الأمثال في القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854739 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389619 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-08-2020, 02:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي الأمثال في القرآن

الأمثال في القرآن
الشيخ صلاح نجيب الدق




















الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إله الأوَّلين والآخِرين، الملك الحق المبين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، مَن بعثه الله رحمة للعالمين، وهداية للخلق أجمعين، عليه وعلى آله الطيبين، وصحابته الأكرمين، أنوار الهدى، ومصابيح الدجى أجمعين،أما بعد:



فإن الأمثال في القرآن الكريم لها فوائد مهمة، فأقول وبالله تعالى التوفيق:



بسم الله الرحمن الرحيم



تعريف الأمثال:



الأمثال: جمع مَثَلٍ، وهو: تشبيه شيءٍ بشيءٍ في حُكمه، وتقريب المعقول من المحسوس، أو أحد المحسوسين من الآخر، واعتبار أحدها بالآخر؛ (إعلام الموقعين عن رب العالمين لابن القيم جـ 1 صـ 116).







أنواع الأمثال:



أمثال القرآن قسمان:



(1) أمثال ظاهرة.



(2) أمثال كامنة غير ظاهرة.







النوع الأول: الأمثال الظاهرة:



وهي الأمثال التي صرَّح فيها القرآن الكريم بلفظ المَثَل، أو ما يدل على التشبيه، وهي كثيرة في القرآن،وسوف نذكر نماذج لبعضٍ منها:



(1) قال تعالى: ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾ [البقرة: 17] الآيات، ضرب فيها للمنافقين مثلين؛ مثلًا بالنار، ومثلًا بالمطر.







روى ابن أبي حاتمٍ عن ابن عباسٍ، قوله: ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾ [البقرة: 17] قال: هذا مَثَل ضربه الله للمنافقين، أنهم كانوا يعتزون بالإسلام، فيناكحهم المسلمون، ويقاسمونهم الفيء، فلما ماتوا سلبهم الله ذلك العز، كما سلَبَ صاحبَ النار ضوءَه"؛ (تفسير ابن أبي حاتم جـ 1 صـ 50 رقم 158).







﴿ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ ﴾ [البقرة: 17] يقول: في عذابٍ، ﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ ﴾ [البقرة: 19] هو المطر، ضرب مثله في القرآن ﴿ فِيهِ ظُلُمَاتٌ ﴾ [البقرة: 19] يقول: ابتلاء، ﴿ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ ﴾ [البقرة: 19] تخويف، ﴿ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ﴾ [البقرة: 20] يقول: يكاد محكم القرآن يدل على عورات المنافقين، ﴿ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ ﴾ [البقرة: 20] يقول: كلما أصاب المنافقون في الإسلام عزًّا، اطمأنوا، فإن أصاب الإسلامَ نكبةٌ، قاموا ليرجعوا إلى الكفر؛ كقوله: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ﴾ [الحج: 11]؛ (الإتقان في علوم القرآن للسيوطي جـ 4 صـ 41: 39).







(2) قال تعالى: ﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ﴾ [الرعد: 17].



روى ابن جرير الطبري عن ابن عباسٍ، قوله: ﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ﴾ [الرعد: 17] "فهذا مَثَل ضربه الله، احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها، فأما الشك فلا ينفع معه العمل، وأما اليقينُ فينفع الله به أهلَه، وهو قوله: ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ﴾ [الرعد: 17] وهو الشك، ﴿ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الرعد: 17] وهو اليقين، كما يجعل الحلي في النار، فيؤخذ خالصه، ويترك خبثه في النار، فكذلك يقبل الله اليقين، ويترك الشك"؛ (تفسير الطبري جـ 16 صـ 410).







روى ابن جرير الطبري عن قتادة قال: هذه ثلاثة أمثالٍ ضربها الله في مَثَلٍ واحدٍ، يقول: كما اضمحل هذا الزَّبَد فصار جفاءً لا ينتفع به ولا ترجى بركته، كذلك يضمحل الباطل عن أهله كما اضمحل هذا الزَّبَد، وكما مكث هذا الماء في الأرض، فأمرعت هذه الأرض، وأخرجت نباتها، كذلك يبقى الحقُّ لأهله، كما بقي هذا الماء في الأرض، فأخرج الله به ما أخرج من النبات؛ (تفسير الطبري جـ 16 صـ 412).







(3) قال تعالى: ﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ﴾ [الأعراف: 58].



روى ابن جرير الطبري عن ابن عباسٍ، قوله: ﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ﴾ [الأعراف: 58] "فهذا مَثَل ضربه الله للمؤمن، يقول: هو طيب، وعمله طيب، كما البلد الطيب ثمره طيب،ثم ضرب مَثَل الكافر كالبلدة السبخة المالحة التي لا تخرج منها البركة، فالكافر هو الخبيث، وعمله خبيث"؛ (تفسير الطبري جـ 12 صـ 497).







(4) قال تعالى: ﴿ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ ﴾ [البقرة: 266].



روى البخاري عن ابن عباسٍ قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يومًا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فيمَ ترون هذه الآية نزلت: ﴿ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ ﴾ [البقرة: 266]؟ قالوا: الله أعلم، فغضب عمر، فقال: "قولوا: نعلم أو لا نعلم"، فقال ابن عباسٍ: في نفسي منها شيء (أي من العلم بتفسيرها) يا أمير المؤمنين، قال عمر: "يا بن أخي، قُلْ ولا تحقِرْ نفسك"، قال ابن عباسٍ: ضُرِبت مَثَلًا لعملٍ، قال عمر: "أي عملٍ؟"، قال ابن عباسٍ: لعملٍ، قال عمر: "لرجلٍ غنيٍّ يعمل بطاعة الله عز وجل، ثم بعَث الله له الشيطان، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله (أي: أضاع ثواب أعماله الصالحة بما ارتكب من المعاصي"؛ (البخاري حديث: 4538).







