سورة ق - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213687 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-10-2020, 02:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي سورة ق

سورة ق (1)


أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي





الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أنزل القرآن هدىً للمتقين؛ وعبرةً للمعتبرين؛ ورحمة وموعظة للمؤمنين؛ ونبراساً للمهتدين؛ وشفاءً لما في صدور العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحيا بكتابه القلوب؛ وزكّى به النفوس، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، أزكى الخَلقِ خُلقًا؛ حيث كان خلقه القرآن، فصلوات الله وسلامه عليه؛ وعلى آله وصحبه؛ ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.

أما بعد:
فاتقوا الله - تبارك وتعالى -؛ واشكروه، فهو الذي هداكم للإسلام؛ وجعلكم من أمة القرآن.
عباد الله، لقد كانت سنةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وعظَ الناس بهذا القرآن، وكان ربما خطب في الجمعة بسورةٍ من القرآن، ومن هذه السور التي خطب بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة (ق)، روى الإمام مسلمٌ في صحيحه عن أم هشام رضي الله عنها؛ قالت: (ما أخذت ﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴾ إلا عن لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقرؤها كلَّ يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس).

إخوة الإيمان، لعلنا نعيشَ لحظاتٍ في ظِلالِ هذه السورة نقرؤها؛ ونتدبرُ آياتِها ونتأملُ عضاتَها؛ في ثلاث خطبٍ متتالية بإذن الله تعالى.
يقول الله تعالى في مطلع هذه السورة: ﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ * قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ * بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ﴾.
في هذه الآيات يقسم الله تعالى بالقرآنِ؛ رفيعِ القدر والشرف والبركة، الذي احتوى من العلوم أعظمَها؛ ومن الفصاحة أكملها. وجواب القسم مضمون الكلام بعد القسَم من إثبات النبوة والبعث بعد الموت للحساب والجزاء..

ولكنّ أكثر الناس لا يقدِّون نعم الله قدرها، فالكفار المكذبون للرسول - صلى الله عليه وسلم - ﴿ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ منهم ﴾ من جنسهم؛ يمكنهم التلقيَ عنه؛ ومعرفةَ أحوالِه وصدقه، ينذرهم عقابَ الله وما يضرُّهم؛ ويأمرُهم بما ينفعُهم، فتعجَّبوا من أمرٍ لا ينبغي لهم التعجبُ منه.

﴿ فَقَالَ الْكَافِرُونَ ﴾ الجاحدون المكذبون ﴿ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ ﴾ يتعجبون حقيقةً أو تصنّعًا؛ من بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - بشرًا مثلَهم؛ ويتعجبون مما أخبرهم به وأنذرهم؛ من البعث بعد الموت للحساب والجزاء.
يقولون: ﴿ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ ﴾ فاستبعدوا البعث بعد الموت وأنكروا الحساب والجزاء؛ ويرون أنه غيرُ ممكن؛ لأنهم قاسوا قدرة من هو على كل شيء قدير وبكل شيء عليم؛ بقدرة وعلم العبد الفقير العاجز الجاهل.

ثم قال سبحانه ردًا على تعجبهم: ﴿ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ﴾ فالله الذي يعلم ما تنقص الأرضُ وتأكلُ وتُفنِي من أجسادهم مدةَ مقامهم في برزخهم، وعنده جلّ وعلا كتابُه اللوحُ المحفوظُ؛ قد أحصى فيه عددهم وأسماءَهم وكلَّ ما يجري عليهم في حياتهم وبعد مماتهم، وهذا استدلال بكمال علم الله وعظيم قدرته على إحيائه الموتى.

ثم أخبر الله سبحانه أن كلامَهم وتعجبَهم إنما هو عناد وتكذيب للحق والصدق والقرآن والنبوة؛ ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ﴾ فكذّبوا القرآن بمجرد تبليغهم به، ﴿ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ﴾ مُختلطٍ مُشتبِهٍ مُلتبس؛ لا يعرفون الحق من الباطل، فلا يثبتون على شيء؛ فتارة يقولون عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ساحر؛ وأخرى يقولون: مجنون؛ وتارة يقولون: شاعر؛ وأخرى يقولون: كاهن، وكذلك قولهم في القرآن؛ فقد جعلوه عِضِين؛ كلٌ قال فيه ما اقتضاه رأيُه الفاسد، وهكذا كلُّ من كذّب بالحق فإنه في أمرٍ مُختلطٍ؛ لا يُدرى له وجهةٌ ولا قرار، أما من اتبع الحق وصدَّقَ به فإنه يثبت أمرُه ويستقيم.

