الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836776 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379342 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191126 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2666 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 660 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 941 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1093 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 854 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 837 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-10-2019, 09:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان


الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان
مقدمة عن الصحابة


سهام عبيد



هم قومٌ صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وخالطت أنفاسُهم أنفاسَه. سمعوا كلامَه وأنسوا بحديثِهِ وقدموا الأرواح والمُهج دفاعًا عنه. هم {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب:23].
حملوا راية الجهاد ونشروا دولة الإسلام، لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق. "زكاهم الله تعالى فى كتابه المبين، وأثنى عليهم، ورضى عنهم، ووعدهم الحسنى، فهل يمكن أن يصلهم مكروه بعد أن رضى عنهم الملك الجليل، أو يلحقهم عيبٌ بعد أن جَملهم بثنائه الجميل، أو يصل إليهم سوء بعد أن وعدهم الحسنى، وجعلهم من رضوانه فى المحل الأسنَى؟ حاشا وكلا" (1).

قال ابن القيم رحمه الله:

يَا بَاغِيَ الإِحْسَانِ يَطْلُبُ رَبَّهُ *** لِيَفَوزَ منه بِغَايَةِ الآمَالِ
انْظُرْ إِلَى هَدْيَ الصَّحَابَةِ والذي *** كانُوا عليه في الزَّمانِ الخَالِ
واسْلُكْ طَرِيْقَ القَوْمِ أينَ تَيَمَمُوا *** خُذْ يَمْنَةً فالدَّربُ ذاتُ شَمَالِ
تَاللهِ مَا اخْتَارُوا لأنْفُسِهِمْ سِوَى *** سُبْلَ الهُدَى في القَوْل والأَفْعَالِ
دَرَجُوا عَلَى نَهْجِ الرَّسُولِ وَهَدْيِهِ *** وَبِهِ اقْتَدَوْا في سَائِرِ الأَحْوَالِ
نِعْمَ الرِّفِيْقُ لِطَالِبٍ يَبْغِي الهُدَى *** فَمَآلُهُ في الحَشْرِ خَيْرُ مَآلِ


فواجبٌ علينا أن نتعرف سيرهم وجميل فضلهم، علّنا نحذو حذوهم ونتأسى ببعض مناقبهم.

وفي هذه السلسلة بإذن الله تعالى، سنتعرف على من هم الصحابة والتابعون وأقسامهم والتعريفات الخاصة بهم، وتفصيل ذلك على نحوٍ مختصرٍ بإذن الله تعالى. آملين من الله سبحانه وتعالى القبول.



-----------------------------
(1) من كتاب "الفوائد البديعية في فضائل الصحابة وذم الشيعة".









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-10-2019, 09:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان

الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان

سهام عبيد

تعـريف الصحابي لغة واصطلاحًا

- الصحابي لغة:

من مادة (ص ح ب)، وصحب الشخص أي: لازَمه ورَافقه وعاشَره. (صحِبَ) يَصحَب، صَحابةً وصُحبةً، فهو صاحِب والجمع: أصحاب وصَحابة وصِحاب وصَحْب وصُحْبَة.
والصحبة في اللغة لا يشترط في إطلاقها أن تكون الملازمة بين الشيئين طويلة، بل يصح إطلاقها على كل من صحب غيره مهما كان مقدار الصحبة، لذلك قال السخاوي: "الصحابي لغة: يقع على من صحب أقل ما يطلق عليه اسم صحبة فضلاً عمن طالت صحبته وكثرت مجالسته" (1).

- الصّحابي اصطلاحًا:

قال ابن حجر: "وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به، ومات على الإسلام؛ فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى".
و(مؤمنًا به) تعني أن من لقي النبي عليه الصلاة والسلام كافرًا حتى ولو آمن بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فليس من الصحابة.
و(مات على الإسلام) تعني أن من أسلم ثم ارتد ومات على الكفر فليس من الصحابة كعُبيد الله بن جحش الذي كان زوج أم المؤمنين أم حبيبة؛ فإنه أسلم وهاجرا معًا إلى الحبشة ثم ارتد هو وتنصر ومات على نصرانيته.
و(من روى عنه أو لم يرو) تعني أنه يكون صحابيًا سواء روى أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يروِ ولو حديثًا واحدًا.
و(من غزا معه أو لم يغز) تعني أنه يكون صحابيًا سواء شارك في الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يشارك.
و(من رآه رؤية ولو لم يجالسه) تعني أنه يكون صحابيًا من رأى النبي صلى الله عليه وسلم رؤية فقط ولو لم يجلس معه أو يحادثه.
و(من لم يره لعارض كالعمى) تعني أنه يكون صحابيًا حتى لو لم يرَ النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا عين؛ كعبد الله ابن أم مكتوم رضي الله عنه الذي كان أعمى، ولكنه جالس النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه.


