سيد الاستغفار في ظلال سورة النحل - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-10-2020, 09:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي سيد الاستغفار في ظلال سورة النحل

سيد الاستغفار في ظلال سورة النحل











أحمد رضوان محمد وزيري




1- مظاهر كفران النعم.



2- دلائل شكر النعم.



3- وقفة مع سيد الاستغفار.







كفران النعم شؤمٌ في الدنيا والآخــرة:



﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [النحل: 112، 113].







﴿ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾ [النحل: 71].







﴿ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾ [النحل: 72].







ومن مظاهر كفران النعم:



الشرك وإنكار اليوم الآخر والصَّدُّ عن سبيل الله.



تكذيب الرسول والرسالة.



الحلف كذبًا ونقض العهد.



تحويل النعمة إلى معصية؛ مثل: تحويل نعمة الفاكهة إلى حرام مُسْكِرٍ، تحويل نعمة الذرية إلى جهالات، إنكار نعمة الزواج والاستعاضة عنه بالفواحش.







1- الشرك والصد عن سبيل الله والآخرة:



﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 53 - 55]، وقال تعالى: ﴿ إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ * لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [النحل: 22 - 25]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ * وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 88، 89].







2- تكذيب الرسول والرسالة:



﴿ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ * وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ * وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴾ [النحل: 83 - 85].







﴿ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ﴾ قال السدي: "يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم، ﴿ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا ﴾: يكذبون به، وقال قوم: هي الإسلام"؛ [تفسير البغوي]، ويؤيد المعنى الأول الآيةُ التي قبلها: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النحل: 82]، وكلاهما صحيح.







وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ * وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ * إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴾ [النحل: 101 - 105].







3- الحلف كذبًا ونقض العهد:



وفيه صَدٌّ عن الهداية، خاصة إذا كان الحالف كذبًا ذا سَمْتٍ طيب؛ فينخدع به الناس، فإذا اكتشفوا غِشَّه، اعتبروا ذلك خللًا في الدين؛ فينفرون منه، والسبب؟ الشخص الذي كذب ونقض العقد؛ رغبة في متاع زائل يَعْقُبُهُ عذاب أليم؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 94 - 96].







4- تحويل النعم الطيبات التي أحلها الله إلى محرمات:



ومن الأمثلة الواردة في السورة:



تحويل نعمة الفاكهة إلى حرام مُسْكِرٍ:



قال تعالى: ﴿ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [النحل: 67]، وكانت هذه أول آية تفيد التحريم الجزئي للخمر، حتى نزل التحريم الكلي في آية المائدة.







وأد البنات من أبشع صور تبديل نعمة الله كُفْرًا:



﴿ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 57 - 59].







وهناك وأدٌ وقتل من نوع آخر في هذا الزمان؛ ألا وهو: إهمال تربية البنين والبنات؛ مما يؤدي للانتحار، والإدمان، والانغماس في الشهوات، والغرق في لُجَجِ الفتن، والوقوع في حبائل الشيطان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.







بل ونفجع بسماع أخبار عن قتل طفلة لسرقة ذهبها، أو قتل طفل انتقامًا من أهله! ما ذنب الأطفال البُرَآء: ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ [التكوير: 8، 9].







تبديل نعمة الزواج العظيمة:



قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾ [النحل: 72]، انحرف عنه البعض مُدَّعِيًا أنه نظام اجتماعي فاشل، ليجد نفسه فريسةً للفواحش والأمراض التي تصيبه بسبب الزنا، ناهِيكَ عن أمراض القلوب؛ بسبب اتخاذ الأخدان التي نهى الإسلام عنها، إنه استبدالٌ للشر بالخير، فلن يجد أحدٌ السكن والمودة والرحمة خارج إطار الزواج.







قال البغوي في هذه الآية: "﴿ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾: من النِّعَمِ والحلال، ﴿ أَفَبِالْبَاطِلِ ﴾: يعني: الأصنام، ﴿ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾: يعني: التوحيد والإسلام، وقيل: (الباطل): الشيطان، أمرهم بتحريم البحيرة، والسائبة، و(بنعمة الله)؛ أي: بما أحل الله لهم (يكفرون): يجحدون تحليله".







5- التحايل على شرع الله والاستكبار عن أمره:



﴿ إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [النحل: 124]، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع العِينَةِ؛ وهي: قرض في صورة بيع لاستحلال الفضل، الذي هو ربًا؛ قال محمد بن الحسن: "هذا البيع في قلبي كأمثال الجبال اخترعه أكَلَةُ الربا"؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد - سلَّط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه، حتى ترجعوا إلى دينكم))؛ [رواه الترمذي وغيره].







