المناسبة بين اللفظ والمعنى - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60073 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 847 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-09-2019, 10:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي المناسبة بين اللفظ والمعنى

المناسبة بين اللفظ والمعنى
بليل عبدالكريم




أهل اللغة العربية كادوا يُطْبقون على ثبوت المناسبة بين الألفاظ والمعاني، وقد عقد ابنُ جنِّي في "الخصائص" بابًا في إِمساس الألفاظ أشبَاهَ المعاني[1]: اعلم أن هذا موضع شريف لطيف، وقد نبَّه عليه الخليل وسيبويه، وتلقَّته الجماعة بالقَبول له، والاعتراف بصحَّتِه.
قال الخليل: كأنَّهم توهَّموا في صوت الجُنْدُب استطالةً ومدًّا، فقالوا: صَرَّ، وتوهَّموا في صوت البازي تقطيعًا، فقالوا: صرصر. مناسبة التفعيل للمعنى:
قال سيبويه في المصادر التي جاءت على الفَعَلاَن: إنَّها تأتي للاضطراب والحرَكة؛ نحو: النَّقَزَان، والغَليان، والغَثيان، فقابلوا بِتَوَالي حركاتِ الأمثالِ توالِيَ حركات الأفعال.
قال ابنُ جني: وقد وجدتُ أشياء كثيرة من هذا النمط، من ذلك المصادر الرُّباعية المضعَّفة تأتي للتكرير؛ نحو: الزَّعْزَعَة، والقَلقلة، والصَّلصلة، والقَعْقَعَة، والْجَرْجَرة، والقَرْقَرة.
والفَعلى إنَّما تأتي للسرعة؛ نحو: البَشَكى، والجَمَزى، والوَلقى. ومن ذلك باب اسْتفعل جعلوه للطَّلب؛ لما فيه من تَقَدُّم حروفٍ زائدة على الأصول، كما يتقدَّم الطلبُ الفعل، وجعلوا الأفعالَ الواقعة عن غير طلب إنَّما تفجأُ حروفها الأصول، أو ما ضارع الأصول، فالأصولُ نحو قولهم: طعِم ووهَب، ودخل وخرج، وصعِد ونزل، فهذا إخبار بأصولٍ فاجأت عن أفعال وَقعت، ولم يكن معها دلالة تدلُّ على طلبٍ لها، ولا إعمال فيها، وكذلك ما تقدَّمت الزيادةُ فيه على سَمْت الأصل، نحو: أحسن، وأكرم، وأعطى، وأولى، فهذا من طريق الصِّيغة بوزن الأصل في نحو: دَحْرج وسَرْهف...[2].
وكذلك جعلوا تكريرَ العين في نَحو فرَّح وبَشَّر، فجعلوا قوَّة اللفظِ لقوَّة المعنى، وخصُّوا بذلك العين؛ لأنها أقْوَى من الفاء واللام؛ إذ هي واسطة لهما، ومكنوفةٌ بهما؛ فصارا كأنَّهما سِيَاج لها، ومَبْذولان للعَوارِض دونها؛ ولذلك تَجد الإعلالَ بالحذف فيهما دونها.
• قال الكفوي: الإحباب: أحب الشيء وحبه بمعنى، إلاَّ أنَّهم اختاروا أن بنوا الفاعلَ من لفظة "أحب"، والمفعول من لفظة: "حب"، فقالوا للفاعل: "مُحِبّ"، وللمفعول: "مَحبوب"؛ ليعادلوا بين اللفظين في الاشتقاق، على أنَّه قد سمع في المفعول: مُحَبّ. وأحببت عليه: بمعنى آثرت عليه، هذا هو الأصل، لكن في قوله - تعالى -: (أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي)[ص: 32] لَمَّا أُنِيبَ مناب (أنبت) عُدِّي بِتَعْديته.
والحُب بالضم: المحب.
