اهتزت ثقتي في خطيبتي

[ابوالوليد المسلم]

اهتزت ثقتي في خطيبتي
أ. فيصل العشاري




السؤال



♦ ملخص السؤال:

شاب أراد الزواج وكان أهم شرط في الاختيار السن، وعندما تقدم لفتاة كذبت عليه في السن والشهادة، وعندما عرف الحقيقة اهتزت ثقته فيها.



♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ عمري ٢٩ عامًا، كنتُ متزوجًا ولديَّ ابنة، ثم طلقتُ زوجتي بسبب بعض المشاكل، وقررتُ الزواجَ، واشترطتُ على والدتي - حفِظَها الله - وأختي بعضَ المواصفات الخُلُقية وليست الخِلقية، ومِن ضمنِها العمر، فاشترطتُ ألا يتجاوز العمر الـ٢٥ عامًا.




وبالفعل وجدوا فتاة مناسبة، وفيها كل المواصفات التي أريدها، إلا أن عمرها 26 عامًا، ولديها شهادة مناسبة.




فكرتُ وقبلتُ، وقلت: سنة لن تفرق كثيرًا، وذهبت للنظرة الشرعية بشكل سريع جدًّا، ولم أتجاوز نصف دقيقة.




أعجبتُ بالفتاة سريعًا، ثم عقدتُ عقدَ الزواج، وجلستُ معها ربع ساعة، وكانتْ مألوفة، وحددنا الزواج بعد 15 يومًا.




كلمتُها وبدأت بيننا أحاديث عن طريق الهاتف، ففوجئتُ أن عمرها الحقيقي 29 عامًا، ولم تحصلْ على الشهادة التي أخبرتني بها، بل كانتْ حاصلة على الشهادة الابتدائية!




صُدِمْتُ صدمةَ عمري، وشعرتُ أن الدنيا ضاقتْ بي، لدرجة أنني كسرتُ الهاتفَ بيدي مِن غير أن أشعر! كرهتها، ولا أطيق التفكير فيها، واهتزتْ ثقتي في نفسي، ولو كنتُ أعلم عمرها الحقيقي قبل العقد ما كنتُ وافقتُ عليها.




الآن لا يهمني موضوع العمر، وكل ما يهمني كذبها، فأنا مصدوم، ومنذ يومين لم أذق طعم الراحة والنوم والأكل!





تغير الموضوع ولم يصبح موضوع عمر، بل تعدى إلى موضوع الثقة والكذب.



أريد رأيكم، كيف أتجاوَز هذه المشكلة بدون أن تُسَبِّب لي مشكلات مستقبلية



فقد عانيتُ كثيرًا في زواجي السابق، وأريد أن أعيشَ حياةً سعيدةً


الجواب



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا.




الثقة هي أهم رابطٍ بين الزوجين، وضمان استمرار الحياة الزوجية بينهما.




وشفافيةُ الأمور ووضوحُها مِن بدايتها خيرٌ مِن قَطْع العلاقات، وحُصُول الطلاق في نهايتها.




لذلك ندعوك إلى تحرِّي بقية الأمور بشكل واضحٍ وصريحٍ مع هذه الفتاة التي عقدتَ عقد زواجك عليها، وتسأل عن كل ما يهمك، فإن توثقتَ مِن الأمور بشكل صحيحٍ، ولم يبقَ إلا موضوع العمر والحالة التعليمية، فعندها يمكنك المُواصَلة؛ لأنَّ هاتين الناحيتين: العمر وحالة التعليم - ليستا عاملين حاسمين في المرأة كزوجةٍ، إنما العاملُ الحاسمُ هو جمال الروح؛ (الخُلُق، وكذا جمال الخلق، وإن كان الأول هو المهم كما ورد في الحديث: ((إذا أتاكم مَن تَرْضَوْنَ دينه وخلقه فزوجوه))، والوضعُ يَنْطَبِقُ على المرأة أيضًا.




نرجو ألا تُقْدِم على الزواج إذا كنتَ تعتقد في قرارة نفسك أنك ستتركها لاحقًا، فهذا ظُلمٌ منك لها، ويمكنك الآن الاستيضاح بشكلٍ دقيقٍ عن كافة التفاصيل التي ترغب في معرفتها، فإن تَبَيَّنَ لك أنها جيدة، ولم يحصلْ تضليل إلا في مسألة العمر والناحية التعليمية - فالأمر هيِّنٌ.




نعم، نحن ندرك مقصودك في موضوع الثقة، وأنه حتى مع وجود الجوانب الأخرى الإيجابية، إلا أنَّ مجرد تضليلها لك في موضوع العمر والناحية التعليمية أفْقَدَك الثقةَ فيها؛ هذا أمرٌ صحيحٌ إلى حدٍّ ما، لكن ينبغي أن تضعَ في الاعتبار الظروف المحيطة، والاعتبارات الموضوعية الأخرى التي تحصُل في مِثْلِ هذه الظروف، وهذا لا يعني بالضرورة أن المستقبلَ سيكون كذلك مِن انعدام الثقة بينكما، بل المرأة على دينِ زوجِها، وطالما أنك تُقَدِّس مبدأ الثقة، فستتخلق بخلقك مستقبلاً، وتكونان على نفس الشاكلة.




نرى أن تُعيدَ التقييم الموضوعي للزوجة الجديدة، ونعني بذلك: النظر مِن كافة الزوايا؛ الدين - الخلُق - وكل ما يدْعوك للانجذاب إليها والارتباط بها، ولا تُعلق كل الأمور على مبدأ الثقة وحده، فقد فصلناه لك سابقًا.




ولا تنسَ استخارة ربك؛ فبِيَدِه مَقادير الأمور، وصلاح النفوس والقلوب




نسأل الله تعالى أن يكتبَ لكما ما فيه الخير، ومبارك عليكما الزواج مقدمًا




والله الموفق