دلائل شكر النعم:



حقيقة الشكر باختصار أن تعترف بأن الله هو المُنْعِمُ، وتسعى بنعم الله فيما يُرضِي الله، ترجو ثواب الله، وأن تعمل بجوارحك في طاعة الله، فتستخدم نعم الله فيما يرضي الله، وتَكُفَّ جوارحك وخواطرك عما يُغضِب الله؛ فاليد لا تمتد للحرام، واللسان يكف عن الأعراض وكل ما حرَّم الله، ويعمل بما يرضي الله من ذكرٍ لله، ودعوة إليه، وصلح بين الناس، وعدل وإحسان، والقلب يعمل على تحقيق الإيمان والتفكر في آلاء الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]، فكل طاعة ترضي الله تدخل تحت العدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وكل معصية تُغضِبُ الله تدخل تحت الفحشاء والمنكر والبغي، فهذه آية جامعة تدل الناس على كل أبواب الخير كلها، وتحذِّرهم من أبواب الشر كلها.







دلائل شكر النعم في سورة النحل هي:



1- الإيمـــان.



2- العمل الصالح، بطاعة الرحمن، وعدم اتباع خطوات الشيطان.



3- الاقتداء بالخليل إبراهيم في شكره لله، ودعوته إلى الله، وجميع أخلاقه التي استحق بها أن يكون في منزلة أمة كاملة.



4- الدعوة إلى الله.



5- الوفاء بالعهد.



6- تحري أكل الحـلال من الطيبات وتحليل ما أحلَّ الله، وتحريم ما حرَّم.



7- التـــوبة من تقصير عن شكر نعمة، أو جزع عند مصيبة، أو إصرار على معصية.







1- الإيمـــان:



فالإنسان الباحث عن الحقيقة حين يتفكر في نِعَمِ الله، يحمله ذلك على الإيمان بالله تعالى؛ وفي سورة النحل ثلاث آيات متتالية تنتهي بـــ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 11]، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [النحل: 12]، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [النحل: 13]، حين يتفكر الانسان ويتدبر ويتذكَّر، تكون النتيجة معرفةً بالله، وشكرًا له، واهتداء إلى سبيله؛ قال تعالى: ﴿ ... وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [النحل: 14، 15]، ويكون اعتقاد المؤمنين في الوحي والنِّعَمِ عندما يُسألون عنها أنها الخير كله؛ كما قال تعالى:﴿ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 30، 31]، "وكان يرِدُ الرجل من العرب مكة في أيام الموسم، فيسأل المشركين عن محمد عليه السلام، فيقولون: ساحر، أو شاعر، أو كاهن، أو مجنون، ويسأل المؤمنين، فيقولون: أنزل الله عليه الخير والهدى؛ والمراد: القرآن، وقيل: إن هذا يُقال لأهل الإيمان يوم القيامة"؛ [تفسير الإمام القرطبي].







كل واحد منا ينظر أين هو من الإيمان بالله: هل يزداد إيمانه أو ينقص؟








2- العمل الصالح بطاعة الرحمن وعدم اتباع خطوات الشيطان:



﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، وتلك حقيقة الشكر: العمل بالجوارح والقلب، ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13].







3- الاقتداء بالخليل إبراهيم في توحيده، وشكره لله، ودعوته إلى الله، وجميع أخلاقه التي استحق بها أن يكون في منزلة أمة كاملة:



﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [النحل: 120 - 123]، فقد استحق إبراهيم أن يكون شيخ الأنبياء لأربع: قدَّم بدنه للنيران، وجعل ماله للضيفان، وقدَّم ولده للقُرْبان، وجعل قلبه للرحمن.







4- الدعوة إلى الله:



﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125]، كل واحد منا ينظر: أين هو من واجب الدعوة إلى الله؟







5- الوفاء بالعهد وحفظ المواثيق:



﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 91]؛ جاء في تفسير الطبري عن بريدة: "قوله: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ﴾: أُنزلت هذه الآية في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم، كان من أسلم بايع على الإسلام، فقالوا: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ﴾: هذه البيعة التي بايعتم على الإسلام، {وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}: البيعة، فلا يحملكم قلةُ محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكثرة المشركين أن تنقضوا البيعة التي بايعتم على الإسلام، وإن كان فيهم قلة، والمشركون فيهم كثرة"؛ [تفسير الطبري].







6- تحري أكل الحـلال من الطيبات، وتحليل ما أحل الله، وتحريم ما حرم:



﴿ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ * فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [النحل: 113 - 116]، كل واحد منا ينظر: أين هو من تحري أكل الحلال؟ فمن شُكْرِ العبد لربه اجتناب الحرام، وتحري الطيبات من الرزق، حتى جعله النبي صلى الله عليه وسلم سببًا لإجابة الدعاء.