والحِب بالكسر: المحبوب، وقد وضعوا للمحبة حرفين مُناسبين لها غاية المناسبة بين اللفظ والمعنى، حتى اعتبروا تلك المناسبة في الحركات خِفَّة وثقلة، وقد نظمتُ فيه:
وَأَثْقَلُ يُعْطِي لِلْأَخَفِّ كَعَكْسِهِ *** وَمَا هُوَ إِلاَّ مِنْ عَدَالَةِ عَادِلٍ
فَمَا وَجْهُ ضَمِّ الحَاءِ في الحُبِّ عَاشِقًا*** وَبِالْكَسْرِ في المَحْبُوبِ عَكْس التَّعادُلِ؟[3]
مقابلة اللفظ للصوت:
قال ابن جني[4]: فأمَّا مقابلة الألفاظ بما يُشاكِل أصواتها من الأحداث فبابٌ عظيم واسع، ونهج مُتْلَئب عند عارفيه مأموم؛ وذلك أنَّهم كثيرًا ما يَجعلون أصوات الحروف على سَمْت الأحداث المعَبَّر بها عنها، فيعدلونها بها، ويَحتذونها عليها، وذلك أكثر مما نقدِّره، وأضعاف ما نستشعره. من ذلك قولهم: خَضِم وقضِم، فالخَضْم لأكل الرطْب؛ كالبِطِّيخِ والقِثَّاء، وما كان من نحوهما من المأكول الرطب، والقضْمُ للصلب اليابس؛ نحو: قضِمَتِ الدَّابةُ شعيرها، ونحو ذلك. وفي الخبر: "قد يُدرك الخَضْم بالقَضْم"؛ أي: قد يدرك الرخاء بالشدة، واللِّين بالشَّظَف، وعليه قول أبي الدَّرْداء: "يَخْضَمون ونقضم، والموعد اللَّه"، فاختاروا الخاء لرخاوتها للرطب، والقاف لصلابتها لليابس؛ حَذْوًا لمسموع الأصوات على مَحْسوس الأحْداث. وقال الكسائيُّ: القَضْمُ للفرس، والخَضْمُ للإنسان.
وقال غيرُه: القَضْم بأطراف الأسنان، والخَضْم بأقْصى الأَضراس. ["تهذيب اللغة" 8/273]ومِن ذلك قولهم: النَّضْح للماء ونحوه، والنَّضْخ أقوى منه؛ قال اللَّهُ - سبحانه -: (فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ)[الرحمن: 66]، فجعلوا الحاء لرقتها للماءِ الخفيف، والخاءَ لِغَلظها لما هو أقوى منه. قال أبو عمرو: النَّضْح بالضاد المعجمة: الشَّرب دون الرِّيّ، والنَّصْح بالصاد المهملة: الشُّرب حتى يروى، والنَّشْح بالشين المعجمة دون النَّضْح بالضاد المعجمة ["غريب أبي عبيد" 2/479] ومن ذلك القدّ طولاً، والقطّ عرضًا؛ لأن الطاء أحصر للصوت، وأسرع قطعًا له من الدَّال، فجعلوا الطاء المناجزة لقطع العرض؛ لقربه وسرعته، والدَّال المماطلة لما طال من الأثر، وهو قَطْعه طولاً. قال الخليل: كأنَّهم توهموا في صوت الجُنْدُب استطالة ومدًّا، فقالوا: صَرّ، وفي صوت البازي تقطيعًا، فقالوا: صرصر. وقال الأَصْمعيّ من أصوات الخيل: الشّخِيرُ والنَّخِيرُ والكَريرُ؛ فالأوَّل من الفم، والثاني من المَنْخَرين، والثالث من الصَّدر. • وقالوا: الخَنَن في الكلام أشدُّ من الغَنَن، والخُنَّة أشدُّ من الغُنَّة؛ والأنِيتُ أشدُّ من الأنِين، والرَّنين أشدُّ من الحَنين، وكلها الخلاف بينها يتفاوت بين الحروف المتغايرة في القوة والشدة، واللين والخفة.
من ذلك:
• العَطْعَطَةُ بإهمال العين: تتابع الأصوات في الحرب وغيرها، والغَطْغَطة بالإعجام: صوت غَلَيَان القِدْر وما أشبهه.
• والجَرْجَرَة بالجيم: صوت جَرْعِ الماء في جوف الشَّارب، والخَرْخَرة بالخاء: صوت تردُّد النَّفَس في الصدْر، وصوت جَرْي الماء في مضيق، والغَرْغَرَة: صوتُ ترديد الماء في الحَلْق من غير مَجّ ولا إساغة، والقَرْقَرَة: صوتُ الشَّراب في الحلق، والدَّرْدَرَة: صوت الماء في بطون الأودية وغيرها، إذا تدافع فسمعت له صوتًا.
