التربية الإيمانية للطفل - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215423 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61206 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-07-2019, 06:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي التربية الإيمانية للطفل

التربية الإيمانية للطفل
شريف عبدالعزيز الزهيري





إن مسألة تربية الأطفال في حقيقة أمرها تدور في فلك الضرورات الخمس في الشريعة الإسلامية: وهي حفظ الدين، والعقل، والجسد، والمال، والعرض، ومجال التربية للطفل قبل بلوغه عامين هو المحافظة على جسده برعايته صحيًّا، فإن ذلك الأمر يتسع بعد بلوغه عامين ليشمل مجالات أخرى في الرعاية والتربية. فإذا أخذ الطفل نصيبه وحقه من الحب والحنان والعطف؛ فقد جاءت المرحلة الثانية من مراحل تربية الوليد، وهي تعويده على الضبط.



لذلك مجالات تربية الطفل في هذه المرحلة تشبه البناء؛ فبعد أن أحسنت وضع الأساس بقي لك أن تشيد أركانه بصورة سليمة ومتوازنة، حتى يكبر هذا البناء وهو قوي متماسك، لا عوج فيه ولا خلل، فما يغني الأساس القوي، والقواعد الراسية عن بناء شيد من تراب ورمال؛ فهو كالسراب يحسبه الرائي بناءً وهو فناء.



مجالات تربية الطفل: إما أن تكون لحفظ دينه، وذلك بتربيته على العقيدة السليمة، والإيمان الراسخ، والعبادة الخالصة، والأخلاق الفاضلة، وإما أن تكون لحفظ جسده وعقله، وذلك عن طريق تربيته على العادات الصحية السليمة، والتغذية المفيدة، والعادات الاجتماعية الحسنة، والتفكير العلمي السليم، والفهم الصحيح للعواطف والأحاسيس والمشاعر النفسية البشرية، أما حفظ المال والعرض فهما قبل البلوغ مسؤولية الأب والأم؛ لأنه ما زال في رعايتهما، وفي الحديث: (كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت)، وفي رواية: (من يعول)[1]، وفي الحديث الآخر: (من ولي يتيماً له مال فليتجر له، ولا يتركه حتى تأكله الصدقة)[2]؛ ومفهوم الحديث أن العائل مسؤول عن مال من يعول...



التربية الإيمانية:

التربية الإيمانية: هي تربية الطفل منذ نشأته على الارتباط بالله عز وجل في كل حركاته وسكناته، ومعرفة أركان الإيمان، وتعويده على أركان الإسلام، وتعليمه ما يناسب سنه من مبادئ الشريعة السمحة، وهذه التربية هي أهم بل وأول ما يبدأ به المربي مع ولده في تعليمه؛ لأنها تمثل قاعدة الانطلاق، والأساس لما بعدها من مجالات تربية الطفل.



والإيمان كما عرفه أهل العلم: (تصديق بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان)[3]، وهو مركب من قول وعمل، لذلك فإن مجال التربية الإيمانية يشمل في ذاته نوعين من التربية، أو قل البناء: التربية العقدية، والتربية العبادية.



التربية العقدية:

لا يستطيع الإنسان أن يحيا حياة مستقرة وصالحة بدون عقيدة يؤمن بها؛ فهو بطبيعته وفطرته يحتاج للإيمان بالله، والطفل في أصل خلقته يولد على ذلك، ولكن إذا ترك دون رعاية أو عناية فسوف ينشأ بدون أساس عقدي سليم، وقد ثبت في الحديث القدسي الصحيح الذي فيه يقول الله تعالى: (إني خلقت عبادي حنفاء؛ فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم)[4]. فالطفل إذا ترك على أصل خلقته، ولم يهوده أو ينصره أحد، فسوف تأتيه الشياطين، فلا بد أن يكون هناك من يعلمه ويربيه، ويغرس فيه الأصول الصحيحة للعقيدة، ليقاوم أثر الشيطان، وهذه التربية تأخذ ثلاثة أشكال، وكل شكل مترتب على ما قبله:

1- شكل الوقاية الإيمانية:

من آكد مسؤوليات الآباء والمربين تجاه أطفالهم وقايتهم إيمانيًّا من أية عوامل للانحراف الديني، وخاصة في مجال العقيدة، هذا الانحراف الذي قد يقوم به الآباء أنفسهم؛ كما جاء في الحديث: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة؛ فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه)[5]. وذلك بطريق مباشر ومتعمد، وقد يقوم به الآباء بطريق غير مباشر، فالأب الذي يدفع بطفله إلى المدارس الأجنبية، والمعاهد التنصيرية: يرضع من لبنها، يأخذ التوجيه على يد منصريها، والأب الذي يعهد بولده لأساتذة ملحدين: يلقنونه مبادئ الكفر، والأب الذي يجعل ولده يقرأ ما شاء من كتب الإلحاد والزندقة والفساد الديني، كل هؤلاء يسهمون بشكل غير مباشر في إفساد أولادهم وأطفالهم في عقيدتهم[6]؛ فمسؤولية الآباء في وقاية أطفالهم إيمانيًّا هامة وحتمية حتى يستطيعوا إقامة البناء الإيماني دون خوف من أية مؤثرات خارجية، بل تزيد في أنها على نفس الدرجة من أهمية البناء نفسه.



2- شكل البناء الإيماني:

ويستهدف ترسيخ الإيمان بأركانه في قلوب الأطفال حتى يكبروا وقد تأصل ذلك الأمر في نفوسهم، وركائز هذا البناء إنما تكون عن طريق أركان الإيمان الستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء خيره وشره، وربما يظن البعض أن ذلك الأمر يصعب فهمه على الطفل، وقد أورد الغزالي نصًّا ينفي ذلك؛ يقول في إحيائه: (واعلم أن ما ذكرناه في ترجمة العقيدة ينبغي أن يقدم إلى الصبي في أول نشوئه؛ ليحفظه حفظًا، ثم لا يزال ينكشف له معناه في كبره شيئًا فشيئًا، فابتداؤه الحفظ، ثم الفهم).



وبذلك يتضح السر وراء الأذان في أذن المولود اليمنى؛ ليكون أول ما يقرع أسماعه، وتهز أوتار قلبه كلمات التوحيد والإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم.



البرنامج العملي لشكل البناء الإيماني يكون في عدة نقاط:

أ- تعويد الطفل منذ بلوغه عامين على كلمة التوحيد، وكثرة ترديدها في كل مناسبة؛ حتى تترسخ هذه الكلمة في لسانه وقلبه.



ب- تحفيظ الولد حديث جبريل عليه السلام المذكور فيه أركان الإيمان، وحديث ابن عمر رضي الله عنهما المذكور فيه أركان الإسلام، ويمكن أن يكون في صورة منظومة؛ ليسهل حفظه.



جـ- إرشاد الطفل للإيمان بالله، وقدرته المعجزة، وإبداعه الرائع عن طريق التأمل والتفكر في خلق السموات والأرض، واستغلال الفرص المناسبة، وخلوات الطفل مع أبويه لإجراء حوار مناسب يلائم عقل الصغير، يعمل على تركيز معاني الفطرة في نفسه.



د- عدم إهمال أي سؤال من الطفل في جانب العقيدة، ورد كل ذلك لقدرة الله عز وجل، وعلمه ومشيئته جل وعلا، والعمل على تبسيط الإجابات دون التعمق فيها؛ كيلا يتشتت ذهنه، وكي يصل للإجابة المطلوبة.



هـ- تعريفه بنعم الله عز وجل في الكون والخلق والإنسان؛ كي يرتبط قلب الصبي بربه عز وجل فيعظمه، ويشكره على كل شيء، ومن المناسب استغلال أوقات الرحلات والنزهات في الحدائق والأماكن المفتوحة للتأمل في نعم الله، مع قراءة بعض سور القرآن المشتملة على نعم الله الكثيرة، والآيات الكونية: مثل سورة النحل، والروم، والنمل، وقراءة بعض الكتب: مثل كتاب (التبيان في علوم القرآن) لابن القيم رحمه الله.



