الصحابيات اللائي نزل فيهن أو بسببهن تشريع إسلامي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191097 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2653 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 658 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 937 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1091 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 853 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 836 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 920 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92811 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-02-2021, 03:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي الصحابيات اللائي نزل فيهن أو بسببهن تشريع إسلامي

الصحابيات اللائي نزل فيهن أو بسببهن تشريع إسلامي


د. سامية منيسي

إن التشريع الإسلامي هو المنهج الذي طبق على الظروف والأحوال التي قابلت رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين حينما أقام أمة الإسلام في المدينة. وقد نزل التشريع الإسلامي تباعا حسب مقتضيات الظروف التي مر بها المسلمون في حياتهم اليومية، أو الأحداث التي كان ينبغي أن يصدر فيها حكم لتقويم أو تغيير منهج حياة الصحابة رضي الله عنهم جميعا.

والتشريع الإسلامي هو إما أن يكون «نصا نقليا» ورد في القرآن الكريم لموقف ما يتصل بالصحابية ذاتها، أو حكما من أحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلاهما شرع تبعا لقول الله تعالى: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7].

هذا، وقد نزل التشريع في عدد كبير من الصحابيات بدءا بأمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وحتى غير محددات الأسماء أو النسب أو الهوية.

أما عن أمهات المؤمنين (رضي الله عنهم) فقد كان لهن تشريع خاص في حجابهن، وفي تصرفاتهن، وأيضا في حجر الزواج بهن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخييرهن بين الله ورسوله والدار الآخرة وبين متاع الحياة الدنيا، فاخترن كلهن الله ورسوله والدار الآخرة، هذا بالإضافة إلى تشريعات خاصة بهن كل على حدة؛ سواء مع الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بصفة عامة مع المسلمين كحديث الإفك عن عائشة رضي الله عنها.. وغير ذلك من المواقف.

أما عن باقي الصحابيات فقد كانت هناك أحكام مختلفة نزلت في كل صحابية على حدة أو أحكام نزلت في إحدى الصحابيات ولكنها تطبق على جميع نساء الصحابة مثل آية الحجاب الخاصة بالنساء في سورة النور/ آية 31 وسورة الأحزاب/ 59.

فمن الصحابيات من أقيم عليها الحد كحكم للقصاص من خطأ ما قامت بارتكابه مثل: (قذف المحصنات الغافلات)، كما فعلت حمنة بنت جحش حينما خاضت في حديث الإفك هي وحسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة في حق عائشة رضي الله عنها.

ومثل الغامدية التي زنت ثم ذهبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليقيم عليها الحد، ومثل فاطمة بنت الأسود المخزومية التي سرقت فقطع النبي صلى الله عليه وسلم يدها وغيرهن كثيرات.

وهناك أحكام أخرى ليس من الضروري ارتباطها بخطأ ما، وإنما ليتفهم المسلمون الأحكام الخاصة بدينهم، ومثل ذلك نزول صدر (سورة المجادلة) في خولة بنت ثعلبة حينما شكت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن زوجها قال لها: أنت علي كظهر أمي، ومثل مسيكة ومعاذة جاريتا عبد الله بن أبي بن سلول حينما أراد أن يكرههما على البغاء فنزلت الآية 33 من سورة النور قال تعالى: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} وهذه أمور كانت موجودة في الجاهلية وقوّمها وصححها الإسلام.

ومثل إبطال التبني في الإسلام وأن ينسب الابن لغير أبيه، أو الابنة لغير أبيها أو أمها، ولكن فتح الإسلام الباب على مصراعيه للكفالة، فمن حق أي إنسان خيّر أن يكفل يتيما يربيه ويعلمه ويزوجه.. إلخ. ولكن لا ينسب إلا إلى أبيه وأمه فإن لم يجد له أب أو أم فإخوانكم في الدين ومواليكم، وقد كان زواج النبي صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش، بعد طلاقها من زيد بن ثابت، تطبيقا عمليا لهذا التشريع بعد أن أمر الله به رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذلك إنزال الحكم بالتفرقة بين رجل وامرأة أبيه التي تزوجها بعد وفاته، أو الجمع بين الأختين وذلك لتظل صلة الرحم موصولة لا تشوبها شائبة، كذلك أحكام المواريث الخاصة بالنساء والرجال، في دقة متناهية، وكانت المرأة لا تورث في الجاهلية.

وقد تأتي المرأة الصحابية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسأله عن وضع المرأة في الإسلام وهل ميز الرجال على النساء فتنزل الآيات المباركات نبراسا وبلسما لكل النساء في المساواة في العمل والجزاء، يقول تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَات ِ وَالْمُؤْمِنِين َ وَالْمُؤْمِنَات ِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّق ِينَ وَالْمُتَصَدِّق َاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35].

وهنا ينبغي لنا أن ننوه إلى أن (النص القرآني) لا ينفصل أبدا عن الحكم الذي يقضي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلاهما يكمل بعضهما البعض. فالتشريع الخاص بالصلاة مثلا، فصّلته السنة النبوية كذلك الوضوء، والمرأة التي سرقت فقطع النبي صلى الله عليه وسلم يدها، وغير ذلك من الأحكام مثل الحكم في ثياب النساء المسلمات، فحينما نزلت الآية الخاصة بالحجاب من سورة النور، قال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنّ َ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].

كان تفسير ذلك بالتفصيل في حكم الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما. كذلك أمر الله تعالى للنساء كافة بما فيهن أمهات المؤمنين، بالالتزام بما يحفظ أنوثتهن وحياءهن بقوله تعالى في سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59].. إلى غير ذلك من المواقف.

لذا كان علينا ألا نفصل الحكم الخاص بنص قرآني (أي نصا نقليا) عن (الأحكام النبوية) التي قضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواقف عديدة لأن هذه الأحكام قد تكون تطبيقا عمليا لهذا النص، أو حكما حكم به الهادي البشير في موقف ما وأجازه، من ذلك مثلا حينما يقر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة التي تجير أو تتوسط للنبي ليعفو عن أحد؛ فهذا في حد ذاته تقدير للمرأة بصفة عامة وأنها في إجارتها تجار مثلها مثل الرجل. أو حكمه في طهارة وصلاة الصحابيات في مواقف كثيرة.. مثل: موقف المرأة المستحاضة، منهن حمنة بنت جحش، ومثل عدة المطلقة.. إلى غير ذلك من الأحكام والتشريعات التي اختصت بها الصحابيات وهي نبراس لنا إلى أن تقوم الساعة وتبدل الأرض وما عليها.

اللهم إن كنت أخطأت فاغفر لي، وإن كنت أصبت فادخر لي أجرى يوم القيامة والله المستعان وعليه الأجر والثواب.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-04-2021, 04:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصحابيات اللائي نزل فيهن أو بسببهن تشريع إسلامي

الصحابيات اللائي نزل فيهن أو بسببهن تشريع إسلامي (2)


د. سامية منيسي


أولا: أمهات المؤمنين (1)


قبل أن نبدأ في ذكر التشريعات الخاصة بأمهات المؤمنين كل على حدة ينبغي لنا أن نذكر تشريعا خاصا بكل أمهات المؤمنين، وهو التشريع الخاص بحجاب أمهات المؤمنين كلهن في سورة الأحزاب، وما ينبغي أن يكون عليه منهجهن في الحياة آيات 30 إلى 34، والآية 59 من سورة الأحزاب، وأيضا آيتا التمييز التي نزلت في شأنهن تخيرهن بين الله ورسوله والدار الآخر، وبين متاع الحياة الدنيا فاخترن كلهن الله ورسوله والدار الآخرة وهي آية (28، 29) من سورة الأحزاب. كذلك تحريم زواج أمهات المؤمنين بأي أحد بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي آية (53) من سورة الأحزاب.

كذلك تحريم زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأي أحد من النساء بعد أن خير صلى الله عليه وسلم أزواجه فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة وهي آية (52) من سورة الأحزاب وبذلك كافأ الله تعالى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.

كذلك الآيات من (1 - 5) من سورة التحريم وقد كانت بداية (آيات الاختيار)، وقد بدأت قصة الاختيار، حينما ثارت أمهات المؤمنين بسبب غيرتهن من مارية القبطية وحملها في ابنها إبراهيم، حينما اختلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها. وكانت حفصة في زيارة لأبيها عمر بن الخطاب، فأتت مارية لبعض شأنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما عادت وجدت الستر مسدلا فمكثت حتى انصرفت مارية. ودخلت حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم باكية مقهورة ولم تهدأ حتى حرمها الرسول صلى الله عليه وسلم (أي: حرم مارية) على نفسه موصيا حفصة بكتمان ما كان.. ولكن حفصة أبلغت عائشة سرها فاستثارتا ضرائرها ضد مارية لحملها من النبي صلى الله عليه وسلم وغيرتهن منها، ثم شكون من أنهن لا يجدن نصيبهن من النفقة والزينة. ترفق النبي صلى الله عليه وسلم بهن، ولكنهن تمادين إلى حد الشطط في اللجاج، فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن اعتزلهن شهرا في صرامة لم يألفنها من قبل، وهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يسرحهن أو يخيرهن على الصبر على حياة التقشف والزهد، هذا، وقد ذكرت بعض التفسيرات عند القرطبي وغيره، أن التحريم قد يكون بسبب شرب النبي صلى الله عليه وسلم عسلا عند زينب بنت جحش أو سودة، أو أم سلمة (رضي الله عنهن) ومكوثه عندهن ثم حرمه على نفسه، ولكن السبب الأول هو الأوقع والغالب لقوله تعالى: ﴿ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ﴾ [التحريم: 2] وهذا أيضا ما رجحه الإمام القرطبي وأشار إلى أن موضوع اختلاء النبي صلى الله عليه وسلم بمارية في بيت حفصة هو السيب في ذلك[1].

هذا، وحينما نمى إلى سمع كل من أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب ما حدث حاول كل منهما أن يؤدب ابنته، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم منعهما من ذلك، وكان الهمس قد سرى بين الصحابة بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد طلق أزواجه حتى أن عمر حثى التراب على رأسه، فلما تقصى عمر عن ذلك، ووجد النبي صلى الله عليه وسلم في خزانته معتكفا وقد أثر الحصير على جنبه وبجواره قبضة من الشعير، وأخرى من القرظ بجواره، بكى عمر وقال له: يا رسول الله ما يشق عليك من أمر النساء؟ إن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك، وقد سجل الله تعالى ذلك لعمر في قرآنه. ورد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لم يطلقهن وإنما اعتزلهن شهرا ففرح عمر وأعلن ذلك في المسجد (أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلق نساءه) ثم خيّرهن بين الله ورسوله والدار الآخرة وبين الدنيا فاخترن كلهن الله ورسوله والدار الآخرة.

يقول الله تعالى مصورا ذلك في سورة التحريم: آية 1 - 5.
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا [2].

ثم كانت آيات التخيير لنساء النبي صلى الله عليه وسلم حينما ثارت غيرتهن واعتزلهن النبي صلى الله عليه وسلم فنزل الوحي بالآيات الكريمة من سورة الأحزاب بقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾.

فخير النبي صلى الله عليه وسلم نساءه كما ذكرنا فاخترن العيش معه في زهد وتقشف على متاع الحياة الدنيا وزينتها الفانية[3].

ثم كان المنهج الذي ارتضاه الله ورسوله لهن كأمهات للمؤمنين عليهن واجبات ينبغي مراعاتها كزوجات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقائد الأمة الإسلامية قال تعالى في سورة الأحزاب أيضا: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا * يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ﴾ [الأحزاب][4].

هذه هي الآداب الإسلامية العالية جدا، والرفيعة التي أرادها الله لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكونوا قدوة لنا، ونحن جميعا نساء الأمة نتأسى بهن، رضوان الله تعالى عليهن جميعا.

أما عن آية الحجاب التي نزلت في أمهات المؤمنين، وبناته صلى الله عليه وسلم ونساء المسلمين فكان قول الله تعالى في سورة الأحزاب: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب][5].

وفي تفسير ابن كثير[6] قال: وقال عكرمة: تغطى ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها. ثم قال ابن كثير، عن أم سلمة قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ﴾ خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهم الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها. وقوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ﴾ أي إذا فعلن ذلك عرفن أنهن حرائر، لسن بإماء ولا عواهر، قال السدي: كان ناس من فساق أهل المدينة يخرجون بالليل حين يختلط الظلام إلى طرق المدينة، فيعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة، فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق يقضين حاجتهن، فكان أولئك الفساق يبتغون ذلك منهن، فإذا رأوا المرأة عليها جلباب قالوا: هذه حركة فكفوا عنها، وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا: هذه أمة فوثبوا عليها، وقال مجاهد: يتجببن فيعلم أنهن حرائر فلا يتعرض لهن فاسق بأذى ولا ريبة.

وقوله تعالى: ﴿ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً ﴾ [الأحزاب: 60 ،61].

