الأديب بين نظرته لنفسه ونظرة الآخرين له ("العقَّاد" نموذجًا) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 171 - عددالزوار : 59756 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 161 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 112 - عددالزوار : 28256 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 791 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          السلفيون ومراعاة المصالح والمفاسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 684 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 98 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 16027 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-09-2019, 04:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي الأديب بين نظرته لنفسه ونظرة الآخرين له ("العقَّاد" نموذجًا)

الأديب بين نظرته لنفسه ونظرة الآخرين له ("العقَّاد" نموذجًا)
محمد عبد الرحيم الخطيب




يكاد يتفقُ معظمُ الذين دوَّنوا سيرَهم الذاتية - وبخاصةٍ الكتَّاب - على البَوْن الشَّاسع بين تلك النَّظرةِ التي ينظرون بها لأنفسهم، والنظرة التي ينظر النَّاس بها إليهم، فمعرفتُهم بأنفسِهم تختلف - وقد تصل إلى حدِّ التناقض - مع تلك المعرفة التي يعرفُها النَّاس عنهم، أو يحسبون أنهم يعرفونها، وليس العجبُ في أنْ تختلفَ نظرةُ النَّاس تجاه الشَّخص بعد موتِه، وبخاصة إذا بَعُدَ الزَّمن بينهم وبينه، ولكنَّ العجبَ أن تختلف نظرةُ النَّاس تجاه الشَّخص الذي يخالِطُهم ويخالطونه، ويراهم ويرونه، ويسمعهم ويسمعونه، وأعجبُ من هذا كلِّه أنْ تختلفَ نظرةُ أصدقائه وخلصائه وأحبابه نحوه، والعجبُ العجابُ الذي يكاد يصيبُ الشخصيةَ النابهةَ بالجنون هو أنْ تأتيَه النظرةُ المخالفة من زوجتِه وأبنائه.
والحقُّ أنَّ الشَّخصَ الواحد قد تختلف نظرتُه تجاه نفسه؛ لعواملَ كثيرةٍ تكاد لا تُحْصى، إلا أنَّه مع هذا يعرف الملامحَ والقَسَمَات البارزة في نفسِه وفي شخصيته، ويعيها وعيًا جيدًا، فإذا ذُكر عنه خلافُ ما يعرفُه عن نفسِه، استنكر ذلك ودهش، وقد يصل الأمرُ به إلى حدِّ الصدمة النفسية، وكذلك قد تختلف نظرةُ النَّاس تجاه الشَّخص الواحد، وهذا أمرٌ معروف غير مستنكَر، وأسبابه أيضًا تكاد لا تُحصر، إلا أننا لو حاولنا - جاهدين - تتبعَ الأسبابِ الجوهرية لذلك، فقد نصِلُ إلى عدة أمور، منها: أنَّ الشخص النابه العبقري تتضارب الآراءُ فيه كلَّما كثرت أعمالُه، وزاد نشاطُه، وامتدَّ تأثيرُه، ومنها: أنَّ الشخصياتِ النابهةَ المؤثِّرة شخصياتٌ ثَرِيَّةٌ خَصْبة، وأثرها قد يكون ممتدًّا إلى مجالات عدة، ومن هنا قد تكون بعضُ التضارب حولَها، ومنها: أنَّ النَّاس قد تكون معرفتُهم بهذه الشخصيات معرفةً جزئية أو سطحية، فقد يحكمون على الشَّخص من خلال موقفٍ واحد، أو كلمة واحدة، أو رأيٍ واحد، والحقُّ أنَّ ذلك نوعٌ من عدم الإنصاف، فالحكم الصَّائبُ على أحدٍ لا يكون إلا بتتبع نِتاجه كلِّه وآرائه كلِّها؛ من أجل تكوين صورة كاملة واضحة، يصح حينها الحكمُ بها على هذه الشَّخصيات، وإذا كان الكاتبُ الأمريكي "وندل هولمز" قد ذكر أنَّ كلَّ إنسانٍ إنما هو ثلاثةُ أشخاص في صورة واحدة: الإنسان كما خلقه الله، والإنسان كما يراه النَّاس، والإنسان كما يرى هو نفسَه[1]، إلا أنَّه لم يذكرْ ما يستوجبُ وجودَ تعارضٍ بين هذه الثلاثة كلها، فالإنسان - أي إنسان - لا بد وأنْ يلمسَ أوجه اتفاقٍ بينه وبين الآخرين في الملامح البارزة لنفسه ولشخصيته، وإلا أحسَّ بأنه كمَنْ يحرثُ في البحر، وسط قومٍ لا يفهمونه، ولا يقدِّرون فعله - إن كان يستحقُّ التقدير.