ثم قال الله بعد هذه الآيات السابقة: ﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ * وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ﴾.

لمّا ذكر الله تعالى حال المكذبين؛ دعاهم أن ينظروا إلى آياته في مخلوقاته؛ كي يعتبروا، فقال: ﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ ﴾ أي: أغفلوا عن عظيمِ قدرةِ الله حين كذّبوا بالبعث؛ فالله خَلَق السماءَ فوقَهم؛ فلينظروا ﴿ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا ﴾ على هذه الصفة العجيبة؛ قبةً مستويةَ الأرجاء؛ ثابتةَ البناء؛ مرفوعةً بغير عمد، ﴿ وَزَيَّنَّاهَا ﴾ بالنجوم والكواكبِ واللونِ الحَسَن وغيرِ ذلك، ﴿ وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴾ لا ترى فيها عيبًا؛ ولا صدوعًا ولا شقوقًا ولا إخلالاً، جعل الله هذه السماءَ سقفًا لأهل الأرض؛ وأودع فيها من مصالحهم ما أودع.

ثم قال سبحانه: ﴿ والأرض مَدَدْنَاهَا ﴾ أي: لينظروا كيف بسطناها وفرشناها ووسّعناها؛ حتى أمكن كلُّ من يعيشُ عليها السكونَ فيها والاستقرارَ وقضاءَ مصالحه، ثم قال: ﴿ وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ ﴾ وهي الجبالُ الثوابتُ التي رست فيها؛ لتستقرَّ بأهلها، ﴿ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ من كلِّ صنفٍ نافعٍ؛ يَسُرُّ الناظرين؛ بألوانٍ مختلفةٍ؛ وأشكالٍ عجيبةٍ؛ وروائحٍ عَطِرةٍ؛ وثمارٍ ذاتِ مذاقٍ طيِّب، جعلها الله نفعًا لبني آدم؛ ولأكلهم وأكل بهائمهم.

ثم أخبر جل وعلا أن في خَلْقه للسماوات والأرضِ وما فيهما من الآيات العظيمة ﴿ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى ﴾ أي: عبرةً لمن ينظرُ فيها؛ فيتبصّرُ مِنْ عَمَى الجهل؛ ويوقنُ بأن القادر على مثل هذه الأمور قادرٌ على البعث؛ فيعملَ بما جاءت به رسلُ الله، ثم بيّن جل وعلا أن هذه الذكرى والتبصرةَ ليست لكلّ أحد؛ بل ﴿ لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ﴾ خاضع لله؛ مفكِّر في عظيم قدرته؛ رجّاعٍ مُقبلٍ على الله؛ دافعُه في ذلك محبةُ الله ورجاؤه والخوفُ منه، أما المكذِّبُ والمُعرضُ فما تغني الآيات والنذر عن قومٍ لا يؤمنون.

ثم قال الله سبحانه: ﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا ﴾ أي: نزّلنا من السحاب ماءً كثيرَ البركةِ؛ لانتفاع الناس به في غالب أمورهم، ثم خصّ سبحانه بالذكر بعض تلك المنافع فقال: ﴿ فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ ﴾ يعني: حدائقَ من بساتين؛ بها أشجارٌ كثيرة المنافعِ؛ مشتملةٌ على صنوف الفواكه، ثم قال: ﴿ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾ وهي الحبوبُ التي تُحصد من الزرع وتُدَّخر وتكون قوتا للناس، ثم قال: ﴿ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ ﴾ أي: طِوالُ الارتفاع، ﴿ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ﴾ متراكبٌ بعضُه فوقَ بعض، ويُخرجُ اللهُ الثمرَ بشتى أنواعه وأحواله.

