليك بأن لهم قلوبًا فيها احتشام وحياء شديد، يمشون على الأرض هونًا، لا يبالغون في الغلو، فأما من آمن وعمل بما قالوا، فقد فاز فوزًا عظيمًا، وأما من أنكر دعوتهم وجحدها، فقد خسر، وكانوا في رفق وهدوء وسلام على الدوام، يذكرون الله بكرة وأصيلًا، تستنير بهم القلوب المظلمة استنارة، فيظل نورهم تامًّا.

ولست أنسى وأنا في الجامعة يوم جاء الشيخ المحدث محمد يونس الجونفوري رحمه الله؛ لإلقاء آخر درس الجامع الصحيح للإمام البخاري، فدخل عليه تفاحة الكويت الشيخ المحقق محمد بن ناصر العجمي يريد قراءة الحديث عليه، فانعقد المجلس عقب صلاة الفجر، وبدأ الشيخ قراءته عليه بصوته العذب، كان هذا منظرًا عجيبًا، كان الشيخ يونس مبتهجًا به، وهو أنيس به، امتلأ المجلس بسكينة أكاد أشعر بها، فيها بهاء وسناء، وكان مكتظًا بالعلماء والمحدثين الكبار والمحققين من أنحاء العالم، كان كل منهم طامعًا في رؤية الشيخ ولقائه، فإن قيل: لماذا؟ قلت: كان الشيخ شديد التمسك بالسنة النبوية، حريصًا على صيانتها، مكترثًا بعلومها وآدابها ونشرها، كأن الله تعالى وضع له القبول في قلوب الناس.
الأحاديث النبوية نور وهدًى، فيها إرشادات لا تنتهي، وعجائب ربانية لا تنقضي، وحقائق علمية لا تحصى، فإذا كان هذا غاية العلم، فما هو شأن صاحبه ومكانته؟

أختم الحديث بمقول الإمام الشافعي رحمه الله: "إِذا رأيت رجلًا مِن أصحاب الحدِيث، فكأني رأيت رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم".



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.59 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]