والسؤال: هـل النجـاشي مـن الصحابة؟

من التعريف السابق للصحابي، يتبين لنا أن النجاشي رحمه الله ليس بصحابي رغم أنه أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولما مات صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب. ورغم ذلك فإنه تابعي وليس بصحابي لأنه لم يرَ النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجتمع به ولو مرة واحدة.


----------------------------
(1) من كتاب (من كتاب عدالة الصحابة رضي الله عنهم عند الملسملين).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-12-2019, 06:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان

الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان

سهام عبيد

عدد الصحابة رضي الله عنهم وآخر من مات منهم



عـدد الصحابة رضي الله عنهم
لا يمكن القطع بتحديد عدد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لتفرقهم في البلدان والقرى والبوادي، ولأن لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كتاب جامع يكتب فيه اسم من أسلم، ومن ولد في الإسلام. كما قال كعب بن مالك رضي الله عنه في سياق قصة تخلفه عن غزوة تبوك: "وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرٌ وَلَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ" [رواه البخاري:4418، ومسلم:2769].
وقد جزم الحافظ أبو زرعة الرازي (شيخ الإمام مسلم) بأن عدد الصحابة (114000) مائة وأربعة عشر ألفاً. رواه عنه الخطيب البغدادي في (الجامع:2/293).
وهذا العدد (مائة وأربعة عشر ألفاً، أو مائة وأربعة وعشرون ألفاً) ليس بعيدًا عن الصواب، فإن وقائع السنة تدل على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا نحو هذا العدد.
ففي غزوة تبوك (وكانت في شهر رجب من السنة التاسعة من الهجرة، أي قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين إلا شهرين تقريباً) خرج الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ثلاثون ألف مقاتل، ومعهم عشرة آلاف فرس (زاد المعاد:3/526- 529).
ولم يتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة ممن يستطيع الجهاد إلا كعب بن مالك وصاحباه، فإذا انضم إلى هذا العدد النساء والصبيان والعجزة وأهل البوادي والأماكن البعيدة عن المدينة (كمكة والطائف) الذين لم يخرجوا في تلك الغزوة، فلا يبعد أن يتجاوز عدد الصحابة مائة ألفٍ.
وفي متن ألفية الحديث للعراقي ذكر عددهم بمائة وأربعة عشر ألفاً، قائلًا:
والعدُ لا يحصرهم فقد ظهر *** سبعون ألفًا بتبوك وحضر
الحجَ أربعون ألفُا وقُبض *** عن ذين معَ أربع آلاف تنِض


آخـر الصحابة رضي الله عنهم موتـًا

أما آخر الصحابة موتـًا على الإطلاق فهو أبو الطفيل عامـر بن واثـلة الليثي، وكان موته سنة مائة على الصحيح، وهو كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أرأيْتَكم ليْلَتَكم هذهِ، فإنَّ رأسَ مائةِ سنةٍ مِنها، لا يبقى ممن هو على ظهرِ الأرضِ أحدٌ» [البخاري:116].
أما آخرهم موتًا بالإضافة إلى النواحي (أي الأماكن) فهم كما يلي:
فآخر من مات منهم بالمدينة‏: جابر بن عبد الله، رواه أحمد بن حنبل عن قتادة، وقيل‏: سهل بن سعد، وقيل‏: السائب بن يزيد‏. ‏
وآخر من مات منهم بمكة: عبد الله بن عمر، وقيل‏: جابر بن عبد الله. وذكر علي بن المديني أن أبا الطفيل بمكة مات، فهو إذا الآخر بها. ‏
وآخر من مات منهم بالبصرة‏: أنس بن مالك‏، قال أبو عمر بن عبد البر‏: "ما أعلم أحدا مات بعده ممن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبا الطفيل‏".
وآخر من مات منهم بالكوفة‏: عبد الله بن أبي أوفى‏. ‏
وبالشام‏: عبد الله بن بسر، وقيل‏: بل أبو أمامة‏. ‏
وتبسط بعضهم فقال‏: "آخر من مات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصر‏: عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي‏، وبفلسطين‏: أبو أبي ابن أم حرام‏، وبدمشق‏: واثلة بن الأسقع‏، وبحمص‏: عبد الله بن بسر، وباليمامة: الهرماس بن زياد‏، وبالجزيرة‏: العرس بن عميرة‏، وبأفريقية‏: رويفع بن ثابت‏، وبالبادية في الأعراب‏: سلمة بن الأكوع، رضي الله عنهم أجمعين‏". ‏

ونظم العراقي في ألفيته ذكر ذلك فقال:

آخِرُهُم موتاً بِدُونِ مِرْيَهْ *** أبــــو الطُّفَيْلِ مات عامَ مَايَهْ
وقَبْله السائب بِالمَدِينةِ *** أو: سَهْلٌ أو: جَــــابِر بمــكةِ
وقيل آخرهم ابن عُمَـــرَا *** أن لا أبو الطفيل فيها قُبِــرَا
وأنس بن مالك بالبصــرة *** وابن أبي أوفى قضى بالكوفةِ
والشام فابنُ بُسْرٍ أو ذو باهله *** وقيــــل بــدمشــــق واثِـلَهْ
وإنَّ فِي حمصَ ابنُ بُسْرٍ قُبضَا *** وَإِنَّ بالجزيرة العُرْسُ قَضــى
وبفلسطـــــين أبوُ أُبَــيّ *** ومِصْرَ فابن الحارث بن جُزَيّي
وَقُبِــضَ الْهِرْمَاسُ باليَمَــامَهْ *** وقَبْلَهُ رُوَيْفِـــع بِبَرْقَــــهْ
وقيــــل أفْرِيقيَّةِ وسَلَـــــمَهْ *** بــــادياً أو بِطَيْبَةَ المُكرَّمَهْ

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21-12-2019, 05:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان

أقسام الصحابة (1)


سهام عبيد


أول الصحابـة إسلامـًا
اختلف السلف في أولهم إسلامـًا، والأورع أن يُقال‏: أول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر الصّديق، ومن الصبيان أو الأحداث علي بن أبي طالب، ومن النساء خديجة بنت خويلد، ومن الموالي زيد بن حارثة، ومن العبيد بلال بن رباح رضي الله عنهم، والله أعلم‏.

المهـاجـرون

هم الذي أسلموا قبل فتح مـكة وهاجروا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة واستوطنوها، وتركوا بلادهم وأموالهم وأهليهم، رغبةً فيما عند الله، وابتغاء مرضاته، ونصرة لهذا الدين، ولا هجرة بعد الفتح.

الأنـصار

هم أهل المدينة النبوية (يثرب) الذين استقبلوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه المهاجرين، وآووهم في المدينة وقاسموهم أموالهم ولم يبخلوا عليهم بشيء، وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم.

جاءت النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية بتعيين اسمي المهاجرين والأنصار؛ كما قال سبحانه وتعالى:

- {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ} [التوبة:100].
- {لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ} [التوبة:117].
- {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ غڑ أُولَظ°ئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىظ° أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ غڑ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَظ°ئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:8،9]، والمقصود بـ {الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ} الأنصار.
- {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَظ°ئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا غڑ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال:74].

وفي كتب الحديث جاءت تسمية الأنصار بذلك في أكثر من موضع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يناديهم (يا معشر الأنصار). وعن غيلان بن جرير قال: "قلتُ لأنسٍ: أَرَأَيْتَ اسمَ الأنصارِ، كنتم تُسَمَّوْن به، أم سمَّاكم اللهُ؟ قال: بل سمَّانا اللهُ" (البخاري:3776).

السـابـقـون الأولـون

اختُلِف في تعيين السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار على أقوال:
أحدها: أنهم الذين صلوا إلى القبلتين.
الثاني: أنهم أهل بيعة الرضوان.
الثالث: أنهم أهل بدر.
الرابع: أنهم جميع الصحابة بلا استثناء وأن الذين اتبعوهم بإحسان هم تابعوهم من غير الصحابة.

هذه الأقوال المنقولة عن السلف من الصحابة والتابعين. قال القرطبي: "واتفقوا على أن من هاجر قبل تحويل القبلة فهو من المهاجرين الأولين من غير خلاف بينهم".
وقال الذهبي رحمه الله: "والذي أرى في اللفظ دلالة عليه أن المراد بالسابقين الأولين الذين سبقوا إلى الإسلام والهجرة والنصرة، وابتدروا ذلك قبل تمكن الإسلام وتتابع الناس عليه، ولا شك أن أول من يدخل في هؤلاء أوائل من أسلم من المهاجرين كالخلفاء الأربعة ومن الأنصار الذين أسلموا ليلتي العقبة. ولعل جميع من أسلم حتى غزوة الحديبية من السابقين الأولين" (سير أعلام النبلاء).

