نعمة الجوارح - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         العلم والعدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أعظم مذمة في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 47 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 13 )           »          أهمية اللعب في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته في الوطن العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 12 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 616 )           »          توجيهات نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 22 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 15820 )           »          اتهام السلفيين بالبعد عن الواقع المعاصر وعدم الاحتكاك بالناس إجحاف وظلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          القدوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-09-2020, 04:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,354
الدولة : Egypt
افتراضي نعمة الجوارح

نعمة الجوارح


أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي





الخطبة الأولى

أما بعد:
فواعجباً كيف يُعصى الإلهُ
أم كيف يجحده الجاحدُ

ولله في كل تحريكة
وتسكينة أبداً شاهدُ

وفي كل شيء له آية
تدل على أنه واحدُ


عباد الله، إنَّ الآيات على عظمة الله ووحدانيته لا تُعد ولا تحصى، وهي تتنوع كيفاً وكماً، ولوناً ووقتاً ومكاناً، ﴿ وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ﴾ [الذاريات: 20].

ولما كان خلق الإنسان عجيباً في تركيبه وصنعه، تكرر ذكره في القرآن، ليتفكر العباد في ذلك، ويقلبوا النظر في عظيم صنع الله، ﴿ يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار:6-8]، ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين:4]، ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون:13-14].

وجاء في السنة: [سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين]. إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة التي تضمنت وصفَ خلقِ الإنسان وهيئته، وهو من الآيات الدالة على عظمة الله تعالى ووحدانيته.

عباد الله، ولما كانت نعمة الجوارح في الإنسان، من أعظم النعم وأجلها كان لا بد أن نقف معها جميعاً وقفات للتأمل والمحاسبة، ولعلنا نقف في هذا المقام مع ست وقفات.

الوقفة الأولى: أن بديع صنع هذه الجوارح دليل على عظمة صانعها وحسن تدبيره وتقديره وإحكامه، فالمؤمن ينظر في كونها تدل على خالقها وبارئها؛ وما له فيها من الحكم البالغة والنعم السابغة، والآلاء التي دعا العباد إلى شكرها وذكرها.

الوقفة الثانية: إن هذه الجوارح من أعظم نعم الله على الإنسان فبها يبصر وبها يسمع، وبها يُحس ويتكلم، وبها يعطي ويمشي، إلى غير ذلك من منافعها ووظائفها، ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18]، ومن المعلوم أن الواجب تجاه النعم أن تشكر فلا تكفر، وأن تذكر فلا تنسى، وربُّنا يقول: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

الوقفة الثالثة: أن يزداد اعتبار الإنسان واتعاظه بهذه الجوارح؛ وخاصة إذا رأى أو سمع عمن فقدها، فإنَّ تذكرَ العبدِ للنعم غالباً يزداد إذا فقدها أو رأى من فقدها، ولذا قال بعض السلف: إذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك فأغمض عينيك. وهي كلمة بليغة. وقس عليها ما سواها من الجوارح، فكم يجد الأعمى من مشقة ونصب في الوصول إلى مراده وحاجته، والأبكم لا يستطيع أن يعبر عن مراده إلا إشارة أو كتابة، ومن فقد قدميه يزحف زحفاً ولا يصل إلى بغيته إلا بشق الأنفس، وكثير من الناس يمشي بسلام ويقوم بسلام، ويقعد بسلام، ويبصر ويسمع ويتلكم بسلام، فليتنا نعتبر بحال من ابتُلوا فنقدر لهذه النعم قدرها وشكرها.

اللهم اجعلنا من الشاكرين لنعمك. اللهم اجعل تلك النعم عوناً لنا على طاعتك...

أقول ما سمعتم وأستغفر الله....

الخطبة الثانية

الوقفة الرابعة: إن الإنسان لا يألو جهداً في وقاية جوارحه من الأسقام والأوجاع، فهو ينفق على سلامتها وطلب استطبابها سراً وجهراً دون عَدِّ أو تأخير، وهذا من فعل الأسباب المشروعة، لكن التناقض أن ترى ذلك الحرصَ وذلك الجهد على سلامة جوارحه يكاد يتلاشى عند المحافظة عليها من الموبقات والآثام، فلا يُفطن لها؛ فضلا عن كفِّها ومحاسبتها، وقد قال نبينا - صلى الله عليه وسلم - [إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ].أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه .فالواجب على العبد أن يحرص على كف جوارحه عن الآثام كحرصه على صحتها؛ بل أشد حرصاً.

الوقفة الخامسة: وهي متعلقة بالتي قبلها، وذلك أن الجوارح قد تكون سبباً في هلاك العبد وخذلانه، إذا أهمل شأنها ولم يتعاهد رعايتها وإصلاحها، وخاصة ملك هذه الجوارح، قال صلى الله عليه وسلم [ألا في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب] أخرجه البخاري.

ومما يؤكد أن الجوارح قد تكون سبباً في هلاك صاحبها ما ذكره الله في كتابه، من شهادتها على أصحابها: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس:65]، ﴿ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [فصلت:19-22].وعلى هذا فيجب التنبه حتى لا تكون جوارحنُا سببًا في خذلاننا بين يدي الله يوم القيامة.

الوقفة السادسة والأخيرة: إن الشرع الحكيم هذّب أمر هذه الجوارح؛ وبيّن مسارها الذي ينبغي أن تسير فيه، لكي لا يكون للعبد حجة على ربه في قليل أو كثير، ولا صغير أو كبير.

فمن ذلك مثلاً تهذيبه لجارحة اللسان قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ وقال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [قّ:18].

ومن تهذيب الإسلام لجارحة العين والفرج: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ويحفظوا فروجهم ﴾، والآية التالية: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ويحفظن فروجهن ﴾ [النور: 31].

وفي تهذيب الإسلام لجارحة السمع يقول تعالى في وصف أهل الإيمان: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [القصص:55] وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾، إلى غير ذلك مما تكاثرت به النصوص من الكتاب والسنة.

إخوة الإيمان، لقد هذّب الشرعُ أمرَ الجوارح أحسنَ تهذيب، وعالجها أكمل علاج، وذلك واضح في نصوص الكتاب والسنة، المرغبة في فعل الخير بهذه الجوارح، والمرهبة من فعل الشرِّ بها. فمن أهمل ذلك فقد باء بإثمه وأوبق نفسه. ومن صَدَّق وصَدَق فألزم هذه الجوارح طاعة الله انقادت له، فانتفع بها، وسلم من ذنوبها وخذلانها يوم القيامة.

اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وجميع جوارحنا أبداً ما أبقيتنا، واجعلها الوارث منا. اللهم اجعل أعمال جوارحنا شاهدة لنا لا علينا. اللهم أصلح فساد قلوبنا وجوارحنا..




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.60 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]