الثقة بالله - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213826 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-03-2021, 03:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي الثقة بالله

الثقة بالله










محمد بن عبدالرب آل نواب




من هو أرحم الناس بنا؟



بحثتُ في وجه القريب والبعيد والعزيز والصديق فما وجدتُ أرحم من الأم بولدها..







أبدًا أبدًا لا يوجد أرحم منها، رحمة فطرية غرسها الله في قلبها، وإن كان الأب يشاركها جانبًا من هذا الغرس ولكنه في قلبها أعمق وأكثف، لأنها قبل كل شيء أنثى تكتنف الحنان والحب والمودة والسّكَن والسعادة، ولو كانت الجنة مجسدة في بشر لكانت في الأم، وما تكاد تجد أمًّا إلا والرحمات تتدفق بين يديها لكل أحد، فضلًا عن ولدها، وهذه الرحمة موجهة لمخلوق ضعيف جدًّا لا يستغني عنها، كلّما أراد شيئًا تعلق بها وقال: (ماما)، في حزنه وفرحه وطلبه وكرهه وغضبه، بل حتى حين يمدحه الناس ينظر إليها هل أعجبها فيفرح، وحين يزجره أحد ينظر إليها هل عطفت عليه هل تدافع عنه فيرتمي في حضنها تواسيه، كأنه لا يشعر بالدنيا إلا بها، كأنها قلبه الذي يعيش به، وعينه التي ينظر بها، فهو بهذا الضعف والتعلق بها يكون قد تمكّن من عروق قلبها كلها، فلا يمر به أدنى شيء إلا وشعرتْ به أضعاف ما يشعر، حتى أصبح أقرب إليها من بقية أعضائها، وكما تشعر بكل أعضائها تشعر به، تحزن لفقده أشد من حزنها لذهاب أعضائها وذهاب نفسها، فكأنه جزءٌ منها استقل بنفسه عنها، وأخذ قلبها معه.







ماذا لو أن هذه الأم الرحيمة قد وُكِّلت بأمر عيشك ورزقِك وصحَّتك وكل شؤونك، وتقسم لك الذي يأتيك في رأس الشهر، فيقينًا ستطمئن وأنت تعلم بأن رحمتها عظيمة، وأنها لن تألو جهدًا لتمنحك أفضل وظيفة وأنسب عمل لك، فهي أرحم بنا من أنفسنا قطعًا..







إذن.. هل رأيت أمًّا تقتل ابنها أو تضره؟



ماذا لو قلتُ لك أنه يوجد بعضهنَّ تؤذي ولدها ويتألم منها، تضربه حين يشذ عن قوانين الحماية التي وضعتَها خوفًا عليه من الأذى، تُؤلمه حين يقوم بمخاطر تهدد صحته أو حياته حتى لا يكررها، تضربه وتصرخ فيه خوفًا عليه وحبًّا له، فهو ما زال صغيرًا جاهلًا لا يعرف الفاسد من الصالح، ما زال يتعلم أبجديات الحياة، وكلما كبر خفّ جموحه نحو المخاطر ولكن ما زال كذلك، وما زالت هي تنهره وتصرخ فيه كلما همّ بإيذاء نفسه، والناظر في هذه الصور يجد كل الحق مع الأم، وأن الطفل يومًا ما سيكبر ويعلم أن هذا الصراخ أو العقوبة كانت لمصلحته التي هو جاهل بها.







وهناك شيء آخر مما تفعله بعض الأمهات قد نطلق عليه (القتل البطيء)، تلك التي تعد له طعامًا يؤذيه على المدى البعيد كالأطعمة المنتشرة الآن المعلبة أو غيرها بسبب ما فيها من المواد الرديئة التي يهدف التاجر من خلالها أن يملأ جيبه ولا يفكر قط بصحة آكليها، أو السكريات والحلويات التي فيها من السموم ما لو علمته كلُّ أم لا يدخل بيتها أبدًا، هذا الأكل ربما ينفخه بلا فائدة وتحسب أنها تحسن الصنع، فيُصاب بهذا الأكل والشراب المتراكم بالأمراض المزمنة والمهلكة، وربما كان ذلك سبب تعلقه بالنمط الغذائي السيء طيلة عمره، وقس على هذا كل الأمور السيئة كالجلوس الطويل للتلفاز وانعدام الحركة وأي شيء سيء يتعلمه له أثر بعيد.








