الشعر والألم الفلسطيني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4596 - عددالزوار : 1305621 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4142 - عددالزوار : 831839 )           »          سفينة الحياة.. والصبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 261 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 81 - عددالزوار : 23106 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13219 - عددالزوار : 350883 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 257 - عددالزوار : 47627 )           »          قيمة إسلامية حثَّ عليها القرآن الكريم والسُنَّة النبوية – الجودة الشاملة في مؤسساتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 173 )           »          التداوي من السحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 185 )           »          حكم المرابحة للآمر بالشراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 181 )           »          الوجيز في أحكام التداولات المالية المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 429 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-10-2022, 10:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,403
الدولة : Egypt
افتراضي الشعر والألم الفلسطيني

الشعر والألم الفلسطيني


د. نزار نبيل أبو منشار




لم يترك الشعرُ آلام الشعب الفلسطيني دون رعاية، فقد تجردت أقلام الدعاة، وتمردت قرائح المبدعين، وتوزعت مطالع القصائد وثناياها على محاور عدة، من أهمها:
1- الوقوف على حدود الأرض المسلوبة، وذكر الأشواق والذكريات الغامرة التي تفيض من نفس الشاعر الذي تبعده عن أرضه هذه الأمتار القليلة، وهذه الأسلاك الشائكة، فراح يلقي شعر الحنين والشوق بعاطفته الجياشة.

2- الحديث عن الصكوك "وأوراق الطابو" ومفاتيح الدور التي يمتلكها النازحون واللاجئون، وهم يحتفظون بها حفاظ المرء على بنيه، فهي تمثل لهم حق العودة، وهي الخنجر الذي يطعن أوهام التوطين والتعويض الذي صار شعاراً، يرفعه اليهود لنفيهم الأبدي عن الوطن.

3- ذكر آلام المهجر، وصعوبات المشردين فيه، من وصف حال المخيمات، إلى مقارنة ما بين المخيم والوطن الأم، إلى حالات الوحدة وفقدان الخلان.

4- استذكار أيام التهجير الأولى، ووصف النازحين واللاجئين وهم يحملون أمتعتهم، وعيونهم الباكية تحكي ألف قصة للانتماء، وتعبيرات ترسم نقوش المعاناة وقسوة الظروف التي ألجأتهم إلى بتر وجودهم على ثرى أوطانهم.

5- التأكيد على عودتهم، وبذل أعالي الهمم ومعالي الآمال، ووصفٌ وخيال شاعري يعبر عن رجوعهم إلى أرضهم رغم أنوف الطواغيت المتكبرة، مع ما في ذلك من جراح الأسف والندم على هجران الأرض ولو كان ثمن ذلك الموت.

الشاعر الفلسطيني الباقي على أرضه شاركهم هذا كله، ورفض التفرقة الضيزى بين فلسطيني الداخل وفلسطيني المهجر، ودلت القصائد المسطرة على تلاحم تام ما بين الأشواق والآمال، ووصف التحديات المحدقة بالشعب بأسره، ودلّ على ذلك التفاعل المزدوج بين الشعراء والأدباء في أي قضية تطرأ على الساحة الفلسطينية بإيجابياتها وسلبياتها، فهم في الهم شرق.
سطور تكتب، وافكار تمتزج، ومعاناة مشتركة، وجراح نازفة، وآهات حارقة، ودموع منهمرة، وأطفال محرمون.

كل هذه المعاني رغم قسوتها، أعطت الأدب الفلسطيني ذخيرة فكرية متميزة، وأرضية أدبية واقعية، جعلت بناء اللفظ ودلالة المعنى ووصف الحال يصوغ الأدبيات الشعرية بثلاثية الوضع الفلسطيني: (( المعاناة، والأمل، والأدب الحر )).

الحركة الفلسطينية شهدت لعدد من الشعراء المُهجّرين بالإبداع، وأعطتهم مكانتهم الاعتبارية في الوجدان الفلسطيني، واعترفت لهم بالمساهمة الجادة في صياغة أدب المرحلة، وشعر الواقع وقافيات التحدي.

من الجدير بالذكر، أن الفلسطينيين القاطنين خارج أرضهم على اختلاف مشاربهم الدينية أو الطائفية أو الفكرية قد رفدوا الأدب الفلسطيني، كل بحسب ذوقه، وكل بحسب أسلوبه وطريقته في ابتداع القصائد، فتسابق المسيحي والمسلم في إيجاد الأدب الفلسطيني في المهجر، في تحد صارخ للتفرقة العنصرية المضروبة على هذا الشعب الواحد.

والأدب أدب، من أي شخص صدر يُقيَّم ويوزن ثم يعطى حقه في ميزان الأدب العربي، بغض النظر عن قائله أو باذله، فالعبرة في الأدب بجودة الصنعة، وإتقان المعاني، وتنسيق الوجود للمطروح، وروعة الاستشهاد والتصوير والبيان، لا بمظهر قائله أو انتمائه الخاص.

تميز وتمايز:
لكن للإسلام هيبته التي تطفو على أفق العطاء، وله مكانته العالية، وأسلوبه الخاص في صناعة رجاله، فهو قبل أن يصنع الشاعر يصنع المفكر، وقبل أن يفتح عيون فرسانه على أبحر الشعر أو طرق نظم القوافي؛ يعلمهم القيم والثوابت والمبادئ، حتى إذا نزلوا بساحة العطاء كانوا من حكماء الأدباء، لا ممن يكتبون ليقال كتبوا [1].

وبالفعل؛ كان لشعراء الصحوة الإسلامية تعبيراتهم الراقية، وجرسهم الموسيقي المستساغ، وفكرهم المطروح على موائد الشعر – حره وعموديه – فأبرزوا الصراع على حقيقة العقائدية، وصاغوا روي قصائدهم بعد بصيرة نافذة، ودراية بعلوم التاريخ والحاضر، ونزعوا ورقة التوت عن عورات الأنظمة المتخاذلة، فمزجوا من الحنين سياسة، وزاوجوا بين البلاغة والفهم الشمولي للصراع، ودمجوا بين بهاء التصوير وسمو الرأي، وكانت الثوابت لا تفارق صدر بيت أو عجز، وشتان شتان بين من يكتب لفكرة يؤمن بها حتى تغلغلت في شغاف قلبه، وبين من يكتب ليزاحم الشعراء في دواوينهم، مع اعترافنا بفضل من ساهم، على اختلاف أطياف الشعب الفلسطيني الباسل.


[1] اقرأ في: الأهرام العربي، العدد 325، 14- 6- 2003م، الخطاب الديني في أزمنته المستمرة، نبيل عبد الفتاح، ص 79.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.41 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]