اللغة العربية.. بين تكالب الأعداء وعقوق الأبناء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216158 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7834 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 62 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859716 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 394060 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 88 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-02-2024, 09:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي اللغة العربية.. بين تكالب الأعداء وعقوق الأبناء





اللغة العربية.. بين تكالب الأعداء وعقوق الأبناء


صيحات متكررة هنا وهناك لحماية اللغة العربية من الانقراض، وعلينا أن نتساءل: هل اللغة العربية فعلاً في خطر؟ وهل هي على شفا الانقراض؟
المجمعات اللغوية تطالب وسائل الإعلام العربية ورجال الدولة باستخدام اللغة العربية السليمة؛ لأنها المخرج الوحيد، أو السبيل الأوحد، لتجعل من الشعوب العربية اتحاداً عالمياً في وجه التكتلات الأجنبية وإلغاء الثنائية بين اللغة العربية واللغات الأجنبية.
يرى العلامة د. يوسف القرضاوي أن هناك أخطاراً ثلاثة على اللغة العربية: الخطر الأول هو خطر اللغات الأجنبية التي تزاحمها وتهددها في عقر دارها، والخطر الثاني يتمثل في العامية المحلية التي يروج لها الكثيرون، التي أصبحت سائدة في أجهزة الإعلام ويطالب بعضهم بجعلها لغة تعليمية، والخطر الثالث هو خطر اللحن والأخطاء اللغوية حتى في الفصحى التي يؤديها الخطباء والكتاب والمذيعون وغيرهم.
كذلك ذكر رئيس أحد مجامع اللغة العربية أن المدارس الأجنبية التي أصبحت منتشرة الآن انتشاراً مهولاً في العالم العربي، أدت إلى ضعف المستوى التعليمي العام وانحطاطه، حيث لا تعطي هذه المدارس النشء ما يكفي من حصص التربية الإسلامية واللغة العربية؛ الأمر الذي وسع الهوة بينه وبين لغته الأم، هذا بالإضافة إلى عدم استخدام الجامعات اللغة العربية في مجال العلوم والطب والهندسة والصيدلة بحجة عجز العربية عن استيعاب تلك العلوم، وذلك على الرغم من معرفتهم التامة بأن بعض الجامعات العربية عربت هذه المواد منذ فترة ليست بالقصيرة كسورية على سبيل المثال.
دراسات
المعروف أن اللغة العربية التي يبلغ عمرها ألفي عام تقريباً تعرضت عبر تاريخها الطويل لسهام الأعداء، كما تعرضت لأسوأ صور العقوق من أبنائها، فهل تنقرض العربية الجميلة وتحل العامية محلها كما قيل؟
أكدت دراسة علمية ظاهرة عزوف الطلاب في دول الخليج العربي عن الالتحاق بتخصص اللغة العربية بكليات التربية بسبب قلة الحوافز التشجيعية لمعلمي اللغة العربية، وضيق فرص الترقي لهم للمناصب العليا وقلتها، علاوة على عدم وجود تقدير كاف لهم من قبل المجتمع.
وأشارت الدراسة التي قام بها عدد من أساتذة الجامعات في سلطنة عمان، إلى أن هناك ضعفاً لغوياً بيناً لدى الطلاب، فجعل التلاميذ لا يملكون المقدرة اللغوية الكافية التي تتيح لهم التعبير بشكل صحيح، بل لا يستطيعون أن يكونوا لأنفسهم فكرة واضحة عما يقرؤون، كذلك أوضحت الدراسة أن أبرز أسباب ضعف التحصيل اللغوي لدى الطلاب، إنما يعود إلى الأنظمة التربوية التي تفصل بين التحصيل في اللغة والتحصيل في المواد الأخرى؛ مما يشكل اتجاهات لدى الطلبة ليست في صالح إتقان اللغة العربية في الوقت الذي يسود فيه ضعف لدى بعض المعلمين وقصور في المناهج في تعليم اللغة.
وكشفت الدراسة التي أجريت على مئة وخمسين طالباً جامعياً، أن هناك أسباب عدة وراء عزوف الطلاب عن الالتحاق بمهنة تدريس اللغة العربية، وهي أن معلمي العربية من أكثر الفئات عرضة للانتقادات، وتعدد جهات متابعتهم، وانحسار فرص العمل لديهم، علاوة على الصورة غير المشجعة التي قدمتها بعض وسائل الإعلام، خصوصا السينما العربية لمعلمي اللغة الغربية، وزيادة على ذلك كان لتجارب بعض المعلمين في تركهم لتدريس المادة، والبحث عن وظائف أخرى، مفعولها في تشجيع العزوف عن هذا الميدان، فضلاً عن عدم تقدير المجتمع لمعلمي اللغة العربية تقديراً كافياً وقلة الحوافز التشجيعية وفرص الترقي المتاحة أمامهم.