و- العمل على غرس روح الخشوع والتقوى، والمراقبة لله عز وجل في كل تصرفاته، وذلك عن طريق قراءة بعض آيات القرآن التي تتحدث عن معية الله، وجزاء المتقين، وأثر الخشوع، متأسيًا في ذلك بالرسول صلى الله عليه وسلم عندما علَّم ابن عباس رضي الله عنهما وهو غلام يركب خلفه هذه المعاني الإيمانية، ويمكن استخدام أسلوب الترغيب والترهيب لمن يفعل شيئًا يحبه الله، أو شيئًا يبغضه، وهو أسلوب اتبعه آباؤنا قديمًا، وذلك عندما كانوا يقولون لنا: من يكذب مثلًا سوف يدخل النار، مع مراعاة عدم الإفراط في هذا الأسلوب كيلا تختل شخصية الطفل، وهذا الأمر يصاحبه تعليم الطفل أنه سيكون هناك حساب في اليوم الآخر، ومن يعمل صالحًا يدخله الله الجنة، ويقرب له المعنى بأن يقول له إذا فعلت كذا وكذا: كأن يقرأ سورة من القرآن، أو يطيع أمه طوال الأسبوع، فسوف يعطيه جائزة وهكذا، ثم يقول له: الله عز وجل -ولله المثل الأعلى- يجزي من أطاعه من عباده خيراً... فيقوى قلبه بذلك على الاستعداد لليوم الآخر.



ز- تربية الطفل على وجود خلق آخرين هم الملائكة، وهم حقيقة رغم أننا لا نراهم، هكذا يقرب المعنى في ذهن الولد، ويعلمه أن لهم وظيفة مثل وظيفة الناس؛ فيقول له هذا مثلًا طبيب، وهذا مهندس، أما الملائكة: فملك يكتب الحسنات، وآخر للسيئات، وآخر للموت، وآخر للمطر، وهكذا ويقرأ المربي لولده الأحاديث والآيات التي تصف الملائكة، ويرسخ وجودهم في ذهن الطفل، كي يستشعر معيتهم له؛ فإذا شعر الطفل بخوف في الظلام، أو أحس بالوحدة ذكره أبوه بوجود الملائكة المحبين للمؤمنين، وأنهم يحفظونه ويحمونه مما يؤذيه؛ فيكبر الولد وهذه العقيدة ثابتة في قلبه، راسخة رسوخ الجبال[7].



ح- تربية الطفل على الرضا بقضاء الله وقدره، ويقرأ له الآيات والأحاديث التي تتكلم عن ذلك، على أن يتم ذلك بصورة مبسطة؛ لأنها من الأمور الشائكة، وذلك عن طريق خطوط عريضة مثل القول له:

1- الله خلق العباد كلهم على الفطرة، وهو عالم بما سوف يكونون عليه من الهدى والضلالة.

2- كل ما يحدث، وما سوف يحدث بإذن الله ومشيئته.

3- الموت هو نهاية كل مخلوق مهما طال عمره.

4- الله إذا أخذ من العبد شيئًا، أو أعطاه شيئًا؛ فهو خير له.



ويقرأ له حديث: (عجبًا لأمر المؤمن...)[8] الحديث، وحديث ابن عباس رضي الله عنهما: (يا غلام ألا أعلمك كلمات...)[9] الحديث.



ط- ترسيخ حب النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الأطفال، وبذلك يتحقق الشطر الثاني من شهادة التوحيد، وذلك عن طريق سرد قصة حياته صلى الله عليه وسلم بصورة سهلة جميلة، محببة للنفوس، وهو من أكثر الأمور المؤثرة في نفس الأطفال؛ فالإنسان مفطور على حب المثل الأعلى، أو القدوة.





[1] "أبو داود" النكاح (1692)، "أحمد" مسند المكثرين (6459).




[2] "الترمذي" الزكاة (641).





[3] "مختصر معارج القبول" ص(181).




[4] "مسلم" صفة الجنة ونعيمها(2865).




[5] "البخاري" الجنائز (1358).




[6] "تربية الأولاد" (1 /164).





[7] "مسؤولية الأب" ص (159) بتصرف.




[8] "مسلم" الزهد والرقائق (2999).




[9] "أحمد" مسند بني هاشم (2800).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.76 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]