أصحاب الهجرتين

ويُقصد بهم الصحابة الذين هاجروا أولًا إلى الحبشة ثم هاجروا ولحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة.
وفي الصحيحين أن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأسماء بنت عُميس رضي الله عنها (وكانت قد هاجرت إلى الحبشة ثم لحقت بالنبي صلى الله عليه وسلم مع زوجها جعفر وباقي المهاجرين بالمدينة)- قال لها: "سبَقناكم بالهجرةِ، فنحن أحقُّ برسولِ اللهِ منكم"، فذكرت أسماء ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ليس بأحقَّ بي منكم، وله ولأصحابهِ هجرةٌ واحدةُ، ولكم أنتم -أهلَ السفينةِ- هجرتان» (البخاري:4230، ومسلم:2503).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-01-2020, 02:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان


أقسام الصحابة (2)


سهام عبيد



البـدريـون

وهم الذين شهدوا غزوة بدر الكبرى مع النبي صلى الله عليه وسلم أو غابوا لظروف وضرب لهم النبي صلى الله عليه وسلم بسهام كأنهم شاركوا في القتال، وعددهم ثلاثمائة وبضعة عشر.
روى البخاري وغيره عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: "كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، ولم يجاوزه معه إلا مؤمن بضعة عشر وثلاث مائة". وفي رواية الترمذي: "ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا".
وقد وقع في بعض الروايات: "أربعة عشر"، وفي بعضها: "خمسة عشر"، وفي بعضها: "سبعة عشر"، وفي بعضها: "تسعة عشر". وفي رواية لابن جرير: أنهم كانوا ثلاث مائة وستة رجال.
وقد جمع الحافظ ابن حجر في الفتح بين هذه الروايات بما خلاصته: أن الجميع لم يشهدوا القتال، وإنما شهده منهم خمسة أو ستة وثلاث مائة كما أخرجه ابن جرير، وكأنه لم يعد فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبيّن وجه الجمع: بأن ثمانية أنفس عدوا من أهل بدر ولم يشهدوا القتال وإنما ضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهام لكونهم تخلفوا في مهمات كلفهم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعيد بن زيد، وأبو لبابة، وعاصم بن عدي... وبعضهم ضم إليهم من حضر ولم يؤذن له في القتال لصغر سنه كالبراء بن عازب وابن عمر وأنس.
فالخلاف إذا لفظي، فعدد الذين شاركوا في القتال بالفعل ثلاثمائة وستة، وما زاد على ذلك كان في مهمة تخدم المسلمين، ولهذا شاركوهم في الأجر والغنيمة.
وفي الصحيحين عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ علَى مَن شَهِدَ بَدْرًا فقال: اعملوا ما شِئْتُمْ فقد غفرتُ لكم» (البخاري:4272، ومسلم:2494).


النـقـبـاء

في بيعة العقبة الثانية قدِم من الأنصار ثلاث وسبعون رجلا وامرأتان فبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم، واختار النبي منهم اثني عشر رجلًا نقيبًا على قومه ممثلًا عنهم، روى الهيثمي في (مجمع الزوائد: 6/45) "وَقَالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أَخْرِجُوا إِلَيَّ مِنْكُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا مِنْكُمْ يَكُونُونَ على قَوْمِهِمْ»، فَأَخْرَجُوا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا مِنْهُمْ تِسْعَةٌ من الخَزْرَجِ وثَلَاثَةٌ من الأَوْسِ" (صححه الألباني في فقه السيرة)، وهم:
من الخزرج:
أسعد بن زرارة، وسعد بن الربيع، وعبد الله بن رواحة، ورافع بن مالك، والبراء بن معرور، وعبد الله بن عمرو بن حرام، وعبادة بن الصامت، وسعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو.
ومن الأوس:
أسيد بن حضير، وسعد بن خيثمة، ورفاعة بن عبد المنذر


العـشرة المبـشرون بالجـنـة

وهم:
أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة عامر بن الجراح، وسعيد بن زيد

وجدير بالذكر أن المبشرين بالجنة من الصحابة والصحابيات كثيرون، ولكن هؤلاء العشرة ذُكروا في وقتٍ واحدٍ في حديثٍ واحد عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أ «بو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة» (رواه الترمذي وصححه الألباني).


