المرأة والطلاق

[amel-80]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

( إن أبغض الحلال إلى الله )

ليس في حياة الإنسان نعمة تقرّ بها النفس أعظم من نعمة الصلاح في الزوجة والأبناء؛ ولذا فإن من دعاء عباد الرحمن (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً).
لا ينكر أحد ما للزوجة الصالحة من الأثر الحميد في استقرار البيت، وانتظام عقد الأسرة، وتسيير دفة الحياة، وما لوقوفها وراء زوجها تعينه في كل شدة، وتخفف عنه كل كرب وتجسد في نفسه الآمال....
ولكن بعض الزيجات تنتهي إلى الطلاق رغم قسوته، والزوجة وحدها تخرج منها ضحية، وحدها تتحمل النتائج. أسئلة وأسئلة تحيط بها ونظرات المجتمع وكأنه يعاقبها على جرم لم تفعله، وخوف من الأقدام على تجربة أخرى!..
المرأة المطلقة تعي أن الستار لم يسدل بعد على حياتها الزوجية السابقة، لأن تفاعلات الأحداث التي قادت إلى الطلاق لا تزال عالقة في ذاكرتها، ولا تزال المرارة في نفسها على الرغم من الشعور الظاهري بالارتياح وتبدأ تحديات الحياة الجديدة بكل أبعادها ومنها:
نظرة المجتمع إليها:
بعض المجتمعات تنظر إلى المطلقة على أنها امرأة منبوذة، ولا يمكن الوثوق بها، مهما كانت ظروف طلاقها. والبعض ينظر إليها نظرة شك دائمة تسبب لها نوعاً من المعاناة النفسية، وكذلك القيود المجتمعية والممنوعات الكثيرة التي تفرض على المطلقة من قبل الأسرة والإخوان الذين يعاملونها بحذر ويراقبونها، بسبب خوفهم عليها، وحتى يتمكنوا من إيجاد فرصة أخرى لها.
إن أزمة المطلقة هي أكبر من نظرة المجتمع لها حيث تشعر بالوحدة دائماً، وتجد أن المجتمع لا يدين الرجل المطلق نهائياً وإنما يدينها هي فقط. وقد تكون المطلقة مظلومة من قبل الرجل الذي ارتبطت به ولأسباب متعلقة به خاصة حدث الطلاق، فلماذا يظلمها المجتمع ويشعرها بأنها إنسانة غير سوية؟!... على العكس هناك من تنجح بالارتباط مرة أخرى وتكون أكثر استقراراً ونجاحاً من المرة الأولى، وقد تكون هذه النظرة ناتجة عن سلوكيات مرفوضة تقوم بها بعض المطلقات!.. عموماً المطلقة في النهاية إنسانة ونتمنى أن تتلاشى تلك النظرة.. وبشكل عام المطلقة ليست امرأة مشؤومة، أو تجلب سوء الحظ لمن يقترن بها، فالكثيرات من المطلقات قد يتفوقن على غيرهن،
ولكن مسألة الطلاق قد يكون مرده سوء الاختيار.
متى يكون الطلاق رحمة؟!
إن وجود العلاقة الزوجية لا بد أن يقوم على أساس المحبة والصفاء والمودة وراحة الضمير وعدم الشقاء فإذا توفرت هذه الصفات كانت المرأة سكناً لزوجها كما أنه يكون سكناً لها، ويحصل الاطمئنان والراحة. فإذا انعكس الأمر وحصلت النفرة بين الزوجين، فلا بد أن يتجه الزوجان إلى مخرج من هذا الشقاء وإلا كانت الحياة في قلق واضطراب عائلي.. مستمر ومن باب اللطف والعناية الرحمانية منه سبحانه فتح باب الطلاق حتى يكون كل فرد في مأمن من هذا العذاب، كما قال سبحانه: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)
وقال تعالى أيضاً: (وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم)
وإن حدث وحصل الطلاق ... سيؤثر حتما على كل من المرأة والرجل معا ولكن هناك ضحية لهذا الإنفصال ... ( الأطفال ) فعلا هم المتضرر الاكبر وسيؤثر على نفسيتهم بالسلب ...
ولكن بما أني طرحت هذا الموضوع لأجل المرأة سأقدم بعض النصائح لها علها تجد البلسم الشافي فيها وتندمل جروح الماضي .....
ولكن قبل النصائح لتعلمي أختي المسلمة المطلقة ليس الطلاق بالشئ العيب أو الخطأ .. فالحياة مستمرة ولن تقف عند هذا الحد ..
فعيشي حياتك في ظل أسرتك معززة مكرمة ..
وكذلك لا تستسلمي للأحزان
ولا تتركي مجال للوحدة بأن تسيطر عليك فهي بداية الطريق للوسواس ...
وأكتري من الصلاة وتقربي إلى الله أكثر وأجعلى القرأن رفيقك في هذه الحياة
وتوكلى على الله في كل أموركي.

