نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7824 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 51 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859488 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393860 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215987 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2023, 05:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم

نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم
محمد بن حسن أبو عقيل

الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المتقين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته، ولنعلم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو نبي الرحمة: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159]؛ يقول السعدي رحمه الله: "أي: برحمة الله لك ولأصحابك، منَّ الله عليك أن ألَنْت لهم جانبك، وخفضت لهم جناحك، وترقَّقت عليهم، وحسَّنت لهم خلقك، فاجتمعوا عليك وأحبوك، وامتثلوا أمرك"[1].

ويقول ابن كثير رحمه الله في قول الله عز وجل: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]: "يخبر تعالى أن الله جعل محمدًا صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين؛ أي: أرسله رحمة لهم كلهم، فمن قبِل هذه الرحمة، وشكر هذه النعمة، سعِد في الدنيا والآخرة، ومن ردَّها وجحدها، خسِر في الدنيا والآخرة"[2].

وقد علَّم عليه الصلاة والسلام أصحابه الرحمة حتى صاروا رحماء مثله: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح: 29]، وبيَّن الله عز وجل أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم سببٌ لرحمة الله سبحانه: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور: 56]؛ فمحمدٌ صلى الله عليه وسلم هو القدوة في الرحمة، فقد رحِم أمته فدعاها إلى هذا الدين القويم، ودعوته عليه الصلاة والسلام للناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور هي رحمة بهم، وكان كذلك رحيمًا في أسلوبه وطريقة دعوته، ليس بفظٍّ ولا غليظ، كان يعامل الناس بالرحمة واللين والشفقة، أما التراحم بين المسلمين، فقد جَعَلَهُ عليه الصلاة والسلام منهجًا للمسلمين؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ((ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادِّهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوًا، تداعى له سائر جسده بالسَّهَرِ والحمَّى))[3].

وانطلاقًا من هذا المنهج النبوي في ضرورة التراحم بين أفراد المجتمع؛ فقد حثَّنا صلى الله عليه وسلم على الرحمة بالوالدين وبرهما والإحسان إليهما؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رغِم أنفه، ثم رغِم أنفه، ثم رغِم أنفه، قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكِبَرِ، أحدهما، أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة))[4]، كما حثَّنا صلى الله عليه وسلم على التراحم والتواصل بين الأقارب والأرحام؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله خلق الخَلْقَ، حتى إذا فرَغ من خلقِهِ، قالت الرحم: هذا مقام العائذِ بك من القطيعة، قال: نعم، أمَا ترضَينَ أن أصِلَ مَن وصلكِ، وأقطع من قطعكِ؟ قالت: بلى يا رب، قال: فهو لكِ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاقرؤوا إن شئتم: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ [محمد: 22]))[5]، كما أنه صلى الله عليه وسلم كان رحيمًا بالأيتام وضَعَفَةِ المسلمين، وقد بشَّر عليه الصلاة والسلام كافلَ اليتيم الذي يقوم برعايته وخدمته، بمرافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة؛ فعن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى))[6]، وحثَّنا صلى الله عليه وسلم على الرحمة بالضعفاء، ومنهم: اليتيم والمرأة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أُحرِّج حق الضعيفين: اليتيم، والمرأة)[7]، ومعنى أُحرِّج؛ أي: أُلْحِق الحرج؛ وهو الإثم بمن ضيَّع حقهما، وأُحذِّر من ذلك تحذيرًا بليغًا، وأزجر عنه؛ وقال صلى الله عليه وسلم: ((الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو: كالذي يصوم النهار، ويقوم الليل))[8].

فاتقوا الله عباد الله، وعلينا أن نتراحم فيما بيننا، وأن نقتدي برسولنا صلى الله عليه وسلم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: 132].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد كريم، ملك بر، رؤوف رحيم؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.


من الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن من مظاهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان رحيمًا بالأطفال والصبية الصغار، يداعبهم ويحنو عليهم ويلاطفهم؛ فهو الذي قال مداعبًا لطفل صغير ومعه طائر يلعب به: ((يا أبا عُمَير، ما فعل النُّغَير))[9]، وكان يداعب الحسن والحسين رضي الله عنهما، ويرحمهما، وكان رحيمًا بأطفال المسلمين، ومن رحمته عليه الصلاة والسلام بالأطفال أنه كان يحزن عند موتهم وتدمع عيناه – وهو صابر محتسب – ومن ذلك ما رواه أسامة بن زيد رضي الله عنهما: ((كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رسول إحدى بناته، يدعوه إلى ابنها في الموت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارجع إليها فأخبرها أنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمًّى، فمُرْها فلْتَصْبِرْ ولتحتسب، فأعادت الرسول أنها قد أقسمت لتأتينَّها، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، فدُفع الصبي إليه ونفسه تَقَعْقَعُ كأنها في شَنٍّ، ففاضت عيناه، فقال له سعد: يا رسول الله، ما هذا؟ قال: هذه رحمة، جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء))[10]، وعن أنس رضي الله عنه قال: ((دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين، وكان ظِئرًا لإبراهيم عليه السلام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم، فقبَّله، وشمَّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يَجُود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذْرِفان، فقال له عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟ فقال: يا ابن عوف، إنها رحمة، ثم أتْبَعَها بأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يَرضى ربُّنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لَمَحْزُونون))[11]، هكذا - يا عباد الله - كانت رحمة النبي صلى الله عليه وسلم، كان رحيمًا بالصغار وبالكبار، وبالضعفاء والمساكين، والأيتام والأرامل والعجزة، وبكل المسلمين، ولا عجب في ذلك؛ فقد وصفه الله تعالى بقوله: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].

فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على نبيكم محمد رسول الله.

[1] عبدالرحمن بن ناصر السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، تحقيق: عبدالرحمن بن معلا اللويحق، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1421هـ - 2000م، ص 154.

[2] محمد نسيب الرفاعي، تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير، مكتبة المعارف، الرياض، 1410هـ - 1989م 3/ 190 – 191.

[3] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6011.

[4] صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2551.

[5] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4830.

[6] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6005.

[7] صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 2982.

[8] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6006.

[9] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6129.

[10] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 7377.

[11] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1303.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.39 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]