غربـــــــة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-03-2019, 12:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,466
الدولة : Egypt
افتراضي غربـــــــة

غربـــــــة
مياسة النخلاني

قاصة يمنية

«أنا بخير يا أبي.. لا تقلق» قالها بصوت مخنوق، وهو يغلق هاتفه بعد مكالمة مقتضبة مع والده، اتصل على والده في تلك الساعة المتأخرة من الليل ليخبره أمرا ما، لكن سريعا تراجع عن قراره بالإخبار، واكتفى بالسؤال عن حاله وحال الجميع، وضع الهاتف جانبا وعاد لسريره، محاولا النوم لكن دون جدوى، وأخيرا ترك فراشه وتوجه نحو النافذة، فتحها على مصراعيها تاركا المجال لنسيم الليل البارد أن يغسل الهموم المتراكمة في صدره.
مرت ثلاثة أعوام منذ انتقل للعيش في منفاه الاختياري، لا تغيب عن باله اللحظة التي حلق فيها فوق السحاب، مغادرا بلده وأهله لأول مرة، عايش وقتها مزيجا متناقضا من المشاعر، شعر بالضيق يكتم أنفاسه، خاصة في اللحظة التي ودع فيها والديه وأختيه، لكن سريعا تبدل الضيق إلى شعور خفي بالسعادة، وسرحان وإبحار طويل بين طيات المستقبل الرائع الذي ينتظره على بعد آلاف الأميال عن وطنه وبيته.. تخيل الغد وهو يفتح له ذراعيه ويعوضه بغزارة عن ماضيه، تخيل نفسه وهو يرتقي سلم المجد، ويرتقي بأعلى قممه، نظرة الفخر والاعتزاز في عيني والديه ومن حوله.
بقدر ما أخافته فكرة الرحيل والاغتراب عن وطنه وأهله حينها، لكن سريعا أبعد المخاوف عن قلبه، وفكر بشيء واحد، تحقيق ذاته وطموحه، أن يصنع من نفسه شيئا ذا قيمة في هذا الوجود.
بعد تخبط وإحباط بعد الجامعة أصبح حلمه الوحيد أن يسافر بعيدا، أن يحقق ذاته ولو خلف البحار، بغض النظر عن الثمن الذي سيكون مضطرا لدفعه، المهم أن يخرج من عنق الزجاجة التي وجد نفسها محشورا فيها، خريج جامعي بتقدير ممتاز وعاطل عن العمل.
وما إن تحققت مساعيه أخيرا، وحصل على فرصة عمل في بلد آخر، حتى سافر دون أن يكلف نفسه حتى الالتفات إلى الوراء، ودع الجميع وفتح ذراعيه لاحتضان ذاته وأحلامه، كانت الوحدة والغربة قاتلة في بداية الأمر، لكنه تغلب عليها بالمزيد من العمل والانشغال، والتوقف عن التفكير بأي شيء آخر، سوى إثبات نفسه في عالمه الجديد وعمله.
احتاج وقتا لا بأس به للتكيف مع الواقع الجديد، وبدأ عمله الجديد بروح متقدة، مقررا الارتقاء إلى أعلى المستويات، محققا إنجازا حقيقيا، يسعد به قلب والديه، ويرضي فؤاده الشغوف بالعمل والإنجاز، لكن سريعا بدأت الأمور تأخذ منحى مختلفا، مع مديره الجديد أخذت الآمال تتقلص، يوما بعد يوم، بل وتتلاشى، عجز عن تقبل أسلوبه المتعالي في التعامل، ومحاولاته الجاهدة لقتل الطموح في أعماقه لتحويله إلى آلة لا تجيد سوى إنجاز ما يطلب منها فقط دون تفكير أو تدبر، حاول في البداية مجاراته، لكنه عجز عن رؤية طموحه يغتال أمام ناظريه لأجل حفنة من المال، أو حتى بعض الميزات الظاهرية، والتي لا علاقة لها بجوهره، وما أراد أن يكون عليه يوما ما.
ليجد نفسه بعد أعوام قليلة محشورا في زاوية أضيق، وحفرة أعمق وأظلم، فالاستمرار يعني وأد روحه المتيمة بصعود المعالي. وقرار الانسحاب والعودة يعني أن يخيب ظن عائلته ووالده الذي أنهكه المرض، وأصبح عاجزا عن العمل، معتمدا بشكل كامل عليه، وأن يجد نفسه مجددا في أول الطريق، للبحث عن الذات، وفتح أبواب المستقبل المجهول.
ترك وطنه وهو يبني أبراجا شامخة من الأحلام، وسريعا رآها تنهد أمام عينيه يوما بعد يوم، في ظل غربة قاسية لا يجد فيها من يسانده، أو يخفف عنه، سوى وحدة مؤرقة، وبدل رفع سقف أحلامه يجد نفسه مضطرا للملمة أشلاء طموح بدأ يندثر في أعماقه، لولا أن يلحق نفسه، ويعود إلى بداية الطريق، بحثا عن منفذ آخر، لا يكون الثمن فيه روحه وطموحه.
بدا له بعد تفكير عميق أن العودة إلى بداية الطريق، والتخبط والتلمس والبحث خيار صعب، لكن الاستمرار فيما هو فيه والابتعاد أكثر عن ذاته بل وقتلها من أجل إسعاد من حوله على حسابها أصعب وأمر...
أغلق النافذة، وحدق مليا في حقيبته التي تنام بهدوء على أرضية الغرفة، علقت على شفتيه ابتسامة باهتة، وعاد لفراشه لينام قليلا، فغدا أمامه سفر طويل... طويل جدا.
اتخذ قراره الذي لا رجعة فيه، سيعود لموطنه ولنقطة الصفر، ليبدأ من جديد، سيتحمل العواقب، وسيتحمل نظرات الخيبة في عيني والده، ودموع الحسرة على خدي والدته، ونظرات الحنق من أختيه، سيتحمل مرارة البحث عن عمل جديد، هناك أو في أي مكان آخر، لكنه لن يتحمل أبدا فشله المبطن وضياع عمره وأحلامه، فأن يبدأ ليصل لما يريد، خير ألف مرة من أن يستمر في طريق لن يوصله لأي مكان، سوى مزيد من الفشل.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.75 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]