وكذلك ربما الأم تؤذي ولدها بأن تتركه بلا دراسة ولا علم ولا صنعة ولا مال ليجد نفسه بعد عمر ضائعًا فقيرًا جاهلًا بين أقرانه، فتجده يسرق وينهب ويطلب الناس، أو تعلم أولادها على السرقة والنهب أو التكسب من سؤال الناس بلا حاجة نسأل الله العافية، والتي لا تعلم ولدها أمور دينه وأخلاقه ولا تبالي بدينه، أو لا تقوم بدينها وبخلقها فلا يجد القدوة التي يقتدي بها أو يجد فيها معانٍ تهدم ما يتعلمه، ليجد نفسه بعد عمر وقد كفر أو ضل ضلالًا بعيدًا أو أوشك، وغير ذلك من أمور الديانة والأخلاق.







هذه الأمثلة لأمهات يأذين أولادهن بجهل، اتفقت الأمهات على حب أولادهنَّ وتقديم الأنفع لهم ودفع الضر عنهم، والمجاهدة في سبيل راحتهم، واختلفن في علمهن ورؤيتهن للأشياء، فالبعض غاب عنهنَّ بعض النفع والأخرى خفي عنها بعض الضرر، فما تزال الأم مبرئة من كل سوء حتى لو آذته، فهي لم تقصد ولا تتعمّد ذلك، ولو عرفته لاجتنبته دون شك، وما من أمر ينفع وليدها وهي تقدر عليه إلا وفعلته بسعادة.







مما سبق تتضح أمامنا حقيقة ثابتة أن الرحمة والشفقة والعطف بغير علم ورؤية لمئآلات الأمور لا تنفع ولا تدفع الضرر، بل ربما تضر من حيث يعتقد فاعلها النفع، فالاعتماد على الرحمة فقط - مهما عظمت - أمر يجانب الصواب.







ثم انظر لرحمة هذه الأم وتخيّل لو اكتست ببعض العلم والحكمة، وهبْ لو أن أمك طبيبة خبيرة بالأغذية فستجد أنها تمنع عنك ما يضرك بقدر استطاعتها، وتحرص على أن تأكل المفيد، ومع هذا قد يغلب عليها حنانها فتعطي وليدها حلوى تنهش في صحته، وتقول مرة واحدة لا تضر، هذا مع علمها بجانب التغذية، وهو كذلك ربما لا يضر، ولكن ليس كل الأمهات ستجعلها مرة واحدة!.







وكذلك لو كانت الأم عالمة بالجانب التربوي والتعليم فستجد أنها تبذل جهدها في تربية ابنها التربية الصحيحة وتقويمه واحتواءه بشكل لا تراه عند أحد، وقس عليه كل الجوانب الأخرى.







والإنسان لا يستطيع أن يتعلم كل العلوم ويتفقه فيها مرة واحدة، ولو أراد ذلك فإنه سيشغله عن الزواج والولادة والتربية، فيجد نفسه في سن الكهولة وقد زعم أنه تعلم كل ما يتعلق بالتربية والذرية، فإن تقرر ذلك علمتَ أن لهذه الأم المتعلمة جوانب لا تعلمها قد تُؤتى منها، كعلم النفس والتربية والأغذية والعلم بالديانة وغيرها كثير...







هذا فضلًا عن أن لكل إنسان طريقة تعامل تختلف عن الآخر، فما ينفعك قد يضرني، وربما أرادوا بي خيرًا فأورثوا في نفسي كرهًا لهذا الخير إلى الأبد، فإن كانت الغاية واحدة فاختلاف الطرق تحتاج إلى فراسة وسياسة.







ولو افترضنا أن الأم عالمة بكل الأمور، من العلوم الدنيوية والدينية، فهل تستطيع أن تحجب الشر الذي يأتي من المجتمع والمدرسة والقرابة والأصدقاء والحارة وغير ذلك، يبقى هناك ضرر يحدثه غيرها ولا تستطيع دفعه، فإذا كبر الشاب انفرد بنفسه وانحل هذا الرباط قليلًا، وبدأ يختلط بمن حوله ومن ليس حوله، ولا يستطيع أحد اختيار من يجالس الابن أو يخالط.







إضافة إلى أن كل الأمهات والآباء يجتهدون لغرس قيم وأخلاق في نفوس أولادهم وربما أثمر هذا الغرس وربما لا، فهي جهود رغم أهميتها الشديدة موجهة لإنسان لا يملكون قلبه قد تصيب غايتها وقد تخطئ، فلا شيء مما تعمله أو تجتهد فيه سيثمر بشكلٍ يقيني، وهب أن هناك قصر ذا نوافذ موصدة تمنع عن ساكنيه الأذى والسهام، وفيه حراس يمنعون العدو، وجدران ضخمة تمنع تجاوزها، ومعلم يعلّم في داخله، فلا أحد يمكنه إدخال فكرة بالقوة إلى قلب أحد، أو يمنعه من الهروب للخارج والتعرّض للمخاطر.