أهل الصُفـة

قال ابن حجر: الصُفة مكان في مؤخر المسجد النبوي مظلل أُعِد لنزول الغرباء فيه ممن لا مأوى له ولا أهل. وأهْلُ الصَّفَّة هم فقراء المسلمين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لم تكن لهم منازل يسكنونها، فكانوا يأوون إلى هذا المكان المظلّل في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وعُرفوا بأضياف الإسلام.
قال أبو هريرة رضي الله عنه كما في صحيح البخاري: "وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون إلى أهل ولا مال، ولا على أحد، إذا أتته -أي رسول الله صلى الله عليه وسلم- صدقة، بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئًا، وإذا أتته هدية، أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها".
وكانوا يكثرون ويقلّون بحسب تبدّل الأحوال التي تحيط بهم، من يسر بعد عُسْر، أو شهادة في سبيل الله، أو غير ذلك. أما عددهم فقد كان يختلف باختلاف الأوقات، على أن عدد المقيمين منهم في الظروف العادية كان في حدود السبعين رجلاً.
واشتهر بعضهم بالعلم كحذيفة بن اليمان وكأبي هريرة رضي الله عنهما، وكان أهل الصفة يشاركون في الجهاد، بل كان منهم الشهداء ببدر مثل صفوان بن بيضاء، وخريم بن فاتك الأسدي وخبيب بن يساف وسالم بن عمير وحارثة بن النعمان الأنصاري، ومنهم من استشهد بأحد مثل حنظلة غسيل الملائكة، ومنهم من شهد الحديبية مثل جرهد بن خويلد وأبو سريحة الغفاري، ومنهم من استشهد بخيبر مثل تقف بن عمرو، ومنهم من استشهد بتبوك مثل عبد الله ذو البجادين، ومنهم من استشهد باليمامة مثل سالم مولى أبي حذيفة وزيد بن الخطاب، فكانوا رضي الله عنهم فرسانًا بالنهار رهبانًا بالليل.


أصحـاب الشـجـرة

ويُطلق عليهم أيضًا (أهـل بيـعة الرضوان) فبيعة الرضوان شهدها ألف وأربع مائة أو ألف وخمس مائة من أصحاب النبي صلى الله ‏عليه وسلم.‏ كما في الصحيحين عن جابر بن عبد الله قال: كنا يوم الحديبية ألفاً وأربع مائة، فقال لنا ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنتم خير أهل الأرض».‏
وجاء عن سعيد بن المسيب: أنهم ألف وخمس مائة.‏ وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والجمع بين هذا الاختلاف أنهم كانوا أكثر من ألف ‏وأربعمائة، فمن قال: ألف وخمسمائة جبر الكسر، ومن قال ألف وأربعمائة ألغاه، ويؤيده ‏قول البراء في رواية عنه: كنا ألفاً وأربعمائة أو أكثر.
وقد جاء في فضل أهل بيعة ‏الرضوان قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة» رواه مسلم ‏وأحمد وأبو داود والترمذي.‏ ولم نقف على من ذكر أسماء الصحابة الذين شهدوا البيعة حسب المصادر التي بأيدينا، ‏وقد ذكر في السنة الصحيحة أسماء بعض من حضروا البيعة: كأبي بكر وعمر وعلي وجابر ‏بن عبد الله وابن عمر وأم سلمة، وغيرهم رضي الله عنهم.‏


الثلاثة المخلفون

قال الله تعالى: {لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ . وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة:117،118].
والثلاثة الذين خُلفوا هم: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع العمري، وهلال بن أمية الواقفي، وكلهم من الأنصار.
وكانوا قد تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذهبوا معه إلى غزوة تبوك (العسرة) فلما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من الغزوة أتاه جميع من تخلف من المنافقين يعتذرون إليه، أما كعب وصاحباه فلما حضروا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتذروا بشيء وقالوا: ما لنا والله من عذر. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الجميع بأن يهجروهم ولا يردوا عليهم السلام. وبقي هؤلاء الثلاثة على هذه الحال مدة خمسين يومًا حتى نزلت توبة الله تعالى عليهم ففرحوا بذلك أيما فرح.
تنبيه:
معنى {الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} أي خُلِّفوا عن التوبة، وأرجأ الله سبحانه وتعالى توبته عليهم. "وليس المراد من قوله: {خُلِّفُوا} تخلفوا عن غزوة تبوك، ولكن المراد أنهم لم يعتذروا كذبًا كالمنافقين بل صدقوا فأُرجِئوا وأُخِّروا حتى ينزل الله فيهم فأنزل الله توبته عليهم" كما في الآيات السابقة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-01-2020, 02:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان


أفضل الصحابة وأوجه التفاضل بينهم


سهام عبيد



أفضل الصحابة
لقد دلت أدلة الشرع من نصوص الكتاب والسنة على وقوع التفاضل بين الصحابة رضوان الله عليهم.
فمن أدلة الكتاب:
قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ أَلا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [الحديد: 10]. ففي الآية تفضيل طائفة من الصحابة وهم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا على طائفة من الصحابة وهم الذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا مع إثبات الفضل للجميع والتنبيه على أن تفضيل بعضهم على بعض لا يفضي إلى تنقيص المفضول إذ {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}.
ومن السنة:
ما اتفق عليه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» (متفقٌ عليه). وجاء في رواية لمسلم بيان سبب ورود الحديث: أنه كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. وفيه دليل على تفضيل بعض الصحابة على بعض إذ فيه تفضيل عبد الرحمن وطبقته ممن أسلم قبل الفتح وقاتل على خالد وطبقته ممن أسلم بعد الحديبية وقاتل.
أوجه التفاضل بين الصحابة
لقد دل الكتاب والسنة على أوجه حكما بها في المفاضلة بين الصحابة، وجماع هذه الأوجه هو ما سلف من كل واحد منهم من أعمال البر والطاعات التي تتفاضل منزلتها عند الله.
فمن أوجه التفاضل بينهم: السبق إلى الإسلام فالسابق إلى الإسلام أفضل من المسبوق، أفاده قوله سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} [التوبة: 100].
ومن أوجه التفاضل بينهم: الإنفاق والجهاد قبل الفتح فمن أنفق من قبل الفتح وقاتل أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، أفادته آية (سورة الحديد).
ومن أوجه التفاضل بينهم: شهود بدر كما أفاده قول النبي صلى الله عليه وسلم: ل «عل الله أن يكون اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» (متفقٌ عليه).
ومن أوجه التفاضل بينهم: شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة فمن شهد له بها أفضل.
ومن أوجه التفاضل: شهود بيعة الرضوان فمن شهدها أفضل.
ومن أوجه التفاضل بينهم: تخصيص الرسول صلى الله عليه وسلم أحدهم بمنقبة.

وغير ذلك من وجوه التفاضل بينهم رضوان الله عليهم، وكون المفضول قد يختص بفضيلة لا توجد في الفاضل إلا أن ذلك لا يقتضي تفضيله بها مطلقاً، فعثمان بن عفان رضي الله عنه لم يحضر بدرًا. ولكنه أفضل بعد أبي بكر وعمر من جميع الصحابة ممن حضر بدراً ومن لم يحضر.
وفي عقيدة الإمام أحمد أنه كان يقول: "أفضل الصحابة أهل بيعة الرضوان وخيرهم وأفضلهم أهل بدر، والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار وأعيانهم الأربعون أهل الدار، وخيرهم عشرة شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وهو عنهم راض، وأعيانهم أهل الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه للمسلمين، وأفضلهم الخلفاء الأربعة" (طبقات الحنابلة).

أفضل الصحابة (أحاد)
أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب ثم باقي العشرة المبشرون بالجنة.

أفضل الصحابة (جماعات)
مذهب أهل السنة يرى أن أفضل جماعات الصحابة رضي الله عنهم:
الخلفاء الأربعة، ثم الستة الباقون بعدهم إلى تمام العشرة المبشرين بالجنة، ثم البدريون، ثم أصحاب أحد، ثم أهل بيعة الرضوان بالحديبية.

أفضل الصحابيات
لا ريب أن التفاضل كما أنه واقع بين الصحابة واقع بين الصحابيات أيضاً، ولقد ثبت في الكتاب والسنة تفضيل نساء النبي صلى الله عليه وسلم عامة، وخديجة وعائشة خاصة وابنته فاطمة رضي الله عنهن على جميع الصحابيات.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-01-2020, 02:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان

عقيدة أهل السنة في الصحابة


سهام عبيد




المطلب الأول: وجوب محبتهم:

من عقائد أهل السنة والجماعة وجوب محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمهم وتوقيرهم وتكريمهم والاحتجاج بإجماعهم والاقتداء بهم، والأخذ بآثارهم، وحرمة بغض أحد منهم لما شرفهم الله به من صحبة رسوله صلى الله عليه وسلم والجهاد معه لنصرة دين الإسلام، وصبرهم على أذى المشركين والمنافقين، والهجرة عن أوطانهم وأموالهم وتقديم حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك كله.
فعلى المسلم أن يسلك في حب الصحابة مسلك أهل الحق من أهل السنة والجماعة بحيث يحبهم جميعاً، ولا يفرط في حب أحد منهم وأن يتبرأ من طريقة الشيعة الرافضة الذين يتدينون ببغضهم وسبهم، ومن طريقة النواصب والخوارج الذين ابتلوا بإيذاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال السفاريني: "فمن أراد السلامة لدينه وأن يسلم له إيمانه فليحبهم جميعاً، وأن يحتم ذلك على نفسه، وعلى كل أبناء جنسه لأن ذلك واجب على جميع الأمة واتفق على ذلك الأئمة، فلا يزوغ عن حبهم إلا هالك، ولا يزوغ عن وجوب ذلك إلا آفك".

المطلب الثاني: إثبات عدالتهم:

العدالة هي ملكة في النفس تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة ولا تتحقق للإنسان إلا بفعل المأمور وترك المنهي وأن يبعد عما يخل بالمروءة، وأيضاً: لا تتحقق إلا بالإسلام، والبلوغ، والعقل، والسلامة من الفسق.
ولم تتحقق العدالة في أحد تحققها في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجميعهم رضي الله عنهم عدول تحققت فيهم صفة العدالة ومن صدر منه ما يدل على خلاف ذلك كالوقوع في معصية فسرعان ما يحصل منه التوجه إلى الله تعالى بالتوبة النصوح الماحية التي تحقق رجوعه وتغسل حوبته فرضي الله عنهم أجمعين.