7- التـــوبة من تقصير عن شكر نعمة، أو جزع عند مصيبة، أو إصرار على معصية:



﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 119] التـــوبة من تقصير عن شكر نعمة، أو جزع عند مصيبة، أو إصرار على معصية، وقد جاءت هذه الآية في أواخر سورة النحل؛ لمَّا علم الله ضعف عباده، فتح لهم باب التوبة والرجاء في رحمته؛ حتى يتداركوا ما فات بالتوبة والإصلاح، ما دام فيهم عِرْقٌ ينبض.







كل تلك المعاني تضمنها دعاء سيد الاستغفار:



روى البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال: ومَن قالها مِنَ النهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يُمسِيَ، فهو من أهل الجنة، ومَن قالها مِنَ الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة)).







العهد: التوحيد والإيمان والعمل الصالح، والوعد: الجزاء الحسن من الله بدخول الجنة لمن وفَّى بالعهد؛ قال في عون المعبود شرح سنن أبي داود: "قوله: ((وأنا على عهدك ووعدك))؛ أي: أنا مقيم على الوفاء بعهد الميثاق، وأنا موقن بوعدك يوم الحشر والتلاقِ، ((ما استطعت))؛ أي: بقدر طاقتي".







وفي فتح الباري: "قال الخطابي: يريد: أنا على ما عاهدتك عليه وواعدتك من الإيمان بك، وإخلاص الطاعة لك ما استطعت".







وفيه أيضًا: "واشتراط الاستطاعة في ذلك معناه: الاعتراف بالعجز والقصور عن كُنْهِ الواجب من حقه تعالى، ((أبوء بنعمتك))؛ أي: أعترف بها، وأُقِرُّ وألتزم، وأصله: البواء؛ ومعناه: اللزوم، ((وأبوء بذنبي))؛ أي: أعترف أيضًا.







((اللهم أنت ربي)): من آثار ربوبيته سبحانه أن هدانا إليه، وجعل لنا البيوت سَكَنًا، وسخر لنا نعمًا لا تُعَدُّ ولا تُحصى؛ ورد منها في هذه السورة:



نعمة الوحي: ﴿ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ ﴾ [النحل: 2]، نعمة التوحيد: ﴿ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ﴾ [النحل: 2]، ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ﴾ [النحل: 3]، نعمة الإيجاد: ﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ ﴾ [النحل: 4]، نعمة الأنعام: ﴿ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ ﴾ [النحل: 5 - 7].







الهداية إلى الصراط المستقيم: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ﴾ [النحل: 9]، نعمة إنشاء المراعي: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 10، 11]، نعمة التسخير: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ * وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 12 - 14]، ﴿ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [النحل: 15] وهو تمهيد الطرق، ﴿ وَعَلَامَاتٍ ﴾ [النحل: 16] لمعرفة الطريق، ﴿ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [النحل: 16] في معرفة الطُّرُقِ ليلًا.







ثم تأتي هذه الآية في طيَّاتِ ذكر النعم لتقول للإنسان: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]، ونعمة إرسال الرسل: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ﴾ [النحل: 36]، ومن نعم الله الجليلة رؤية هلاك الضالين؛ ففيه عبرة للمعتبرين: ﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النحل: 45]، نعمة التحلُّمِ علينا: ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ [النحل: 61]، ونعمة تسخير الأنعام: ﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ * وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ﴾ [النحل: 66، 67]، نعمة العسل من بطون النحل: ﴿ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾ [النحل: 69]، نعمة الأرزاق: ﴿ وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ﴾ [النحل: 71]، ونعمة الزواج: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ﴾ [النحل: 72]، ونعمة الإدراك والعلم بجَعْلِ السمع والبصر والأفئدة: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78]، نعمة الطيور: ﴿ أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ ﴾ [النحل: 79]، نعمة المساكن: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ﴾ [النحل: 80]؛ وهي بيوت المدينة، ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ﴾ [النحل: 80]؛ وهي بيوت البادية، ﴿ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ﴾ [النحل: 80]، ونعمة الظلال: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا ﴾ [النحل: 81]، ونعمة وجود الملاجئ الآمنة في الجبال: ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا ﴾ [النحل: 81]، ونعمة اللباس: ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ ﴾ [النحل: 81]؛ أي: في الحروب.







وجاء في خاتمة هذه النعم: ﴿ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ﴾ [النحل: 81]، هذا جزءٌ من نعم الحياة الدنيا، وفي كل نعمة منها نعمٌ لا تُعَدُّ ولا تُحصى، فماذا عن نعيم الدين، ونعيم الحياة الآخرة؟








نسأل الله الثبات على الإيمان حتى نلقاه.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.77 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.42%)]