ويقول السيوطي[7] في أسباب نزول هذه الآية الكريمة 59 من الأحزاب: (أخرج البخاري عن عائشة قالت: خرجت سودة - بعدما ضرب الحجاب - لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرضها، فرآها عمر فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين، قالت: فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وإنه ليتعشى وفي يده عرق، فدخلت فقلت: يا رسول الله إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر كذا وكذا، قالت: فأوحى الله إليه، ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه فقال: إن الله قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن، وأضاف السيوطي قائلا: وأخرج ابن سعد في الطبقات عن أبي مالك قال: كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن، وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين، فشكوا ذلك، فقيل ذلك للمنافقين فقالوا: إنما نفعله بالإماء. فنزلت هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59].

هذا، وفي تفسير ابن كثير عن ابن عباس أن المرأة تدنى الجلباب حتى تبصر بعين واحدة، أما الإمام القرطبي فقد أورد عن ابن عباس أيضا وقتادة قال: ذلك تلويه فوق الجبين وتشده؛ ثم تعطفه على الأنف وإن ظهرت عيناها لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه وقال الحسن تغطي نصف وجهها. ثم قال القرطبي: أمر الله سبحانه جميع النساء بالستر[8].

هذا، وقد كان الله تعالى قد أحل للنبي صلى الله عليه وسلم ما يشاء من النساء، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 50، 51].

وفي أسباب نزول هاتين الآيتين يقول السيوطي[9] عن الآية (50) أخرج الترمذي وحسنه الحاكم وصححه، عن ابن عباس عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذرت إليه فعذرني، وأنزل الله ﴿ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ ﴾ إلى قوله: ﴿ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ ﴾، فلم أكن أحل له لأني لم أهاجر.. وعن أم هانئ قالت: نزلت في هذه الآية ﴿ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ ﴾ أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني فنهي عني إذ لم أهاجر، وقوله تعالى: ﴿ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً ﴾ الآية، أخرج ابن سعد عن عكرمة في قوله: ﴿ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً ﴾ الآية نزلت في أم شريك الدوسية، وأخرج ابن سعد عن منير بن عبد الله الدؤلي أن أم شريك بنت جابر بن حكيم الدوسية عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت جميلة فقبلها. فقالت عائشة: ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير، قالت أم شريك: فأنا تلك فسماها الله مؤمنة، فقال: ﴿ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ﴾، فلما نزلت الآية قالت عائشة: إن الله يسرع لك في هواك[10].

ويقول السيوطي عن (الآية 51) قوله تعالى: ﴿ تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ﴾ الآية، أخرج الشيخان عن عائشة أنها كانت تقول: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها؟ فأنزل الله ﴿ تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ﴾ الآية فقالت عائشة: أرى ربك يسارع ذلك في هواك، وأخرج ابن سعد عن أبي رزين قال: هم رسول الله أن يطلق نسائه، فلما رأين ذلك جعلنه في حل من أنفسهن يؤثر من يشاء على من يشاء فأنزل الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ ﴾ إلى قوله: ﴿ تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ﴾ الآية، انتهى كلام السيوطي في أسباب نزول الآيتين.

ويقول الإمام القرطبي عن ابن عباس[11] أنه قال: لم تكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة إلا بعقد نكاح أو ملك يمين. فأما الهبة فلم يكن عنده منهن أحد. وقال قوم: كانت عنده موهوبة؛ ثم استطرد القرطبي بقوله: وقيل الموهوبات أربع: ميمونة بنت الحارث، وزينب بنت خزيمة أم المساكين الأنصارية، وأم شريك بنت جابر، وخولة بنت حكيم.. قلت: وفي بعض هذا اختلاف ويضيف القرطبي[12]: قال قتادة: هي ميمونة بنت الحارث، وقال الشعبي: هي زينب بنت خزيمة أم المساكين امرأة من الأنصار. وقال علي بن الحسين والضحاك ومقاتل: هي أم شريك بنت جابر الأسدية. وقال عروة بن الزبير: أم حكيم بنت الأوقص السلمية.

ثم قال القرطبي: وقد اختلف في اسم الواهبة نفسها؛ فقيل هي أم شريك الأنصارية اسمها غزية وقيل: غزيلة. وقيل: ليلى بنت حكيم، وقيل: هي ميمونة بنت الحارث حين خطبها النبي صلى الله عليه وسلم فجاءها الخاطب وهي على بعيرها فقالت: البعير وما عليه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: هي أم شريك العامرية.. وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها، ولم يثبت ذلك. والله تعالى أعلم.

ثم أضاف القرطبي: قرأ جمهور الناس ﴿ إن وهبت﴾ بكسر الألف، وهذا يقتضي استئناف الأمر؛ أي إن وقع فهو حلال له، وقد روى عن ابن عباس ومجاهد أنههما قالا: لم يكن عند النبي صلى الله عليه وسلم امرأة موهوبة، وقد دللنا على خلافه ثم أشار القرطبي إلى ما ورد عند الأئمة عن طريق سهل وغيره في الصحاح: أن امرأة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جئت أهب لك نفسي، فسكت حتى قام رجل فقال: زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة، فلو كانت هذه الهبة غير جائزة لما سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يقر على الباطل إذا سمعه، غير أنه يحتمل أن يكون سكوته منتظرا بيانا فنزلت الآية بالتحليل والتخيير، فاختار تركها وزوجها غيره. ويحتمل أن يكون سكت ناظرا في ذلك حتى قام الرجل لها طالبا.

ثم أشار القرطبي[13] إلى ما حلل للنبي صلى الله عليه وسلم، وحرم على آل بيته، وما فرض عليه فقال.. خص الله تعالى رسوله في أحكام الشريعة بمعان لم يشاركه فيها أحد - في باب الفرض والتحريم والتحليل - مزية على الأمة وهبت له، ومرتبة خص بها، ففرضت عليه أشياء ما فرضت على غيره، وحرمت عليه أفعال لم تحرم عليهم، وحللت له أشياء لم تحلل لهم، منها متفق عليه ومختلف فيه.

فأما ما فرض عليه فتسعة: الأول - التهجد بالليل، يقال: إن قيام الليل كان واجبا عليه إلى أن مات، لقوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ [المزمل: 1]. والمنصوص أنه كان واجبا عليه ثم نسخ بقوله تعالى: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ﴾ [الإسراء: 79]. والثاني: الضحى. والثالث: الأضحى. والرابع: الوتر، وهو يدخل في قسم التهجد. والخامس: السواك. والسادس: قضاء دين من مات معسرا. والسابع: مشاورة ذوي الأحلام في غير الشرائع. والثامن: تخيير النساء. والتاسع: إذا عمل عملا أثبته. زاد غيره: وكان يجب عليه إذا رأى منكرا أنكره وأظهره، لأن إقراره لغيره على ذلك يدل على جوازه.