المطلب الثالث: سلامة ألسنتهم وقلوبهم للصحابة:

فمن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سلامة القلب من البغض والغل والحقد والكراهة، وسلامة ألسنتهم من كل قول لا يليق بهم.
فقلوبهم سالمة من ذلك، مملوءة بالحب والتقدير والتعظيم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما يليق بهم.
فهم يحبون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويفضلونهم على جميع الخلق، لأن محبتهم من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من محبة الله، وألسنتهم أيضاً سالمة من السب والشتم واللعن والتفسيق والتكفير وما أشبه ذلك مما يأتي به أهل البدع، فإذا سلمت من هذا، ملئت من الثناء عليهم والترضي عنهم والترحم والاستغفار وغير ذلك. فسب الصحابة من أكبر الكبائر، وأفجر الفجور، وأن من ابتلي بذلك فهو من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

المطلب الرابع: أهل السنة يمسكون عما شجر بين الصحابة:

عقيدة أهل السنة والجماعة فيما شجر بينهم هو الإمساك، ومعنى الإمساك عما شجر بينهم هو عدم الخوض فيما وقع بينهم من الحروب والخلافات على سبيل التوسع وتتبع التفصيلات ونشر ذلك بين العامة أو التعرض لهم بالتنقص لفئة والانتصار لأخرى. يجب على كل مسلم أن يكون لسانه رطباً بالذكر الحسن والثناء الجميل على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحاول جهده في ذكر محاسنهم العظيمة وسيرتهم الحميدة ويتجنب ذكر ما شجر بينهم، هذه طريقة الصدر الأول من هذه الأمة والتي اتخذها أهل السنة والجماعة منهاجاً في موقفهم نحو الصحابة رضي الله عنهم جميعاً. فأهل السنة مجمعون على وجوب السكوت عن الخوض في الفتن التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم بعد قتل عثمان رضي الله عنه والترحم عليهم وحفظ فضائل الصحابة والاعتراف لهم بسوابقهم ونشر محاسنهم رضي الله عنهم وأرضاهم.

المطلب الخامس: الدعاء والاستغفار لهم:

من حق الصحابة الكرام رضي الله عنهم على كل من جاء بعدهم من عباد الله المؤمنين أن يدعو لهم ويستغفر لهم، ويترحم عليهم، لما لهم من القدر العظيم، ولما حازوه من المناقب الحميدة، والسوابق القديمة، والمحاسن المشهورة، ولما لهم من الفضل الكبير على كل من أتى بعدهم، فهم الذين نقلوا إلى من بعدهم الدين الحنيف الذي أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور، ففضلهم مستمر على كل مسلم جاء بعدهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وقد ندب الله -جل وعلا - كل من جاء بعدهم من أهل الإيمان إلى أن يدعو لهم، ويترحم عليهم، وأثنى على من استجاب منهم لذلك بقوله -جل وعلا-: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10].

المطلب السادس: الشهادة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة منهم:

من عقائد أهل السنة والجماعة أنهم يشهدون لمن شهد له المصطفى صلى الله عليه وسلم بالجنة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم فهناك أشخاص أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم من أهل الجنة، وهناك آخرون أخبر ببعض النعيم المعد لهم في الجنة، وكل ذلك شهادة منه صلى الله عليه وسلم لهم بالجنة، وسواء ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم الشخص من أهل الجنة أو أخبر أن له كذا أو مكانته في الجنة كذا أو أخبر أنه رآه في الجنة الكل يشهد له أهل السنة والجماعة بالجنة تصديقاً منهم لخبر الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.

المطلب السابع: إثبات الخلافة للخلفاء الراشدين حسب ترتيبهم في الفضل:

عقيدة أهل السنة والجماعة في ترتيب الخلفاء الأربعة في الإمامة كترتيبهم في الفضل فالإمام بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم أبو السبطين علي رضي الله عنهم أجمعين، وهذا ما يجب على المسلم أن يعتقده ويؤمن به ويموت عليه.