• والهَرْهَرَةُ: صوت تَرْديد الأسد زئيرَه، والكَهْكَهَة: صوت تردِيد البعير هديره، والوَعْوَعَة: صوت نُباح الكلب إذا ردَّده، والوَقْوَقَةُ: اختلاطُ الطير، والوَكْوَكَة: هدير الحمام.
• والزَّعْزَعَة بالزاي: اضطراب الأشياء بالريح، والرَّعْرَعَة بالراء: اضطراب الماء الصافي والشراب على وجه الأرض، والزَّغْزَغَة بالزاي وإعجام الغين: اضطراب الإنسان في خِفَّة ونَزَق.
• والكَرْكَرَة بالكاف: الضحك، والقَرْقَرَة بالقاف: حكاية الضحك إذا استغرب الرجل فيه، والقهقهة: علو الصوت بالضحك.
• والرَّفْرَفَة بالراء: صوت أجنحة الطائر إذا حَام ولم يَبْرح، والزَّفْزَفَة بالزاي: صوتُ حفيف الريح الشديدة الهبوب، وسَمِعْتُ زفزفةَ الموكِب إذا سمعت هَزيزَه.
• الرَّنين: إذا أخرج المكروب أو المريض صوتًا رقيقًا فهو، فإن أخفاه فهو الهَنِينُ، فإن أظهره فخرج خافيًا فهو الحَنِينُ، فإن زاد فيه فهو الأنين، فإن زاد في رَفعه فهو الخَنِين.
مناسبة بين اللفظ للحركات:
قال ابن القيم: "وهذا مطرد على أصل من أثبت المناسبة بين اللفظ والمعنى، كما هو مذهب أساطين العربية، وعقد له أبو الفتح ابن جني بابًا في "الخصائص"، وذكره عن سيبويه، واستدل عليه بأنواع من تناسُب اللفظ والمعنى، ثم قال: ولقد مكثْتُ برهة يَرِد عليَّ اللفظ لا أعلم موضوعَه، فآخذ معناه من قوة لفظه، ومناسبة تلك الحروف لذلك المعنى، ثُمَّ أكشفه فأجده كما فهمته أو قريبًا منه، فحكيتُ لشيخ الإسلام هذا عن ابن جني، فقال: "وأنا كثيرًا ما يجري لي ذلك"، ثم ذكر لي فصلاً عظيمَ النفع في التناسُب بين اللفظ والمعنى، ومناسبة الحركات لمعنى اللفظ، وأنَّهم في الغالب يجعلون الضمة التي هي أقوى الحركات للمعنى الأقوى، والفتحة الخفيفة للمعنى الخفيف، والمتوسطة للمتوسط، فيقولون:
• "عَزَّ يعَز" بفتح العين، إذا صلب، و"أرض عزاز": صلبة، ويقولون: "عَزَّ يعِز" بكسرها، إذا امتنع، والممتنع فوق الصلب، فقد يكون الشيءُ صلبًا، ولا يَمتنع على كاسره، ثم يقولون: "عزَّه يعُزُّه" إذا غلبه؛ قال الله - تعالى - في قصة داود - عليه السلام -: (وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ)[ص: 23]، والغلبة أقوى من الامتناع؛ إذ قد يكون الشيء ممتنعًا في نفسه، متحصنًا من عَدُوِّه، ولا يغلب غيره، فالغالب أقوى من الممتنع، فأعطوه أقوى الحركات، والصلب أضعف من الممتنع فأعطوه أضعف الحركات، والممتنع متوسط بين المرتبتين، فأعطوه الحركة الوسط.
• "ذِبح" بكسر أوله للمحل المذبوح، و"ذَبح" بفتح أوله لنفس الفعل، ولا ريب أن الجسم أقوى من العَرَض، فأعطوا الحركة القوية للقوي، والضعيفة للضعيف.
• نهِب ونهَب، بالكسر للمنهوب وبالفتح للفعل.
• مِلء ومَلء، بالكسر لما يملأ الشيء، وبالفتح للمصدر الذي هو الفعل.