و حاولي النسيان بكل ما أوتيت من قوة.

و تخلصي من جميع الأدوات التي كان تذكرك بزواجك السابق من أوراق وعطورات وكماليات حتى من هداياه.

و لا تنغلقي على نفسك ولا تجلسين في إحدى الغرف تتذكرين وتحزنين اندمجي مع الأسرة.

و حاولي أن تملأي فراغك حتى لا يكون عندك وقت للتذكر.

و لا تقدمين على فراشك إلا وأنتي مرهقة متعبة مستعدة للنوم.

و أكثري من حضور المناسبات الاجتماعية حتى ترجعي إلى سابق عهدك امرأة جملية مبتسمة.

و ابتعدي عن الخجل اللازم افرحي اضحكي افرحي مع فلانة وتقبلي مزح علانة بصدر رحب.

و لا تكثرين من تفسير الكلام وتحويره عندما يصدر من امرأة تحدثك لا تظني الظن السوء وتقولي ماذا تقصد ؟ وإلى ماذا تهدف ؟ فسر الكلام بظواهره لا تتعمقي في دواخل الكلام.

و لا تخجلي من أهلك وتستحين من طلب حقوقك ومصروفك مثل ما كان قبل أن تتزوجي فأنتي ابنتهم قد سافرتي وعدتي فلك أن تتمتعي بكامل حقوقك.

و حاولي أن توازني في الصرف فهناك فرق كبير عندما كنت مع زوجك وفرق عندما تكونين عند أهلك.

و كوني واثقة من نفسك عندما يسأل أحد عن تجربتك السابقة لا تحزني جاوبي بأنها تجربة ومرت لا تسهبي في ذكرها كثيراً.

و لا تنتقصي من زوجك أو تذكرين معايبه حتى لا تسقطي من أعين المجتمع أثني عليه حتى ولو كان سيئا أو على الأقل قولي الله يذكره بالخير وتمني له الخير.

و كوني دائما متفائلة واثقة مع كل صباح ستشرق شمس حياتك من جديد .

و لا تستعجلي في الزواج مع أول زوج يقدم إليك يجب أن تدرسي الزوج القادم دراسة عميقة حتى لا تتكرر تجربتك السابقة.

و لا تشترطي كثيراً على زوجك القادم وتطلبيه بمواصفات خاصة حتى لا يفوتك قطار الزواج وتعنسي.
في النهاية أتمنى للجميع حياة زوجية سعيدة ...

أختكم ... أمــــــــــــل

[طالبة العفو من الله]

موضوع مهم أختي أمل وبجد بمنتهى السلاسة والاسلوب الرائع تمكنتي من شرح فكرتك ونصيحتك لكل إمرأة مطلقة بإسلوب جميل ،
فالطلاق ليس نهاية العالم ولا الدنيا وليست كل إمرأة مطلقة سيئة أو كانت خطأ فقد تكون أفضل من كثير من المتزوجات ولكن الزواج رزق والطلاق رزق والابناء رزق كل شيء في الحياة رزق من الله ولنا أن نحمد الله على كل شيء ، ولتنظر كل مطلقة للغد نظرة فيها أمل طالما كانت إنسانة مظلومة فأكيد سيخلف الله عليها خيراً من زوجها السابق والأهم ان تتقي الله في نفسها وتقترب من الله أكثر وتكثر من الإستغفار ....

موضوع جميل أختي أمل ننتظر جديدك الرائع

[youssef0880]