أما ما حرم عليه: فجملته عشرة: الأول: تحريم الزكاة عليه وعلى آله. والثاني: صدقة التطوع عليه، وفي آلة تفصيل باختلاف. والثالث: خائنة الأعين. وهو أن يظهر خلاف ما يضمر. والرابع: حرم الله عليه إذا لبس لأمته أن يخلعها عنه أو يحكم الله بينه وبين محاربيه. والخامس: الأكل متكئا. والسادس: أكل الأطعمة الكريهة الرائحة. والسابع: التبدل بأزواجه. والثامن: نكاح امرأة تكره صحبته. والتاسع: نكاح الحرة الكتابية. والعاشر: نكاح الأمة، وحرم الله عليه أشياء لم يحرمها على غيره، تنزيها له وتطهيرا.

وأحل له ستة عشر: فيء المغنم، الاستبداد بخمس الخمس أو الخمس، الوصال، الزيادة على أربع نسوة، النكاح بلفظ الهبة، النكاح بغير ولي، النكاح بغير صداق، نكاحه في حالة الإحرام، سقوط القسم بين الأزواج عنه، أعتق صفية وجعل عتقها صداقها، دخل مكة بغير إحرام، القتال بمكة، أنه لا يورث، بقاء زوجيته بعد الموت، إذا طلق امرأة تبقى حرمته عليها فلا تنكح، وأبيح له الغنائم، وجعلت له الأرض مسجدا وطهورا، ومعجزاته فاقت معجزات الأنبياء، ونبوته باقية إلى يوم القيامة، مؤيدا بالقرآن الكريم.

ثم عندما خير الله ورسوله نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم في اختيار الله ورسوله والدار الآخرة أو الدنيا ومتاعها، واخترن الله ورسوله مع الآخرة، كافأهم الله تعالى بأن قال للنبي صلى الله عليه وسلم في سورة الأحزاب أيضا: ﴿ لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا﴾ [الأحزاب: 52][14] ثم كان تأديب الله تعالى للمسلمين كافة ومراعاة آداب زيارة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الآية 53 من سورة الأحزاب].

كذلك قال تعالى في هذه الآية: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 53].

هذا، وقد ذكر السيوطي في أسباب النزول عند هذه الآية[15]:
قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا﴾ الآية،... وأخرج الشيخان عن أنس قال: لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون، وأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام وقام من القوم من قام، وقعد ثلاثة، ثم انطلقوا، فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم انطلقوا، فجاء حتى دخل، وذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه، وأنزل الله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا﴾ إلى قوله: ﴿ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا﴾. وأخرج الترمذي وحسنه عن أنس قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى باب امرأة عرس بها فإذا عندها قوم، فانطلق، ثم رجع وقد خرجوا، فدخل فأرخى بيني وبينه سترا، فذكرته لأبي طلحة فقال: لئن كان كما يقول لينزلن في هذا شيء، فنزلت آية الحجاب، وأخرج الطبراني بسند صحيح عن عائشة قالت: كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم في قعب فمر عمر، فدعاه فأكل، فأصابت أصبعه أصبعي فقال: أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عين، فنزلت آية الحجاب. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فأطال الجلوس، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ليخرج فلم يفعل، فدخل عمر فرأى الكراهية في وجهه، فقال للرجل: لعلك أذيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قمت ثلاثا لكي يتبعني فلم يفعل، فقال عمر: يا رسول الله، لو اتخذت حجابا فإن نساءك لسن كسائر النساء وذلك أطهر لقلوبهن، فنزلت آية الحجاب.

قال الحافظ ابن حجر: يمكن الجمع بأن ذلك وقع قبل قصة زينب فلقربه منها أطلق نزول آية الحجاب بهذا السبب. ولا مانع من تعدد الأسباب.

وأخرج بن سعد عن محمد بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض إلى بيته بادروه فأخذوا المجالس، فلا يعرف ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يبسط يده إلى الطعام استحياء منهم فعوتبوا على ذلك. فأنزل الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ﴾ الآية.

ثم قال السيوطي[16]. قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ﴾ الآية أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا يقول: لو قد توفى النبي صلى الله عليه وسلم تزوجت فلانة من بعده، فنزلت ﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ﴾ الآية.

كذلك ذكر القرطبي وابن كثير في تفسيرهما أنه أخرج عن ابن عباس قال: نزلت في رجل همَّ أن يتزوج بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعده. قال سفيان: ذكروا أنها عائشة. وأخرج عن السدي قال: بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوج نساءنا، لئن حدث به لتتزوجن نساءه من بعده فأنزل هذه الآية، إلا أن القرطبي يعترض على أنه طلحة بن عبيد الله[17].


[1] انظر: ما ذكرناه سابقا في الكتاب الأول أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عن هذه القصة بالتفصيل.

[2] انظر: الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي عند هذه الآيات (1 - 5) التحريم مج 9 ج 18 ص 117 ص 27، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 5 1417هـ/ 1996م. وانظر: مختصر تفسير ابن كثير عند هذه الآيات مج 3 ص 519 - 522 وفيه التفسير والتعليق على هذه الآيات - وأيضا: أسباب النزول عند هذه الآيات في تفسير السيوطي (تفسير وبيان مفردات القرآن) ص 498 - 500، بيروت، دار الإيمان، دمشق، دار الرشيد.

[3] انظر: أيضا طبقات ابن سعد ج 8 طبعة دار التحرير ص 129 - 139. وانظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي عند تفسيره للآيتين 28، 29 (من سورة الأحزاب)، مج 7 ج 14 ص 106 - 113، وأيضا مختصر تفسير ابن كثير مج 3 ص 91 - 93 وأسباب النزول عند الإمام السيوطي ص 394 - 395.

[4] يقول ابن سعد عن (تبرج الجاهلية الأولى) يعني التبختر، فكانت المرأة تخرج فتتمشى بين الرجال ص 143، طبعة دار التحرير، القاهرة.

[5] انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي مج 7 ج 14 - 155 - 157، وتفسيره عند الآية 59 من الأحزاب.

[6] انظر: مختصر تفسير ابن كثير عند الآية 59 من سورة الاحزاب مج 3 ص 114 - 115.

[7] انظر: تفسير وبيان مفردات القرآن مع أسباب النزول ص 405 - 407، وأيضا (طبقات ابن سعد ج 8 ص 124 - وما بعدها)، طبعة القاهرة، دار التحرير، وانظر أيضا صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب خروج النساء لحوائجهن.

[8] انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي مج 7 ص 155 - 157 وأيضا المرجع السابق لابن كثير مج 3 ص 114 - 115.

[9] تفسير وبيان مفردات القرآن مع أسباب النزول ص 399 - 401، وانظر أيضا طبقات ابن سعد ج 8 ص 139 وما بعدها، طبعة بيروت، دار الكتب العلمية.

[10] انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي عند الآيات (50) من الأحزاب ج 3 ص 133 - 138 وانظر أيضا تفسير ابن كثير عند هذه الآية (50/ الأحزاب).

[11] انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي عند تفسيره الآية (50) من الأحزاب ج14، 134 - 135.

[12] الجامع لأحكام القرآن مج 7 ج 14، ص 135، عند تفسير الآية (50) من الأحزاب.

[13] المصدر السابق: ص 136، 137.

[14] انظر أيضا أسباب النزول عن السيوطي في هذه الآية (52) ص 401، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي مج 7 ج 14 ص 141 - 143، ومختصر تفسير ابن كثير مج 3 ص 106 - 107.


[15] ص 401 - 403، والجامع الأحكام القرآن للقرطبي مج 7 ص 143 - 148.

[16] تفسير وبيان مفردات القرآن مع أسباب النزول عند الآية 53 من الأحزاب ص 403 - 405.

[17] انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي مج 7 ص 14 ص 147 ومختصر تفسير ابن كثير مج 2 ص 109، وأيضا تفسير السيوطي ص 403.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-04-2021, 04:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصحابيات اللائي نزل فيهن أو بسببهن تشريع إسلامي

الصحابيات اللائي نزل فيهن أو بسببهن تشريع إسلامي (3)


د. سامية منيسي



أولا: أمهات المؤمنين (2)





عائشة بنت أبي بكر الصديق (أم المؤمنين رضي الله عنها)





عائشة بنت أبي بكر الصديق (واسمه: عبدالله) بن أبي قحافة (واسمه: عثمان) بن عامر بن تيم بن مرة القرشية (أم المؤمنين رضي الله عنها):


نزل في شأنها عدة تشريعات منها:

براءتها في حديث الإفك فنزلت الآيات من سورة النور تعلن طهارتها وبراءتها من هذا الحديث، ثم أقيم الحد على من تفوهوا به وهي الآيات من (11 - 19)، و(23، 24، 25) قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ * لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ *وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 11، 19].



وقوله تعالى أيضا: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾ [النور: 23، 24] [1].



وانظر أيضا السيوطي في أسباب نزول هذه الآيات[2].



كما نزل بسببها أيضا رضي الله عنها تشريع التيمم للمسلمين حينما أخرهم البحث عن قلادة لها عن صلاة الصبح، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6].



فقد ورد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، عن عائشة قالت: سقطت قلادة (أي عقد) لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة، فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل، فثنى رأسه في حجري راقدا، وأقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة، وقال: حبست الناس في قلادة، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ، وحضرت الصبح، فالتمس الماء فلم يوجد، فنزلت ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ ﴾ [المائدة: 6] إلى قوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6] فقال أسيد بن حضير: لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر.



وروى الطبراني عن طريق عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت: لما كان من أمر عقدي ما كان، وقال أهل الإفك ما قالوا، خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أخرى، فسقط أيضا عقدي حتى حبس الناس على التماسه، قال لي أبو بكر: بنية في كل سفر تكونين عناء وبلاء على الناس؟ فأنزل الله الرخصة في التيمم، فقال أبو بكر: إنك لمباركة[3].



كذلك نزل في شأنها التشريعات الخاصة بأمهات المؤمنين والتي سبق ذكرها في بداية الفصل. كذلك ورد أنه نزل في شأن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وفي شأن أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها قوله تعالى: في سورة التحريم: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا﴾ [التحريم: 4] [4].



وكان ذلك بعد أن فشت حفصة سر تحريم النبي مارية عليه حينما وجدتها في حجرتها معه صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وكان قد طلب منها كتمان ذلك ففشت عائشة السر بين نسائه رضوان الله تعالى عليهن فأنزل الله تعالى فيهما هاتين الآيتين (والله أعلم).





[1] انظر: ترجمة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في الكتاب الأول من الموسوعة (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم). ص 119 - 122، وانظر ما ذكره القرطبي في تفسيره عند هذه الآيات من سورة النور مج 7 ج 12 ص 130 - 140، وتفسير ابن كثير عند هذه الآيات مج 2 ص 587 - 595، وأيضا: طبقات ابن سعد ج 8 ص 39 - 56، الإصابة ج 4 ص 348 - 350، وأيضا صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب حديث الإفك، وصحيح مسلم كتاب التوبة، باب في حديث الإفك وقبول توبة القاذف.




[2] تفسير وبيان مفردات القرآن للسيوطي ص 350 - 359.




[3] انظر تفسير وبيان مفردات القرآن للسيوطي عند هذه الآية (أسباب النزول) ص 182 - 184 وأيضا: مختصر تفسير ابن كثير مج 1 ص 493 - 494 وأيضا ترجمة عائشة في أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير ص 123، وصحيح البخاري كتاب التيمم، باب: عبد الله بن يوسف، حديث رقم (334)، رقم (336).




[4] انظر تفسير الطبري، أبى جعفر محمد بن جرير الطبري جمع أبي يحيى محمد بن صمادح التجحيي ت 419هـ، وانظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي مج 9 ج 18 ص 124 - 127. وتفسيره عن هاتين الآيتين أسباب النزول عند الآيات من 1 /5 ص 471 - 473، القاهرة، دار الغد العربي، 1993م، ومختصر تفسير ابن كثير مج 3 ص 519 - 522 وتفسيره عند هاتين الآيتين.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-04-2021, 04:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصحابيات اللائي نزل فيهن أو بسببهن تشريع إسلامي

الصحابيات اللائي نزل فيهن أو بسببهن تشريع إسلامي (4)


د. سامية منيسي




أولا: أمهات المؤمنين (3)








حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح من بني عدي ابن كعب القرشية (أم المؤمنين رضي الله عنها):



ورد عند السيوطي أن الآية الأولى في سورة الطلاق وردت في حفصة بنت عمر رضي الله عنها وهي قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1].







فقال السيوطي في أسباب النزول: وأخرج ابن أبي حاتم عن طريق قتادة عن أنس قال: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة فأتت أهلها فأنزل الله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ﴾ الآية. فقيل له: راجعها فإنها صوامة قوامة، وأخرجه ابن جرير عن قتادة مرسلا وابن المنذر عن ابن سيرين مرسلا[1].