• حِمل وحَمل، فبالكسر لما كان قويًّا مرئيًّا مثقلاً لحامله على ظهره أو رأسه، أو غيرهما من أعضائه، والحَمل بالفتح لما كان خفيفًا غير مثقل لحامله؛ كحمل الحيوان، وحمل الشجرة به أشبه ففتحوه.
• وتأمَّل كونَهم عكسوا هذا في الحِبِّ والحُبِّ، فجعلوا المكسور الأول لنفس المحبوب، ومضمومه للمصدر؛ إيذانًا بخفة المحبوب على قلوبهم، ولطف موقعه من أنفسهم، وحلاوته عندهم، وثقل حمل الحب ولزومه للمحب كما يلزم الغريم غريمه؛ ولهذا يسمى غرامًا، ولهذا كثر وصفهم لتحمله بالشدة والصعوبة، وإخبارهم بأن أعظمَ المخلوقات وأشَدَّها من الصخر والحديد ونحوهما لو حمله لذاب ولم يستقل به، كما هو كثير في أشعار المتَقَدّمين والمتأخِّرين وكلامهم، فكان الأحسن أن يعطوا المصدر هنا الحركة القوية، والمحبوب الحركة التي هي أخف منها.
• ومن هذا قولهم: (قبْض)، بسكون وسطه للفعل، و(قَبَض) بتحريكه للمقبوض، والحركة أقوى من السكون، والمقبوض أقوى من المصدر.
• ونظيره: (سبْق)، بالسكون للفعل، و(سَبَق) بالفتح للمال المأخوذ في هذا العقد.
وتأمل قولهم: دار دَوَرانًا، وفارت القِدْر فَوَرانًا، وغلت غليانًا، كيف تابعوا بين الحركات في هذه المصادر؛ لتتابع حركة المسمى، فطابق اللفظ المعنى"[5].
المناسبة بين اللفظ وحروفه:
نقل أهل أصول الفِقه عن عبَّاد بن سليمان الصيمري من المعتزلة أنَّه ذهَب إلى أن بين اللفظ ومدلوله مناسبةً طبيعية حاملة للواضع على أن يضع، وكان بعضُ من يرى رأيه يقول: إنه يعرفُ مناسبةَ الألفاظِ لمعانيها، فَسُئِل ما مُسَمَّى "إذغاغ"؟ وهو بالفارسية "الحجر"، فقال: أجدُ فيه يُبْسًا شديدًا، وأراه الحجر[6].
قال ابنُ القيم: "تأمَّل قولَهم: حجر وهواء، كيف وضعوا للمعنى الثقيل الشديد هذه الحروف الشديدة، ووضعوا للمعنى الخفيف هذه الحروف الهوائية التي هي من أخفِّ الحروف.
وهذا أكثر من أن يحاط به، وإن مد الله في العمر وضعتُ فيه كتابًا مستقلاًّ - إن شاء الله تعالى-"[7]. وعلى ذا المذهب حكى عن معنى الفقه الزمخشري، فقال: الفقه - حقيقة -: الشقُّ والفتح؛ لأنَّ الفاء والقاف وما يتبعهما في العربية تدل على هذا المعنى: فقأ/ فقح/ فقص/ فقر... إلخ، والفقيه الذي يشق الأحكام، ويبحث في حقائقها، ويفتح ما استغلق منها[8].
قال ابن دُريد: المدُّ والمتُّ والمطُّ متقاربةٌ في المعنى. ومن ذلك الجُفّ بالجيم: وعاءُ الطَّلْعة إذا جَفت، والخُفُّ بالخاء: الملبوس، وخفُّ البعير والنعامة، ولا شكَّ أن الثلاثة أقوى وأجلَد من وعاءِ الطَّلعة، فخُصَّت بالحاءِ التي هي أعلى من الجيم[9]. وفي "ديوان الأدب" للفارابي: الشَّازِب: الضَّامر من الإبل وغيرها، والشاصب: أشد ضُمْرًا من الشَّازب.
وفيه قال الأصمعي: ما كان من الرياح من نفخ فهو برد، وما كان من لفح فهو حَرٌّ. قال ابن القيم: "وقيل - في اللهم -: زيدت الميم للتعظيم والتفخيم، كزيادتها في "زُرْقُم" لشديد الزرقة، و"ابنم" في الابن، وهذا القول صحيح، ولكن يَحتاج إلى تتمة، وقائله لحظ معنى صحيحًا لا بُدَّ من بيانه، وهو أن الميم تدل على الجمع وتقتضيه، ومخرجها يقتضي ذلك"[10].
