ابن الجوزي.. والحنين إلى المشاعر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         فانتقِ منهم أطيب ثمارهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          اهتمام سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز بالحديث النبوي وأثره في العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السر وقانون الجذب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فوائد البنوك.. ومخالفة رب العالمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أبرز صفات المعلم السلوكية في الفكر التربوي الإسلامي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ابحث عن مكان مغلق لحل الخلافات -حتى لا يكون الأبناء ضحية المشكلات الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 3130 )           »          وسائل وحدة الصف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 794 )           »          منهج أهل السنة والجماعة في نبذ الخلاف والحرص على وحدة الصف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-07-2019, 02:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,591
الدولة : Egypt
افتراضي ابن الجوزي.. والحنين إلى المشاعر

ابن الجوزي.. والحنين إلى المشاعر


صهيب محمد خير يوسف




.. قبل ما يزيد على عشر سنوات، قرأت بعد أن ودّعتُ مكة، متجهاً إلى المنطقة الوسطى، كتاباً بعنوان (رقائق ونفحات من كتاب المدهش، لعبد الرزاق كوجك)..

وكتاب (المُدهش)، من أهمّ أدبيات الإمام ابن الجوزي.. وهو مزيج بديع، من النادر أن نراه لدى أقرانه من العلماء.



يتألف المدهش من هذه الأبواب:


الأول: في علوم القرآن، ومن نوادره الفصل الذي عقده لما ورد في القرآن من الألفاظ التي تتضمن أكثر من معنى.

الثاني: في اللغة ونوادرها.

الثالث: في الحديث والسيرة، وما يلزم من المعارف للتمييز بين الصحابة.

الرابع: في ذكر عيون التاريخ، ذكر فيه عجائب الاتفاقات والصدف، وضمنه قوائم للطواعين والزلازل، من بدء الإسلام وحتى عصره.


ومؤلفه هو الإمام الحافظ، والفقيه الحنبلي، والواعظ الأديب.. ابنُ الجوزيّ:


جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي القرشي التيمي البكري؛ نسبة إلى أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه..


كان مثالَ المسلم في تنظيم أوقاته تنظيماً دقيقاً، منذ عهد صباه المبكر، لشعوره السليم بقيمة الوقت. وبتوفيق الله، ولهذا التنظيم، تشعّبت تآليف ابن الجوزي في مختلف العلوم، فكتب في التاريخ والتراجم والحديث والتفسير والوعظ وغيرها، وكان من أغزر علماء عصره إنتاجاً.



وتمرّ السنوات..


لتعود بي الذكرى إلى ذلك الكتاب، فأصحَبكم إلى جوّه الخاصّ، وإلى رائعة من روائع أدبيَّات الحج، مزج فيها ابن الجوزي دموع النثر بتباريح الشعر.. في لحظات الوداع والحنين إلى تلكم الديار. وكثيراً ما لم يكن يشير إلى قائلها، وإخال الكثير من أبيات المدهش التي لم يُشر ابن الجوزي إلى كاتبها، إخالها من نظمِه.. يرحمه الله:






لما رأيت مناديْهم ألمّ بنا شدَدْتُ ميزرَ إحراميْ ولبّيتُ
وقلتُ للنفسِ جدِّي الآنَ واجتهدي وساعديني، فهذا ما تمنّيتُ
لو جئتُكم زائراً أسعى على بصري لم أقضِ حقاً.. وأي الحقِّ أديتُ




قطع القوم بِيدَ السفر "بشقِّ الأنفس"فوافقهم الركاب "وعلى كُلِّ ضامرٍ...":





دعِ المطايا تنسمُ الجنوبا إنّ لها لنبأً عجيبا
حنينُها وما تشكّتْ لُوبا يشهدُ أنْ قد فارقتْ حبيبا..




وا عجباً من حنين النوق، كأنها قد علمت وجْدَ الركاب، تارة تجد في السير، وتارة تتوقف، وتارة تذل وتطأطئ العناق، وتارة تمرح، كأنها قد استعارت أحوال العارفين:





.. أتُراها علمتْ مَن حملتْ ليتها قد عرفتْ مَن في ذُراها
أنْتَ إن لاحت لك الأعلامُ قف فهِيَ المقصودُ لا شيءَ سِواها
قفْ على الوادي وسَلْ عن كبديْ كبديْ.. واكبديْ! ماذا دهاها؟!
يا رفيقيَّ اهديانيْ دارَهُمْ ودِّعانيْ، ودَعاني وثَراها




أُمر المحرِمون بالتعري؛ ليدخلوا بزيّ الفقراء، فيبين أثر "وما أموالكُم...":






من أعلمَ السائقَ العنيفَ بهم بأنّ روحيْ تُساقُ معْ إبلِهْ
وأنّ دمعيْ يروّي ركائبهمْ لولا دم في انسكابِ مُنهملهْ






تالله لقد جمعوا الخير ليلة جمَع، ونالوا المُنى إذ دخلوا مِنى:






لله درُّ مِنًى وما جمعَتْ وبُكَا الأحبةِ ليلةَ النفْرِ
ثمّ اغتدوا فِرَقاً هنا.. وهُنا يتلاحَظون بأعيُن الذِّكْرِ
ما للمضاجِعِ لا تلائمُني وكأنّ قلبي ليسَ في صدري؟!