ولقد لمس "العقَّاد" هذه الفكرةَ؛ إذ كان يرى أنَّ النَّاس ينظرون إليه نظرةً مناقضة تمامًا لتلك النظرة التي يعرفُها عن نفسه.
فأعداؤه ورهطٌ من أصدقائه على السَّواء يحسبونه متكبرًا، جهمًا، قاسيَ القلب، لا تعرف البسمةُ إلى وجهه سبيلاً، يقول: (فـ"عباس العقَّاد" في رأي بعض النَّاس، مع اختلاف التعبير وحسن النية، هو رجلٌ مفرطُ الكبرياء، ورجل مفرطُ القَسْوة والجفاء، ورجل يعيش بين الكتب ولا يباشر الحياةَ كما يباشرُها سائرُ النَّاس، ورجل يملكه سلطانُ المنطق والتفكير، ولا سلطانَ للقلبِ ولا للعاطفةِ عليه، ورجل يصبح ويمسي في الجدِّ الصَّارم فلا تفتر شفتاه بضحكة واحدةٍ إلا بعد استغفارٍ واغتصاب، هذا هو "عباس العقَّاد" في رأي بعض النَّاس)[2].
ثمَّ يعقب "العقَّاد" نافيًا كلَّ ذلك عن نفسه، وهو ما يؤكد لنا أنَّ كثيرًا من الآراء المأخوذة عن النَّاس مجرد أوهام تسقط أمام النظرة الفاحصة، يقول: (وأقسم بكلِّ ما يقسم به الرجلُ الشَّريف، أنَّ "عباس العقَّاد" هذا رجلٌ لا أعرفُه، ولا رأيتُه، ولا عشتُ معه لحظةً واحدة، ولا التقيتُ به في طريق، ونقيض ذلك هو الأقربُ إلى الصَّواب)[3].
وقد لمس "العقَّاد" في عبقريةٍ ثاقبة محورَ الفكرة التي تشغلُنا، والمعنى الذي نريد، يقول: (و"عباس العقَّاد" كما أراه - باختصار - هو شيءٌ آخر مختلف كلَّ الاختلاف عن الشخص الذي يراه الكثيرون، من الأصدقاءِ أو من الأعداء، هو شخصٌ أستغربُه كلَّ الاستغراب حين أسمعهم يصفونه أو يتحدثون عنه، حتى ليخطر لي في أكثرِ الأحيان أنهم يتحدَّثون عن إنسانٍ لم أعرفْهُ قط، ولم ألتقِ به مرة في مكان، فأضحك بيني وبين نفسي وأقول: ويلٌ للتاريخ من المؤرِّخين، أقول: ويلٌ للتاريخ من المؤرِّخين؛ لأنَّ النَّاس لا يعرفون من يعيش بينهم، فكيف يعرفون من تقدَّم به الزَّمنُ ألفَ سنة، ولم ينظر إليهم قط ولم ينظروا إليه؟)[4].
وأخطرُ ما تمثله النظرة الخاطئة والمعرفة المغلوطة هو إيقاعُ الصَّدمة العنيفة في نفوس الشَّخصياتِ ذاتِ الأثر الإيجابي، فقد تكونُ المعرفةُ المغلوطة تلك سببًا من أسباب عزوف بعض الشَّخصيات المرهفةِ الشَّفافةِ عن مواصَلةِ الإسهام في ذلك التأثير الإيجابي، كما حدث مع "المازني" حين امتنع عن قولِ الشِّعر بعد الهجوم الضاري عليه، ومع غيرِه أيضًا، وقد تكون هذه الشَّخصيات ذاتُ الأثر الإيجابي من القوة النفسية بحيث لا يؤثِّر فيها قولُ قائلٍ، ولا هجوم مهاجم، كما هو الحال مع "العقَّاد".
ولعلَّ التماس العذر للناس - في بعض الأحيان - أمرٌ لا مناصَ منه؛ فالكاتب والأديب وكلُّ شخصية نابهة مطالَبة بين الفَيْنة والأخرى بتوضيحِ ما غمض وما التبس لدى النَّاس من آراء وطِباع وأخلاق.
وقد تكون كتابةُ السِّيَر الذَّاتية وسيلةً جيدة من الوسائل التي يستعين بها كلُّ شخصٍ نابه في تجلية نفسه وشخصيته حسب ما يعرفها ويراها، وبصورة لا تدع مجالاً للبس ولا للخلط في نفوس النَّاس، وهذا ما تقتضيه الأمانةُ التاريخية، والإنصافُ في الحكم على خلق الله
__________________
[1]- العقَّاد، أنا، الطبعة الأولى، بيروت، دار الكتاب البناني، 1928م، 27، بتصرف.
[2]- السابق، 28.
[3]- السابق، 28.
[4]- السابق، 28
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.45 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]