تعريف الإسلام والإيمان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2019, 10:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,466
الدولة : Egypt
افتراضي تعريف الإسلام والإيمان

تعريف الإسلام والإيمان
احمد صالح حسين الجبوري

تعريف الإسلام والإيمان :
تَعريفُ الإسلامِ :
لغةً : الاستسلامُ والانقيادُ ، يُقالُ فلانٌ مُسلمٌ أي : مُستَسلمٌ لأمرِ الله([1]).
اصطلاحاً : (( هو الاستسلامُ لله لا لِغَيرهِ ، بِأن تَكُونَ العبادةُ والطاعةُ لَهُ والذلُّ ، وهو حَقيقةُ لا اله إلا الله ))([2]).
تعريف الإيمانِ :
لُغةً : (( هوَ مَصدرُ آمنَ يؤمِنُ إيماناً فَهو مؤمِنٌ ، واتَّفق أهلُ العلمِ مِن اللُّغويين وَغيرِهِم : أنَّ الإيمانَ مَعناهُ التَّصديقُ ، قَال الله تَعالى : قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الحجرات: ١٤]))([3]).
وَنَقلَ الإمامُ مُحمَّد بن نَصر المروزيّ([4])عن طائفةٍ مِن أهلِ السُّنـةِ : ((والإيمانُ في اللغةِ : هوَ التصديقُ ،وَمَعنى التَّصديق : هُوَ المعرفةُ باللهِ والاعترافُ لَهُ بالربوبيةِ بِوَعدهِ ووعيدهِ وَوَاجِبِ حَقِّهِ وَتََحقيقِ مَا صَدَّقَ بِهِِ مِن القَولِ والعَمَلِ ))([5]).
وأمَّا الشيخُ الألبانيُّ فإنهُ لَم يَخرُج في تَعريفِهِ للإيمانِ لُغةً عَن تَعريفِ السَّلف ، بَل تَبِعَ السَّلَفَ على هذا التَّعريفِ ، فَقَالَ : ((إنَّ الإيمانَ لغةً بمعنى التصديق ، وهذا ما تَدُلُّ عَلَيهِ لُغَةُ القُرآنِ ))([6]).
اصطلاحاً : هُوَ قَولُ اللِّسانِ، وَعَمَلُ الجوارحِ، وَتَصديقُ القَلبِ ، وَقَد اختَلفت عِباراتُ السَّلفِ في تَفسيرِ الإيمانِ وَتَباينتْ ، وَلكنَّها جَميعـاً تَرجِعُ إلى مَعنىً واحدٍ أو مَعانٍ مُتَقاربةٍ :
قَالَ شَيخُ الإسلامِ ابن تيميَّة : ((وأجمعَ السَّلفُ أنَّ الإيمانَ قَولٌ وَعَملٌ ، يَزيدُ وَيَنقصُ ، وَمَعنى ذلكَ أنَّهُ قَولُ القَلبِ وَعَملُ القَلبِ ، ثمَّ قَولُ اللِّسانِ وَعَملُ الجوارحِ، فأمَّا قَولُ القَلبِ فَهوَ التَّصديقُ الجازِمُ بالله وملائكتِهِ وَكتُبهِ وَرُسلهِ واليومِ الآخرِ ، وَيَدخُلُ فِيهِ الإيمانُ بِكُلِّ ما جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ ))([7]) .
وَقَالَ اللالَكائِيُّ([8]) : ((أخبرنا مُحمَّد بن رزقِ الله قالَ : أخبَرَنا أحمد بن حمدان قالَ: حدَّثنا أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم قالَ : أرسَلَ رجُلٌ مِن أهلِ خُراسانَ إلى أبي ثورٍ إبراهيمِ بن خالدٍ([9]) بِكِتابٍ يَسألُ عن الإيمانِ : مـا هُوَ ؟ وَيَزيدُ وينقُصُ ؟ وَقَولٌ؛ أو قَولٌ وَعَملٌ ؟ أو : وَقَولٌ وَتَصديقٌ وَعَملٌ ؟ فأجابهُ : إنَّه التَّصديقُ بالقلبِ ، والإقرارُ باللسانِ وَعَمَلُ الجَوارِحِ ))([10]) .
