تباشيره تلوح في الافق - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-05-2020, 04:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي تباشيره تلوح في الافق

تباشيره تلوح في الافق











وليد وصل المغامسي


الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.



أما بعد:

معاشر الإخوة الكرام إننا نخطب فمن شاء فليبقى ومن شاء فلينصرف ولا تثريب عليه؛ فقد كان رسولنا - صلى الله عليه وسلم - إذا انتهى من صلاة العيد يقول: (إننا نخطب فمن أحب أن يستمع الخطبة فليستمع ومن أحب أن ينصرف فلينصرف).



أيه الإخوة الفضلاء:

أقلب معكم صفحات تاريخنا المجيد وأذهب بكم إلى العام الرابع لهجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة النبوية.



المدينة محاصرة من جميع أطرافها، الجيوش العربية المعتبرة، تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم، وكأن العرب رمتها عن قوس واحدة؛ واليهود من داخل المدينة نكثوا عهودهم وغدروا بالمسلمين؛ المنافقون وجدوها فرصة للكشف عن خبيئة نفوسهم، وفرصة للتوهين والتخذيل وبث الشك والريبة، و قد أزاحوا عنهم ذلك الستار الرقيق من التجمل، أي أن الجبهة الداخلية في وضع خطير، والمسلمون في حال كرب وضيق وخوف شديد، حتى اضطربت مشاعرهم، واختلجت قلوبهم وذهبت حالتهم المعنوية كل مذهب.



ولاشك أن الأمر مرعب والخطب جلل والكرب مزلزل يصوره لنا كتاب ربنا في هذه الآيات القصيرة المعبرة: ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا).



وفي هذه الساعات الرهيبة والرسول - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه في الخندق حتى إنهم لم يكونوا يأمنون أن ينقض عليهم المشركون من قبل الخندق أو أن تميل عليهم يهود في أية لحظة، وهم قلة بين هذه الجموع التي جاءت بنية استئصالهم في معركة حاسمة أخيرة، وبهم من الخوف والجوع ما الله به عليم؛ ذلك كله إلى ما كان من كيد المنافقين والمرجفين في المدينة وبين الصفوف.



في تلك الساعات العصيبة، واللحظات اللهيبة، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستشرف النصر من بعيد ويراه رأي العين في ومضات الصخور على ضرب المعاول التي حفرت الخندق، ويبث النبي - صلى الله عليه وسلم - في تلك القلوب - التي خالط بشاشتها الإيمان واهتدت بنوره - الثقة واليقين، ويحدثهم حديث الواثق المطمئن عن المستقبل الرائع لهذا الدين وعن الغد المشرق للإسلام والمسلمين، يحدثهم عن فتح بلاد كسرى وبلاد قيصر وبلاد اليمن، حديث المتفائل الموقن بموعد الله، حديثا أثار أرباب النفاق - وهم دائما كذلك يغيظهم ويحرق قلوبهم الحديث عن مستقبل هذا الدين - فقال أحدهم في ضيق وحنق مصوراً حالة المنافقين جميعاً: (كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط)، نعم إنه سم الحقد والتشاؤم الذي تلفظه قلوبهم السوداء المنتنة في كل مكان وزمان لإفساد كل عمل يقوم به المنتمين لهذا الدين العظيم، ولكن ترياقه بإذن الله هو بث اليقين بمعية الله تعالى وتوفيقه للمتوكلين الصادقين، وتعميق الإحساس بقدرة الله تعالى وعظمته، وبنصره الذي يلوح في الأفق.



نعم أيه الإخوة المؤمنون بشارة عظيمة وتفاؤل كبير في أحلك الظروف وأقسى الأزمات. وكما بشرهم صلوات ربي وسلامه عليه بأبي هو وأمي بفتح بلاد قيصر وكسرى وقد كان؛ يبشرنا نبينا بفتح آخر يبشرنا نبينا بأن هذا الدين سوف يضيء نوره كل بقعة وكل زاوية في هذه الأرض بعز عزيز أو بذل ذليل.



فعن تميم الداري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر)).



نعم أيه الإخوة في الله، سيعم هذا الدين أرجاء الأرض كلها شمالها وجنوبها شرقها غربها سهولها وجبالها صحاريها وثلوجها، سيدخل كل بلد وكل مدينة وكل قرية وكل بيت حتى وإن كان من مدر ووبر بعز عزيز أو بذل ذليل.



ولاشك ولاريب ان موعود رسول ربنا بدأت تباشيره تلوح في الافق، وأنوره تسطع من بعيد. لأنه دين الفطرة، وسمتُه البارزة وعلامته المسجّلة نشرُ الحق وهداية الخلق، انظروا اليه وهو ينساب رقراقا في جنبات الارض، انظروا اليه وهو يحتضن كل يوم ثلة من الضالين، وجمعا ممن كانوا بلأمس اعداء للدين، انظروا اليه وهو يحيّ بنوره قلوب قوم كانوا من قبله قوما كافرين، انظروا اليه وهو يشعل جذوة من همم ابنائه الغافلين.



وإلا فما سر تهجم الغرب على ديننا، ماسر تهجم احبارهم ورهبانهم على نبينا - صلى الله عليه وسلم -؛ ماسر الاستهزاء بنبينا وديننا في الصحف النرويجية والفرنسية والدنمركية وغيرها؛ ماسر تشويه مبادىء الإسلام في دولهم؛ ماسر الحرب الشعواء على الإسلام والمسلمين في كل مكان تحت ما يسمى بحرب الإرهاب والإسلام الفاشي؛ ماسر الإيعاز لأربابهم ومستولديهم من المنافقين في بلادنا بتشويه مفاهيم الإسلام والاستهزاء بأهله وإسقاط علمائه ودعاته؛ وماسر الهجمة الجبانة على الحجاب في فرنسا وبريطانيا؛ وماسر الإسلام الجديد المفصل على الطريقة الأمريكية الذي يراد لنا أن نلبسه. ماسر الهجمة الشرسة على الشرفاء من أبناء فلسطين الذين جاؤوا عبر صناديق الاقتراع التي هي بضاعة الغرب وواحدة من صادراتهم, ومحلّ الثقة والتقدير لمن يفوز عبر بوابتها, إلّا أنّهم يكفرون بالحرّيّة والديمقراطيّة إذا طارت أسهمها للمسلمين, و ينكرون العدل والمساواة إذا اتجهت رياحها نحو المسلمين، ماسر كل هذا ؟! إنه العودة الصادقة من المسلمين إلى دينهم وكتاب ربهم.. إنه الإسلام الذي بدأ يغزوهم في ديارهم ويعتنقه بني جنسهم.



نعم أيه الإخوة مافتئت مراكز الأبحاث والدراسات عندهم تحذر من سرعة انتشار الإسلام في مجتمعاتهم، وماكلّ مفكريهم من دق نواقيس الخطر من اجتياح الإسلام لدولهم، ونياحهم بأن القارة الأوروبية ستصبح خلال عدة عقود قارة إسلامية، ووالله إن ذلك خير لهم في دنياهم وأخراهم...



﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 64].



الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.



ايه الأخوة النبلاء:

ما أحوجنا ونحن في عيد من أعياد هذه الأمة لبث روح الأمل في نفوسنا، وما أجمل أن تتعانق فرحتنا بالعيد مع إيماننا بوعد الله ورسوله لتحرق أنواراليقينن في قلوبنا كل ظلام نسجه اليأس، أو صبغه الشيطان في قلوب المسلمين، و ما أروع أن نتذكر بفرحتنا بالعيد فرحتنا بعز هذا الدين وظهور أهله، وانتصار أوليائه، ما أجمل أن نتذكر بفرحتنا بالعيد فرحتنا بصغار أعداء الدين وذلهم، ما أجمل أن نجعل من تلك الجراح النازفة ثغوراً تبتسم بالعز والتمكين في القريب العاجل، وأن نجعل من هذه الدماء التي تراق في كل مكان ينبوعا يسقي شجرة الإسلام لتورق وتزهر من جديد.



ما أجمل أن تكون هذه الأيام قنطرة عبور لنا نحو التفاؤل الإيجابي المقرون بالجد والعمل والمثابرة؛ التفاؤل الإيجابي الذي يجعلنا نبذل الغالي والرخيص لنشر هذا الدين؛ التفاؤل الإيجابي الذي جعل صحابيا كعمير بن الحُمام يلقي التمرات من يديه ويسارع إلى جنة عرضها كعرض السموات والأرض ويغمس نفسه في العدو؛ التفاؤل الإيجابي الذي جعل صحابيا كسعد بن معاذ يهتز لموته عرش الرحمن؛ التفاؤل الإيجابي الذي جعل صحابيا كأبي أيوب الأنصاري قد تجاوز التسعين من عمره ينفر في سبيل الله مستشهدا بقول الله (انفروا خفافا وثقالا)ويدفن على أسوار القسطنطينية؛ التفاؤل الإيجابي الذي جعل صحابيا أعرج كعمرو بن الجموح يقاتل في أحد ويقول: والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة؛ التفاؤل الايجابي الذي جعل نبينا - صلى الله عليه وسلم - يشيد اعظم حضارة عرفها التاريخ واعظم امة بسطة العدل والقسط في جنبات الارض التفاؤل الإيجابي الذي يجعلنا نوقف أنفسنا في سبيل الله عز وجل ونتمثل قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162].



الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.



الخطبة الثانية

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.



أيتها الأخوات الفاضلات:

إقتداء بنبينا وحبيبنا - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يختص النساء بكلمات في خطبة العيد أخصكن بهذه الدقائق... إنني لا أريد فيها أن أذكركن بسيرة خديجة رضي الله عنها وأرضاها التي ألقى الله عليها سلامه من فوق سبع سموات وبشرها ببيت في الجنة، ولا أريد أن أذكركن بسيرة مريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها وصدقت بكلمات ربها وكتبه، ولا أريد أن أذكركن بامرأة فرعون التي قالت رب ابني لي عندك بيتا في الجنة.



إنما أريد أن أذكرك أيته الأبية: بأنك حجر الزاوية في المجتمع، وأنك قبس في البيت مضيء وجوهرة تتلألأ، أنت مربية الليوث القادمة والحصن المنيع ضد تيارات التغريب والفساد، وتيار الرذيلة يعلم ذلك جيدا؛ لذلك هم يشنون عليك حربًا ضروسًا لا هوادة فيها، يشنون حربا على دينك وعلى أفكارك وعلى مبادئك وعلى حجابك وعلى عفافك.



أيتها الأخت المؤمنة:

قلبي صفحات التاريخ الموثقة فهي أصدق من ينبئك عن أهداف هؤلاء المجرمين والمستقبل المظلم لمن تمشي في ركابهم. اتعلمين ايته الاخت العفيفة ان المرأة التركية كانت إلى أواخر الخلافة العثمانية ملتزمة بدينها وحجابها؛ حتى أن المرأة التي ترتدي العباءة المطرزة أو النقاب الشفاف مستهجنة ومخالفة لقانون الدولة، وإن شئت فارجعي إلى الفرمان الصادر عام 1895م الذي يؤكد على منع العباءات المطرزة والنقاب الخفيف والشفاف ويؤكد على التزام الحجاب الشرعي، وذلك بعد ظهور بعض النساء الماجنات المفتونات بالغرب.



وتمر الأيام ويسيطر يهود الدونمة وأربابهم من المنافقين على إعلام الدولة ومؤسساتها الثقافية ويعيثون فيها فسادا وانحلالا؛ أجلبوا بخيلهم ورجلهم على المجتمع المسلم الذي لم يقف سدا منيعا أمام فسادهم وخبثهم، حتى استطاعوا أن يغيروا ملامح الدولة التركية المسلمة إلى دولة مفتتنة بالغرب وحياته البائسة، إلى أن توجوا انتصارهم في عام 1923م عندما دعت الصحف التركية المشهورة النساء التركيات المسلمات للمشاركة في مسابقة ملكات جمال العالم، مستخدمة كل أساليب الدعاية والإغراء في ذلك، حتى تقدمت أشقاهن وشاركت في تلك المسابقة وبطريقة أو أخرى فازت هذه الفتاة التركية المسلمة بلقب ملكة جمال العالم وسط حفاوة غربية عجيبة ومستغربة.



