ابنتي المراهقة لا أستطيع أن أتعامَل معها - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4420 - عددالزوار : 858285 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 392732 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215463 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-04-2021, 02:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي ابنتي المراهقة لا أستطيع أن أتعامَل معها

ابنتي المراهقة لا أستطيع أن أتعامَل معها


أ. مروة يوسف عاشور



السؤال
المستشارة الفاضلة الأستاذة/ مروة عاشور، السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.
لديَّ ابنة عمرها عشر سنوات، وهي أكبرُ أبنائي، تتلخَّص مشكلتي معها في العند؛ فهي عنيدةٌ لأقصى درجة، وترى أنَّ الحقَّ معها دائمًا، حتى إن كانتْ مخطئةً، وخَطَؤُها واضحًا للجميع، وقد تستشعرُه هي، لكنها تُكابر بشدة، ولا تُطيق فكرةَ الاعتراف بالخطأ، وترى أنها مَظْلومةً، وأن كلَّ مَن في البيت لا يفْهَمُها، ولا يشعر بها، وأن الابنَ الأكبر يفقد مَعزّته وأهميته كلما كبر! تُردِّد كثيرًا مثل هذا الكلام.

حاولتُ كثيرًا التقرُّب منها، وأن أُشْعِرَها بأهميتها، ولكن وجدتُ أنَّ هذا سيأتي على حساب أخواتها، فهي تُريد مني ألَّا ألومها، مهما كانتْ مُخطئةً؛ فهذا هو الحبُّ في نظرِها.

تعبتُ معها كثيرًا، ولا أعرف كيف أتعامَل معها؟ أتمنى أن تُرشديني أستاذتنا الفاضلة، بارك الله فيك.


الجواب
وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته.
أختي الفاضلة، حياكِ ربي وبَيَّاكِ, ومرحبًا بكِ في شبكة (الألوكة), سائلةً الله أن يهديَ ابنتكِ الغالية، ويحفظها، وينفع بها وبإخوتها جميعًا, وأن يقرَّ بهم عينيك في الدنيا والآخرة, اللهم آمين.

أصْدُقكِ القول أني كنتُ على وشك الاعتذار عن رسالتكِ؛ لضِيق الوقت لديَّ؛ حيثُ إني على وشك الانقطاع بسبب عُطلتي السنويَّة, لكني استحييتُ كثيرًا عندما وجدتُ ثقتك الغالية، وطلبكِ أن أُجيب عليكِ, وأحمد الله أن وفَّق (الألوكة) وأكْرَمَها بكسب قلوبكم, وجعلها منْبع ثقتكم - مستشيرينا الكرام.

فتاة العاشرة: راهقة أم طفلة؟

"يُقال: جارية راهِقة، وغلام راهِق، وذلك ابن العشر إِلى إِحدى عشرة". ا.هـ (لسان العرب).

فمِن الخطأ أن تنظرَ الأمُّ أو الوالدان إلى طفلهما أو طفلتهما في هذا العمر نظرةَ استصغار؛ فيستمر سلوكُهما منذ أن كانتْ صغيرة، ويستمر العطفُ والحنان والتقيد الذي ترفضه الطفلةُ بكلِّ قوة، فيظهر رفضُها على شكلِ تمرُّدٍ، أو عنادٍ، أو غيرها مِن الأساليب التي لا تزيد الوالدين إلا قناعةً بأن هذه الصغيرة بحاجةٍ لمزيد من الحزْمِ والمراقَبة والضبط, فتنفر الفتاةُ بشكلٍ أكبر، ويزيد الضغطُ مِن الجانبَيْنِ، حتى يدورَ الجميع في حلقةٍ مُفرغةٍ مِن المشاحَنات والنِّزاعات التي لا تنتهي, فما المخرجُ مِن ذلك كله؟

1) مهما بدت الفتاةُ في هذا العمر عنيدةً أو عدوانيةً أو مجادِلة أو مستأسِدةً، فهي تُعاني في صمتٍ مُعاناةً يصعُب على الوالدة تذكُّرها؛ فتغيُّرات الجسم الهرمونيَّة تُسبِّب لها الكثير مِن المشاعر المتناقِضة، والاضطرابات المتزايِدة؛ مما يُسَبِّب لها الشعور بالضعف والتهميش، وانعدام الثقة بالنفس, يُؤَدِّي ذلك إلى هذا العند الذي يكون كردِّ فعلٍ وقائيٍّ ضد تلك المشاعر المُحبِطة، والتي تبقى تُلحُّ عليها، وتُثير في نفسِها الكثيرَ مِن الشجون، بما لا يُمكنها التعبيرُ عنه.