قال ابن فارس في "المقاييس": "الصاد والميم أصلٌ يدُلُّ على تضامٍّ - اجتماع - الشيء، وزوال الخرق والسَّم.
يعني الصاد مع الميم تدل على اجتماع أجزاء الشيء، وتَماسكها بقوةٍ؛ حيث لا توجد مَسَام، ولا خروق، ولا خلل، ولا ثغرات، فلا يخترقه، ولا يجزئه، ولا يضعفه شيءٌ آخر.
من ذلك:
• الصَّمم في الأذن لانسداد السمع؛ حيث لا يخترقه الصوت.
• صمام القارورة: وهو سدادها يسد الفرجة ولا يُخْتَرق.
• الحجر الأصم: الصلب المُصْمَتُ (ليس بأجوف)، فهو مجتمع متماسك قوي.
وكذلك الصّمَّة: الذكر من الحيات، وكذلك الأسد، أو كأنه لا وصولَ أو اختراق له بوجه"[11].
• صميم الشيء: خالصه؛ حيث لم يدخل إليه ولم يختلط به ما يفرقه ويضعفه.
وذكر ابن فارس: "الصاد والميم والدال: أصلان:
أحدهما: القصد، والآخر: الصلابة".
والثاني: الصلابة؛ حيث اجتمع الشيء بعضه إلى بعض، وتضام بشدة ولم يكن فيه خلو، وازداد تَماسُكه وقوته حتى صار صلْبًا، وعبر عن هذا المعنى بتثليث الصاد والميم والدال، والدال حرف قوي، وتظهر قوته عند النطق به.
المناسبة بين تقارب الحروف وتقارب المعنى:
وذا كثير في كلام العرب؛ إذ الحُرُوف تقاطيع صوْتيَّة، بينها تقاربات في الإيقاع والمخرج والصفة، كمقاربة الصاد للضاد، والسين للصاد، والتاء للطاء، ومثال ذاك: قال ابن جني: ومن ذلك قولهم: قَرَتَ الدمُ، وقرِد الشيء وتقرَّد، وقَرَط يَقْرُط، فالتاء أخفت الثلاثة، فاستعملوها في الدم إذا جَفَّ؛ لأنه قَصْد ومستخَفّ في الحِسّ عن القَرْدَد الذي هو النبَاك في الأرض ونحوها، وجعلوا الطاء - وهي أعلى الثلاثة صوتًا - (للقرط) الذي يسمع. ومن ذلك قولهم: الوَسِيلة والوَصِيلة، والصاد - كما ترى - أقوى صوتًا من السين؛ لما فيها من الاستِعلاء، والوَصِيلةُ أقوى معنًى من الوسيلة، وذلك أن التوسُّل ليست له عِصْمة الوصل والصلةِ، بل الصلة أصلها من اتِّصال الشيء بالشيء ومماسَّتِه له، وكونه في أكثر الأحوال بعضًا له، كاتِّصال الأعضاء بالإنسان وهي أبعاضه ونحو ذلك، والتوسُّل معنى يضعف ويصغر أن يكون المتوسِّل جزءًا أو كالجزء من المتوسَّل إليهِ، وهذا واضح، فجعلوا الصاد لقوَّتِها للمعنى الأقوى، والسين لضعفها للمعنى الأضعف. ومن ذلك قولهم: صعِد وسعِد، فجعلوا الصاد - لأنها أقوى - لما فيه أثر مشاهَد يُرىَ، وهو الصعود في الجبل والحائط ونحو ذلك، وجعلوا السين - لضعفها - لما لا يظهر ولا يشاهَد حِسًّا، إلا أنه مع ذلك فيه صعود الجَدِّ، لا صعود الجِسم، ألا تراهم يقولون: هو سعيد الجَدِّ، وهو عالي الجَدِّ، وقد ارتفع أمره وعلا قَدْره، فجعلوا الصاد لقوَّتِها مع ما يشاهَد من الأفعال المعالَجة المتجشَّمة، وجعلوا السين لضعفِها فيما تعرفه النفس، وإن لم تَره العين، والدلالة اللفظية أقوى من الدلالة المعنوية... فالأَثر فيها أقوى فكانت بالحرف الأقوى - وهو الصاد - أحرى. ومن ذلك أيضًا سدّ وصدّ، فالسُّدُّ دون الصُّدِّ؛ لأن السدَّ للباب يُسدُّ، والمَنظَرة ونحوها، والصُّدّ جانب الجَبَل والوادِي والشِّعْب، وهذا أقوى من السدِّ، الذي قد يكون لثَقْب الكُوز ورأس القارورة ونحو ذلك، فجعلوا الصاد لقوَّتِها للأقوى، والسين لضعفها للأضعف. ومن ذلك القَسْم والقَصْم، قالقَصْم أَقوى فِعْلاً من القسم؛ لأنَّ القصم يكون معه الدقُّ، وقد يقسم بين الشيئين فلا يُنْكأ أحدهما، فلذلك خُصَّت بالأقوى الصادُ، وبالأضعف السينُ. ومن ذلك تركيب (ق ط ر)، و(ق د ر)، و(ق ت ر)، فالتاء خافية متسفّلة، والطاء سامِية متصعّدة، فاستُعمِلتا - لتعاديهما - في الطَّرَفين، كقولهم: قُتْر الشيء وقُطْره، والدال بينهما، ليس لها صعود الطاء، ولا نزول التاء، فكانت لذلك واسطة بينهما، فعبَّر بها عن معظَم الأمر ومقابلته، فقيل: قَدْر الشيء لِجماعِه ومحر نَجمهِ، وينبغي أن يكون قولهم: قَطَر الإناءُ الماءَ ونحوه إنَّما هو (فَعَل) من لفظ القُطْر ومعناه؛ وذلك أنه إنَّما ينقط الماءَ عن صفحته الخارجة وهي قُطْره، فاعرف ذلك[12].
في الإبدال لابن السكِّيت يقال: القَبْصة أصغرُ من القَبْضة، قال في الجمهرة: القَبْصُ: الأخذُ بأطراف الأنامل، والقَبْضُ: الأخذ بالكفِّ كُلِّها.
• وفي "الغريب المصنَّف" عن أبي عَمْرو: "هذا صَوْغُ هذا، إذا كان على قَدْره، وهذا سَوْغُ هذا، إذا وُلِدَ بعد ذاك على أَثره.
ويقال: نَقَبَ على قومه ينقُب نِقابةً من النَّقيب وهو العَرِيف، ونكَب عليهم ينكُب نِكابةً، وهو المَنْكِب، وهو عَون العَرِيف.
وقال الأصمعي: الهَتْل من المطر أصغرُ من الهَطْل"[13]. في الجمهرة:
• والجَمْجَمَة بالجيم: أن يُخْفِي الرجلُ في صدره شيئًا ولا يُبْدِيه، والحَمْحَمَةُ بالحاء: أن يردِّد الفرسُ صوتَه ولا يَصْهَل.
• والدَّحْدَاح بالدال: الرجل القصير، والرَّحْرَاح بالراء: الإناء القصير الواسع.
• والحَفْحَفَةُ بالحاء: حفيفُ جَنَاحي الطائر، والجَفْجَفَةُ بالجيم: هَزِيز المَوْكِب وحَفِيفُه في السير.
• ورجل دَحْدَح بفتح الدالين وإهمال الحاءين: قصير، ورجل دُخْدُخ بضم الدَّالين وإعجام الخاءين: قصيرٌ ضخْم.
• والسَّغْسَغَةُ بإهمال السين: تحريك الشيء من موضعه؛ لِيُقْلَعَ مثل الوَتَدِ وما أشبهه، ومثل السن، والشَّغْشَغَةُ بالإعجام: تحريك الشيء في موضعه؛ ليتَمكَّن، يقال: شَغْشَغ السِّنان في الطَّعْنة إذا حرَّكه؛ ليتمكّن. • والوَسْوَسَةُ بالسين: حركة الشيء كالحَلْي، والوَشْوَشة بالإعجام: حركة القوم، وهَمْسُ بعضِهم إلى بعض. وفي "فقه اللغة" للثعالبي: إذا انْحَسَرَ الشَّعرُ عن مقَدَّم الرأسِ، فهو أَجْلَحُ، فإن بلغ الانحسارُ نصف رأسِه، فهوَ أَجْلَى وأَجْلَه.
وفيه: النَّقْشُ في الحائط، والرَّقْشُ في القِرْطاس، والوَشْمُ في اليد، والوَسْمُ في الجِلْدِ، والرَّشْمُ على الحِنْطَة والشَّعير، والوَشْيُ في الثوب.
وفيه الحَوَص: ضِيقُ العينين، والخَوَص غُؤُورُهُما مع الضِّيق.
وفيه: اللَّسْب من العقرب، واللَّسع من الحية.
وفيه: وسَخُ الأُذنِ أُفٌّ، ووسَخ الأظفار تُفٌّ.
وفيه: اللِّثَامُ: النِّقاب على حَرْف الشَّفة، واللِّغَامُ على طرف الأنف.
وفيه: الضَّرْب بالرَّاحة على مُقَدَّم الرأس: صَقْعٌ، وعلى القَفَا: صَفْعٌ، وعلى الخَدِّ بِبَسْطِ الكَفِّ: لَطْمٌ، وبقَبْضِ الكَفِّ: لَكْمٌ، وبِكلْتَا اليَدَيْنِ: لَدْمٌ، وعلى الجَنْبِ بالإصْبَعِ: وَخْزٌ، وعلى الصدْر والجَنْبِ: وَكْزٌ ولَكْزٌ، وعلى الحَنَكِ والذَّقَنِ: وَهْزٌ ولهْزٌ.
وفيه يُقَالُ: خَذَفَه بالحَصى، وحَذَفَه بالعصا، وقَذَفَه بالحجر[14].
اختصار المعاني في المباني:
جعلت العرب للفظ دلالات تتغير بتبدل التراكيب، وتوارد السياق وتدارك اللحاق، كما جَعَلَتْ لكثير من المعاني التي يقتضيها اللفظ في التراكيب المتنوعة مبانِيَ مناسبة كيما تختصر؛ لذا تجد العرب تعرب عن مرادها بأقل المفردات، فكانتْ تحكم المعاني في دلالات المباني، وإذ الباب واسع، وما يواري الباب سعته من اتِّساع بابه، اقتضى الاختصارُ ضربَ المثل، فيكون الكلام بما قَلَّ، غير أنه للمراد أدل، وللفهم أجل. مثال ذاك: لفظ "النظر"، فهو تقليب للبصر مع استغراق وقت؛ إذ يقاربه في المعنى الانتظار، فلا يكون النظر بسرعة بل بتمهُّل؛ لأنَّ الغايةَ من تقليب البصر وتحديق العين الوصولُ إلى إدراك المنظور إليه؛ لتحصلَ منه الرؤية، وقد يراد به التأمل والفحص، والمعرفة الحاصلة بعد الفحص، وهي الرويَّة، واستعمالُ النظر في البصَر أكثرُ عند العامة، وفي البصيرة أكثر عند الخاصة[15].
فيقال: نظرت إلى كذا، إذا مددت طرفك إليه، رأيته أم لم تره، ونظرت فيه: إذا رأيته وتدبرته، ونظرت له: رحمته، وإليه: رأيته، وعليه: غضب عليه، ونظره انتظره[16]. وللنظر أحوال مختلفة وكيفيات متنوِّعة نفصل منها[17]:
• إذا نظر الإنسان إلى الشيء بمجامع عينه، قيل: رَمَقَهُ.
• فإن نظر إليه من جانب أذنه، قيل: لَحَظَهُ.
• فإن نظر إليه بعجلة، قيل: لَمَحَهُ.
• فإن رماه ببصر مع حِدة نظر، قيل: حَدَجَهُ بطرفه.
• فإن نظر إليه بشدة وحِدَّة، قيل: أرْشَقَهُ، وأسَفَّ النظر إليه.
• فإن نظر إليه نظر المتعجب منه، والكاره له، والمبغض إياه، قيل: شَفَنَه، وشفن إليه.
• فإن أعاره لحظ العداوة، قيل: نظر إليه شزرًا.
• فإن نظر إليه بعين المحبة، قيل: نظر إليه نظرة ذي "عَلَقٍ".
• فإن نظر إليه نظر المستثبت، قيل: توضَّحَه.
