الماء والحياة في أدب القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 2 )           »          أبناؤنا والإجازات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12439 - عددالزوار : 210351 )           »          الجامع في أحكام صفة الصلاة للدبيان 3 كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          دور المسجد في بناء المجتمع الإنساني المتماسك السليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          ملامح الشخصية الحضارية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          المثنى بن حارثة الشيباني فارس الفرسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          أدب الحديث على الهاتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          المدرسة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2020, 01:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,524
الدولة : Egypt
افتراضي الماء والحياة في أدب القرآن

الماء والحياة في أدب القرآن
موقع إسلام ويب


ما كان للغة في دنيانا هذه أن احتفلت بنعمة الماء، احتفال لغة التنزيل العزيز بها، وما كان لأدب مما يضطرب فيه الناس في عالمنا أن تشرق فيه صفحات مباركة على نحو ما أشرقت الصور الوضيئة في الآيات الكريمة في إكبارها للرحمة مصورة في الماء.
لقد انبثقت الحياة زاهية مباركة في الماء بقوله - جل وعلا -:(وجعلنا من الماء كل شيء حي) (الأنبياء: 30).
ولجلالة الماء وسموه أن اقتضت الحكمة العلية أن يكون (العرش) على الماء (وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيُّكم أحسن عملا) (هود: 7).
ومن احتفال أدب القرآن بالماء أن (الجنات) التي وُعِد بها المتقون، تجري من تحتها الأنهار، وهو القائل: (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار) (الفتح: 5) وهو القائل: (إن المتقين في جنات وعيون) (الحجر: 45) ولن تكتمل الصورة البهية للجنة في القرآن إلا أن تكون مزهوّة بالعيون.
وقد تعجب أن تكون العربية التي شرفها الله فجعلها لغته مخاطباً بها الناس كافة في قوله -عزّ من قائل-: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) (يوسف: 2)، قد استعارت (العين) وهي عضو البصر، وهي أغلى ما يملكه المرء فأطلقته على الموضع الذي ينبثق منه الماء، ذلك أن الجامع بينهما النفاسة والقيمة الغالية.
غير أن كمال لغة التنزيل قد ذهب إلى شيء من فارق بين الأصل والمستعار، إذ جمعت (العين) المبصرة على (أعين) وجمعت (عين) الماء على (عيون) وأنت لا تجد في أدب الذكر آية لا تتضح فيها هذه الملاحظة.
وتتفق الحياة مع الماء في جملة من أدب التنزيل العزيز، في قوله - تعالى -: (وينزل من السماء ماءً فيحيي به الأرض بعد موتها) (الروم: 24) (فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت) (فصلت: 29) (والذي نزّل من السماء ماءً بقدر فأنشرنا به بلدة ميتاً) (الزخرف: 11) (ونزلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جنات وحب الحصيد) (ق: 9) (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها) (فاطر: 27).
وأنت ترى أن الماء بركة وحياة، وبه تشرق الأرض، ويعم الخصب، ويغاث الناس، قال - تعالى -: (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته) (الشورى: 8).
والماء ينـزل من السماء (غوثاً) للناس، يعمهم رحمة وبركة، ومن هنا تصرفت العربية الشجاعة، فأخذت (الغوث) مصدراً، ثم فعلاً، من الغيث الذي هو بركة ورحمة.
وليس اتفاقاً أن يكون الماء (غيثاً) يغاث فيه الناس، ويكون (المطر) عذاباً حيثما ورد في مواضعه من الآيات الكريمة، قال - تعالى -: (وأمطرنا عليهم مطراً فانظر كيف كان عاقبة المجرمين)(الأعراف: 84). (ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء)(الفرقان: 40).
ولقد احتفل بالماء حيثما وقع في كلامه - تعالى -، وكُرِّم تكرمة وافية، حتى إذا نقل من هذا الحيز الشريف إلى ضده، احتيج إلى صفة مميزة تصرفه إلى الشر، قال - تعالى -: (وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه)(الكهف: 29). (وسقوا ماءً حميماً فقطع أمعاءهم)(محمد: 15). (ويُسقى من ماء صديد)(إبراهيم: 116). (ثم جعل نسله من سلالة من ماءٍ مهين)(السجدة: 8).
ويندرج في هذا توجه الناقد القديم لقول أبي تمام:
لا تسـقني ماء الملام فإنني *** صبُّ قد استعذبت ماء بكائي
ذلك أن (الماء) لا يمكن أن يستعار لما يُكره كالملام، لأنه خير وبركة وحياة إلا في مواطن خاصة جعلها - جلت صنعته- منصرفة للعذاب، كما مثّلنا في جملة من الآي الكريم. غير أن أبا تمام، وقد أدرك ما يرمي إليه النافد، أجاب فأحسن الجواب، فقال لسائله الذي طلب متندراً أن يسقيه كأساً من (ماء الملام): لا أسقيكه حتى تأتيني بريشة من (جناح الذلّ).
وأبو تمام في جوابه هذا يرمي إلى قوله - تعالى -: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) (الإسراء: 24) وكأنه أراد أن يقول: إن (جناح الذل) استعارة وليس حقيقة، وأن (ماء الملام) استعارة أيضاً.
أقول: وأين هذا من ذاك، أن لطف الصنعة في (جناح الذل) وما يتأتى فيها من تصوير للخفض وللعاطفة، التي تصحبها، لا يمكن أن تقابل بـ "ماء الملام".
ومن هنا انصرفت "السقيا" إلى الخير في جملة من الآيات، كما انصرفت إلى الشر في شيء من لطف الصنعة اقتضاها أسلوب القرآن في تبكيته الكافرين وتعذيبهم.
قال - سبحانه -: (وسقاهم ربهم شراباً طهوراً) (الإنسان: 24). إن تخصيص "السقيا" بـ "شراب طهور" يصرفها بعيدة عما ورد في آيات أخرى ذُهب فيها إلى العذاب.
وقد أدرك العرب في أدبهم نعمة الماء، فجعلوه في تحيتهم ودعائهم، ألا ترى أنهم قد أكثروا من قولهم: (سقياً ورعياً)، في التحية والدعاء. وإذا كان سقي فلابد أن يعقبه خصب، ترعاه إبلهم ودوابهم، ومن هذا قول النابغة:
نُبِّئت نُعما على الهجران عاتبةً *** سقياً ورعياً لذاك العاتب الزاري
ولو أنك ذهبت إلى تجريد الماء في أدبنا القديم، لكان لك من ذلك سفر عظيم، ومن هنا حق لنا القول: إن العرب قد أدركوا حاجتهم إلى الماء إدراكاً خاصاً، فخلعت هذه الحاجة على أدبهم رواء نضيراً، تصرفوا فيه إلى معاني الخير والجمال، وسائر ألوان الحياة. ثم نجيل الطرف في لغة التنزيل العزيز فإذا الذي أدركناه من هذه الصنعة في أدبنا، ليس بشيء إزاء هذا الفن، الذي أحكمت صنعته قدرة لطيف خبير، يتضاءل معها ما يضطرب فيه بنو البشر.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.76 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]