أتعلمين يا أختاه ماذا حصل بعد ذلك صعدت هذه الشقية إلى المسرح وهي ترتدي المايوه، وحضر رئيس اللجنة الأوربية وألقى خطبة أدعوك للتأمل والتدبر فيها.. كان مما قاله في خطبته: (أيها السادة، أعضاء اللجنة، إن أوروبا كلها تحتفل اليوم بانتصار النصرانية، لقد انتهى الإسلام الذي ظل يسيطر على العالم منذ 1400م، إن كريمان خالص ملكة جمال تركيا تمثل أمامنا المرأة المسلمة، هاهي كريمان خالص حفيدة المرأة المسلمة المحافظة تخرج الآن أمامنا بالمايوه، ولا بد لنا من الاعتراف أن هذه الفتاة هي تاج انتصارنا... ثم أخذ يستطرد في الحديث:فقال ذات يوم من أيام التاريخ انزعج السلطان العثماني سليمان القانوني من فن الرقص الذي ظهر في فرنسا عندما جاورت الدولة العثمانية حدود فرنسا، فتدخل لإيقافه خشية أن يسري في بلاده، ها هي حفيدة السلطان المسلم تقف بيننا ولا ترتدي غير المايوه، وتطلب منا أن نعجب بها، ونحن نعلن لها بالتالي: إننا أعجبنا بها مع كل تمنياتنا بأن يكون مستقبل الفتيات المسلمات يسير حسب ما نريد، فلترفع الأقداح تكريماً لانتصار أوربا).



أرأيت أختاه نهاية الطريق الذي يريدك هؤلاء أن تسيري فيه وقعر المستنقع الآسن الذي يسعون لإغراقك فيه.



ايتها الأخت الأبية:

انني ادعوك للأقتداء بسير المؤمنات الصالحات اللاتي سطرنا سيرا يشرف التاريخ بحملها، ويتبختر الزمان بروايتها، كسيرة الصحابية أم شريك التي آمنت وعذبت وجوعت وألقيت في الحر، وهي في شبه إغماء من الجوع والعطش، ولما حاولوا ردها إلى الكفر قالت اقتلوني ولن أعود للكفر أبدا، وبينما هي في حالة إغماء أحست بشيء رطب على فمها وهي مقيدة ومربوطة في الشمس، فنظرت فإذا دلو من السماء نازل لكي تشرب منه! سقاها الله كرامة لها! ولما عرف قومها الحقيقة عرفوا أنها على الحق وأنهم على الباطل، ففكوا وثاقها وحبالها وقالوا لها فلننطلق إلى رسول الله لنعلن إسلامنا.



وسيرة تلك المرأة التي استوقفت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فوقف لها فقالت له: يا عمر، كنت تدعى عميرا، ثم قيل لك: عمر، ثم قيل لك: أمير المؤمنين، فاتق الله يا عمر، فإنه من أيقن بالموت خاف الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب. وهو واقف يسمع لكلامها، فقيل له في ذلك فقال: والله، لو حبستني من أول النهار إلى آخره ما تحركت من مكاني، أتدرون من هذه العجوز؟ هي خولة بنت ثعلبة، سمع الله قولها من فوق سبع سماوات، أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر.



وغيره من السير العطرة التي ملئت الدنيا عبقا وعطرا.



اسأل الله عز وجل أن يحفظك من كل سوء ومكروه وأن يجعلك سدا منيعا في وجه كل مفسد وجبلا ثابتا شامخا في وجه رياح الفتن والتغريب.



الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.01 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]