وَقَال الإمامُ الآجريُّ([11]) : (( الذي عَلَيهِ عُلماءُ المسلمينَ : أنَّ الإيمانَ وَاجِبٌ على جَميعِ الخَلقِ، وَهوَ تَصديقٌ بالقَلبِ ، وإقرارٌ باللسانِ ، وَعَمَلٌ بالجوارِحِ ))([12]).
وَهذا الذي ذَكرتُه مِن تَعريفِ الإيمانِ هو مَذهب عامَّةِ السَّلف ؛ ومِنهُم على سَبيلِ التَّمثيلِ لا الحصرِ : الأئمةُ : مالك([13]) والشافعيّ([14]) واحمد([15]) ، وكذا مجاهد([16]) وطاووس([17])، والحسن البصري([18]) وعطاء([19]) وعبيدِ الله بن عمر([20]) ومَعمر بنِ راشد([21]) والاوزاعيِّ([22]) وسفيانَ الثوري([23]) وعبدِ الله بن المبارك([24]) والنخعيِّ([25]) وسفيانَ بن عيينة([26]) وإسحاقَ بن راهويه([27])وأهل المدينةِ وأهل الظاهرِ وَعامَّة عُلماءِ السنةِ([28]).
قَالَ شيخُ الإسلامِ ابن تيميَّة : (( إنَّ من قَالَ من السَّلفِ : الإيمانُ قولٌ وعملٌ ، أرادَ قَولَ القَلبِ واللسانِ وَعَملَ القَلبِ والجوارحِ ، وَمَن أرادَ الاعتقادَ رأى أنَّ لَفظَ القولِ لا يُفهَمُ مِنهُ إلا القولُ الظَّاهرُ ، أو خَافَ ذلكَ فـَََََزَادَ الاعتقادَ بالقلبِ ، وَمَن قَالَ : قَولٌ وعَملٌ ونيَّةٌ ، قَال : القَولُ يتناولُ الاعتقادَ وَقَولَ اللِّسانِ ، وأمَّا العَمَلُ فَقَد لا يُفهمُ مِنه النيَّة فزادَ ذلكَ ، وَمَن زادَ اتِّباع السُّنة فلأنَّ ذلكَ كلَّهُ لا يَكونُ مَحبوباً لله إلا باتِّباعِ السُّنةِ ، وأولئك لم يُريدوا كلَّ قَولٍ وَعَملٍ ، إنما أرادوا مَا كَانَ مَشروعاً مِن الأقوالِ والأعمالِ ، وَلكن كَانَ مَقصُودُهم الردُّ على المرجِئَةِ الذين جَعَلوهُ([29]) قَولاً فَقَط ، فَقالـوا([30]) : بَل هُوَ قَولٌ وعَمَلٌ ، والذينَ جَعَلوهُ أربعةَ أقسامٍ فَسَّروا مُرادَهُم كما سُئلَ سهلُ بن عبد الله التستريّ عنِ الإيمانِ ما هوَ ؟ فقالَ : قَولٌ وَعَمَلٌ وَنيَّةٌ وَسُنَّةٌ ، لأنَّ الإيمانَ إذا كانَ قَولاً بِلا عَمَلٍ فَهوَ كُفرٌ ، وإذا كَانَ قَولاً وَعَمَلاً بِلا نيَّةٍ فَهوَ نِفاقٌ ، وإذا كَانَ قَولاً وَعَمَلاً وَنيةً بِلا سُنَّةٍ فَهُوَ بِدعَةٌ ))([31]) .