كذلك نزل في شأنها وشأن عائشة رضي الله عنهما الآيتان السابق ذكرهما في ترجمة عائشة وهما الآية (4، 5) من سورة التحريم[2].







كما نزل في شأنها التشريعات الخاصة بأمهات المؤمنين والتي وردت في بداية الفصل الخاص (بأمهات المؤمنين)[3].







أم سلمة (هند) بنت أبي أمية (واسمه: سهيل زاد الركب) بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية (أم المؤمنين رضي الله عنها):



نزل فيها التشريع الخاص بالحجاب، والتشريع الخاص بأمهات المؤمنين وما ينبغي أن يلتزمن به وآيتا الاختيار مثلها مثل باقي أمهات المؤمنين رضي الله عنهن[4].







زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة من بنى غنم بن دودان ابن أسد بن خزيمة (أم المؤمنين رضي الله عنها): كان اسمها برة فسماها النبي صلى الله عليه وسلم زينب.







نزل فيها عدة تشريعات بالإضافة إلى التشريع الخاص بحجاب أمهات المؤمنين، والتشريع الخاص بأمهات المؤمنين وما ينبغي أن يلتزمن به وآيتا الاختيار[5].







من ذلك: التشريع الخاص بشأن زواجها من زيد بن حارثة، بأمر من الله ورسوله قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].







وكانت ترفض الزواج منه لأنه مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي من نساء قريش ولها ولعائلتها وقبيلتها مكانة كبيرة فلما نزل الأمر من الله تزوجته، ولكنها تعالت عليه فكان يشتكي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول له صلى الله عليه وسلم: (أمسك عليك زوجك واتق الله) حتى كان أمر الله تعالى بطلاقها من زيد بن حارثة وزواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.







قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا * مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا * الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا * مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 37 – 40] وبذلك كان زواجها من زيد بن حارثة ثم طلاقها منه ثم زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر من الله تعالى لإبطال التبني في الإسلام بطريقة عملية شرعية، أي بتطبيق عملي شرعي[6].







كذلك كان نزول آية الحجاب السابق ذكرها وهي آية 53 من سورة الأحزاب نزلت حينما كانت زينب تزف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقيمت وليمة العرس فكانت سببا وأمرا بالحجاب على نساء النبي والمؤمنات جميعا[7]. فكانت زينب بنت جحش رضي الله عنها تفخر على نساء الهادي البشير بقولها لهن: (أنا أكرمكن وليا وأمركن سفيرا).







[1]تفسير وبيان مفردات القرآن للسيوطي مع أسباب النزول، أسباب نزول الآية (1) من سورة الطلاق ص 415، وأيضا الجامع لأحكام القرآن للقرطبي مج 9 ج 18 ص98 - 107.




[2]انظر: مختصر تفسير ابن كثير مج 3 ص 519 - 522، وتفسير القرطبي ج 18 ص 124 - 127.




[3]انظر أيضا ترجمة حفصة رضي الله عنها في الكتاب الأول (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم) ومراجعها هناك، وأيضا: طبقات ابن سعد ج 8 ص 50 - 60، الاستيعاب ج 4 ص 260، 262، الإصابة ج 4 ص 264 - 265، أسد الغابة مج 7 ص 66 - 67.




[4]انظر ترجمتها في الكتاب الأول (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم) ومراجعها هناك وأيضا طبقات ابن سعد ج 8 ص 60 - 67، تاريخ الطبري ج 3 ص 164، الاستيعاب ج 4 ص 405 - 408. وما ذكرناه عن الآيات السابقة في سورة الأحزاب التي نزلت في أمهات المؤمنين.




[5]انظر ما سبق أن ذكرناه سابقا في هذا الشأن في بداية هذا الفصل.




[6]انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي وتفسير هذه الآيات (37 - 40) من الأحزاب مج 7 ص 14 ص 121 - 128 وانظر: مختصر تفسير ابن كثير عند هذه الآيات مج 3 ص 97 - 99، وأيضا: ترجمتها في الكتاب الأول (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم)، ومراجعها هناك.




[7]انظر آية 53 من الأحزاب في صدر هذا الفصل وسببها، وأيضا أسباب نزول الآيات السابقة ذكرها (36 - 40) من الأحزاب في السيوطي (أسباب النزول) من ص 397 - 398 وتفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) مج 7 ج 14 ص 143 - 148)، وتفسير ابن كثير عن هذه الآيات، وأيضا ترجمتها (زينب بن جحش) في الكتاب الأول (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير، وأيضا سورة النور آية 31، وطبقات ابن سعد ص 71 - 76، الإصابة ج 4 ص 307 - 308.










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-04-2021, 04:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصحابيات اللائي نزل فيهن أو بسببهن تشريع إسلامي

الصحابيات اللائي نزل فيهن أو بسببهن تشريع إسلامي (5)


د. سامية منيسي




أولا: أمهات المؤمنين (4)

(4) جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة المصطلقية (أم المؤمنين رضي الله عنها):

كان اسمها برة فسماها النبي صلى الله عليه وسلم جويرية. بالإضافة إلى التشريعات السابقة لأمهات المؤمنين وتطبيقها عليها، نزل بسببها حكم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قضى النبي صلى الله عليه وسلم كتابها وتزوجها، فلما علم الناس زواج النبي صلى الله عليه وسلم بها أرسلوا ما بأيديهم من الأسرى وقالوا: أمهارا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، وكان ذلك في غزوة المريسيع سنة خمس أو ست من الهجرة[1].

أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية القرشية (أم المؤمنين رضي الله عنها):
قيل: حينما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي في الحبشة وأرسل لأصحمة نجاشي الحبشة بذلك وتم الزواج، نزل فيها قول الله تعالى: ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7)﴾ [الممتحنة][2] ويقصد بذلك المودة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أبي سفيان حينما تزوج ابنته.

يقول القرطبي:.... وقيل المودة بتزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة فلانت عند ذلك عريكة أبي سفيان واسترخت شكيمته في العداوة. هذا بالإضافة إلى آيات الحجاب والتخيير، ومنهن أمهات المؤمنين كما أمرهن الله به، وتحريم زواجهن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة أو غيرهم لأنهن أمهات المؤمنين[3].

صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن عامر بن عبيد بن كعب بن الخزرج من بني النضير بن النحام أسباط إسرائيل بن هارون بن عمران (أم المؤمنين رضي الله عنها):
بالإضافة إلى التشريعات الخاصة بأمهات المؤمنين التي أمرهن الله بها في الحجاب والتخيير وعدم الخضوع بالقول وتحريم زواجهن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهج حياتهن كما أمرهن الله به.