كلُّ ذلك ﴿ رِزْقًا لِلْعِبَادِ ﴾ فما يُخرج الله بالمطر؛ وما هو من آثاره؛ مما هو على وجه الأرض أو تحتَها؛ مما يؤكل أو يشرب أو يُدَّخر؛ هو رزقٌ للناس يقتاتون منه حسب حاجاتهم. وإنَّ ما في ذلك من إحياءِ الأرضِ المُجدبةِ بعد موتها دليل على قدرة الله على إحيائه الموتى؛ ولهذا قال سبحانه: ﴿ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ﴾ يعني: من القبور للبعث والحساب.

عباد الله، إنَّ ما ذكره الله من عجائب قدرته في هذه المخلوقات دليلٌ على عظيم قدرة الله؛ وأنه أحكم الحاكمين؛ وأنه بكل شيء عليم؛ وأنه هو المستحق وحده للعبادة بخضوعها وذُلِّها وحبِّها وخوفها ورجائها. وأنَّ أمر العباد بيد الله؛ وأنّ مردَّهم إليه جل وعلا.

نفعنا الله بهدي كتابه؛ وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ورزقنا الله لذة وشرف العبودية له، وغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد؛ وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فلمَّا ذكّر الله المكذبين بهذه الآيات في السماوات والأرض؛ خوَّفهم إن استمروا على التكذيب أن يصيبَهم مثلُ ما أصاب من سبقهم من المكذبين؛ فقال:
﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ * أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾.

أخبر الله في هذه الآيات بأنه كذبت قبل هؤلاء المشركين من قوم النبي - صلى الله عليه وسلم - أممٌ سابقة؛ كذّبوا رسلَهم الكرام، فـنوحٌ - عليه السلام - كذبه قومُه، وأصحابُ الرَّسِ أي: البئر؛ كذبوا نبيَّهم وقتلوه في البئر، وثمودٌ كذبوا صالحًا - عليه السلام -، وعادٌ كذبوا هودًا - عليه السلام -، وفرعونُ ومَلَؤه كذبوا موسى - عليه السلام -، وإخوانُ لوط القومُ الذين بُعث فيهم كذبوا لوطًا - عليه السلام -، وأصحاب الأيكةِ الشجرِ الملتف؛ كذبوا شعيبًا - عليه السلام -، وقوم تُبَّعٍ الحميري باليمن أحدِ ملوكِ اليمن وقد أسلمَ ولكنَّ قومه كذّبوا رسولَهم الذي أرسله الله إليهم؛ ومكثوا على عبادة أوثانهم.

﴿ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴾ فهؤلاء كلُّهم كفروا بالله وكذَّبوا رسلَه؛ فحق عليهم العذاب، وليس المكذبون لمحمد - صلى الله عليه وسلم - خيرًا منهم؛ فإن ربَّك لبلمرصاد لأعداء دينه.

ثم دلَّل جلّ وعلا بالخلق الأول؛ أي: المنشأِ الأول؛ على الخلقِ الآخِر؛ أي: النشأةِ الآخرة والبعث بعد الموت، فكما أنه الذي أوجدهم بعد العدم؛ كذلك يعيدهم بعد موتهم؛ فقال: ﴿ أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ أي: لم نعجزْ ولم تضعُفْ قدرتُنا عن الخلق الأول في الدنيا؛ وليس هؤلاء المكذبون في شك من ذلك؛ وإنما هم في لبسٍ وشكٍ وحيرةٍ من خلق جديد وهو بعثُ الأموات؛ مع أنه لا محل للشك فيه؛ لأن الإعادةَ أهونُ من الابتداء؛ ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ﴾.


أيها الإخوة الكرام، تتمة الوقوف مع آيات هذه السورة في خطبتين قادمتين بإذن الله.. نسأل الله التوفيق والسداد.
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة، اللهم أعنا على الموت وما بعده. اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. اللهم اجعل خير أعمالنا أواخرها؛ وخير أيامنا يوم نلقاك.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 130.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 128.50 كيلو بايت... تم توفير 1.95 كيلو بايت...بمعدل (1.49%)]