|
|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
بوح قلب
بوح قلب د. عبدالحكيم الأنيس (1) ربّاه في جوف الليل فتحتُ نافذتي أنظرُ في اﻷفق البعيد... وهبّت نسماتٌ أحسستُ ببرودتها تطفئ جمرات في القلب... وشعرتُ أنك ربي القريب وأني عبدك الغريب... وتذوقتُ أنك ألطفُ بي من كل لطيف... فخشعتْ روحي وخرَّ كياني ساجداً لعظمتك... ◘ ◘ ◘ ◘ ◘ (2) كان يا ما كان في قديم الزمان كان هناك شيءٌ اسمه (الوفاء) خرج يتنزهُ في الصحراء ويبحثُ عن أصدقاء ورفقاء فافترسه وحشُ (النُّكران) فلم يبق منه روحٌ وﻻ جثمان وضاع من المكان وفُقِدَ من الزمان ولم يعدْ يتذكره اﻹنس وﻻ يعرفه الجان ............... وتوتة توتة خلصت الحدوته!! ◘ ◘ ◘ ◘ ◘ (3) التقوا أنشد شاعرٌ ثائرٌ قصيدة نارية صفَّق المحتشدون تصفيقاً حاراً... انفضَّ الجمع... تركَ الشاعرُ أوراقه على المنصة... وتركَ الجمهورُ مقاعدهم لفعاليةٍ أخرى... في الصباح: نشرت الجرائدُ خبرَ الحفل في زاوية صغيرة... ومرَّت اﻷيام..... ◘ ◘ ◘ ◘ ◘ (4) يا نجومَ الليل في سماء الله الواسعة لقد بات تحتك في كل مكانٍ قريبٌ أو حبيبٌ... بالله عليكِ نوّري ظلامَ دروبهم... وآنسيهم في غربتهم.. وإذا اشتدَّت وحشتُهم ذكِّريهم أنَّ الله يسمعُ خفقاتِ قلوبهم وأناتِ صدورهم... وأنهم بعينه سبحانه ورعايته. ◘ ◘ ◘ ◘ ◘ (5) هل أنتَ خائفٌ من الموت وما بعده؟ أقولُ لك ولنفسي باختصار: آمنْ واستقم... وﻻ خوفَ عليك. وتصحُ لك اﻻستقامةُ بأنْ تبقى متأهباً دائماً، كالجندي في ساحة المعركة... قدرُنا في هذه الدنيا أن نبقى في معركة دائمة: مع النفس والهوى والشيطان. ◘ ◘ ◘ ◘ ◘ (6) أمرُّ على غرفة الأولاد في الليل أتفقدُهم وأغطيهم. وذات ليلة وأنا أتفقدهم شعرتُ بفيضٍ من الامتنان العظيم لله تعالى على نعمة المأوى، وجمع الشمل، وسبوغ الأمان، والكفاية من الطعام والشراب واللباس... كانت تلك المشاعر تغمرني بألطافها وأطيافها... كم هي نعمة المولى عليك عظيمةٌ أيها الأب حين تتفقد أبناءَك في ظلمات الليل فتراهم يغطون في نومهم، ويحلمون أحلامهم البريئة، وهم قريبون منك، وأنت قريب منهم، وأنت آمن، وهم آمنون! ورفعتُ الأكف إلى المنعم الجليل هاتفاً: اللهم أعد الأمانَ إلى ديار المسلمين، واجمعْ شملهم بأهليهم وأحبتهم، ولا تفجعهم بعزيز، وردَّهم إلى أوطانهم وبيوتهم رداً كريماً، وردَّ كل غائبٍ إلى أمه وأبيه. يا حنان يا منان يا أملنا الأخير. ◘ ◘ ◘ ◘ ◘ (7) قمنا إلى صلاة العصر في المسجد يومَ جمعة، ولم يحضر الإمام، وتقدّم المؤذِّن ليصلي، فقال رجلٌ بجواري يصلي خلف الإمام: ذهبَ يجمع الفلوس! وكبَّر. آذتني هذه الكلمة ونحن في هذا الموطن وآلمتني... ألم يكن من الواجب أن يَبتغي له العذرَ وخاصة أننا في يوم الجمعة، وهو يومٌ يُرخَّصُ فيه للأئمةِ بالغياب؟ أما كان يجبُ حفظُ غيبة مَنْ نصلي وراءه، حتى لو كان كما يقول هذا القائل؟ أين أثرُ الصلاة إذن؟ إننا لو كنّا نصلي حقاً لنهتنا الصلاةُ عن الفحشاء والمنكر. وحين خرجنا حاولتُ أنْ أبيِّن للمغتاب عذرَ الإمام فأصرَّ واستكبر... إننا نصلّي ولا نصلّي!
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |