رسائل عاطفية لحل المشكلات الزوجية

[ابوالوليد المسلم]

رسائل عاطفية لحل المشكلات الزوجية

رشا عرفة


في ظل أجواء المعيشة المليئة بالصخب، وساعات العمل الطويلة ، وضغوط الحياة، ومتطلبات المعيشة المتواصلة أحيانا قد لا يجد المرء الوقت الكافي للتعبير عن عواطفه ومشاعره تجاه شريك حياته، فتصيب الحياة الرتابة والملل.. ولكن من رحم الضغوط تتولد الأفكار العاطفية، لذا رأى الكثير من المتزوجين أن تبادل رسائل الحب له فعل السحر في القضاء على الملل وحل المشاكل وتجديد المشاعر بين الزوجين، دون أن يكلف أحدهما الكثير من الوقت.
فهل تبادر إلى ذهنكَ أو إلى ذهنكِ ذات مرة أن تكتب رسالة إلى زوجتك أو إلى زوجك تعبر فيها عن مكنون مشاعرك لتجديد مشاعر الحب واللهفة بينكما من جديد؟ سؤال طرحته "رسالة المرأة" على العديد من الأزواج والزوجات، للتعرف على مدى قبول هذه الفكرة لديهم، وهل هي بالفعل ستجدد مشاعر اللهفة والشوق بينهما، وهل هي طريقة مثلى لكسر حدة الملل والفتور الذي أصبح يعتري معظم حياة الأزواج؟
أسلوب سحري
تقول "هـ.ص": رسائل الحب بين الزوجين هي أسلوب سحري في معالجة المشكلات الزوجية ودوام الحب والود بينهم، وخصوصا حينما تظهر في العلاقة الزوجية مشكلات صعبة ومؤثرة بين الأزواج، تترك انطباعات سلبية لدى الزوجين يصعب معها الحوار اللفظي المباشر.
في حين أشارت " ح.ط" إلى أن الزوجين أصبحا في حاجة ماسة إلى رسائل الحب، باعتبارها الوسيلة المثلى لإعادة مشاعر اللهفة والحب بين الأزواج في عصر كثرت فيه متطلبات الحياة، وانشغل كل من الزوجين بكيفية توفير لقمة العيش لهما ولأبنائهما.
وأكدت أنها بالفعل اتبعت هذا الأسلوب، ووجدته أسلوبا مجديا، قائلة: زوجي كثير السفر بحكم مهنته، وعندما أعلم بميعاد سفره أقوم بكتابة ورقة أو عدة ورقات فيها كلمة أحبك، وأضعها في ملابسه لكي يتذكرني دائما عندما يهم بارتداء أحد ملابسه.
أما و .ج فتقول: للأسف فإن الكثير من الأزواج يعتبر رسائل الحب أسلوب مراهقين وشباب طائش، رغم أنني أشجع هذا الأسلوب، فالرسالة تكون أبلغ من الكلام، وهي أسلوب رومانسي رائع.
العقل أكثر
وعلى الجانب الآخر تقول "م.ع": أنا لا أحبذ إبداء المشاعر بين الزوجين من خلال الرسائل , لأنه أسلوب يخلو من عوامل كثيرة تقوي روابط الود والمحبة بينهما , فبالرسالة يعتصر الزوج أو الزوجة كل مشاعره ويعمل العقل فيها أكثر من القلب , فتأتي في معظمها خالية من الإحساس المنشود بين الزوجين , فالرسالة تخلو من النظرات وتعابير الوجه ومن الصوت ومن الحركات حتى من النفس . فربما نظرة من أحد الزوجين إلى الآخر تكون أبلغ من مجلد مكتوب .
وتوافقها "ر.ك" الرأي قائلة: الإنسان عبارة عن كتلة أحاسيس مجتمعة لا يمكن كتابتها على الورق فقط . فلو تشاجر زوجان ورأى الرجل الدموع بعيون زوجته ربما تجبره على الاعتذار ويفهم ما بداخلها وكذلك الزوجة أيضا , كما أن الابتسامة أبلغ تعبير عن التودد والعشق , ناهيك عن الهمسات واللمسات والتعابير الخاصة والتي يتفرد فيها كل زوجين عن بقية الأزواج .
جزء مهم
وأكد علماء النفس أن الحميمية جزء مهم و أساسي في العلاقة الزوجية. بل إنها العنصر الذي يمنح العلاقة الزوجية عمقها ومعناها الحقيقي.
وأن تضمين الكلام بمفردات الحُب والألفة والاحترام المتبادل من أقوى علامات الاستقرار الأسري، بل ومن دعائم تثبيته، كأن تنادي الزوجة زوجها أو الزوج زوجته بكلمة "حبيبي" أو "عيوني" أو "مليك قلبي" أو "سر سعادتي" فهذا يعطي للحياة الأسرية نكهة خاصة، ويزيل ما قد يعلق من رواسب سلبية لسبب من هنا أو هناك.
و أيضاً مخاطبة الزوج أو الزوجة بما يحب كل منهما من كنى أو ألقاب أو ترقيق اسمه أو ترخيمه أو تدليله ؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم ينادي عائشة بقوله: (يا حميراء) ، ويا حُمَيراء؛ لغَلَبة البياض على لَوْنها..
ورأوا أن أكبر عقبة تحول دون تحقيق ذلك هو الوقت، وعدم توفر الأساليب لتحقيق ذلك، مشيرين إلى أن هناك حاجة لتخصيص وقت أكبر من برنامج حياتنا، لكي نحصل على وقت حميم و دافئ لقضائه مع الشريك.
ورأوا أيضا أن العقبة الأخرى قد تكون الخوف، أي أننا نخشى التعبير عن مشاعرنا، و أن نظهر للشريك مدى ضعفنا كأشخاص، أو أننا عندما نقوم بإخراج مكنونات أنفسنا أمام الشخص المقابل، فإننا نكون عرضة للاستهزاء أو إصدار الأحكام علينا أو حتى أن نتعرض للرفض، الأمر الذي يشعرنا بالخوف من الإقدام على تلك الخطوة في الأساس.
وأكدوا على أن الحميمية تبدأ من نفس الإنسان ومن ثم تخرج إلى الخارج لتتمثل في معاملته مع شريك حياته لذا من الضروري أن يكون الإنسان صادقًا مع نفسه حتى يكون قادرًا على أن يكون صادقًا.