كان لصفية رضي الله عنها تشريع خاص، فحينما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر، جعل عتقها صداقها، فصارت سنة للأمة الإسلامية إلى يوم الساعة[4].

ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن روبية الهلالية (أم المؤمنين رضي الله عنها):
وكان اسمها برة فسماها النبي صلى الله عليه وسلم (ميمونة) بمناسبة دخوله صلى الله عليه وسلم أم القرى، بالإضافة إلى التشريعات الخاصة بأمهات المؤمنين كما ذكرنا ذلك في بداية الفصل عن آيات التخيير والحجاب ومنهج أمهات المؤمنين في حياتهن وتعاملاتهن كان لميمونة رضي الله عنها تشريع خاص، فقد ذكر أنها هي التي وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر ذلك ابن هشام فقال (ويقال: أنها التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وذلك أن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت: البعير وما عليه لله ولرسوله فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا ﴾ [الأحزاب: 50].

ثم ذكر أن هناك اختلافا فيمن وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم. فقد اختلف في ذلك فقيل: هي أم شريك القرشية، وقيل: أخرى[5].

مارية القبطية (أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كان النبي قد حرمها على نفسه حينما رأتها حفصة في بيتها مع النبي صلى الله عليه وسلم إرضاء لحفصة ثم ارتجعها بأمر من الله حينما أنزل الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [التحريم].

حينما أنجبت مارية إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها وقال (أعتقها ولدها) كذلك ذكر أن مارية بعد أن حملت في ابنها إبراهيم، اتهمت في خصى قبطي كان يأتيها بالماء والحطب زورا، فبرأها الله تعالى على لسان جبريل عليه السلام حينما حيّاه بقوله: (السلام عليك يا أبا إبراهيم)[6].

فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حينما تزوج علي فاطمة رضي الله عنها قال له الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا علي إنه لا بد للعروس من وليمة) فأقيمت وليمة العرس.

حينما قدمت ليلة الزفاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: (لا تحدث شيئا حتى تلقاني) فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم في إناء، ودعا علي رضي الله عنه، وفاطمة رضي الله عنها، فأفرغ الإناء عليهما ثم دعا لهما قائلا: «اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك في نسلهما».

قيل أنه نزل فيهما وفي أولادهما وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)﴾ [الأحزاب]. وفي تفسير الطبري يقول عند سبب نزول هذه الآية:


عن أبي سعيد.. قال نزلت في خمسة: في النبي صلى الله عليه وسلم، وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، أخبرنا.. عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي عن.. حدثني من سمع أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها تذكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة[7]، فدخلت بها عليه، فقال لها: «ادعى لي زوجك وابنيك». قالت: فجاء علي وحسن وحسين، فدخلوا فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، وهو على منامة له، وكانت تحته كساء حبري، قالت: وأنا في الحجرة أصلي، فأنزل الله تعالى هذه الآية: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)﴾ قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج يديه فألوى بهما إلى السماء ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» قال: فأدخلت رأسي البيت وقلت: أنا معكم يا رسول الله.

قال: «إنك إلى خير، إنك إلى خير». وفي قول آخر قال الطبري: أخبرنا... عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أنزلت هذه الآية في نساء النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)[8].

وفي قول ثالث للطبري قال: أخبرنا عن علقمة عن عكرمة في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(33)﴾ قال: ليس الذين يذهبون إليه، إنما هي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وكان عكرمة ينادي بهذا في السوق، (انتهى كلام الطبري).
وانظر أيضا: تفسير ابن كثير عند هذه الآية/ 33 من سورة الأحزاب.

كما ورد عند كل من ابن الأثير، وابن حجر ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في وضع العباءة على علي وفاطمة وأبنائهما الحسن والحسين وعليه والدعاء الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم، ولكن أسند الحديث إلى أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، كذلك قال الحاكم في المستدرك عن الأصم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه[9].

هذا، وقد ذكر القرطبي في تفسيره ما روته أم سلمة رضي الله عنها في هذا الصدد، ثم أشار أن الآيات نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأهل البيت بصفة عامة وأن النبي صلى الله عليه وسلم حينما نزلت هذه الآية دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين، فعمد صلى الله عليه وسلم إلى كساء فلفها عليهم، ثم ألوى إلى السماء فقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) فهذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم لهم بعد نزول الآية، أحب أن يدخلهم في الآية التي خوطبت بها الأزواج، فذهب الكلبي ومن وافقه فصيرها لهم خاصة، وهي دعوة لهم خارجة من التنزيل[10].

كذلك كان هناك حكم نزل في فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالبا حينما ذهبت فاطمة رضي الله عنها إلى أبيها صلى الله عليه وسلم تشتكي له أن عليا خطب ابنة أبي جهل، فقد ورد عن المسور بن مخرمة قال: إن عليا خطب ابنة أبي جهل فسمعت بذلك فاطمة، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا عليُّ ناكح بنت أبي جهل، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد يقول: «أما بعد، أنكحت أبا العاص بن الربيع، فحدثني وصدقني، وإن فاطمة بضعة مني، وإني أكره أن يسوءها، والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله عند رجل واحد» فترك على الخطبة[11].

وفي حديث آخر للمسور بن مخرمة، أضاف للحديث السابق: «.. إن فاطمة منى، وأنا أخاف أن تفتن في دينها» ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه، قال: «حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي، وإني لست أحرم حلالا، ولا أحل حراما، ولكن، والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله أبدا»[12].

وبذلك كان حكم النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة وعلي في هذا الموقف.

وقد ذكر عن ابن إسحاق قال: وحدثني من لا أتهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغار لبناته غيرة شديدة، كان لا ينكح بناته على ضرة، وذكر ابن الأثير أيضا الحديث عن المسور بن مخرمة قائلا: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر: إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد علي بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنها بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها[13].

كذلك ورد في تفسير آية (7) وما بعدها من سورة الإنسان وهي: ﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ [الإنسان] أنها نزلت في فاطمة رضي الله عنها وعلي رضي الله عنه وجاريتهما فضة النوبية حينما صاموا ثلاثة أيام لشفاء الحسن والحسين نذرا يوفونه فمر بهم مسكين ثم يتيم ثم أسير فأطعموه طعامهم الأيام الثلاثة. وفي ذلك يقول الطبري في أسباب نزول هذه الآية. قال عطاء عن ابن عباس: وذلك أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أجر نفسه نوبة يسقى نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح، وقبض الشعير وطحن ثلثه، فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الخزيرة، فلما تم إنضاجه أتى مسكين، فأخرجوا إليه الطعام، ثم عمل الثلث الثاني، فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه، ثم عمل الثلث الباقي، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه، وطووا يومهم ذلك هكذا ثلاثة أيام فأنزلت هذه الآية.