• فإن نظر إليه واضعًا يده على حاجبه، مستظلاًّ بها من الشمس؛ ليستبين المنظور إليه، قيل: استكَفَّه، واستوضحه، واستشرفه.
• فإن نشر الثوب ورفعه؛ لينظر إلى صفاقته، أو سخافته، أو يرى عوارًا إن كان به، قيل: استشفَّه.
• فإن نظر إلى الشيء كاللمحة ثم خفي عنه، قيل: لاحَهُ، لَوْحَةً.
• فإن نظر إلى جميع ما في المكان حتى يعرفه، قيل: نفضه نفضًا.
• فإن نظر في كتاب أو حساب؛ ليُهذبه، أو ليستكشف صِحَّته وسقمه، قيل: تصفَّحه.
• فإن فتح جميع عينيه لشِدَّة النظر، قيل: حَدَّق.
• فإن لألأهُما قيل: بَرَّق عينيه.
• فإن انقلب حملاق عينيه، قيل: حمْلَقَ.
• فإن غاب سوادُ عينيه من الفزع، قيل: برِق بصره.
• فإن فتح عَيْن مُفَزَّعٍ أوْ مهدَّدٍ، قيل: حَمَّجَ.
• فإن كسر عينيه في النظر، قيل: دَنْقَسَ، وطَرْفَشَ.
• فإن نظر إلى أفق الهلال ليلته ليراه قيل: تَبصَّرَه.
• فإن أتبع الشيء بصره، قيل: أَثْأَرَهُ بَصَرَهُ. غير أنَّ غالب ما ورد في القرآن الكريم من اللفظ، كان المراد به التأمُّل والتحَرِّي، فلم يكن المراد التوقُّف عند التحديق، بل التجوز إلى التفكر والتروي. فانْظُرْ إلى هذه الفُروق وأشباهها باختلاف الحرف بحسب القوَّة والضَّعف، وذلك في اللغة كثيرٌ جدًّا، وفيما أوردناه كفاية. وانْظر إلى بديع مناسبةِ الألفاظ لمعانيها، وكيف فَاوَتَت العربُ في هذه الألفاظ المُقْتَرنة المتقاربة في المعاني، فجعلت الحرفَ الأضْعف فيها والألْين والأخْفَى والأسْهل والأهْمس لِمَا هو أدْنى وأقلّ وأخفّ عملاً أو صوتًا، وجعلت الحرفَ الأقْوى والأشدَّ والأظهر والأجهر لِمَا هو أقوى عملاً وأعظم حِسًّا، ومن ذلك المدُّ والمطُّ، فإنَّ فعْلَ المطِّ أقوى؛ لأنه مدٌّ وزيادةُ جَذْب، فناسَب الطاء التي هي أَعْلى من الدال.
_____________
[1] "الخصائص"، أبو الفتح عثمان بن جني، عالم الكتب، بيروت، تح: محمد علي النجار، ج2، ص152.
[2] المصدر نفسه، ج2، ص153.
[3] "الكليات"، لأبي البقاء الكفوي، ص: 65.
[4] "الخصائص"، ابن جني، ج2، ص157.
[5] "التفسير القيم"، ابن القيم، ج1، ص 333.
[6] "المزهر في علوم اللغة وأنواعها"، جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي، ص 16.
[7] "التفسير القيم"، ابن القيم، ج1، ص 333.
[8] "الفروق اللغوية"، أبو هلال العسكري، دار زاهد القدسي، القاهرة، د. ت، ص69.
[9] "المزهر في علوم اللغة وأنواعها"، جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر، ص41.
[10] "التفسير القيم"، ابن القيم، ج1، ص 334.
[11] "مقاييس اللغة"، أبو الحسين أحمد بن فارِس بن زكَرِيا، المحقق: عبدالسَّلام محمد هَارُون، دار اتحاد الكتاب العرب، القاهرة، ط (1)، 2002م، ج3، ص216.
[12] "الخصائص"، ابن جني، ج2، ص (160 - 162).
[13] "المزهر"، عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي، ص17.
[14] "فقه اللغة وسر العربية"، عبدالملك الثعالبي، ص (1، 13).
[15] "المفردات"، الراغب، ص 499.
[16] "الكليات"، الكفوي، ص 905.
[17] "فقه اللغة وسر العربية"، عبدالملك الثعالبي، ص (118 - 119)
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.67 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]