_____________________
المراجع والمصادر:
- الموسوعة العقدية على موقع الدرر السنية (باختصار).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14-01-2020, 06:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان

التابعون وأتباع التابعين وتعريفهم


سهام عبيد



تعريف التابعيّ:

التابعون هم الذين جاءوا بعد عصر النبوة، فلم يلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما صحبوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وأتباع التابعين هم الذين لم يلقوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما رأوا التابعين، وصحبوهم.
والتابعي في مصطلح الحديث: من لقي الصحابي، ولا يشترط طول الصحبة على الصحيح، فكل من لقي الصحابة ومات مسلمًا فهو تابعي، وبعضهم أفضل من بعض.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في (نخبة الفكر:4/ 724): "التَّاَّبِعِيِّ: هُوَ مَنْ لَقِيَ الصَّحَابِيَّ" انتهى.
وقال ابن كثير رحمه الله: "قال الخطيب البغدادي: التابعي: من صحب الصحابي. وفي كلام الحاكم ما يقتضي إطلاق التابعي على من لقي الصحابي وروى عنه وإن لم يصحبه" انتهى.

وقال العراقي رحمه الله في (ألفيته:ص/66): "والتَّابعِي اللاَّقِي لِمَنْ قَدْ صَحِبَا".

وأتباع التابعين هم الذين لقوا التابعين، ولم يدركوا الصحابة رضي الله عنهم.

والتابعون مثل: سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والحسن البصري ومجاهد بن جبر وسعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس ونافع مولى ابن عمر.

وأتباع التابعين مثل: الثوري ومالك وربيعة وابن هرمز والحسن بن صالح وعبد الله بن الحسن وابن أبي ليلى وابن شبرمة والأوزاعي.


--------------------

المراجع:
- علوم الحديث لابن الصلاح.
- فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي- للسخاوي.
- الموسوعة العقدية على موقع الدرر السنية.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25-01-2020, 12:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان

فضل التابعين وأفضل التابعين


سهام عبيد



أ. في القرآن الكريم:

أثنى الله تعالى على التابعين في كتابه الكريم بعد ثنائه على الصحابة الكرام، فقال تعالى:
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة: 100).

ب. في السنة النبوية:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ» (متفق عليه).

قال ابن العثيمين رحمه الله: "وهذه الأفضلية أفضلية من حيث العموم والجنس، لا من حيث الأفراد، فلا يعني أنه لا يوجد في تابعي التابعين من هو أفضل من التابعين، أو لا يوجد في التابعين من هو أعلم من بعض الصحابة، أما فضل الصحبة، فلا يناله أحد غير الصحابة ولا أحد يسبقهم فيه، وأما العلم والعبادة، فقد يكون فيمن بعد الصحابة من هو أكثر من بعضهم علما وعبادة". انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (10/ 1057-1058).


أفضل التابعين: أويس بن عامر القرني

روى مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم».

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر. حتى أتى على أويس رضي الله عنه، فقال له: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم. قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم. قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم. قال: لك والدة؟ قال: نعم. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل»، فاستغفر لي، فاستغفر له. (أخرجه مسلم في صحيحه).

"وأمَّا تفضيلُ أحمدَ بن حنبل لسعيد ابنِ المسيِّبِ وغيرِهِ فلعلَّهُ لمْ يبلغْهُ هذا الحديثُ، أوْ لَمْ يصحَّ عنهُ، أو أرادَ بالأفضليةِ‏:‏ الأفضليةَ في العلمِ لا الخيريةِ".

أفضل التابعيات:

في (ألفية العراقي) قال:
وفي نِسَاءِ التَّابِعِينَ الأَبْدَا *** حَفْصَةُ مَعْ عَمْرَةَ أُمِّ الدَّرْدَا
أي: أولهنَّ في الفضلِ حفصة بنت سيرين، وعَمرة بنت عبد الرحمن، وأم الدرداء الصغرى.

الفقهاء السبعة

هم سبعة من فقهاء مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، اجتمعوا في زمان واحد معًا، هو زمان التابعين.
جاء في "الموسوعة الفقهية" (1/ 364): "الفقهاء السبعة: عبارة يطلقها الفقهاء على سبعة من التابعين، كانوا متعاصرين بالمدينة، وهم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعبيد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار. واختلف في السابع: فقيل هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وهو قول الأكثر، وقيل هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقيل هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي".

وبهذا نكون قد انتهينا من هذه السلسلة المباركة.

------------------------------------
المراجع:
- القرآن الكريم.
- صحيح البخاري.
- صحيح مسلم.
- سير أعلام النبلاء للذهبي.
- تفسير الطبري.
- علوم الحديث لابن الصلاح.
- فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي- للسخاوي.
- الموسوعة العقدية على موقع الدرر السنية.
- موقع الشبكة الإسلامية.
- فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
- قاموس المعاني الإلكتروني.
- الفوائد البديعية فى فَضَائِلِ الصَّحَابَةَ وَذَمِّ الشَّيعَةِ للشيخ أحمد فريد.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 132.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 126.44 كيلو بايت... تم توفير 5.57 كيلو بايت...بمعدل (4.22%)]