هذا ما رواه الطبري في تفسيره عند أسباب النزول هذا، وقد عقب القرطبي بقوله أنها نزلت في عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) وقيل نزلت في أحد الأنصار، وقيل: نزلت في علي وفاطمة رضي الله عنهما وفضة الجارية ثم أشار أنها نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عقب بقوله قلت: والصحيح أنها نزلت في جميع الأبرار[14].


[1]انظر: التشريعات الخاصة بأمهات المؤمنين في بداية هذا الفصل (أمهات المؤمنين) وأيضا ترجمتها في الكتاب الأول من الموسوعة (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم) ومراجعها هناك وأيضا: طبقات ابن سعد ج 8 ص 83 - 85، والسيرة ج 3 ص 339 - 340، الاستيعاب ج 4 ص 251 - 252، تجريد أسماء الصحبة ج 2 ص 256، مختصر تفسير ابن كثير عند الآية (50) من الأحزاب مج 3 ص 104 - 105.

[2]انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي مج 7 خ 18 ص 39، وتفسير الطبري عند أسباب نزول سورة الممتحنة الآية 7 ص 457، ومختصر تفسير ابن كثير مج 3 ص 483 - 484 عند تفسير آية (7) من الممتحنة.

[3]انظر ما ذكرناه في بداية فصل أمهات المؤمنين، وأيضا ترجمتها في (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم). ومراجعها هناك، وأيضا مختصر تفسير ابن كثير مج 3 ص 91 - 95 عند الآيات 28، 29، 30، 31، 32، 33، 34، من سورة الأحزاب، وأيضا آية (50) من الأحزاب ص 104 - 105.

[4]انظر ترجمتها في كتاب (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم) وأيضا: طبقات ابن سعد ج 8 ص 85 - 92، ابن عبد البر: الاستيعاب ج 4 ص 337 - 339، ابن القيم: زاد المعاد ص 97، وأيضا صحيح البخاري كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، وانظر أيضا مختصر تفسير ابن كثير عند الآيات 28 - 34 من سورة الأحزاب مج 3 ص 91 - 95، (آية 50) ص 104.

[5]انظر ترجمتها في (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم) الكتاب الأول ضمن الموسوعة وأيضا: السيرة لابن هشام ج 3 ص 426، ج 4 ص 324 - 325، طبقات ابن سعد ج 8 ص 94 - 100، الاستيعاب ج 4 ص 391 - 395، الإصابة ج 4 ص 397 - 399، تجريد أسماء الصحابة ج 2 ص 36، صحيح مسلم، كتاب النكاح، باب تحريم نكاح المحرم وكراهة خطبته، ومسند الإمام أحمد ح 6 ص 335، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي مج 7 ج 14 ص 135، ومختصر تفسير ابن كثير مج 3 ص 104 - 105، تفسير آية (50) من سورة الأحزاب، وأيضا أسباب النزول عند الآية (50) عند السيوطي، تفسير وبيان مفردات القرآن ص 399 - 400.

[6]انظر ترجمتها في (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم) الكتاب الأول، وأيضا طبقات ابن سعد ج 8 ص 153 - 156، الاستيعاب ج 4 ص 396 - 398، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي مج 9 ج 18 ص 117 - 127. ومختصر تفسير ابن كثير مج 3 ص 104 عند تفسير الآية (50) من الأحزاب وأيضا تفسير الآيات من 1 - 3 من سورة التحريم مج 3 ص 519.

[7]الخزيرة: نوع من الطعام، وهو لحم يقطع قطعا صغارا ثم يطبخ بماء كثير وملح، فإذا اكتمل نضجه ذر عليه الدقيق وعصد به، ثم أدم بإدام ما. والحساء من الدسم والدقيق. انظر: المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، مادة (خَزَرَ).

[8]انظر تفسير الطبري أسباب نزول الآية ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) [الأحزاب: 33] ص 364 - 366، وأيضا مختصر تفسير ابن كثير مج 3 ص 93 - 95 تفسير الآية 33 من الأحزاب.

[9]انظر ترجمة فاطمة رضي الله عنها في كل من أسد الغابة مج 7 ص 340 - 343، الإصابة ج 4 ص 407 - 408 وأيضا ترجمة أم سلمة عند ابن الأثير وابن حجر: أسد الغابة مج 7 ص 340 - 343، الإصابة ج 4 ص 407 - 408، وأيضا تفسير الآية السابقة عند ابن كثير (تفسر القرآن العظيم)، وأيضا المستدرك على الصحيحين للحاكم (مناقب أهل البيت) ج 3 ص 146.

[10]الجامع لأحكام القرآن للقرطبي عند تفسيره الآية 33 من سورة الأحزاب مج 7 ص ح 14 ص 116 - 120.

[11]أخرجه البخاري في كتاب: كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب: ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم منهم: أبو العاص بن الربيع، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم.


[12]أخرجه البخاري في كتاب فرض الخمس، باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم.

[13]انظر: السيرة لابن هشام. وأيضا: أسد الغابة مج 7 ص 222، صحيح البخاري كتاب الشقاق، وهل يشير بالخلع عند الضرورة؟ وقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا [النساء: 35] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها، الحديث 3959: 10/360 - 370 وقال الترمذي: (هذا الحديث صحيح).

[14]انظر تفسير الطبري، أسباب نزول الآية (8) من سورة الإنسان ص 480 - 481، وانظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي مج 10 ج 19 ص 83 - 89، وأيضا ترجمة فضة النوبية في أسد الغابة مج 7 ص 216، 237، الإصابة ج 4 ص 376، إلا أن ابن كثير في تفسيره على هذه الآية يعترض على ذلك بأن الآية (السورة مكية) والحسن والحسين ولدا بالمدينة، ولكن الواقع أن السورة مدنية - كما هي في المصحف الشريف. وأشار أيضا إلى أن الآية نزلت مطلقة في الإيثار والصدقة وأنت شحيح صحيح تأمل الغني وتخشى الفقر مج 3 ص 58 - 582، انظر أيضا: ترجمة فضة النوبية في (القرشيات ومواليهن) وفي هذا الباب (من نزل فيهن تشريع).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 143.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 139.59 كيلو بايت... تم توفير 3.73 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]