وفي رأيي الشخصي أن مسألة تقدير المجتمع لمعلمي اللغة العربية تعود إلى القائمين على أمر اللغة في الوزارة المعنية، الذين استهانوا بها ومن ثم سقطت من حسابات الطلاب في جميع المراحل الدراسية بحجة عدم أهميتها.
اللغة العربية والعولمة
في الفترة من 17 إلى 19 فبراير 2008 عقد في القاهرة مؤتمر بعنوان «لغة الطفل العربي في عصر العولمة»، وقد قام المجلس العربي للطفولة والتنمية بالتعاون مع جامعة الدول العربية بتنظيم المؤتمر؛ حيث طرحت عشرات القضايا المتصلة بالأطفال العرب وحال لغتهم، وتعدت نواقيس الخطر التي دقها المؤتمر مرحلة التحذير من تدهور اللغة، وتمحورت حول عملية التغيير الجوهري في طريقة الحياة، والعادات، والتقاليد، والأعراف، والقيم، والمعتقدات، ومن ثم التنازل عن الهوية.
واقع الحال أشار إليه رئيس تحرير مجلة العربي الكويتية د. سليمان العسكري، ويتمثل في وجود ثلاث ظواهر لغوية تتمثل في اللهجات الدارجة والعاميات المحكية من اللغة الأم، واللغة الفصيحة المكتوبة التي تحل محل التقديس كونها لغة القرآن الكريم، واللغات الأجنبية المنتمية إلى ثقافات مهيمنة تحيط بمجتمعاتنا، كل ذلك في غياب مراكز لغوية تعليمية موازية باللغة العربية.
ويأسف العسكري لكون اللغة العربية راوحت مكانها بعيداً عن المعاصرة، حتى أصبحت أخيلتها حبيسة العصور القديمة، وفتح المجال أمام لغات أخرى، فأصبحنا نحيا بين مواليد الألفاظ والمشتقات الأجنبية التي تضاف كل يوم من مخترعات وتقنيات، بينما أعداد هائلة من وفيات اللغة العربية تسجل كل يوم وكل ساعة.
ويعزو العسكري ذلك إلى أجهزة «البلاي ستيشن» و«الآي باد» وألعاب الكمبيوتر بأسمائها الأعجمية وأبطال السينما والرسوم المتحركة الأسلس نطقا والأيسر لفظاً مما هو متاح في اللغة العربية.
الأطفال العرب يئسوا من البضاعة العربية التخيلية الجامدة، ولجؤوا إلى بضاعة الغرب الجاهزة، ونوعية اللغة المستخدمة في الإعلانات التجارية، وعلى عبوات المواد الغذائية مثلاً التي يتداولها الأطفال يومياً، فضلاً عن الإعلانات المنتشرة في الشوارع التي تحمل في مجملها كلمات تسهم في إفساد اللغة، وهذه اللغة المستخدمة في الإعلانات الموجهة للأطفال تؤثر في اللغة التي يستخدمها الطفل في الكتابة والحديث والتعبير، ولا سيما استعمال اللهجات المحلية والمفردات الأجنبية المكتوبة بأحرف عربية، التي تؤدي إلى إدخال مفردات هجينة غير صحيحة إلى مخزون الطفل من اللغة.
الحديث تركز حول الطفل ولغة الطفل لكونه يتلقى للمرة الأولى جرعات لغته، والطفل لوحة بيضاء تسجل كل ما يملى عليه حفظاً عن طريق التلقين، ويبدو أن اللغة العامية بلهجاتها المختلفة أسهمت بشكل فاعل في إضعاف استخدام اللغة بين الأطفال في الدول العربية.
وليت الأمر توقف عند حدود خلط العامية بالفصحى، فدول الخليج العربي تشهد حالياً ظاهرة أشد خطورة وهي «الاقتراض غير الإرادي المتواصل للمفردات والعبارات الأجنبية من الطفل ويشهدها مكتوبة ويسمعها في محيطه الخاص والعام»، وقد أشار بعضهم إلى ظاهرة التهافت من الأسر العربية على تعليم أبنائها في «مدارس اللغات»، التي تعلمهم اللغات الأجنبية خلال المراحل العمرية المبكرة من دون تحقيق الحد الأدنى من الإتقان المطلوب للغة العربية، وتطالب هذه الأصوات بتطبيق نماذج عربية ناجحة في تعليم اللغات الأجنبية للأطفال مع الحفاظ على لغتهم الأم، وعلى الرغم من ذلك، فإن أقلية فقط في هذا المؤتمر هي من عارضت تعلم الأطفال لغات أجنبية، بل اتفق الجميع على حتمية تعلم هذه اللغات، ولا سيما بعد دخول العالم الحلقة الثالثة من حلقات الحضارة الإنسانية وهي «حلقة المعلوماتية».
صراع مع لغات أخرى
كذلك استعرض ناقد خليجي واقع لغة الطفل العربي في دول الخليج بعد ازدحام مدن دول الخليج بالعمالة الأجنبية التي استقدمت خبراء ومهنيين من جهات مختلفة يستخدمون في التخاطب اللغة الإنجليزية التي تسرب الكثير من عناصرها إلى المجتمع المحلي لدرجة التنافس مع العربية.
ولا يقتصر الأمر على تهديد الإنجليزية وحدها لمستقبل العربية من وجهة نظره، حيث شجع الثراء وحب الوجاهة على اتخاذ الخدم والسائقين، وجلب الحاضنات، والمربيات الأجنبيات لخدمة الأطفال، وتربيتهم في بيوتهم، وبذلك بدأت العربية لغة المجتمع صراعها مع لغات هؤلاء إلى جانب صراعها القوي مع الإنجليزية لغة الغازي المتفوق، كما امتد هذا الصراع إلى الحياة الخاصة ليهدد لغة الأطفال بدءاً من نشأتهم الأولى.
وأضاف الناقد أن التهديد الكبير للغة الطفل العربي في الخليج يتمثل في الاقتراض غير الإرادي لمفردات أجنبية مكتوبة ومنطوقة في المحيطين العام والخاص، كما يكمن «الغزو النفسي» للإنجليزية ليس في اللهفة على تعلمها، وإنما في الإقبال الشديد عليها من شرائح مختلفة بدافع التباهي بمعرفتها على أساس أنها لغة الجنس الأرقى، في مقابل الانتقاص من اللغة الأصلية والشعور حيالها بالدونية والتخلف.
أخطار
وطالب عالم اللسانيات في جامعة تونس د. عبدالسلام المسدي بإنقاذ اللغة العربية المهددة بالاندثار، وبإيقاف النزيف اللغوي الذي يهدد اللغة وينزلق بها تدريجياً.
وأشار إلى أن الأمة العربية هي الوحيدة التي يخرج أبناؤها من التعليم الثانوي وعمرهم يقارب العشرين سنة، وهم في معظمهم غير قادرين على تحرير عشر صفحات سليمة بلغتهم القومية أو حتى بلغة أجنبية.
ويرى خبراء وتربويون عرب أن عولمة الثقافة وسيادة اللغة الإنجليزية أكثر خطورة على العربية من الاستعمار، وأنها ستؤدي إلى ضعف التواصل باللغة القومية حتى إن رئيس الجمعية الدولية للطب النفسي حذر من موت العربية بعد نصف قرن.
وقال أستاذ الطب النفسي د. أحمد عكاشة إن الطفل العربي عموماً يفاجأ بوجود أكثر من لغة أولها لغة الأم أو البيت، ولغة الكتاب الفصيح، ولغة زملاء الدراسة، ولغة المدرس الذي يتحدث العامية، وهذا يساعد على وجود فوضى غير طبيعية لدى الطفل، أما الطبقات الثرية فتلحق أبناءها بمدارس أجنبية ربما تعفي طلابها من تعليم اللغة العربية.
وأضاف أن الالتحاق بمعظم الوظائف يقتضي إجادة التعامل مع الكمبيوتر، فضلاً عن إجادة اللغة الانجليزية، محذراً من أن استمرار هذا الوضع على مدى خمسين عاماً سيؤدي إلى موت اللغة العربية.
لقد هددت العربية في نهاية القرن التاسع عشر وحتى ما بعد أواسط القرن العشرين بواسطة أبنائها الذين تولوا مهمة المستعمر وأخذوا يعددون قصور العربية وصعوبتها، ونادوا بضرورة استبدال العامية بها؛ لأنها أكثر شمولاً.
هذه الصيحة من دعاة العامية كادت تؤتي أكلها لولا أن قيض الله تعالى للغة القرآن من يذود عنها وينافح دونها حتى انتصرت على أعدائها.
واليوم تغيرت الصورة مع ثبات النية واشتداد الأمل في تقويض هذه اللغة التي هالهم انتشارها بسرعة جنونية مع انتشار دين الإسلام، فجددوا أسلحتهم واستخدموا آخر ما توصلت إليها التكنولوجيا الحديثة بوصفها سلاحاً جديداً وعصرياً، لكنهم وبلا شك سيجدون صداً لدعواتهم، فاللغة العربية متجددة وقادرة على المنافسة والوقوف أمام أعتى العواصف؛ لأنها التي اختارها المولى عز وجل لساناً لخاتم رسالاته.




اعداد: محمد عبدالكريم عبده




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.19 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]