ثانيًا: الأمثال الكامنة غير الظاهرة:



الأمثال الكامنة: هي الأمثال التي لم يصرح فيها القرآن الكريم بلفظ المَثَل، ولكنها تدل على معانٍ رائعة في إيجاز شديد،وسوف نذكر نماذج لبعضٍ منها:



قال الماوردي: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن مضارب بن إبراهيم يقول: سمعت أبي يقول: سألتُ الحسين بن الفضل فقلتُ: إنك تخرج أمثال العرب والعجم من القرآن، فهل تجد في كتاب الله: "خير الأمور أوساطها"؟







قال: نعم، في أربعة مواضع:



قوله تعالى: ﴿ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ ﴾ [البقرة: 68].



وقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67].



وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ ﴾ [الإسراء: 29].



وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 110].



قلت: فهل تجد في كتاب الله: "مَن جهِل شيئًا عاداه"؟



قال: نعم، في موضعين: ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ ﴾ [يونس: 39]، ﴿ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴾ [الأحقاف: 11].



قلت: فهل تجد في كتاب الله: "احذَرْ شرَّ مَن أحسنتَ إليه"؟



قال: نعم، ﴿ وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [التوبة: 74].



قلت: فهل تجد في كتاب الله: "ليس الخبر كالعيان"؟



قال: في قوله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ﴾ [البقرة: 260].



قلت: فهل تجد: "في الحركات البركاتُ"؟



قال: في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ﴾ [النساء: 100].



قلت: فهل تجد: "كما تَدين تُدان"؟



قال: في قوله تعالى: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123].



قلت: فهل تجد فيه قولهم: "حين تقلي تدري"؟



قال: ﴿ وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 42].



قلت: فهل تجد فيه: "لا يُلدَغ المؤمن مِن جحرٍ مرتين"؟



قال: ﴿ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ ﴾ [يوسف: 64].



قلت: فهل تجد فيه: "مَن أعان ظالِمًا، سلط عليه"؟



قال: ﴿ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ﴾ [الحج: 4].



قلت: فهل تجد فيه قولهم: "لا تلد الحيةُ إلا حيةً"؟



قال: قوله تعالى: ﴿ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴾ [نوح: 27].



قلت: فهل تجد فيه: "للحيطان آذان"؟



قال: ﴿ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 47].



قلت: فهل تجد فيه: "الجاهل مرزوق، والعالم محروم"؟



قال: ﴿ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا ﴾ [مريم: 75].



قلت: فهل تجد فيه "الحلال لا يأتيك إلا قوتًا، والحرام لا يأتيك إلا جزافًا"؟



قال: ﴿ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ ﴾ [الأعراف: 163]؛ (الإتقان في علوم القرآن للسيوطي جـ 4 صـ 43: 41).







فوائد الأمثال في القرآن:



(1) الأمثال تُظهر الشيء المعقول في صورة الشيء المحسوس الذي يلمسه الناس، فيتقبله العقل؛ لأن المعاني المعقولة لا تستقر في الذهن إلا إذا صيغت في صورة حسية قريبة الفهم، كما ضرب الله مثلًا لحال المنفق رياءً؛ حيث لا يحصل من إنفاقه على شيء من الثواب، فقال تعالى: ﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا ﴾ [البقرة: 264].







(2) تكشف الأمثال عن الحقائق، وتعرِضُ الغائبَ في معرض الحاضر؛ كقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾ [البقرة: 275].







(3) تجمع الأمثال المعنى الرائع في عبارة موجزة.







(4) يضرب المثل للترغيب في الممثَّل؛ حيث يكون الممثَّل به مما ترغب فيه النفوس، كما ضرب الله مثلًا لحال المنفِق في سبيل الله حيث يعود عليه الإنفاق بخير كثير، فقال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].







(5) يضرب المثل للتنكير؛ حيث يكون الممثَّل به مما تكرهه النفوس؛ كقوله تعالى في النهي عن الغِيبة: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ [الحجرات: 12].







(6) يضرب المثل لمدح الممثَّل؛ كقوله تعالى في الصحابة: ﴿ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ﴾ [الفتح: 29].







وكذلك حال الصحابة؛ فإنهم كانوا في بَدْءِ الأمر قليلًا،ثم أخذوا في النمو حتى استحكَم أمرهم،وامتلأت القلوب إعجابًا بعظَمتهم.







(7) يُضرَب المثل حيث يكون للممثَّل به صفةٌ يستقبحها الناس؛ كما ضرب الله مثلًا لحال مَن آتاه الله كتابه، فتنكَّب الطريق عن العمل به، وانحدر في الدنايا منغمسًا،فقال تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ﴾ [الأعراف: 175، 176].







(8) الأمثال أوقع في النفس، وأبلغ في الوعظ، وأقوى في الزجر، وأقوم في الإقناع، وقد أكثَر الله تعالى الأمثال في القرآن للتذكرة والعبرة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [الزمر: 27].



وقال تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 43].








وضربها النبيُّ صلى الله عليه وسلم في حديثه، واستعان بها الداعون إلى الله تعالى في كل عصرٍ لنصرة الحق وإقامة الحجة، ويستعين بها المربون ويتخذونها مِن وسائل الإيضاح والتشويق، ووسائل التربية في الترغيب أو التنفير، في المدح أو الذم؛ (مباحث في علوم القرآن لمناع القطان صـ 399: 397).







وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين.



وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.33 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.36%)]