فنتوصل هنا إلى حقيقة أن أرحم الناس بك يقصر علمه عن الإحاطة بكل ما يفيدك، وتقصر قدرته عن التحكم بك طول حياتك وفي كل الوقت، والرحمة بذاتها أمر حسن ولكنها قد تُهلك وتكون سببًا لضياع أناس، فإنك لو علمت كل هذا النقص من البشر أيقنت أنه لا رجاء ترجوه من أحد مهما بلغت رحمته، فهو إنسان عاجز جاهل، لا يستطيع دفع كل الشرور ولا جلب كل المنافع، لعجزه وضعفه وجهله، لا لخيانته وسوء طويته.







فهذا الذي قلناه ليس بعداء للأبوين والعياذ بالله، بل لبيان حقيقة وتوضيح بعض الجوانب، وكُلُنا ذلك الأب وتلك الأم، نجتهد بعلمنا القاصر وقدرتنا القاصرة لننفع أولادنا ونسمو بهم عن كل دنس، وندفع عنهم الضرر، فإن أصبنا فبالله وتوفيقه، وإن أخطأنا فما هو بعجز وتقصيرنا، وهو أمر لازم لكل إنسان ويصعب التحرز منه.







فحريٌّ بالعبد أن ينزع من قلبه كل تعلق واعتماد وتوكل على أحد سوى الله، وأن يتوكل على الله ويثق به، ويعتمد عليه فهو العالم وعلمه مطلق، والقادر وقدرته مطلقة في كل مكان وزمان، الحكيم ذا الحكمة المطلقة، خزائنه لا تنفد ولا تنقطع، لا يبلغ أحد ضره، ولا نفعه، أكرم الأكرمين، ذا الجلال والإكرام، الحي القيوم، ينام غيره ويتعب وهو حي حياة كاملة لا يشوبها نقص، لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال، لا تأخذه سنة ولا نوم.







أتعلم من هو الله تعالى وتقدسّت أسماؤه؟، قد يجيب البعض بأمور لُقنها أو مرّت على مسامعه كثيرًا ولمّا يعرف الله حق المعرفة، إن عبادتك لله يجب أن تبدأ بمعرفتك من هو الله جل جلاله، فإنك إن عرفت ربك عبدته حق العبادة ولم يتعلق قلبك بأحد سواه.







اتجه إلى الله الرحيم العالم القادر المحيط بكل شيء، هو أرحم بك من أمك، ويعلم علمًا مطلقًا سبحانه وهو العليم الحكيم، علوم الناس كلها لا تساوي قطرة في بحر علمه، وهو على كل شيء قدير، أما تراه أغرق الأرض كلها في وقت نوح وأنجى سفينة؟!، أما تراه قلب موازين الأمور فجعل النار بردًا وسلامًا على إبراهيم؟!، أما تراه جعل الحبل حية واليد بيضاء وجعل البحر يبسًا يمشون عليه؟!، ويعلم ما في الأرحام وما تخفي الصدور، وبيده القلوب يقلبها كيف يشاء، وهو أقرب من حبل الوتين، وهو معنا أينما كنا.







فإذا كانت لله القدرة الكاملة والعلم الكامل والحكمة الكاملة والرحمة الشاملة واللطف والرأفة فكيف نرجو سواه؟ بل رجاؤنا لسواه هو ما يكرهه ويسخطه علينا، ونوره وبركته لا تحل في قلب ملآن بغيره، فقط في القلب السليم المستغني به عمن سواه، لا يرجو سواه، ولا يخاف سواه، فما أحوجنا أن نثق به، ونحسن به الظن، فهو أهل لذلك، ونوكل الأمر كله إليه، سراءه وضراءه، سننقلب حينها في نعيم قبل النعيم، ويسخّر الله لنا من العيش أطيبه، ويمهّد لنا الطرق ويذللها، حتى يمشي الواحد منا كأنه أعظم مخلوق.







أما تراه جعل الخضر يقتل الطفل، وموسى يتعجب كيف قتل نفسًا زكية، ليعلمنا أنه مهما بدت لنا الأمور سيئة فهي رحمة منه، فاستمسك به تفلح، ولو مات ولد أحدنا فهو رحمة وفيه حكمة بلا شك، كل أمر ينالنا منه هو رحمة وخير وبركة، سبحانه لا يقضي بشر محض، قصرنا عن النظر، وجهلنا عن الإحاطة بكل شيء، فنسأل الله أن يرحمنا رحمة تغنينا عن رحمة من سواه، وأن يقنّعنا بما رزقنا، وأن يعافينا في الدنيا والآخرة.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.41 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]