لهذا عليكِ أيتها الأم الكريمة أن تتفهَّمي حاجتها الفطريَّة والطبيعية للشعور بالذات, مع الاستمرار في إغداقها بالحنان والمحبَّة، وإقامة علاقة متينة مِن الصداقة بينكما.

2) ينصح الدكتور "ياسر نصر" - مدرس الأمراض النفسيَّة بكلية الطب جامعة القاهرة - الآباءَ والأمهات بالصبر الشديد على أبنائهم، وتصرُّفاتهم في هذا العمر, وألَّا ينجرفوا وراءهم في مُجادَلات عقليةٍ, ويؤكِّد على أن الصمت يكون الحلّ الناجع للكثير من المشكلات القائمة بين الوالدين وأطفالهما أو أبنائهما في هذه المرحلة؛ فلا تُحاولي إقناعَ صغيرتكِ بالمنطق, ولا تعملي على كسْبِ قلبها بالحجَّة، ولو كانتْ بيِّنةً واضحةً, ولا تسعَيْ إلى عرْضِ كل مشكلة أو موقف أمامها وتفصيله بوضوحٍ وعقل لا يمكن لها أن تعترفَ به, والسببُ سأُفصِّله لكِ في النقطة التالية, وقد رأيتِ بنفسكِ أنها تعرف في دخيلة نفسها خطأها، وتُدرك أنها قد لا تكون على صوابٍ في كثيرٍ من المواقف, بيد أنها لا تستطيع الاعتراف، بله الاقتناع به؛ "وخطؤُها واضحٌ للجميع, وربما هي تستشعره لكنها تُكابر"!

3) تقول الدكتورة (إليزابيث سويل) - جامعة كولورادو: "سببُ التناقض والتصرفات غير المنطقية عند المراهق عدمُ اكتمال نمو الفصوص الجبهية من المخِّ، وهي مركز التحكُّم في اللغة والمنطق، مما يجعل المراهقَ يعتمد بشكلٍ أكبر على المشاعر، الأمر الذي يُفقده القدرةَ على التخاطُب العقلاني والتفاوض"، هذا يُفسِّر ما تقوم به ابنتكِ الغالية مِن فرْضِ رأيها دون القدرة حتى على مُناقشته أو تفصيله, ويُفسِّر تكرارها لقول: "أشعر"؛ فهي كغيرها ممن في عمرها أو أكبر قليلًا, تبني كلَّ مُعتقد على حسب ما تشعر به، وليس على ما تراه منطقيًّا وعقلانيًّا!

لهذا عليكِ - وعلى كلِّ أُمٍّ حريصةٍ على كسْبِ قلب ابنتها - ألا تُناقشيها فيما تعرضه مِن أفكارٍ بعيدة عن الواقع, أو أن تُطيلي الحديث معها على أملِ أن تقتنع! كلُّ ذلك لن يحدثَ, ويكفيكِ حينها أن تضميها إلى صدركِ في حنانٍ قائلة: "إن إخوتكِ عقولهم صغيرةٌ, وعليَّ أنا وأنتِ أن نتحملَ ذلك منهم حتى يكبروا ويصيروا مثلنا".

هنا تضعينها بجانبكِ، وفي نفس مكانتكِ تمامًا بما فيها مِن تحمُّل بعض المشاقِّ والمسؤولية، مما يُشعرها بأنها لم تعدْ تلك الطفلة الصغيرة, وإنما تحتفظ بالمكانة الأسمى والأعلى, مع إمدادها بالثقة اللازمة.

4) تغفل بعضُ الأمهات أمرَ بلوغ ابنتها في هذا العمر، وتراه احتمالًا بعيدًا، وتستبعد حدوثه إن لم تتجاوز الفتاةُ العاشرة مِن عمرها؛ وفي الحقيقةِ فإنَّ البلوغ لا يكون بالحيض فقط - كما تعتقد بعضُ الأمهات؛ ولهذا أنصحكِ بمُتابعة صغيرتكِ، والتقرُّب إليها، وتثقيفها حول هذه الأمور بصورةٍ تُشعرها بأنها ليستْ وحيدةً في هذا العالم الذي تتجلى لها فيه حقائقُ قد تبدو مخيفةً أو مُبهمةً أو مُؤلمة أحيانًا, هكذا يُفكِّر الأطفالُ قبيل البلوغ! فتقرَّبي إليها، واذكري لها بعض ذكرياتكِ وأنتِ في هذا العمر، وكيف كنتِ تشعرين، واستغلي الموقفَ في ممازحتها؛ مما يعينكِ على تقريب وجهات النظر بينكما.

5) أشركيها في عملٍ يجمعكما دون غيركما؛ كممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة في البيت، ولتشعر أن ذلك خاصٌّ بكِ وبها فقط, ولا يُسمح لسائر الصغار أن يشتركوا فيه؛ هذا العمل الجماعي الشائق يُثير في نفسِها الكثير مِن السعادة، ويشعرها بقربكِ، وصٍدْق محبتك.

6) احرصي على تغْذية الفتاة، وإمدادها بالعناصر الغذائية التي تحتاج إليها في هذا العمر؛ فقبيل البلوغ يتعرَّض جسدُ الفتاة لتغيُّرات فسيولوجيةٍ، وتقلُّبات هرمونيَّة، تزيد مِن احتياجها للطعام، بصورةٍ قد تستفز الوالدة، أو تُثير قلقها، أو تُفسِّرها على وجهٍ غير صحيح؛ فتمنع الفتاة مما يحتاجه جسدها للنمو، والتأقلُم مع الوَضْع الجديد, فتردّ الفتاةُ بأفعال قاسيةٍ، أو عنيدةٍ، أو غيرها، كنوعٍ مِن تعويض ذلك النقْص! ولا يستلزم هذا الإكثار مِن النشويات أو الدهون, بل ينبغي التركيزُ على ما يحتاج إليه الجسمُ من فيتامينات، ومعادنَ أساسية, فاحرصي على أن تشربَ الحليب للحصول على كميةٍ أكبر من الكالسيوم, وكذلك اللحوم والبيض والأسماك والخضراوات ذات الأوراق الداكنة الخضراء؛ لتوفير القدْر المناسب مِن البروتين والفيتامينات والأحماض اللازمة.

7) امنحيها حُرية التصرُّف في بعض أمور البيت، وأعْلِني أنها المسؤولة عن ذلك أمام والدها وإخوتها، واطلبي منهم أن يستشيروها في بعض ما يحتاجون إليه تحت مُراقبتكِ وملاحظتكِ؛ فإن تعدَّتْ أو أساءت التصرفَ, فاحذري من التوبيخ أو اللوم العلني ولو كان الحاضرون إخوتها الصغار؛ فالعتابُ لن يُفلحَ إلا أن يكونَ مقرونًا بشرطين:
الخلوة واللين؛ فليكنْ أسلوبكِ في العتاب مبدوءًا بالثناء على عقلِها، وحمد الله أن وهبك ابنة مثلها وصديقة غالية, ثم تُتبعين ذلك بالنصيحة المرجوة، وتدعمينها بأن ذلك يزيد مِن خبرتها وبراعتها ونحو ذلك.


في النهاية أُذكِّركِ بفضل الصبر وجميل عاقبته, وأن المراهقَ لا يصلح معه في كثيرٍ مِن المواقف غير الصبر، ولا يُفلح سواه كردِّ فعل وحيد لبعض أفعاله، التي لن تُجدي لها تفسيرًا مهما حاولتِ!

أعانكِ الله، وأصلح لكِ ابنتكِ وإخوتها ونفع بهم, وأقر عيونك بهم في الدنيا والآخرة, ويسعدني التواصُل معكِ في كل وقت.

والله الموَفِّق, وهو الهادي إلى سواء السبيل

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.49 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.11%)]