ثانياً : الفَرْقُ بين الإسلامِ والإيمانِ :
الَّذي عَليهِ جمهورُ أهلِ السُّنةِ والجماعةِ : هُوَ أنَّ مُسمَّى الإسلامِ غَيرُ مُسمَّى الإيمانِ، ويَظهرُ ذلك جليَّاً في حَديثِ جِبريلَ الذي رَواه الإمام مُسلم عن عمرَ بن الخطابِ رضي الله عنهُ قَالَ :
( بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعرِ لَا يُرَى عليه أَثَرُ السَّفَرِ ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حتى جَلَسَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ على فَخِذَيْهِ وقال: يا محمد أَخْبِرْنِي عن الْإِسْلَامِ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إن اسْتَطَعْتَ إليه سَبِيلًا قال صَدَقْتَ، قال فَأَخْبِرْنِي عن الْإِيمَانِ قال : أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قال : صَدَقْتَ ،0 ثُمَّ قال لي يا عُمَرُ أَتَدْرِي من السَّائِلُ ؟ قلت : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قال : فإنَّه جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ )([32]) ؛ فقد فرَّق النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بينَ الإسلامِ والإيمانِ، والتَّفريقُ يدلُّ على المغايَرةِ ؛ قـال شيخُ الإسلامِ ابن تيمية([33]) :
((قد فرَّق النبيُّ في حَديثِ جِبريلَ عليهِ السَّلامُ بَين مُسمَّى الإسلامِ وَمُسمَّى الإيمانِ وَمُسمَّى الإحسانِ،بَل جَعَلَ النبيُّ الدِّينَ ثلاثَ درجاتٍ : أعلاها الإحسانُ، وأوسَطها الإيمانُ، وَيَليه الإسلامُ، فَكُلُّ مُحسِنٍ مُؤمنٌ، وَكُلُّ مُؤمنٍ مُسلمٌ، وَلَيسَ كُلُّ مُؤمنٍ مُحسِنا، ولا كلُّ مُسلِمٍِ مُؤمنا )) ([34]).
وَيَرَونَ كَذلك أنَّهما يَختَلفانِ بِحسَبِ الإنفرادِ والإقترانِ؛ فَعِندَ ذِكرِهِما جَميعاً يُفسَّر الإسلامُ بأعمَالِ الجَوارحِ ، وَعِندَ الإنفرادِ يَكُونُ كُلَّا مِنهُما شامِلاً للآخر ، مِثل قَولِهِ تعالى :حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَ ةُ وَالْمَوْقُوذَة ُ وَالْمُتَرَدِّي َةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [ المائدة: ٣] ، وقوله : إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنفال: ١٩]، وهذا يَشمَلُ الإسلامَ والإيمان([35]).
وَلا أدلَّ على التفريقِ بَينَهُما مِن قَولِهِ تَعَالى : قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الحجرات: ١٤]، وَقَد أورَدَ الإمامُ الطَّبَريُّ([36])في تَفسِيرِ هذه الآيةِ أقوالاً كَثيرةً مَرفُوعةً وَمَوقُوفةً تَدُلُّ بِمُجمَلِها أنَّ مُسمَّى الإسلامِ غَيرُ مسمَّى الإيمانِ ، واختارَ هذا القَولَ وَرَجَّحَهُ رَحِمَهُ الله([37]).
قالَ الحافِظُ ابن كثير([38])-رحمه الله- في الآيةِ المتقدِّمةِ :
(( وَقَد استُفيدَ مِن هذهِ الآيةِ الكريمةِ أنَّ الإيمانَ أخَصُّ من الإسلامِ كَما هُو مَذهَبُ أهلِ السُّنةِ والجماعةِ، وَيَدلُّ عَليهِ حَديثُ جِبريلَ عَليهِ الصلاةُ والسَّلامُ حِينَ سَأَلَ عن الإسلامِ ثُمَّ عن الإيمانِ ثُمَّ عن الإحسانِ، فترقَّـى مِـن الأعمِّ إلـى الأخصِّ ثُمَّ للأخصِّ ))([39]).
وَقَد استَدَلَّ شَيخُ الإسلامِ ابن تيمية – رحمه الله – على الـمُغايَرَةِ بَينَهُما بآيةِ الحُجُراتِ الـمُتَقدِّمةِ، ثُمَّ أورَدَ قَولَه تَعالى :فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات: ٣٥ - ٣٦] ، فقالَ – رحمه الله – مُبيِّنا أنَّهُما([40]) تتَّفِقانِ ولا تَختَلِفانِ :
((وَقَد ظنَّ طائفةٌُ من الناسِ أنَّ هذه الآية تَقتَضي أنَّ مُسمَّى الإيمانِ والإسلامِ واحدٌ، وَعارضوا بَين الآيتينِ وَلَيسَ كذلكَ، بل هذِهِ ِِِِِِالآيةُ توافِقُ الآيةَ الأولى([41]) لأنَّ الله أخبَرَ أنَّه أخرجَ مَن كانَ فِيها مُؤمِناً، وأنَّه لم يَجِد إلا أهَلَ بَيتٍ مِن المسلمين، وَذَلك لأنَّ امرأةَ لُوطٍ كَانَت في أهلِ البيتِ الموجودِينَ وَلَم تَكُن مِن المُخرَجِينَ الَّذينَ نَجَوا، بَل كانت مِن الغابرينَ الباقِينَ في العذابِ، وَكَانت في الظَّاهِرِ مَعَ زوجِها على دِيـنِه وفى الباطِنِ مَعَ قَومِها على دِينِهم )) ([42]).
وقال في موضِعٍ آخَرَ :
(( والردُّ إلى اللهِ ورسولِهِ في مَسألةِ الإسلامِ والإيمانِ يُوجِبُ أنَّ كُلّاً من الإِسـمَينِ وإن كَانَ مُسمَّاهُ واجباً لا يَستحِقُّ أحدٌ الجنةَ إلا بأن يَكونَ مُؤمناً مُسلِماً، فالحقُّ في ذلك ما بَيَّنَهُ النبىُّ في حَديثِ جبريلَ، فَجَعلَ الدِّينَ وأهلَهُ ثلاثَ طَبَقاتٍ : أوّلُها الإسلامُ، وأوسَطُها الإيمانُ، وأعلاها الإحسانُ، وَمَن وَصَلَ إلى العُليا فَقَد وَصَل إلى التي تَليها، فالـمُحسِنُ مُؤمنٌ، والمؤمنُ مُسلمٌ، وأمَّـا الـمُسلمُ فـَلا يَجِبُ أن يَكُونَ مُؤمِناً )) ([43]).
ثُمَّ إنَّ هُناك دَليلاً مِن السُّنة على الـمُغايَرةِ بينَ الإسلامِ والإيمانِ ؛ وَهُو حَديثُ سَعدِ بن أبي وقاص([44])رضي الله عنه قَالَ : ( قَسَمَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَسْمًا فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِ فُلاناً فإنه مُؤْمِنٌ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أو مُسْلِمٌ ؟ أَقُولُهَا ثَلاثاً وَيُرَدِّدُهَا عَلَيَّ ثَلاثاً أو مُسْلِمٌ ثُمَّ قال إني لَأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إليَّ مِنه مَخَافَةَ أَنْ يَكُبَّهُ الله في النَّارِ ) ([45]).
وَقَد استَدَلَّ بهذا الحديثِ على الـمُغايَرَةِ جمعٌ من أهلِ العِلمِ مِنهُم : ابنُ جرير الطبريّ ، وشيخُ الإسلامِ ابن تيمية ، والحافظُ ابن كثير ، وغيرهم ([46]).
ثالثا : رأي الشيخِ الألبانيِّ في هذهِ المسألةِ :
وأما الشَّيخُ الألبانيُّ – رحمه الله – فانَّه يرى التَّفريقَ بينَهُما ؛ فَقَد أورَدَ قولَ النبي صلى الله عليه وسلم اسلَمَ النَّاسُ وآمنَ عَمرو بنُ العاصِ([47]) )([48])، وَصَحَّحَهُ وقالَ عَقِبَهُ : (( وفي الحَديثِ أيضاً إشارةٌ إلى أنَّ مُسمَّى الإسلامِ غَيرُ الإيمانِ ، وَقَد اختَلفَ العُلماءُ في ذلك اختلافاً كَثيراً ؛ والحقُّ ما ذَهَبَ إليهِ جُمهورُ السَّلفِ من التَّفريقِ بَينَهُما ، لدلالة الكِتابِ والسُّنةِ على ذلكَ ، فَقَالَ تعالى : قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الحجرات: ١٤]، وَحديثُ جبريلَ في التفريقِ بينَ الإسلامِ والإيمانِ مَعروفٌ مَشهورٌ ))([49]) .



([1]) ينظر : لسان العرب لابن منظور مادة (سلم) 12/293 0
([2]) مجموع الفتاوى لابن تيمية 5/239 0
([3]) لسان العرب مادة (أمن) 13/23 .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.69 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]