حج جعفر الصادق فأراد أن يلبي، فتغير وجهه، فقيل: مالك يا ابن رسول الله؟ فقال: أريد أن ألبي فأخاف أن أسمع غير الجواب.

وقف مطرّف وبكر، فقال مطرف: اللهم لا تردهم من أجلي!

وقال بكر: ما أشرفه مِن مقامٍ لولا أني فيهم!






وقام الفُضَيل بعرفة، فشغله البكاء عن الدعاء، فلما كادت الشمس تغرب، قال: وا سوأتاه منك وإن عفوت.




وقف بعض الخائفين على قدم الإطراق والحياء فقيل له: لم لا تدعو؟ فقال: ثَمّ وَحشة. قيل: فهذا يوم العفو عن الذنوب؟ فبسط يده فوقع ميتاً..:







وانزلِ الواديْ بأيْمَنهِ إنّه بالدمْعِ ملآنُ
وارمِ بالطرفِ العقيقَ فليْ ثَمّ أوطارٌ وأوطانُ
وانشُدِ القلبَ المَشُوقَ عسى يرجعُ المفقودَ نُشْدانُ
وابكِ عنّي ما استطعتَ إذا ما بدا للطرف نعمانُ...




حجّ الشبلي.. فلما رأى مكة قال:





أبطحاءَ مكةَ، هذا الذي أراهُ عِياناً، وهذا أنا



ثم غشي عليه، فلما أفاق قال:





هذه دارُهمْ، وأنت مُحبٌّ .. ما بقاءُ الدموعِ في الآماقِ؟!





حج قومٌ من العباد فيهم عابدةٌ، فجعلت تقول: أين بيت ربي؟ أين بيت ربي؟


فيقولون ألا ترينه:







إذا دنَتِ المنازلُ زاد شوقيْ ولا سِيْما إذا دَنَتِ الخِيامُ





فلما لاح البيتُ، قالوا هذا بيتُ ربكِ.

فخرجت تشتدّ وتقول: بيت ربي، بيت ربي. حتى وضعت جبهتها على البيت، فما رُفعتْ إلا ميتة..!







هاتيكَ دارهمُ، وهذا ماؤهمْ فاحبسْ، ورِدْ.. وشرقت إن لمْ تسقِنيْ





.. إخواني، ذِكرُ تلك الأماكن يعمل في القلب قبل السمع، كأنها قد خلقت من طين الطبع..

لِسَلَعِ (سَلْعٍ) لَسْعٌ ليسَ لعسَلِ لعَسٍ!



وا خجلَ المتخلِّف، وا أسفَ المسوِّف. أين حسراتُ البُعد؟ أين لذعاتُ الوجد؟




للخفاجي:







أتظنُّ الوُرْقَ في الأيكِ تُغنِّي؟! إنها تضمِرُ حزناً مثلَ حُزنيْ
لا أراك الله نجداً بعدها أيُّها الحادي بنا؛ إنْ لم تُجِبنيْ
هلْ تُبارينيْ إلى بثِّ الجَوى -فيْ ديارِ الحيِّ- نَشوى ذاتُ غصنِ؟
هَبْ لها السبْقَ.. ولكنْ زادنا أننا نبكيْ عليها وتغنّي!
يا زمان الخيَفِ هل من عودةٍ يسمحُ الدهرُ بها مِن بعدِ ضَنِّ
أرَضِينا بثَنِيّات اللّوى عن زَرُوْدٍ ؟ يا لها صفقة غَبْنِ
سل أراك الجَِزْع: هل مرّتْ بهِ مُزنةٌ روّتْ ثَراهُ غيرَ جفْنيْ؟!
وأحاديثَ الغضا: هل علمَتْ أنها تملكُ قلبي قبلَ أذْنيْ؟



يا عجباً لمن يقطع المفاوزَ ليرى البيت فيشاهد آثار الأنبياء، كيف لا يقطع نفسه عن هواه؟ ليصل إلى قلبه فيرى آثار "ويسعني..".


لمحمد بن أحمد الشيرازي:







.. صفاءُ دمعيْ الصَّفا لي حين أعْبُرهُ وزمزَمي دمعةٌ تجري من البصرِ!
عِرفانُكم عرَفاتي إذ منَى مننٌ وموقفيْ وقفةٌ في الخوفِ والحذَرِ
.. زاديْ رجائيْ لكمْ والشوقُ راحلَتي والماءُ مِن عَبَراتي.. والهوى سفري


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.88 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]