|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
يجب على الصائم اجتناب الكذب والغيبة والشتم
يَجِبُ عَلَى الصَّائمِ اجْتِنابُ الكَذِب، وَالغَيْبَةِ، وَالشَتْمِ يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف قَالَ الْمُصَنِّفُ –رَحِمَهُ اللهُ-:"وَيَجِبُ اجْتِنابُ كَذِبٍ، وَغَيْبَةٍ، وَشَتْمٍ". قَوْلُهُ: (وَيَجِبُ اجْتِنابُ كَذِبٍ، وَغَيْبَةٍ، وَشَتْمٍ)أي: يَنْبَغِي عَلَى الْمَرْءِ أَنْ يَجْتَنِبَ الْكَذِبَ وَالْغِيبَةَ وَالنَّميمَةَ وَالسَّبَّ وَغَيْرَهُ فِي أَثْناءِ الصِّيامِ وَفِي غَيْرِهِ، وَفِي كُلِّ زَمانٍ وَمَكانٍ، وَلَكِنَّهُ يَتَأَكَّدُ فِي الْأَوْقَاتِ الْفاضِلَةِ كَرَمَضانَ؛ لِأَنَّ الصِّيامَ يُؤَدِّبُ النَّفْسَ وَيُزَكِّيهَا وَيُهَذِّبُهَا، وَيُدَرِّبُهَا عَلَى فِعْلِ الْخَيْرِ وَتَرْكِ الشَّرِّ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]. فَعَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَصونَ لِسانَهُ عَنِ اللَّغْوِ وَالْكَذِبِ، وَالْغِيبَةِ وَالنَّميمَةِ، وَالسَّبِّ وَالْبَذاءِ، وَالْخُصومَةِ وَالْمِراءِ، وَيَشْتَغِلَ بِالْعِبادَةِ، وَالذِّكْرِ، وَقِراءَةِ الْقُرْآنِ؛ فَإِذَا لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَسْتَفِيدُ مِنْ صِيامِهِ إِلَّا التَّعَبَ وَالْجُوعَ وَالْعَطَشَ، كَمَا جاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ –صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيامِهِ الجُوعُ وَالْعَطَشُ»[1]، وَجاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَيْضًا أَنَّ النَّبِيَّ –صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ؛ فلَيْسَ لِلهِ حَاجَةٌ فِي أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرابَهُ»[2]، وَجاءَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ أَنَّهَا قالَتْ: «الصِّيامُ جُنَّةٌ مَا لم يَخْرِقْهَا صَاحِبُهَا، وخَرْقُهَا الغِيبَةُ»[3]. فَهَذِهُ الْأَحَادِيثُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ جَميعَ الْمَعاصي كَالْغِيبَةِ وَالنَّميمَةِ وَالْكَذِبِ وَالشَّتْمِ وَغَيْرِهَا تُؤَثِّرُ فِي الصِّيامِ. وَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَماءُ فِي تَفْطيرِ الْغِيبَةِ لِلصَّائِمِ عَلَى قَوْلَيْنِ: الْقَوْلُ الْأَوَّلُ: أَنَّ الْغِيبَةَ لَا تُفَطِّرُ الصَّائِمَ. وَقَدْ حُكِيَ الْإِجْماعُ عَلَى ذَلِكَ[4]؛ وَلَكِنَّهَا تُنْقِصُهُ وَتُؤَثِّرُ فِيهِ بِلَا شَكٍّ. الْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّ الْغِيبَةَ تُفَطِّرُ الصَّائِمَ، وَأَنَّ صَوْمَ الْمُغْتابِ يَبْطُلُ. وَهَذَا مَذْهَبُ الْأَوْزاعِيِّ[5]، وَقَدْ رَجَّحُهُ ابْنُ حَزْمٍ[6]، وَانْتَصَرَ لَهُ وَاسْتَدَّلَ بِأَدِلَّةٍ: مِنْهَا حَديثُ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسولُ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «مَا صَامَ مَنْ ظَلَّ يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ»[7]. وَمِنْهَا: الْأَثَرُ الْوارِدُ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سيرينَ الَّذِي سَبَقَ ذِكْرُهُ، وَغَيْرُهَا. وَلَكِنْ هَذَا الْقَوْلُ مُخالِفٌ لِلْإِجْماعِ. فَالصَّحيحُ -وَاللهُ أعلمُ-: أَنَّ الْغِيبَةَ لَا تُفَطِّرُ الصَّائِمَ، وَلَكِنَّهَا تُنْقِصُ مِنْ أَجْرِهِ وَتُؤَثِّرُ فِيهِ. [1] أخرجه ابن ماجه (1690) وصححه ابن خزيمة (1997) وابن حبان (3481) والحاكم (1571). [2] أخرجه البخاري (1903). [3] أخرجه عبد الرزاق (7895). [4] انظر: شرح البخاري، لابن بطال (4/ 24)، والمجموع، للنووي (6/ 356)، واختلاف الأئمة العلماء (1/ 234)، والمغني، لابن قدامة (3/ 121). [5] انظر: شرح البخاري، لابن بطال (4/ 24)، وفتح الباري، لابن حجر (4/ 104). [6] المحلى (4/ 304-307). [7] أخرجه الطيالسي (2221)، وابن أبي شيبة (8890)، وأبو نعيم (6/ 309)، والبيهقي في الشعب (6296)، وقال الزيلعي في نصب الراية (2/ 482): "من الأحاديث المدخولة".
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |